01 نوفمبر 2014

نيويورك تايمز: التهجير بسيناء سيأتي بنتيجة عكسية تماما


حذرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية من أن عمليات تهجير السكان, التي تقوم بها القوات المصرية في سيناء, ستأتي بنتائج عكسية تماما, على المدى الطويل.
وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 30 أكتوبر أن "استخدام القوة الساحقة وهدم منازل الأهالي برفح لن يعود بالنفع، ولن يمنع الإرهاب, وسيفاقم من الأزمة بمصر".
وتابعت "الأمر سينتهي إلى نتائج كارثية, حيث لا يمكنك أن تهدم منازل الناس, ثم تطلب منهم بعد ذلك, أن يقفوا بجانبك, ويعملون معك".
ونقلت الصحيفة عن همام، أحد السكان المتضررين في رفح, قوله : "منزلنا برفح عمره 60 عامًا، لقد رفضنا إخلاء المنزل, ولكن القوات أخبرتنا, إن لم نقم بإخلائه, سيقومون بقصفه على من فيه".
واستطردت الصحيفة "النهج, الذي تتبعه الحكومة المصرية في سيناء هو نهج خطير، لأن سيناء عانت من التهميش لفترات طويلة".
وكانت الحكومة المصرية قررت قبل أيام إخلاء المنازل الواقعة على مسافة تصل إلى نحو خمسمائة متر بين مدينة رفح المصرية والحدود مع قطاع غزة، تمهيدا لتدميرها، وإنشاء منطقة عازلة على الشريط الحدودي مع قطاع غزة بعمق يصل من 1500 متر إلى 3000 , لـ"وقف تسلل الإرهابيين" إلى البلاد.
وقرار إنشاء المنطقة العازلة, جاء ضمن الحملة الأمنية التي يشنها الجيش, منذ 24 أكتوبر على من يصفهم بالتكفيريين، عقب استشهاد 31 جنديا في هجومين شنهما مسلحون على موقعين تابعين للجيش في شمال سيناء.
كما اتخذ النظام قرارات أخرى, في أعقاب الهجومين شملت فرض حظر التجوال في شمال سيناء لستة أشهر وإغلاق معبر رفح وإرسال تعزيزات عسكرية إلى سيناء، إضافة إلى وقف الجهود المصرية للوساطة بين حركة حماس وإسرائيل بشأن فك الحصار وتبادل الأسرى.
وأكدت مصادر أمنية مصرية أن قرار الإجلاء يشمل 250 عائلة، بهدف إنشاء منطقة عازلة لحصار "الإرهابيين"، وضمان عدم نقل السلاح و"الإرهابيين" من غزة إلى سيناء، في ظل فشل جميع الجهود المبذولة منذ عدة سنوات لهدم الأنفاق.
وفي المقابل, يتهم معارضون وبعض من أهالي سيناء, نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي بإنشاء المنطقة العازلة بناء على طلب إسرائيلي, قدمته إلى الرئيس المخلوع حسني مبارك عام 2004, وكان الهدف تشديد الحصار على قطاع غزة، ومنع تهريب السلاح للمقاومة الفلسطينية عن طريق الأنفاق.
ومنذ عزل الرئيس المصري السابق, محمد مرسي, تتهم السلطات ووسائل الإعلام المصرية حماس بدعم "المسلحين التكفيريين" الذين يواجهون الدولة في شمال سيناء، وهو ما نفته حماس مرات.

حزب خالد على: حماية الجيش للمنشآت العامة يعيدنا 60 عامًا للوراء

قال حزب العيش والحرية الذى يؤسسه خالد على، المحامى الحقوقي، إن القانون الخاص بحماية الجيش للمنشآت العامة يعود بالبلاد إلى الوراء حوالي ستين عامًا ويعيد إلى الأذهان ذكريات العاملين البقري وخميس اللذين تم إعدامهما لمجرد مشاركتهما في احتجاج عمالي عام 1952، موضحًا أن القانون سيتيح تلفيق اتهامات بالأعمال الإرهابية.
وقال الحزب إن التطورات المتمثلة في القرار الأخير للرئيس عبدالفتاح السيسي، والذي جاء بعد يوم من انتهاء مجلس الوزراء من تعديل قانون القضاء العسكري توسيعًا لاختصاصاته لتشمل قضايا الإرهاب، مؤكدًا أنها زيادة مطردة في تغول وإحكام سيطرة المؤسسة العسكرية على الحياة المدنية.
وأضاف الحزب: "هذه القرارات والتعديلات تحيط بها أيضًا العديد من شبهات عدم الدستورية بما قد يصل تفسيره إلى حد أن مجلس الوزراء والرئاسة يحاولان الانقضاض على نفس الدستور الذي كانوا يروجون له بشدة في شهر يناير الماضي داعين المواطنين بإلحاح للموافقة عليه".
وأشار الحزب إلى أنه يمكن للقوات المسلحة مساعدة الجهاز الشرطي في حماية المنشآت العامة والحيوية عند الحاجة والطلب، لكن تكمن الإشكالية الحقيقية في أن يكون للقضاء العسكري الاستثنائي ولاية على جرائم هي مدنية بطبيعتها وتتعلق بمنشآت مدنية بطبيعتها أيضًا، مشيرًا إلى أن "الخطر الأكبر هو أن الوضع القانوني الذي خلقته هذه القرارات والتعديلات لا توجد به أي ضمانات فأفعال التعدي على المنشآت العامة وما يحدث بداخلها بصرف النظر عن ماهيتها، ستعد من اختصاص القضاء العسكري، مما يمثل تعديًا صارخًا على المجال المدني".
وأضاف: "كان الاعتراض الرئيسي للقوى الديمقراطية في الماضي دائمًا هو تخوفها من أن تصنع القوات المسلحة لنفسها دولة بداخل الدولة بعيدة عن الرقابة الشعبية والبرلمانية، إلا أن القرارات وتعديلات القوانين سابقة الذكر تعني في الحقيقة ما هو أكثر كارثية من ذلك وهو أن تتحول الدولة ككل إلى جزء من المؤسسة العسكرية وتكون المؤسسات المدنية بأفرعها التشريعية والتنفيذية والقضائية مجرد مجموعة من الديكورات تؤدي فقط غرض إضفاء الطابع المدني على الدولة من الخارج دون أن يكون لذلك جوهر فعلي يدعمه بأي شكل من الأشكالالمصري الديمقراطي»: نرفض توسيع نطاق اختصاص القضاء العسكري والتضييق على المجتمع المدني

السامولى لمونت كارلو: نطالب الجيش بسرعة ازاحة السيسي



مجاهد المليجى يكتب : الغنوشي الملهم .. ربان ماهر وسط امواج الثورات المضادة العاتية

راشد الغنوشي البروفيسور والقائد والزعيم والشيخ التقيته مرات عدة كان اخرها في تونس اثناء المؤتمر السنوي للحركة وحاورته وكان في رده على سؤالي حول مستقبل الشريعة الاسلامية في تونس بقوله :” الشعب التونسي لم يثور من اجل تطبيق الشريعة وانما ثار من اجل حريته وكرامته ومناشدة العدل في كل شيء” .
راشد الغنوشي الذي فاز في وقت يكاد يكون انتكس الجميع من ابناء الحركة الاسلامية في مصر وليبيا واليمن وسوريا تحديدا وفي غيرها من بلاد العرب ..
راشد الغنوشي هو بحق رجل المرحلة .. زعيم المرحلة .. مفكر المرحلة .. ملهم المرحلة .. الفائز الحقيقي في هذه المرحلة .. الذي استطاع ان يدير معركته مع الثورة المضادة والدولة العميقة بكفاءة وذكاء ووعي وبصيرة ليس لها مثيل، فكان يتقدم ويتقهقر ويكر ويفر حسب متطلبات المرحلة حتى لا يخسر الجولة كاملة كما فعل اشقائه اصحاب الرؤوس المتيبسة في مصر وغيرها .
الغنوشي تنازل حزبه عن رئاسة الحكومة وهو في قلب السلطة ممسكا بتلابيب كل شيء ، ثم تنازل عن رئاسة الدولة وهو قادر على الفوز بها من اجل قطع الطريق على الاذرع والاطراف الخبيثة المنقضة على الربيع العربي وفي المقدمة منه تونس .. ثم اخذ خطوة للخلف عندما وجد الموج عاليا ويمكن ان يغرق تونس باكملها كما غرقت الشقيقة الكبرى مصر .. فكان بحق قائد حصيف وحكيم وناجع والواقع يؤكد ذلك .
راشد الغنوشي الذي زار القاهرة وعرض رؤيته على القائمين على الامر فيها اكثر من مرة ولكن دون ادنى التفات الى خبير وحكيم عاصر العربان وعاش في الغرب واكتوى بنيران الفاشيين العرب في تونس وبدأ يخطو وفق استراتيجية محسوبة في الوقت الذي اشهد الله فيه ان بني قومي كانوا ولازالوا يسيرون بشكل البعض اعتبره “جهجهون” عشوائي .. بدون استراتيجية قريبة أو بعيدة .. فقدوا مراكز التفكير واتخاذ القرار المؤسسية المتعمقةوانساقوا وراء نفر أمسكو بتلابيب الجماعة وقادوها الى ما رايناه من انتكاسات متتالية دون الوقوف والمراجعة ..
بني قومي والجماعة التي انتمي اليها منذ نهاية سبعينيات القرن الماضي - اي منذ نعومة اظفاري- وانا في العاشرة من عمري وحتى اليوم .. وافخر بانتمائي لها واتمنى عليها ان تصبح من الوعي الادراك ما يؤهلها للاستمرار في المقدمة بدلا من تكومها في ركن بعيد عن الواقع بسبب تشبث عواجيز القادة الذين وصلوا بها الى ما وصلت اليه بالاستمرار في قيادتها !! كما يجب السعي لمساءلتهم ومحاسبتهم ولو على المستوى الادبي والفكري والحركي للتعرف على مواطن الخلل لتلافيها في القادم القريب – باذن الله- للانطلاقة الحقيقية في ثوب جديد.
فالاخوان المسلمون لازالوا هم عصب المعارضة الرئيسية في الشارع المصري وكوادرها من الشباب على الارض هم من يزكون زخم الحراك في الشارع الذي ارهق الانقلابيين وجعلهم يذهبون الى اخر الطرف في عنفهم ووحشيتهم وفاشيتهم دون القدرة على اخماد حراك شارع مصري ثائر بكل اطيافه من شباب وشيوخ رجال ونساء واشبال فتية وغلمان من كافة التيارات .. اخوان ومستقلين وتحالف دعم الشرعية ومجلس ثوري وشرفاء الوطن بصدق .
الغنوشي استطاع ان يفعل ما فعله القائد المحنك سيدنا خالد بن الوليد (في غزوة مؤته) في معركته التي كاد ان يفنى فيها جيش المسلمين ” 3 الاف مقاتل” في مواجهة جيش الكفار من الروم ومشركي العرب انذاك “200 الف مقاتل” واستشهد ثلاثة من قادة المسلمين في هذه المعركة هم اسيادنا زيد بن حارثة ، وجعفر بن ابي طالب ، وعبد الله بن رواحة .. ووضع بن الوليد البطل الملهم خطته للانسحاب المشرف والتي ابهرت الخبراء العسكريين بان اوهم الكفار ان هناك مددا قادما واثار الكثير من الغبار وفي ظل هذا الغبار تقهقر جيش الكفار للخلف بينما في ذات اللحظة انسحب جيش المسلمين ايضا للخلف دون ان يلاحقه الاعداء وذلك مع حلول الظلام وواصل المسلمون مسيرتهم عائدين للمدينة دون ان يتتبعهم جيش الكفار ويقضون عليهم .. ،، وكانت حصيلة المعركة 13 شهيد فقط للمسلمين مقابل 350 قتيل للكفار ،، .. ودخل بن الوليد المدينة واستقبله الاطفال ووصفوهم بالفرار ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام على الفور قال : ( بل هم الكُرار ان شاء الله ) وكان هذا الانسحاب فوزا عظيما شهد له الرسول المتصل بالسماء ..
وانني ارى ان ما فعله الغنوشي في تونس يعد نوعا من انواع الانسحاب المشرف مع البقاء في الصدارة 30% ويطلق عليها النسبة المتحكمة في اي برلمان .. ولكن فرض في ذات الوقت قواعد جديدة للعبة السياسية في تونس اجبر من خلالها اعداء الديمقراطية والحرية وتداول السلطة السابقين من فلول بن علي وغيرهم على احترام الواقع الجديد والاخذ به والاستسلام له مع بقاء الغنوشي ورجاله في صدارة المشهد ياخذون استراحة المحارب في الصف الثاني.
كما ان هناك تجليات زخرت بها صفحات التواصل الاجتماعي حول نتيجة الانتخابات التشريعية التونسية التي حصل فيها حزب نداء تونس على المرتبة الاولى بنسبة 37% وحركة النهضة على المرتبة الثانية بنسبة 31% من اجمالي 217 مقعد في البرلمان التونسي غالبيتها يرى ان النهضة فاز ورب الكعبة بقيادة الغنوشي الذيتربى ونضج في عواصم الغرب .. عواصم الحرية الحقيقيةالبعيدة عن التابوهات والعقد التاريخية وغيرها من المعوقات ليستحق هذا الرجل بجدارة ان يكون صاحبافضل رؤية اسلامية مرنة ومتحضرة وعصرية في هذاالعالم .. وفقا لتجاربه وادائه على ارض الواقع.
وارى انه يجب ان يتم دراسة مسيرة هذا الرجل خلال الاعوام الثلاثة الماضية لكي نتعلم منها لاسيما في بلدنا الحبيبة مصر التي تحتضن قادة الجماعة الام الذينتميزوا في كثيرا من مواقفهم بعدم الحنكة او المرونة ، وبعدم العصرية وبعدم القدرة على ادارة المشهد منذ ثورة25 يناير .. وهذا شيء يستوجب تصعيد قواعد جماعةالاخوان في الداخل والخارج قيادات شابة جديدة .. تحمل دماءاً ساخنة وفاعلة ومرنة وعصرية ومتحضرة وقادرة علىالتعاون مع الجميع .. اعني الجميع الجميع .. دون انيكونوا اسرى حقب تاريخية بعينها او افكار متجمدة او مواقف متكلسة او ما يعوق ذلك ويدركون ان مصر للجميع الجميع بلا استثناء وان ما نستهدفه لا يمكن ان يتحقق في يوم وليلة ولكن يحتاج الى سنوات طويلة وان الزمن والنفس الطويل جزء من احتواء اية مشكلة او معضلة تواجه جميع الاحرار من كافة الاطياف السياسية .
هذا مع حفظ كافة الالقاب ومع الاحترام الكامل لقياداتالحركة الام في مصر - الذين ضحو ويضحون حتى الان ودفعوا من دمائهم واموالهم وممتلكاتهم وراجتهم ثمنا باهظا وقدموا النفيس والغالي – وكل التقدير والاحترام لماقدموا ولكن نقول لهم استريحوا وجزاكم الله كل الخير وساعدوا بخبراتكم ومشورتكم واتركوا الدفة لاصحابالدماء الساخنة القادرين على التقدم والذين يمتلكون روحاتستوعب كافة الاتجاهات والاحرار والراغبين في العملبعيدا عن اية لافتات .. فمصر تريد ذلك في بداية تحولهاالديمقراطي
وباذن الله ستتحول مصر الى الديمقراطية وسينعم شعبها بالحرية طال الزمان او قصر .. وسيكون لكوادركمدورا كبيرا كغيرهم من القوى السياسية حتى تتخلصمصر من حكم العسكر
وهنا استدعي مقولة للاستاذ المرشد المرحوم عمرالتلمساني .. عندما قال للسادات : { نحن يسعدنا ويشرفناان نكون خدما لمن يطبق شريعة الحق والعدل والحرية فيمصر …} وادعو كل الاخوان شبابا وشيبا وفتيان وفتياتان يستشعروا كلمة التلمساني التي حولها الغنوشي الىواقع معاش الان في تونس.

31 أكتوبر 2014

فيديو .. احمد حرارة : احنا اجبرنا على السكوت على مجزرة رابعة والنهضة



سقطتان مدويتان للاهرام .. حجازى يعتبر ان عبارة "الرسول زعيم الامة" ارهاب .. وكاريكاتير يتمنى وأد الاسلام

في سقطتين مدويتين لجريدة الاهرام في عصر الانقلاب جريدة الاهرام مقالا لأحمد عبد المعطي حجازي بتاريخ 29 اكتوبر قال فيه أن جهات من الدولة كلفته بمراجعة بعض المناهج التي تدرس للطلاب في المراحل التعليمية المختلفة وأثناء مراجعته للمناهج وجد بعض الجمل الركيكة التي تدعو للإرهاب مثل :" لقد إستطاع الإسلام متمثلاً في القرآن الكريم والسنة النبوية أن يوحد الامة العربية تحت لواء الاسلام وزعيم هو الرسول صلى الله عليه وسلم ودستور هو القرآن"
واضاف هذه هى هتافات الارهابيين يتم تدريسها في مناهجنا.
فيما نشرت الاهرام في بداية العام الهجري الجديد كاريكاتيرا لرسام يدعى"ماهر" يهاجم فيه الاسلام بشكل واضح متمنيا ان يكون الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وصحبيه ابي بكر وعلى رضوان الله عليهما ما زالا في الغار ولم يخرجا بتلك الدعوة الاسلامية.

بلال فضل يكتب: بث مباشر من غرفة العمليات

ـ الشعب محتاج مننا خطوات حاسمة وسريعة في موضوع سيناء، اتفضلوا سمعوني اقتراحات عملية. 
ـ الأول لازم نفرض حظر تجول. 
ـ مفروض من سنة أصلاً يافندم. 
ـ نعلن فرضه تاني عشان الناس تعرف إننا مهتمين. 
ـ لازم نقطع الاتصالات والانترنت. 
ـ مقطوعين معظم الوقت يافندم بس ممكن نقطعهم طول الوقت هما والتليفونات برضه. 
ـ كل دي تفاصيل بسيطة، ومش هيحل المشكلة خالص غير اقتراح واحد يافندم، بكره الصبح كل القوات تعمل هجوم شامل على سيناء، زحف كامل يشمل المدرعات والطيارات والمشاة.. 
ـ حيلك حيلك يا سيادة اللواء، لما انت تقول الكلام ده الناس العاديين اللي مش فاهمين حاجة يقولوا إيه؟ سينا إيه اللي نزحف عليها؟ انت ناسي اتفاقية كامب ديفيد، مش عارف يعني إن عشان نحرك قواتنا الحكاية محتاجة تنسيق مع اسرائيل ومشاورات دولية ووسايط وشغلانة. 
ـ سيادتك حتى لو كنا نقدر نعمل هجوم شامل فده مش صح استراتيجيا، الحل في حرب عصابات بقوات خاصة. 
ـ بس ده لازم يافندم يتم بمساعدة أهل سيناء نفسهم، والحكاية دي هتاخد وقت عشان نصلح الأخطاء اللي حصلت وتأثيرها على الناس هناك. 
ـ ما قدامناش غير إننا نلم كل اللي ساكنين في سيناء ونطلعهم بره سيناء لمدة سنة وبعدما نعمل التنسيق اللازم نقصفها لغاية مانساويها بالأرض، وبعد كده نبنيها تاني. 
ـ وهي سينا دي زي عين الصيرة ولا شارع مصدق عشان سكانها يتلموا وقت ماحنا عايزين، ولو فرضنا ولميناهم هنسكنهم فين، في مارينا مثلا بما إنها فاضية اليومين دول، ولا نقعدهم في نوادي الجيش ونصرف على أكلهم وشربهم، وبعدين فرضنا إننا عملنا كده يبقى ننسى اللي فاضل من السياحة، ونستحمل إيرادات قناة السويس تقل النص، لغاية ما نسوي سينا بالأرض ونبنيها تاني.
ـ بس الكلام ده في خبراء وأساتذة قالوه في البرامج والجرايد، لو الكلام غلط يبقى احنا سايبينهم ليه يقولوا كده؟ 
ـ عشان يعملوا ردع معنوي ويحسسوا الناس بخطورة الأوضاع، إنما في حد نص عاقل ينفذ كلام زي ده، ممكن بقى شوية حلول عملية، إيه ساكتين ليه؟، مش لاقيين حلول، نبعت يعني نجيب شركة فالكون تأمن سيناء زي ما قال الواد أبو لسان زالف علاء عبد الفتاح؟. 
ـ مش عارفين نعمل معاه إيه يافندم، أبوه اتقتل وحبسنا أخته الصغيرة، ولا هو ولا أمه ولا أخته التانية ولا خالته عايزين يهمدوا. 
ـ أقوله عايز أخلص من الإرهاب في سيناء، يكلمني عن علاء وخالته، إيه ياسيادة اللواء ساكت من بدري ليه؟ أنا قلت إنت اللي هتنجدنا عشان سيناء تخصصك. 
ـ بصراحة يافندم أي حلول للإرهاب في سيناء مش هتبقى حلول سريعة، كلها حلول طويلة المدى وما ينفعش تبتدي إلا من جوه سيناء ومن جوه أهلها، في دراسات مقدمة حلول لكل مشاكل سيناء متقدمة من أيام اللواء منير شاش، والملفات دي عمالة تتركن من رئيس للتاني، ولو كانت الحلول اللي فيها اتنفذت من زمان ماكانش ده بقى حالنا. 
ـ طويلة المدى إيه بس، باقولك عايز حل عملي سريع يهدي الناس بسرعة، خلاص مافيش حاجة سريعة نقدر نعملها؟ 
ـ لا يا فندم نقدر نحبس علاء عبد الفتاح. 
ـ خلاص.. احبسوا علاء عبد الفتاح

ثوار ليبيا تنشر أسماء عشرة جنود مصريين قالت انها اسرتهم وقتلت 35 اخرين قاتلوا مع حفتر

نشرت الصفحة الرسمية لحركة " ثوار ليبيا " الاحد الماضى على موقع التواصل الاجتماعى " فيس بوك " أسماء عشرة مصريين , قالت أنها تخص جنود تابعين الجيش المصرى , أرسلهم الرئيس عبد الفتاح السيسى , لقتال ثوار ليبيا , بين صفوف قوات اللواء خليفة حفتر , وتم أسرهم من قبل المسلحين الليبيين , وطالب ثوار ليبيا فى بيانهم , أسر هؤلاء الجنود بالسؤال عنهم , حتى يتأكد لهم أسرهم فى ليبيا , وأن هؤلاء الجنود محتجزون الآن لدى مجلس شورى ثوار ليبيا.
وتضمنت قائمة أسماء الجنود المصريين الأسرى حسب ما نشرته " ثوار ليبيا , كل من , علاء مينا بشاى , وأحمد محمد عبد الرحمن , وكيرولوس مكارى لبيب , وأحمد عبد الظاهر على , وكريم يونس أحمد , ونورى قدرى أحمد , وجمال السيد عبد السميع , ومهاب بشاى جاب الله , وعمارة محمد عمارة , ولؤى ميلاد سمير.
وأكدت حركة " ثوار ليبيا " أن هؤلاء الجنود المصريين , من بينهم 4 جنود مسيحيين, مؤكدين , أن هناك 35 جثة أخرى لجنود مصريين ظلوا بزيهم العسكرى , لقرابة 14 يوما , لم يتعرف عليهم أحد , فقام بعض الشباب بالتطوع ودفنهم.

الشيخ على كفتة : لو السيسي خد الرئاسة يبقي انقلاب



عبد الإنكليز... عن نشأة مملكة ابن سعود


كوكس أبلغ ابن سعود بلهجة قاطعة أنه هو من سيخطط الحدود بنفسه (أرشيف)
الاخبار - بقلم جعفر البكلى
طأطأ سلطان نجد عبد العزيز آل سعود رأسه أمام المندوب البريطاني السامي في العراق بيرسي كوكس، وتهدّج صوته، ثم أخذ يتوسّل بمذلّة، قائلاً: «جنابك انتَ أبوي وانتَ أمي. وأنا مستحيل أن أنسى فضلك عليّ. انتو اللي سوّيتوني وأخذتوا بإيدي، وانتو اللي رفعتوني وشلتوني. وأنا مستعد، بإشارة منك، لأن أتنازل لك هالحين عن نص مملكتي... لا والله، أنا أتنازل عن مملكتي كلها، إذا جنابك تأمرني!».
كان هذا كل ما استطاعه السلطان عبد العزيز آل سعود من ردّ على توبيخ ضابط بريطاني له أثناء اجتماعهما في مؤتمر العقير الذي بدأ يوم 21 تشرين الثاني 1922، والذي تمّ فيه رسم الحدود بين سلطنة نجد ومملكة العراق ومشيخة الكويت. وكان سبب التوبيخ البريطاني أنّ الجنرال كوكس قرّر انتزاع مناطق من بادية السماوة، وإلحاقها بحدود العراق، متجاهلاً مطالبة ابن سعود بها. فلمّا أبدى الأخير اعتراضاً على ما اعتبره إجحافاً لحق بحدود سلطنته، ناله من مندوب التاج البريطاني تقريعٌ استوجب من سلطان نجد أن يردّ عليه بالتوسل والضراعة!
ولقد دُوِّنَ محضر ذلك الاجتماع، بما جرى فيه من توبيخ المندوب السامي البريطاني وتوسلات العاهل السعودي، في وثائق رسمية كتبها الوكيل السياسي البريطاني في البحرين (حينذاك) الكولونيل هارولد ريتشارد باتريك ديكسون (H.R.P.Dickson )، وأرسلها إلى وزارة الخارجية في لندن، يوم 26 تشرين الثاني 1922.
ثمّ بعد أربعة عقود، كتب هارولد ديكسون مذكراته الدبلوماسية عن السنوات المديدة التي عمل فيها سفيراً لحكومته في دول الخليج العربي، ونشرها في كتاب سمّاه «الكويت وجاراتها»، (نشر في لندن عام 1956). وأعاد سرد الواقعة التي جرت في بلدة العقير بالتفصيل، وكان هو شاهداً عليها، حيث إنه عمل مساعداً ومترجماً لبيرسي كوكس في الوفد البريطاني. ولقد سجّل السفير ديكسون في كتابه المذكور، النص الآتي:
«في اليوم السادس للمفاوضات في العقير، لم يطق السير بيرسي كوكس صبراً، واتهم عبد العزيز بن سعود بأنه يتصرف تصرفاً صبيانياً باقتراحه حدوداً عشائرية بين العراق ونجد. ولم يكن السير كوكس يُجيد اللغة العربية، فقمت أنا (ديكسون) بالترجمة. ولقد أدهشني أن أرى سلطان نجد يُوَبَّخُ من قِبَل المندوب السامي لحكومة صاحب الجلالة كتلميذ وقح. ثمّ إنّ السير كوكس أبلغ ابن سعود بلهجة قاطعة أنه هو من سيخطط الحدود بنفسه، بصرف النظر عن كل اعتراض. حينها انهار عبد العزيز وأخذ يتودد ويتوسل، مُعلناً أن السير بيرسي كوكس هو أبوه وهو أمه، وأنه هو الذي صنعه ورفعه من لا شيء إلى المكانة التي يحتلها، وأنه على استعداد لأن يتخلى عن نصف مملكته، بل عنها كلها إذا أمره السير بيرسي بذلك. إذّاك أخذ كوكس قلماً أحمر، ورسم خطوطاً على خريطة الجزيرة العربية توضح الحدود من الخليج إلى شرقي الأردن» (1).
ثمّ يكمل السفير البريطاني هارولد ديكسون رواية شهادته، فيسجّل النص الآتي:
«قرابة الساعة التاسعة من المساء، حدثت مُقابلة مدهشة. فلقد طلب عبد العزيز بن سعود لقاء السير بيرسي كوكس من جديد. فصحبته إليه. ووجدنا ابن سعود واقفاً وحده، وسط خيمته، وقد بدا عليه الاضطراب. ثمّ بادر عبد العزيز السير كوكس قائلاً له بصوت كئيب: «يا صديقي، لقد حرمتني من نصف مملكتي. والأفضل أن تأخذها كلها، وتدعني أذهب إلى المنفى». وقد ظل ذلك الرجل الضخم واقفاً أمامنا حزيناً، ثمّ إنه بغتة أخذ في البكاء» (2).
يا بهجة الرّوح، جُدْ لي بالوصال
إنّ قصة العلاقة بين عبد العزيز آل سعود وسلطات الاستعمار البريطاني داخَلها دوماً كثير من اللبس أو التهويل، ما جعل عدداً من الحقائق في تلك العلاقة يختلط بكثير من الأضاليل. ولقد دأبت السردية الرسمية السعودية مثلاً على تهميش الدور البريطاني في نشأة الكيان السعودي، أو تجاهله، متحاشية التطرق إليه. وأمّا السرديات المعارضة لآل سعود فقد أطنبت، بدورها، في تضخيم تلك العلاقة، والنفخ فيها، ووصفها بالمؤامرة حيناً، وربطها بالأصول اليهودية (المزعومة) للعائلة المالكة السعودية حيناً آخر (يمكن اعتبار كتاب «تاريخ آل سعود» لناصر السعيد أبرز مثال على ذلك التهويل الدعائي الفج). ولكنّ الوثائق البريطانية - ولا سيما ما تضمّنه القسم التاريخي في الموسوعة الرسمية «دليل الخليج الفارسي وعُمان ووسط الجزيرة العربية» (3) التي أشرف على إعدادها المستشرق والإداري والسياسي جون غوردن لوريمر في العقدين الأولين من القرن العشرين، لصالح حكومة الهند البريطانية - تمنحنا مدخلاً إلى رواية أكثر موضوعية ومنطقية واتساقاً وإنصافاً عن حقيقة الدور البريطاني في صنع مُلك عبد العزيز آل سعود. بل إنّ المراسلات التي تضمنها ذلك الدليل بين الدبلوماسيين البريطانيين في منطقة الخليج وبين رؤسائهم في نيودلهي تدحض تماماً السردية القائلة بأن عودة آل سعود الثالثة إلى السلطة في بداية القرن العشرين، كانت خطة بريطانية محبوكة.
في المقابل، فإنّ موسوعة «دليل الخليج» (التي صنفتها الحكومات البريطانية المتعاقبة زهاء 70 عاماً، تحت بند «سرّي/ حكر على العمل الرسمي») تطلعنا على جملة من المراسلات التي بدأت منذ سنة 1902، وبعثها عبد العزيز آل سعود وكذلك أبوه عبد الرحمن إلى الوكيل السياسي البريطاني في البحرين، وإلى المقيم السياسي البريطاني في بوشهر. وكان الهدف من تلك المراسلات خطب ودّ البريطانيين، وعرض خدماتهم عليهم. ولكن جميع تلك العروض السعودية التي تستجدي الوصال لم تلق أيّ صدى من طرف وكلاء بريطانيا في المنطقة. فطيلة عقد كامل من الزمن، لم يكلف نفسه المقيم السياسي في بوشهر (والذي لم يكن آنذاك سوى الرائد بيرسي كوكس)، ولا كلّف أيّ واحد من مساعديه الوكلاء السياسيين في المحميات الخليجية ليردّ على رسائل ابن سعود التي عرض في بعضها وضع إمارته الرياض تحت نظام مشيخات الساحل المتصالح التي يحميها التاج البريطاني، ويدبّر لها شؤونها الخارجية، بل إن عبد العزيز زاد فعرض أنه يقبل بوكيل سياسي بريطاني في الرياض، أسوة بمشايخ البحرين والكويت ومسقط، وتكون لهذا الوكيل سلطة الإشارة عليه أو نهيه (4).
ويبدو أنّ آل سعود استخلصوا من إقامتهم تحت جناح الشيخ مبارك الصباح أثناء سنوات المنفى الكويتي، دروساً عدة. وأبرزها أنّ كرسي الأمير لا تستقر قوائمه في صحراء العرب حتى يلوذ صاحبه بحماية بريطانية تمنحه صك الشرعية، وتردّ كيد الأعداء عنه. ولقد رأى عبد العزيز بأمّ عينه كيف أنّ سفينة حربية بريطانية واحدة (هي «بيرسيوس») ردّت بمدافعها غزو جيش ابن رشيد للكويت، وكانت قاب قوسين أن تسقط في يده، بعدما دحر الشيخ مبارك قبل ذلك بأشهر، في معركة الصريف عام 1901.
لكن الذي فات ابن سعود هو أنّ حسابات بريطانيا في حمايتها لابن صباح لا تنطبق بحال عليه. وذلك لأنّ الكويت كانت تملك أهم ميناء طبيعي في الخليج، وأمّا الرياض فلم تكن تهمّ بريطانيا في شيء، بل كانت زمنذاك قرية نائية في قلب الصحراء، لا يميزها عن غيرها في البادية القاحلة سوى الغبار والجهل والجلافة. ثمّ إنّ بريطانيا بإصباغها الحماية على الشيخ مبارك، إنما كانت تهيئ له كي يتطاول متشجعاً بمهابة مدافع سفنها، فيمدّ حدود مشيخته شمالاً، لتسدّ هذه الحدودُ الجديدة على العراق (العثماني حينذاك، والبلد الوحيد في الخليج الذي لم يكن لها سلطة عليه) منافذه إلى مياه البحر، ويصير الخليج بذلك بحيرة بريطانية خالصة، بضفتيه الفارسية والعربية. فذلك ما عنته الكويت لبريطانيا في بداية القرن العشرين: حاجز يخنق العراق في بَرّه، ويعيقه - إلاّ قليلاً - عن الوصول إلى ضفاف البحر. وأمّا إمارة ابن سعود الصحراوية فلم تكن تفيد بشيء ذلك التدبير كله.
ولقد وصل الصدود بالبريطانيين حدَّ أنهم عندما علموا بأن عبد الرحمن آل سعود (والد عبد العزيز أمير الرياض الجديد) سيقوم بزيارة للكويت في بداية عام 1905، صدرت أوامر إلى الوكيل البريطاني بالكويت الكابتن نوكس، لكي يتحاشى مقابلة «الإمام السعودي». بلى، لقد مرّ زمان كان فيه البريطانيون يعتبرون أي اتصال مباشر مع أمير سعودي أمراً غير مرغوب فيه!
على أنّ نظام المشيخات الخليجية المحمية من بريطانيا، والذي تمنى عبد العزيز أن يدخل في نطاقه، كان نظاماً يستحق التوقف عنده لفهم حجم الاستلاب الذي مثله المستعمر البريطاني لعبيده من شيوخ العرب. ولقد حفظت لنا المصادر باللغة الانكليزية مشاهد كثيرة طريفة ودالة. ومن ذلك ما حصل في البحرين، في 26 تشرين الثاني 1903، حين وصل نائب الملك في الهند اللورد جورج ناثانيال كيرزون إلى الأرخبيل العربي الصغير، في السفينة «هاردينغ»، وبرفقته ثماني سفن حربية بريطانية أخرى، للاجتماع بالشيخ عيسى بن علي بن خليفة. وكانت المنامة هي المحطة قبل الأخيرة ضمن محطات جولة كيرزون الخليجية في مسقط والشارقة وبندر عباس والكويت. ولم تكن موانئ المشيخات العربية الصغيرة في ذلك الزمن قادرة على استقبال سفن بريطانيا الحربية الضخمة. فكان الزوار يهبطون من سفنهم متجهين إلى البر عبر زوارق. وكان عبيد شيوخ الخليج يعمدون إلى استقبال زوارق الضيوف المبجلين وهم يَسُوسُون خيولاً وراءهم خائضين في البحر. كل ذلك ليمتطي الزائر الأوروبي حصاناً، فلا يضطر إلى تلويث حذائه بفضلات الغائط التي كانت تملأ أرجاء الشاطئ. وكان رجال البحرية البريطانية إذا نزلوا من سفنهم، يشعل كل واحد منهم سيجاراً لمكافحة تلك الروائح الكريهة المنبعثة من الشاطئ. وأمّا اللورد كيرزون وضباطه الكبار، فقد كان لهم نصيب آخر حافل من إجلال آل خليفة. فلقد أمر الشيخ عيسى أبناءه أنفسهم كي يحملوا على أكتافهم الرجال البيض المبجلين. ولكن اللورد أبى أن يلمسه أحد أو أن يرفعه فوق عنقه. فلم يجد شيوخ آل خليفة حينها بدّاً من أن يرفعوا على أكتافهم، بدلاً من اللورد، عرشه المصنوع من الذهب والفضة، والذي جاء به كيرزون خصّيصاً من الهند. وكانت تلك هي وسيلة أفراد الأسرة الحاكمة في البحرين للإعراب عن مدى إجلالهم وإخلاصهم لبريطانيا العظمى (5).
أخاصمك آه... أسيبك لا
لقد كانت هناك ثلاثة أسباب تفسر لماذا تجنبت بريطانيا التعويل على ابن سعود، في أوائل ظهوره على مسرح الأحداث النجدية في بداية القرن العشرين. وكان السبب الأول يكمن في صيت السعوديين السيئ الذي اكتسبوه قبل قرن، باعتبارهم جماعة دينية متطرفة، وغير مروّضة، وطالما أثارت القلاقل والشغب والمتاعب نتيجة تزمتها ودمويتها وشهيتها الدائمة للتوسع. وكان التراث الوهابي يثير شكوكاً حقيقية في إمكانية طمع السعوديين من جديد بما صار تحت أيدي البريطانيين من مشيخات الساحل المتصالح، إن استتب الأمر لابن سعود في نجد. وأمّا السبب الثاني فكان استرضاء تركيا - في المدى القصير - وهي التي ترى لنفسها حقوقاً وسيادة على «سنجق نجد». ولم يكن من مصلحة لندن أن تثير سخط اسطنبول أكثر بدعمها لبدوي متمرد عليها. وكانت السياسة الخارجية البريطانية تحسب للعثمانيين حساب أنهم ما زالوا المتحكمين في مضيق الدردنيل، وهو ممر بحري أساسي نحو روسيا. وأما السبب الثالث لصدود بريطانيا عن تودد عبد العزيز لها، فيكمن في أنّ حركته المغامرة لاسترداد ملك آبائه من ابن رشيد المتحالف مع العثمانيين، كانت فرصها في بداياتها أقرب إلى الفشل منها إلى النجاح، وذلك لتفاوت الإمكانيات الكبير بين الخصمين. ولقد كتب الوكيل السياسي البريطاني في الكويت بتاريخ 3 أيلول 1904 رسالة إلى المقيم البريطاني في بوشهر، قال فيها إن الاحتمال بعيد جداً في أن يستطيع ابن سعود تثبيت وضعه دون مساعدة خارجية، ما قد يعني سقوطه في وقت قصير. وهو لن يجد إلا حليفه مبارك ليلجأ إليه في كل مشكلة. ثمّ شرح الوكيل البريطاني بالكويت كيف أنّ مبارك يرسل للرياض دعماً أسبوعياً من الأسلحة والذخيرة والمؤن (6).
على أنّ الملاحِظَ يجد أنّ حكومة الهند البريطانية كانت تبدي في سياستها للخليج العربي تبايناً ما مع استراتيجية وزارة الخارجية في لندن. ولقد بدا ذلك في غضها الطرف وعدم وقوفها حجر عثرة في طريق دعم مبارك الصباح لأمير الرياض الجديد عبد العزيز. ولم تكن أحلام شيخ الكويت أيضاً خافية عنها، وهو الذي طالما هيّأ نفسه لكي يصير سيد بلاد نجد الجديد عبر تحريكه لابن سعود. ولقد ظلّ مبارك يتوهم دوماً أن عبد العزيز ما هو إلاّ «دمية» يحركها كما يشاء. وفي مراسلة إلى المقيم البريطاني في بوشهر بتاريخ 24 حزيران 1904، قرّرت حكومة الهند أنّه ليس من المصلحة أن يحظر السلاح عن ابن سعود المناوئ لابن رشيد الذي تسانده السلطنة العثمانية (7). ولقد كان التشجيع غير المباشر من حكومة الهند البريطانية لابن سعود، وتشجيعها المباشر لابن صباح كي يناوشا ابن رشيد، متسقاً مع خططها التقليدية، وسياستها للمشيخات العربية، وسعيها إلى خلق زعامات قبلية صغيرة ومتنازعة وخاضعة كلها لسيطرتها.
ولقد بقي ذلك التباين بين سياستي لندن ونيودلهي في النظرة إلى دور أمير الرياض عبد العزيز آل سعود قائماً إلى حدود ما قبل الحرب العالمية الأولى، حين حُسِم تماماً ذلك الجدل لصالح وجهة نظر الحكومة الهندية البريطانية، بعدما ضمت تركيا نفسها إلى محور أعداء لندن في الحرب. وفي أيلول 1914 فهمت بريطانيا أخيراً أنّ البدوي السعودي الذي ظل لمدّة اثنتي عشرة سنة مواظباً على كتابة رسائل الغزل لها، يستحق أن تنظر إليه الآن بشيء من الاهتمام. وهكذا فقد قررت وزارة الخارجية البريطانية أن ترسل الوكيل السياسي السابق في الكويت الكابتن وليام شكسبير - وكان هو الدبلوماسي البريطاني الوحيد الذي التقى سابقاً عبد العزيز وتعرَّف إليه عن كثب - ليتفاوض في شأن اتفاقية تعترف فيها لندن بمن صار يلقب بـ«حاكم نجد والحَسَا (الأحساء) والقطيف والجبيل وتوابعها ومراسيها على خليج فارس»، وتتعهد له بحماية شخصه ومُلكه، مقابل أن يتعهد هو تعهداً تاماً بأن لا يقطع أمراً يتعلق بسياسته الخارجية أو الاقتصادية من دون موافقتها، وأنه سوف يتبع نصائحها في ذلك دون تحفظ» (8). وكان الهدف الواقعي لبريطانيا من هذه الاتفاقية هو أن يشاغب ابن سعود أعداءها الأتراك وحلفاءهم آل رشيد في حائل، وأن تكون قواته مخلب قط لها تحارب بواسطتهم العثمانيين في جنوب العراق حتى تصل جيوشها لاحقاً من الهند إلى الشرق الأوسط. وكان للبريطانيين مطلب خاص آخر، وهو أن يصدر شيوخ الوهابيين فتوى دينية تحرّم على الجنود العرب الخدمة في صفوف الجيش التركي، وتدعوهم إلى الانشقاق عنه. (وكان الجنود العرب أكثرية بين الجنود العثمانيين في العراق والشام). وفعلاً، فلقد وجد المفتي الوهابي ذريعة لإصدار تلك الفتوى. ذلك أن تركيا قد والت - حسب رأيه - «الكفارَ» الألمان في القتال، وبذلك تحقق فيها حكم الآية القرآنية: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء، بعضُهم أولياء بعض. ومن يَتَوَلهُم منكم فإنه منهم}. وكانت تلك الفتوى الدينية مساهمة وهابية في بروباغندا بريطانيا «المؤمنة». وعلى أساس هذه المساعدة الإسلامية، فقد قرر السير بيرسي زكريا كوكس (ذي الأصول اليهودية) أن يمنح - باسم حكومة صاحب الجلالة - للأمير عبد العزيز بن سعود لقب فارس. وهكذا أصبح بالإمكان تسمية حاكم الرياض الوهابي «السير عبد العزيز بن سعود». وفعلاً، فقد أشارت إليه الوثائق البريطانية على هذا النحو لبضع سنوات. لكن عبد العزيز نفسه لم يستعمل لقب «السير» أبداً، وإنما لبس وسام النجمة ليوم واحد حتى يتمكن البريطانيون من تصويره به، ثم وضع الوسام في مكان ما، ولم يلبسه مرة ثانية على الإطلاق.
بسيفكَ لا بسيفِ الانكليز/ فتحت البَرَّ: easy ثمّ easy
لقد كان عزم بريطانيا في أن تُشغّل عبد العزيز آل سعود وجماعته لحسابها، متزامناً تاريخياً (بل وسابقاً) لمحاولات المندوب السامي البريطاني في مصر السير هنري مكماهون (بين تموز 1915 وكانون الثاني 1916)، تشغيلَ جماعة الهاشميين بزعامة شريف مكة حسين بن علي. لكن مسعى التعويل على عبد العزيز سرعان ما تعثر، بسبب خسارته المهينة ضد قبائل شمر في معركة «جراب» في 17 كانون الثاني 1915، والتي أعقبتها بعد ستة أشهر، خسارة أخرى أكثر فداحة ضد قبائل العجمان في معركة «كنزان» حيث جرح عبد العزيز نفسه، وقتل شقيقه الأصغر سعد. وهكذا صار ابن سعود ديكاً منتوف الريش تماماً، ويعيش أسوأ أوقاته. ولم يعد بالإمكان التعويل عليه حتى في مسائل محلية، فضلاً عن أمور تهمّ مقادير السياسة العالمية. ولقد تمردت عليه قبيلة العجمان في شمال نجد، وقبيلة المرة في جنوبه، وخرجت الأحساء كلها عن سيطرته، ما عدا الهفوف والقطيف، وأخذت سلطته الناشئة بالتفكك. لكنّ بريطانيا - لحسن حظ عبد العزيز - أوفت بوعودها التي قطعتها له بعد توقيعه اتفاقية دارين بالقطيف، في 26 كانون الأول 1915، فزوّدته بثلاثمئة بندقية تركية، وعشرة آلاف روبية عام 1915، ثمّ بألف بندقية إضافية، ومئتي ألف رصاصة، وعشرين ألف جنيه استرليني عام 1916 (تضاعف هذا المبلغ ليصل إلى ستين ألف جنيه في بداية العشرينيات). ولا شك أنّه لولا ذلك المدد البريطاني السخي لما تمكن «ملك الرمال» من الوقوف على ساقيه من جديد في وجه مناوئيه، وما كان ليخضع العجمان أو يعيد السيطرة على الأحساء، أو يستعيد سيطرته على المنطقة الشرقية من الجزيرة العربية من جديد، بل لربما كان تاريخ الشرق الأوسط في القرن العشرين قد تبدل تبدلاً دراماتيكياً، أو كتِبَ من دون ذكر لمملكة آل سعود.
وعلى مدى ثلاثين عاماً، منذ معاهدة دارين سنة 1915، التي وقعها ابن سعود مع بيرسي كوكس، وإلى حدود سنة 1945 حينما وقع العاهل السعودي معاهدته الجديدة مع الرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت على ظهر السفينة «كوينسي»؛ كان عبد العزيز طوال تلك المدة عبداً مطيعاً للإنكليز. فلم يكن غريباً حينئذ المشهد الذي وصفه السفير هارولد ديكسون قرب ميناء العقير، على ساحل الخليج العربي، حين طأطأ سلطان نجد عبد العزيز آل سعود رأسه أمام المندوب البريطاني السامي في العراق بيرسي كوكس، وتهدج صوته، ثمّ أخذ يتوسل بمذلّة، قائلاً: «جنابك انتَ أبوي وانتَ أمي. وأنا مستحيل أن أنسى فضلك عليّ. انتو اللي سوّيتوني وأخذتوا بإيدي، وانتو اللي رفعتوني وشلتوني. وأنا مستعد، بإشارة منك، لأن أتنازل لك هالحين عن نص مملكتي... لا والله، أنا أتنازل عن مملكتي كلها، إذا جنابك تأمرني!».
مراجع وهوامش
(1) هارولد ديكسون، الكويت وجاراتها، ج1، ص281.
(2) المصدر السابق، ص282.
(3) صدرت ترجمتان لموسوعة دليل الخليج الفارسي، منذ أن سمحت الحكومة البريطانية بنشره عام 1970، إحداهما في قطر والثانية في سلطنة عمان. وأما النسخة الأصلية للدليل فعنوانها الانكليزي هو:Gazetteer of the Persian Gulf, Oman and Central Arabia
(4) جون غوردن لوريمر، دليل الخليج الفارسي، القسم التاريخي، ج3، ص1721.
(5) أورد لوريمر في وثائق موسوعة دليل الخليج تفاصيل إضافية عن زيارة حاكم الهند كيرزون للمشيخات العربية في الأسبوع الأخير من نوفمبر1903. ولكن الكاتب البريطاني روبرت لايْسي تميز بإيراده تفاصيل «طريفة» لتلك الزيارة التاريخية، في كتابه
The Kingdom: Arabia and the House of Saud
(6) خالد محمود السعدون، العلاقات بين نجد والكويت (1319-1341هـ / 1902-1922م)، ص100.
(7) لوريمر، دليل الخليج الفارسي، القسم التاريخي، ج6، صص 3770 -3776.
(8) Alexei Vassiliev, The History of Saudi Arabia, p238
يذكر أنّ الكابتن شكسبير الذي فاوض ابن سعود قبل بيرسي كوكس على بنود هذه الاتفاقية، قتِل في 17 كانون الثاني 1915 في معركة «جراب» بين قوات آل سعود وقوات آل رشيد. وكان شكسبير قد تحمس أثناء وجوده في معسكر السعوديين قبيل المعركة لكي يساعدهم بخبرته في المدفعية. لكن السعوديين سريعاً ما انهزموا، وأما الإنكليزي فلم يلبث أن قتل، ثم قطع جنود قبيلة شمر رأسه، وأهدوه إلى الأتراك الذين طافوا به بين الناس، قبل أن يعلقوا خوذة الضابط البريطاني الحربية على بوابة المسجد النبوي في المدينة، كدليل قاطع على موالاة آل سعود للكفار الإنكليز.