كنت قد كتبت فى مقال سابق عن مخطط لتدمير نقابة الصحفيين المصريين وتشويه سمعتها عبر جدول القيد ومن خلال ضم عدد لا بأس به من ادعياء الصحافة وقد لاقى هذا المقال صدى واسع فى الاوساط المهنية وحازت المعلومات التى تضمنها اهتمام اساتذة اجلاء من شوامخ الصحافة المصرية خاصة والعربية عامة
وقد فتح هذا الاهتمام شهيتى لافراغ جزء اخر من شحنة المعلومات التى بداخلى والتى منها ان عدد كبير من الصحف لاسيما المستقلة والحزبية وعدد اخر اقل من الصحف الحكومية المسماة مجازا بالقومية تعمد على اذلال الصحفى واهدار كرامته قبل ان يلتحق بهذه المهنة
ولن اكون مبالغا اذا قلت ان المعايير التى يتم تعيين الصحفيين على اساسها فى معظم الصحف المستقلة لن تخرج عن ثلاثة معايير فإما ان يكون هذا الصحفى يحمل توصية من رئيس مجلس ادارة احدى الشركات المعلنة فى هذه الصحيفة او ان يكون حاملا توصية من جهة أمنية او ان يكون قريبا لرئيس التحريراوحتى يحظى باستحسانه وقد يحدث فى احيان نادرة ان يتم تعيين الصحفى على اساس الكفاءة والمثابرة
فيما ان التعيين فى الصحف الحكومية لابد ان يرفق بتوصية امنية وعادة ما يكون الصحفى قريبا للمسئول الذى قام بتعيينه وهناك وقائع عديدة تم فيها استدعاء هذا الشخص من بيته لتعيينه صحفيا رغم عدم خبرته بهذه المهنة ورغم وجود طوابير من الصحفيين الجادين فى قائمة انتظار التعيين لمدد تزيد عن العشر سنوات
المشكلة ان الصحفيين الذين تم تعيينهم على اى من الاسس الثلاثة السابقة عادة ما تكون خبراتهم فى غاية الضحالة وكما قلت من قبل بان معظمهم لا يجيد القراءة والكتابة الا ان الامر والادهى من ذلك ان هؤلاء الصحفيين - ان جاز وصفهم بهذا اللقب-يتسيدون الموقف ويعتلون ارفع المناصب فى هذه الصحف بينما يظل ذوات الكفاءة فى الحضيض ماديا ونفسيا
وتعمد بعض الصحف الحزبية والخاصة المسماة جهلا بالمستقلة على ان يوقع الصحفى على استمارة استقالته كشرط لتعيينه والحاقه بنقابة الصحفيين وليس ذلك فحسب بل ان بعض هذه الصحف تقوم بجانب ذلك بالزام الصحفى بالتوقيع على على اقرار يفيد بانه مسئول مسئولية كاملة عن كافة اثاثات المؤسسة مع تحريره ايصال امانة على بياض وذلك فى محاولة لاجباره على التزام الصمت بعد تعيينه وعدم اللجوء للشكوى!!
وانا اتحدى ان تقوم صحيفة خاصة عدا صحيفة كالشروق ان توافق على منح الصحفى فيها خطاب بمفردات راتبه وهناك قصص فى هذا الشأن لا داعى لذكرها!!
وعن موضوع الرواتب فحدث ولا حرج فمعظم صحفيى الصحف المستقلة لا يتجاوز راتب الصحفى فيها عن 300 جنيه بل ان هناك صحف منها لا تمنح الصحفى اكثر من 100 جنيه او تقوم باجباره على العمل بدون اجر لفترة طويلة مقابل عضويته لنقابة الصحفيين .. وهناك صحيفة اخرى تمنح الصحفى مبلغ 5 جنيهات عن الخبر و20 عن التحقيق و50 عن السبق الصحفى وهنا يجد الصحفى نفسه لا يتقاضى فى نهاية الشهر سوى 50 جنيه فى حين يشترط رئيس التحرير على الصحفى ان يقوم بجلب اعلانات الى الصحيفة كشرط لكتابة اسمه على الموضوعات التى يكتبها مما يضطره لان يكتب يجامل هذا ويبتز ذاك مقابل اجر وهو ما تغض ادارة الصحيفة نظرها عنه بما يحمل عقد ضمنى بين الصحفى والصحيفة.
فضلا عن هذه الامور التى صارت من المسلمات فى هذه المهنة فان هناك ظاهرة جديدة تعترى الصحف المصرية وهى ان صارت فى قطاع كبير منها صحافة انترنت حيث تتوقف مهمة الصحفى فيها عند مهمة القص واللصق من المواقع الاليكترونية وشكرا
اما ام الكوارث فهى الصحف الاجنبية العاملة فى مصر والتى تجاوزت نحو 550 صحيفة فمعظم اصحابها لا علاقة لهم بالصحافة لا من قريب ولا من بعيد ولكنهم يمارسون المهنة من باب الاسترزاق لا اكثر ولا اقل ويقومون بدور المشهلاتيه مقابل اجر عبر خداعهم للناس بصلاتهم القوية بالمسئولين الحكوميين ويقومون بايهامهم بانهم اعضاء مؤثرين فى نقابة الصحفيين بما يحملونه من كارنية نقابة العاملين بالصحافة والطباعة الذى وصل سعره الان الى 400 جنيه وصار يحمله السباك والكهربائى والنقاش وقد حدث معى شخصيا ان قال لى السباك الذى احضرته لترميم شبكة الصرف فى منزلى بانه صحفى مثلى مثله واخرج من جيبه كارنية نقابة العامة للعاملين بالصحافة عن ترخيص يسمى ابو الهول واخبرنى انه اشتراه ب400 جنيه مما دعانى لكتابة مذكرة الى نقابة الصحفيين بذلك ولا اعرف ماذا حدث ولعل تلك الواقعة دفعت بعض اصحاب هذه التراخيص للمتاجرة بعضوية النقابة العامة
واتذكر اننى قمت بكتابة مذكرة فى احد هؤلاء الادعياء حيث انه تصادف اثناء وقوفه فى ميدان عبد المنعم رياض بوسط القاهرة ان التقى بعجوز صينى ينطق العربية بالكاد كان يبحث عن مطعم لتناول طعامه فاحضره هذا الدعى الى كافتيريا نقابة الصحفيين بعدما اخبره بانه صحفى بل رئيس تحرير وقام الصينى بطلب الطعام لنفسه فاذا بالدعى يقوم بطلب وجبه اخرى له وطلب من العاملين فى المطعم ان يقوموا بمحاسبة الصينى عليها ولما فرغ العجوز الصينى من تناول طعامه طلب منه ان يمنحه 50جنيها على سبيل اتعاب ارشاده الى مطعم النقابة
بل ان هذا الدعى قام بالذهاب الى مطعم ابى طارق الشهير بشارع شامليون والمتخصص فى تقديم اشهى وجبات الكشرى وطلب من مدير المحل ان ينشر عنده اعلانا ب500 جنيه فنهره الرجل
ولكنلم تمر ايام حتى فوجىء مدير المحل بهذا الدعى يحضر اليه ومعه صحيفة نشر فيها اعلانا عن المطعم ولما رفض ان يدفع له اتفق معه ان يمر عليه كل يوم خميس لمدة شهر لتناول وجبة كشرى!!!!!!!!!
هذا هو حال الصحافة والصحفيين فما رأيك اراح الله بالكم
سيد امين
albaas@maktoob.com
تابع نشر هذا الموضوع على المواقع التالية
شبكة الرافدين
جبهة انقاذ مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق