10 أكتوبر 2014

آيات العرابي: «مصر المقلوبة» من الدول النادرة حول العالم

المصدر
علقت الإعلامية آيات العرابي بشكل ساخر على الأوضاع التي تمر بها مصر الآن، من تدهور للظروف السياسية والإقتصادية، وقالت: "إن مصر الآن دولة يسير فيها كل شئ بالمقلوب"، على حد قولها.
وأضافت "العرابي" في تدوينة لها عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك"، اليوم الخميس،: "مصر هي الدولة الوحيدة التي حققت انجازاً ملموسا في اللا منطق، فهي الدولة الوحيدة في العالم التي تعتبر وجود العدو على بعد 100 كيلو متر من عاصمتها، وأسر 8 الاف من جنودها انتصارًا، وتعتبر تدمير جيشها بالكامل (نكسة) وهي الدولة الوحيدة في العالم التي اتهمت رئيسها المنتخب بالعمل لصالح جهتين معاديتين لبعضهمها بالكامل (حماس والكيان الصهيوني)"، وفقًا للتدوينة.
وتابعت: "وهي دولة تحرم على أعضاء جماعة الاخوان المسلمين تقبيل يد مرشدهم بينما تسمح قوانينها للواءات الشرطة بتقبيل يد مدير الأمن, ويسمح فيها للرُّتب الأصغر بمسح الأحذية، وهي الدولة الوحيدة في العالم التي تمتلك جيشاً تسلحه أمريكا بينما يتمكن جيشها من أسر قائد الأسطول السادس الأمريكي (من غير ما حد ياخد باله)"، كما جاء نص التدوينة.


09 أكتوبر 2014

ذ كريم بنعلي يكتب : ما قل ودل : الأزهر في بئر البترول ااا

كثير من الناس مفكرين وغير مفكرين سياسسيين و اعلاميين ، يجلدون التاريخ الاسلامي و يصبون جام انتقاداتهم على الموروث الفقهي و التاريخي لانحيازه لبعض السلاطين و الأمراء ، بل يتخذون من النصوص الشرعية مبررات لتصرفاتهم و سياساتهم بل يصولون و يجولون بين ثنايا الكتب الحديثية ليتصيدوا أحاديث ضعيفة أو واهية لتكون منطلقا لرفع الحرج عن ظلم السلاطين وجورهم ، بل يفتون لقتل الشعوب التواقة للحرية التي تعد مقصدا أساسيا من مقاصد الشريعة الاسلامية و أساسا من أسس التوحيد الذي هو عبادة الله وحده .
واليوم يطلع علينا الأزهر الشريف بفتاوى من علماء ينتسبون لهذه المؤسسة الدينية العريقة الذين نجهل نسبتهم للعلم و المعرفة بفتاوى أقل ما يقال عنها فتانة ، تزرع بين الأمة الشقاق و الخلاف ، و تؤسس لوضع مأساوي ملامحه ظاهرة في الأفق ، وتحاول تكرار تاريخا لا زالت الأمة تعيش أخطاءه ، ولا زالت الشعوب تتهمه .
فماذا تقول اذن الأجيال القادمة عن الأزهر و علمائه ؟ ماذا تقول عن اصطفافه مع الانقلاب و اغتصاب السلطة ؟ هل يبرر تصرفه بحقن دماء المسلمين أم بدرء الفتنة ؟ ألا في الفتنة سقطوا و لدماء المسلمين استباحوا و لتقسيم الشعوب باركوا و لبيع الأقصى وافقوا و تطاولوا على دول عريقة أحبت الاسلام و احتضنت دعوته و جاهدت من أجله و خرجت علماء فطاحل يشهد لهم التاريخ و المكان ( ابن رشد ، ابن حزم ، ابن عبد البر ، الباجي … وغيرهم كثر لا يتسع المقام لعدهم ولا تكفينا مقالة لتدوين أسمائهم ) هؤلاء أناروا مغربنا و مشرقنا بنور العلم و المعرفة و لازالوا الى يومنا هذا …
ألا تجلد هذه الأجيال القادمة حاضرنا و تحمله مسؤولية تخلفنا و تتهم فتاوانا ” الأزهرية ” بالخائنة و المخدرة للشعوب ، ألا تتهم الاسلام العظيم بهذه الفتاوى ؟
ألا تلعن الأجيال القادمة هذه الفتاوى المنتنة ، ألا يخاف هؤلاء المفتون ، الموقعون عن الله من رب العالمين ، أي أرض تأويهم و أي سماء تظلهم بعد التوقيع عن الله عز وجل تحت سلطة البترول و الدرهم و الدينار .
على علماء الاسلام الربانيين الخروج الى العلن و تسجيل مواقفهم و ابداء آرائهم نصرة للفتوى الشرعية و دفاعا عن الفقه و مؤسسة الفقه و الحفاظ على هيبتها حماية للشريعة الاسلامية من هؤلاء الفتانين الذين لا أراهم سوى أن سقطوا في آبار البترول …

رأي القدس: اقتحام الاقصى: وماذا عن «الداعشية الصهيونية»؟

في حلقة جديدة من عدوانها المستمر على المسجد الاقصى، اقتحمت قوات اسرائيلية امس باحة الحرم القدسي الشريف، واعتدت بالقنابل والرصاص على المصلين داخله، ما اسفر عن اصابة 17 فلسطينيا. 
مرة اخرى، دنست احذية جنود الاحتلال الصهيوني مسرى الرسول الكريم، اولى القبلتين، ثالث الحرمين، واحد اهم المقدسات الاسلامية، في استفزاز مباشر لمشاعر مليار وثلاثمئة مليون مسلم حول العالم.
وعلى الرغم من ان الانتهاكات الصهيونية للمسجد الاسير لا تكاد تتوقف، فان هذا الاعتداء غير المسبوق في همجيته، يبدو مقصودا في توقيته، الذي يستهدف الافادة من اجواء دولية مشحونة ضد المسلمين عامة وجماعات التطرف الاسلامي بشكل خاص، اثمرت تحالفا دوليا يشن حربا واسعة في العراق وسوريا. 
بكلمات اخرى فان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو قرر ان يصيد في المياه العكرة، ليفرض واقعا جديدا من الهيمنة على المقدسات الاسلامية التي تمثل عائقا اساسيا امام استكمال تهويد القدس المحتلة، وهو ما دفع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى التحذير من ان «هذه التصرفات الاسرائيلية تحاول ان تجعل الصراع هنا صراعا دينيا وهي تعرف ونحن نعرف والعالم يعرف خطورة استعمال الدين في الصراعات السياسية» حسب تعبيره.
لكن الواقع اثبت فيما يبدو ان نتنياهو كان محقا، حيث لم تتحرك حكومات ما يسمى بـ «العالم الحر» التي طالما ملأت الدنيا ضجيجا عند اي انتهاك لحرية الاعتقاد او التعبد في البلاد الاسلامية. 
بل ان دولا عربية مثل مصر والاردن اكتفت بـ «ادانات خجولة» تبدو اقرب الى «التواطؤ» مع تلك الانتهاكات، منها الى التنبه لخطورة استمرارها.
أما اغلب الدول العربية والاسلامية فاعتبرت انها غير معنية بشكل مباشر بما جرى فقررت اللجوء الى «الصمت الرهيب والمريب ايضا».
وجاء العدوان الاسرائيلي الجديد في مناسبة «عيد العرش اليهودي»، مستخدما قطعان المستوطنين المتطرفين في اقتحام الحرم القدسي، ما يطرح ربما من دون قصد، اسئلة بديهية مثل: أليس ما حدث دليلا على ان الاحتلال الصهيوني المستند الى عقيدة دينية متطرفة يمثل احدى ابشع الصور «الداعشية» التي يتغاضى العالم عنها منذ عقود طويلة؟
أليس ما يحدث في القدس المحتلة اليوم من انتهاكات واستيطان مجرد استمرار لممارسات «الداعشية الصهيونية» التي ذبحت بلدا عريقا اسمه فلسطين كان مهدا للحضارات والاديان، ثم شردت شعبه؟ بل اليست الصهيونية، بجوهرها الاقصائي العدمي الدموي المستند الى التطرف الديني، احد ابشع صور «الداعشية» واقدمها في العالم اليوم؟
ومن المفارقة ان الرئيس الامريكي باراك اوباما اشار في بعض تصريحاته على هامش اجتماعات الامم المتحدة مؤخرا الى ضرورة «محاربة التطرف الديني والايديولوجي بكافة اشكاله»، لكن هذا الكلام يبقى مجرد كلام عندما يتعلق الامر بالتطرف بل والارهاب الصهيوني. ولعل خطة التوسع الاستيطاني الاخيرة في القدس المحتلة دليل على ذلك، اذ لم يقبل نتنياهو الموقف الامريكي المعارض للخطة، واعتبر انه «يتعارض مع القيم الامريكية» في تعليق يلامس حدود «الردح الدبلوماسي» للادارة الامريكية التي لم تجرؤ على الرد بترجمة حرف واحد من تصريحاتها الى اجراء عملي.
ان «محاربة الارهاب» لا يمكن ان تكون ناجحة او صادقة الا اذا كانت شاملة بلا انتقائية لاسباب دينية او سياسية.
وفي عالم مثالي، ربما كان يجب ان نتوقع من الدول العربية المنضوية تحت لواء التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش، ان تربط استمرار مشاركتها في الحرب، التي قال ليون بانيتا وزير الدفاع الامريكي السابق انها قد تستمر ثلاثين عاما، باجراءات عملية لمواجهة «الداعشية الصهيونية» بما يؤدي الى انهاء الاحتلال ضمن تسوية عادلة للقضية الفلسطينية. الا ان العالم العربي يعيش حالة تاريخية من الفوضى قد لا تنتهي الا بعد ان تتغير خرائط، وتسقط أنظمة، وتزول دول وحدود. وهذه توفر بيئة خصبة لظهور مزيد من «الدواعش»، ما قد يزيد الحريق اشتعالا. وهو ما يصب في مصلحة اسرائيل.
لكن، وفي النهاية، فان اي خطأ في الحسابات قد يقلب السحر على الساحر، فقد بلغ السيل الزبى، وقد لا يمكن للعرب والمسلمين السكوت الى الابد عن كل هذه الاهانات والاستفزازات الصهيونية- الداعشية.

علماء وشخصيات أردنية يرفضون ''الحملة الأمريكية'' على تنظيم الدولة الاسلامية

أصدر مجموعة من العلماء الشرعيين والشخصيات في الأردن بياناً موقعاً بأسمائهم يرفضون فيه الحملة الدولية التي تقودها أمريكا في المنطقة، واعتبروها حملة على الإسلام وحق شعوب المنطقة في العيش الحر الكريم تحت ستار محاربة تنظيم الدولة.
وحَّرم البيان التعاون مع هذه الحملة بأي شكل من أشكال التعاون، وأكد على الوقوف إلى جانب الشعبين السوري والعراقي في محنتهم. ويلاحظ أن الموقعين من خلفيات فكرية واتجاهات متنوعة.
وفيما يلي نص البيان:
بيانٌ صادرٌ عن مجموعةٍ من العلماء والدعاة والشخصيات في الأردن بشأنِ الحلف الدولي
(يا أيُّها الذينَ آمنوا كونوا قوَّامينَ للهِ شُهَداءَ بالقِسْطِ).
.إحقاقاً للحق وأداء لأمانة العلم والدعوة، فهذا بيان لتبيين الموقف الشرعي من الحلف الدولي الذي تقوده أمريكا في المنطقة:
لقد رأت الدولُ الغربيةُ بأمِّ عينِها جرائمَ النظامِ السوريّ والميليشياتِ الطائفيةِ المواليةِ له من قتلٍ وتعذيبٍ إجراميٍّ وتحريقٍ واغتصابٍ وتغييبٍ في سراديبِ السجونِ وتشريدٍ وقصفٍ ودمارٍ، وغرقٍ للمهاجرين من سوريا في البحار..رأت ذلك كلَّه وسكتتْ عنه، بل ودعَمتْهُ بشكلٍ مباشرٍ وغيرِ مباشرٍ عَبرَ السنواتِ الثلاثةِ والنصف الماضية. ورأت مثلَ ذلك يحصلُ لأهلِ السنَّةِ في العراقِ بعدَما مكَّنَت فيه للحُكم الطائفيّ.
وبعد هذا كله جاءت الدولُ الغربيةُ لتتدخلَ في المنطقة، فادَّعت بدايةً أنَّ حملتَها هي ضدّ (تنظيم الدولة)، متغافلةً تمامًا عن أصلِ المشكلةِ وهو إجرامُ الأنظِمَةِ الطائفيةِ في حقِّ المسلمينَ العُزَّل.
ثمَّ إذا بهذهِ الحملةِ لا تزيدُ الشعبينِ السوريّ والعراقيّ إلا دمارًا وآلاماً، فتقصفُ العديدَ من الفصائلِ السُنّية، وتضعُ أخرى على لائِحَةِ الإرهابِ تمهيدًا لمُحارَبَتها، بل وتقتلُ العشراتِ من المدنيينَ العُزَّل وتهدم بيوتهم، متيحةً المجالَ للنظامَينِ الطائفيَّينِ لمُعاوَدَةِ احتلالِ المناطقِ المقصوفةِ ومُمارَسَةِ الفظائِعِ فيها من جديد. حتى أنَّ النظامينِ الطائفيَّينِ رحَّبا بغاراتِ أمريكا وتحالُفِها واعتَبرا أنَّهما يقفانَ في خندَقٍ واحدٍ معَهم ضِدَّ "الإرهاب".
وخرَجت المسألةُ عن حَربِ "الإرهاب" بالتعريفِ الأمريكيّ إلى مُحارَبَةِ المُقاتلينَ السُّنَّةَ عموما ممَّن لم يرتَبِطوا بأجنداتِ أمريكا، فقد نشَرَت أشهَرُ صحُفِها (نيويورك تايمز) في صفحَتِها الأولى يومَ الأربعاءِ الموافقِ 24-9-2014 عنوانا جاء فيه: (الضرَباتُ الجويةُ لأمريكا وحلفائِها تصيبُ الميليشيا السنيَّة)!
بل وترافَقَ مع ذلك تصريحُ الرئيسِ الأمريكيّ بأنَّهُ لن يتسامَحَ مع رجالِ الدين الذين يدعونَ للكراهيةِ ضدَّ الأديانِ الأخرى! في إشارَةٍ واضِحَةٍ إلى أنَّ أهدافَ الحملةِ خرجَتْ عن مواجهةِ المجموعاتِ المُسلَّحَةِ إلى مُحارَبةِ الهويَّةِ الإسلاميَّةِ التي تقِفُ في وَجهِ سياساتِ أمريكا وأطماعِها في المنطقة، وكلِّ مَن يُريدُ لبلادِهِ الانعِتاقَ من التبَعيَّةِ للغربِ المستَعبِدِ للمسلمين.
كما ضربت الحملةُ ثرواتٍ يحتاجها الناس في معاشهم من صوامعَ للحبوب ومنشآت الغاز وآبار النفط، مما يهدد بكارثة إنسانية على مستوى شعبي البلدين.
و حرِصَ الغربُ في هذا كلِّهِ على إدخالِ جيوشٍ من بلادٍ سُنيةٍ في الحلفِ للتغطيةِ على حقيقةِ أنَّها حربٌ على الإسلامِ وعلى حقِّ الشعوبِ في العيشِ الحُرّ الكريم، و حتى تتحمل هذه الجيوشُ أضرارَ أية حرب برية محتملة.
وعليه، فنحنُ نرى هذهِ الحملةَ التي قادَتْها أمريكا هي في حقيقتِها ضدَّ الإسلام، واتخَذَتْ من مُحارَبَةِ تنظيمِ الدولةِ سِتارًا ومُبَرّرًا لها، ونعلِنُ رفضَنا التامَّ للتدَخُّلِ الدوليّ، وأنه تحرُمُ المشارَكةِ فيه وإعانَتُه بأيِّ شَكلٍ من أشكالِ الإعانة، ونُكبِرُ مَوقِفَ الهيئاتِ الشرعيةِ والفعالياتِ التي رَفَضَتْ تلكَ الحملَة.
ولا يزايدْ علينا أحدٌ في الحرص على أمن البلاد، فإنا نحرص على ألا تراقَ دماءٌ معصومةٌ بأي وجه، لكن هذا لا يكون بمساندة الغرب في حربه التي بيَّنَّا حالها.
مع تأكيدنا على أنَّ هذا كلَّهُ لا يعني إقرارَنا لمَسلَكِ تنظيمِ الدولة، وإنَّما يمنَعُنا من تفصيلِ موقِفِنا منه في هذا المَقامِ خشيةُ استغلالهِ لحَرفِ بيانِنا عن مقصودِهِ زيادةً في تَسويغِ الحربِ على الإسلامِ بحُجَّةِ ذلك التنظيم.
كما أننا نُقِرُّ بحقِّ المسلمينَ في الدفاعِ عن أنفُسِهِم ضدَّ ظُلمِ أيَّةِ جِهَةٍ ولو كانَت من المسلمين، لكن هذا الدفاعَ يجبُ أن ينبَعَ في النهايةِ من داخِلِ صفِّ المسلمين وبالضوابطِ الشرعيةِ لدَفْعِ الصائِلِ المُسلم، لا مِن جِهَةِ النظامِ الدوليّ الذي أثبَتَ بوضوحٍ أنَّهُ لا يتَدَخَّلُ إلا لِيَزيدَ من مُعاناةِ المسلمين!
وندعو كلَّ مَن سارَعَ من قبلُ إلى الغلو والتخوينِ واستباحَةِ دماءِ المسلمين بالظنونِ والشُّبُهاتِ أن يتأمَّلَ حالَ الفصائِلِ التي خَوَّنَها وأساء الظن بها، فها هيَ اليومَ ترفُضُ الانضمامَ لِلحَمْلَةِ الدوليةِ على الإسلام، حتى أصبَحَتْ أمريكا تبحثُ عن عناصِرَ تُدَرِّبُهم بَدَلاً منها، أفلا يكونُ هذا مَدعاةً إلى مُراجَعةِ النفسِ والتوبَةِ إلى اللهِ من رَمي المسلمينَ بما ليسَ فيهم وإلى كفِّ اليد عنهم؟
ختامًا نؤكِّدُ أن هذه الحملة لا يستفيد منها إلا الغرب والنظامُ الإيراني بمشروعه الطائفي والكيانُ الصهيوني الذي يجري العمل على توفيرِ محيطٍ آمنٍ له من بلاد محطمة منهكة، ونُذَكِّر أن الغرب الذي يدعي الإنسانيةَ لم يتحرك لإنقاذ مسلمي بورما وغزة وإفريقيا الوسطى، ولا لوقْفِ انتهاكات الصهاينة بحق المسجد الأقصى. ونؤكد على الوقوفِ إلى جانبِ إخوانِنا وأخواتِنا في الشامِ والعراقِ في مِحنَتِهِم، التي هيَ في المُحَصِّلَةِ مِحنَةٌ للإسلامِ وأهلِه.
نسألُ اللهَ عزَّ وجَلَّ أن يلطُفَ بالمسلمين وأن ينصُرَهُم على أعدائِهِم ويكُفَّ عنهُم مَكرَهُم بمَنّهِ وكَرَمِه.
الموقعون على هذا البيان:
د. صلاح عبد الفتاح الخالدي - دكتوراه في التفسير وعلوم القرآن
الشيخ إبراهيم أحمد العسعس
أ. د. مروان إبراهيم القيسي - أستاذ العقيدة والدراسات الإسلامية في جامعة اليرموك سابقاً
د. أحمد عيسى البلاسمة - نقيب الصيادلة الأردنيين
د. جمال بن محمد الباشا – دكتوراه السياسة الشرعية، عضو رابطة علماء أهل السنة
الشيخ أسامة فتحي أبو بكر – عضو رابطة علماء أهل السنة
د. إياد عبد الحافظ قنيبي – داعية وأستاذ جامعي في مجال الصيدلة
د. عبادة عقاب عواد - دكتوراه في التفسير وعلوم القرآن، جامعة اليرموك
د. محمد بن يوسف الجوراني – دكتوراه في التفسير وعلوم القرآن، عضو رابطة علماء أهل السنة
د. محمد محمود الطرايرة – دكتوراه في الفقه الإسلامي وأصوله
الاستاذ وائل علي البتيري – كاتب وصحفي
د. أحمد سليمان الرقب – أستاذ التفسير وعلوم القرآن
د. إياد عبد الحميد نمر – أستاذ الفقه وأصوله
د. عبد السلام عطوه الفندي – أستاذ الحديث وعلومه
الشيخ أحمد ضيف الله الحنيطي – خطيب وإمام
د. ماجد أمين العمري – دكتوراه في الفقه وأصوله
الشيخ حسين سالم حمدان بني صخر
الشيخ أحمد محمد برهوم ماجستير الحديث وعلومه، عضو اتحاد علماء المسلمين
هيثم عبد الغفور الرفاعي – ماجستير حديث
الشيخ جمال محمود أبو خديجة – خطيب وإمام
الشيخ عبد الله محمد عيد – خطيب وإمام
ناصر عودة سليمان الدعجة – ماجستير في التفسير وعلوم القرآن
د. مأمون فلاح الخليل – دكتوراه في الحديث الشريف، عضو الهيئة العامة جمعية الحديث
د. عماد الدين بن محمود – دكتوراه في تفسير القرآن
الشيخ إبراهيم أدرياتيك زائماي (من ألبانيا) - ماجستير الشريعة والقضاء الشرعي 

نبيل عودة يكتب: العنصريون عابرون واللغة العربية باقية

اللغة العربية ليست في محنة، الدليل على ذلك الجنون العنصري لليمين الفاشي في إسرائيل، كلما ازداد التحريض ضد كل ما هو عربي تنكشف حقائق النظام العنصري أبعد وأعمق.
من البداية كنت على قناعة إن اللغة العربية لا تشكل مجرد لغة رسمية ثانية في إسرائيل، إنما تشكل هوية قومية لوجود أقلية قومية لم ينجح الإرهاب الصهيوني بإلحاقها ببقية شعبها المشرد. صحيح ان إقرار اللغة العربية جاء مع "استقلال" إسرائيل وربما كان يهدف إلى إظهار الوجه الديمقراطي للدولة الجديدة من جهة، ومن جهة أخرى فرض نظام حكم عسكري امبريالي من مخلفات قوانين الانتداب الاستعماري البريطاني على الأقلية العربية، شمل كل مجالات حياتها بما في ذلك حرية التنقل والعمل.
كانت كتب التعليم تخضع لمراقبة المخابرات. مستوى النصوص لا يمتُّ بصِلة لأية فكرة إنسانية ولا أقول وطنية، ما زلت اذكر جملة في كتاب تعليم قراءة عربية: "نبت العشب على الدرج" هذا هو المستوى التعليمي الذي ساد مدارسنا وقس عليه سائر المواضيع، ضمن إرهاب المعلمين وفصل كل معلم وطني او يتجاوز الرقابة العسكرية على مواد التعليم.
في تلك السنوات كان ما يسمى "القسم العربي" (عمليا قسم الحكم العسكري) في وزارة المعارف تحت إدارة المخابرات (او "الشين بيت" بالأسم الدارج وهو اول حرفين من كلمتين عبريتين- שירות בטחון - الخدمات الأمنية) مسؤول عن تعيين المعلمين. حتى الوظائف في القطاع العام أو الخاص تحتاج إلى موافقة المخابرات أو الحكم العسكري الذي يدير الشؤون العربية.
فرض علينا حصارا ثقافيا ورقابة على المطبوعات. كانت الكتب العربية نادرة جدا، ولا يطبع كتاب إلا بعد إن يمر على الرقابة العسكرية. كانت محاولة لقطعنا عن جذور لغتنا وانتمائنا القومي. اللغة العربية رسمية شكلا.
في تلك السنوات العجاف ثقافيا لعب الحزب الشيوعي دورا تثقيفيا يحتاج إلى دراسة تقييميه خاصة. كانت صحافته نافذتنا الوحيدة على الثقافة العربية والإنسانية. ليس صدفة أن جميع الأسماء الأدبية المرموقة في ثقافتنا صلب عودها وأرست جذور ثقافتنا العربية عبر صحافة الحزب الشيوعي. بل وأميل إلى خلق اصطلاح "أدباء التيار الشيوعي" – وليس شرطا المنتمين فقط لهذا التيار أو للفكر الشيوعي- إنما القصد التيار الأدبي الذي تثقف ونما في أحضان الصحافة الشيوعية، بغياب أي صحافة وطنية، وبوجود صحيفة يومية هي صحيفة مكتب رئيس الحكومة الذي قال مستشاره (لوبراني) في تلك الأيام انه يريد تحويل العرب "الى حطابين وسقاة ماء" لذا لا ضرورة لتقييمها لأنها ما دون الصفر فيما قدمته لمجتمعنا وثقافتنا وانتمائنا الوطني وإعادة هيكلة مجتمعنا المدني. الصحافة الشيوعية لعبت بالأساس دورا وطنيا قوميا بإعادة اللحمة للبقية الباقية في وطنها وإعادة بناء المؤسسات الوطنية والعامة، ورؤيتها بالثقافة سلاحا هاما في تكوين وصيانة الشخصية القومية التي واجهت المستحيل وتجاوزته. تماما كما انتشر اصطلاح "أدباء المهجر" لتمييزهم عن سائر الأدباء، بسبب الدور الثقافي الذي ميزهم وميز جهودهم بتحديث اللغة العربية والمساهمة بإنقاذها من التتريك والتفكك.
حين اذكر ذلك إنما أسجل حقيقة ثقافية تاريخية وطنية وليس ترويجا لرؤية سياسية لحزب ما، رغم أن قناعتي ما زالت أن سياسة الحزب الشيوعي هي المؤهلة أكثر من غيرها للتعبير عن واقع الجماهير العربية ومطالبها بالمساواة في الحقوق وحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي بما يضمن الحقوق القومية للشعب الفلسطيني وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة.
إذن هناك أسباب للرعب من اللغة العربية.
النظام الإسرائيلي الصهيوني في تطبيقاته السياسية يواظب على سياسة تجاهل وجود قومية عربية، أو أقلية قومية داخل الخط الأخضر (دولة إسرائيل) يقسمنا إلى طوائف وأجزاء طوائف، بل ورئيس الحكومة نتنياهو لا يلفظ تعبير "العرب" عند الحديث عن المواطنين في إسرائيل، استبدل ذلك بصيغة عنصرية "غير اليهود".. اجل هناك وباء عنصري اسمه "اليهود وغير اليهود" برع فيه بيبي نتنياهو. الصيغة الدارجة عند الحديث عن الأقلية القومية العربية هي "المسلمين، المسيحيين، الدروز والبدو" لماذا أخرجوا البدو من إطار المسلمين؟ طبعا هناك سياسة لفصلهم عن بقية شعبهم أسوة بما يجري مع أبناء الطائفة المعروفية الدرزية. في الفترة الأخيرة ينشط كاهن مسيحي لدقّ أسافين الفصل بين المسيحيين والمسلمين لكنه لن يدقّ إلا أسافين عزله واحتقاره.
ما علاقة ذلك بقانون إلغاء مكانة اللغة العربية؟
لا شيء يبدأ من الصفر. اللغة العربية باتت تقلق اليمين. الأدب العربي داخل إسرائيل لم يتطور كما خطط له بغرف المخابرات. الثقافة هي القاعدة المادية القوية التي لا تتأثر بالمتغيرات السياسية والأبرتهايد ضد أقلية قومية. لهذه الثقافة لغة خلقت أجواء من التحدي نثرا وشعرا. هذا لا يتمشّى مع فكر إنشاء وطن قومي يهودي في ارض "بلا سكان لسكان بلا أرض". الثقافة العربية الفلسطينية داخل إسرائيل ارتبطت بالأرض والدفاع عنها. حتى المصادرات لم تردع ثقافتنا من ارتباطها بأرض الوطن. إذن خرافة "سكان بلا ارض سقطت". الأرض لها هوية حتى لو صودرت ليسكنها مائير كهانا وسوائبه. الأرض لها لغتها الأم التي تقلق الإعلام الإسرائيلي الرسمي فيقوم بسرقة الأسماء وتهويدها وسرقة حتى القبور وتهويدها وتشويه التسميات العربية للأماكن لخلق وهم توراتي نقضه حتى الباحثين اليهود (راجعوا كتاب "التوراة مكشوفة على حقيقتها" لباحثان يهوديان، حيث اثبتوا بطلان أية علاقة بين قصص التوراة والحقائق التاريخية والجغرافية لأرض الميعاد- الكتاب منشور بالانترنت – صدر بالعبرية تحت اسم – בראשית ישראל).
اللغة العربية تعكس للعالم صورة مختلفة عن الواقع السياسي والاجتماعي للديمقراطية الإسرائيلية. ليس فقط في المناطق المحتلة أو شبه المحتلة أو المحاصرة، إنما تشمل أيضا الممارسات العنصرية والتمييز القومي ضد الأقلية القومية العربية داخل الحدود التي أصبحت متفق عليها بأنها لدولة إسرائيل، رغم أن القانون يفترض المساواة، بل وهناك قرارات للمحكمة العليا ترفض التمييز بكل صوره وأشكاله، لكن المؤسسة تمارس التمييز بدون رادع، اليوم وصلنا للغة العربية، بوهم ان إخراجها من تعريفها القانوني كلغة ثانية معترف بها سيغير الواقع.
من الواضح ان اللغة القومية (العربية في حالتنا) هي لغة شعب وليست لغة طوائف أو "غير يهود" حسب تعبير رئيس الحكومة.
ان مكانة اللغة العربية لا تتعلق بأي قانون عنصري. من الواضح ان وجود مجمع للغة العربية بات يثقل على ضمائرهم العنصرية، يقلّصون الميزانية المخصصة له بهدف شل نشاطاته، الان مع اقتراح قانون ابرتهايدي جديد ضد لغة الأقلية القومية العربية سيلغون مجمع اللغة العربية الذي يقوم بنشاطات تثقيفية ولغوية هامة جدا لا تتمشى مع سياسة المؤسسة العنصرية الحاكمة في إسرائيل.
هناك جانب آخر ليس أقل أهمية، اللغة العبرية ستبقى لغة محلية وليس لغة شرق أوسطية، لا فرصة أمام العبرية لتتجاوز محليتها، بينما اللغة العربية هي لغة شرق أوسطية ولها الفرص الواسعة لتصبح لغة عالمية، بل هي اليوم لغة عالمية ومحطّ اهتمام كبير في الجامعات العالمية، ليس بسبب العدد الكبير للعرب (350 مليون) إنما لقيمتها الثقافية وما شكله العرب من انجازات علمية وحضارية في التاريخ الإنساني، حتى التنوير الأوربي ينسب للمفكر العربي ابن رشد، وان لا ننسى ان اللغة العبرية عادت إلى الحياة في أحضان اللغة العربية..
فقط الولد العاق يتبرأ من والده!!

ذ.عبد الله بوفيم يكتب: بوجلود تشويه لعيد المسلمين

مدير صحيفة الوحدة المغربية
برز مؤخرا من يدعون لنشر ثقافة بوجلود والتي هي في الأصل نشاط خاص وخالص ليهود المغرب في ملاحاتهم أيام عيد الأضحى, حيث يقاومون فرحة المسلمين بعيد الأضحى والذي يلبس فيه المسلمين أجمل ما لديهم من الثياب ويتعطرون بأجود أنواع العطور.
الجديد في تقليد بوجلود هو خروجه من ملاحات اليهود المغاربة للأحياء الشعبية في المدن العتيقة ثم إلى الأحياء الراقية فالشوارع المهمة في المدن, وحاليا وجد من يعتبر بوجلود ثقافة وتراثا مغربيا خالصا والحال أنه تراث خاص باليهود المغاربة في أيام عيد الأضحى ليشكل فعلا مضادا لفرحة المسلمين.
وقد تناسل بوجلود وتوسع حتى أصبح ما يسمى هيلولة والتي يقام لها مهرجان في مدينة تيزنيت حيث يخرج الشباب في حالة كارتية بحق والمزامير والجلود والوجوه المشوهة والكلمات العبرية والموسيقى العبرية هي التي تردد والشعارات أيضا هي المسيطرة.
البعض يحاول أن يصور المغرب وكأنه شعب يهودي بامتياز حتى أن الكثير من شعوب العالم يعتبرون المغاربة يهودا بنسبة كبيرة والسبب هو أن إعلامنا ألا وطني غالى في الترويج لتراث اليهود وصوره للعالم وكان تراث الشعب المغربي عامة والحال أن العديد من الطقوس المحرفة والمشوهة هي في الأصل تراث خاص باليهود المغاربة داخل ملاحاتهم سابقا ولم يكن مسموحا بها خارج الملاحات.
لكن ومع تناقص عدد اليهود في المغرب وبنسبة جد مهمة وبقاء عدد قليل وفي كل مدينة فقد أصبحوا يجندون بعض الشباب ليقوموا بتلك الطقوس المحرفة مقابل مبالغ مالية سعيا منهم لنشر تلك الطقوس المحرفة والمشوهة والتي تتعارض كل التعارض مع ديننا الحنيف وخاصة في أيام عظيمة عند الله عز وجل كيوم عيد الأضحى ويوم عيد الفطر ويوم عاشورا وغيره من أيام دينية مهمة لدينا نحن المسلمين.
ومن سلوكيات من سموه بوجلود هو أنه يبتز المواطنين عنوة تحت التهديد بالضرب حتى سلك اللصوص والمجرمون ذلك السبيل فأصبح المجرمون أيام عيد الأضحى التي يفرح فيها المسلمون, يشكلون عصابات لابتزاز المواطنين نساء ورجالا وأصبحت أيام الفرح أيام نحس وتحرش وتعاسة, وأيام الجمال والنقاء والصفاء أيام العفن والإجرام والتحرش.
البعض ممن يسمون أنفسهم جمعويين يسعون لنشر ذلك التحريف وتشجيعه إمعانا منهم في تشويه عيد المسلمين والحط من قيمته وشارك الإعلام ألا وطني في ذلك حتى أصبحت جمهرة بوجلود والتي تجند لها مبالغ مالية ضخمة وتغطية إعلامية مهمة, أصبحت تغلب على صلاة العيد وخطبة العيد.
إنه الحرب على الدين الإسلامي في شعب مسلم بنسبة مائة في المائة, وانتكاس للوراء ونشر وتشجيع لطقوس يهود المغرب والتي كانت تختفي خلف أسوار الملاحات وأخرجت لتخريب مقومات ديننا الإسلامي.
الاعلام العالمي الصهيوني يصور الشعب المغربي على أنه شعب الهمج الرعاع, شعب متخلف يلبس الجلود في أعظم أيام السنة لدى المسلمين فيرانا مسلمو العالم وكأننا شعب لم نعرف الحضارة والتاريخ بعد وصنفونا ضمن شعوب المايا أو أشباهها من شعوب مغاوير إفريقيا الذين يلبسون الجلود على حالها.
إن شعب المغرب هو الشعب المسلم وبنسبة 99 في المائة, إنه الشعب الوحيد في العالم الذي لا يشكل فيه غير المسلمين وبكل أنواعهم إلا واحدا في المائة, شعب المليون حافظ لكتاب الله, شعب الفتوحات, شعب العظماء, شعب الحاضرة والتاريخ, شعب نشر دين الإسلام وما يزال ينشره وفي كل أصقاع العالم.
نحن الشعب العريق في التاريخ والحضارة, شعب أقبل على الإسلام فاعتنقه يقينا وثقة وصدقا وحارب كل من يحارب الدين الإسلامي وعض على الإسلام بالنواجذ, وعبثا تحاولون يا من تسعون للحط من قيمة وهيبة شعب المغرب, شعب الإسلام والمسلمين.

بلال فضل يكتب عن حب جبريل والملائكة للسيسي

استنكر الكاتب بلال فضل، استخدام الدكتور الأحمدي أبوالنور، وزير الأوقاف الأسبق حديث "إذا أحب الله عبدًا دعا جبريل فقال إني أحب فلانًا فأحبه..." خلال خطبة عيد الأضحى كدليل على أن الله وملائكته يحبون الرئيس عبدالفتاح السيسي وإلا "ما تحقق له القبول على الأرض وأحبه العالم".
وحذر فضل في مقاله المنشور بجريدة "العربي الجديد" اليوم من أن ما قال أبوالنور "يمكن أن يكون سلاحًا في أيدي أعداء دين الله، الذين يمكن أن يبثوا دعاياتهم الإلحادية في أوساط شبابنا الغر اليافع، ليطلبوا منهم أن ينظروا إلى أحوال مصر التي لا تسر عدوًا ولا حبيبًا، ويسألوا أنفسهم: إذا كان هذا هو حال البلد التي يحكمها رئيسٌ يحبه الله وملائكته، فكيف سيكون، إذن، حال البلاد التي يحكمها رئيس يحبه مردة الشياطين وعتاة الأبالسة"؟
وقال فضل "بالطبع، لم تكن العبارات الخرقاء التي قالها الشيخ ستمر مرور الكرام، لو كانت قد صدرت منه في حضور الرئيس المعزول محمد مرسي، وكان سينقض عليه حينها مئات الغيورين على الدين، وآلاف المفجوعين على مدنية الدولة، ولم تكن بعدها ستفتح حنفية، إلا وانهمرت منها دموع مدرارة، تبكي على الدين الذي يتاجر به المشايخ، وتنعي الدولة التي هُتكت مدنيتها في وضح نهار العيد، وكانت ساحات وغى التوك شو ستمتلئ بالفرسان الذين سينهالون طعنًا في مرسي، لأنه صمت على كلام الشيخ، ولم يصعد إلى المنبر، ليجيئ به من رقبته، ويحثو في وجهه التراب، كما أوصى نبينا أن نفعل مع المداحين، فما بالك بالهجاصين ممن يلوون أعناق النصوص لإرضاء الحكام؟ لم يحدث كل هذا".
وفيما يلي نص المقال:

عاجل من جبريل

"الأهم من الشغل تزبيط الشغل"، تلك حقيقة لم يتذكرها وزير الأوقاف المصري الأسبق، الشيخ الأحمدي أبو النور، حين استخدم في خطبة عيد الأضحى الرسمية حديث (إذا أحب الله عبداً دعا جبريل فقال إني أحب فلاناً فأحبه...) كدليل على أن الله وملائكته يحبون المشير، عبد الفتاح السيسي، وإلا "ما تحقق له القبول على الأرض وأحبه العالم".
لم يكن أحد سيلوم الشيخ، لو قال إن كلامه مجرد استنتاج شخصي، لأن السماء توقفت، منذ اكتمال الوحي، عن إرسال رسائل تعبر عن موقفها مما يحدث على الأرض، وإلا لما كان الله قد أكمل لأمة المسلمين دينها، وجعل حسابه معها يوم الحساب، يوم لا ينفع جيشٌ ولا بنون. أو لو كان أكثر صراحة، فقال، إنه يعرف أن الملائكة لا شأن لها بصراعات حكام الأرض. لكن، بما أن الشيخ يوسف القرضاوي اعتبر أن رجب طيب أردوغان مؤيد من الله وجبريل وملائكته، فلماذا لا يستجلب هو أيضاً الملائكة لنصرة السيسي، "جت على السيسي يعني؟"، أو لو كان أكثر إقناعاً ومنطقية، فقال، إنه متأكد من وجود ملائكة يحبون السيسي، أبرزهم عزرائيل، فلا يوجد أحد ساعده في مهمته أخيراً، كما فعل السيسي ورجال دولته، أو لو كان أكثر حيطةً، فأكد أن استفادة السيسي من الحديث لا تعني تطبيقه حرفيّاً على غيره، وإلا لكانت مونيكا بيلوتشي أحق من السيسي بما قاله الشيخ، فليس على ظهر البسيطة أحد يحبه عباد الله مثلها.
الشيخ معذور، أخذته الحماسة فقرر أن يضرب "عيارين محبة" في حضور السيسي، لعله يقدّم أداءً أكثر إمتاعاً من الذي يقدمه مفتي الديار الغارقة، علي جمعة، أو الدكتور سعد الدين البحبحاني ـ الهلالي سابقاً ـ لكنه لم يدر أن ما قاله يمكن أن يكون سلاحاً في أيدي أعداء دين الله، الذين يمكن أن يبثوا دعاياتهم الإلحادية في أوساط شبابنا الغر اليافع، ليطلبوا منهم أن ينظروا إلى أحوال مصر التي لا تسر عدواً ولا حبيباً، ويسألوا أنفسهم: إذا كان هذا هو حال البلد التي يحكمها رئيسٌ يحبه الله وملائكته، فكيف سيكون، إذن، حال البلاد التي يحكمها رئيس يحبه مردة الشياطين وعتاة الأبالسة؟
أتعبت مصر الملائكة معها كثيراً خلال العامين الماضيين، فقد أضيف إلى مهماتهم التي قرأنا عنها في كتب التراث مهمة عويصة، هي دعم الرؤساء المصريين، في أيام حكم سيّء الذكر، محمد مرسي، تم استدعاء الملائكة كثيراً لدعمه. وبعد ثلاثين يونيو، كان لدى أكثر من ملاك مهم حضور بارز في ميدان رابعة العدوية، طبقاً لما ادعاه بعض ممتطي منصتها، ولولا أن الملائكة معصومون من غدر الرصاص، لكانوا قد انضموا إلى قائمة ضحايا مذبحة رابعة من البشر الذين لم يصدّقوا فقط أن محمد مرسي مدعوم من ملائكة السماء، بل صدقوا، أيضاً، أن جيشهم وشرطتهم لا يمكن، أبداً، أن تمارس القتل الجماعي، بصورة لم تعرف لها مصر مثيلاً من قبل.
بالطبع، لم تكن العبارات الخرقاء التي قالها الشيخ ستمر مرور الكرام، لو كانت قد صدرت منه في حضور محمد مرسي، وكان سينقض عليه حينها مئات الغيورين على الدين، وآلاف المفجوعين على مدنية الدولة، ولم تكن بعدها ستفتح حنفية، إلا وانهمرت منها دموع مدرارة، تبكي على الدين الذي يتاجر به المشايخ، وتنعي الدولة التي هُتكت مدنيتها في وضح نهار العيد، وكانت ساحات وغى التوك شو ستمتلئ بالفرسان الذين سينهالون طعناً في مرسي، لأنه صمت على كلام الشيخ، ولم يصعد إلى المنبر، ليجيئ به من رقبته، ويحثو في وجهه التراب، كما أوصى نبينا أن نفعل مع المداحين، فما بالك بالهجاصين ممن يلوون أعناق النصوص لإرضاء الحكام؟ لم يحدث كل هذا، ليس لأن دولة السيسي ثقيلة اليد وقرصتها والقبر، بل لأن الوطن مستهدف، ويمكن للتذكير بالحقيقة المُرة أن يجعله "زي سورية والعراق". لذلك، لا ضير إذا تأخرت مدنية الدولة إلى أجل غير مسمى، ولا بأس من التجارة بالدين، إذا كانت "على الناشف".
هذا وحتى يتوب الله علينا من المعايير "أم ذمة أستك"، سيبقى سيدنا جبريل حاضراً في خدمة كل رئاسات الجمهورية، إلى أن يصحو المصريون يوماً، ليجدوا على موبايلاتهم رسالة قصيرة من جبريل عليه السلام، تقول لهم "حلّوا عن سمايا".

فضيحة بالفيديو.. رئيس أمن جامعة الأزهر يقبل يد مدير أمن القاهرة

فضيحة جديدة تكشف مدى الانحطاط الذى وصلت إليه مصر فى عهد الانقلاب العسكري الدموي، حيث التقطت عدسة "اليوم السابع" رئيس أمن جامعة الأزهر وهو يقبل فى ذلة وخنوع يد مدير أمن القاهرة خلال زيارته لجامعة الأزهر للتعرف عن كثب على استعدادات جامعة الأزهر للعام الجديد ومواجهة ثورة الطلاب على النظام البوليسى القمعى الذي وضعته سلطة الانقلاب للحد من الحراك الطلابي الثوري ضد الانقلاب.

فؤاد الحاج يكتب : لماذا التعتيم على دور الجيش العراقي في حرب تشرين الأول/أكتوبر؟

لا يمكن لأي حر وشريف وهو يستذكر ذكرى الانتفاضة الباسلة إلا أن يعيد التذكير بوقع ومجريات الأحداث المتتالية منذ عام 1967 وصولاً إلى حصار العراق الجائر قبل العدوان الثلاثيني عام 1991 ومن ثم غزوه واحتلاله عام 2003، حيث يجد بأن كل ما تعرض له هذا البلد العربي من أذى وظلم هو بسبب إيمان شعبه بتحرير فلسطين وفعل قيادته الوطنية-القومية من أجل تحرير كل شبر عربي مغتصب من الأراضي العربية من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي ومن جبال طورورس إلى الصحراء الكبرى، واعتبار فلسطين القضية المركزية التي أمامها تهون كافة القضايا الأخرى.. وفي الوقت نفسه يجد كل حر وشريف أنه لا يمكن فصل الموقف الرسمي والشعبي العراقي واعتباره في سياق المزايدة السياسية إزاء الانتفاضة الفلسطينية الباسلة كما تفعل بعض الأنظمة العربية، وبعض الكتبة الناطقين بالعربية!.
ليس هذا من باب التمجيد بالعراق وقيادته وشعبه لأن الحقيقة والواقع تفسر ذاتها بهذا الخصوص.. فمنذ عام 1948 كان العراق البلد العربي الوحيد الذي لم يوقع اتفاقات هدنة مع العدو الصهيوني، ومقابر الشهداء في بلدة جنين في الأراضي المحتلة تروي الكثير من المآثر عن بطولات جيش العراق في فلسطين المحتلة، وفي حرب الأيام الستة في حزيران/يونيو 67 كان العراق البلد العربي الوحيد الذي كانت طائراته العسكرية تدك مواقع العدو الصهيوني في داخل الأراضي المحتلة، وفي حرب تشرين الأول/أكتوبر 73 كانت جحافل القوات العراقية الوحيدة التي دخلت أعماق الأراضي المحتلة من ناحية هضبة الجولان المحتلة، في الوقت الذي كانت تعمل فيه القيادة العراقية من أجل تحرير ليس الجولان فحسب بل كل فلسطين، ومن ناحية سيناء كانت الطائرات العسكرية العراقية أول من اقتحم مواقع وخنادق العدو الصهيوني، هذا في الماضي البعيد القريب، ومنذ اللحظات الأولى لانطلاقة انتفاضة الأقصى في 28 أيلول/سبتمبر 1998 فقد كان العراق السباق والأول في استنفار طاقاته وتكريس إمكاناته في سبيل تحرير فلسطين بدءاً من القدس. ولهذا كانت جهود العراق تصب وبسخاء سياسي واقتصادي وإعلامي وثقافي وعسكري لتحقيق ذلك إيماناً من قيادته وشعبه بأن تحرير فلسطين يتقدم جميع أولوياته الوطنية والقومية، وعلى ذلك يشهد السادس من تشرين الأول/أكتوبر 1973 على أن القيادة الوطنية-القومية في العراق لم تترك فرصة سانحة إلا وكان لجيش العراق البطل دوراً في مقارعة أعداء الإنسانية وقوى الشر المحتلة لفلسطين العربية.
وبهذه المناسبة ومن خلال متابعاتي لما أوردته وسائل الناطقة بالعربية على اختلاف ألوانها وشعاراتها، وخاصة المرئية منها، والمقابلات التي أجروها في تغطيتهم لحرب تشرين الأول/أكتوبر 1973، لم أجد أي "خبير استراتيجي" أو "محلل عسكري أو سياسي" وحتى أي قيادي عسكري عربي أو لمعد أو مخرج تلفزيوني لتلك البرامج مع الأسف الشديد يملك الجرأة في قول الحقيقة لمجريات تلك الحرب من الناحية العسكرية والوثائقية، وكي لا نظلمهم فهم ربما يعتقدون أن ذلك يعتبر "سراً من الأسرار العسكرية الخطيرة" التي لا يجب أن يكشف عنها النقاب إلا بعد قرن من الزمن!!. والأهم كما أعتقد يجب طرح عدد من الأسئلة مثل لماذا لم يجرؤ أي عسكري عربي أو محلل سياسي على طرح سؤال حول دور الجيوش العربية التي شاركت في تلك الحرب حتى لو كانت مشاركة رمزية لتلك الجيوش؟! ولماذا يتم التعتيم الكامل على دور الجيش العراقي في تلك الحرب كما في الحروب السابقة منذ بدايات القرن الماضي مع عدم الانتقاص من جيشي مصر العربية وسورية الأبية؟!. وكي لا نطيل لائحة التساؤلات، يمكنني القول والتأكيد على الرغم من أنني لست بمحلل عسكري، بأن مشاركة الجيش العراقي في حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973 تعتبر حدثاً مجيداً في تاريخ النضال العربي وتاريخ الحروب بشكل عام، كما تعتبر من المشاركات الفريدة التي شهدتها الحروب. فلقد تمت دون تخطيط مسبق على صعيدي القتال أو الشؤون الإدارية، ونفذت بشكل مفاجيء سريع، وبمبادرة عراقية بحتة. وكان من المنتظر في مثل هذه الظروف أن تكون المشاركة رمزية أو محدودة على الأقل، ولكن العراق دفع إلى أرض المحركة ثلاثة أرباع قواته الجوية المقاتلة، وثلثي قواته المدرعة، وخمس ما يملكه من وحدات المشاة، وبدأ يعد العدة لإرسال المزيد من المشاة والدروع. وكان تركيزه على الإسراع بإرسال الطيران والدبابات نابعا من رغبة القيادة السورية في الحصول على هذين السلاحين قبل أي شيء آخر.
وبالإضافة إلى الحجم المادي الكبير للمشاركة العراقية، فقد كان هناك عامل ثان يتعلق بجوهر العمل العسكري الذي يتأثر عادة بطبيعة التحالفات وشدتها. ومن الواضح أن العراق لم يدخل الحرب لمصالحه الخاصة، إنما دخل الحرب كدولة معنية مستعدة لتقديم كل شيء، مع تجاهل لأي اعتبارات أخرى مسقطاً بذلك الحسابات القطرية في سبيل تحقيق الهدف القومي العام وتطلعات الجماهير العربية من المحيط إلى الخليج، ولو لم يعتبر العراق نفسه طرفاً معنياً، لما تمت حركة قواته بزخم وسرعة، ولاختفت الطبيعة الصدامية التي اتسمت بها القوات العراقي.
والعامل الهام الذي ميز المشاركة العراقية، هو أن القوة البرية- الجوية الكبيرة التي دخلت سورية، والتي كانت بحجم فيلق مدرع مدعوم بأربعة أسراب من الطائرات المقاتلة، لم يشكل قيادة ميدانية مستقلة، بل وضعت نفسها تحت تصرف القيادة السورية مباشرة، بغية تسهيل عمل هذه القيادة، وإعطائها قدرة على زج القوات في المعركة بأسرع وقت ممكن، وهذه مسألة كبيرة الأهمية في ظروف حرب تشرين الأول/أكتوبر من الناحية العملياتية على أرض المعركة، ويمكن أن تسجل كمثل في التاريخ العسكري ولم يكتف العراق بإرسال سلاحه العسكري، ولكنه استخدم أيضا سلاحه الاقتصادي ضد أعداء الأمة العربية والمشاركين في نهب الثروات العربية، وقدم الشعب العراقي إلى الشعب السوري النفط والمساعدات الاقتصادية والذخائر ودبابات التعويض، واعتبر أن ما يقدمه جزء من حق الشعب العربي السوري في ثروات الأمة العربية ومن بينها ثروات العراق.
ورغم كل هذه الحقائق التي تؤكد أن العراق ذهب إلى الحرب على أساس أنها حربه، لا حرب حلفائه، وقدم كل ما يستطيع تقديمه في الظروف التي وضع فيها، فإن دور قواته المسلحة بقي مجهولاً لكل العرب تقريباً مع العلم أن البعض منها تحدث عن دور اللواء الأربعين الأردني ودور القوات الرمزية المغربية دون أي ذكر في وسائل الإعلام العربي عن دور تسعة ألوية عراقية تعادل دباباتها سبعة أضعاف الدبابات الأردنية، وتعادل مسافة انتقالها إلى ساحة المعركة عشرة أضعاف مسافة انتقال اللواء الأردني. ولسنا نريد من هذه المقارنة الانتقاص من بطولة جنود وضباط اللواء الأربعين الأردني أو دور القوات المغربية، ولكننا نريد التأكد على أن معظم وسائل الإعلام العربي حاولت أن تسرق من الجندي العراقي بطولاته، وأن تلقي بظلال الشك والريبة على مشاركة القوات العراقية في كل الحروب التي خاضتها تلك القوات في سبيل قضايا العروبة كلها وذلك خدمة لأعداء الإنسانية، واليوم وبعد احتلال العراق الكل لا زال يذكر أن أول عمل قامت به قوات الاحتلال الصهيو-أمريكية كان قرار حل الجيش العراقي البطل، وإن دل هذا على شيء إنما يدل على الحقد الكبير والعميق لدى أعداء الأمة على جيش العراق وتاريخه النضالي.
لذلك مطلوب من كل الباحثين السياسيين والعسكريين الأحرار والشرفاء في البلاد العربية أن يضعوا الدراسات والكتب التي تكشف حقيقة المشاركة العسكرية العراقية في حرب تشرين الأول/أكتوبر، وحجمها، وأهدافها، والدوافع الكامنة وراءها، التي تضع بين يدي الإنسان العربي الباحث والمؤرخ والكاتب والمحلل السياسي أو العسكري أو "الخبير الاستراتيجي" التي تبرز صورة لجانب من جوانب تلك الحرب، التي يتجاهلها الإعلام الناطق بالعربية، على الرغم من اعتراف المحللين العسكريين الغربيين، والصهاينة أنفسهم بقدرة جيش العراق البطل. وهذا ما دفعنا إلى الكتابة حول هذا الموضوع بعد أن استقيت المعلومات من شهادات عدد من القادة السياسيين العراقيين الذين صنعوا القرار السياسي وذلك من خلال الزيارات التي قمت بها للعراق منذ بداية العدوان الثلاثيني الغادر عام 1991، إضافة لبعض المراجع من الذين ساهموا في تخطيط العمليات العسكرية على الجبهة السورية، وشهادات من بعض الذين شاركوا في معارك تلك الحرب ببطولة رائعة، الذين كتب لهم شرف النصر دون أن يكتب لها شرف الشهادة.
وفي محاولتي هذه ألقي الضوء على كبد الحقيقة، للوصول إلى سمو مستوى الحدث التاريخي. ويقيناً إن الكتابة عن الأعمال الخالدة تبقى دائما محاولة دون مستوى الوصول إلى كبد الحقيقة، لأن تاريخ البطولات المسطر بالدم أبلغ من أي تاريخ مسطر بالمداد. وأن مشاركة الجيش العراقي في حرب تشرين الأول/أكتوبر تستحق أكثر من هذه الكتابة من قبل المتخصصين في الشؤون العسكرية، تماما كما تستحق بطولات الجيشين المصري والسوري أكثر مما كتب عنها حتى الآن، رغم غزارة ما كتب عنها، كما تستحق أكثر من الأفلام والمسلسلات الاجتماعية التي صنعت في هذا المجال، يراد أفلام وثائقية كاملة.
إن القيادتين السياسية والعسكرية في القطر العراقي، وضعتا في موقف صعب جداً، نظراً لأن المخططين الأساسيين لحرب تشرين الأول/أكتوبر لم يطلعوهما مسبقاً على نواياهم، الأمر الذي جعل القوات المسلحة العراقية تدخل الحرب وسط شروط غير ملائمة حرمتها من إظهار كل الإمكانات والطاقات الكامنة فيها، وجعلت دورها - رغم كبره - أصغر بكثير من الدور الذي كان بوسعها أن تلعبه، لو أنها وضعت في شروط ملائمة كالتي وضعت بها القوات المصرية والسورية، خاصة وأن فاعلية القوات المسلحة لا تتعلق فقط بقوتها وكفاءتها الذاتية، ولكنها تتعلق أيضا، وإلى حد كبير، بالشروط المفروضة عليها خلال العمل.. وفي هذا الصدد أشير إلى التأكيد على ست نقاط:
أولاً: أن الجيشين المصري والسوري والقوات العربية الملحقة بهما وهم (القوة المغربية في سورية، وجيش التحرير الفلسطيني في مصر وسورية، وكتيبة دبابات كويتية وجناح جوي عراقي في مصر).. قامت باستطلاع مسرح العمليات بشكل دقيق، ونظمت تنفيذ المهمات المحددة مسبقاً، في حين دخل الجيش العراقي الحرب في سورية على أرض لم يستطلعها، ونفذ واجباته من الحركة في حركة تصادمية تعتبر من أصعب أشكال الحرب وأكثرها تعقيداً.
ثانيا: تمركزت القوات العربية في منطقة التحشد قبل الحرب، ثم انطلقت منها لتنفيذ واجباتها مباشرة، على حين قامت القوات العراقية بواجباتها بعد تنقل طويل تراوح بين 1200 و1500 كيلو متر (حسب مكان تمركزها).
ثالثاً: كانت الشؤون الإدارية للقوات العربية (الإمداد، التموين، الإخلاء... الخ) تتم ضمن عمق المهمة اليومية للقوات المدرعة، ولا تتطلب جهدا استثنائيا خاصا، على حين كانت القوات العراقية المقاتلة في الجولان تؤمن معظم شؤونها الإدارية عبر قصبة التنفس الاستراتيجية الطويلة (بغداد - دمشق).
رابعاً: عملت القوات المصرية والسورية والقوات العربية المعززة لها بسياق عمل واحد جرى التدريب عليه قبل الحرب، بينما دخلت القوات العراقية الجوية والبرية المعركة بسياق عمل يختلف عن سياق عمل القوات السورية، ويختلف عن سياق عمل اللواء الأردني الأربعين الذي يغطي جناحها الأيسر.
خامساً: لقد تم زج القوات البرية العراقية على الجبهة السورية الضيقة فقط. ولم يسمح لها باستخدام مجال عملها الواسع على الجبهة الأردنية العريضة، الأمر الذي حرمها من حرية العمل واختيار مكان الضربة، وجعل ضربتها غير المباشرة الموجهة إلى جيب "سعسع" في هضبة الجولان المحتلة تأخذ طابعاً تكتيكياً بدلا من الطابع الاستراتيجي الذي كانت الضربة غير المباشرة ستحققه لو أنها توجهت إلى "البطن الرخو" لقوات الاحتلال في فلسطين المحتلة عبر الحدود الأردنية- الفلسطينية.
سادساً: لقد أثرت ظروف دخول الجيش العراقي إلى سورية على حركة القوات المدرعة العراقية وجعلتها تصل إلى الجبهة تباعاً، وفرضت ظروف المعركة زجها بالتقسيط (بالألوية)، بدلا من زجها بكتلة ضاربة (فرقة أو فيلق)، وفق أبسط مبادىء قتال الدبابات في الحرب الحديثة، ولقد أدى زج الدبابات الإجباري بالتقسيط إلى حرمانها من استغلال عامل الصدمة إلى الحد الأقصى.
لهذا كله فأن من الغبن القول بأن ما جرى يمثل الدور الذي يمكن أن يلعبه الجيش العراقي في المعركة القومية. وإذا أردنا أن نكون موضوعيين، توجب علينا أن نقول بأن المنجزات الضخمة التي حققتها القوات المسلحة العراقية في حرب تشرين الأول/أكتوبر، هي المنجزات القصوى التي كان من الممكن تنفيذها في الظروف الحقيقية التي وضعت بها، وضمن تحديدات الزمان والمكان التي فرضت عليها، علماً بأن هذه التحديدات فرضت هذه المرة من قبل الصديق! لا من قبل العدو- كما هي العادة في الحروب.

وأخيراً لا بد من الإشارة إلى أن عدداً من الأخوة الأعزاء في سوريا أعلنوها مراراً بأنه لولا جيش العراق البطل لكانت سقطت دمشق وهو السبب الأساسي الذي دعا القيادة السورية لطلب تدخل الجيش العراقي في المعركة. وهنا أشير إلى أنه في الثامن من تشرين الأول/أكتوبر 1973 قابل السفير العراقي وزير الخارجية السوري بناء على طلبه وأكد له الوزير "على أهمية وصول القطعات العسكرية العراقية بأسرع وقت وبأكبر حجم ممكن. ورجا أن لا تقل عن فرقتين بكامل دروعهما" (نص من برقية عاجلة بعث بها السفير العراقي بهذا الخصوص إلى بغداد كانت محفوظة في أرشيف وزارة الخارجية العراقية - قبل احتلال العراق وغزوه من قوى تحالف الشر الصهيو-أمريكي ولدينا نسخة منها وقد وردت بتاريخ 8/10/1973). ولم تكن الفرقتان المدرعتان الثالثة والسادسة تنتظران هذه البرقية فلقد وضعتهما القيادة السياسية في الإنذار منذ يوم 6/10. وعندما تلقى عامل البرقيات في وزارة الخارجية الكلمات القادمة من مسافة 1050 كيلومتراً، كانت سلاسل دبابات ومجنزرات الجيش العراقي تطوي الطريق الصحراوية متجهة نحو الجولان.
كما نود الإشارة إلى أنه قد تم وضع مخطط عسكري شامل لتحرير فلسطين والأراضي العربية المحتلة بدءا من هضبة الجولان آنذاك، ولكن بسبب قبول سوريا ومصر قرار وقف إطلاق النار رقم 338 قرر العراق سحب قواته العسكرية بعد أن سمع عن قبول سوريا ومصر بقرار وقف إطلاق النار من الإذاعات بتاريخ 22/10/1973، فأعلنت القيادة العراقية في اليوم نفسه ما يلي: "إن العراق لم يكن طرفاً في اتفاقيات الهدنة لعام 1948، كما أنه لم يوافق على قرار وقف إطلاق النار لعام 1967، لذلك وانسجاماً مع سياسة حزبنا حزب البعث العربي الاشتراكي في رفض التفاوض والصلح مع الكيان الصهيوني والاعتراف به، فإننا لا نعتبر أنفسنا طرفاً في أي قرار أو إجراء أو تدبير من هذا القبيل اتخذ أو سيتخذ في المستقبل".
وفي التاسع والعشرين من تشرين الثاني/أكتوبر 1973 وبعد مشاورات طيلة أكثر من أسبوع مع عدد من الدول العربية ومنها مصر وسورية ومطالبتهم باستمرار تنفيذ مخطط التحرير الشامل بناء للمعطيات على أرض المعركة، ولما وجد العراق أن هناك جهات عربية تسعى للوصول إلى ما يسمى "الحل السلمي" من وراء القبول بقراري مجلس الأمن (242 و338) أصدر قراره بسحب قواته العسكرية من الجبهتين السورية والمصرية، وشرح حيثيات ذلك في بيان صدر عن القيادتين القومية والقطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي ومجلس قيادة الثورة بتاريخ 29/10/1973 مؤكداً على ما أعلنه بتاريخ 22/10/1973، وبدأت القوات العسكرية العراقية بالعودة إلى العراق بعد انتصاراتها الرائعة التي سطرتها في معارك الشرف والبطولة للدفاع عن أرض الوطن العربي الكبير.
وهنا نترك للقراء الأعزاء الاطلاع على بعض الخرائط التي تصور أرض المعركة في هضبة الجولان وأماكن المعارك وتواجد القوات العسكرية السورية والمغربية والعراقية:
من أرشيف "المحرر" العدد 197 (6/10/2004)