27 ديسمبر 2014

كافور يحاصر يوسف الغـزّي.. شعر د.احمد حسن المقدسي

د.احمد حسن المقدسي
شاعر واكاديمي فلسطيني
هذه قصيدة عن حصار النظام المصري لشعب غزة بتآمر مع اسرائيل وامريكا وسلطة دايتون في رام الله أملا ً منه ربما بقتل 1.5 مليون بريء
يوسف الغزي هو رمز لكل فلسطيني في غزة يحاصره

نظام كافور (حاكم مصر ) .
يا شــعب ُ، كم جارت ْ عليك مـَعابـِر ُ
ونِظــام ُ حـُــكـْم بالعـــروبة ِ كافــــرُ
فمِــن الشـَمال ِ عِصابة ٌ نازيـَّـــــة ٌ
ومِـن الجنوب ِ نظام ُ حُـكـم ٍ فاجــِـــرُ
يا يوسـُف ُ الغـَـزّي ُّ حـُسـنـُك َ باهـِرُ
لكــــن َّ حـَـظـَّـك َ يـا حبيبي عاثـِــــرُ
مـِـن ْ سـوء ِ حـظــِّـك َ أن ّ مِـفتاحَ
الجنوب ِ لديك َ، يحملـُه شقي ٌّ جائِـــرُ
خانتـك َ أوباش ُ الرجـــال ِ فكـُلـُّـهم
مـُتــَـآمِرٌ . . . مـُتــَـآمرٌ .. . مـُتــَـآمرُ
فالحـُسن ُ في دنيا العروبة لعـْـنة ٌ ،
وجريمـــة كـُـبرى بأنـّـك ثائـِـــــرُ
في مـِصْر َ زِنـْديق ٌ يحارب ُ شـعبَهُ
بـِعـِـداء ِ مـَـن ْ عادى اليهود َ يـُفاخِـرُ
زنــديق ُ مِصـر ٍ من دِمانا نخـْبـُه
برؤوسـِـــنا عند اليهـــود يـُتاجـــر ُ
في مِـصـر َ كافــور ٌ أذل َّ إباءَهـَـــا
فإذا بهــــــا للغاصِـبين مَنـَــــابـِـر ُ
قـَمْـــع ٌ وتقـْتيل ٌ يطـوف ُ بأرضِـها
والرأي ُ أصبــح َ كالحشيْـش ِ يُصادَر ُ
شـَـعْب ٌ يهاجِــر ُ لافتداء ِ عروبـَـة ٍ
وزعيمـُه صَــوب َ اليهـود يُهاجـِر ُ
***
هــذا نِظــامٌ بالخـَــنا مُتـَسَرْبـِل ٌ
جَمَعـَتـْه ُ مع ْ حضـْـن ِ اليهود ِ أواصِـر ُ
تسعون َ مِليونا ً تـُداس ُ جـِباهـُهم
فـَطـــوارئ ٌ ومَحـــاكِم ٌ ومَخـَـــــافِـر ُ
تسعون َ مِليونا ً لِخِدمـَـة عصبة ٍ
صـَـك ُّ العَمَا لـَــة إرثـُها المـُتـَواتِر ُ
هـل بعـد َ هذا الكـُفـْر ِ كُفـْر ٌ يا تـُرى
إن ْ لم يكـن ْ كُفـْرا ً فمن ذا الكافِـر ُ؟
تتـناسـَل الغـَـصَّــات ُ في حـَلـْـقي ويسبح ُ
في ضفاف ِ القلب ِ جـُرْح ٌ غائِـر ُ
فـدِماؤنا خـَــمْر ٌ لــدى زعمائِنــا
وعِـظـامُنا حَـول َ الزعيـم مَباخِــــر ُ
نِفط ُ الشقيقة ِ مِصر َ يشوي لحمـَـنا
وتموت ُ مِن ْ غاز ِ الشقيق ِ حَـــرائر ُ
كـَم أنت َ يا شـعب َ الكنانة ِ صابر ٌ
والعَـقـل ُ مـِن طول ِ اصطبارك َ حائِـر ُ
كيف َ ارتضـت ْ مصـر ُ العروبة ِ أن ْ
يتاجر َ في عروبتها نظام ٌ عاهِـــر ُ ؟
***
إعـْلام ُ مصر ٍ صار عِـبـْري َّ الهوى
في حُـب ِّ صُهيون ٍ تـَعُــج ُّ دفاتِــر ُ
مهلا ً ، سـَتـَثـْأر ُ مصر ُ من جلادها
وتـَــدور ُ صوب َ الخائنين َ دوائِـر ُ
ويـَفِـيض ُ خير ُ النيل ِ بعـد نـُضوبه
وتـَهـِـل ُّ مِن حـَدَق ِ العيون ِ بـَشائِر
===================
ملاحظة: معادة مع تصرف. ُ

لواء طلعت موسى يعترف: قيادات الأخوان بالسجون ترفض اي مبادرات للصلح طرحها السيسي



فيديو .. حمزة نمرة في رائعة "يا مظلوم"




سليم عزوز يكتب: في رثاء «الجزيرة مباشر مصر»

كان واضحاً أن «عراب الانقلاب» محمد حسنين هيكل لا يتحدث من فراغ، فقد جلس في «حضرة لميس الحديدي»، بعد لقاء جمعه مع «قائد الانقلاب» عبد الفتاح السيسي، وكان هيكل ضد «الجزيرة مباشر مصر»، ورأيه هذا ليس جديداً، لكن الجديد، أنه وجد الفرصة مواتية، ليضرب ضربته، ليكون شرط القوم، لإتمام المصالحة برعاية سعودية هو إغلاق القناة، التي تحولت بمضي الأيام إلى «ضمير الثورة المصرية».
هيكل أبدى تعجبه، وهو في «حضرة لميس الحديدي»، من أن تطلق دولة فضائية لتتدخل بها في سياسة دولة أخرى، وقال إنه طلب من المشير محمد حسين طنطاوي إغلاقها، وأنه لم يستجب له، وقد نسى، لهرمه ولعوامل التعرية، أن الاستجابة قد حدثت، وأن «مباشر مصر» قد طوردت في فترة حكم المجلس العسكري وأغلقت. ولا نعرف لماذا لم يطلب سيادته إغلاق فضائيات أخرى، تحمل اسم «مصر» وتمول من دول خليجية هي راعية الانقلاب، الذي هو عرابه!
نعلم أن هيكل كالجمل، وكما يقول أهلنا في الريف المصري أن «الجمل يُخزن»، أي يقوم بتخزين غضبه ويكتمه، لكنه لا بد وأن ينتقم في اللحظة التي يراها مناسبة. ويروى أن صاحب جمل قام بتقييده واعتدى عليه، وقد ظل الليل كله يتأوه غضباً، فتم صناعة «خيال مآتة»، من قش الأرز وخلافه على هيئة صاحبه المعتدي، وقدم له، فإذا بالجمل الغاضب يفترسه، عندها طل عليه المستهدف ساخراً. يقول الراوي: لقد مات الجمل في الحال!
هيكل، تدهور به الحال، فبدلاً من أنه كان يطل عبر شاشة «الجزيرة»، صار يظهر على قناة «سي بي سي»، وبدلاً من أن كان من يحاوره في السابق محمد كريشان، وخديجة بن قنة، صارت جارته بالجنب لميس الحديدي. شفانا الله وعفانا. وهو لم ينس أننا على شاشة «الجزيرة مباشر مصر»، أطلقنا عليه «عراب الانقلاب»، وكشفنا أنه كاتب خطاب عبد الفتاح السيسي، وجاء ليشيد به في مقابلة مع لميس، وكيف أنه فوجئ ببلاغة السيسي، عندما قرأ له الخطاب قبل إلقائه.. وقال وهو يقوم بدور ممثل نصف موهوب، أنه سأل السيسي من كتبه؟ لأنه «حلو أوي»، على حد تعبيره. فرد السيسي: أنا كتبته!
لقد كان هيكل يبيع الماء في «حارة السقايين»، وظن أن ما قاله يمكن أن ينطلي على أحد، لكن ما لم يقله هو صفته التي تجعل «قائد الانقلاب العسكري» عبد الفتاح السيسي يقرأ عليه بيانه قبل إلقائه، إلا إذا كان شريكاً ضالعاً في المؤامرة على الحكم المنتخب وعلى المسار الديمقراطي.. يكاد المريب يقول خذوني!
مثل هذا الكلام تردد أكثر من مرة، على لسان أكثر من ضيف على «الجزيرة مباشر مصر»، فكان طبيعياً أن تزداد أحقاده عليها، فأسرها في نفسه، ووجد الفرصة مواتية ليضرب ضربته ففعل، ليشفي رغبة تملكته في الانتقام.. راجع حديثه وهو يتحدث بغضب مع «لميس»، عندما تطرق لـ «مباشر مصر». فقد ظننت لحظتها أن «السر الإلهي» أوشك أن يغادر جسده.
هيكل والرغبة في الإنتقام
«شاب هيكل»، و»شابت» معه خصلة الانتقام، وهو الذي بدأ حياته الصحافية بجريمة مهنية، عندما تم تكليفه بتغطية مؤتمر دولي، فاستطاع أن يصادق سكرتيرة المؤتمر ليحصل منها على كلمات الرؤساء قبل إلقائها، ويرسلها لجريدة «أخبار اليوم» على أنها تصريحات خاصة به. وفي اليوم التالي كانت الصحيفة تحتفي بالتصريحات الخاصة وعموم الصحف تنشرها على أنها كلمات الرؤساء العامة، وغضب صاحب «أخبار اليوم» مصطفى أمين، وقرر طرده، وكان في ثورة عارمة، لكن علي أمين ومحمد التابعي تمكنا من تهدئته، وتبرير تصرف هيكل بأنه حماس شاب تمكنت منه الرغبة في الترقي السريع!
لقد أسرها هيكل في نفسه، وبعد حركة ضباط الجيش في سنة 1952 تقرب من جمال عبد الناصر، وانتقم من مصطفى أمين بالقضية المعروفة بالتخابر مع الولايات المتحدة الأمريكية، والتي دخل أمين بسببها السجن، وأفرج عنه الرئيس السادات! وعلى ذكر السادات، فقد عزل الرئيس الراحل هيكل من رئاسة مؤسسة «الأهرام»، وسجنه في سنة 1981، والذي انتظر اغتياله ليؤلف كتاب «خريف الغضب»، وفيه سعى للإساءة للرئيس السادات بشتى الطرق، حتى السقوط؛ فقال إن السادات كان معقداً من لونه الأسود، الذي ورثه من أمه السودانية، وهي من مدينة «دنقلا». لقد فات «عراب الإنقلاب» كما فات سيده، أن «الجزيرة مباشر مصر»، لم تكن وراء الثورة المصرية، فهذه ثورة شعب، بدأت في يومها الأول بتجاهل قناة «الجزيرة» لها ليكون ترتيب الخبر الثالث أو الرابع في نشرات الأخبار، وهو ما لفت انتباهي وعبرت عنه بالنقد هنا في هذه الزاوية يوم السبت 29 يناير/كانون الثاني 2011، ولم يكن اهتمام «الجزيرة» بالثورة، إلا في جمعة الغضب 28 يناير/كانون الثاني، فكانت صدى لإرادة المصريين، ولم تكن المحدد لاختياراتهم. أما «الجزيرة مباشر مصر»، فقد أفرزتها الثورة، وكانت صوت الثوار الذين خرجوا على الانقلاب العسكري، وظلت ثورتهم في الميادين والمحافظات أربعة أيام قبل أن تعاود «مباشر مصر» بثها من الدوحة، إذ كان مكتبها قد اقتحمته قوات الأمن ضمن القنوات الأخرى، في لحظة كانت كاشفة عن سعي الانقلاب لخنق الرأي الآخر، وقد حرصت «الجزيرة مباشر مصر» على وجود الرأي الآخر على شاشتها، كما حرصت على ذلك «الجزيرة الإخبارية». ومن اللافت أنه في اللحظة التي اقتحمت فيها قوات الأمن مكتب «مباشر مصر» كان البث الحي من ميدان التحرير حيث الاحتفال بالانقلاب العسكري، وليس من رابعة العدوية، كما أن «الجزيرة الأم»، كانت تقدم برنامجاً من مكتب القاهرة، لحظة اقتحامه، كان الضيوف والمذيعة نوران سلام، ضد حكم الإخوان ومع الانقلاب. المهم، فـ«الجزيرة مباشر مصر» ليست هي الثورة، إنما هي مجرد محطة فضائية، كان الحرص على إغلاقها كاشفا عن أن الانقلاب العسكري في مصر، هو سبة في جبين الانقلابات العسكرية، فهو انقلاب كرتوني، على نحو تمكنت منه فضائية في مواجهة ترسانة من القنوات التلفزيونية المؤيدة للثورة المضادة، فيبدو كبيت العنكبوت الذي تتصدع أركانه من جراء برنامج، وربما من فقرة في برنامج!
هزيمة الثورة
نحن لا نستطيع أن ننكر أن إغلاق «الجزيرة مباشر مصر» هزيمة للثورة، فهي التي كانت سبباً في إنزال عبد الفتاح السيسي من مرتبة الزعيم الملهم والنبي المرسل وفاتن قلوب العذارى، إلى مجرد شخص فاشل على كافة المسارات، ومفتقد للمهارات الواجب توافرها في الزعيم السياسي، وكان هذا من خلال التسريبات التي كشفت حجم الجريمة التي لحقت بمصر لأن يكون هو رئيسها.
والإصرار على غلق «الجزيرة مباشر مصر» بالضبة والمفتاح، جاء ليكشف أن الانقلاب في مرحلة ما بعد الترنح، وقد قيل إن مصر لا يمكن أن تستمر بهذا الشكل لمدة عام آخر، مع أنهم طوال الوقت يروجون بأن المظاهرات محدودة، وأن «الجزيرة مباشر مصر» ليس لها جمهور في مصر، وان خريطة الطريق تسير على قدمين ثابتتين! لا بأس فالحروب سجال، ولا ننسى في الأيام الأولى للانقلاب، وعندما تم وقف بث «الجزيرة مباشر مصر» كيف أن المصريين عرفوا باسم قناة أردنية لم أكن قد سمعت عنها من قبل هي «اليرموك»، التي انتشر ترددها عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي انتشار النار في الهشيم. لكن الثورة هذه المرة أحسن حالاً، فالقنوات الموالية للشرعية كثيرة، ومن «الشرق»، إلى «مصر الآن»، ومن « رابعة» إلى « مكملين»، ومن «الحوار»، إلى «القناة». وعلى الباغي تدور الدوائر.
أرض – جو
- لا تستطيع أن تتحدث عن إغلاق «الجزيرة مباشر مصر»، من غير أن تذكر من قرأت بيان الإغلاق الموهوبة «سارة رأفت».. محظوظة «سارة»، والتي تفجرت موهبتها منذ بداية عملها فيها. والبداية كانت كاشفة عن مولد مذيعة ناجحة.
- أحيانا كنا نضيق ذرعاً بتطرف «محمد ماهر عقل» وهو يسعى للقيام بدور محامي الشيطان وتمثيل الرأي الآخر في غيابه وحضوره، لكن في إطار الموقف فقد تحصل على حسن الخاتمة. فقد رفض أن ينطق اسم عبد الفتاح السيسي مسبوقاً بلقب «الرئيس» في اليوم الأخير، ونطقه مجرداً. لتكون هذه النهاية مضافة لرصيده المهني.
- وفي سياق حسن الخاتمة، حفظ المشاهدون لموهوب آخر هو «عبد العزيز مجاهد» قوله رداً على احد المتصلين وكأنه يقرأ الغيب: «إغلاق الجزيرة مباشر مصر، لن يغير الواقع، وسيظل القاتل قاتلاً».
- لقد أسدل الستار على شاشة «الجزيرة مباشر مصر»، وهي كنخيل العراق، يموت واقفاً، في حين أن فضائيات الثورة المضادة لا تزال تبث إرسالها، ولكنها كأعجاز نخل خاوية.
صحافي من مصر

د. فيصل القاسم: «الجهاديون» في سوريا: يتبددون أم يتمددون؟

صحيح أن لكل بلد طبيعته الخاصة، وبالتالي تجربته الخاصة التي لا يمكن أن تنطبق على أي بلد آخر، إلا أن التجارب التاريخية التي سبقت التجربة السورية يمكن أيضاً أن تكون مقياساً لما يمكن أن يكون عليه مستقبل سوريا. البعض توقع أن تنتهي الثورة السورية على الطريقة الجزائرية، ففي الجزائر نجح الجنرالات في إعادة الشعب إلى بيت الطاعة من خلال تخويفه بجماعات إسلامية متطرفة صنعها الجنرالات أنفسهم واستخدموها بعبعاً لإرهاب الجزائريين كي يعودوا إلى حضن المؤسسة العسكرية الحاكمة. وبعد حوالي ربع قرن على اندلاع الأحداث في الجزائر في بداية تسعينات القرن الماضي، اختفت القوى الإسلامية المتطرفة، وحصل الجنرالات على شرعية جديدة غير شرعية التحرير تمثلت هذه المرة في تخليص البلاد من رجس الإرهاب والتطرف الذي صنعوه هم بأنفسهم كي يعززوا سلطتهم، ويـُفشلوا به الانتفاضة الشعبية التي كانت يمكن أن تطيح بنظامهم.
لكن وبالرغم من أن النظام السوري يعمل جاهداً منذ اللحظات الأولى للثورة على تكرار النموذج الجزائري بمساعدة جنرالات الجزائر أنفسهم، وتصوير كل من يعارضه بأنه إرهابي جدير بالاستئصال، إلا أن «العتمة قد لا تأتي هذه المرة على قد يد الحرامي» كما يقول المثل الشعبي، فوضع سوريا قد يكون مختلفاً كثيراً عن الوضع الجزائري، ناهيك أن الزمن غير الزمن الجزائري. إذن تعالوا نحتكم إلى أمثلة أخرى، لعلها تساعدنا في استشراف المستقبل السوري.
لو افترضنا أن الفصائل الإسلامية المقاتلة في سوريا قضت على فصائل الجيش الحر الذي لم يكن له صبغة دينية، وأصبحت تلك الفصائل وجهاً لوجه في مواجهة النظام: هل سيسمح لها العالم بأن تنتصر على النظام، خاصة وأنه يعتبرها متطرفة وإرهابية؟ بالطبع لا. في أفغانستان مثلاً عندما انتصر المجاهدون على نظام نجيب الله الذي كان مدعوماً سوفياتياً، لم يسمح لهم العالم باستلام السلطة، بل ورطهم في حرب ضروس فيما بينهم، فذهبت ريحهم، وتحول الكثير منهم إلى إرهابيين في عيون العالم بعد أن انتهت مهمتهم. ألا يمكن أن يحدث الشيء نفسه في سوريا؟ هل النظام وحلفاؤه منزعجون فعلاً من تقدم الجماعات الجهادية على الأرض، أم إنهم سعداء جداً بتقدمها على أمل أن يتحقق النموذج الجزائري على أيديهم، لأنهم يعرفون أن العالم لن يقبل بتلك الجماعات لاحقاً، وربما يساعدهم في القضاء عليها. وستكون المفاضلة عندئذ بين تلك الجماعات والنظام، بعد أن تمكنت تلك الجماعات من القضاء على الجيش الحر الذي كان يهدد النظام فعلاً، لأنه لم يحمل صبغة إسلامية «متطرفة». ولا شك أن العالم سيقبل بنظام غير ديني حتى لو ارتكب كل جرائم الكون، فقط لأنه يواجه فصائل إسلامية تـُعتبر إرهابية ومتطرفة في نظر المجتمع الدولي. 
البعض يخشى في هذه الحالة أن يعود السوريون إلى المربع الأول، بحجة أن البديل للنظام هو بديل إسلامي متطرف لا يقبل به أحد، فيعود النظام الخيار الأوحد للسوريين، وكأنك، في هذه الحالة، يا بو زيد ما غزيت. ولا شك أن النظام لعب على وتر الإرهاب والتطرف منذ اليوم الأول للثورة.
لكن السؤال المهم جداً الذي يمكن أن يقلب الطاولة على الجميع: حتى لو انتهى الصراع في سوريا إلى المفاضلة بين النظام والجماعات الجهادية، من يستطيع القضاء على تلك الجماعات التي اكتسبت خبرة تاريخية في القتال، وسيطرت على الكثير من الأنحاء، وأصبحت أحياناً جزءاً لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي السوري، وخاصة في شمال البلاد وشرقها؟ ألم يفشل الجيش الأمريكي نفسه في القضاء على تلك الجماعات في العراق وافغانستان والصومال واليمن؟ ألم يكن لدى الأمريكيين أكثر من مائة وأربعين ألف جندي في العراق وحده، لكنهم لم يتمكنوا من القضاء على جماعة الزرقاوي التي لم تصمد في العراق فحسب، بل امتدت إلى سوريا نفسها في هيئة تنظيم الدولة الإسلامية الذي يتمدد بسرعة عجيبة؟ ولا ننسى أن حلف الناتو نفسه قاتل حركة طالبان وأخواتها في أفغانستان لمدة ثلاثة عشر عاماً، ثم خرج مهزوماً، لا بل إن أمريكا راحت تتوسل التفاوض مع طالبان، فكيف إذاً يستطيع الجيش السوري الذي أصبح منهكاً جداً وضعيفاً، ولم يعد قادراً على مواجهة تلك الجماعات حتى بمساعدة عراقية وايرانية ولبنانية كبرى وقصف قوات التحالف، ناهيك عن أنه فقد أكثر من ثلثي مساحة البلاد لصالح التنظيمات الجهادية؟ لا عجب أن صحيفة الفايننشال تايمز البريطانية الشهيرة وصفت سوريا بـ»أفغانستان» المتوسط، بغض النظر عما إذا كان ذلك نتيجة تنامي الظاهرة الجهادية، أو نتيجة استراتيجيات أمريكية مدروسة.
وبناء على هذا السيناريو والتطورات، فهذا يعني أن سوريا مقبلة على صراع طويل الأمد، كما توقع الجنرال ديمبسي قائد هيئة الأركان الأمريكية نفسه، بحيث يصبح الوضع في سوريا أشبه بالوضع الأفغاني والصومالي تحديداَ، حيث تتصارع سلطة ضعيفة مع جماعات مختلفة بين كر وفر لوقت طويل. ولو ظلت الجماعات الإسلامية تحرز تقدماً كالذي تحرزه في الشمال والجنوب والشرق، فلا شك أنها ستصبح القوة الأكثر نفوذاً في سوريا، وربما تدخل العاصمة ذات يوم. من يدري؟ فمن استطاع السيطرة على أعتى المعسكرات في إدلب والرقة ودرعا لن تصعب عليه دمشق لاحقاً. وهذا يعني عملياً سوريا جديدة على الطريقة الصومالية والأفغانية والعراقية، لا سمح الله. إلا إذا حدثت تطورات دراماتيكية لم تكن تخطر على بال، ونجح العالم في تحويل سوريا إلى محرقة لكل تلك الجماعات كما كان الهدف دائماً، حسب رأي البعض. 
والعلم عند الله.
٭ كاتب واعلامي سوري

أخبار فلسطين في أوروبا

أعلن التجمع الفلسطيني في ألمانيا عن تنظيم سلسلة من الفعاليات الجماهيرية في عدد كبير من المدن الألمانية في الفترة ما بين 27 كانون أول (ديسمبر) الجاري وحتى 18 من كانون ثاني (يناير) المقبل وذلك إحياءً للذكرى السنوية السادسة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة شتاء عامي 2008-2009 .
كشفت صحيفة «الغارديان» البريطانية، عن أسباب تأخر آلية مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط روبرت سيري بعد أكثر من 100 يوم على تطبيق الآلية. وأوضحت الصحيفة البريطانية في عددها امس أن مجموعة من المسؤولين في الأمم المتحدة قد تلقوا رشاوى، من أجل إصدار المزيد من كوبونات الاسمنت لأصحاب البيوت أكثر من الكمية التي يحتاجونها، وذلك من اجل إعادة بيعها في السوق السوداء. ورصدت الصحيفة حالات قيام أشخاص ببيع حصصهم من مواد البناء بأربعة أضعاف سعرها الحقيقي.
دعا أكاديميّون وسياسيّون وباحثون وممثلو الجالية الفلسطينيّة في لندن إلى عقد مؤتمر يضّم ممثلين عن الفلسطينيين في أوروبا، يبحث في دورهم تجاه قضيتهم، وتمثيلهم، عبر طرح أفكار لآليّة تمثيلٍ عمليّةٍ في انتخابات منظمة التحرير، جاء ذلك خلال لقاء حواري عقد في جامعة "سواس" في العاصمة البريطانيّة لندن، نظّمه المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية "مسارات" بالشراكة مع مبادرة إدارة الأزمات الفنلنديّة (CMI)
بعد أن زودت ألمانيا إسرائيل بغواصات "دولفين"، وافقت على تسليحها بسفن صواريخ لحماية حقول الغاز في البحر المتوسط، كما وافقت على منحها تخفيضا بنسبة 30% من قيمة الصفقة.
قرار محكمة العدل الدولية في لوكسمبورغ، إخراج حركة «حماس» من قائمة التنظيمات الإرهابية جاءت صادمة لحكومة اسرائيل. ففي حين اتخذ رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو، موقفاً عدائياً حاداً ضد أوروبا، بهدف جعل الجمهور يرى فيه «القائد الصلب الذي لا يخاف أحداً» ويساعده ذلك في الانتخابات المقبلة، تشير نتائج الاستطلاع إلى أن هناك غالبية راسخة من الإسرائيليين تتجاوز 54 في المئة على قناعة بأن إسرائيل بقيادة نتانياهو لن تكون قادرة على التوجه في المسار الصحيح.
لم يعترض الاتحاد الأوروبي، وفق ما تؤكّده مصادر أوروبية وفلسطينية متطابقة، على "دفع رواتب موظفي حكومة حماس السابقة في قطاع غزة، لكنّ الأسماء التي نُقلت من غزة إلى السلطة الفلسطينية وإلى الاتحاد، خضعت لتدقيق أمني من قبل الجانب الإسرائيلي"، وتقول المصادر إنّ "نحو 40 ألف موظف، بين مدني وعسكري، عيّنتهم حكومة حماس السابقة في غزة، كان من المفترض أن يُدمجوا في سجلات السلطة الفلسطينيّة الرسميّة، تمهيداً لتلقّي رواتبهم بشكل طبيعي، بدءاً من شهر يونيو/حزيران الماضي، لكنّ الرئيس الفلسطيني محمود عباس هو من يرفض ذلك".
انتقد بيتر أوبورن في مقاله الاسبوع في جريدة التلغراف البريطانية الاحد الماضي ٢١ ديسمبر\كانون الأول اغلاق مصرف إتش إس بي سي لحسابات عدد من النشطاء المناصرين للقضية الفلسطينية في بريطانيا ممن عارضوا الحرب الإسرائيلية على غزة. وأكد انه لم يحصل أي من هؤلاء النشطاء على تفسير لقرار إتش إس بي سي المفاجئ، إذ وصلتهم جميعا رسائل بالإغلاق من حيث لم يكونوا يحتسبون، ويؤكدون جميعًا أن تعاملاتهم المصرفية كانت ممتازة ولم تشبها شائبة، في حين يرفض إتش إس بي سي حتى الآن إعطاء أي مبرر لقراراته.
أثار ازدياد عدد البرلمانات الأوروبية المعترفة بالدولة الفلسطينية، وقرار محكمة العدل الأوروبية شطب اسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" من قائمة المنظمات الإرهابية، سخط إسرائيل، بالتزامن مع حدوث تغييرات في مواقف الدول الأوروبية تجاه إسرائيل مؤخراً.

الغارديان: حقائب يد مصرية "صنعت في المعتقل"

نشرت صحيفة الغارديان تقريرا حول ناشطة مصرية تصنع في محبسها حقائب يد وأوشحة تذيلها بعبارة "صنع في المعتقل".وتقول الصحيفة إن الناشطة أسماء حمدي سجنت بسبب احتجاجها على الإطاحة بالرئيس محمد مرسي. وتقضي أسماء، وهي تدرس طب الأسنان، فترة سجنها تحيك حقائب يد من الصوف لـ"تبعث برسالة أن خيالها حر"، بحسب ما جاء في التقرير.
وتقول الغارديان إن الناشطة بدأت تحيك حقائب اليد لأصدقائها وأفراد عائلتها قبل أن يطلب منها رفيقاتها السجينات أن تحيك بعض الحقائب لذويهن.
وأضافت الصحيفة أن أسماء وصلتها عشرات الطلبات من أشخاص راغبين في شراء منتجاتها. ويقول إبراهيم رجب، وهو خطيب أسماء، إن الرسالة التي تريد الناشطة أن تبعث بها هي "حتى لو سجنتمونا، فلن يمكنكم إيقافنا، فأرواحنا حرة. ومهما حدث، فلن يوقف السجن خيالنا"، بحسب الغارديان.
وتوضح الصحيفة إن عائلة أسماء تأخذ معها في كل زيارة لها في محبسها كيلوغراما من الصوف لتحيك به منتجاتها. وأضافت أن أسماء كانت من مئات الطلبة الجامعيين في مصر الذين سجنوا بسبب احتجاجهم على الإطاحة بمرسي في يوليو/تموز 2013. وقال رجب إن خطيبته تقضي عقوبة السجن خمسة أعوام بعد أن وجهت لها "سبع تهم خيالية: قالوا إنها أضرمت النار في كافيتريا بكلية الطب وإنها هاجمت أمن الكلية وشرطيا وسرقت المال،" وفقا لما جاء في التقرير. واستطرد مضيفا: "كل من يرى أسماء يعرف أنها لا يمكن أن تفعل هذه الأشياء

تعليق ناري لـ"فورين بوليسي" حول أوضاع مصر

ذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أن الحكم ببراءة الرئيس المخلوع حسني مبارك, و"القمع", الذي يمارسه النظام الحالي في مصر, أعادا اللحمة بين جماعة الإخوان المسلمين والثوار مرة أخرى، إلا أن هذا الأمر لن يكون كافيا لالتئام الجروح القديمة. وأشارت المجلة في تقرير لها في 25 ديسمبر إلى وجود عوائق أمام هذا الالتحام، ومنها أن المعسكر الثوري يبدو متشككا في أن جماعة الإخوان لا تزال بدون إصلاح وبدون تغيير، وأنه لا تزال هناك خلافات أساسية معها بشأن "الطائفية, وسيادة القانون".
 وتابعت المجلة " الثوار يطالبون أيضا باستقلال حقيقي للقضاء واحترام جهاز الأمن لحقوق الإنسان، ولكنهم ما زالوا يشككون في أن الاهتمام الرئيس للإخوان هو فقط أن تأتمر مؤسسات الدولة بأمرها". وكان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة عقد في 5 نوفمبر الماضي جلسة لمناقشة حالة حقوق الإنسان في مصر خلال السنوات الأربع الماضية، وهي الجلسة التي شهدت انتقادات أوروبية حادة للقاهرة, بسبب سجلها في مجال حقوق الإنسان، في وقت أشادت به الإمارات والبحرين. وجاءت جلسة المراجعة ضمن آلية المراجعة الدورية الشاملة, التي يجريها المجلس مع كافة دول الأعضاء. وهذه المراجعة الأولى منذ الإطاحة بمبارك، وأبرز الدول التي وجهت انتقادات حادة للسلطات المصرية بسبب سجلها في مجال حقوق الإنسان وطالبتها بضرورة تحسينه وتوفير محاكمات عادلة للمعتقلين، هي ألمانيا وأستراليا والدانمارك والسويد والنمسا وسويسرا وكوستاريكا.
 وقد انتقد مندوب النمسا في كلمته أمام الجلسة الاستخدام المفرط للقوة من قبل الشرطة المصرية في فض الاعتصامات كما حدث في رابعة العدوية وميدان النهضة. كما طالب بضرورة إطلاق سراح جميع الصحفيين الذين اعتقلوا أثناء أداء عملهم، مع ضرورة إسقاط جميع التهم الموجهة إليهم، وباحترام حق التجمع وإلغاء القانون الذي أصدره الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤخرا بشأن توسيع صلاحيات المحاكم العسكرية، وطالب أيضا "بضرورة إصدار قانون ينظم عمل منظمات المجتمع المدني بما يسمح لها بممارسة عملها دون أي تدخل حكومي". ومن جهته, طالب مندوب سويسرا في الجلسة نفسها السلطات المصرية بتعليق عقوبة الإعدام، وقال إن على مصر احترام التزاماتها الدولية الواردة في اتفاقية مناهضة التعذيب.
 وتابع "لا بد من التأكيد على ألا يُمارس التعذيب على المحبوسين على ذمة قضايا، كما لا بد من أن تسمح السلطات المصرية لأهالي هؤلاء بزيارتهم سواء أكانوا محبوسين في أماكن احتجاز مدنية أو عسكرية". وقد أعربت مندوبة أستراليا في كلمتها عن قلقها من القيود التي تضعها السلطات المصرية على التظاهر السلمي والتعبير عن الرأي والتفكير. وفي المقابل، أشاد المندوب الدائم لدولة الإمارات العربية لدى الأمم المتحدة في جنيف عبيد سالم الزعابي بما وصفه بـ"النهج البناء والخطوات الإيجابية" التي حققتها الحكومة المصرية في ظل التطورات التي شهدتها مصر. وأعرب الزعابي في كلمته أمام مجلس حقوق الإنسان عن ثقة بلاده في أن مصر تسير قدماً نحو ترسيخ "مبادئ دولة القانون". وقد استبقت منظمات حقوقية دولية الجلسة بمطالبة الأمم المتحدة باتخاذ موقف يجبر حلفاء القاهرة الأساسيين على الضغط على النظام المصري من أجل احترام حقوق الإنسان.
ومنذ ثورة 25 يناير 2011 , وقعت أحداث جسام في مصر، كانت محل نظر مجلس حقوق الإنسان, وهو يستعرض وضع حقوق الإنسان في مصر في الفترة ما بين 2010 و2014. ووجهت منظمات كبرى معنية بحقوق الإنسان نداءات عاجلة لدول العالم -لا سيما حلفاء مصر مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا- طالبتها فيها باستغلال هذه المناسبة لتوجيه رسالة قوية لنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي بأنه لا يمكنه الاستمرار في انتهاكاته الواضحة وغير المسبوقة لحقوق الإنسان. وفي بيان مشترك، اتهمت سبع منظمات دولية من أبرزها "هيومان رايتس ووتش والعفو الدولية، القوى الغربية الكبرى المتحالفة مع مصر بالفشل أو عدم الرغبة في مواجهة كافة أشكال القمع والعصف بالحريات في مصر خلال السنوات الثلاث الماضية".

نص المقال الخطير الذى نشرته "نيويورك تايمز" حول ديكتاتورية السيسي

اعتاد قادة مصر على تصور المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر البالغة 1300 مليون سنويا كحق أبدي مكتسب مقابل توقيعهم معاهدة سلام مع إسرائيل عام 1979.
ولم تفعل أمريكا شيئا لتخلصهم من هذه الفكرة. لقد آن الأوان لذلك. عدم تخفيض المساعدات بشكل كبير هذه السنة، عندما تحدد حكومة أوباما خياراتها الصعبة في مصر للسنوات القادمة، سيكون خطأ غير مقبول. منذ سيطر عبد الفتاح السيسي على مصر عبر انقلاب في يوليو 2013 عادت البلاد لماضيها التسلطي، بما في ذلك اعتقال الخصوم السياسيين وإخراس الناقدين وتشويه الإسلاميين السلميين. يقبع قادة الإخوان المسلمين، التي أصبحت الحركة السياسية الرئيسة في مصر بعد ثورة 2011، في السجن متهمون ظلما بأنهم إرهابيون... مصر اليوم أكثر قمعية في نواحي كثيرة مما كانت في أحلك فترات حكم المتسلط المخلوع حسني مبارك. فقد قمعت حكومة السيسي المظاهرات وشددت القيود على وسائل الإعلام الحكومية وإضطهدت الصحفيين.
وسيشدد قانون جديد ذو صياغة عائمة العقوبات على الأفراد الذين يتلقون مساعدات أجنبية، لتصبح جريمة عقوبتها السجن مدى الحياة. والقانون الذي يُدعى أن هدفه مكافحة الإرهاب، شبيه بسياسات إستخدمتها الدولة لحظر عمل منظمات مؤيدة للديمقراطية. أما في سيناء، حيث انتقلت حرب الجيش المصري ضد المسلحين للمناطق الآهلة بالسكان، فتنقل الأخبار استخدامهم دبابات أمريكية الصنع لقصف مناطق مدنية.
وعندما حاولت منظمة "هيومان رايتس وتش" الإعلان من مصر عن تقريرها بشأن قمع وحشي لاعتصام في القاهرة العام الماضي قتل خلاله أكثر من 900 متظاهر، مُنع ممثلوها من دخول البلاد. ويبدو أن السيد السيسي الذي جاء للحكم بانتخابات مزورة يظن أن باقي العالم لا يدري عن ذلك شيئا.
 ففي خطابه أمام الأمم المتحدة الأسبوع الماضي زعم، بشكل مثير للدهشة، أنه يبني مصرا جديدة "تحترم الحقوق والحريات" و"تضمن التعايش بين كل مواطنيها دون تمييز أو اضطهاد". نقد المسؤولين الأمريكين كان حتى الآن محدودا، على أساس أن الاحتفاظ بمصر كحليف ولو كان طاغوتيا أفضل من خسارتها.
وتاريخيا فهم يقدرون كثيرا أهمية الإحتفاظ بأولوية البحرية الأمريكية في المرور من قناة السويس بسرعة، وبحق الإستخدام المطلق للمجال الجوي للبلاد. سيتاح للحكومة الأمريكية فرصتين في الشهور القادمة لتصحيح مسارها، وإيضاح أنها لن تقبل بعد الآن بالوحشية.
أولا: يجب على الحكومة الأمريكية التوقف عن السماح للجيش المصري باستخدام النظام المتميز "الشراء تحت الحساب" لشراء المعدات العسكرية. وهذا النظام الذي لا يُسمح باسخدامه إلا لإسرائيل ومصر، يشبه بطاقة الإئتمان، ويسمح للدولة بشراء معدات على أساس أن مجلس البرلمان سيسدد ثمنها لاحقا من المساعدات التي يقرها لهذه الدولة. ثانيا: يشترط القانون أن يشهد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عند البرلمان قبل نهاية هذا العام أن مصر تسير باتجاه الديمقراطية ليسمح بتسليم عدة شحنات معونة عسكرية طلبتها مصر. وكان البرلمان قد أصر على اشتراط هذه الشهادة عندما أقر المساعدات العام الماضي. إذا لم يشهد كيري بذلك قبل نهاية العام، سيوقَف تسليم دبابات وطائرات الأمريكية تقدر قيمتها بـ 650 مليون دولار لمصر. الإجابة الوحيدة المعقولة من كيري هي: لا. تقدر مصر السلاح الأمريكي، واستمرار التعاون مفيد للبلدين. والمسؤولية على القاهرة لتحصل عليها نقلاعن "العصر".

منير شفيق يكتب: محمود عباس آن أوان الرحيل

في الحقيقة أوان رحيل محمود عباس آن منذ زمن بعيد بعيد. ولكن عوامل سلبية كثيرى سمحت بإطالة أمد رحيله حتى يومنا هذا. وبعض تلك العوامل ما زال يفعل فعله لتأجيله أكثر فأكثر.
على أن أوان رحيله الآن قد أصبح أشدّ إلحاحاً، وزادت العوامل التي أصبحت تصرخ عليه بأن يرحل. لأن استمراره لم يعد محتملاً حتى من أقرب المقربين إليه، كما من قبل الفصائل والشخصيات التي تحالفت معه وسارت في ركابه. أما قيادة فتح فهي الأعجب من بين جميع ممن يستمرون في تأييده إذ ما زالت آخر من سيرفع الصوت مطالباً بأن إصراره على المضي باستراتيجيته وسياسته تجاوز كل ما هو غير معقول وصولاً إلى غير معقول أبعد من كل تصوّر وخيال.
ماذا يحدث الآن؟ ما أن وضعت حرب قطاع غزة أوزارها، وبالرغم من الانتصار العسكري الميداني الذي حققته، عمل محمود عباس على إجاض الانتصار. ثم انتقل إلى تعليق المصالحة الوطنية على شروط ثلاثة وخلاصتها: وضع قرار السلم والحرب بالكامل في يده، وبسط سلطته على قطاع غزة، كما هو الحال في الضفة الغربية، مع الإصرار على أن يوضع سلاح المقاومة بأمره تحت شعار "سلاح واحد". أي تصفية سلاح المقاومة وأنفاقها ومطاردة كل مقاوم وسحب سلاحه كما فعل ويفعل بالضفة الغربية. وهو ما دفعه إلى الإسهام النشط في حصار غزة، والحصار كل حصار هدفه الإخضاع والتركيع.
هذه الشروط لا يمكن أن توافق عليها فصائل المقاومة جميعاً. الأمر الذي يعني أن محمود عباس أصبح يُغني خارج السرب، بما في ذلك السرب الذي كان من حوله، واعتُبِرَ سربه، وهو ما عكسته اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير في عهده. مما أدّى إلى شلّ م.ت.ف تماماً. ولكنها لم تعد قادرة على مجاراته ثم جاءت انتفاضة القدس التي أجبرت نتنياهو على التراجع خلال ثلاثة أيام، وجاءت بكيري وزير خارجية أميركا إلى عمان ولقائه محمود عباس خصوصاً للتهدئة واتخاذ الإجراءات التي تحول دون استمرار انتفاضة القدس وإنتقال "عدواها" الحتمي إلى الضفة الغربية. وهنا أقدمت الأجهزة الأمنية بقيادته وبناء على تعليماته باعتقال المئات من أعضاء حماس والجهاد والجبهة الشعبية فضلاً عن عدد من الحراكات الشبابية. وقد جرى كل هذا بموازاة ما تقوم به قوات الاحتلال في مدينة القدس وضواحيها.
ثم جاء استشهاد زياد أبو عين ليزيد الهوة بين محمود عباس وشركائه في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية. ففي الاجتماع الأول وافقهم على غضبهم ومطالبتهم بردٍ يناسب الجريمة، أقله كان الإعلان عن وقف التنسيق الأمني. ولكن كانت تلك الموافقة بقصد امتصاص غضب قيادة فتح وأعضاء اللجنة التنفيذية. فما كاد يمضي يومان حتى أجّل اجتماع اللجنة التنفيذية لتنفيذ ما اتفق عليه؟ ثم أغلق الموضوع ليستعاض عنه بإقامة نصب تذكاري لزياد أبو عين، أما الردّ على الجريمة فكان بتقديم المشروع الذي عُرِف، زوراً، بأنه مشروع تحديد سنتين لانسحاب العدو من الضفة الغربية، إلى مجلس الأمن. ولم يمض يوم حتى حوّل للتعديل بما يتوافق مع المشروع الأوروبي الموازي تحت حجّة تجنّب الفيتو الأميركي ليصبح مشروع تصفية للقضية الفلسطينية كما جاء في بيان حركة الجهاد.
وكان التعديل يعني إسقاط كل المرجعيات عدا العودة للمفاوضات التي ستُقرّر كل شيئ. وهذا ما جعل كثيرين من المؤيدين لنهج التسوية والتوجه إلى مجلس الأمن يقولون إن رفض المشروع بحلته المعدّلة أفضل من تصديقه من قبل مجلس الأمن. وهذا يعني أن محمود عباس تراجع إلى حد لم يصدر صوت واحد يدافع عن موقفه أو يجرؤ على نشر المشروع بعد تعديله.
الأمر الذي ترك محمود عباس "مغرداً" خارج السرب. طبعاً استخدام تغريد هنا غير مطابق ولكنه مقتضى المَثل.
والأنكى تلك الضجة التي صحبت توصيات بعض البرلمانات الأوروبية لحكوماتها بالاعتراف بإقامة دولة فلسطينية حيث راح بعض الإعلاميين والمقربين من محمود عباس يتخذون منها دليلاً على صحة سياسات محمود عباس. ولكن من دون أن يقولوا لنا أن تلك التوصيات لم تحمل جديداً لأن الاتحاد الأوروبي معترف أصلاً بحلّ الدولتين. وما فعله الآن هو التوصية بالاعتراف بالدولة الفلسطينية قبل الحل، الأمر الذي جعل نتنياهو يستشيط غضباً، ويزيد من عزلنه الدولية.
على أن توصيات البرلمانات الدولية قدمت في الآن نفسه لنتنياهو هدية أكبر بكثير من الاعتراف بالدولة الفلسطينية (المسخ بالتأكيد، واللعنة على القضية الفلسطينية بالتأكيد أيضاً). وذلك عبر تضمين التوصية اعترافاً، في الآن نفسه، "بيهودية دولة إسرائيل". وهذا يكفي لعدم التصفيق لتلك التوصيات واعتبار ضررها أشد نكراً.
وخلاصة، تكون محصلة كل الخط السياسي الذي اتبعه محمود عباس، خاطئة، وفاشلة، وكارثية، وفي نفق مسدود، وهابطة من حضيض إلى حضيض، وذاهبة إلى مزيد من الانقسام، وأخيراً وليس آخراً الوصول بعباس إلى أن ينفجر فاقداً لأعصابه حين يجد أن كل التعديلات التي أجراها على مبادرته في مجلس الأمن ليست كافية لتمريرها أميركياً. وهو ما جعله يقول مستبقاً هذه النتيجة بالقول: إذا لم يمر المشروع المعدّل في مجلس الأمن فسوف تنقطع كل العلاقات مع حكومة نتنياهو بما في ذلك، التنسيق الأمني. وهذا يعني الاستقالة والرحيل على عكس ما تعوّدنا.
ولكن الرئيس محمود عباس لم يلحظ أن تمرير المشروع المعدّل يوجِبُ الاستقالة والرحيل أكثر من عدم تمريره.
لهذا آن لمحمود عباس أن يرحل، كما آن للشعب الفلسطيني في القدس والضفة أن ينتفض انتفاضة شاملة لا تتوقف إلا بدحر الاحتلال وتفكيك المستوطنات من القدس والضفة وإطلاق كل الأسرى، وبلا قيد أو شرط. وآن لحصار قطاع غزة أن يفقد غطاء محمود عباس له وينتهي فوراً.
نعم آن لكل الشعب الفلسطيني أن يتنفس الصعداء وآن للاحتلال والاستيطان أن يتوقفا عن التنفس.
وآن لسياسات أميركا وأوروبا أن تسقط في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية لتتوّج ما تواجهه من تدهور وسقوط عربياً وإقليمياً وعالمياً.