قدر المقاومة فى انتخابات الصحفيين المصريين
سيد أمين – صحفى وشاعر عربى مصرى
" يكفينا شرف المحاولة .. كنا شباب بيحارب دولة " شعار هتف به شباب تيار التغيير فى نقابة الصحفيين المصرية بعدما أعلنت اللجنة القضائية المشرفة على الانتخابات فوز مرشح الحكومة فى جولة الاعادة مكرم محمد أحمد بفارق 825 صوتا حاصلا على 2386 صوتا ( 1496 صوتا فى الجولة الأولى ) على منافسه الدكتور ضياء رشوان الذى حصل على 1561 صوتا (1464 صوتا فى الجولة الاولى بفارق 39 صوتا فقط ) .
لقد كانت معركة أنتخابات الأعادة فى نقابة الصحفيين فى الثالث عشر من ديسمبر الحالى ملحمة نضالية بحق تفخر بها كل القوى الوطنية فى الجماعة الصحفية المصرية معلنة أن تيار التغييرالذى يضم بين فئاته كافة التيارات الفكرية من قوميين وناصريين ويسار واخوان مسلمين وشيوعيين وحركة كفاية وليبراليين وغير منتمين قادرعلى ان يحقق المعجزة وأن ينجز ارادة التغيير بطريقة سلمية.
الأمر الذى أدهش الجميع أن شباب تيار التغيير أستطاع وبكل بسالة الوقوف بشدة وصلابة أمام كل اغراءات الحكومة وحزبها الحاكم التى قامت بفتح خزائنها على مصراعيها أمام مرشحها يهب من يشاء ما شاء وكيفما شاء وبالطريقة التى يرتضيها وسخرت أجهزتها الأمنية والأعلامية والصحفية الضخمة لخدمة مرشحها ووضعت رؤساء مجالس ادارة وتحرير صحفها القومية فى موضع لا يحسدون عليه حينما رهنت بقاءهم فى مناصبهم باسقاط مرشح التيار فراحوا جميعا يتبارون فى استدعاء محررى صحفهم من كل بقاع الدنيا على نفقة مؤسساتهم لدرجة جعلت تكلفة صوت الواحد منهم يصل الى عشرة الاف جنيه فضلا عن قيامها بالغاء جميع الاجازات واخراج المحررين بالامر المباشر من مؤسساتهم للتوجه الى صناديق الاقتراع بالنقابة مع الاسراف فى منح المميزات المادية والعينية والادبية للمؤيدين لتوجها الانتخابى مقابل الارهاب والترهيب الذى مورس ضد المعارضين.
واستمر هذا السفه لدرجة أن بعض تلك المؤسسات قدم القائمون عليها اقتراحا للجنة القضائية بالسماح لمحرريهم بتصوير استمارات التصويت الخاصة بهم عبر الهاتف المحمول وذلك لضمان تصويتهم لمرشح الحكومة (!!!!!) وهو الاجراء الذى رفضته اللجنة القضائية بالطبع لكونه يتنافى مع سرية التصويت .
ولم تكتفى بذلك فقط بل انها سخرت صحف الاحزاب الكرتونية والديكورية وبعض الصحف الخاصة من صنائعها لشن حرب غير عادلة وغير مبررة ضد الدكتور ضياء رشوان مرشح تيار التغيير متهمة اياه بتهم لا تنطبق ان انطبقت الا على مرشحها هى لا هو ناهيك عن سيل البرامج الفضائية التى تحاول تصوير الامر وكأن نقابة الصحفيين تواجه خطر الاختطاف من قبل جماعات ارهابية وليس من قبل شريحة تتعدى نسبتها نحو 40% من عدد اعضاء الجمعية العمومية بقيادة رجل عرف عنه التوازن والاتزان والموضوعية فى اتخاذ المواقف .
ولقد بلغ حجم الحشد الذى مارسته الدولة حدا جعل البعض يعتقد أن قرارا امنيا رفيعا سيصدر بين لحظة واخرى بالقاء القبض على جميع الصحفيين المؤيدين للدكتور ضياء رشوان الذى صوروه كأنه أسامة بن لادن المختبىء فى جبال تورا بورا وليس ضياء رشوان الصحفى والباحث والمحلل السياسى الذى يشغل منصب نائب رئيس مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية وهو أفضل مركز بحثى فى الشرق الاوسط والكائن فى مؤسسة الأهرام الواقعة فى شارع الجلاء بوسط القاهرة.
لقد تخلت الدولة عن حيادها فى هذه الانتخابات بشكل سافر ولم تتعامل معها على أن الجميع مواطنيها سواء كان مكرم محمد احمد أو ضياء رشوان أو مؤيدى أى منهما وراحت تساوم بعض الصحفيين المتهمين فى قضايا نشر من غير المنتمين للصحف القومية بين خيارين اما تأييد مرشحها واما تحريك كافة القضايا المؤجلة ضدهم فضلا عن الوعود بالكتابة او التعيين فى الصحف القومية .
كما لعبت منح الوحدات السكنية والمدافن واجهزة اللاب توب واجهزة المحمول وعقود العمل بالخارج التى وزعها المرشح الحكومى على الصحفيين دورا مؤسفا فى التأثير على حياد البعض .
والأمر الأكثر ايلاما أن قطاعا كبيرا من الصحفيين فى الصحف الفقيرة التى لم تدعمها سياسات مكرم وامثاله راح يصوت له طمعا فى الحصول على وجبة الطعام التى كان يوزعها خارج اللجان.
ان تيار التغيير راح يقاوم كل ذلك مستمدا العزم من بصيرته ووعيه المهنى والسياسى القومى واكتشف ان شريحته وسط اعضاء النقابة ليست بالهينة وانما تتجاوز 40% منها وانهم قادرون على سحب البساط من التيار الحكومى فى الجولة القادمة حينما لا تجد الحكومة اسماء ذات قيمة لترشحها.
ولقد وقفت صحف الدستور والعربى الناصرى والاهالى بكتائب محرريها الفرسان وقفة بطولية لدعم مرشح تيار التغيير رغم ما تعانيه من تضييق وقلة موارد .
اننا نقول اننا خسرنا معركة ولم نخسر الحرب التى قطعا سنكسبها فى الجولة الاخيرة وسيكون انتصارنا فيها مبهرا وذلك لأن قدر المقاومة دائما ان تخسر المعركة 99 مرة ولكن انتصارها رقم مائة سيغير وجه التاريخ ويجب ما قبله من هزائم ..انها سنة الحياة وتصديق لقوله تعالى "لولا دفع الناس بعضهم لبعض لفسدت الارض"
سيد أمين – صحفى وشاعر عربى مصرى
" يكفينا شرف المحاولة .. كنا شباب بيحارب دولة " شعار هتف به شباب تيار التغيير فى نقابة الصحفيين المصرية بعدما أعلنت اللجنة القضائية المشرفة على الانتخابات فوز مرشح الحكومة فى جولة الاعادة مكرم محمد أحمد بفارق 825 صوتا حاصلا على 2386 صوتا ( 1496 صوتا فى الجولة الأولى ) على منافسه الدكتور ضياء رشوان الذى حصل على 1561 صوتا (1464 صوتا فى الجولة الاولى بفارق 39 صوتا فقط ) .
لقد كانت معركة أنتخابات الأعادة فى نقابة الصحفيين فى الثالث عشر من ديسمبر الحالى ملحمة نضالية بحق تفخر بها كل القوى الوطنية فى الجماعة الصحفية المصرية معلنة أن تيار التغييرالذى يضم بين فئاته كافة التيارات الفكرية من قوميين وناصريين ويسار واخوان مسلمين وشيوعيين وحركة كفاية وليبراليين وغير منتمين قادرعلى ان يحقق المعجزة وأن ينجز ارادة التغيير بطريقة سلمية.
الأمر الذى أدهش الجميع أن شباب تيار التغيير أستطاع وبكل بسالة الوقوف بشدة وصلابة أمام كل اغراءات الحكومة وحزبها الحاكم التى قامت بفتح خزائنها على مصراعيها أمام مرشحها يهب من يشاء ما شاء وكيفما شاء وبالطريقة التى يرتضيها وسخرت أجهزتها الأمنية والأعلامية والصحفية الضخمة لخدمة مرشحها ووضعت رؤساء مجالس ادارة وتحرير صحفها القومية فى موضع لا يحسدون عليه حينما رهنت بقاءهم فى مناصبهم باسقاط مرشح التيار فراحوا جميعا يتبارون فى استدعاء محررى صحفهم من كل بقاع الدنيا على نفقة مؤسساتهم لدرجة جعلت تكلفة صوت الواحد منهم يصل الى عشرة الاف جنيه فضلا عن قيامها بالغاء جميع الاجازات واخراج المحررين بالامر المباشر من مؤسساتهم للتوجه الى صناديق الاقتراع بالنقابة مع الاسراف فى منح المميزات المادية والعينية والادبية للمؤيدين لتوجها الانتخابى مقابل الارهاب والترهيب الذى مورس ضد المعارضين.
واستمر هذا السفه لدرجة أن بعض تلك المؤسسات قدم القائمون عليها اقتراحا للجنة القضائية بالسماح لمحرريهم بتصوير استمارات التصويت الخاصة بهم عبر الهاتف المحمول وذلك لضمان تصويتهم لمرشح الحكومة (!!!!!) وهو الاجراء الذى رفضته اللجنة القضائية بالطبع لكونه يتنافى مع سرية التصويت .
ولم تكتفى بذلك فقط بل انها سخرت صحف الاحزاب الكرتونية والديكورية وبعض الصحف الخاصة من صنائعها لشن حرب غير عادلة وغير مبررة ضد الدكتور ضياء رشوان مرشح تيار التغيير متهمة اياه بتهم لا تنطبق ان انطبقت الا على مرشحها هى لا هو ناهيك عن سيل البرامج الفضائية التى تحاول تصوير الامر وكأن نقابة الصحفيين تواجه خطر الاختطاف من قبل جماعات ارهابية وليس من قبل شريحة تتعدى نسبتها نحو 40% من عدد اعضاء الجمعية العمومية بقيادة رجل عرف عنه التوازن والاتزان والموضوعية فى اتخاذ المواقف .
ولقد بلغ حجم الحشد الذى مارسته الدولة حدا جعل البعض يعتقد أن قرارا امنيا رفيعا سيصدر بين لحظة واخرى بالقاء القبض على جميع الصحفيين المؤيدين للدكتور ضياء رشوان الذى صوروه كأنه أسامة بن لادن المختبىء فى جبال تورا بورا وليس ضياء رشوان الصحفى والباحث والمحلل السياسى الذى يشغل منصب نائب رئيس مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية وهو أفضل مركز بحثى فى الشرق الاوسط والكائن فى مؤسسة الأهرام الواقعة فى شارع الجلاء بوسط القاهرة.
لقد تخلت الدولة عن حيادها فى هذه الانتخابات بشكل سافر ولم تتعامل معها على أن الجميع مواطنيها سواء كان مكرم محمد احمد أو ضياء رشوان أو مؤيدى أى منهما وراحت تساوم بعض الصحفيين المتهمين فى قضايا نشر من غير المنتمين للصحف القومية بين خيارين اما تأييد مرشحها واما تحريك كافة القضايا المؤجلة ضدهم فضلا عن الوعود بالكتابة او التعيين فى الصحف القومية .
كما لعبت منح الوحدات السكنية والمدافن واجهزة اللاب توب واجهزة المحمول وعقود العمل بالخارج التى وزعها المرشح الحكومى على الصحفيين دورا مؤسفا فى التأثير على حياد البعض .
والأمر الأكثر ايلاما أن قطاعا كبيرا من الصحفيين فى الصحف الفقيرة التى لم تدعمها سياسات مكرم وامثاله راح يصوت له طمعا فى الحصول على وجبة الطعام التى كان يوزعها خارج اللجان.
ان تيار التغيير راح يقاوم كل ذلك مستمدا العزم من بصيرته ووعيه المهنى والسياسى القومى واكتشف ان شريحته وسط اعضاء النقابة ليست بالهينة وانما تتجاوز 40% منها وانهم قادرون على سحب البساط من التيار الحكومى فى الجولة القادمة حينما لا تجد الحكومة اسماء ذات قيمة لترشحها.
ولقد وقفت صحف الدستور والعربى الناصرى والاهالى بكتائب محرريها الفرسان وقفة بطولية لدعم مرشح تيار التغيير رغم ما تعانيه من تضييق وقلة موارد .
اننا نقول اننا خسرنا معركة ولم نخسر الحرب التى قطعا سنكسبها فى الجولة الاخيرة وسيكون انتصارنا فيها مبهرا وذلك لأن قدر المقاومة دائما ان تخسر المعركة 99 مرة ولكن انتصارها رقم مائة سيغير وجه التاريخ ويجب ما قبله من هزائم ..انها سنة الحياة وتصديق لقوله تعالى "لولا دفع الناس بعضهم لبعض لفسدت الارض"