الفارق بين "يناير" و"يونيو"..كالفارق بين "غنيم" و"بانجو"

بقلم: م. يحيى حسن عمر
على مشارف ضريح بليت عظام صاحبه الذي مات قبل عشرات الأعوام، وقف الشاب (بانجو) يهتف أمام بعض المحتفين بذكرى صاحب الضريح: يا جمال نام وإتهنا..إحنا (محينا) أحفاد البنا !!.(2)
ولا أعرف كيف يمكن أن يهنأ صاحب القبر وهؤلاء يتقافزون من فوقه تقافز القردة، ويقولون ما يغضب الله ويستجلب لعنته عليهم وربما على صاحب القبر إن كانوا كما يقولون يستنون بسنته، وإذا كان الميت يزجر بما يقال عنه، ففي الحديث عن أبي موسى الشعري رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( الْمَيِّتُ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ الْحَيِّ، إِذَا قَالُوا: وَا عَضُدَاهُ، وَا كَاسِيَاهُ، وَا نَاصِرَاهُ، وَا جَبَلَاهُ، وَنَحْوَ هَذَا، يُتَعْتَعُ –أي يقلق ويزعج- وَيُقَالُ: أَنْتَ كَذَلِكَ ؟ أَنْتَ كَذَلِكَ ؟ ) أخرجه ابن ماجه وحسنه الألباني، فكيف بمن يقول لصاحب القبر لقد محونا خصومنا وفعلنا كذا وكذا من العظائم التي يرون أنها ترضي صاحب القبر وأنها على دربه، وما يدريهم لعل صاحب القبر يتمنى لو رد إلى الدنيا ليعمل غير الذي عمل، وما يدريهم لعل صاحب القبر يتمنى لو رد إلى الدنيا ليرد المظالم ويستسمح الذين عذبهم وظلمهم ويستسمح ذويهم من بعدهم، وما يدريهم لعل صاحب القبر يتمنى لو رد إلى الدنيا ليتبرأ من أتباعه ومناصريه، وربما من بعض بنيه !، فهلا تركتموه دون أن تزيدوه، فهو لا يمكن أن يهنأ بقتل نفس مؤمنة، فلعلها إن قتلت بإسمه أو إستنانًا بسنته أو مضاهاة لفعله أن تزيد عذابه أو تطيل حسابه، فأتركوه في قبره هانئًا أو مهينًا، ولا تفاخروا بالجرائم، فيوم القيامة يتبرأ بعضكم من بعض، ويلعن بعضكم بعضًا.
(3)
ولكن هذا ما خرج به علينا السيد (بانجو)، أيقونة (ثورة يونيو) الخالدة، والشاب أبو عيون جريئة صاحب التوكيلات إياها، والذي قاد - في الظاهر - التمرد الذي أدى لوقوع إنقلاب 3 يوليو وعزل الرئيس مرسي !.
(4)
وإذا خرجنا من المسميات بخصوص يونيو، نقول تمرد – كما أسماه أصحابه – ويقولون ثورة – يضاهئون بها ثورة يناير، نقول أن الفارق بين (ثورة) يناير و(ثورة) يونيو...يجسده تمامًا الفارق بين (وائل غنيم) والشاب (بانجو)، إذا أردت أن تعرف قيمة (يونيو) مقارنة ب(يناير)، أنظر إلى الإنتخابات الرئاسية ذات ال52% فهذه هي نتائج يناير، وأنظر إلى الإنتخابات ذات ال96% فهذه هي نتائج يونيو، أنظر إلى نزاهة الأولى...و(نزاهة) الثانية فهذا هو الفارق بين يناير ويونيو، أنظر إلى الحريات بعد يناير والقمع بعد يونيو فهذا هو الفارق بينهما، وإذا أردت أن يتجسد هذا كله في شخصين، أنظر إلى الفارق بين (غنيم) و(بانجو) يتجسد لك الفارق بين يناير ويونيو.
(5)
وائل غنيم شاب مصري متفوق يبلغ من العمر 34 عامًا، مهندس نابهة، حصل على شهادة البكالوريوس في هندسة الحاسبات من كلية الهندسة بجامعة القاهرة عام 2004م، كما حصل على شهادة الماجستير في إدارة الأعمال بامتياز من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 2007 م. منذ عام 1998 إهتم غنيم بمجال الإنترنت حيث قام حينها بإطلاق موقع طريق الإسلام IslamWay.com، أحد أكبر المواقع العربية زيارة حتى يومنا هذا، أسس وائل غنيم الموقع وقام بإدارته لمدة ثلاثة سنوات!!. عمل غنيم في عدة شركات لخدمات البريد الإلكتروني والمعلومات على الأنترنت، ثم انتقل الي دبي في 2010 حيث يشغل منصب المدير الإقليمي في شركة جوجل لتسويق منتجاتها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا, ومشرفا على تعريب وتطوير منتجات الشركة، وفي عام 2010م قام بتأسيس صفحة "كلنا خالد سعيد" على فيسبوك تضامناً مع الشاب المصري خالد سعيد الذي تعرّض للتعذيب حتى الموت على أيدي رجال الشرطة في الإسكندرية، ودعا من خلال تلك الصفحة إلى مظاهرات الغضب في 25 يناير 2011م، وعندما قامت الثورة وعاد إلى مصر تم إعتقاله بعد عودته من قبل الشرطة وظل في مكان سري حتى أفرج عنه نتيجة للضغوط الشعبية والسياسية الداخلية والخارجية، وكان من أهم نشطاء وأيقونات ثورة يناير، وأستمر بعدها في نشاطات سياسية هامة، وكتب كتابًا قيمًا عن الثورة المصرية.
(6)
الأخ (بانجو)، يصغر غنيم بخمس سنوات، ولد في إحدى بلدات محافظة القليوبية، مشهور في هذه البلدة بلقب (بانجو) لكثرة تعاطيه مخدر البانجو، ويعرفه أهل البلدة جيدًا شأن جميع البلدات الريفية يعرف الجميع بعضهم بعضًا، فلا تخفى سماتهم على أهل بلدتهم، وهو صحفي متجول تجول بين عدة صحف جميعها صحف صفراء من مدرسة صحف الإثارة، مثل الدستور وغيرها، خريج (أكاديمية) بالمعادي، لم يذكر له أي دور في ثورة يناير، طفا فجأة على سطح الحياة السياسية في أوائل مايو 2013 ليقود مع بعض رفاقه حملة توقيعات غامضة تطالب بإنتخابات مبكرة لأسباب ساقوها بأسلوب ركيك في ورقة تحت إسم (تمرد)، ثم كان ما يعرفه الجميع من تداعي الأحداث، ونفى (بانجو) لاحقًا أي علاقة أو إتصالات بينه وبين أي جهات أمنية خلال تلك الفترة، إلا أن تصريحات عدة مسؤولين لاحقًا كذبت هذا النفي وأثبتت وجود تنسيق مستمر بين مسؤولي تمرد ومسؤولي الأجهزة الأمنية في الجيش والشرطة خلال تلك الفترة التي سبقت يوم 30 يونيو، ظهر السيد (بانجو) على الشاشات كثيرًا عقب 30 يونيو بإعتباره البطل المغوار، وسؤل ذات مرة: ما رأيك في الفريق السيسي، فرد قائلًا: ببساطة حظ مصر مع رتبة الفريق كويس، فتجد الفريق الشاذلي والفريق محمد فوزي، بينما حظها مع رتبة المشير سيئ فتجد المشير عبد الحكيم عامر !، لذلك أقول أن هذا مستمر مع الفريق السيسي !! (ما شاء على العمق الفكري !!، أهذه هي إجابة السؤال ؟!، طيب ترى ما رأيك الآن وقد اصبح الفريق مشيرًا ؟!).
(7)
هذا هو الفارق يا سادة بين ثورة يناير و(ثورة) يونيو، فارق يجسده الفارق بين إيقونتي الثورتين، شاب مهندس واعد ومرموق تسعى وراءه الشركات العالمية، وآخر متجول بين الصحف الصفراء، شاب أنفق سنوات من عمره ينشئ أهم موقع إسلامي للشرائط في العالم، إستفاد ملايين المسلمين من آلاف الساعات من شرائط القرآن والعلم الشرعي، وشاب أنفق تلك السنوات تقريبًا في (البانجو) !!، شاب ساهم في ثورة يناير بموقع (كلنا خالد سعيد) الذي كان يجلد نظام مبارك وتبحث عنه (شرطة أمن الدولة) بجنون إلى أن قبضت عليه وأهانته وسجنته، وشاب نشأ دوره في طاعة (أمن الدولة)، فهو مع (أمن الدولة) (منسق) و(مأنتم) و(مظبط) وطبعًا (متأبج) !!، شاب يقدم فكره وتجربته في كتاب قيم، وشاب يقدم الهزل في موضع الجد ويسأل عن قائد العهد الجديد فيقول سيكون جيدًا لأن رتبة الفريق (دح) ورتبة المشير (كخ) !!، شاب يبكي على الهواء للدماء التي أريقت، وشاب يهتف (إحنا محينا أحفاد البنا) !!.

السامولي: مصر في هذا العهد الأسود تحطم الارقام القياسية في القمع

بلاغ الى الراي العام المصري والدولي بتاريخ 13أكتوبر 2014
قامت قوات داخلية السيسي صباح اليوم باعتقال نادي عاطف شاكر مدير منظمة العدل والتنمية والقيادي بالمجلس السياسي للمعارضة المصرية 
وذلك عقب تصريحه"لاذاعة مونت كارلو الدولية "في برنامج حول الحدث والذي تطرق الى موضوع قيام الداخلية المصرية بالتضييق على المعارضين والنشطاء وغلق حساباتهم الالكترونية والتهديد باعتقالهم 
ونحن ازاء هذه الممارسات القمعية لداخلية السيسي نتوجه الى الراي العام المصري والدولي بكشف حقيقة عهد السيسي ومصر الجديدة التي يتباهى بها قي خطابه بالأمم المتحدة 
ان مصر في هذا العهد الأسود تحطم الارقام القياسية في قمع الاصوات الحرة والمعارضة للقمع والاستبداد 
ويؤكد المجلس السياسي للمعارضة المصرية انه منذ 2008 كانت مواقفه معلنة وتحمل الواجب الوطني وكان مجلسنا سباقا للمطالبة بخلع مبارك ومن بعده المطالبة باقالة المشير طنطاوي و بلوغا لمرحلة عزل مرسي قبل وجود حركة تمرد المخابراتية والتابعة لخدمة مصالح السيسي وزير الدفاع انذاك الذي تحول الى زعيم انقلابي ونصب نفسه فرعونا جديدا على مصر ليعيد نظام العبودية الاجبارية لارض الكنانة 
اننا نتعهد للشعب المصري باعادة مصر لمسارها الديمقراطي وندعم الحراك الطلابي هذا المارد الطلابي الذي سيخرج من ابواب الجامعات ليملأ من جديد الميدان ويسقط سلطة الجنرالات 
واننا نبشر بقيادتنا لمرحلة اعفاء السيسي من منصبه كطوق نجاة لمصر وللمؤسسة العسكرية
عادل محمد السامولي
رئيس المجلس السياسي للمعارضة المصرية منذ 2008

هل كان صدام حسين طاغية؟ اعطى المغرب والاردن ومصر مليارات الدولارات وتأمروا عليه

هل كان صدام حسين طاغية؟
عبد الباري عطوان صدام حسين اعطى المغرب والاردن ومصر مليارات الدولارات وهو محاصر

محمد طلبة رضوان: السيسي لو طلبها في شقة هتروح.. يا نهار أسود

"السيسي لو طلبني في شقة هروح.. موتوا بغيظكم"
قالتها بنت من بنات مصر على تويتر، على رؤوس المغردين، بنت عادية، محجبة بالمناسبة! لم تخجل، لم تخش على سمعتها، لم تقم وزنا لأبيها ولأمها ولأهلها الذين سيتضررون في سمعتهم من جراء ما فعلت، لم تحسب حسابا لشيء سوى إغاظة الإخوان، لعلك لاحظت استخدامها لعبارة موتوا بغيظكم، وفي هذه – وحدها – يكمن تفسير الظاهرة الممتدة منذ 3/7 حتى الآن.
رضي الناس بكل شيء، رضوا بانقلاب عسكري على المسار الديموقراطي، رضوا بالتفويض بالقتل، وما أبشعها من جريمة، رضوا بفض رابعة، ونحن الشعب الموسوم بالعاطفية، رضوا بقتل الطلاب في الجامعات، في قاعات الدرس قبل المسيرات والمظاهرات، رضوا بدستور عسكري، رضوا بإغلاق صحف وقنوات، وإيقاف برامج، رضوا بمذابح لا تقل عن رابعة بشاعة، رضوا بالمستوى المتدني في أداء السيسي، رضوا بسذاجته، ولغته الأراجوزية، وأدائه الركيك، الرقيع، رضوا بأكاذيبه المتكررة، رضوا بكل شيء، والأنكى أن المثقفين رضوا معهم، من يدعون أنهم التيار المدني رضوا معهم، الروائيون والشعراء، والسينيمائيون، وكل من يدعي وصلا بقيم الحرية والديموقراطية والمجتمع السليم، رضوا، ووقعوا على بياض، وبصموا بالعشرة، وقلعوا حتى ورقة التوت، ومشوا "ملط" يعلنون رضاهم وتسليمهم في أقذر حالة استربتيز سياسي شهدها تاريخ مصر الحديث، حتى من وضعوا أيديهم في يد الاحتلال البريطاني وادعوا أن العلاقة بين مصر وإنجلترا علاقة زواج كاثوليكي لا طلاق فيها لم يكونوا بهذه الخسة والبشاعة.
بعض من رضي وباع نفسه بالرخيص، لم يكن صاحب مصلحة مباشرة، ولم يكن يوما معرضا بالضاد العارية، ولم يتعرى يوما أمام سلطة أو مغريات، فما الذي جرى؟.
ما جرى كثير.. فمنهم من باع وقبض، لا شك في ذلك، لكن منهم أيضا، وهذا ما ينبغي أن يعلمه الإخوان ويتعلموا منه، من دفعه الغضب، والحنق، والغيظ، من خطاب الإخوان طوال ستة استحقاقات انتخابية ناجحة، كان بوده أن تحترق الدنيا ومن عليها فقط ليحترق الإخوان، حتى حرق الجثث في رابعة لم يزده إلا تشفيا وغلا.
لا شك أنها جريمة في حق النفس، أن يترك أحدهم نفسه ليصل إلى هذه الحالة المزرية، إلا أن مسئولية الطرف الذي أوصله لذلك لا تقل بحال.
السيسي يفقر المصريين ويرفع عنهم الدعم، وهو يتودد، ويلين الصوت، ويخبرهم بصوت يشبه صوت ماجدة الصباحي وهي تنادي رشدي أباظة "مندوح" أنهم نور عينيه، فيصدق البعض لأنه يريد أن يصدق، ويغتاظ البعض الآخر لكن ليس بالقدر الذي يدفعه لأن يحرق الأخضر واليابس.
3 سنوات، والإخوان لا يتركون فرصة في استحقاق انتخابي، أو مظاهرة لن يشاركوا فيها، أو تعليق على مقال لم يعجبهم، أو مشاركة في فاعلية هنا أو هناك، 3 سنوات، منهم عام حكمهم، وهم يوسعوننا مكايدة سياسية، موتوا بغيظكم كانت شعار المرحلة، موتوا بغيظكم في استفتاء مارس، موتوا بغيظكم في البرلمان، في مجلس الشورى، في انتخابات الرئاسة، في تشكيل الحكومة، في طرح الدستور دون توافق، في الاستفتاء على الدستور، في الإعلان الدستوري المكمل، موتوا بغيظكم في اعتصام يوليو، في مذبحة ماسبيرو، في محمد محمود، في منح طنطاوي قلادة النيل، في الثناء على الشرطة بوصفهم في القلب من ثورة يناير، في كل هذه الأحداث وغيرها الكثير، كان الخطاب الإخواني "العام" في المنتديات الاجتماعية، على المقاهي، في أشغالنا ومصالحنا، على تويتر، على الفيس بوك: إما معنا أو.. موتوا بغيظكم
لماذا لم يصمت الإخوان، ويكتفوا بتحصيل مكاسبهم دون استفزاز للناس؟، لماذا لم يتبنوا لغة أكثر تصالحية؟، لماذا لم يبتكروا صيغا أخرى للمكايدة السياسية؟!!!، لماذا لم يكتفوا بحصر خطاب المكايدة في دائرة النخب، دون الناس، رأس مالهم، وعنوان صعودهم؟!!!!، لماذا .. لماذا .. لماذا؟؟؟
ولماذا هذا الكلام الآن وقد سجنوا وشردوا وقتلوا ودفعوا الثمن أضعافا مضاعفة؟، الحق أنهم دفعوا وما زالوا، وأي كلام عن حراك ثوري من 3 يوليو الأسود حتى الآن دون إعطاءهم حقهم هو محض افتراء على الحقيقة، وكل محاولات التشكيك في النوايا، والجزم بأن حراكهم انتقامي وليس ثوري هو محض افتراءات أصحابه على الغيب والحقيقة، فلا القلوب وما بداخلها ملك لأحد سوى من خلقها، ولا حراك الشباب، خاصة في الجامعات التي يرتعد السيسي ورجاله أمام رجالها ويؤجرون عليهم مرتزقة لتركيعهم، يجوز وصفه بالحراك الانتقامي، الإخوان، وشبابهم على وجه الخصوص، يدفعون الضريبة من أموالهم، ودمائهم وأعراضهم، إلا أن هذا كله لا يخلو من تصدير الخطاب نفسه، اختلفت درجة الخطاب باختلاف المواقع، من السلطوي، إلى المقموع، المطارد، المطلوب من عصابة تحكم البلاد تحت تهديد السلاح، لكنه الخطاب نفسه، هو هو، ذلك الذي يدفع بنت من عيال الناس أن تخرج على الملأ متصدقة بعرضها إذا كان في هذا سبيلا لإغاظتهم!!!
ليس في الأمر مبالغة، والطبيعة البشرية في السياسية مبحث لا يتجاوزه سوى حديث عهد بها، والناس تحركهم مشاعرهم أكثر مما تحركهم عقولهم، وتقديراتهم المتزنة لمصالحهم، ما حدث حدث، ومن الممكن تدراكه، إلا أن الاستمرار في اتهام الناس بأنهم عبيد، وبأنهم يرقصون للسيسي، وبأنهم لا يحترمون الحرية والديموقراطية، كل هذا الكلام الفارغ وغيره الكثير، لن يغير من الحقيقة شيئا، لقد حاز الانقلاب العسكري لحظة وقوعه رضا شعبيا لأنه كان وسيلة الميتين بغيظهم أن يردوها للإخوان، تراجع البعض، وظل البعض الآخر على موقفه، غضب يزيد وينقص، شهداؤكم دفعوا بدمائهم ثمن تراجع المتراجعين، وأحياؤكم يدفعون بخطابهم كل متابع إلى مزيد من فش الغل، ولو وصل الأمر إلى ذهابها إلى السيسي في شقة، فقط لكي تموتوا بغيظكم، فمتى تنتهون، وتكونون على مستوى ما قدمه الشباب، وما زالوا.

د. أسامة الكرم : كيف سبق القرآن اينشتين فى كشف نظرية النسبية ؟؟!


اكتشف اينشتين نظريته النسبية التى تؤكد ان الزمن ليس ثابت ، فالزمن يختلف حسب السرعة .. والقرآن كشف هذة الحقيقة منذ اكثر من 14 قرناً..يقول الله سبحانه وتعالى:
يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ في يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمِّا تَعُدُّونَ (السجدة ـ 5)
تَعْرُجُ المَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ في يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (المعارج ـ 4)
نلاحظ أن في الآية الأولى أربع كلمات التي هي أساس للنظرية النسبية: يَعْرُجُ ـ يَوْمٍ ـ أَلْفَ سَنَةٍ ـ مِمَّا تَعُدُّونَ. كلمة يعرج تعني الارتفاع، بالتالى فإن الأمر الذي يدبره الله إنما هو في حالة الحركة (إلى الأعلى). ثم نرى أن الآية تقارِن اليوم بالألف سنة، وتخبرنا أن هذا اليوم إنما هو ألف سنة من السنين التي نعرفها نحن على الارض. إذا عند انطلاق الأمر من الأرض إلى السماء فإن هذا الأمر يمر عليه من الزمان ما هو قدره يوم واحد في حين يكون قد أتى علينا من الزمان ألف سنة. أي لو أن شخصاً كان في حالة " معراج" اى الصعود لأعلى مبتعدا عن الارض ونظر إلى ساعته، لوجد أن حياته قد مر عليها يوم واحد من الزمان، بينما عندما ينظر إلى الناس الذين على الأرض لوجد أن قد مر عليهم ألف سنة. فإن كان له أبناء في الأرض لصار لأبنائه أبناء ولأبناء أبنائه احفاد وهكذا... ولو يرجع هذا الإنسان إلى الارض ولوجدها في حال غير الذي كانت عليه !!
من الآية الثانية يتبين أن الملائكة والروح إنما "تعرج" أى يرتفعان الى السماء في يوم واحد وذلك اليوم مساوٍ لخمسين ألف سنة. وهل هذا يعقل؟ وهل يجوز أن يكون هناك زمن آخر غير الذي ذُكر في الآية الأولى؟ نعم، فالزمن يتحدد بسرعة الشيء المنطلق. فكلما زاد السرعة كلما كان الفرق بين الساكن والمتحرك في الوقت أكبر. هذا يعني أن الملائكة والروح سرعتهما أكبر بكثير من سرعة الأوامر عند رقيها من الأرض إلى السماء. ولو أردنا حساب سرعة الملائكة بالقوانين التي أخرجها آينشتاين لوجدنا أننا نحتاج إلى آلة حاسبة دقيقة جداً في الحساب من يريد المعادلة الرياضية لحساب السرعة طبقا لقانون اينشتين عن نسبية الزمن 
\Delta t' = \frac{\Delta t}{\sqrt{1-v^2/c^2}} \,
حيث:
\Delta t \, الزمن بين حدثين طبقا لساعة المشاهد،
\Delta t' \,الزمن بين نفس الحدثين التي يسجلها المسافر على صاروخ يتحرك بسرعة v،
v \, السرعة النسبية بين المشاهد وراكب الصاروخ،
c \, سرعة الضوء،

محمد رفعت الدومي :ماجدة الرومي .. لهذا اكتشف أجدادك الغوريلا

التي ..
مصفَّفٌ صوتها المثقف مثل تسريحة حرة تنساب علي جبهة الوطن المتخلف، و سوف يواصل تخلفه حتي ينظر إلي الحرية كأنه يقف أمام باب هام ..
و التي ..
صاحبة الصوت المائيِّ مثل ثقافة لبنان المائية، و جغرافيتها أيضاً..
و لذلك الماء وحده يرجع الفضل في جمال لبنان، فإن عظمة هذا البلد الصغير، لا تتجلي أبداً فيما يمثله الآن، إنما في تاريخه المائيِّ الممتاز، لا أحب وظيفة المؤرخ، غير أني سوف أكون انعكاساً لبعض مما قال المؤرخون عن "لبنان"، قليلاً ..
لقد باح البحارة الفينيقيون قديماً بكل ألوان الرياح في أشرعة سفنهم ولم يبخلوا بشئ، و داروا، انطلاقاً من "لبنان"، في رحلة بتمويل فرعونيٍّ، حول أفريقيا من طرفيها، لأول مرة!
خلال هذه الرحلة، اكتشفوا "قرطاج"، تاج "تونس الحالية، و هي تحريف للمفردة فينيقية الجذور " قرْت حَدَشْتْ" وتعني "المدينة الجديدة"، الغريب، أن اسم "حدشيتي" ما زال نابضاً في "لبنان" حتي يومنا هذا!
اكتشفوا أيضاً مدينة "طنجة" الحالية، كما اكتشفوا جزر "ماديرا" و جزر " الكناري"، و وصلوا "الكاميرون"!
بالإضافة إلي أنهم توغلوا في "اسبانيا" الحالية، و أنشأوا مدينة "قرطاج الجديدة"، وهي مدينة ساحلية في منطقة "مرسية" الحالية، "نوفا كارثاج"، فوق كل هذا، لقد عبروا مضيق "جبل طارق"!
من الجدير بالذكر أنهم كانوا يبنون مستوطناتهم دائماً علي الماء ..
و حدث أن أصبحت "قرطاج"، بعد عقود قليلة من هبوط الفينيقيين عليها، تاج العالم القديم، مزرعة حبوب الكون، و أصبحت أيضاً، أكبر لطمة وجهت إلي اقتصاد "روما"، سيدة العالم القديم في ذلك الوقت ..
و في ذلك الوقت، كانت هذه هي الذريعة الشائعة لنشوب الحروب، و كانت الحروب بين القوتين العظميين سجالاً، لكن ظهور "هانيبال"، اللبنانيِّ الجذور، غير قواعد اللعبة، فلقد كان ظهوره آخر وثبات الشرق الحيوية!
ولقد وقف هذا القائد الشرقيُّ بجنوده، لأول و آخر مرة، علي مرمي البصر من أسوار "روما"، حتي جمع الرومان أمتعتهم ومهدوا قلوبهم للفرار، لولا أنهم عثروا بين جوقة الشيوخ في "مجلس شيوخ روما"، علي عدة أصوات تغرد خارج سرب المتشائمين الذين كانوا يرون ضرورة التخلي عن المدينة والفرار من وجه الهول القادم، هؤلاء كانوا يفضلون الانتظار قليلاً، كأنهم كانوا يعرفون كيف تسير الأمور في الشرق السياسيِّ!
لم يخذل مجلس شيوخ "قرطاج" ظنون هؤلاء، و تخلي عن "هانيبال" في لحظة حاسمة، ففك الحصار ورجع كسيراً ومكتئباً، ليُهزم بعد ذلك، حول أسوار بلده، في مواجهة طاحنة مع قائد روما العظيم "سكيبيو الأفريقي"، و يفر إلي "تركيا الحالية"، و تضع "روما" المحراث في أرض "قرطاج" وتزرعها بالقمح، كان هذا تقليداً تعارف عليه القدماء يؤكدون به زوال خصمهم إلي الأبد!
انتحر، في النهاية، "هانيبال" بالسم، علي بعد مئات الموجات من مسقط رأس أجداده، "لبنان"!
مسقط صوت "ماجدة الرومي" أيضاً ..
تلك القطعة من المعني في قلوبنا، من الماء إلي الماء، السامقة كالأرز، بتصرفات مرتفعة، حتي أنها تندلع في أي وقت كالعطر الجارح من جميع الجهات ..
بصفة شخصية، لم يدر في بالي يوماً أني سوف أقف يوماً من "ماجدة الرومي" موقف عتاب، قد لا يصلها إطلاقاً، لكن الدفاع عن الحرية قيمة دونها كل قيمة أخري ..
ذلك أن، ماجدة الرومي ..
بسبب الضوء الذي يعشش في اسمها، و بسبب تلك الغابات من القلوب التي تلتف حولها، و بسبب النجمة التي تسكنها قبل كل شئ، تم استخدامها في الأسابيع الماضية للترويج للمشهد الذي يريدونه مقدساً، علي الرغم من كونه شديد الهشاشة في الوقت نفسه، و معروفاً بغريزة الديكتاتورية، في برنامج تليفزيوني أدارته (حرباء)، استطاعت أن تستدرج لسانها إلي شرخ الحديث عن "الإخوان المسلمين"، و"مصر" التي توشك علي السقوط، و ضرورة تكريس المشهد الذي ولد عند نهاية منتصف العام الماضي!
وهذه بالإساس هي ذريعة استضافتها ..
سيدتي، يؤلمني والله أن أراك تؤدين، و إن بحسن نية، دور "سما المصري"، و هذا ليس اسماً بقدر ما هو وظيفة، بل الوظيفة الوحيدة الشاغرة في غابات يونيو ..
سيدتي، المعركة ليست، كما تتصورين، معركة "الإخوان المسلمين" وحدهم، إنها معركة كل الراغبين في الحرية، و لا يمكن، بعد ثورة عظيمة، ودماء كثيرة سالت، أن يقترب من قلوب المصريين أيُّ شخص يقرأ الحرية بعين مظلمة ..
و أن يكون الإنسان حراً لابد له من أن يعيش الحرية لا أن يعيش انعكاسها ..
سيدتي، المشهد المصري أكثر تعقيداً من المشهد في "لبنان"، لذلك، يجب أن يكون انعكاسه في مرايا الزائرين مضللاً، من حيث إدراك أبعاده أولاً، و من حيث الإسقاطات قبل كل شئ، بمعني أكثر دقة، ثمة فارق رحب بين "الإخوان المسلمين"، و "حزب الله" ..
سيدتي، إن كل المناهضين للمشهد السخيف الحالي قد اختاروا الحرية بمحض مشيئتهم، و عليه فقد اختاروا بالتحديد القيمة التي حرموا، لسنين طويلة، من تذوقها باسم المعايير السخيفة لصوت المعركة ..
سيدتي، إن اندلاع الإحساس بالغربة في الوطن احساس أليف لقلوب كل المصريين، الجديد في الأمر، هو تفاقم الوعي بهذا الإحساس، وتفاقم التوتر الناجم عنه في القلوب بين ما كان في عام "د. مرسي" من حرية، و بين ما هو كائن الآن من انحسارها المروع، فضلاً عن الدم الذي أفرط في النزيف مجاناً!
سيدتي، إن للإرهابيِّ حتي منطقاً، و للظلاميِّ منطقاً، فكل أمراض الماضي حقائقٌ يتمسك بها المنبوذون، و أفكارٌ راسخة يؤمنون بها كملجأ، يظنونه أميناً، يربطهم بأي أرض تهدئ قلب مخاوفهم ..
سيدتي، "الإخوان المسلمون"، و لستُ منهم، أغبياء فقط، ليسوا إرهابيين، و ليسوا ظلاميين، و كل ما نسب إليهم في هذا السياق، مثل الرغبة في استئناف دولة الخلافة، و "هيئة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر"، صدر عن آخرين، بالأمر المباشر بصدوره من أربابهم الضالعين في سماء مظلمة، و كل هؤلاء الآن، يا سيدتي، من ألمع أشجار غابة يونيو ..
ما يومُ حليمةٍ بسرّْ!
سيدتي، تذكري دائماً أن التمرد علي الواقع الرأسيِّ، هو ما دفع أجدادك للتمدد علي زنود الماء أفقياً، فاكتشفوا "تونس"، و اكتشفوا "الغوريلا" في الطريق إلي هناك، لأول مرة أيضاً،
لذلك السبب أيضاً يثور المصريون الراغبون في الحرية، إنهم يرحلون من نطاق أنفسهم، لكن إلي الداخل، بحثاً عن منطق أجمل للحياة، عن وطن للجميع، أبيض، يتساوي فيه النخبة و الناطقين بالعامية من بسطاء القوم، و تكون قوة الإبداع الفرديِّ فيه، لا الولاء، هي المعيار الوحيد للنجاح ..
سيدتي، دام الذهب مواظباً علي حراسة صوتك، و دام عطرُك مؤلماً، و رحباً ..

وثيقة تسليم غرناطة تغادرها بعد أكثر من 500 سنة من توقيعها

في عام 1491 وقع الملك أبو عبد الله الصغير (1459- 1533) على وثيقة تسليم مملكة غرناطة، جنوب إسبانيا، إلى الملكة إيزابيلا والملك فرناندو الثاني، وجرى تنفيذ الاتفاق في الثاني من شهر يناير (كانون الثاني) من عام 1492، حيث دخلت القوات الإسبانية المدينة. 
هذه الوثيقة ستخرج لأول مرة من مدينة غرناطة، استجابة لطلب الحكومة المحلية في إقليم أراغون، شمال إسبانيا، وهي محفوظة حاليا في مكتبة الأرشيف التاريخي في غرناطة، وتعتبر من أهم الوثائق التاريخية في إسبانيا، ولم تخرج من غرناطة منذ تاريخ توقيعها، أي منذ 523 عاما. 
وتأتي استجابة بلدية غرناطة للطلب للمشاركة في معرض تقيمه الحكومة المحلية في محافظة سرقسطة تحت عنوان «فرناندو الثاني ملك أراغون، الملك الذي وحد إسبانيا وانفتح على أوروبا». والمعرض مخصص للتعريف بشخصية فرناندو الثاني (1452-1516) ملك أراغون، ونشاطه السياسي في إسبانيا وأوروبا. 
وستعار الوثيقة لمدة 3 أشهر، بين 10 مارس (آذار) و7 يونيو (حزيران) من عام 2015، وصرح النائب البلدي لويس فرنانديز لصحيفة «إيديال» الإسبانية بأن «الوثيقة معدة لإعارتها، وجرت الإجراءات الخاصة بتسليمها، ومنها تقييم الوثيقة بسعر مليون ونصف المليون يورو»، إضافة لشروط اشترطتها بلدية غرناطة، ومنها أن يقوم أحد المختصين بمرافقة الوثيقة، وأن تكون بيئة المكان معدة بشكل جيد لحفظ الوثائق. 
يشار إلى أن الوثيقة تحتوي على 77 مادة، وأهم ما جاء فيها من مواد هو أن يقوم أبو عبد الله الصغير بتسليم قصر الحمراء ومدينة غرناطة، ويتعهد الإسبان بأن يحتفظ المسلمون بديارهم وممتلكاتهم، وأن يستمروا بممارسة شعائرهم، ولا يجبرون على التحول إلى المسيحية، وأن تطبق فيما بينهم القوانين الإسلامية. وبعد سقوط غرناطة خرج أبو عبد الله منها متجها إلى منطقة البشرات جنوب غرناطة، ثم انتهى به المطاف في مدينة فاس المغربية، ليتوفى هناك عام 1533. وفي عام 1609 قرر ملك إسبانيا فيليب الثاني طرد جميع المسلمين من إسبانيا، فاضطروا إلى الهجرة إلى شمال أفريقيا، في ظروف صعبة للغاية، ولا تزال الكثير من آثارهم هناك، لكن بعضهم أصر على البقاء، وظل متخفيا في إسبانيا. 
وكان الغرناطيون قد استنجدوا مرارا بالعرب والمسلمين لمساعدتهم، لكن المساعدات كانت قليلة مقارنة بالمساعدات التي تلقاها الجيش الإسباني الذي حاصر مملكة غرناطة وأجبرها في النهاية على الاستسلام، منهيا بذلك 8 قرون من الوجود العربي في إسبانيا.

بلال فضل يكتب: آن الأوان ترجعي يا دولة الجواسيس

آن الأوان ترجعي يا دولة الجواسيس "الحلقة الاولى"

ـ كيف نجحت دولة الزعيم الملهم في أن تجمع كبار مثقفي مصر وسياسييها بكل اختلافاتهم على شيئ واحد هو كتابة التقارير؟
ـ تقارير مرفوعة لعبدالناصر في منتصف الستينيات: المسيحيون يقومون بفتح حنفيات المياه في منازلهم كل ليلة لتخريب البلاد والإخوان يكتبون شعارهم على الأتوبيسات وينشرون الشائعات وموظف بشركة «بسكو مصر» يحمل أفكارا خطيرة تهدد الوطن.
كل ثلاثة أيام تقريبًا يصلني منه نفس "الإيميل" الذي يختار له نفس العنوان (تحذير من مواطن شريف: عمارة يتم تأجيرها بالكامل للإرهابيين والإخوان المسلمين)، واضعا في المتن اسم صاحب العمارة وعنوانها بالكامل، ولاعنا سنسفيل صاحب العمارة وكل سكانها بل وكل سكان الشارع الذين يتسترون على جريمة تسكين إرهابيين يتآمرون على مصالح الوطن، ثم بدأت إيميلاته بعد فترة تصبح أكثر حدة ومبالغة، ربما لأنه لم يجد اهتماما من الكتاب والصحفيين الذين أرى أسماءهم معي في قائمة من يتسلمون الإيميل، لدرجة أنني أصبحت أراه في خيالي يزعق وهو يكتب ليصل صوته للجميع مرددا عبارات حفظها من خلال متابعته الدائمة لوسائل الإعلام (جريمة خطيرة في وضح النهار ـ مصر تضيع تحركوا لإنقاذ مصر ـ نحن نفضح بالأسماء والعناوين ـ لك الله يا مصر)، وكان آخر ما وصلني منه قبل أيام رسالة غاضبة يشتم فيها سنسفيل أحد الذين كان اسمهم موضوعا في القائمة لأنه رد عليه طالبا منه أن يذهب إلى طبيب نفسي بدلا من أن يصفي حساباته مع أحد جيرانه بهذه الطريقة.
قلت لنفسي: بالتأكيد يشعر ذلك الرجل بحزن عميق، لأنه تلقى طعنة غادرة في وطنيته، فهو لم يفعل شيئا سوى الإمتثال لقيادته الحكيمة التي خصصت في العام الماضي خطوطا ساخنة تحث فيها المواطنين على الإبلاغ عن أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية، وربما حاول الرجل أن يفعل فكان حظه كحظ من يتصل بخطوط الإسعاف أو النجدة أو المطافئ، لعله لم يلجأ للإبلاغ المباشر عن جيرانه في قسم الشرطة لأنه اقتنع بخطورة عناصر الطابور الخامس الموجودة في كل مواقع الدولة كما كشف الخبراء الإستراتيجيون، لكنه مع ذلك لم ييأس بل قرر أن يلجأ لرجال الإعلام الذين يراهم دائما يحضون المواطنين على الإيجابية وحماية الوطن، لكنه لم يكن يتوقع أبدا أن يكون رد فعلهم سلبيا ومتباطئا، لعله قرأ الأخبار المنشورة عن اتجاه حكومي للإستعانة بالطلاب الوطنيين في الجامعات للإرشاد عن زملائهم المشاغبين، فتمنى أن يكون هناك مكان رسمي يمكن أن يشبع فيه رغبته الوطنية في الإرشاد عن جيرانه من الإرهابيين، لعله تذكر ما كان يحكيه له والده عن العصر الذهبي للإرشاد الوطني في الخمسينات والستينات، حين لم تكتف السلطة بكل ما كان لديها من مخبرين تابعين لكل الأجهزة السيادية والأمنية، بل أنشأت تنظيما سياسيا سريا أسمته (التنظيم الطليعي) كان يقوده في أزهى عصوره وزير الداخلية شخصيا، ولعله استبشر خيرا بعودة هذه الأيام عندما قرأ وسمع وشاهد المطالبات المتلاحقة للرئيس عبدالفتاح السيسي بأن يشكل حزبا خاصا به، يتجمع فيه "بتوع السيسي" كما أسمتهم ابنة الزعيم الملهم ـ الأولاني ـ هدى جمال عبدالناصر في حوار أخير لها شكت فيه من أنها تبحث على الساحة السياسية عن "بتوع السيسي" فلا تجدهم.
قبل خمسين عاما كانت مصر قد أصبحت مليئة عن آخرها ببتوع والد الدكتورة، وكان "البتوع التانيين" أيا كان انتماؤهم مرميين في السجون أو منفيين خارج البلاد أو ماشيين جوه الحيطان دون أن ينسوا أن لها ودان، ومع ذلك لم يكتف والدها بكل ما لدولته من بتوع ومخبرين تابعين لكل الأجهزة السيادية والأمنية، ولم يقنع بتأميم السياسة لتصبح ممارستها حكرا على من ينتمي إلى كيانات مشوهة تنشئها دولته لتراقب دولته، فقرر أن ينشئ "التنظيم الطليعي" الذي قام فيه بتجنيد خيرة كتاب مصر ومفكريها ومبدعيها وسياسييها، ليكون من أبرز مهامهم كتابة تقارير سرية عن كل "مظاهر الإنحراف التي تهدد مسيرة الثورة وعن كل أعدائها الداخليين المتعاونين مع الخارج"، ولم يجد إلا قلة نادرة ترفض التعاون معتذرة بكل أدب لأنها لا تصلح لهذه المهمة الوطنية الجسيمة، في حين وجد مئات آخرين يوافقون على التحول إلى كتبة تقارير سرية، دون أن يشعروا بأنهم ارتكبوا خطيئة تستوجب العار، فالإنسان حيوان مبرر بامتياز، ومسألة أن تقنع نفسك بأنك تكتب التقارير خدمة للوطن ليست مجهدة ولا تحتاج إلى أن يحرق المخ الكثير من السعرات الحرارية، وربما لذلك ظل ـ ولا زال ـ أغلب أعضاء هذا التنظيم يتصدرون الساحة السياسية في مصر، دون أن يشعروا بالعار أو حتى الحرج، فيقرروا اعتزال الحياة السياسية التي شاركوا في تأميمها وإفسادها.
للعلم، لم تكن التقارير التي يكتبها هؤلاء تقارير فكرية أو استشارية تكتب من باب مساعدة صانع القرار على إتخاذ قراره، كما ادعى الكثير من هؤلاء فيما بعد تبريرا لما شاركوا فيه، فقد كشفت الوثائق عن تقارير شخصية كان يتلقاها وزير الداخلية شعراوي جمعة ليتخذ في أغلبها إجراءاته الأمنية اللازمة على الفور بتنسيق كامل مع جمال عبدالناصر الذي كان يهتم بهذه التقارير جدا، نعم كان هناك من يكتب تقارير سياسية واقتصادية عامة يأمل بها أن تفيد الوطن، لكنه بالتأكيد رأى خلال اشتراكه في التنظيم كيف يتم استخدام تقارير كثيرة أخرى للتنكيل بكل من له رأي معارض أو مختلف، ومع ذلك فقد وافق على الاستمرار في ذلك التنظيم الإجرامي الذي كان سببا في رمي الكثيرين في السجون وقطع أرزاقهم وتشريدهم وتطفيشهم من البلاد.
ولكي لا نلجأ إلى الإستشهاد بما صار معلوما للجميع من قمع دموي للإخوان والشيوعيين والوفديين في تلك الفترة، دعونا نرى كيف كان خطر ذلك التنظيم أشمل وأوسع حتى على من لم يثبت انتماءهم السياسي لأي تنظيم من التنظيمات التي وصمت بتهمة العداء للثورة والقائد والوطن، ولنختر مثلا شهادة واحد من أنبل وأبرز علماء مصر، أستاذ الجيولوجيا الدكتور رشدي سعيد، الذي أتمنى إن لم تكن تعرفه أن تبحث في مكتبات دار الهلال عن إصداراته الرائعة وعلى رأسها كتابه الموسوعي عن نهر النيل ومذكراته الممتعة (رحلة عمر) التي يحكي فيها عن شعوره بخيبة الأمل عندما أدرك أن عبدالناصر وقيادات يوليو لم يكونوا راغبين في الحوار مع أساتذة الجامعات طبقا للمهمة التي كلفه عبدالناصر بها، وأنهم "لا يرغبون في الأخذ والعطاء مع المثقفين كما تصورت بل كانت غايتهم هي بناء تنظيم طليعي سري من بعض التابعين لهم من الأساتذة يمكن به إحكام القبضة على الجامعة... أما الحوار وبناء مصانع الأفكار فلم يكن واردا عندهم، وقد كانوا يحضرون اجتماعاتنا بين الحين والآخر من باب نقل ما يدور فيها من أفكار وقد سببت ملاحقة هذه العناصر لي أكبر الإزعاج وألجأتني ولأول مرة في حياتي إلى استخدام حبات الفاليوم المهدئة، فقد أصبحت منذ ذلك التاريخ تحت المراقبة المستمرة، وموضوعا للتقارير الكثيرة التي أوكلت كتابتها لمن جندوهم من موظفي مكتبي أو من بين أعضاء مجلس الشعب الذين كانوا يُلحقون لهذا الغرض بالوفود البرلمانية التي كنت دائم الإنتظام فيها".
ويصف الدكتور رشدي سعيد هذه التقارير التي أتيح له عن طريق بعض الساخطين على الأوضاع والمتعاطفين معه أن يطلع عليها بأنها "... تقارير لم تكن تكتب لكي تُقرأ بأي عين فاحصة بل إنها كانت تكتب بغرض إبلاغ المسئول عن رأي وانطباعات الأجهزة في المشكو في حقه، فكل التقارير وبلا استثناء مكتوبة بأسلوب متدن ضعيفة المبنى ليس للإستنتاجات فيها أية علاقات بالمقدمات التي بدأت بها كما أنها كانت مؤسسة على إشاعات غير موثقة"، ويتمنى الدكتور رشدي في كتابه ـ وقد كان دائما حسن النية ـ على المسئولين وقت صدور كتابه عام 2000 أن يتيحوا للمشتغلين بكتابة تاريخ مصر الإطلاع على هذه التقارير لبناء صورة مصر في تلك الفترة وفهم ما جرى لمصر بسببها.
لحسن الحظ، تحقق جزء كبير من أمنية الدكتور رشدي سعيد عندما قام أستاذ التاريخ الدكتور حمادة حسني في عام 2008 بنشر دراسة خطيرة مصحوبة بالوثائق التي حصل عليها من عدد من شهود المرحلة بعنوان (عبدالناصر والتنظيم الطليعي السري 1963 ـ 1971) وهو كتاب تواطأت أغلب وسائل الإعلام على تجاهله، برغم أهمية ما فيه، ربما لأن رموز ذلك التنظيم من كتبة التقارير كانوا وقت نشر الكتاب ملء السمع والبصر، أذكر أنني عندما أشرت إليه في إحدى حلقات برنامجي (عصير الكتب) طيب الله ثراه، مطالبا جميع من تورط في هذا التنظيم بالإعتذار العلني عن مشاركتهم فيه ورواية شهادتهم عليه، تلقيت لوما من بعض الكتاب الكبار لأنني أساعد على الإشارة إلى كتاب ينكأ جراحا لن يستفيد الوطن من فتحها، وأنني أتغافل عن أن كتابة التقارير من أجل الوطن كانت مرتبطة بخطورة المرحلة، وقد عشت وعاشوا حتى رأيت هؤلاء الأساتذة يباركون بالتهليل والتأييد وبالصمت أيضا عودة ملامح ذلك العصر القبيح ثانية بسبب "خطورة المرحلة"، ومن يدري فربما كانوا الآن عرّابين لتنظيم طليعي سري تتولى فيه أجيال مختلفة كتابة التقارير من أجل حماية الوطن من الأخطار والإرشاد عن أعداء الداخل المتآمرين مع الخارج، دون أن يكون لأخينا المبلغ عن جيرانه حظ الإنضمام إليهم حتى الآن. 
ربما يكون أفضل ما نفعله لفهم طبيعة الخراب الذي أحدثه في مصر تشكيل ذلك التنظيم، هو أن نتأمل عناوين بعض التقارير السرية التي حصل عليها الدكتور حمادة حسني وأوردها في دراسته، لترى كيف نقوم بشكل مؤسف بإعادة تاريخنا بكل خطاياه دون أن نتعلم منه شيئا، متوقعين أن نصل إلى نتائج مختلفة لمجرد أننا غيرنا اسم الزعيم الملهم هذه المرة، تعالوا نقرأ العناوين سويا وسأترك لكم التعليق عليها:
ـ 25 يوليو 1965: مذكرة بخصوص كتابة شعار الإخوان المسلمين على بعض خطوط الأتوبيس خط 40 ورقمه 1963 نقل عام.
ـ 10 يوليو 1965: مذكرة عن بعض العائلات القبطية تقوم مساء كل ليلة بفتح جميع حنفيات المياه بمنازلهم.
ـ 31 مارس 1965: تقرير من العميد جمال هدايت بشأن شركة مصر الجديدة للإسكان والتعمير وتولي بعض المسيحيين مراكز قيادية هامة.
ـ 30 مايو 1965: مذكرة حول تزايد نشاط الإخوان المسلمين وإعادة تأسيسهم للأجهزة السرية.
ـ 22 مارس 1965: مذكرة بشأن قيام الأمير دعيج السلمان الصباح بتهريب نقد مصري. مقدمها محمد حسنين هيكل.
ــ 21 سبتمبر 1965: مذكرة عن الطلبة العرب المشكوك في انتمائهم للإخوان.
ـ 8 أكتوبر 1965: مذكرة حول جنازة مصطفى النحاس. مقدمة من ابراهيم الشهاوي.
ـ 18 أكتوبر 1965: تقرير حول ميول واتجاهات أساتذة جامعة القاهرة. مقدمه عثمان عزام.
ـ 13 يوليو 1965: مذكرة من محمد حسنين هيكل بشأن الشيوعي إدوارد يونان.
ـ 8 مايو 1965: مذكرة مقدمة من محمود أمين العالم حول بعض الندوات السياسية بين طلبة الجامعة والطلاب العرب.
ـ 15 سبتمبر 1965: مذكرة حول الاشتباه في عضوية بعض الطلاب للتنظيم السري للإخوان المسلمين.
ـ 17 ابريل 1966: مذكرة بخصوص ما حدث من سائق ومحصل الأتوبيس رقم 54 حول عدم تنكيس الإعلام لوفاة الرئيس عبدالسلام عارف. مقدمة من محمود الصفطاوي.
ـ 7 مايو 1966: تقرير من الدكتور جلال أمين (مجموعة خالد محيي الدين) بشأن سفره إلى لندن.
ـ 12 مايو 1966: تقرير الدكتور حسين كامل بهاء الدين عن نشاط معادي بدكرنس الدقهلية.
ـ 14 مايو 1966: مذكرة معلومات عن شخص يدعي حلمي غير مؤمن بالثورة وسبق تطهيره.
ـ 14 مايو 1966: مذكرة حول تعليمات كنسية للمسيحيين بعدم تنظيم الأسرة. مقدمة من أحمد كامل.
ـ 6 سبتمبر 1966: مذكرة عن أسرة يهودية.
ـ 15 أغسطس 1966: تقرير يقترح سحب الجنسية من مواطن مصري في ألمانيا الغربية.
ـ 7 سبتمبر 1966: تقرير عن نشاط إخواني في حلوان مقدم من عبدالغفار شكر.
ـ 11 يونيو 1965: تقرير حول الخلاف بين أحمد حمروش وأحمد بهاء الدين وانعكاس هذا على العمل في دار روز اليوسف.
ـ 10 أكتوبر 1966: تقرير من أحمد حمروش بشأن مقابلته مع فؤاد نصار.
ـ 13 فبراير 1966: مذكرة بخصوص الشك في وجود اثنين من الطلبة بكلية الهندسة في جامعة الإسكندرية من الإخوان المسلمين. مقدمة من سمير حمزة.
ـ 14 مارس 1966: تقرير عن نشاط بعض الشيوعيين الموجودين في شركة النصر لصناعة الخشب الحبيبي بالمنصورة.
ـ 16 مارس 1966: مذكرة مقدمة من جمال هدايت بشأن ما حدث في حادث انحراف بعض الفتيات من طالبات معهد التربية الرياضية للبنات.
ـ 19 مارس 1966: تقرير عن نشاط معاد يقوم به مدرس القاهرة للثانوية الميكانيكية.
ـ 25 يونيو 1966 تقرير حول إشاعات يرددها محمود وفيق شلبي المراجع بشركة بسكو مصر.
ـ 1 ابريل 1967: تقرير عن مجلس الكنائس العالمي والإنحرافات بجريدة وطني.
ـ 22 مايو 1967: مذكرة بحديث بين الدكتور رفعت المحجوب والدكتورة فوقية حسين.
ـ 26 يونيو 1966: مذكرة بخصوص انحراف علي كامل محمد راجي معادي للثورة والإشتراكية. مقدمة من فاروق راجي شقيق المذكور.
نكتفي بهذا القهر ونكمل الأسبوع القادم بإذن الله.

آن الأوان ترجعي يا دولة الجواسيس (الحلقة الثانية)

كيف يمكن أن ينتصر نظام يخاف من نكتة؟
سيقول السفهاء من أنصار الدولة الباطشة: وما هي المشكلة في أن يكتب المواطن فاروق راجي تقريرا في شقيقه علي، إذا كان ذلك بهدف الحفاظ على الدولة والثورة ومكتسبات الإشتراكية التي اتهمه بمعاداتها؟، وهل ستتأخر أنت في الإبلاغ عن أقرب الناس إليك إذا رأيته يتخابر مع أعداء الوطن؟، وما هي المشكلة في أن يكتب كل مواطن صالح سواءً كان مثقفا أو بسيطا تقارير سرية يرفعها إلى أعلى رأس في الدولة إذا كان ذلك بهدف الصالح العام؟
لا يدرك هؤلاء أن إيمانهم بهذا المنطق الذي اتخذه من قبلهم سبيلا لراحة الضمائر هو أكبر طريق نحو هدم الدولة ـ بفرض وجودها أصلا في حالتنا ـ فالدولة الحديثة لا تحتاج إلى أن يتحول كل مواطن إلى مخبر من أجل الحفاظ عليها، بل تمتلك من أجل حماية مواطنيها أجهزة أمنية مدربة وفعالة وكفئة، وفي نفس الوقت لا تترك هذه الأجهزة تسرح وتمرح على هواها، بل تكفل وجود آليات رقابية تقيّم أداءها وتطوره وتحاسبها على انحرافها وتقصيرها إن حدثا، أما الدول المتخلفة وإن اختبأت خلف قشرة الدولة الحديثة، فهي بزعم الحفاظ على الأمن تحول الأجهزة الأمنية إلى دولة داخل الدولة، ثم يتحول كل جهاز من هذه الأجهزة حسب قربه من قائد الدولة إلى دولة أكثر قوة أو بطشا، وتحت شعارات حماية الوطن من الأعداء والحفاظ على استقلاله ووحدته.
بالطبع تعمل كل هذه الأجهزة دون ضابط ولا رابط، فتخلق بين عموم المواطنين يقينا أن موقعك داخل الدولة يحدده رضا أجهزة الأمن عنك وعلاقتك الوثيقة بأي من مسئوليها أو منتسبيها، وهنا تتراجع أهمية الكفاءة والمعرفة والإجتهاد، لصالح العلاقات والوسايط والمحسوبيات، ولذلك لا يجد المواطن غضاضة في أن ينسى دوره الرئيسي في الموقع الذي يعمل فيه، ليلعب دور المخبر على من حوله أيا كانوا، دون أن يشعر بأدنى ذنب، لأنه يحمي الوطن، معتبرا أن ما يقدمه له الوطن من مكاسب وامتيازات لقاء هذا الدور، ليس سوى رد جميل له لكي يدفعه لتجويد عمله أكثر، ولأن هذا المواطن في البدء والمنتهى بشر له أخطاؤه وتحيزاته، ولأنه لا يوجد من يراقبه ولا يحاسبه، لا هو ولا المسئولون عنه في الأجهزة الأمنية، فإن مهمته الوطنية المفترضة تتحول غالبا إلى وسيلة لتصفية الحسابات وخلق التربيطات، لكن ذلك لا يلفت انتباه أحد من المسئولين عنه، لأن ما يهمهم أكثر هو أن يثبت ولاءه بالانتظام في تسليم التقارير، وكلما كانت هذه التقارير عن أقرب الناس إليه من أهل وزملاء وجيران وأصدقاء كلما أثبت ولاءه أكثر فتوجب ارضاءه أكثر.
ضع هذا كله في بالك ونحن نواصل تصفحنا لكتاب الدكتور حمادة حسني (عبدالناصر والتنظيم الطليعي السري) وتعال نتأمل المزيد من عناوين تقارير أعضاء التنظيم الطليعي السري التي كانت تصل إلى مكتب جمال عبدالناصر شخصيا، وضع نفسك مكان عبدالناصر وتخيل كيف يمكن أن يتصرف رئيس تصله تقارير من كبار مثقفي البلاد ومن مغموريها أيضا، عن كل شيئ يجري في البلاد مهما كان تافها، وعن كل شخص له نشاط من أي نوع سواءً كان مشهورا أو مغمورا، مواليا له أو معارضا أو محايدا مجهول الموقف، خذ عندك على سبيل المثال هذه التقارير التي تتركز في الفترة ما بين عامي 1965 وما قبل هزيمة خمسة يونيو 1967: 
مذكرة حول نشاط أحمد سعيد مدير صوت العرب (كونه من أهم أصوات نظام عبدالناصر لم يمنعه من التجسس عليه) ـ مذكرة عن موضوع إشكال عبدالحليم حافظ مع أم كلثوم بخصوص حفلة 23 يوليو 1965 ـ مذكرة بشأن نشاط الإخوان بالدقهلية ـ مذكرة بشأن نشاط الإخوان بأسيوط ـ مذكرة بشأن نشاط الشيوعيين بالدقهلية ـ مذكرة حول سلوك مدكور أبو العز محافظ أسوان من حسين أبو الحسن جاد وسعد الدين محمد مدني عضوا التنظيم ـ مذكرة عن نشاط الإخوان في بعض قرى بني سويف ـ مذكرة عن نشاط المدرسين المصريين من الإخوان الموجودين في قطر ـ مذكرة من محمود العالم عن الهتاف العدائي لمرضى مستشفى الصدر بالجيزة ـ مذكرة معلومات عن جماعة الخروج في سبيل الله تنتمي إلى جماعة الإخوان مقدمة من محمود سامي العفيفي ـ مذكرة عن برنامج مواجهة الإخوان في الجامعة ـ مذكرة مقدمة من إبراهيم الشهاوي حول تصرفات مصطفى البرادعي نقيب المحامين إزاء موضوع الإخوان المسلمين (بالمناسبة هو والد الدكتور محمد البرادعي فتأمل سخرية القدر) ـ تقرير عن أسماء بعض الإخوان المسلمين من نابلس وتأشيرة السيد الرئيس لسامي شرف "كل من يثبت أنه من الإخوان يرحّل" ـ مذكرة حول قصة نجيب محفوظ "ثرثرة فوق النيل" ـ مذكرة عن أحد الأفراد يقوم بجمع تبرعات لأسر المعتقلين.
في نفس الفترة ستجد تقارير أخرى عن: محاولة مريبة لتنظيم في الإسكندرية ـ تقرير حول مسرحية "الفتى مهران" ـ مذكرة من أدهم جمال هدايت بشأن إيفاد طلبة مغتربين إلى أمريكا للدراسة في المدارس الأمريكية ـ تقرير علي الراعي حول مسرحية "الشبعانين" ـ تقرير مقدم من صلاح زكي وميشيل كامل وراجي عنايت وسعد كامل وصلاح حافظ (مجموعة أحمد فؤاد) بشأن تعيين جلال الحمامصي مشرفا عاما على التحرير بأخبار اليوم ـ رسالة واردة من مواطن يزعم فيها أن الإنتهازيين والمنحرفين يسيرون دفة الأمور في الأمانة العامة للإتحاد الإشتراكي (لم يتم اتخاذ أي اجراء بخصوصها والله أعلم ماذا حدث للمواطن نفسه) ـ معلومات عن العناصر الشيوعية الموجودة بمصانع الغزل والنسيج ـ تقرير من المخابرات العامة بشأن قيام علام محمود علام بالتخلص من أرضه الزراعية ـ تقرير مقدم من الدكتور توفيق حسين عن محادثة تليفونية بينه وبين الدكتور محمد حنفي الدين أبو العز (تخيل معي أستاذا جامعيا ينهي مكالمة ليقوم بكتابة تقرير عنها) ـ تقرير مقدم من جمال بدوي عن اتصالات حول تشكيل شيوعي ـ تقرير عن تصرفات المهندس أحمد محرم ـ مذكرة حول ما يتردد عن عبدالحميد غازي مقدمه محمد عبدالغفار ـ مذكرة عن مسرحية "بير السلم" ـ مذكرة بما يدور بين الرأي العام عن شراء زكريا محيي الدين نجف بألف وسبعمائة جنيه ـ معلومات من أفراد يعملون بمصنع صباغة الخيوط بالوايلي (موقع خطير للغاية كما تعلم!) ـ تقرير حول تعليمات كنسية للمسيحيين بعدم تنظيم الأسرة مقدمه أحمد كامل ـ تقرير من جمال بدوي عن تصرفات رأسمالية مريبة ـ تقرير من جمال بدوي عن الإقطاع بقرية القشيش مركز شبين القناطر.
في موضع آخر ستجد تقريرا يحمل عنوان (تقرير عن نكتة وتعليقات تمس النظام)، لاحظ هنا أن عبدالناصر لم يكن يتعامل بأريحية مع النكت التي تقال عنه والتي كان يجمعها له جواسيس تنظيمه السري، فهو الرئيس المصري الوحيد الذي خرج علنا في خطاب ليهاجم النكت التي يطلقها المصريون على نظامه، فضلا عن انتقاده حتى للكاريكاتيرات الإجتماعية التي كان يرسمها الفنان العظيم حجازي في مجلة (صباح الخير)، لاحظ أن عنوان التقرير يعتبر أن هناك (نكتة وتعليقات) يمكن أن تمس النظام، وربما لو تأملت هذا المعنى لأدركت لماذا توجد تقارير تتحدث عن أشخاص عاديين لا يبدو لنا الآن أنه كان لهم دور سياسي خطير تذكره كتب التاريخ مثلا، لأن الفكرة هنا لم تكن وجود خطورة للشخص من عدمه، بل ضرورة مراقبته سواءً كان مواليا أم معارضا لتكتمل السيطرة على البلاد، لذلك تجد في عناوين التقارير ما يأتي: تقرير بخصوص الصحفي محمد جلال كشك ـ تقرير من كمال الحناوي عن ممتلكات كمال رشاق ـ تقرير من الطالب حازم حسين عن منظمة الشباب بأسيوط ـ مذكرة من عبدالغفار شكر عن محاولات التهريب للأراضي الزراعية ـ تقرير إلى شمس بدران بشأن العاملين بالقوات المسلحة من عائلة التلاوي والفقي ـ تقرير إلى حسن طلعت بشأن صلة السيدة مفيدة يوسف الفقي بعائلة الفقي من عدمه ـ تقرير عن سلوك محمد كمال الدين دسوقي ملاحظ مباني بإدارة الأشغال وانحراف اتجاهاته السياسية إخوان مسلمين ـ مذكرة معلومات حول ما يجري في مدرسة السنية الثانوية عن نشاط سياسي مريب إخوان مسلمين ـ تقرير من صلاح حافظ حول تقرير للدكتور عبدالقادر حاتم ـ تقرير إلى شعراوي جمعة بشأن كشوف أسماء معادية من موظفي الدولة والقطاع العام مطلوب فصلهم واعتقالهم ـ تقرير عن الدكتورة فوقية حسن محمود ـ تقرير مقدم ضد الدكتور محمود عبده بمؤسسة الدواجن بأسيوط ـ مذكرة من جمال هدايت بشأن انحرافات فكري فرج الأخصائي الاجتماعي بمدرسة إسماعيل القباني الثانوية ـ تقرير عن التنظيم السري الجديد للإخوان المسلمين بمركز منوف ـ تقرير عن نشاط للتنظيم الشيوعي بمركز بيلا كفر الشيخ ـ تقرير بشأن نشاط شيوعي بكلية الحقوق بالإسكندرية ـ تقرير عن تصرفات حمزة الشبراويشي صاحب شركة الشبراويشي ـ تقرير عن مجلس الكنائس العالمي والإنحرافات بجريدة وطني ـ تقرير بشأن أعضاء التنظيم الطليعي الذين تم إيفادهم للحج سنة 1967.
ضع نفسك مكان قائد البلاد وأنت ترى المئات من هذه التقارير تتدفق عليك كل يوم من رجال اخترتهم بنفسك ومنحتهم كافة الصلاحيات لكي يكونوا هم عيونك وآذانك التي ترسم حركة أذرعك الباطشة وقبضتك الساحقة، ألن تشعر عندها بالرضا عن النفس لأنك تقود دولة قوية عفية لا يتسرب إليها الوهن أبدا، هل يمكن أن يخطر على بالك في ظل لحظة انتشاء كهذه أن تلك الشبكة التي قمت بتشكيلها للسيطرة على الدولة ليست سوى شبكة عنكبوتية تصطاد الضعفاء وعاثري الحظ، لكنها ستنهار على الفور إن هوت عليها يد ثقيلة؟، وهو ما حدث للأسف الشديد عندما اجتاحت اسرائيل سماء مصر وأرضها، لتسقط كل الأكاذيب التي عاش عليها المصريون طيلة عقدين من الزمان، فيكتشفوا أن البلد لم تكن مؤمنة من الأعداء الذين امتلأت سجونها بهم حتى الثمالة، لكن هل أدرك جمال عبدالناصر بعد تلك الهزيمة المريرة أخطاء دولته الأمنية المدعومة بتنظيمه الطليعي السري؟، هل قام بتغيير طريقته في التعامل مع الواقع المهترئ الذي أنتجه؟، للأسف لم يحدث ذلك أبدا، ودعونا لكي نحكم على ذلك نواصل قراءة عناوين بعض الوثائق التي رصدها الدكتور حمادة حسني في كتابه (عبدالناصر والتنظيم الطليعي السري) مركزين على الفترة التي أعقبت الهزيمة مباشرة:
ـ 13 يونيو 1967 : تقرير إلى سامي شرف حول ما يتردد في الأوساط الصحفية (لاحظ أن من كتبوا التقرير ليسوا جهازا أمنيا بل صحفيون يتجسسون على بعضهم).
ـ مذكرة معلومات بتاريخ 18 يونيو 1967 عن اعتقال بعض الشيوعيين بالجهاز المركزي للمحاسبات (كأن الشيوعيين كانوا سبب وقوع النكسة وليس عبدالناصر وقادته الذين سلم لهم حبل البلاد على الغارب).
ـ 29 يونيو 1967: تقارير حاتم صادق ـ زوج ابنة عبدالناصر ـ عن الدكتور حسين كامل بهاء الدين.
ـ 11 يوليو 1967: تقرير عن مصطفى كامل مراد عضو مجلس الأمة.
ـ 24 يوليو 1967: تقرير من الدكتورة فوقية حسين لسامي شرف حول زيارات سيدات القاهرة.
ـ 26 يوليو 1967: معلومات عن ضابط الجيش من محمود أمين العالم.
ـ 13 سبتمبر 1967: مذكرة بمعلومات من محمود العالم عن أخبار اليوم.
ـ 12 فبراير 1968: تقرير من نبيل نجم بخصوص محمد عامر زهار.
ـ 6 مارس 1968: تقرير عن ترشيحات شرق القاهرة وسجل عن بعضهم بأن لهم نشاط شيوعي وإخواني ومعزولين.
ـ 23 مارس 1968: مذكرة حول تعيين محمود أمين العالم رئيسا لمجلس إدارة أخبار اليوم.
ـ 26 مارس 1968: تقرير عن النشاط الطلابي في كلية العلوم بجامعة القاهرة.
ـ 29 مارس 1968: تقرير عن الدكتور ممدوح الموصلي.
ـ 16 مايو 1968: محضر اجتماعات مجموعة عبدالله إمام.
ـ 19 مايو 1968: تقرير معلومات عن كسر سرية التنظيم بشركة مصر للمستحضرات الطبية.
ـ 16 يناير 1969: تقرير من الصحفي سامي داود عن البرنامج التليفزيوني الكاميرا إدراك.
ـ 28 يناير 1969: تقرير عن اتصال السيد أنور السادات بمحمود أمين العالم وإبلاغه استلام إحسان عبدالقدوس للعمل في أخبار اليوم.
ـ 11 مايو 1969: تقرير مقدم من محمود أمين العالم فيه معلومات متفرقة.
ـ 15 سبتمبر 1969: مذكرة بمعلومات عن إعفاء محمود العالم من أخبار اليوم.
نكتفي بهذا القهر ونكمل في الأسبوع القادم بإذن الله بعيدا عن استعراض عناوين باقي التقارير لنستطلع بعض تفاصيلها المفزعة، ونرى أيضا كيف أسهمت عقلية تحويل المواطنين إلى جواسيس في تخريب السلطة القضائية بشكل لم تنج منه مصر أبدا حتى الآن.

عبدالله خليل شبيب يكتب: الدواعش كثيرة

يلاحظ الكثيرون ..أن هنالك من تصرف بحماقات أكثر مما تصرفت داعش ..ومع ذلك لم يحشد لها مثل هذه الحشود!!
فهل ما يحدث في فلسطين وسوريا.. أو العراق ..أو بورما ..- وأمثالها .. قتل وتدمير وتنكيل مباح؟..
ألا يستحق الذين يدمرون المدن والقرى تدميرا شاملا ويبيدون أهلها – كما يجري في سوريا - إلا يستحقون أكثر مما يستحق مجانين داعش ؟؟!
..وهل تدمير المدن فوق رؤوس سكانها المدنيين ..وقتل مئات الألوف من الأطفال والنساء والعزل الأبرياء.. وما يشهده العالم من جرائم إبادة وجرائم ضد الإنسانية – على مقاييسهم- ..كل ذلك لا بأس به ..ولا يستدعي تحريك الفصل السابع والضربات الجوية ..التي تخفف من قتل المدنيين وتدمير كل شيء حتى وسائل ورجال الإسعاف والمساجد إلخ ؟!
أيهما أبشع وأشنع؟..قطع الرؤوس أم ثقبها وثقب الصدور والعيون للأحياء بالثواقب الكهربائية[ الدرل] كما يفعل بعض الروافض الصفويين التكفيرييين..؟
وهل قطع رؤوس أفراد أو فرد أوعشرات أو مئات ..أفظع من تدمير المنازل والمباني فوق رؤوس الآلاف ومعظمهم أطفال ونساء ..ومدنيون .. وليسوا مسلحين ولا محاربين ولا جواسيس.إلخ وإبادتهم بالجملة بالكيماوي كالحشرات؟!
.. بل هل جرائم الإبادة بالطائرات أيا كانت .. مسموح بها ..وغير مسموح بعشرها أن يقتل الإنسان بطرائق بدائية غبية ..خصوصا وأن القتلة المشيوهين يصورون جرائمهم ..وينشرونها على الملأ ليتعمدوا الإساة للإسلام والخلافة وتشويههما والتنفير منهما؟
.. لانزال نضع علامات الاستفهام والاعتراض والاتهام على داعش وأمثالها ..لما يخالفون به صريح الشرع وظاهره ..ولما ينشرون من جرائمهم القبيحة التي يريدون أن يشوهوا بها الإسلام ..مع أن خصومهم ..لا يقصرون في[ زيادة ] تشويههم..وإثارة الناس ضد الإسلام – عبرهم-!!
..ولكننا نرى – بوضوح – أن الضربات الجوية :
1- لم تؤثر كثيرا في داعش
2- وأنها قتلت من المدنيين أكثر مما قتلت من المحاربين!
3- وأنها لم توقف تقدم داعش في كثير من المناطق بل زادوا تقدما وانتصارا!
4- ..وأنها رفعت أسهم داعش كثيرا جدا ..حتى بتنا – أكثر الأحيان – وغيرنا – نتردد في انتقادها ..وحتى تعاطفت معها كثير من الجماهير ..وأعلنت الانضمام إليها – خلايا وفلول ..في مناطق عديدة!
5- وأن الضربات لم تقتصر على داعش فقد ضربت فئات إسلامية أخرى
6- وأن أي تحركات أو ذخائر أو خسائر جراء الضربات مدفوعة الثمن بالكامل – وبتقديرات مبالغ فيها من عبيد معروفين مأمورين مليئين!!
6- وأن كل – أو جل ما يستهلك ويدمر من سلاح وسيارات ومعدات وغيرها .. يرجع بالمليارات على الغزاة ..لأنهم مصدر معظمها !!!
7- يحتارون في إطلاق اسم على عملياتهم..ونحن نريحكم ..سموها [الحروب الصليبية للتحذير من التفكير في إقامة دولة أوخلافة إسلامية]!
لا زلنا عند رأينا في رفض التدخلات الأجنبية ..وإبادة الطائرات الاستعمارية وحلفائها لمزيد من المسلمين بحجج – هم – أي المستعمرون – أوجدوها واخترعوها!
ولو كانوا يريدون الحق لتدخل بعض الطيران العربي – بقرار من الجامعة العربية – مثلا- ليوقف حمام االدم والتدمير الوحشي لشعب سوريا والعراق وغيرهما!..؟ إذن لما انتشرت داعش بل لما ظهرت أصلا! فهناك معالجة جذور البلاء وأصل الداء ..فما دام هنالك ظلمة وفاسدون ولصوص قتلة سفلة ..يحق للشعوب أن تثور – بأي شكل مهما عنف- لتدافع عن كراماتها وحرياتها وأعراضها ! ولكل فعل رد فعل مساو له في القوة مضاد له في الاتجاه ..كما تقول القوانين العلمية .
ويتساءل الكثيرون: إن داعش ليست وحدها في الميدان ..وأن هنالك عصابات كثر تفعل كما تفعل داعش وأكثر وأبشع- وإن لم تصوره ولم تنشره .. ولكن بعض هيئات حقوق الإنسان توثق بعضه وتوصله للأمم المتحدة مباشرة ..!! فلماذا لا تضم تلك العصابات للتحريم والتجريم والعقاب الدولي ؟..
هنالك تحو 12 عصابة عراقية – تعمل في قتل الأبرياء في العراق وسوريا ..وكذلك حزب الله الطائفي المتطرف الذي انضم منذ زمان إلى قتلة الأطفال والنساء ومميتي الآلاف تحت التعذيب [ بمعدل 4 يوميا يموتون تحت التعذيب ] في سجون عصابات البعث النصيري في سوريا ..وكم ذبح الروافض من أطفال المسلمين عمدا .. وتحت مزاعم وأحقاد الانتقام؟!
الخلافة الراشدة الحقة المحقة قادمة لا محالة ! :
.. تكرر قول الغزاة ..أن العمليات الجوية لا تكفي للقضاء على داعش ! وماذا تعمل داعش أوعشرة أمثالها إزاء إجلاب عالم الكفروالنفاق عليها؟
ولا يفوتنا أن نقول ..ونذكر : إن من الغباء الاعتقاد بأن القضاء على فكرة .. يكون بالقضاء على حامليها أو أصحابها ! كما يجرب العميل السيسي بأوامر أسياده الصهاينة ..وبالتعاون مع أمثاله من عبيدهم!!مع أنه – وآمروه – لا يمكن أن يجهلوا أنها ليست هذه هي المرة الأولى التي يحاول فيها المشبوهون والعملاء القضاء على الحق وفكرته وعقيدته واتجاهه!
إن المسلمين جميعا يتوقون إلى عودة خلافتهم ..وذلك أمر حتمي بشر به الله في كتابه ..وبشر به نبيه العظيم عليه أفضل الصلاة والتسليم ..ومهما تآمر المتأمرون واعتدى المعتدون ..وحشد الحاشدون ..وافترى المفترون ..وشوه المشوهون .. فإن الخلافة قادمة .. قويةً عظيمة ؛ معتدلة عادلة؛ منصفة فاضلة ؛ متحضرة إنسانية – مكرمة للإنسان ( ولقد كرمنا بني آدم) وليس المسلمين وجدهم! .. رحمة للعالمين ..وتخليصا للإنسانية من براثن تجار الحروب وسفاكي الدماء والفاسدين المفسدين وناهبي أقوات الجياع ..ومحتكري الخيرات والسلطات..إلخ
( والله غالب على أمره)!..( إن الله بالغ أمره)

الإعلام العربي : قطع رأس الحقيقة..فاسدون يتقمصون دور خبراء ومختصين!!

بقلم : د.شكري الهزَّيل
لو كنت رسام كاريكاتور سياسي لرسمت العربي مسلح بفضائيه او وسيله اعلاميه وذخيرته اخبار في اخبار فيما يحمل على ظهره وخسره حزام مليئ بالخبراء والمختصون الذين من المفروض ان يرسموا لجمهور المشاهدين والقراء والمستمعين خارطة طريق فهم الاحداث وتفسيرها في محاولة مساعدة هؤلاء " الغلابه" على فهم ما يدور حولهم وبالاضافه للمختصين نشأت شريحه من الاعلاميين من انشأوا لهم مواقع الكترونيه في الوطن او المهجر وجمعوا حولهم جيش من المعقبين على كتاباتهم الى حد ان اكثرية هؤلاء المعقبين لايقراون فحوى مقالة " فارس الكلمه" ويمطرونه بالمديح في ظل غياب الراي الاخر بالكامل بمعنى ان الراي الاخر ان وُجد لا يُنشر رايه حتى لا يؤثر على قدسية مصداقية هذا الكاتب المغترب او ذاك في وسيلة الاعلام هذه او تلك وهذه المصداقيه لا علاقه لها بالموضوعيه ولا ببناء وعي الانسان العربي لابل لها علاقه بزيادة رصيد هذا الكاتب من المعقبين والقراء اوزيادة عدد المشاهدين لهذه الفضائيه او تلك وبالتالي المراقب لمزاج القراء والمتابعين والمشاهدين الغلابه يلحظ ان ثقافة مديح الحاكم والبلاط امتدت الى جميع وسائل الاعلام العربيه وتجلت في مديح هذا الكاتب او الشخص التي صنعته فضائيات السلاطين واخرجته للعامه كخبير ومختص بهذا الشان او ذاك رغم انه ليس ذلك وفي اكثر الاحيان يكون سليل ثقافة هذا النظام العربي او ذاك او سليل هذه المؤسسه او تلك في منظومة الانظمه العربيه الفاسده..معنا من بيروت ومعنا من لندن ومعنا من الرياض ومعنا من عمان الخ الخبير فلان او علان سمفونيه تعود عليها المشاهدين للفضائيات العربيه وهذه السمفونيه خلقت جمهورها ووجدانها الخاص حين تطرح او تعرض الفضائيات او وسائل الاعلام الاخرى هذا الشخص او ذاك كخبير دون التطرق لخلفيته السياسيه او موقعه في هذا النظام الدكتاتوري العربي او ذاك ليقوم الاخير بدوره تمرير فكر الفساد والتضليل الاعلامي على مراى من جمهور عريض من الشعوب العربيه واللافت للنظر ان بعض المغتربون العرب الذين يزعمون " الفهم والوطنيه" يكتبون لجمهورهم: اكتب اليكم من هذه العاصمه العربيه او من بنت خالتها من عواصم عربيه اخرى وهذا الفهمان التضليلي لا ينشر في موقعه ولو مقال واحد ناقد لانظمة الهلاك والفساد العربي ويترك فقط المواضيع العائمه على شبر ثقافه زائفه تمر وتذهب للنشر لابل كما هو حال مدرسة الفساد الاعلامي العربي هذا " الفهمان الدونكيشوتي" يترك اصدقاءه يعتلون قائمة المقالات والكتابات لعدة ايام على الصفحه الاولى بينما يضع الاخرون في اسفل القائمه فيما هم في الحقيقه افضل كتابيا وموضوعيا من الصديق المفضل لهذا الناشر البهلوان..؟


...ناشر يستهتر بعقول القراء من جهه وبالقاب الكُتاب من جهه ويفضل عليهم صديقه من جهه ثانيه وبالتالي هذه ظاهره ثقافيه دونيه منتشره في المواقع الالكترونيه لبعض الصحف والصحف الالكترونيه التي تصدر من لندن وغيرها من عواصم الحكام العرب..صحف ومواقع الاغتراب العربي تحولت الى اذرعه لنشر ثقافة البلاط العربي ونشر البطولات" الدونكشوتيه" لهذا المحرر او الناشر الذي يفتخر بعلاقته مع الانظمه ويسرد الامر كبطوله والمهم ان يكون جيش المعقبين بخير والبطل اللتي خلقته فضائيات البترول بخير...بطل الى حدود نقد هذا النظام العربي او ذاك...هنا تنتهي البطولات ويقوم البطل المزعوم بالتهميش والتعتيم على المقالات الناقده مثلا للنظام السعودي وتبعيته للسياسه الامريكيه.. لا ينشرها خوف من سيده واسياده الذين يضمنون له تكرار زيارة العواصم العربيه والكتابه لجمهوره:اكتب اليكم من عمان او الرياض او القاهره...ياحيف.. لا فلسطين حررنا ولا ثقافه وطنيه صنعنا ورقاب الشعوب العربيه ما زالت تعيش في ظل المقاصل والسيوف الحاده في حين يقوم جيش من الاعلاميين الفاسدين والخبراء والمختصون المزعومين بحرث العقل العربي وحرفه عن مسار الوعي نحو تبجيل الحكام والفاسدين و الاشخاص و الكُتاب والخبراء المزعومون التي تستضيفهم وسائل الاعلام العربيه سواء المرئيه منها او المكتوبه او المسموعه.. هنالك ظاهرة تهميش وتعتيم على كثير من الكُتاب والمختصين الوطنيين الحقيقيين في العالم العربي بينما يظهر الاعلام العربي وعلى راسه فضائيات السلاطين صناعاته من كُتاب ومختصين يلائمون مساره الاعلامي البلاطي ليصبحون نجوم الاعلام ونجوم المرحله.. خليط من الكتاب الاسلامويون والعلمانيون والفرانكفونيون انضموا لفضائيات السلاطين وساهموا ويساهموا في تضليل الراي العام العربي بما يتعلق بمصير الشعوب العربيه الى حد تبرير وتمرير التدخل والعدوان الغربي على الاوطان العربيه...هؤلاء هم دواعش اعلام البلاط العربي...سبحان الله..داعش البعبع صنع تحالف عالمي ضخم مضاد له بينما لم يجد اطفال غزه احدا يتحالف معهم او ينصرهم حين قطَّعت القنابل الامريكيه الاسرائيليه اجسادهم اربا اربا...اطفال ونساء العراق وسوريا يُذبحون ويُسلخون منذعقد من الزمن والمجرمون طليقون واحرار ويتحالفون مجددا فيما بينهم لقتل وتشريد ما تبقى من عرب سوريين وعراقيين..!!


الاستبداد والفساد توأمان ولدا تاريخيا من رحم واحد لكن الاخطر من خطير ان يصبح الفساد والاستبداد ظاهره ثقافيه اعلاميه دورها الحفاظ على كينونة الجهل والتضليل بهدف تبجيل الانظمه الفاسده والخائنه ومشتقاتها من فاسدون يتقمصون دور الخبراء والمختصون ويبجلون افعال الانظمه في وسائل الاعلام المختلفه لابل يعيدون تاهيل قصة" لورانس العرب" من جديد بحجة " داعش" وعرب لورانس الجدد هم نسخه طبق الاصل من عرب لورانس القدامى ولورانس يعيد قصته كامله من خلال تحويل الغرب العرب والاكراد الى جنود مرتزقه يحاربون في صفوف تحالف غربي هدفه النهائي بالتأكيد ليس داعش وحرب الثلاثون عاما القادمه لابل هدفه تقسيم العالم العربي من جديد وإطالة عمر حكم طال عمره في الجزيره العربيه والخليج العربي...الفاسدون اللذين يتقمصون دور الخبراء والمحللين والمختصون في الشؤون الدوليه والعربيه يسوقون التحالف الغربي والعربي الرجعي كضروره ضد " داعش" ولا يتطرقون لمساهمة انظمة الدواعش العربيه في خلق تنظيم داعش ولا حتى لهذا التحالف الامريكي الغربي الذي هو اصل كل المصائب والمأسي في المشرق والمغرب العربي.. الامانه الاعلاميه اصبحت اكبر خيانه في العالم العربي حين يحارب الاعلام اصحاب الاقلام والضمائر الحره والنظيفه واصحاب المبادئ ويترك الملوثون يلوثون العقول العربيه ويبررون خيانة الحاكم العربي الذي يعيش داخل المحميات الامريكيه في الوطن العربي..الفضائيات العربيه وعلى وجه الخصوص الخليجيه خلقت نجومها وخبراءها ومختصونها المزعومون بمقومات ومعطيات تناسب الخط الاعلامي التخديري والتضليلي اللتي تنتهجه هذه الفضائيات ولُب هذا النهج عدم نقد الحكام والتعرض لهم في الاعلام والامر نفسه يجري على المواقع الالكترونيه التابعه لهذه الفضائيات او التابعه لمشتقات هذه الفضائيات كالمواقع العربيه التغريبيه الصادره في لندن..عطيوه الصحفي"الكومي" وبشيره المفكر " العريبي"هم قصة كذاب لندن وكذاب الدوحه ومثال على ارتزاق المرتزقه بمرتزقه تتطرق لكل شئ ماعدى جلالة الملك وسمو الامير وفخامة الرئيس..نسيوا فلسطينهم في هيعة الشهره والمجد!...فاسدون يضللون الشعوب لا يتعرضون للحكام الخونه لا من قريب ولا من بعيد...خبراء عسكريون مزعومون خريجي مدارس جيوش الهزائم العربيه يخرجون بإخراج خاص للمشاهد العربي.. ومعنا من بيروت او عمان الخبير العميد المتقاعد ابو هزيمه... وظيفتهم تحليل الاهداف والمناطق العربيه المرشحه للقصف الامريكي والغربي..قصف وقتل وتشريد ملايين العرب مش مهم..صار امر عادي والمهم والاهم هو تحييد ونترلة العقل والوعي العربي الى حد قبوله قسريا بشرعنة ذبح فلسطين وشعبها من جهه وقبول وتقبل العدوان الغربي على سيادة الاراضي العربيه من جهه ثانيه وتحضرني في هذه الاثناء هذه المفارقه الهزليه وهي ان الجيش اليمني وبدلا من تحرير صنعاء قام بإلباس الحوثيين الزي العسكري اليمني حتى يبدو كجنود يمنيون في شوارع صنعاء؟...غدا سيجلبون للمشاهدين العرب خبراء عسكريون من هكذا جيش؟؟


نحن لا نعتقد ان تسلل وتغلغل الانتهازيون والبلاطيون والجهله الى دوائر وصفوف ما يسمى بالخبراء والمختصين دون حملهم المؤهلات اللازمه لهذا الدور كان محض صدفه لابل ان الامر مدبر ومفبرك بفبركه مشتركه بين وسائل الاعلام العربيه وهؤلاء الفاسدون سليلي وخريجي مدارس البلاط المناط بهم دور تحييد الشعوب العربيه وترويضها وترسيخ شيم الجبن والخنوع الى حد القبول بالعدوان الخارجي عليها بمؤازره من الحكام والطغاه العرب..هؤلاء الخبراء المخبرون يقدمون للمشاهدين والمستمعين العرب كخبراء وهم في الحقيقه نماذج سيئة الذكر وعاشت في ظل انظمه فاسده وكجزء لا يتجزأ من منظومة الفساد والديكتاتوريه ...خبراء في صفوف الثورات الرجعيه المضاده كانوا اصلا معارضين لثقافة الديموقراطيه يأخذون دور الخبير والمختص والملم في الامور اللذي يتكلم للشعوب العربيه عبر الفضائيات ونشرات الاخبار والبرامج الحواريه.. الصنف الاخر هم الخبراء العرب المغتربون ويعيشون في الغرب الذين يبحثون عن موطأ قدم في الوطن العربي عبر الفضائيات وهؤلاء يعيشون البحبوحه والحريه في الغرب وينظرون ويروجون لعكسها في فضائيات السلاطين..الصنف الاخطر من خطير هو صنف ما يسمى بالخبراء والمختصين الامريكيون والغربيون بشكل عام فهم سفراء الامبرياليه الغربيه في الاعلام العربي ودورهم مكمل لاصدقاءهم" العرب" في عملية تضليل وتخدير عقول ووعي الشعوب العربيه...هؤلاء يتحدثون للشعوب العربيه وكأنهم قطيع غنم ؟..بمعنى انهم يتحدثون عن المعارضه الرشيده والحكم الرشيد وعن ضرورة تصدي الاكراد والعرب لداعش على الارض وكأن امريكا والغرب لاعلاقه لهم لا بعيد ولا من قريب بالجاري وما حدث.. ببساطه خبراء ومختصون فضائيات العرب يعفون الغرب وامريكا من اي مسؤوليه ويجعلون منهم مصححي مسار ومقدمي نصائح في كيفية محاربة " الارهاب" الذي هو بطبيعة الحال من انتاج العرب والمسلمين ولا علاقه لامريكا والغرب بهذه الظاهره..!


واخيرا وليس اخرا واذاكانت داعش تقطع رؤوس البشر وامريكا وحلفاءها من عرب الرده يذبحون ويشردون ملايين العرب لكن في نفس المسار والمنوال يقوم الاعلام العربي بقطع رأس الحقائق ومعها قطع راس الوعي والوجدان العربي... الاعلام العربي : فاسدين يتقمصون دور خبراء ومختصون بهدف قطع راس الحقائق وتشويه وعي العرب حول ما هو جاري قي العالم العربي ؟؟!