14 فبراير 2010

ايران .. معنا أم علينا

سيد أمين
سؤال يلح علي اذهان الكثيرين في عالمنا العربي ومجرد طرحه يعد معيارا لعمق الفجوة التي احدثتها نظم الحكم والسياسيون في العلاقات بين الثقافتين المتقاربتين التي يؤمن بها العرب سواء او الفرس.

هل نحن فشلنا في فهم ايران أم هي التي فشلت في فهمنا ؟

فنحن - واقصد بها الشعب العربي وليست نظم حكمه- كنا نعتقد ان ايران جزء مكمل لمنظومتنا العربية وانها ليست بعدو قط ولكنها حليف استراتيجي مهم , وتعد امتدادا فكريا بالغ الاهمية لامتنا العربية , وكناتج لهذا الايمان نري ان القوة العسكرية الايرانية من الممكن - لو حسنت النوايا- ان تصبح رصيدا مضافا للقوة العربية - ان وجدت - ولذلك فنحن نتمني لها النجاح في اجتياز ازمتها النووية

ولكن ثمة أمر محير لدي نظام الحكم القائم في ايران الذي نتفق معه بشده في نصف اشكالياته ومنها موقفه من الصهيونية والمحرقة المزعومة وبرنامجه النووي ونختلف معه بشدة ايضا في النصف الاخر والمتمثل في سعيه لتصدير الثورة الي جيرانه العرب في الخليج لاسيما العراق التي استعملها كرهينة بالمشاركة مع الاحتلال الامريكي لاملاء ارادته علينا.

ولكل ذلك تثور تساؤلات لدي الشعوب العربية حول الاسباب التي تدفع ايران للتضحية بكل روابطها العربية مقابل سعيها لالتهام العراق ؟ وكيف ترضي ان تصبح فزاعة الخليج العربي مقابل الرضاء الامريكي الذي لا يمل ولا يكف عن اختلاق الفزاعات الوهمية لابتزاز هذه الامارات رغم انه اخذ منها ما ينوء عن حمله اولوا القوة وافترش ارضها طولا وعرضا بقواعده العسكرية

لماذا دفعت ايران بميليشيات حزب الدعوة الايرانية المنشأ والجذور والوسيلة والشخوص والغاية والاهداف لكي تعتلي حكم العراق المذبوح امريكيا وعبر جسر بناه اكثر من مليوني شهيد وخمسة ملايين مشوه وستة ملايين لاجيء من اجمالي شعب لا يتجاوز عدد سكانه 25 مليونا؟

ولماذا دفعت ايضا بميليشيات اخري مثل ميليشيات بدر الاجرامية وكتائب حزب الله العراقى التى يتزعمها المجرم كريم ماهود وجيش المهدي ليمارسوا دور المعارضة رغم ان الجميع وتحت المظلة الامريكية صاحب توجه ايراني ويرتكبون الفظائع عنها بالوكالة.

انه وبصدق الشعب العربي لا يكن العداء لايران ولكنه فقط يطلب منها ان ترفع يدها عن العراق وان تتركه لشعبه ومقاومته الباسلة ليحددا مصيره , وانا اعتقد جازما بأن هذا المطلب لو عرض في استفتاء علي الشعب الايراني لوافق عليه فورا بأغلبية كاسحة .

نعم.. لا توجد اية خلالفات عربية ايرانية عدا ما سبق , اما ما اثير من نزاعات في الاونة الاخيرة فكلها مجرد اوراق تستعملها النظم الموالية في معظمها لأمريكا لكي يتمكن اي طرف منهما في تقديم الاخر قربانا علي معبد البيت الابيض بغية التوريث او غض الطرف رغم ان البيت الابيض لا يحترم هذا ولا ذاك .

وقبل أن نعاتب نظام الحكم في ايران فمن الانصاف ان نعاتب نظم حكمنا العربية التي ناصبت ايران العداء ليس لكونها شريك في مأساة العراق - وذلك لكون تلك النظم متورطة ايضا وبشكل جدي ومخز فيها - ولكن مجاملة للاحتلال هناك من اجل ان ينال هو وليست هي -اي ايران- الجزء الاكبر من الكحكة المعجونة بدماء الابرياء.

انني قد لا أكون مبالغا لو قلت ان ايران لو قررت باكرا رفع يدها عن العراق وسحبت ميليشياتها الحاكمة منه وكشفت عن اسماء مئات الالاف من الايرانيين الذين تجنسوا بالجنسية العراقية بغية الاخلال بالتوازن العرقي بما فيهم نحو 56 الف عنصر امني ومخابراتي لغفر العرب لها خطاياها وأدانوا حكامهم الذين يساعدون الاحتلال سرا وعلانية ولأسقطوا عنهم أقنعغتهم الزائفة بوصفهم شركاء اصليين في الجريمة وهو بالطبع ما يبريء ساحة ايران مما يعد اكبر دعاية لها في العالمين العربي والاسلامي.

فنحن بحق في حاجة الي ايران القوية من اجل احداث التوازن في المنطقة مع الكيان الصهيوني وفي ذات الوقت نريدها ان ترفع يدها عن عالمنا العربي لا أن توجه تلك القوة ضدنا ’اي نريدها معنا وليس علينا, وهو الامر الذي نعتب نظم حكمنا في عدم سعيها اليه..

وقبل أن أنهي حديثي لا يمكنني إلا أن انبه الي أن العراق الذي ضحي بالملايين من ابنائه لن يتحرر إلا علي يد مقاومته الباسلة بكل فصائلها سنة وشيعة وأنه ليس قاصرا وليس في حاجة لدعم أي نظم تخلت عنه سواء أكانت عربية أو ايرانيةأو عالمية..

albaas@maktoob.com albaas.maktoobblog.com

31 يناير 2010

ماذا تبقي من العراق ليحكمه المالكي؟


سيد أمين


في مارس العام الماضي أصدرت منظمة رصد فرنسية تقريرا خطيرا بفيد بأن عدد ضحايا الغزو الامريكي للعراق وصل الي مليونين و350 الف عراقي.


وقالت المنظمة التي اعتمدت احصائياتها علي ارقام استقتها من المستشفيات واقسام الشرطة والهيئات والمنظمات الانسانية والصحية الدولية العاملة في العراق وعبر مسح شامل لجميع الاراضي العراقية أن ما تأكد لديها يعد "هولوكست" حقيقي تعرض له العراقيون وأن ما قالته الولايات المتحدة وحلفائها في معرض تبريرها فرية كبري


راجع الرابط علي شبكة الانترنت


http://www.countercurrents.org/polya210309.htm'


وفي الاشهر القلية الماضية أصدرت منظمة صحية أمريكية مستقلة وثيقة الصلة بمنظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة تدعي ' جماعة 'ميرسي كور' وتتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها ' تقريرا أخرا يؤكد وجود نحو ثلاثة ملايين ونصف المليون عراقي يعانون عاقات جسدية وبتر في الاطراف وتشوهات في الابصار والسمع والكلام نتج معظمها جراء القصف العشوائي الذي شنه الجيش الامريكي علي العراقيين طيلة السنوات السبع الماضية بالاضافة الي وجود نسبة منها ترجع الي التفجيرات التي تجريها الميليشيات المتحالفة مع الحكومة العراقية او المتصارعة معها.


ذلك فضلا عن تقارير قالت ان نحو المليون عراقي قضوا نحبهم جراء الحصار الظالم الذي فرض علي العراق قبل الغزو.


راجع الرابط علي شبكة الانترنت


' http://www.almansore.com/MakalatL/MK-DrMohanned14-09-09.htm#_ftnref1 '


ونشرت اليونيسبف التابعة للأمم المتحدة في تقارير متعددة لها أن نحو 70% من اجمالي الشعب العراقي يعانون من امراض نفسية وهلاوس بصرية وسمعية وعمليات خوف شديد تنتاب غالبية اطفال العراق الان وارجعت التقارير السبب وراء ظهور تلك الامراض الي انه لا يوجد عراقي واحد لم يفقد واحد من اقاربه علي الاقل جراء الحرب .


وأضافت التقارير أن اطفال العراق بالكامل مصابون بحالة خوف لا ارادي تجعلهم يخشون النظر الي السماء التي لا تلقي عليهم الا القنابل التي تحصد ذويهم.


راجع الرابط علي شبكة الانترنت


http://www.almansore.com/MakalatL/MK-DrMohanned14-09-09.htm#_ftnref1


ويوجد الان نحو 150 الف عراقي اسري في سجون الحكومة العراقية او الاحتلال الامريكي وذلك بحسب تقارير نقلتها اذاعة وتلفزيون "روسيا اليوم " وهي ارقام تقل كثيرا عن ارقام اخري نقلتها منظمات تابعة لفصائل المقاومة العراقية بكامل اطيافها تقول ان عددهم يتجاوز 750 الف أسير.


كما يوجد نحو الخمسة ملايين عراقي هم الأن لاجئون الي عدة دول لعل اهمها سوريا والاردن واليمن ومصر وبعض الدول الاوربية .


واشارت تقارير عديدة الي انهم يعيشون في ظروف لا أدمية وتمارس حكومة "المالكي " الامريكية – الايرانية ضغوطا شديدة علي الدول التي تستضيفهم لالغاء اقامتهم واعادتهم الي العراق تارة بحجة الحاجة الي "كفائاتهم" في اعمار العراق " الجديد" او الي انهم مطلوبين امنيا .. بما يعني انهم يريدون تصفيتهم ليتحولوا الي مجرد ارقام في تعداد ضحايا هذا العراق الجديد.


ولو اضفنا الي هذا وذاك البدء فعليا في تقسيم العراق والاستقلال شبه التام الذي حازه اقليم "كردستان" في الشمال والبالغ عدد سكانه نحو الخمسة ملايين فاننا سنجد أنفسنا أمام سؤال منطقي للغاية وهو : ماذا تبقي من العراق والعراقيين ليحكمه المالكي؟


ماذا تبقي من شعب استشهد واصيب اكثر من ربع عدد سكانه البالغ 20 مليون تقريبا وفضل الربع الثاني اللجوء السياسي في الخارج عن الموت دون ضجيج في الداخل بينما انسلخ الربع الثالث ليقيم دولة شبه مستقلة في كردستان في حين يظل الربع الاخير أما منتمي لميليشيات الموت الحكومية أو منتمي لحركات المقاومة او خائف ومرتعش وصامت ومستفيد؟


وماهي كل تلك الضجة التي نسمعها - قصد - هناك عن احزاب وتيارات وحركات متصارعة ومساومات وموائمات وتوافقات واختلافات وهي كلها اساليب تحاول بها حكومة المالكي العميلة الظهور بثوب الديمقراطية التي لو صدقت لكانت العراق أكثر من امريكا نفسها ديمقراطية وليست الدولة الاكثر فسادا في العالم حسب تقارير أممية ؟


ولماذا كل تلك الضجة والكل يعلم أن هذه التنظيمات والاحزاب او تلك هي صنيعة للاحتلال الامريكي الايراني المشترك للعراق ؟ لماذا يتناسي البعض أن العراق قطر محتل ؟


منذ أيام أمهل ما يسمي مجلس محافظة النجف بالعراق البعثيين العراقيين من مواطني المحافظة بالخروج منها خلال يوم واحد والا فانه سيقوم بعمليات ابادة لهم .. هل سمع أحدكم بهذه المهزلة ؟ هل سمع أحدكم بأن دولة ما حتي لو كانت من بلاد واق الواق تطالب مواطنيها بالرحيل عنها علما بأن عدد البعثيين في هذه المحافظة يتجاوز 190 الف بعثي لو انضمت اليهم اسرهم اصاروا قرب المليون عراقي.


هل سمعتم عن دولة تقوم باستئجار مواطنين من دولة اخري للتظاهر ضد مواطنيها كما حدث حينما تظاهر نحو الالفي ايراني في العراق يطالبون بالقضاء علي البعثيين العراقيين ؟.


راجع الرابط علي الانترنت


http://www.almansore.com/MakalatL/MK-DrMohanned14-09-09.htm#_ftnref1


هل سمعتم من قبل عن رئيس وزراء يستعين بنحو 59 الف عنصر استخباري ايراني لتأمين حكومته المفترض فيها انها عراقية ؟


هل سمعتم عن دولة تقتل صحفييها وتستعين بمرتادي المقاهي والمتسكعين والساقطات لتضمهم الي نقابة الصحفيين التي كان عدد اعضائها قبل الغزو نحو 950 صحفي قتل منهم نحو 400 صحفي بعد الغزو وفر للخارج نحو 400 أخرين ثم صار عددهم في يوم وليلة نحو 12 الف شخص لا يحمل معظمهم مؤهلات عليا ويتقاضي عدد كبير منهم رواتب ثابتة من قبل ضباط قوات الاحتلال الامريكية مقابل أن يضعوا اسماءهم علي المقالات التي يكتبونها لهم ؟ وهي الفضيحة التي كشفت عنها صحف أمريكية واوربية نقلا عن اعترافات لضباط امريكيين سابقين شاركوا في احتلال العراق .


أليس بعد كل ذلك يكون من الأجدي والمنطقي ايضا تقديم نوري المالكي وزمرته وكل المشاركين معه فيما يحلو لهم تسميته بالعملية السياسية لمحاكمة عاجلة تقتص لدماء الابرياء؟ ولكرامة بلد كانت هي الاقوي والافضل تعليما وتماسكا وثراء في المنطقة العربية.


Albaas10@gmail.com


albaas.maktoobblog.com