19 سبتمبر 2012

من وصايا الرئيس الشهيد صدام حسين.. منتهى الحكمة



1- لا تستفز الأفعى قبل ان تبيت النية والقدرة على قطع رأسها.. ولن يفيدك القول أنك لم تبتدئ ان هي فاجأتك بالهجوم عليك وأعد لكل حال ما يستوجب، وتوكل على الله.
2- لا تقرب إليك من يظنك تحتقره.

3- لا ترتب لمن لا دالة لهم عليك ماهو أكثر من استحقاقهم، لأنك إن فعلت ذلك من أجل فضيلة توهموا أنها استحقاقهم، فإن قصر فعلك عن مستواه لاحقا، عدوه تقصيرا منك، أو موقفا لايحمل كامل المودة، وبذلك تخسر من تبره،بدلا من ان تكسبه.

4- إذا لم تقصد الذهاب الى كامل المدى، عليك أن تبصر عدوك بعواقب الأمور، عندما يكون قصدك أن تتفادى الصراع معه، إذ ربما لايكون قد قرر الذهاب بالصراع إلى كامل المدى، وما فعله الذي أوحى لك بأنه يقصد الصراع لكل مداه إلاحماقة حجبت عنه إمكانية أن يبصر عواقب الأمور، وقد يكون تبصيرك إياه مما يبعده ان يتوغل في مداه، وإذا ما قررت أن تصطرع مع عدوك، فأظهره على حقيقتة كمعتد، ولتكن الضربة الكبيرة منك، والضربة الحاسمة لك.

5- أسرع وعجل في الخير وتريث وتأن في مايحلق ضرار بآخرين... ولاتتردد في إنفاذ الحق الى ميدانه ولطم الباطل حيثما ذر قرنه.

6- لا تساو بين الجبناء والشجعان، ولابين المخلصين ومن لم يستقروا بعد على موقف واضح ولابين النزهاء والمدنسين، ولابين الصادقين والكاذبين... ولابين القمم ومجرد مثابات دالة فوق أرض مستوية.

7- ان حكمت فاحكم بالعدل، ولاتدخل الهوى في ما يثقل حكما، أويدع مجرما لايرجى إصلاحه يفلت من عقاب.

8- عندما لا تحضر ميدان العمل والقتال لسبب مسوغ، لاتدع ظلك يغيب عن المكان، أو لايكون صوتك مسموعا.

9- أرسم خططك العامة على قدرة الأغلبية واستنفرها على ما هو أعلى، واجعل النخبة حداتها إلى حيث صعودها الدائم بالعمل القيادي.. واجعل أول القوم يرى آخرهم وآخرهم يرى أولهم.

10- اجعل الرحمة تاج العدالة، والحزم بديلا عن التردد.. والتأني بديلا عن التسرع والحكمة بديلا عن التهور، والعقل بديلا عن الحماقة، ولا تعط عدوك فرصة عليك.

11- لاتجعل عدوك يطمع في صفحك ولاصديقك ييأس منه.

12- إذا رأيت أن غضبك قد يفضي الى قرار تندم عليه، تريث، لتتخذ قرارك في ظرف لايداخله الهوى، فيحرفه عن مقصده، أو يسد طريق الرحمة في قلبك اليه.

13- لا تساو بين صديقك وعدوك، حتى لوحصل صلح مع الأخير، لكي لايستهين عدوك بك، ويستخف صديقك بمعاني الصداقة وحقوقها.. وأعط كل واحد استحقاقه، على أساس وصفه..

14- ضميرك وعقلك سلطانك، وليس لسانك وهواك،فاربط لسانك بعقلك واجعل ضميرك رقيب هواك.

15- أحرص على أن لا تظلم أحدا..فخير لك أن يفلت منك من يستحق عقاب فتلوم نفسك من أن تظلم انسانا فتعنفها.

16- إئتمن من يكون أمامك في الملمات، ولايتحدث عن نفسه، واحذر من يكون ضمن صفوفك، ويعمل لنفسه حسب.

17- احرص على سرك، ولاتفرط به وأودع ما ترى أنه ضروري منه لدى من أخبرته بما هو مثله.. ولاتجعل سرك رسم، أو مفتاح البداية لمن تختبرلسانه وولائه.

18- لا تستهن بالبسيط الذي يصيب سمعتك.. إذ كم من حصاة صغيرة حطمت زجاجا كبيرا.

19- حافظ على اسرار الناس، ولاتضعها في أفواه الآخرين أو تستخدم سر صديق عليه

20- عندما تقرر، لاتندم، وعندما تكتشف خطأ، لاتتردد في إصلاحه ولاتغوينك السبل السهله، عندما تكون السبل التي تدمي قدميك عنوان الذرى أو الخيار الذي بدونه لا تصعد الحياة الى ما ينبغي..

21- اعتمد الرجال الذين لايترددون أمام واجبات صعبة تبدو لك، اول وهلة أنها اعلى من قدراتهم وليس اولئك الذين يختارون منها ما هو اقل من قدراتهم.

22- لايكن مدخلك الى من تعتمد عليه او تهمل اختباره صفة واحدة فيه ولاتدع الفرع بديلا عن الاساس واحفظ لكل دوره على اساس صفاته وموقفه.

23- اجعل صور تعامل المرء في الحياة الاعتيادية امامك واجعل صورته في الظروف الصعبة حاسمة في تقرير درجة الميل في ذراع الموازنة.

24- لسانك موقفك، فلا تهنه، ولاتكثر في وعد لا تستطيع الوفاء به أو وعيد لايجد ما يدعمه في قدرتك.

25- أجعل الكرم سبيلك امام البخل والاقتصاد سبيلك امام التبذير والوصل سبيلك امام التجافي والعفو سبيلك امام الانتقام والمحبة سبيلك امام البغض واذا ما اضطررت الى اختيار بين سبيلين متناقضين، فاجعل الوسط بينهما حالة طارئة تمر بها من غير أن تعتمدها قانونا دائما في حياتك وتعاملك.

26- لاتستخدم كل قدراتك مبادئا بهجوم في صراع مع عدو، لا تقدر انك باستخدامك اياها تحصل على نتيجة حاسمة، اذ ان استخدامك اياها من غير ذلك يحول نتائج الصراع عليك، ويكون عدوك غالبك.

27- لاتجعل من خط البداية لقدراتك ووسائلك في امر الصراع مع عدو وكأنها صورتك النهائية امامة في الزمن اللاحق إذ أن الثبات على هذا جمود وحركة عدوك فيه ميزة فيها عليك، فجدد في وسائلك وتدابيرك وقدراتك بما يزيدها ويغنيها ان اردت الغلبة.

28- لاتنظر الى قدرتك على اساس ما هو داخل نفسك فحسب، وانما على اساسه واساس تأثيرك في غيرك ايضا وإذا ضعف من يهمك أمره أو يشاركك في فعل جمعي لا تبن مجدك على أشلائه او ضعفه وحاول ان تغير ضعفه الى قوة بإسناد وحمايته من ضعف نفسه بما تمنحه من تشجيع وحماية وتبصير وقوة واعلم ان عمل الجماعة حيثما تاسس الفعل عليه واستوجبه الحال أرقى مرتبة ونوعا وأعلى قدرة وان يد الله مع الجماعة ويد الشيطان مع المنعزلين عنها ومن يستأثرون مستغنين عن محيطهم.

29- اعلم بأنه ليس هناك ما هو افضل من تجديد الامل في النصر.. وان العلاقة الإنسانية بين الرئيس والمرؤوس ما يحيى التفاؤل في النفس ويعطيها الثبات للمضي في طريقها في ظروف حرب او صراع تكون الغلبة فيه للمطاولة والصبر والعزيمة.

30- المبادئ ليست سبيل الحياة لترتقي حسب، وانما هي تاجها.. فلا تهبط بالمبادئ الى مستوى وسائل متدنية، ولاتدعها معلقة من غير سند يعيطيها الحيوية، وقدرة التجديد بصلتها بالحياة.

31- لا تجعل المادة قاعدة ومرجع المعاني الروحية والاعتبارية في نفسك ولاتدع هذه المعاني من غير قدرة ملموسة تردفها وتباريها.. واذا ما وضعت امام اختيار ؛ فأختر ما يرضى روحك ؛ مصدر قدرتك.

32- لا تسخدم الامجرباً في أمر ليس بإمكانك إستكشاف مداه كله عند خط البداية.. ولاتحرم من ينبغي تجربتهم من أمر أو ميدان جديد.

33- لاتجرح روح صديق بنصيحة، ولاتحرمه منها، ليعرف خطأه.

34- الطريق المجرب ليس هو الأفضل دائماً، والحكمة ليس في اهماله دائماً.

35- اجعل عدوك امام عينك، واسبقه، ولا تدعه خلف ظهرك.

36- اجعل اهتمامك بالفرصة التي تنتزعها، وليس في الفرصة التي تمنح لك.

37- لاتكن فرصتك على حساب نفسك فتخسر نفسك.. واكسب نفسك إذا ما أجبرت على خسارة فرصتك.

38- الفرصة الحقيقية هي التي تغتنمها، لا التي تتصورها ممكنة حسب.

39- ادرأ الندم بالحكمة، لكي لا يكون الندم حقيقة تنوء بحملها.

40- الشره في الطعام والشراب شره في الحياة... ومع ا ن للشرهين بوجه عام قلوباً كقلب سمكه، فلا تجعل لهم سلطاناً كبيراً على الناس... لأن قيادة الناس بحاجة الى من له قلب انسان، يحب الناس، ويكره الأفعال المكروهة.. يغضب ويرضى.. يثور ويهدأ.. يقطب مابين حاجبيه ويبتسم .. يرجف شاربه، لأمر مرفوض، أو يزهو لما يريح النفس.. وان يتوازن في نظرته وتصرفه أزاء الحياة وان يعتدل في الطعام والشراب ولايفرط فيهما.

41- لا تجعل لمن يداري شهرته بالمال، أو يجعله الاساس فيها، سلطاناً على مال للدولة ولا لمن يداريها بالإظهار سلطاناً على أجهزة دعاية واعلام، ولا لمن يداريها بالفتوحات، بغض النظر عن وصفها، ومقدار الحق والباطل فيها، سلطاناً على جيش، ولاتول حقير الوزن والتأثير والموقف على الناس.. ولا لمن يغدر في ظلام أو لا يخشى الله، سلطاناً على أجهزة الأمن القومي.. وول على كل عنوان، وأي عنوان؛ القوي الصادق الامين.

42- لسان الناس كتاب على الارض، فلا تهمل قراءته، ولا تصدق كل ما تقرأه فيه.

43- من مدح نفسه امامك ولم يسبقها بما هو حق عن فعل الآخرين، صار شاهداً على ذمها، اذا كان عدم اظهاره لها لا يسبب له حرجاً.. فاعرف ذلك، واعرفه.

44- لا تستهن بالبسيط الذي يبني سمعة طيبة، ولا بالبسيط الذي يسيء الى سمعتك، واعلم أن اساس كل حريق شرارة... وقطرة من عطر تملأ باحة بأريجها.

45- اجعل قدمك على الارض، في الوقت الذي يمتد بصرك الى الأفق، ولاتحرم نفسك من الصلة بالأرض والسماء معاً.. اذ ليس أي منهما وحده بديلا كافيا في الحياة.

46- استفد من دروس غيرك، قبل ان تدفع ثمنها، فان لم تستطع، فمن دروسك قبل ان يثقلك ثمن ما تدفعه عن المتراكم منها، فتغرق، وان لم تستطع، أخشى أن توصف بالغباء والحمق، أو ان يكون مصيرك التعاسة، أو الهلاك.

47- تجنب الشر، ولاتكسبه، وادرأه بالحسنى، كلما وجدت الى ذلك سبيلا، ومن غيرك ان يكون لذلك ثمن منك لمصدر الشر، ولكن عليك ان تتحسب له.. واذا ما غشاك فلا تلتو امامه، وواجهه بما يستحق، واطرد شيطان الضعف من نفسك، ذلك لأن الله يحب الشجعان، ويخشاهم الشيطان، ولأن الشر شيطان الحمقى والمتجبرين، والضعف شيطانه آخر، فاطرد الشياطين بالاقتدار المؤمن الفعال من نفسك وفي ساحة المنازلة، وحطم نواميسهم على سندان قدرتك بعد الإتكال على الله.

48- لا تجعل ماضيك كل ما تستند اليه كمصدر لقدرتك وتأثير فعلك، اذ أنك بهذا تكون قد أتكأت عليه حسب، وانما اجعله جذر قوتك وفعلك.. وكن حيويا ومؤثرا وسط الحاضر، في الوقت الذي تمتد ببصرك، وطموح فكرك الى المستقبل كله.

49- احذر من نفسك قبل عدوك وانتبه الى صديقك قبل خصمك.

50- اساس المعدن الأصيل الطيب للرجال ان يستحوا من أي نقيصة، فمن لا ترى انه يستحي من ذلك فلا تعتمده في مهمة خير، واجعله يجادل خصومك واعدائك حسب.

51- لا تعمل كل ما أنت قادر على القيام به، وانما ما يعد صحيحاً ومشروعا ً على اساس المبادىء التي تؤمن بها، بعد الأتكال على الله.

52- لا تطالب بما هو ليس حقا لك، ولا تتنازل عنه الا لمن هو احق منك به، ووازن بين الحق وما يقابله من واجب، او التزام، لأن من يسعى الى حق من غير واجب أو التزام يقابله، عالة على غيره، ومن يقوم بواجب أو التزام من غير حق قد يضع نفسه موضع المستغل الضعيف، وأي منهما ليس من صفات العراقي والعربي الأصيل المؤمن...

53- اذا أردت أن تجعل خطأك بأقل ما يمكن، وان تكن صاحب عدل الى اقصى ما يمكنك في ذلك، تذكر ان الشيطان ينزع القلوب الضعيفة، ويعشش داخل الصدور الخالية من الايمان، واجعل نفسك مكان غريمك او خصمك، لتعرف هل ان الحق لك، أو أن حق خصمك وغريمك يعلو عليك.

54- تذكر دوماً انك قد تندم على تصرف او قول ينفلت الى ميدانه قبل اوانه، او في غير ما دقة بحق من قصدته فيه، ولكنك لن تندم على صبر يطول مداه، اذا كان في اساسه تصميم فعل يقتضي ذلك...

55- لا تختر في موقع القيادة اولئك الذين يشيرون الى ما هو اعلى من دورهم في النجاح أو النصر، ويتنصلون عن مسؤوليتهم في الاخفاق أو الفشل...

56- اختر للعناوين الرفيعة من أعد نفسه ليمنحها قدرة لتكون افضل في خدمة قضية الشعب والأمة، لا أولئك الذين ينظرون اليها على انها وسيلة فرصتهم، ليكونوا بها أفضل على حساب الشعب والأمة ومصالحهما...

57- ايها الشباب اذا سبقكم من ترون انه سابق لكم بما هو مادي أو مظهري، فلا تعقبوا اثره، واختاروا طريقكم الخاص المشرف، اذا كان طريق من سبقكم على غير هذا الوصف، واسبقوه الى ما هو روحي واعتباري، وبالثقافة، والموقف، والتحصيل الدراسي، والعمل الشريف المشروع، إذ أن موقفكم على هذا هو الأعمق أثراُ والأكثر رسوخاً، والأعلى منزلة... وغيره قد يكون الى زوال.

رسالة إلى الرئيس د.محمد مرسى



د.يحيى القزاز
سيدى الرئيس يظل الاحترام دوما بين الحاكم والمواطن بقدر احترامه للشعب، وادراكه ومتابعته لهمومهم، والوقوف عليها بنفسه، وليس بعين وأذن وألسنة مستشاريه أو مساعديه. وتكون الخطيئة القاتلة فى التبرير دوما من قبل حاشية الرئيس لأفعال غير مقبولة بأن الرئيس لا يعلمها ولا يرضاها، ولا نظن أن الرئيس مغيب أو يقلد من ثار الشعب عليه.
مصر الآن تختلف كثيرا عما تمنيناها، وتقترب بدرجة ملحوظة إلى ما كرهناه. نعرف أن أمن وتأمين الرئيس الوطنى شيئ هام لأمن وتأمين الوطن والمواطن، والاستمرار فى عمليات أمن الرئيس وتأمينه، والابتعاد عن مشاكل الشعب تأتى بنتائج عكسية. مايدور فى مصر الآن واستعادة هيبة الشرطة على حساب الأبرياء بالاعتداء على المعتصمين فى جامعاتهم وقتل المتظاهرين الغاضبين لإساءة النبى فى ميدان التحرير واتهامهم بالبلطجة، وترك الأمن العام منفلتا فى ربوع مصر، وانتشار ظاهرة الخطف والقتل والاغتصاب دونما مواجهة من شرطة أحد فلول النظام البائد اللواء أحمد جمال الدين، وازدواج خطاب جماعته بالانجليزية مع الغرب  وبالعربية مع المسلمين يضع الرئيس فى حرج. أظن أنك تذكر ممارسات الجلاد "حبيب العادلى" كانت عاملا معجلا فى سقوط مبارك وأعوانه، ولا أتمنى أن تكون ممارسات "أحمد جمال الدين" وزير داخليتك عاملا مبكرا فى التحريض على كراهيتك. مازال الناس ينسبون الأخطاء لرئيسهم كما الحسنات والتوجيهات.
وبعين الراصد لا المتربص، نرصد إسرافا فى محاولة تأمين السلطة لك، وترك المجتمع ينتفخ، والمظاهرات الحقوقية تنفجر. كنتم تعلمون وأنتم تصارعون على الرئاسة، أنكم مقبلون على رئاسة أرضها بور وحجراتها خرابة، وخزانتها خاوية، ومع ذلك أسرفتم فى الوعود، وبالغتم فى القدرة على تحقيق الآمال والأمن والاستقرار وتلبية المطالب الحقوقية التى يسميها النظام حاليا بالفئوية، وحددتم موعدا مائة يوم، وانا أعلم أنها قليلة جدا فى المراحل الانتقالية.. لكنكم وعدتم وأكدتم فتعلق البسطاء والمقهورون بالأمل، ولم يحتملوا ومازالوا يعانون ويمنون النفس بالتمنى بين مصدق ومرتاب. الشفافوباية أهم ملامح الحكم النظيف، وهى العنصر الحاكم والعاصم للشعب من الانفلات والزلل، والشعب بحاجة إلى مصارحة قبل المصالحة مع الفلول الذين اطصحبتهم فى زيارتك للصين وهم رجال مال استفادوا من العصر البائد ويستفيدون من العصر الحالى.. وللاسف هذا بعلمكم وموافقتكم. ووزارة تحكم من اختياركم غالبيتها من الفلول وكأن الثورة لم تقم، والشباب لم يصابوا ولم يستشهدوا، وأخشى أن يدون التاريخ فى مضبطته بأن أول حكم كان بعد ثورة  25 يناير 2011 هو حكم "الإخوافِل" فى زمن "الإخوافِل" بكسر الفاء، و"الإخوا فل" هى كلمة مركبة من كلمتين: الإخوان والفلول، ولتخفيف النطق ادمجتا الكلمتان وصارتا كلمة واحدة "الإخوافِل". نريد أن يكون الحكم –حتى لو اختلفنا معكم- يسمى بحكم "الإخوافل" بضم الفاء لمصلحة مصر قبل الجماعة، وأحداث التاريخ تؤكد الحقيقة الجيولوجية الأزلية بأنه لاشيئ ثابت على الأرض إلا التغير. ولا تفرحوا وتغرنكم قوتكم وأعدادكم وتنظيمكم الواحد القوى وتفاخرون بجاهزيتكم وانفراط عقد غيركم، فالأحادية هى الميل وعدم الاتزان، والثنائية هى اتزان كفتى الميزان، والحكم الرشيد بحاجة إلى معارضة قوبة وميزان ذى كفتين وليس كفة واحدة يمسك صاحبها برمانتها يرفعها ويخفضها ويزود وينقص كيفما يشاء. هذا التنظيم الواحد القوى يذكرنا بنتظيم "الحزب الوطنى" أيام "مبارك المخلوع" فى مقابلة أحزاب ورقية هزيلة، ويشابه الحزب الواحد "الاتحاد الاشتراكى العربى" مع الفارق أن "الاتحاد الاشتراكى" لم يدع ديمقراطية زائفة، ولم يفاخر بفوز من أغلبية شعبية على معارضة ورقيةغير موجودة، كان حزبا واحدا واضحا لم يدع ديمقراطية سياسية ولا تعددية حزبية. ومن الواضح أنه لا الحزب الواحد ولا الحزب الأقوى بين أحزاب هشة أقام نظاما ديمقراطيا ولاحقق استقرارا لدولة. وماحدث من حصد الجماعة لمراكز البرلمان فى خضم الثورة كان نبيجة لعوامل كثيرة غابت عنها ندية المنافسة لعدم تكافؤ الفرص واتسمت بغطاء ديمقراطى لايستر عورتها. وبدا الشباب  الذين قاموا بالثورة، وكأنهم عامل حفاز ضحوا من أجل استلام الجماعة الحكم قبل أن ينظموا صفوفهم ويكونوا تيارهم.
 وما أرجوه –خشية مما سمعته- إقامة نصب تذكارى للشهداء فى منتصف ميدان التحرير فى الحديقة الدائرية، مع الحفاظ على شكل وطابع الميدان كما هو وقت قيام الثورة لأنه الشاهد الحى الوحيد على الثورة، والأثر الباقى منها، ونحذر من دعاوى نسمعها الآن من وزرائك تدعو إلى تطوير وتحديث الميدان وتحويله إلى ركن للمكلمة والخطابة والتسالى يسمى "هايد بارك كورنر" تشبها بركن ومكلمة لندن الشهير، نحن لانريدها مكلمة ترفيهية، نحن نريد شاهدا حيا، يذكر ويحكى للأجيال القادمة نبل ثورة وعظمة شعب، وتضحية جيل استشهد ليحكم غيره ويعيش شعبه من بعده مرفوع الرأس، ويستقر وطنه فى حرية وأمان. التطوير وتغيير معالم الميدان ولوكان للأفضل هو القضاء على شهود الثورة ورواة أحداثها. لانريد محاكاة للـ "هايد بارك كورنر"، فى المحاكاة خيانة وفى الإبقاء على الأثر أمانة.
مازال يحدونا الأمل فى إدراك واستدراك الخطا الذى يقع فيه نظامك حتى ولو كان بسيطا. وأرجو أن أن يكون زيادة دخل المواطن أسبق من قرار إلغاء مجانية التعليم أو ترشيدها بغرض القضاء عليها، إلغاء المجانية يعنى تصحير عقول الفقراء وموتهم بالجهل. وإننى –وأنا لا أنتمى لجماعاتكم- إلا أننى مع عودة مجلس الشعب المنحل، وبقاء مجلس الشورى حرصا على أموال أنفقت من خزينة الدولة، وشعب تحمل عناء الخروج للانتخاب واختار نوابه، كما أن نسب أعضاء مجلسى الشعب والشورى الجديدين لن تتغير كثيرا، فالجماعة لديها السلطة والثروة بالإضافة للتنظيم القوى، وكلها عوامل مؤثرة.  وفى المراحل الانتقالية من تغيير النظم المصحوبة بالفقر المدقع والفساد الذى طغى حتى غطى رؤوس العباد يختار الشعب حزب الرئيس. الانتخابات لاتعرف نظافة اليد ولا طهارة القلب.. إنها الأعداد ذات القلب المطاط، والاستحواز بكل الطرق، وتخدير المشاعر، وغزو البطون وسد الاحتياجات مؤقتا. وكلنا يعلم كيف كانت تصدر الأحكام فى فترة "المجلس العنترى" المدعو بالعسكرى، من يقبل بحل مجلسى الشعب والشورى عليه بأن يقبل بحل رئاسة الجمهورية، وأن تكون الانتخابات للجميع ومن جديد بعد الدستور الجديد.

18/9/2012

18 سبتمبر 2012

علاء الأسواني يكتب...كيف ندافع عن النبى..؟!




سواء كنت مسلما أو مسيحيا أو من أتباع أى دين، فمن حقك أن تمارس شعائر دينك، ويجب أن يحترم الآخرون عقيدتك الدينية، فلا يسخر أحد من معتقداتك أو يحقرها. من حق المسلمين إذن أن يغضبوا عندما يشاهدون فيلما ركيكا ورديئا يقدم نبى المسلمين بصورة سيئة وكاذبة ومستفزة. كان المسلمون على حق أيضا عندما غضبوا من الرسوم المسيئة للنبى التى نشرت فى الدنمارك من سنوات وكانوا أيضا على حق عندما غضبوا من فيلم «فتنة» الذى أنتجه المتعصب الهولندى خيرت فيلدرز عام 2006 ليسىء إلى الدين الإسلامى ويعتبره أصل الإرهاب فى العالم. فى كل هذه الوقائع كان المسلمون على حق فى غضبهم، وكانت أمامهم معركة مشروعة من أجل إقناع الرأى العام فى العالم بأن من حقهم كبشر أن يتمتعوا باحترام كامل لمقدساتهم الدينية. لكن للأسف فإن المسلمين فى كل هذه المعارك خسروا حقهم وساهموا بأنفسهم فى تشويه صورة الإسلام والمسلمين. السبب أنهم تركوا العنان لمشاعر الغضب وفاتتهم الحقائق التالية:

أولاً: طبيعة حرية التعبير فى الغرب

الناس فى المجتمعات الغربية تخلوا منذ عقود عن فكرة قداسة الدين، وبالتالى هم يعتبرون نقد الأديان مباحا من باب حرية التعبير. أمام كل فيلم يسىء للإسلام فى الغرب هناك عشرة أفلام تسىء إلى المسيحية يتم إنتاجها وعرضها، ويغضب المتدينون المسيحيون ويدعون إلى مقاطعتها ويرفعون القضايا من أجل إيقاف عرضها وغالبا ما يفشلون فى ذلك. وفى الغرب ملحدون يتحدثون فى وسائل الإعلام فيصفون السيد المسيح بأنه وَهْم، ويهزأون من فكرة أن يكون الله قد أرسل أنبياء أساساً ويهاجمون الكنيسة بضراوة باعتبارها مؤسسة رأسمالية فاسدة. يحدث كل ذلك هناك فلا يستوقف أحدا ولا يغضب أحدا لأن كل إنسان من حقه أن يعتقد ما يشاء فى حدود القانون الذى لا يجرم نقد الأديان وإنما يجرم التحريض على الكراهية..

لا عقوبة فى الغرب على من يكفر بالدين أو ينكر الأنبياء، لكن العقوبة تقع على من يحرض الناس على كراهية أتباع دين معين وهذه التهمة لابد من إثباتها أمام المحاكم... ولو أن المسلمين أدركوا طبيعة المجتمع الغربى لكانوا استفادوا من حرية التعبير فى الغرب وأنتجوا أفلاما جيدة تقدم حقيقة الإسلام إلى الجمهور الغربى الذى يتوق إلى المعرفة، ولو أن المسلمين فهموا طبيعة الغرب لخاضوا معركة قانونية ولجأوا إلى أكبر المحامين هناك لمقاضاة صانعى الأفلام المسيئة للإسلام لأنها تحرض على احتقار المسلمين وكراهيتهم إذ تصورهم باعتبارهم همجا متوحشين يسفكون الدماء على أهون سبب.

لكن المسلمين لم يفعلوا ذلك واستسلموا إلى الغضب بلا تفكير مما دفعهم إلى تصرفات خاطئة وأحيانا إلى جرائم أكدت للأسف الصورة السلبية التى تريد الأفلام المسيئة إلصاقها بالمسلمين. كيف نقنع العالم بأن الفيلم المسىء للرسول كذب وافتراء، وقد قام المسلمون فى ليبيا بقتل أربعة دبلوماسيين أمريكيين بينهم السفير الأمريكى الذى نشرت وكالات الأنباء صورة جثته والصبية الليبيون يسحلونها ويعبثون بها؟!. هل من الإسلام أن نقتل رجالا أبرياء كانوا يمثلون بلادهم فى ليبيا ولا علاقة لهم من قريب أو بعيد بالفيلم الذى أثار غضبنا.

ثانياً: طبيعة السلطة فى الغرب

نعيش نحن العرب فى مجتمع الاستبداد، حيث يستطيع صاحب السلطة أن يفعل ما يشاء. إذا تشاجرت فى مصر مع بواب منزلك فسوف تتصل بأحد معارفك من الضباط لكى يتولى تأديبه وإذا تشاجرت مع الضابط فسوف تبحث عمن يعرف مدير الأمن ليؤدب الضابط. أما رئيس الجمهورية أو الملك أو شيخ الإمارة فله السلطة كاملة غير منقوصة، يستطيع أن يغلق القنوات التليفزيونية والصحف ويلقى بالمواطنين فى السجون ويلفق لهم ما شاء من التهم. فى ظل هذه السلطة المطلقة يكون كل ما يبث فى وسائل الإعلام أو ينتج فى السينما بالتأكيد من مسؤولية الحاكم لأنه لو لم يكن راضيا عنه لأوقفه.

عندما تشن وسيلة إعلامية عربية حملة ضد المسؤولين فى بلد عربى آخر فإن المسؤولين المتضررين عادة ما يشتكون إلى حاكم البلد الذى يهاجمهم الإعلام فيه، عندئذ يستطيع الحاكم أن يوقف الحملة ضدهم بإشارة من إصبعه وربما (إذا أراد إكرامهم) يأمر بإغلاق القناة أو الصحيفة التى تطاولت عليهم.. للأسف فإن مسلمين كثيرين يعتقدون أن المجتمع الغربى يسير على طريقتنا، وبالتالى فهم يحملون الحكومات الغربية مسؤولية كل ما ينتج من أفلام ويكتب من مقالات فى الغرب. هذا التصور الساذج عن النظام السياسى الغربى يدفع الكثيرين إلى تصرفات خاطئة. المجتمع الغربى ديمقراطى، وبالتالى فإن كل مسؤول فى الدولة له سلطات محددة لايمكن أن يتخطاها وإلا تم عزله من منصبه وحوكم.

رئيس الجمهورية فى الغرب لا يملك أن يتدخل فى محتوى ما ينشر فى وسائل الإعلام وهو لا يستطيع أن يغلق جريدة أو قناة تليفزيونية وإنما الصحافة هى التى تستطيع عزل الرئيس إذا أقنعت الناخبين بأنه لا يصلح لمنصبه. لا تستطيع أى حكومة غربية أن تمنع عرض أى فيلم وإلا تعرضت إلى فضيحة سياسية قد تؤدى إلى سقوطها. هذه حقيقة لا يدركها مسلمون كثيرون وبالتالى يقتحمون السفارات الغربية ويحرقونها ويقتلون الدبلوماسيين الأبرياء ظنا منهم أنهم بذلك يضغطون على الحكومات لكى توقف عرض الفيلم المسىء للإسلام. تكون النتيجة أن تتأكد الصورة السلبية عن المسلمين باعتبارهم همجاً وإرهابيين.

ثالثاً: ازدواج المعايير فى البلاد العربية

لا يمكن أن ننادى باحترام المبادئ بينما نحن أول من يخالفها. عندما يصدر فيلم يسىء للإسلام أو يتعرض المسلمون فى الغرب إلى تمييز ضدهم فنحن نغضب هنا وننادى باحترام حق المسلمين فى الغرب فى ممارسة دينهم.. لكننا فى بلادنا العربية للأسف لا نحترم حقوق مواطنينا الذين ينتمون إلى أديان مختلفة. هل من حق الحكومة السعودية أن تعترض على منع النقاب فى فرنسا وتنادى باحترام الأقليات بينما هى تضطهد الشيعة فى بلادها وقد أرسلت قواتها لتقتل المواطنين الشيعة فى البحرين لمجرد أنهم تظاهروا وطالبوا بحقوقهم..؟

هل من حق السلفيين المصريين أن يطالبوا باحترام حقوق المسلمين فى الغرب بينما هم فى بلادهم يعتبرون الأقباط مواطنين من الدرجة الثانية لا يجوز لهم تولى رئاسة الجمهورية ولا قيادة الجيش ويعتبرون البهائيين كفارا مرتدين يجب استتابتهم فإن لم يتوبوا يجب قتلهم...؟ فى مصر الآن مواطن حوكم وألقى به فى السجن لمجرد أنه شيعى.. فى مصر ترفض الدولة أن تعترف بحق المواطنين البهائيين فى تسجيل ديانتهم. كم مرة اعتدى المتطرفون المسلمون على الأقباط لأنهم أرادوا بناء كنيسة..؟!. كم مرة خرج مشايخ متطرفون ليحقروا من عقيدة الأقباط ويعتبروهم كفارا لا يجوز الترحم على موتاهم وحرام على المسلمين تهنئتهم بأعيادهم..؟!

فى مصر تهمة اسمها «ازدراء الأديان» لا تطبق إلا على من يتطاول على الإسلام، أما الذين يطعنون فى عقائد الأقباط أو الشيعة أو البهائيين فهؤلاء آمنون لا تتم محاسبتهم أبدا.. منذ أيام وضع شاب مصرى قبطى اسمه «ألبير صابر» الفيلم المسىء للرسول على صفحته الشخصية فى موقع «فيس بوك» فتجمع أهالى المنطقة التى يسكن فيها لكى يقتحموا بيته ويعتدوا عليه، وعندما استغاثت والدته برجال الشرطة جاءوا وبدلا من أن يحموا المواطن ألبير من الاعتداء قبضوا عليه وقدموه للمحاكمة بتهمة ازدراء الأديان، ووأعز الضابط إلى السجناء فظلوا يضربون ألبير حتى أصيب بجرح قطعى خطير فى عنقه.. ما الجريمة التى ارتكبها ألبير صابر؟!. أنه تفرج على الفيلم المسىء ووضعه على صفحته الشخصية.؟. ملايين المصريين شاهدوا الفيلم المسىء وتناقلوه على «فيس بوك» فلم يقبض عليهم أحد بل إن الشيخ خالد عبدالله أول من عرض هذا الفيلم فى قناة الناس على ملايين المتفرجين.. لكن ألبير قبطى يجوز التنكيل به على أهون سبب، أما الشيخ خالد عبدالله فهو شيخ إسلامى له أن يفعل ما يشاء بغير حساب. هل هذا هو العدل الذى يأمرنا به الإسلام..؟

لقد خرجت المظاهرات فى مصر احتجاجا على الفيلم المسىء للرسول فاشترك فيها الأقباط والمسلمون، كما أصدرت الكنيسة المصرية والجمعيات القبطية بيانات إدانة للفيلم، فى إشارة رائعة لتوحد المصريين دفاعا عن النبى صلى الله عليه وسلم، ولكن ماذا فعل المتطرفون..؟ حملوا لافتات تحقر من الأقباط وتصفهم بـ«عبدة الصليب»، وقال الشيخ وجدى غنيم إن القساوسة شواذ ووصف أقباط المهجر جميعا بأنهم «مومسات»..؟! هل هذا هو السلوك الإسلامى الذى نقدمه للعالم...؟! أحد المشايخ اسمه أبوإسلام قام بحرق الإنجيل وتمزيقه علنا أمام الكاميرات وقال إنه فى المرة القادمة سوف يتبول عليه.. هل يحق لنا بعد ذلك أن نطالب باحترام مقدساتنا إذا كنا نفعل ذلك بمقدسات الآخرين الدينية..

فى النهاية فإن معركتنا لوقف الإساءة للإسلام مشروعة نستطيع أن نكسبها إذا اتبعنا الوسائل الآتية:

1- يجب أن يعطى المسلمون نموذجا حضاريا (يحض عليه الإسلام فعلا) فى احترام عقيدة الآخرين وحقوقهم. يجب أن نمنح المواطنين فى بلادنا حرية الاعتقاد فيؤمن من يؤمن ويكفر من يكفر ويختار كل مواطن الدين الذى يشاء وتظل الدولة فى كل الأحوال ضامنة وراعية لحقوق المواطنين جميعا بغض النظر عن أديانهم. عندما نحترم نحن مقدسات الآخرين الدينية سيكون من حقنا الدفاع عن مقدساتنا وسيقنع موقفنا الأخلاقى المتماسك الرأى العام فى العالم لكى ينضم إلينا فى منع الإساءة إلى الإسلام.

2- يجب أن نقدم إلى الرأى العام الغربى حقيقة الإسلام. الأموال العربية التى تتراكم من عائد النفط أتمنى أن نوجه جزءا يسيرا منها من أجل إنتاج أفلام عالمية تقدم حقيقة الرسول صلى الله عليه وسلم حتى يعرف العالم الجوهر الإنسانى للإسلام.

3- يجب أن نكشف بالضبط من يقف وراء إنتاج الأفلام المسيئة للإسلام ونستعين بالجالية المسلمة فى الغرب من أجل مقاطعة منتجات أى شركة أو مؤسسة تمول الأفلام المسيئة.

4- يجب أن نلجأ إلى مكاتب قانونية متخصصة فى الغرب لمقاضاة صانعى الأفلام المسيئة للإسلام لأنهم ارتكبوا جريمة التحريض على كراهية المسلمين التى تجرمها القوانين الغربية جميعا.

مهما بلغ بنا الغضب يجب أن ندافع عن النبى بطريقة متحضرة وعاقلة تعكس حضارة الإسلام التى علّمت الدنيا التسامح والعدل والحرية.

الديمقراطية هى الحل

كلنا مشوهون أيها السادة – فهمى هويدي



الأشهر التي مضت من عمر الثورة المصرية سمحت لنا بأن نتفرس في وجوهنا كما تبدت في مرآة الحقيقة، الأمر الذي كشف عن أننا جميعا خرجنا مشوهين من رحم النظام السابق.

(1)

الفكرة المفتاح فيما أتحدث عنه أننا جميعا أبناء بيئة اجتماعية وسياسية واحدة، وإن اختلفت مشاربنا ومرجعياتنا الفكرية والسياسية.

وهذه البيئة خضعت طوال الثلاثة أو الأربعة عقود الأخيرة لنظام اقترن فيه الاستبداد المقيم بالفساد المستشري.
وللاستبداد طبائعه المدمرة. فهو مؤذن بفساد العمران. بمعنى الاجتماع البشري، عند ابن خلدون. وهو أصل كل فساد آخر عند عبدالرحمن الكواكبي،
وقد فصَّل في ذلك في كتابه الشهير الذي تحدث عن تلك الطبائع. ونوه في مقدمته إلى أهمية أن
«يعرف الذين قضوا نحبهم أنهم هم المتسببون لما حل بهم، فلا يعقبون على الأغيار ولا على الأقدار».

ليس منا إذن من نجا من التأثر بأجواء المرحلة السابقة. وليس بوسع أي أحد أن يدعي أنه كان معصوما من أصدائها.

بالتالي فلا محل للتساؤل عن وجود ذلك الفساد من عدمه، ولكن السؤال قد يصح إذا ما انصب على درجة التأثر بتلك الأجواء.
وهو ما يسوغ لي أن أقول إننا جميعا ــ أفرادا وجماعات ــ خرجنا من النظام السابق بيوتنا من زجاج، قد تختلف فيه درجة الهشاشة ولكنه يظل زجاجا في نهاية المطاف.

بوجه أخص، فإن طول عمر النظام السابق، الذي استمر ثلاثين عاما، وفر له فسحة كافية لتفكيك المجتمع وإعادة تركيبه من جديد بالمواصفات التي ارتآها مناسبة له.

رأينا ذلك بصورة جلية في مؤسسات السلطة وجهازها الإداري،
كما رأيناه في الكيانات السياسية التي ظهرت في تلك الفترة،
بل رأيناه أيضا في تراجع منظومة القيم السائدة في المجتمع.

(2)

إن بعض أنصار النظام السابق وأبواقه ما برحوا يتحدثون عن الأسواق الكبيرة (المولات) التي ظهرت في عهده والمنتجعات والجسور التي أنشئت، وشبكة المترو التي امتدت وأعداد المشاركين في الإنترنت ومشتري الهواتف النقالة وغير ذلك.

وهذا قد يكون صحيحا، إلا أنه يظل منسوبا إلى محيط العمران الإنشائي إذا صح التعبير، لكنه أبعد ما يكون عن العمران الاجتماعي والبشري.

بكلام آخر فإن البنايات والمشروعات التي نفذت لا تعد دليلا كافيا على التقدم، وإنما هي بعض مظاهر التقدم الذي ينبغي ألا يقاس بالمشروعات الاستهلاكية والإنشائية وحدها، ولكنه يقاس أساسا بمدى إيجابية منظومة القيم الحاكمة للمجتمع في المجالات المختلفة.

إن ما تتحدث عنه هذه الأيام وسائل الإعلام وما تلوكه ألسنة الطبقة السياسية المصرية، عن الاستحواذ والإقصاء والتهميش وإهدار أحكام القضاء وسلطة القانون.

هذه العناوين كلها ليست طارئة في فضائنا السياسي، ولكنها من مخلفات ومواريث النظام السابق. أو قل إنها جزء من ثقافة تلك المرحلة التي لم نتخلص منها بعد.

في هذا الصدد أزعم أن الذين مكنوا من موقع في ظل النظام السابق مارسوا ذلك الذي ينتقدونه اليوم، إلا من رحم ربك بطبيعة الحال.

لا أعني نظام مبارك وحزبه الوطني فحسب، ولكنني أعني أيضا مختلف الجماعات والقوى السياسية التي حالفها حظ التمكين، وقدر لها أن تدير منبرا أو جماعة أو منظمة في تلك المرحلة.

أتحدث عن شرائح الليبراليين والعلمانيين واليساريين الذين كان أغلبهم إما مرضيا عنهم من قبل النظام السابق أو متحالفين معه.

صحيح أن مبارك سلم مقاليد السياسة والإدارة لجماعته الذين شغلوا المواقع الأساسية في السلطة والحزب. إلا أنه سلم أبرز منابر الإعلام والثقافة لممثلي تلك الشرائح.

وظل الاتفاق غير المكتوب بين الجانبين مستقرا على إقصاء الإسلاميين وتهميشهم حيثما وجدوا.

عندي عشرات القصص التي تؤيد تلك المقولة، بعضها يتعلق بخبرات شخصية والبعض الآخر يخص آخرين أعرفهم، لكني لا أريد أن أذكر أسماء حتى لا أحرج أحدا.

لذلك سأكتفي بالإشارة إلى ثلاثة نماذج فقط،
فقد حرِّمت جوائز الدولة التقديرية على أي مرشح من الإسلاميين حتى إذا لم يكن من الإخوان.
وتم ذلك طوال الوقت بتوافق بين مجموعة من المثقفين وبين جهاز أمن الدولة،

وعبرَّ لي أعضاء في إحدى اللجان الاستشارية لمشروع ثقافي خليجي كان يختار كل عام شخصية عربية يمنحها جائزته عن استيائهم من موقف اثنين من المثقفين المصريين ــ أحدهما صار وزيرا فيما بعد ــ دأبا على الاعتراض على أي شخصية إسلامية ترشح للجائزة، خصوصا من بين المصريين
ولم يكن هناك تفسير لذلك سوى أن الاثنين من العلمانيين الأصوليين، الذين أصبحوا الآن يعظوننا في ضرورة القبول بالآخر واحترامه.

النموذج الثاني يتعلق بقصة الدكتور نصر أبوزيد، الذي اعترضت حينها على فكرة محاكمته ولكن القضاء بمختلف مراتبه أدانه، بما في ذلك محكمتا الاستئناف والنقض.

حينذاك انهالت مقالات وتصريحات تسفيه القضاء واتهامه بالتحيز لصالح الإسلاميين واختراقه من جانبهم.

وهؤلاء الذين ظلوا يكيلون الاتهامات للقضاء وقتذاك وجدناهم يتصدون للدفاع عنه ويشددون على ضرورة احترام أحكامه، حين أصدرت المحكمة الدستورية مؤخرا حكمها الذي دعت فيه إلى حل مجلس الشعب ذي الأغلبية الإسلامية.

لاتزال تلك النخب تمارس إرهابها الفكري في ذات الاتجاه الأمر الذي دفع وزير الثقافة الحالي لأن يصرح لصحيفة (المصري اليوم) في حديث نشرته له في 7/9 الحالي قائلا
إنه لم يستعن بإخواني واحد في أي موقع ثقافي.
ويبدو أنه بذلك الإقصاء أراد أن يبرئ ساحته ويثبت أنه عند حسن ظن تلك الفئات به ليأمن من التشهير والاتهام في وسائل الإعلام التي يسيطرون عليها.

(3)

لا أريد أن أبرز الاستحواذ الذي يتحدثون عنه هذه الأيام وهو ما أدينه وأستنكره إذا صح.
ولكني أردت فقط أن أنبه إلى أن ثمة أمراضا من مخلفات النظام السابق توطنت في الساحة الثقافية المصرية، فأصابت الجميع ولم يعد أحد مبرأ منها، وبسبب عموم البلوى، فليس لأحد أن يكابر ويعاير الآخر بما أصابه.
ولكن واجب الوقت ونداءه هو كيف نعالج أنفسنا لنبرأ جميعا من تلك الآفات. وأولى مراحل العلاج أن يعترف المريض بمرضه.

إن قسمة البلدين إلى معسكرين
الأول انخرطت فيه ما سمي بالقوى المدنية،
والثاني شمل التيارات الإسلامية التي عرفت باسم القوى الدينية
هو صياغة حديثة أضفت نوعا من التقنين للحرب الباردة التي ظلت مستمرة طوال الفترة الماضية.

وما استجد فيها أن الطرف الإسلامي اكتسب شرعية وخروجا من الظل إلى الضوء والنور.

وقد ذكرت من قبل أنها صياغة خطرة ومغلوطة كرست التقاطع بين الطرفين وأغلقت باب التلاقي أو حتى التوازي بينهما.
الأمر الذي يعني أن الطرفين خرجا متخاصمين من خبرة النظام السابق. وبدت خصومة الطرف العلماني والليبرالي واليساري أشد.
ليس فقط لأنه ظل تاريخيا منحازا إلى موقف الرفض الحاسم للإسلاميين، ولكن أيضا لأنه استشعر أن صعود الأخيرين يهدد احتكار الأولين للمواقع التي هيمنوا عليها طوال الوقت.

هذه المفاصلة بين الطرفين ظلت مصدرا للتشوهات التي أصابتهما معا.
ذلك أن خصامهم لم يتح لهم أن يعملوا معا، فلم يعرفوا بعضهم بعضا ولم يثقوا في بعضهم بعضا.
وبالتالي ظل سوء الظن مخيما على علاقاتهم.

فقد ظن بعض الإسلاميين أن الآخرين متفلتون وضالون إن لم يكونوا كفارا ومطعونا في إسلامهم وهي معان كرسها وضعهم في موقف الضد من المتدينين.

وشاع في أوساط الآخرين أن الإسلاميين جهلاء ومتخلفون ويتاجرون بالدين. وتنطع بعضهم حتى وصفوهم بالمتأسلمين.

(لاحظ أن بعض رسامي الكاريكاتير لا يزالون يقدمون الإسلاميين باعتبارهم رموزا للتخلف والقبح والغباء وليس فيهم ما يدعو إلى التقدير أو الاحترام).

ذلك التوجس المتبادل المسكون بالنفور وعدم الثقة، كان كفيلا بتعطيل وإفساد أي عمل مشترك بين الطرفين، حتى بدا أن كلا منهما ليس مؤهلا للتعاون مع الآخر، الأمر الذي لم يكن مستغربا أن يفشل الطرفان في التفاعل فيما بينهما وأن تصبح كلمة التوافق عنوانا فارغ المضمون.

إذا أردنا أن نتصارح أكثر فينبغي أن نعترف بأننا بعد الثورة حاولنا أن نؤسس نظاما ديمقراطيا في حين أننا ظللنا نفتقد إلى الثقافة الديمقراطية، حيث لم نتعلم كيف نعمل معا، وكيف يمكن أن نستخلص من الآخر أفضل ما فيه لتنتفع به الجماعة الوطنية، بدلا من أن ننشغل بإبراز أسوأ ما في الآخر لإقصائه ونفيه من الساحة الوطنية.

(4)

الخلاصة أننا لابد أن نعترف بأننا مازلنا في «حضانة» أو تمهيدية الديمقراطية.
من ثَمَّ فحاجتنا ملحة لأن نستعيد ثقافة الممارسة الديمقراطية، فيتعرف بعضنا على بعض، بحيث يكمل كل منا الآن، ولا يتردد في التعلم منه. بغير استعلاء أو استكبار.
والحرص على التعلم واكتساب الخبرة يتطلب تواضعا للذات واحتراما وتقديرا للآخر.

هذه الروح تستصحب اقتناعا ضروريا بأن الجميع شركاء في الوطن، الذي هو أكبر من أي طرف بذاته،
وبالتالي فإن النهوض بذلك الوطن يقتضي تفاعلا بين أطيافه واحتشادا لكل مكوناته.

في هذا الصدد أذكر بأنني دعوت من قبل إلى ترحيل مطلب تطبيق الشريعة المثير للخلاف، والاكتفاء في الوقت الراهن بالاتفاق على مجموعة من المبادئ والقيم التي تحظى بالإجماع الوطني، قياسا على ترحيب النبي محمد بفكرة حلف الفضول الذي عقده نفر من وجهاء قريش لحماية الضعفاء قبل الإسلام،
وهو ما يجعلني أدعو إلى خطوة أخرى على طريق تواضع الأهداف، مناديا بالكف عن الحديث عن مشروع «النهضة» الذي يبدو المصطلح فيه أكبر بكثير من قدرة وطاقة المجتمع الذي يمر بفترة النقاهة.
بل أدعو إلى الاعتراف بأن جميع القوى السياسية والإسلامية في المقدمة منهم ليست لديها إستراتيجيات واضحة المعالم للمستقبل.

ذلك أن تلك القوى لم تحلم يوما ما بأن تكون شريكة في إدارة البلد، ولم يتجاوز حلمها طوال تلك المرحلة حدود إثبات الحضور ضمن مؤسسات النظام السابق.

أما الإخوان فقد ظلوا مشغولين طوال الوقت بالدفاع عن الذات وأحكام الحفاظ على التنظيم في مواجهة الغارات المستمرة التي ظلوا يتعرضون لها.

وإذا صح ذلك فإنه لا ينبغي أن يكون سببا لإحباطنا، ولكنه يجب أن يكون حافزا لإقناعنا بحاجة كل منا للآخر، لوضع إستراتيجيات النهوض المرجوة من خلال التجربة والخطأ.
وهو ما لا يشين أحدا أو ينتقص من قدره. لأن المشين حقا أن يدعي أي طرف أن لديه إستراتيجيات كاملة الأوصاف للحاضر والمستقبل والداخل والخارج، في حين أنه لا يزال يتعلم ويحاول التعرف على محيطه وعلى العالم من حوله.

إن أولى خطوات علاج أي مريض أن يعترف بمرضه، وهو ما لا أراه حاصلا حتى الآن، رغم أننا لسنا بالسوء الذي يعجزنا عن ذلك ــ سنواصل الكلام في الموضوع الأسبوع المقبل بإذن الله.

بالوثائق فرنسا تستعد لاقامة قاعدة عسكرية وسط ليبيا




تونس – تانيت برس

شرع خبراء عسكريون فرنسيون في دراسة مشروع لإقامة قاعدة عسكرية فرنسية، على الأراضي الليبية، وتحديدا في ضواحي مدينة سرت الليبية، على الطريق نحو منطقة راس لانوف الغنية بالنفط.
و قد حصلنا على وثائق رسمية لوزارة الدفاع الليبية تكشف عن وجود تنسيق ليبي فرنسي لإقامة قاعدة عسكرية فرنسية على الأراضي الليبية، فإنها تحصّلت أيضا على أولى الصور للوفد العسكري الفرنسي، الذي وصل ليبيا الأسبوع الماضي، وتحديدا يوم 27 من شهر أوت الماضي.
وتتضمّن إحدى الوثائق ، وهي عبارة عن مراسلة من قائد أركان القوات الجوية في الجيش الليبي، العميد الركن صقر أدم الجروشي، إلى مسؤولي قاعدة القرضابية العسكرية، إعلانا بوصول الوفد العسكري الفرنسي إلى ليبيا يوم 28 أوت، في زيارة تدوم أسبوع.
كما تتحدّث الوثيقة عن عن أهداف زيارة الفريق الفرنسي، حيث تقول إنها تتمثّل في إجراء دراسة وتحديد أولوية الأعمال فيما يتعلّق بتوسيع القاعدة العسكرية.وأوضحت المراسلة، أن الفريق الفرنسي سيدرس إنجاز مدارج ومسارات ومحطات وقوف ومنشآت أخرى، إلى جانب مخازن الذخيرة وشبكات الطاقة.
كما تم نشر وتسريب صور لبعض عناصر الفريق الفرنسي، الذين تبيّن أنهم من قوات خاصة، وليسوا مجرّد مختصّين أو مهندسين عسكريين، من خلال الزيّ الخاص بقوات النخبة الذي يرتدونه.
وتأتي هذه التطوْرات في ليبيا، بالتزامن مع ما يجري تسريبه من طرف أوساط في دول منطقة الساحل الإفريقي، من وجود استعدادات عسكرية فرنسية لإطلاق عملية عسكرية ضدّ معاقل مسلّحين في شمال مالي، في ضربة استباقية لشبكات الإرهاب العابر للقارات، حيث يرى مراقبون أن القاعدة الجوية الفرنسية التي تنوي فرنسا بناءها في ليبيا، قد تكون بمثابة محطة لنقل وسائل الدعم الللوجستي من الأراضي الفرنسية نحو منطقة الساحل، في حالة إطلاق عملية عسكرية، وذلك لتعذّر استغلال المجال الجوي للجزائر، بسبب رفض هذه الأخيرة لفكرة التدخل العسكري الغربي في المنطقة، وتمسّكها أساسا بحق السيادة على ترابها وأجوائها.غير أن تلك التسريبات، وما يرافقها من تأويلات وربط بين ما يجري في ليبيا، وفي منطقة الساحل، يراها كثير من المراقبين مجرد ذر للرماد في العيون، حيث تربط تحاليل بين القاعدة الفرنسية المزمع إقامتها في ليبيا، وبين أكبر الحقول النفطية في ليبيا، التي تتواجد في المنطقة الممتدة ما بين البريقة وراس لانوف حتى مشارف سرت.

بليغ حمدي، الجلاد!


بليغ حمدي المقصود بكلامنا هنا، ليس الملحن الشهير الراحل، مبدع روائع أم كلثوم ووردة الجزائرية..
انه بليغ حمدي من نوع آخر..
 هل من الصدف ان يكون بليغ حمدي حكمت الذي حكم على طارق الهاشمي بالإعدام هو نفسه الذي اصدر حكم الاعدام على اسعد الهاشمي وعلى الدكتور منقذ عدنان الدليمي وعلى محمد الدايني؟
هل هي صدفة؟ ام ان بليغ حمدي حكمت يعتبر جلاد المالكي الذي لبس عباءة القضاء، خصوصاً انه تم استقدامه خصيصا للنطق بالحكم على الهاشمي وصهره؟
يرجى البحث في الامر، وفي تاريخ بليغ حمدي فحتماً ستجدون العجيب العجاب!!!!
وهنا قرار الحكم بإعدام أسعد الهاشمي، وهي وثيقة حصرية خاصة بوجهات نظر...



صاحب الفيلم المسيء : أنا فخور بالفيلم وغير نادم واسمي مستعار!(تسجيل صوتي)



نمساوي ـ عمرو عبد المنعم
قال صاحب الفيلم المسيء للإسلام الذي يثير منذ أيام موجة احتجاجات عارمة في العالم الإسلامي إنه “غير نادم، بل يعتزم بث الفيلم كاملاً”.
مع أنه أنكر وراوغ ولم يذكر اسمه في مقابلته مع راديو سوا إلا أن مقابلة أخرى مع إحدى وكالات الأنباء فضحته وفضحت كذبه وأنه صاحب سوابق وصدر ضده حكم قضائي ، وقد انتحل اسم مستعار سام باسيل ولكن اسمه الحقيقي نقولا باسيلي نقولا.
قال نقولا باسيلي نقولا (55 عاما) مخرج الفيلم المسيء للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ، في مقابلة بالقرب من مدينة لوس انجلوس، إنه مدير الشركة التي أنتجت الفيلم المسيء.
ونفى نقولا أنه أخرج الفيلم، مؤكدا معرفته بمن يصف نفسه بالمخرج سام باسيل. غير أن تتبع الهاتف المحمول للشخص الذي عرّف بنفسه على أنه المخرج سام باسيل، أوصلها إلى العنوان نفسه حيث وجدت نقولا.
نقولا وبحسب وثائق المحكمة الاتحادية، استعمل في السابق أسماء مستعارة عدة منها نيكولا باسيلي، إروين سلامة.
وقال نقولا إنه قبطي.وتحدث بحذر عن دوره، مُدان بقضية احتيال وحكم عليه بدفع 790 ألف دولار كتعويض وبالسجن 21 شهرا، كما أُمر بعدم استخدام جهاز الكمبيوتر أو الإنترنت لمدة خمس سنوات من دون الحصول على موافقة مراقب السلوك.
يشار إلى أن حساب يوتيوب الخاص باسم سام باسيل، والذي تم استخدامه لنشر مقتطفات من الفيلم في يوليو الماضي.
وقال الشخص الذي عرف نفسه باسم باسيل وبأنه كاتب الفيلم ومخرجه للوكالة إنه ذاهب للاختباء. ولكن الشكوك ارتفعت حول هوية الرجل وسط موجة من الإدعاءات الكاذبة عن خلفيته ودوره في الفيلم المزعوم.وقال باسيل إنه كاتب ومخرج يهودي يبلغ من العمر 56 عاما وهو إسرائيلي المولد.
لكن أحد المشاركين في مشروع الفيلم، ستيف كلاين، قال إن باسيل اسم مستعار، وليس يهوديا أو إسرائيليا، مشيرا إلى أن مجموعة من الأمريكيين من أصل شرق أوسطي شاركوا في إنتاج الفيلم. كذلك أعلن مسئولون إسرائيليون أنه لا يوجد سجل لباسيل كمواطن إسرائيلي.
وأضاف كلاين أنه تعهد المساعدة في الفيلم، لكنه حذر المخرج بأنه “سيكون ثيو فان جوخ آخر”. كان فان جوخ مخرج هولندي قتل على يد مسلم عام 2004 بعد فيلمه الذي نظر إليه على أنه مهين للإسلام.
هذا وأشارت المعلومات إلى أن حقائق أساسية عدة قالها باسيل ثبتت بأنها كاذبة أو مشكوك فيها.
فقد قال باسيل إنه يبلغ من العمر 56 عاما، لكن حسابه على يوتيوب يشير إلى أنه في الـ74 من العمر. وقال باسيل إنه يعمل في مجال تطوير العقارات، غير أن اسمه غير موجود بين التراخيص الصادرة عن ولاية كاليفورنيا، بما في ذلك قسم العقارات.
كذلك، قالت مجموعات صناعة السينما في هوليوود وكاليفورنيا والمؤسسات التي تصدر التراخيص بأنه لا وجود لأي سجلات لهذا الإنتاج.
وقالت إن الرجل الذي أجاب على هاتف مسرح “فاين”، أكد أن الفيلم عرض قبل عدة أشهر ليوم واحد على الأقل.
نفى نقولا بأنه منتحل لصفة باسيل. وقد أبرز خلال المقابلة التي جرت خارج منزله، رخصة القيادة لإظهار هويته، لكنه أبقى إبهامه على اسمه المتوسط، باسيلي. ولاحقا تبين من خلال التأكد من الوقائع بأن اسم باسيلي ووقائع أخرى قادت إلى شخصية باسيل