نبيل عودة يكتب: العنصريون عابرون واللغة العربية باقية

اللغة العربية ليست في محنة، الدليل على ذلك الجنون العنصري لليمين الفاشي في إسرائيل، كلما ازداد التحريض ضد كل ما هو عربي تنكشف حقائق النظام العنصري أبعد وأعمق.
من البداية كنت على قناعة إن اللغة العربية لا تشكل مجرد لغة رسمية ثانية في إسرائيل، إنما تشكل هوية قومية لوجود أقلية قومية لم ينجح الإرهاب الصهيوني بإلحاقها ببقية شعبها المشرد. صحيح ان إقرار اللغة العربية جاء مع "استقلال" إسرائيل وربما كان يهدف إلى إظهار الوجه الديمقراطي للدولة الجديدة من جهة، ومن جهة أخرى فرض نظام حكم عسكري امبريالي من مخلفات قوانين الانتداب الاستعماري البريطاني على الأقلية العربية، شمل كل مجالات حياتها بما في ذلك حرية التنقل والعمل.
كانت كتب التعليم تخضع لمراقبة المخابرات. مستوى النصوص لا يمتُّ بصِلة لأية فكرة إنسانية ولا أقول وطنية، ما زلت اذكر جملة في كتاب تعليم قراءة عربية: "نبت العشب على الدرج" هذا هو المستوى التعليمي الذي ساد مدارسنا وقس عليه سائر المواضيع، ضمن إرهاب المعلمين وفصل كل معلم وطني او يتجاوز الرقابة العسكرية على مواد التعليم.
في تلك السنوات كان ما يسمى "القسم العربي" (عمليا قسم الحكم العسكري) في وزارة المعارف تحت إدارة المخابرات (او "الشين بيت" بالأسم الدارج وهو اول حرفين من كلمتين عبريتين- שירות בטחון - الخدمات الأمنية) مسؤول عن تعيين المعلمين. حتى الوظائف في القطاع العام أو الخاص تحتاج إلى موافقة المخابرات أو الحكم العسكري الذي يدير الشؤون العربية.
فرض علينا حصارا ثقافيا ورقابة على المطبوعات. كانت الكتب العربية نادرة جدا، ولا يطبع كتاب إلا بعد إن يمر على الرقابة العسكرية. كانت محاولة لقطعنا عن جذور لغتنا وانتمائنا القومي. اللغة العربية رسمية شكلا.
في تلك السنوات العجاف ثقافيا لعب الحزب الشيوعي دورا تثقيفيا يحتاج إلى دراسة تقييميه خاصة. كانت صحافته نافذتنا الوحيدة على الثقافة العربية والإنسانية. ليس صدفة أن جميع الأسماء الأدبية المرموقة في ثقافتنا صلب عودها وأرست جذور ثقافتنا العربية عبر صحافة الحزب الشيوعي. بل وأميل إلى خلق اصطلاح "أدباء التيار الشيوعي" – وليس شرطا المنتمين فقط لهذا التيار أو للفكر الشيوعي- إنما القصد التيار الأدبي الذي تثقف ونما في أحضان الصحافة الشيوعية، بغياب أي صحافة وطنية، وبوجود صحيفة يومية هي صحيفة مكتب رئيس الحكومة الذي قال مستشاره (لوبراني) في تلك الأيام انه يريد تحويل العرب "الى حطابين وسقاة ماء" لذا لا ضرورة لتقييمها لأنها ما دون الصفر فيما قدمته لمجتمعنا وثقافتنا وانتمائنا الوطني وإعادة هيكلة مجتمعنا المدني. الصحافة الشيوعية لعبت بالأساس دورا وطنيا قوميا بإعادة اللحمة للبقية الباقية في وطنها وإعادة بناء المؤسسات الوطنية والعامة، ورؤيتها بالثقافة سلاحا هاما في تكوين وصيانة الشخصية القومية التي واجهت المستحيل وتجاوزته. تماما كما انتشر اصطلاح "أدباء المهجر" لتمييزهم عن سائر الأدباء، بسبب الدور الثقافي الذي ميزهم وميز جهودهم بتحديث اللغة العربية والمساهمة بإنقاذها من التتريك والتفكك.
حين اذكر ذلك إنما أسجل حقيقة ثقافية تاريخية وطنية وليس ترويجا لرؤية سياسية لحزب ما، رغم أن قناعتي ما زالت أن سياسة الحزب الشيوعي هي المؤهلة أكثر من غيرها للتعبير عن واقع الجماهير العربية ومطالبها بالمساواة في الحقوق وحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي بما يضمن الحقوق القومية للشعب الفلسطيني وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة.
إذن هناك أسباب للرعب من اللغة العربية.
النظام الإسرائيلي الصهيوني في تطبيقاته السياسية يواظب على سياسة تجاهل وجود قومية عربية، أو أقلية قومية داخل الخط الأخضر (دولة إسرائيل) يقسمنا إلى طوائف وأجزاء طوائف، بل ورئيس الحكومة نتنياهو لا يلفظ تعبير "العرب" عند الحديث عن المواطنين في إسرائيل، استبدل ذلك بصيغة عنصرية "غير اليهود".. اجل هناك وباء عنصري اسمه "اليهود وغير اليهود" برع فيه بيبي نتنياهو. الصيغة الدارجة عند الحديث عن الأقلية القومية العربية هي "المسلمين، المسيحيين، الدروز والبدو" لماذا أخرجوا البدو من إطار المسلمين؟ طبعا هناك سياسة لفصلهم عن بقية شعبهم أسوة بما يجري مع أبناء الطائفة المعروفية الدرزية. في الفترة الأخيرة ينشط كاهن مسيحي لدقّ أسافين الفصل بين المسيحيين والمسلمين لكنه لن يدقّ إلا أسافين عزله واحتقاره.
ما علاقة ذلك بقانون إلغاء مكانة اللغة العربية؟
لا شيء يبدأ من الصفر. اللغة العربية باتت تقلق اليمين. الأدب العربي داخل إسرائيل لم يتطور كما خطط له بغرف المخابرات. الثقافة هي القاعدة المادية القوية التي لا تتأثر بالمتغيرات السياسية والأبرتهايد ضد أقلية قومية. لهذه الثقافة لغة خلقت أجواء من التحدي نثرا وشعرا. هذا لا يتمشّى مع فكر إنشاء وطن قومي يهودي في ارض "بلا سكان لسكان بلا أرض". الثقافة العربية الفلسطينية داخل إسرائيل ارتبطت بالأرض والدفاع عنها. حتى المصادرات لم تردع ثقافتنا من ارتباطها بأرض الوطن. إذن خرافة "سكان بلا ارض سقطت". الأرض لها هوية حتى لو صودرت ليسكنها مائير كهانا وسوائبه. الأرض لها لغتها الأم التي تقلق الإعلام الإسرائيلي الرسمي فيقوم بسرقة الأسماء وتهويدها وسرقة حتى القبور وتهويدها وتشويه التسميات العربية للأماكن لخلق وهم توراتي نقضه حتى الباحثين اليهود (راجعوا كتاب "التوراة مكشوفة على حقيقتها" لباحثان يهوديان، حيث اثبتوا بطلان أية علاقة بين قصص التوراة والحقائق التاريخية والجغرافية لأرض الميعاد- الكتاب منشور بالانترنت – صدر بالعبرية تحت اسم – בראשית ישראל).
اللغة العربية تعكس للعالم صورة مختلفة عن الواقع السياسي والاجتماعي للديمقراطية الإسرائيلية. ليس فقط في المناطق المحتلة أو شبه المحتلة أو المحاصرة، إنما تشمل أيضا الممارسات العنصرية والتمييز القومي ضد الأقلية القومية العربية داخل الحدود التي أصبحت متفق عليها بأنها لدولة إسرائيل، رغم أن القانون يفترض المساواة، بل وهناك قرارات للمحكمة العليا ترفض التمييز بكل صوره وأشكاله، لكن المؤسسة تمارس التمييز بدون رادع، اليوم وصلنا للغة العربية، بوهم ان إخراجها من تعريفها القانوني كلغة ثانية معترف بها سيغير الواقع.
من الواضح ان اللغة القومية (العربية في حالتنا) هي لغة شعب وليست لغة طوائف أو "غير يهود" حسب تعبير رئيس الحكومة.
ان مكانة اللغة العربية لا تتعلق بأي قانون عنصري. من الواضح ان وجود مجمع للغة العربية بات يثقل على ضمائرهم العنصرية، يقلّصون الميزانية المخصصة له بهدف شل نشاطاته، الان مع اقتراح قانون ابرتهايدي جديد ضد لغة الأقلية القومية العربية سيلغون مجمع اللغة العربية الذي يقوم بنشاطات تثقيفية ولغوية هامة جدا لا تتمشى مع سياسة المؤسسة العنصرية الحاكمة في إسرائيل.
هناك جانب آخر ليس أقل أهمية، اللغة العبرية ستبقى لغة محلية وليس لغة شرق أوسطية، لا فرصة أمام العبرية لتتجاوز محليتها، بينما اللغة العربية هي لغة شرق أوسطية ولها الفرص الواسعة لتصبح لغة عالمية، بل هي اليوم لغة عالمية ومحطّ اهتمام كبير في الجامعات العالمية، ليس بسبب العدد الكبير للعرب (350 مليون) إنما لقيمتها الثقافية وما شكله العرب من انجازات علمية وحضارية في التاريخ الإنساني، حتى التنوير الأوربي ينسب للمفكر العربي ابن رشد، وان لا ننسى ان اللغة العبرية عادت إلى الحياة في أحضان اللغة العربية..
فقط الولد العاق يتبرأ من والده!!

ذ.عبد الله بوفيم يكتب: بوجلود تشويه لعيد المسلمين

مدير صحيفة الوحدة المغربية
برز مؤخرا من يدعون لنشر ثقافة بوجلود والتي هي في الأصل نشاط خاص وخالص ليهود المغرب في ملاحاتهم أيام عيد الأضحى, حيث يقاومون فرحة المسلمين بعيد الأضحى والذي يلبس فيه المسلمين أجمل ما لديهم من الثياب ويتعطرون بأجود أنواع العطور.
الجديد في تقليد بوجلود هو خروجه من ملاحات اليهود المغاربة للأحياء الشعبية في المدن العتيقة ثم إلى الأحياء الراقية فالشوارع المهمة في المدن, وحاليا وجد من يعتبر بوجلود ثقافة وتراثا مغربيا خالصا والحال أنه تراث خاص باليهود المغاربة في أيام عيد الأضحى ليشكل فعلا مضادا لفرحة المسلمين.
وقد تناسل بوجلود وتوسع حتى أصبح ما يسمى هيلولة والتي يقام لها مهرجان في مدينة تيزنيت حيث يخرج الشباب في حالة كارتية بحق والمزامير والجلود والوجوه المشوهة والكلمات العبرية والموسيقى العبرية هي التي تردد والشعارات أيضا هي المسيطرة.
البعض يحاول أن يصور المغرب وكأنه شعب يهودي بامتياز حتى أن الكثير من شعوب العالم يعتبرون المغاربة يهودا بنسبة كبيرة والسبب هو أن إعلامنا ألا وطني غالى في الترويج لتراث اليهود وصوره للعالم وكان تراث الشعب المغربي عامة والحال أن العديد من الطقوس المحرفة والمشوهة هي في الأصل تراث خاص باليهود المغاربة داخل ملاحاتهم سابقا ولم يكن مسموحا بها خارج الملاحات.
لكن ومع تناقص عدد اليهود في المغرب وبنسبة جد مهمة وبقاء عدد قليل وفي كل مدينة فقد أصبحوا يجندون بعض الشباب ليقوموا بتلك الطقوس المحرفة مقابل مبالغ مالية سعيا منهم لنشر تلك الطقوس المحرفة والمشوهة والتي تتعارض كل التعارض مع ديننا الحنيف وخاصة في أيام عظيمة عند الله عز وجل كيوم عيد الأضحى ويوم عيد الفطر ويوم عاشورا وغيره من أيام دينية مهمة لدينا نحن المسلمين.
ومن سلوكيات من سموه بوجلود هو أنه يبتز المواطنين عنوة تحت التهديد بالضرب حتى سلك اللصوص والمجرمون ذلك السبيل فأصبح المجرمون أيام عيد الأضحى التي يفرح فيها المسلمون, يشكلون عصابات لابتزاز المواطنين نساء ورجالا وأصبحت أيام الفرح أيام نحس وتحرش وتعاسة, وأيام الجمال والنقاء والصفاء أيام العفن والإجرام والتحرش.
البعض ممن يسمون أنفسهم جمعويين يسعون لنشر ذلك التحريف وتشجيعه إمعانا منهم في تشويه عيد المسلمين والحط من قيمته وشارك الإعلام ألا وطني في ذلك حتى أصبحت جمهرة بوجلود والتي تجند لها مبالغ مالية ضخمة وتغطية إعلامية مهمة, أصبحت تغلب على صلاة العيد وخطبة العيد.
إنه الحرب على الدين الإسلامي في شعب مسلم بنسبة مائة في المائة, وانتكاس للوراء ونشر وتشجيع لطقوس يهود المغرب والتي كانت تختفي خلف أسوار الملاحات وأخرجت لتخريب مقومات ديننا الإسلامي.
الاعلام العالمي الصهيوني يصور الشعب المغربي على أنه شعب الهمج الرعاع, شعب متخلف يلبس الجلود في أعظم أيام السنة لدى المسلمين فيرانا مسلمو العالم وكأننا شعب لم نعرف الحضارة والتاريخ بعد وصنفونا ضمن شعوب المايا أو أشباهها من شعوب مغاوير إفريقيا الذين يلبسون الجلود على حالها.
إن شعب المغرب هو الشعب المسلم وبنسبة 99 في المائة, إنه الشعب الوحيد في العالم الذي لا يشكل فيه غير المسلمين وبكل أنواعهم إلا واحدا في المائة, شعب المليون حافظ لكتاب الله, شعب الفتوحات, شعب العظماء, شعب الحاضرة والتاريخ, شعب نشر دين الإسلام وما يزال ينشره وفي كل أصقاع العالم.
نحن الشعب العريق في التاريخ والحضارة, شعب أقبل على الإسلام فاعتنقه يقينا وثقة وصدقا وحارب كل من يحارب الدين الإسلامي وعض على الإسلام بالنواجذ, وعبثا تحاولون يا من تسعون للحط من قيمة وهيبة شعب المغرب, شعب الإسلام والمسلمين.

بلال فضل يكتب عن حب جبريل والملائكة للسيسي

استنكر الكاتب بلال فضل، استخدام الدكتور الأحمدي أبوالنور، وزير الأوقاف الأسبق حديث "إذا أحب الله عبدًا دعا جبريل فقال إني أحب فلانًا فأحبه..." خلال خطبة عيد الأضحى كدليل على أن الله وملائكته يحبون الرئيس عبدالفتاح السيسي وإلا "ما تحقق له القبول على الأرض وأحبه العالم".
وحذر فضل في مقاله المنشور بجريدة "العربي الجديد" اليوم من أن ما قال أبوالنور "يمكن أن يكون سلاحًا في أيدي أعداء دين الله، الذين يمكن أن يبثوا دعاياتهم الإلحادية في أوساط شبابنا الغر اليافع، ليطلبوا منهم أن ينظروا إلى أحوال مصر التي لا تسر عدوًا ولا حبيبًا، ويسألوا أنفسهم: إذا كان هذا هو حال البلد التي يحكمها رئيسٌ يحبه الله وملائكته، فكيف سيكون، إذن، حال البلاد التي يحكمها رئيس يحبه مردة الشياطين وعتاة الأبالسة"؟
وقال فضل "بالطبع، لم تكن العبارات الخرقاء التي قالها الشيخ ستمر مرور الكرام، لو كانت قد صدرت منه في حضور الرئيس المعزول محمد مرسي، وكان سينقض عليه حينها مئات الغيورين على الدين، وآلاف المفجوعين على مدنية الدولة، ولم تكن بعدها ستفتح حنفية، إلا وانهمرت منها دموع مدرارة، تبكي على الدين الذي يتاجر به المشايخ، وتنعي الدولة التي هُتكت مدنيتها في وضح نهار العيد، وكانت ساحات وغى التوك شو ستمتلئ بالفرسان الذين سينهالون طعنًا في مرسي، لأنه صمت على كلام الشيخ، ولم يصعد إلى المنبر، ليجيئ به من رقبته، ويحثو في وجهه التراب، كما أوصى نبينا أن نفعل مع المداحين، فما بالك بالهجاصين ممن يلوون أعناق النصوص لإرضاء الحكام؟ لم يحدث كل هذا".
وفيما يلي نص المقال:

عاجل من جبريل

"الأهم من الشغل تزبيط الشغل"، تلك حقيقة لم يتذكرها وزير الأوقاف المصري الأسبق، الشيخ الأحمدي أبو النور، حين استخدم في خطبة عيد الأضحى الرسمية حديث (إذا أحب الله عبداً دعا جبريل فقال إني أحب فلاناً فأحبه...) كدليل على أن الله وملائكته يحبون المشير، عبد الفتاح السيسي، وإلا "ما تحقق له القبول على الأرض وأحبه العالم".
لم يكن أحد سيلوم الشيخ، لو قال إن كلامه مجرد استنتاج شخصي، لأن السماء توقفت، منذ اكتمال الوحي، عن إرسال رسائل تعبر عن موقفها مما يحدث على الأرض، وإلا لما كان الله قد أكمل لأمة المسلمين دينها، وجعل حسابه معها يوم الحساب، يوم لا ينفع جيشٌ ولا بنون. أو لو كان أكثر صراحة، فقال، إنه يعرف أن الملائكة لا شأن لها بصراعات حكام الأرض. لكن، بما أن الشيخ يوسف القرضاوي اعتبر أن رجب طيب أردوغان مؤيد من الله وجبريل وملائكته، فلماذا لا يستجلب هو أيضاً الملائكة لنصرة السيسي، "جت على السيسي يعني؟"، أو لو كان أكثر إقناعاً ومنطقية، فقال، إنه متأكد من وجود ملائكة يحبون السيسي، أبرزهم عزرائيل، فلا يوجد أحد ساعده في مهمته أخيراً، كما فعل السيسي ورجال دولته، أو لو كان أكثر حيطةً، فأكد أن استفادة السيسي من الحديث لا تعني تطبيقه حرفيّاً على غيره، وإلا لكانت مونيكا بيلوتشي أحق من السيسي بما قاله الشيخ، فليس على ظهر البسيطة أحد يحبه عباد الله مثلها.
الشيخ معذور، أخذته الحماسة فقرر أن يضرب "عيارين محبة" في حضور السيسي، لعله يقدّم أداءً أكثر إمتاعاً من الذي يقدمه مفتي الديار الغارقة، علي جمعة، أو الدكتور سعد الدين البحبحاني ـ الهلالي سابقاً ـ لكنه لم يدر أن ما قاله يمكن أن يكون سلاحاً في أيدي أعداء دين الله، الذين يمكن أن يبثوا دعاياتهم الإلحادية في أوساط شبابنا الغر اليافع، ليطلبوا منهم أن ينظروا إلى أحوال مصر التي لا تسر عدواً ولا حبيباً، ويسألوا أنفسهم: إذا كان هذا هو حال البلد التي يحكمها رئيسٌ يحبه الله وملائكته، فكيف سيكون، إذن، حال البلاد التي يحكمها رئيس يحبه مردة الشياطين وعتاة الأبالسة؟
أتعبت مصر الملائكة معها كثيراً خلال العامين الماضيين، فقد أضيف إلى مهماتهم التي قرأنا عنها في كتب التراث مهمة عويصة، هي دعم الرؤساء المصريين، في أيام حكم سيّء الذكر، محمد مرسي، تم استدعاء الملائكة كثيراً لدعمه. وبعد ثلاثين يونيو، كان لدى أكثر من ملاك مهم حضور بارز في ميدان رابعة العدوية، طبقاً لما ادعاه بعض ممتطي منصتها، ولولا أن الملائكة معصومون من غدر الرصاص، لكانوا قد انضموا إلى قائمة ضحايا مذبحة رابعة من البشر الذين لم يصدّقوا فقط أن محمد مرسي مدعوم من ملائكة السماء، بل صدقوا، أيضاً، أن جيشهم وشرطتهم لا يمكن، أبداً، أن تمارس القتل الجماعي، بصورة لم تعرف لها مصر مثيلاً من قبل.
بالطبع، لم تكن العبارات الخرقاء التي قالها الشيخ ستمر مرور الكرام، لو كانت قد صدرت منه في حضور محمد مرسي، وكان سينقض عليه حينها مئات الغيورين على الدين، وآلاف المفجوعين على مدنية الدولة، ولم تكن بعدها ستفتح حنفية، إلا وانهمرت منها دموع مدرارة، تبكي على الدين الذي يتاجر به المشايخ، وتنعي الدولة التي هُتكت مدنيتها في وضح نهار العيد، وكانت ساحات وغى التوك شو ستمتلئ بالفرسان الذين سينهالون طعناً في مرسي، لأنه صمت على كلام الشيخ، ولم يصعد إلى المنبر، ليجيئ به من رقبته، ويحثو في وجهه التراب، كما أوصى نبينا أن نفعل مع المداحين، فما بالك بالهجاصين ممن يلوون أعناق النصوص لإرضاء الحكام؟ لم يحدث كل هذا، ليس لأن دولة السيسي ثقيلة اليد وقرصتها والقبر، بل لأن الوطن مستهدف، ويمكن للتذكير بالحقيقة المُرة أن يجعله "زي سورية والعراق". لذلك، لا ضير إذا تأخرت مدنية الدولة إلى أجل غير مسمى، ولا بأس من التجارة بالدين، إذا كانت "على الناشف".
هذا وحتى يتوب الله علينا من المعايير "أم ذمة أستك"، سيبقى سيدنا جبريل حاضراً في خدمة كل رئاسات الجمهورية، إلى أن يصحو المصريون يوماً، ليجدوا على موبايلاتهم رسالة قصيرة من جبريل عليه السلام، تقول لهم "حلّوا عن سمايا".

فضيحة بالفيديو.. رئيس أمن جامعة الأزهر يقبل يد مدير أمن القاهرة

فضيحة جديدة تكشف مدى الانحطاط الذى وصلت إليه مصر فى عهد الانقلاب العسكري الدموي، حيث التقطت عدسة "اليوم السابع" رئيس أمن جامعة الأزهر وهو يقبل فى ذلة وخنوع يد مدير أمن القاهرة خلال زيارته لجامعة الأزهر للتعرف عن كثب على استعدادات جامعة الأزهر للعام الجديد ومواجهة ثورة الطلاب على النظام البوليسى القمعى الذي وضعته سلطة الانقلاب للحد من الحراك الطلابي الثوري ضد الانقلاب.

فؤاد الحاج يكتب : لماذا التعتيم على دور الجيش العراقي في حرب تشرين الأول/أكتوبر؟

لا يمكن لأي حر وشريف وهو يستذكر ذكرى الانتفاضة الباسلة إلا أن يعيد التذكير بوقع ومجريات الأحداث المتتالية منذ عام 1967 وصولاً إلى حصار العراق الجائر قبل العدوان الثلاثيني عام 1991 ومن ثم غزوه واحتلاله عام 2003، حيث يجد بأن كل ما تعرض له هذا البلد العربي من أذى وظلم هو بسبب إيمان شعبه بتحرير فلسطين وفعل قيادته الوطنية-القومية من أجل تحرير كل شبر عربي مغتصب من الأراضي العربية من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي ومن جبال طورورس إلى الصحراء الكبرى، واعتبار فلسطين القضية المركزية التي أمامها تهون كافة القضايا الأخرى.. وفي الوقت نفسه يجد كل حر وشريف أنه لا يمكن فصل الموقف الرسمي والشعبي العراقي واعتباره في سياق المزايدة السياسية إزاء الانتفاضة الفلسطينية الباسلة كما تفعل بعض الأنظمة العربية، وبعض الكتبة الناطقين بالعربية!.
ليس هذا من باب التمجيد بالعراق وقيادته وشعبه لأن الحقيقة والواقع تفسر ذاتها بهذا الخصوص.. فمنذ عام 1948 كان العراق البلد العربي الوحيد الذي لم يوقع اتفاقات هدنة مع العدو الصهيوني، ومقابر الشهداء في بلدة جنين في الأراضي المحتلة تروي الكثير من المآثر عن بطولات جيش العراق في فلسطين المحتلة، وفي حرب الأيام الستة في حزيران/يونيو 67 كان العراق البلد العربي الوحيد الذي كانت طائراته العسكرية تدك مواقع العدو الصهيوني في داخل الأراضي المحتلة، وفي حرب تشرين الأول/أكتوبر 73 كانت جحافل القوات العراقية الوحيدة التي دخلت أعماق الأراضي المحتلة من ناحية هضبة الجولان المحتلة، في الوقت الذي كانت تعمل فيه القيادة العراقية من أجل تحرير ليس الجولان فحسب بل كل فلسطين، ومن ناحية سيناء كانت الطائرات العسكرية العراقية أول من اقتحم مواقع وخنادق العدو الصهيوني، هذا في الماضي البعيد القريب، ومنذ اللحظات الأولى لانطلاقة انتفاضة الأقصى في 28 أيلول/سبتمبر 1998 فقد كان العراق السباق والأول في استنفار طاقاته وتكريس إمكاناته في سبيل تحرير فلسطين بدءاً من القدس. ولهذا كانت جهود العراق تصب وبسخاء سياسي واقتصادي وإعلامي وثقافي وعسكري لتحقيق ذلك إيماناً من قيادته وشعبه بأن تحرير فلسطين يتقدم جميع أولوياته الوطنية والقومية، وعلى ذلك يشهد السادس من تشرين الأول/أكتوبر 1973 على أن القيادة الوطنية-القومية في العراق لم تترك فرصة سانحة إلا وكان لجيش العراق البطل دوراً في مقارعة أعداء الإنسانية وقوى الشر المحتلة لفلسطين العربية.
وبهذه المناسبة ومن خلال متابعاتي لما أوردته وسائل الناطقة بالعربية على اختلاف ألوانها وشعاراتها، وخاصة المرئية منها، والمقابلات التي أجروها في تغطيتهم لحرب تشرين الأول/أكتوبر 1973، لم أجد أي "خبير استراتيجي" أو "محلل عسكري أو سياسي" وحتى أي قيادي عسكري عربي أو لمعد أو مخرج تلفزيوني لتلك البرامج مع الأسف الشديد يملك الجرأة في قول الحقيقة لمجريات تلك الحرب من الناحية العسكرية والوثائقية، وكي لا نظلمهم فهم ربما يعتقدون أن ذلك يعتبر "سراً من الأسرار العسكرية الخطيرة" التي لا يجب أن يكشف عنها النقاب إلا بعد قرن من الزمن!!. والأهم كما أعتقد يجب طرح عدد من الأسئلة مثل لماذا لم يجرؤ أي عسكري عربي أو محلل سياسي على طرح سؤال حول دور الجيوش العربية التي شاركت في تلك الحرب حتى لو كانت مشاركة رمزية لتلك الجيوش؟! ولماذا يتم التعتيم الكامل على دور الجيش العراقي في تلك الحرب كما في الحروب السابقة منذ بدايات القرن الماضي مع عدم الانتقاص من جيشي مصر العربية وسورية الأبية؟!. وكي لا نطيل لائحة التساؤلات، يمكنني القول والتأكيد على الرغم من أنني لست بمحلل عسكري، بأن مشاركة الجيش العراقي في حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973 تعتبر حدثاً مجيداً في تاريخ النضال العربي وتاريخ الحروب بشكل عام، كما تعتبر من المشاركات الفريدة التي شهدتها الحروب. فلقد تمت دون تخطيط مسبق على صعيدي القتال أو الشؤون الإدارية، ونفذت بشكل مفاجيء سريع، وبمبادرة عراقية بحتة. وكان من المنتظر في مثل هذه الظروف أن تكون المشاركة رمزية أو محدودة على الأقل، ولكن العراق دفع إلى أرض المحركة ثلاثة أرباع قواته الجوية المقاتلة، وثلثي قواته المدرعة، وخمس ما يملكه من وحدات المشاة، وبدأ يعد العدة لإرسال المزيد من المشاة والدروع. وكان تركيزه على الإسراع بإرسال الطيران والدبابات نابعا من رغبة القيادة السورية في الحصول على هذين السلاحين قبل أي شيء آخر.
وبالإضافة إلى الحجم المادي الكبير للمشاركة العراقية، فقد كان هناك عامل ثان يتعلق بجوهر العمل العسكري الذي يتأثر عادة بطبيعة التحالفات وشدتها. ومن الواضح أن العراق لم يدخل الحرب لمصالحه الخاصة، إنما دخل الحرب كدولة معنية مستعدة لتقديم كل شيء، مع تجاهل لأي اعتبارات أخرى مسقطاً بذلك الحسابات القطرية في سبيل تحقيق الهدف القومي العام وتطلعات الجماهير العربية من المحيط إلى الخليج، ولو لم يعتبر العراق نفسه طرفاً معنياً، لما تمت حركة قواته بزخم وسرعة، ولاختفت الطبيعة الصدامية التي اتسمت بها القوات العراقي.
والعامل الهام الذي ميز المشاركة العراقية، هو أن القوة البرية- الجوية الكبيرة التي دخلت سورية، والتي كانت بحجم فيلق مدرع مدعوم بأربعة أسراب من الطائرات المقاتلة، لم يشكل قيادة ميدانية مستقلة، بل وضعت نفسها تحت تصرف القيادة السورية مباشرة، بغية تسهيل عمل هذه القيادة، وإعطائها قدرة على زج القوات في المعركة بأسرع وقت ممكن، وهذه مسألة كبيرة الأهمية في ظروف حرب تشرين الأول/أكتوبر من الناحية العملياتية على أرض المعركة، ويمكن أن تسجل كمثل في التاريخ العسكري ولم يكتف العراق بإرسال سلاحه العسكري، ولكنه استخدم أيضا سلاحه الاقتصادي ضد أعداء الأمة العربية والمشاركين في نهب الثروات العربية، وقدم الشعب العراقي إلى الشعب السوري النفط والمساعدات الاقتصادية والذخائر ودبابات التعويض، واعتبر أن ما يقدمه جزء من حق الشعب العربي السوري في ثروات الأمة العربية ومن بينها ثروات العراق.
ورغم كل هذه الحقائق التي تؤكد أن العراق ذهب إلى الحرب على أساس أنها حربه، لا حرب حلفائه، وقدم كل ما يستطيع تقديمه في الظروف التي وضع فيها، فإن دور قواته المسلحة بقي مجهولاً لكل العرب تقريباً مع العلم أن البعض منها تحدث عن دور اللواء الأربعين الأردني ودور القوات الرمزية المغربية دون أي ذكر في وسائل الإعلام العربي عن دور تسعة ألوية عراقية تعادل دباباتها سبعة أضعاف الدبابات الأردنية، وتعادل مسافة انتقالها إلى ساحة المعركة عشرة أضعاف مسافة انتقال اللواء الأردني. ولسنا نريد من هذه المقارنة الانتقاص من بطولة جنود وضباط اللواء الأربعين الأردني أو دور القوات المغربية، ولكننا نريد التأكد على أن معظم وسائل الإعلام العربي حاولت أن تسرق من الجندي العراقي بطولاته، وأن تلقي بظلال الشك والريبة على مشاركة القوات العراقية في كل الحروب التي خاضتها تلك القوات في سبيل قضايا العروبة كلها وذلك خدمة لأعداء الإنسانية، واليوم وبعد احتلال العراق الكل لا زال يذكر أن أول عمل قامت به قوات الاحتلال الصهيو-أمريكية كان قرار حل الجيش العراقي البطل، وإن دل هذا على شيء إنما يدل على الحقد الكبير والعميق لدى أعداء الأمة على جيش العراق وتاريخه النضالي.
لذلك مطلوب من كل الباحثين السياسيين والعسكريين الأحرار والشرفاء في البلاد العربية أن يضعوا الدراسات والكتب التي تكشف حقيقة المشاركة العسكرية العراقية في حرب تشرين الأول/أكتوبر، وحجمها، وأهدافها، والدوافع الكامنة وراءها، التي تضع بين يدي الإنسان العربي الباحث والمؤرخ والكاتب والمحلل السياسي أو العسكري أو "الخبير الاستراتيجي" التي تبرز صورة لجانب من جوانب تلك الحرب، التي يتجاهلها الإعلام الناطق بالعربية، على الرغم من اعتراف المحللين العسكريين الغربيين، والصهاينة أنفسهم بقدرة جيش العراق البطل. وهذا ما دفعنا إلى الكتابة حول هذا الموضوع بعد أن استقيت المعلومات من شهادات عدد من القادة السياسيين العراقيين الذين صنعوا القرار السياسي وذلك من خلال الزيارات التي قمت بها للعراق منذ بداية العدوان الثلاثيني الغادر عام 1991، إضافة لبعض المراجع من الذين ساهموا في تخطيط العمليات العسكرية على الجبهة السورية، وشهادات من بعض الذين شاركوا في معارك تلك الحرب ببطولة رائعة، الذين كتب لهم شرف النصر دون أن يكتب لها شرف الشهادة.
وفي محاولتي هذه ألقي الضوء على كبد الحقيقة، للوصول إلى سمو مستوى الحدث التاريخي. ويقيناً إن الكتابة عن الأعمال الخالدة تبقى دائما محاولة دون مستوى الوصول إلى كبد الحقيقة، لأن تاريخ البطولات المسطر بالدم أبلغ من أي تاريخ مسطر بالمداد. وأن مشاركة الجيش العراقي في حرب تشرين الأول/أكتوبر تستحق أكثر من هذه الكتابة من قبل المتخصصين في الشؤون العسكرية، تماما كما تستحق بطولات الجيشين المصري والسوري أكثر مما كتب عنها حتى الآن، رغم غزارة ما كتب عنها، كما تستحق أكثر من الأفلام والمسلسلات الاجتماعية التي صنعت في هذا المجال، يراد أفلام وثائقية كاملة.
إن القيادتين السياسية والعسكرية في القطر العراقي، وضعتا في موقف صعب جداً، نظراً لأن المخططين الأساسيين لحرب تشرين الأول/أكتوبر لم يطلعوهما مسبقاً على نواياهم، الأمر الذي جعل القوات المسلحة العراقية تدخل الحرب وسط شروط غير ملائمة حرمتها من إظهار كل الإمكانات والطاقات الكامنة فيها، وجعلت دورها - رغم كبره - أصغر بكثير من الدور الذي كان بوسعها أن تلعبه، لو أنها وضعت في شروط ملائمة كالتي وضعت بها القوات المصرية والسورية، خاصة وأن فاعلية القوات المسلحة لا تتعلق فقط بقوتها وكفاءتها الذاتية، ولكنها تتعلق أيضا، وإلى حد كبير، بالشروط المفروضة عليها خلال العمل.. وفي هذا الصدد أشير إلى التأكيد على ست نقاط:
أولاً: أن الجيشين المصري والسوري والقوات العربية الملحقة بهما وهم (القوة المغربية في سورية، وجيش التحرير الفلسطيني في مصر وسورية، وكتيبة دبابات كويتية وجناح جوي عراقي في مصر).. قامت باستطلاع مسرح العمليات بشكل دقيق، ونظمت تنفيذ المهمات المحددة مسبقاً، في حين دخل الجيش العراقي الحرب في سورية على أرض لم يستطلعها، ونفذ واجباته من الحركة في حركة تصادمية تعتبر من أصعب أشكال الحرب وأكثرها تعقيداً.
ثانيا: تمركزت القوات العربية في منطقة التحشد قبل الحرب، ثم انطلقت منها لتنفيذ واجباتها مباشرة، على حين قامت القوات العراقية بواجباتها بعد تنقل طويل تراوح بين 1200 و1500 كيلو متر (حسب مكان تمركزها).
ثالثاً: كانت الشؤون الإدارية للقوات العربية (الإمداد، التموين، الإخلاء... الخ) تتم ضمن عمق المهمة اليومية للقوات المدرعة، ولا تتطلب جهدا استثنائيا خاصا، على حين كانت القوات العراقية المقاتلة في الجولان تؤمن معظم شؤونها الإدارية عبر قصبة التنفس الاستراتيجية الطويلة (بغداد - دمشق).
رابعاً: عملت القوات المصرية والسورية والقوات العربية المعززة لها بسياق عمل واحد جرى التدريب عليه قبل الحرب، بينما دخلت القوات العراقية الجوية والبرية المعركة بسياق عمل يختلف عن سياق عمل القوات السورية، ويختلف عن سياق عمل اللواء الأردني الأربعين الذي يغطي جناحها الأيسر.
خامساً: لقد تم زج القوات البرية العراقية على الجبهة السورية الضيقة فقط. ولم يسمح لها باستخدام مجال عملها الواسع على الجبهة الأردنية العريضة، الأمر الذي حرمها من حرية العمل واختيار مكان الضربة، وجعل ضربتها غير المباشرة الموجهة إلى جيب "سعسع" في هضبة الجولان المحتلة تأخذ طابعاً تكتيكياً بدلا من الطابع الاستراتيجي الذي كانت الضربة غير المباشرة ستحققه لو أنها توجهت إلى "البطن الرخو" لقوات الاحتلال في فلسطين المحتلة عبر الحدود الأردنية- الفلسطينية.
سادساً: لقد أثرت ظروف دخول الجيش العراقي إلى سورية على حركة القوات المدرعة العراقية وجعلتها تصل إلى الجبهة تباعاً، وفرضت ظروف المعركة زجها بالتقسيط (بالألوية)، بدلا من زجها بكتلة ضاربة (فرقة أو فيلق)، وفق أبسط مبادىء قتال الدبابات في الحرب الحديثة، ولقد أدى زج الدبابات الإجباري بالتقسيط إلى حرمانها من استغلال عامل الصدمة إلى الحد الأقصى.
لهذا كله فأن من الغبن القول بأن ما جرى يمثل الدور الذي يمكن أن يلعبه الجيش العراقي في المعركة القومية. وإذا أردنا أن نكون موضوعيين، توجب علينا أن نقول بأن المنجزات الضخمة التي حققتها القوات المسلحة العراقية في حرب تشرين الأول/أكتوبر، هي المنجزات القصوى التي كان من الممكن تنفيذها في الظروف الحقيقية التي وضعت بها، وضمن تحديدات الزمان والمكان التي فرضت عليها، علماً بأن هذه التحديدات فرضت هذه المرة من قبل الصديق! لا من قبل العدو- كما هي العادة في الحروب.

وأخيراً لا بد من الإشارة إلى أن عدداً من الأخوة الأعزاء في سوريا أعلنوها مراراً بأنه لولا جيش العراق البطل لكانت سقطت دمشق وهو السبب الأساسي الذي دعا القيادة السورية لطلب تدخل الجيش العراقي في المعركة. وهنا أشير إلى أنه في الثامن من تشرين الأول/أكتوبر 1973 قابل السفير العراقي وزير الخارجية السوري بناء على طلبه وأكد له الوزير "على أهمية وصول القطعات العسكرية العراقية بأسرع وقت وبأكبر حجم ممكن. ورجا أن لا تقل عن فرقتين بكامل دروعهما" (نص من برقية عاجلة بعث بها السفير العراقي بهذا الخصوص إلى بغداد كانت محفوظة في أرشيف وزارة الخارجية العراقية - قبل احتلال العراق وغزوه من قوى تحالف الشر الصهيو-أمريكي ولدينا نسخة منها وقد وردت بتاريخ 8/10/1973). ولم تكن الفرقتان المدرعتان الثالثة والسادسة تنتظران هذه البرقية فلقد وضعتهما القيادة السياسية في الإنذار منذ يوم 6/10. وعندما تلقى عامل البرقيات في وزارة الخارجية الكلمات القادمة من مسافة 1050 كيلومتراً، كانت سلاسل دبابات ومجنزرات الجيش العراقي تطوي الطريق الصحراوية متجهة نحو الجولان.
كما نود الإشارة إلى أنه قد تم وضع مخطط عسكري شامل لتحرير فلسطين والأراضي العربية المحتلة بدءا من هضبة الجولان آنذاك، ولكن بسبب قبول سوريا ومصر قرار وقف إطلاق النار رقم 338 قرر العراق سحب قواته العسكرية بعد أن سمع عن قبول سوريا ومصر بقرار وقف إطلاق النار من الإذاعات بتاريخ 22/10/1973، فأعلنت القيادة العراقية في اليوم نفسه ما يلي: "إن العراق لم يكن طرفاً في اتفاقيات الهدنة لعام 1948، كما أنه لم يوافق على قرار وقف إطلاق النار لعام 1967، لذلك وانسجاماً مع سياسة حزبنا حزب البعث العربي الاشتراكي في رفض التفاوض والصلح مع الكيان الصهيوني والاعتراف به، فإننا لا نعتبر أنفسنا طرفاً في أي قرار أو إجراء أو تدبير من هذا القبيل اتخذ أو سيتخذ في المستقبل".
وفي التاسع والعشرين من تشرين الثاني/أكتوبر 1973 وبعد مشاورات طيلة أكثر من أسبوع مع عدد من الدول العربية ومنها مصر وسورية ومطالبتهم باستمرار تنفيذ مخطط التحرير الشامل بناء للمعطيات على أرض المعركة، ولما وجد العراق أن هناك جهات عربية تسعى للوصول إلى ما يسمى "الحل السلمي" من وراء القبول بقراري مجلس الأمن (242 و338) أصدر قراره بسحب قواته العسكرية من الجبهتين السورية والمصرية، وشرح حيثيات ذلك في بيان صدر عن القيادتين القومية والقطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي ومجلس قيادة الثورة بتاريخ 29/10/1973 مؤكداً على ما أعلنه بتاريخ 22/10/1973، وبدأت القوات العسكرية العراقية بالعودة إلى العراق بعد انتصاراتها الرائعة التي سطرتها في معارك الشرف والبطولة للدفاع عن أرض الوطن العربي الكبير.
وهنا نترك للقراء الأعزاء الاطلاع على بعض الخرائط التي تصور أرض المعركة في هضبة الجولان وأماكن المعارك وتواجد القوات العسكرية السورية والمغربية والعراقية:
من أرشيف "المحرر" العدد 197 (6/10/2004)

سفالة .. فاطمة ناعوت: العرب غزاة لمصر.. واللغة العربية لغة أهل الاحتلال

‎‎منشور‎ by Sally Khaled.‎


المفكر القومى محمد سيف الدولة يكتب: دولة الخلافة الأمريكية

تحت ذريعة داعش وأخواتها، يحذروننا من الخطر المحتمل لأنصار فكرة الخلافة الاسلامية، كما فعلوا بالأمس مع خطر أسلحة الدمار الشامل فى العراق، وبالأمس الأول مع أنصار الوحدة العربية او أنصار الأممية الاشتراكية، وكما يفعلون كل يوم مع أنصار الاستقلال الوطنى، أو مع أى دعوة أو فكرة أو حركة فى الوطن العربى وفى العالم كله، ترفض الاستسلام لهم والسير فى ركابهم.
حسنا ولكن ماذا عن الخطر الواقع والحال، المتمثل فى دولة الخلافة الأمريكية التى تحكمنا وتتحكم فى مصائرنا منذ عقود طويلة؟
وبدون الغوص العميق فى التاريخ، دعونا نتأمل معا حجم الوجود والسيطرة الأمريكية الآنية على حياتنا : 
عسكريا وأمنيا واستراتيجيا :
· هناك بالطبع الحشد العسكرى الجديد للحلف الامريكى فى العراق وسوريا.
· والاتفاقية الامنية الامريكية الجديدة مع افغانستان لتمديد أجل وجود القوات الامريكية هناك.
· و قوات الانتشار السريع الامريكية التى اعلنوا عنا مؤخرا فى الكويت.
· اما قبل ذلك فالقوات والقواعد الامريكية موجودة فى العراق والكويت والسعودية والامارات وقطر وسلطنة عمان والاردن وجيبوتى وفقا للبيانات المعلنة، ونظن انه ما خفى كان أعظم.
· هذا بخلاف قاعدتهم الاستراتيجية العظمى المسماة باسرائيل.
· وقواتهم موجودة فى سيناء أيضا تحت عنوان قوات متعددة الجنسية، وفقا لاتفاقيات كامب ديفيد، كما يحصلون على تسهيلات لوجستية مصرية لبوارجهم فى قناة السويس ولطائراتهم فى المجال الجوى المصرى.
· يقومون بتدريبات مشتركة مع كافة الجيوش العربية على غرار مناورات النجم الساطع مع مصر.
· ويقومون منذ سنوات طويلة بتعليم وتدريب قادة الجيوش العربية فى الاكاديميات العسكرية الأمريكية، التى لا تخلو بالطبع مع عمليات غسيل أدمغة وعقائد موجهة و ممنهجة ومدروسة.
· طائراتهم بدون طيار "تبرطع" فى سماوات المنطقة لتقتل من تريد، فى اليمن وافغانستان وباكستان والصومال.
· أما حلفهم المركزى المسمى بالناتو فقواعده فى تركيا، ناهيك عما فعله فى ليبيا.
· يقتسمون النفوذ فى العراق مع ايران، ويسلحون الأكراد، ويدعمون انفصالهم لإنشاء دولة كردية تماثل اسرائيل. ويسلحون ويدربون المعارضة السورية "المعتدلة".
· يحتكرون بيع وتصدير السلاح لغالبية الجيوش العربية، لضمان التفوق العسكرى الاسرائيلى النوعى على كافة الدول العربية مجتمعة، بالإضافة بالطبع الى استنزاف الثروات العربية فى خزائن شركات السلاح الامريكية الكبرى.
· يقومون برعاية اسرائيل والحفاظ على وجودها وأمنها، ويعملون على تصفية فلسطين وقضيتها. ويعطون الممارسات الصهيونية الاحلالية الاستيطانية الإرهابية العنصرية، غطاءً كاملا فى الأمم المتحدة، ويمولون السلطة الفلسطينية الموالية لاسرائيل، ويدربون الشرطة الفلسطينية للتصدي لمظاهرات وانتفاضات الشعب الفلسطيني فى الضفة. وقبتهم الحديدة الأمريكية تحمى إسرائيل من صواريخ المقاومة الفلسطينية، ويكرهون كل الأنظمة العربية على الاعتراف بإسرائيل والسلام معها.
· ينزعون السلاح عن الاراضى العربية المجاورة لاسرائيل فى مصر وسوريا والاردن والضفة الغربية المحتلة ولبنان بموجب اتفاقيات او قرارات دولية جائرة، ويفرضون مناطق حظر جوى على هواهم كما حدث فى العراق إبان حصار العشرة اعوام.
· يقومون بتخطيط الترتيبات الأمنية الإقليمية فى المنطقة، وتوزيع الأدوار على الدول العربية، ومن أمثلتها الاتفاقية الامنية الامريكية الاسرائيلية للمنطقة الواقعة من جبل طارق حتى باب المندب لحظر توريد أى سلاح للمقاومة الفلسطينية، والمعروفة باسم اتفاقية ليفنى/رايس، الموقعة بعد عدوان الرصاص المصبوب.
· يدعمون ويمولون ويسلحون جنوب السودان بعد وقبل سلخها عن السودان، ويحاولون تكرار ذلك فى دارفور.
· وهم الذين يصدرون تراخيص السلاح النووى لدول العالم؛ مسموح لاسرائيل، مرفوض لايران والعرب الذين لم يجرؤون بالمطالبة به أصلا، ناهيك عن تدمير السلاح الكيماوى السورى، ولن اذكر احتلال العراق بذريعة نزع أسلحة الدمار الشامل.
· يتحالفون استراتيجيا ويتعاونون امنيا ومخابراتيا مع غالبية الدول العربية.
· يقسمون العالم الى مناطق انتشار وسيطرة عسكرية، وياتى موقعنا فى منطقة "سنتكوم" وهى اختصار لكلمة "القيادة المركزية الامريكية" .
· يصنفون البشر والدول والأحزاب والتنظيمات والجماعات، الى فئات وطبقات ودرجات، ويمنحوا اللعنة أو صكوك الغفران الى من يشاؤون.
· يحاربون حركات المقاومة والثورات الشعبية، ويسعون الى احتوائها واجهاضها وتفريغها من مضامينها، ويقودون حركات الثورات المضادة فى العالم كله.
· قاموا بارسال الوفود والشروط والتحذيرات والتهديدات الى الثورة المصرية منذ ايامها الاولى، بضرورة الالتزام بالسلام مع اسرائيل، لكى يعترفوا بها.
· يصنفونا الى معتدل ومتطرف وارهابى، ويفرضون العقوبات أو الحصار أو الحرب على الخصوم حسب الطلب، وينهالون بالمعونات والمنح والقروض على الأصدقاء والتابعين، ثم يستعيدوها من الابواب الخلفية.
· يمنحون او يحجبون اعترافهم بالنظم الحاكمة، وما أدراك ما هو الاعتراف الامريكى الذى يستتبعه فورا اعتراف دولى.
· يسنون فى مجالسهم التشريعية القوانين الى تتدخل فى أخص شئوننا الداخلية.
· يشعلون ويشجعون الصراعات الداخلية والحروب الاهلية، لتسهيل مهمة اختراقهم للمجتمعات بالتحكم فى موازينها و نتائجها من خلال الدعم العسكرى والتمويل المادى لهذا الطرف او ذاك.
· يعكفون منذ نهاية الحرب الباردة على إعادة تشكيل خرائطنا وترسيم حدودنا مرة أخرى بمزيد من التقسيم والتفتيت.
· يسقطون ويحاصرون الأنظمة الوطنية، ويستبدلونها بأنظمة تابعة، وأمريكا اللاتينية خير شاهد على ذلك.
· يحشدون ويفضون الدول العربية بحكامها وأنظمتها وجيوشها، للمشاركة والتخديم على المصالح والمشروعات الامريكية.
· وبمعوناتاهم ومنحهم يخترقون كل مؤسسات الدول ويتحكمون فى نظمها السياسية وتشريعاتها الاقتصادية ومناهجها التعليمية وهويتها الثقافية.
· يؤممون كل قرارات الأمم المتحدة ويوجهونها، باستخدام سلاحهم الشهير "الفيتو"، الذى على مذبحه، تم تصفية كل حقوقنا الوطنية والقومية.
***
واقتصاديا وانسانيا:
· يمثلون هم وحلفائهم 20 % من سكان العالم ولكنهم يسيطرون على 80% من الناتج العالمي.
· يفتحون أسواق العالم أمامهم عنوة، ويدمرون الصناعات الوطنية، ويعيدون صياغة النظم الاقتصادية لدول العالم، باستخدام كافة أنواع الضغوط مثل المنح والقروض والمعونات والمؤسسات الدولية النقدية أمثال البنك وصندوق النقد الدوليين ومنظمة التجارة العالمية، ومؤسسات التصنيف الائتمانى للترويج او للتشهير باقتصاديات دول العالم حسب الطلب.
· ثم يُكرهون الدول الفقيرة على ربط اقتصادياتها بالسوق العالمي، للسيطرة عليها وعصرها ونهبها واختراقها والتحكم فيها، واستباحة أسواقها أمام شركاتهم العابرة للقوميات.
· يقتحمون حياة الشعوب ويتسربون الى منازلهم ويتحكمون فى مصائرهم ودخولهم، فيفرضون على الحكومات فى بلادنا، الامتناع عن دعم الفقراء بالسكن أو الوظيفة او التعليم او العلاج، ويجبروهم على تقليص دور الدولة الى أبعد مدى فى خدمة مواطنيها.
· يغرقون العالم بالدولار، ويفرضون على الدول تعويم عملتها الوطنية وربطها بعملاتهم، لإحكام دوائر الهيمنة والسيطرة والتحكم.
· يحتكرون الثروات النفطية العربية والإقليمية تنقيبا وتصنيعا ونقلا وتصديرا، ولا يتوانون على شن الحروب وإشاعة الاضطرابات ان تعرضت مصالحهم او عقودهم النفطية والتجارية للخطر أو المنافسة.
· ويسيطرون على عوائدها من أموال الملوك والأمراء والمشايخ العرب المودعة فى البنوك والمصارف الامريكية والأوروبية.
· يتحالفون ويستقطبون ويوجهون رجال الأعمال والإعلام والأمن وكبار رجال الدولة فى مجتمعاتنا التابعة، كما ورد بالتفصيل فى محاضرة لآفى ديختر وزير الامن الداخلى الاسرائيلى الاسبق.
· انهم تجار موت من الطراز الاول، يفجرون الصراعات والحروب، بغرض تسويق منتجاتهم من الاسلحة وأدوات القتل من كل صنف ونوع.
· يخترقون حياة وخصوصية خلق الله فى كل بلاد العالم، من خلال حزم من القوانين المقيدة لحركة الافراد والاموال عبر العالم.
· يوظفون تفوقهم التكنولوجى فى مراقبة كل قادة وشعوب العالم والتجسس عليهم.
· يسوقون لأنفسهم ولأفكارهم ولمصالحهم عالميا بصفتهم أخيار العالم وأسياده باستخدام ماكيناتهم الاعلامية والسينمائية الجبارة، وتتصدر أتفه أخبارهم، مثل زواج هذا الفنان أو أزياء تلك الفنانة، نشرات أخبارنا، وكأننا رعية فى مملكتهم، نتطلع لمتابعة آخر أخبار القصر وحاشيته.
· لقد وصلوا بنا إلى الدرجة التى أصبحنا نترقب البيانات والتصريحات اليومية الصادرة من البيت الأبيض، لنعلم ماذا سيحل بقضايانا ومصائرنا .
***
وبعد كل ذلك يأتون ليحذرونا من أنفسنا ومن تطرفنا ومن الأشرار فينا، وهم أصل كل بلاء وشر وجرثومة أصابتنا.
هزلت.
*****
القاهرة فى 7 اكتوبر 2014

المفكر القومى محمد سيف الدولة يكتب: حفلة أوباما فى الامم المتحدة

لم افهم لماذا كل هذا الاهتمام بكلمات الوفود المختلفة امام الجمعية العامة للأمم المتحدة، فصاحب الليلة الوحيد كان هو الرئيس الأمريكى باراك حسين اوباما .
فهو الذى حدد الموضوع وجدول الأعمال وخطط العمل ثم قام بتوزيع الأدوار مثل مايسترو الاوركسترا الذى ما أن يرفع عصاه، الا و يتبارى الجميع على العزف على سيمفونيته.
أو على رأى من قال بأن، اوباما كان يغرد والجميع يعمل ريتويت
لقد كانت الجلسة رقم 69 جلسة أمريكية بامتياز، دارت كل الكلمات فى فلك الأجندة الأمريكية، لا صوت يعلو فوق صوت الإرهاب فى الشرق الاوسط الذى ابتلى بالتطرف الاسلامى.
فظهر المشهد وكأننا بصدد طابور طويل من قادة المنطقة، يحلفون اليمين أمام رئيس العالم، ليؤكدوا جميعا و بلا استثناء على دعمهم للحملة الأمريكية الحالية فى العراق وسوريا، بكل ادعائاتها و ذرائعها المضللة، مع إضافة بعض الرتوش الصغيرة فى كلماتهم وفقا لظروف هذا البلد او ذاك.
***
ليس من المعقول أو المقبول، أن يتصدر حديث داعش والتحالف الدولى والتطرف والارهاب العربى والاسلامى، كلمات كل رؤساء المنطقة، بدلا من أن يتصدر كلماتهم، العدوان الصهيونى الاخير على غزة الذى راح ضحيته اكبر عدد من الشهداء الفلسطينيين منذ مذبحة صابرا وشاتيلا.
فالكلمات الجوفاء التى يرددها الرؤساء والملوك العرب فى كل مناسبة بلا أى روح او حماس او مصداقية من أن القضية الفلسطينية هى قضية العرب المركزية، وانه لا بديل عن دولة فلسطينية على حدود 1967، عاصمتها القدس الشرقية، هذه الكلمات لم تعد تقنع أحدا، ناهيك على انها حتى ان صدقت، فانها لا تمثل الموقف الحقيقى للشعوب العربية.
حتى الرجل المغلوب على أمره، رئيس السلطة الفلسطينية، أبو مازن، حين قدم خطابا متواضعا، تجرأ فيه على إدانه العدوان، عنفته الخارجية الامريكية واعتبرته خطابا مهينا به كثير من المغالطات والاستفزازات،
***
الأمريكان يكذبون كالمعتاد:
وحين تناول أوباما الصراع العربى الصهيونى الذى يحلو لهم بتسميته النزاع الاسرائيلى الفلسطينى، فانه لم يستغرق من كلمته الطويلة أكثر من 30 ثانية، وثلاث جمل بالعدد، أكد خلالها بالطبع إدانته لإطلاق الصواريخ على الاسرائيليين الأبرياء، متجاهلا حجم الضحايا والشهداء الذين سقطوا جراء هذه الجريمة، ومبغبغا كالمعتاد ببضعة كلمات دبلوماسية عن ضرورة تسوية النزاع.
أما حين تناول الأزمة الأوكرانية التى احتلت جزءا كبيرا من خطابه، فوجدناه على العكس تماما، يتكلم وكأنه أحد زعماء الاستقلال الوطنى فى بلدان العالم الثالث!
فذكر جملا من عينة انه ليس من حق دول أن تعيد رسم حدود دول أخرى، وأن أمريكا تؤمن بان الشعوب الكبرى لا يجب ان تفرض ارادتها على الشعوب الصغرى، وان الحق فوق القوة، وانه لا يمكن فرق الارادة بالقوة، ويجب ان نقوم بتجميع اكبر عدد من الشعوب لدعم حق الشعوب فى تقرير مصيرها...الخ هذا الكلام الاجوف منزوع المصداقية.
وحين أراد التبرير لحملته فى العراق وسوريا، فلقد استفاض مرددا حزمة من الكليشيهات المكررة الشهيرة والمضللة مثل: لسنا فى حرب مع الاسلام. التطرف هو نكبة العالم الاسلامى. نحن ضد صدام الحضارات. يجب أن نقف ضد العنصرية والنبذ الدينى. اننا نرفض تقسيم العالم الى مؤمنين وكفار. ندين الطائفية والصراع بين السنة والشيعة.
***
وكم كنت أتمنى أن يخرج من يفند له ادعائاته وذرائعه ومغالطاته مؤكدا على ان الأمريكان ليسوا فى حرب مع الاسلام فقط، بل هم فى حرب مع كل العالم، حرب سيطرة ونفوذ ونهب واستغلال على كل الشعوب والاوطان، حرب مع الاسلام والعروبة والوطنية والاستقلال والاشتراكية والتقدمية واى مبدأ أو قيمة انسانية تدعو الى التصدى لهم ومقاومتهم.
وانهم ضد صدام الحضارات بالفعل، لأنهم ليس لهم حضارة ولا دين ولا وطن ولا قيم، سوى صراع المصالح والطبقات والأموال والثروات والنفط والسلاح.
وانهم يتحدثون عن ان التطرف هو نكبة العالم الاسلامى، فى حين أنه لا يوجد فى العالم من هو اشد منهم تطرفا .
وانهم يرفضون تقسيم العالم الى مؤمنين وكفار، فلماذا يقسموننا الى مؤمنين وكفار بمذاهبهم الاقتصادية وبمصالحهم الاستراتيجية، وبمشروعاتهم الامبريالية، وبتعليمات مؤسساتهم المالية.
وانهم يتصدون للعنصرية والنبذ الدينى، فلماذا لا يبدءون بالكيان الصهيونى العنصرى، الذى لم يكتف باقصاء وطرد وابادة الشعب الفلسطينى، ولكنه ينادى بيهودية دولة اسرائيل، فى ظاهرة هى الاولى من نوعها فى العالم.
وانهم يدينون الطائفية والصراع بين السنة والشيعة. ويا لهم من نصابون كبار، أليس هذا هو مشروعهم الذى يدعمونه هم والصهاينة منذ عقود طويلة، المشروع الذى تشهد عليه وثائقهم الرسمية، ومراكز ابحاثهم، ومحاضر جلسات الكونجرس، وعقود تسليحهم وحركة تمويلاتهم لكل من المحاور والميليشيات السنية والشيعية.
انهم السبب الرئيسى فى كل ما يجرى من مصائب وكوارث فى العالم العربى، بدءا من رعايتهم لهذا الكيان الشاذ المسمى باسرائيل ومرورا باحتلالهم للعراق وإسقاطهم لدولته، وهيمنتهم على الأنظمة والحكام العرب، وإفقارهم لشعوب المنطقة من خلال نزيف النهب والاستغلال الذى لم يتوقف منذ قرنين من الزمان.
كنا نود أن نسمع مثل هذه الردود، ولكن من الواضح اننا يجب ان ننتظر حتى ننال استقلالنا الحقيقي من دولة الخلافة الأمريكية.
*****

ذ.عبد الله بوفيم يكتب: الأزهر فاقد للشرعية ولا يحق له أن يفتي

برز علينا مفتي الأزهر يتطاول على شعب مسلم وبنسبة 99 في المائة ليعلمنا ديننا الحنيف ويحدد لنا يوم العيد ووقت الصلاة ووقت النوم حتى.
الفتوى من هيئة استرزاقية تتلقى الأوامر والتعليمات غير جائزة وغير مقبولة, ومؤكد أن مفتي الأزهر تلقى التعليمات من سادته في الخليج العربي من متفيقهي الجامية المدخلية الذين هم في نظري خوارج هذا الزمان والمكفرين والتكفيريين بحق .
الفتوى تطاول على المسلمين, نسي المفتي المزعوم أن يرغمنا على أن نصلي العشاء في السادسة مساء بتوقيت غرنيتش كي يرضى علينا الجامية سادة مفتي الأزهر المزور.
أيها الجامية المدخلية, ويا أيها المفتري المفتي, أين كانت فتاويك والجامية المدخلية وأسيادك نصارى مصر وزنادقتها يغتصبون حرائر مصر عنوة ويعذبون الرجال ويقتلون الصبية والشباب؟
أما كنت على بينة من ذلك أيها المفتري؟ أم أن الجامية يريدون لنا أن نغير يومنا لنصلي الصبح في الثانية صباحا كي يرضى علينا الجامية المدخلية, إن كنا سنحتفل بالعيد في نفس اليوم مع الجامية فعلينا أن نفطر وقت فطورهم ونصلي وقت صلاتهم.
تريدون منا أن نصلي لصلاتكم ونصوم لصومكم ونعيد بعيدكم؟ ليس ضروري, وخير لنا أن نتبرأ مما تفعلون.
لم تفتي أيها المفتري في بناء نصب الشيطان فوق عرفة, ولم تفتي أين ذهب نصب الشيطان الذي يرجمه المسلمون ومنذ 1400 سنة؟
لم تفتي في حكم الاستعانة بالكفار على قتل المسلمين كما يفعل الجامية المدخلية اليوم الذين تعاونوا ومولوا الكفار على إبادة مسلمي العراق والشام بعد أن لفقوا لهم تهمة الارهاب.
خوارج هذا الزمان تعاونوا مع كل كافر زنديق مارق وأعلنوا الحرب على الإسلام, وهم يريدون منا نحن المغاربيون أن نسير على خطاهم في حرب الإسلام والمسلمين.
لن نفعل أيها الجامية المدخلية ويا زنادقة مصر يا من أعلنتم الحرب على مسلمي مصر الصادقين, نحن أحبة للمؤمنين وفي كل مكان وحرب على الزنادقة والفجرة وفي كل مكان.
طز في فتواكم وفي أزهركم بعد أن طردتم فيه العلماء وأبقيتم التافهين الإمعة ممن يتلقون التعليمات من أسيادهم, ألف طز فيكم وفي فتاويكم ونحن وبحول الله وقوته سيكون علينا أن نحرر الأزهر ومن خلفه من كفر نراه يتربص به واستعدوا أيها الجامية المدخلية يا من تمولون الكفار على قتل المسلمين.
استعدوا فإن حلف الكفار سينتقم منكم شر انتقام وسيسلمكم للمجوس يسومونكم العذاب الشديد, واستعدوا وانتظروا إنا معكم منتظرون.
المغاربة مسلمون ولله الحمد رب العالمين وبنسبة 99 في المائة في حين أن في مصر ملايين الكفار وفي بلاد الحرمين ملايين الشيعة المجوس الكفرة الفجرة وفي كل بلاد المسلمين ملايين الكفار, فلتعلموا أيها الضالون أن المغرب بلد الإسلام بلد المليون حافظ لكتاب الله عز وجل.
المغرب منارة الإسلام ورافع راية الإسلام الوسطي رغم أنف الجامية المدخلية وأنف الصهاينة والصليبيين, نعلم أن حلف الكفار سيحاربنا بالجامية المدخلية والشيعة المجوس, لكننا وبحول الله وقوته سنهزمهم
درارينا الذين غرهم الجامية المدخلية بسمت مزور يخفي الفسق والفجور والخروج عن إجماع المسلمين واستحلال دماء المسلمين, تيقظوا شباب المسلمين وفروا من الجامية المدخلية فراركم من الأجرب المعتوه, قبل أن يستحل لكم خوارج اليوم دماء المؤمنين فتسقطوا في الكفر الصريح.
تبا وسحقا لكل من يتطاول على الشعب المسلم, شعب الإيمان والإسلام, شعب العلماء وحفظة كتاب الله عز وجل, شعب الأولياء والعظماء وعبر التاريخ.
أيها الأزهر لقد كان يوما العبيديون المجوس انطلقوا من عندنا ودنسوك بكفرهم المجوسي, وبحول الله وقوته سينطلق المؤمنون من عندنا ليغسلوا دنس الشيعة المجوس الذي دنس الأزهر بعد أن انقلب الزنادقة على الرئيس الشرعي في مصر.

رائد شرطة مصري بالبحرين .. الكشف عن هوية أدمن الجيش المصرى الاليكترونى

شهادة تقدير حاصل عليها من مدير كلية الشرطة 

كشفت شبكة 
شبكة مسلم M.N.N l على الفيس بوك عن أدمن صفحة ما يسمى بالجيش المصري الاليكترونى وقالت ان ادمن هذه الصفحة التى تخترق صفحات مؤيدى الشرعية دائما تدار من مملكة البحرين
وقالت صفحة شبكة مسلم M.N.N l الشهيرة ان ادمن الصفحة يدعى خالد محمد أبو بكر حامد محسن رائد شرطة مفصول  ووالده هو لواء طيار سابق لطائرة مبارك.
وجاء في نص التدوينة التى نشرتها الصفحة وارفقت بها وثيقة تؤكد صحة ما جاء في التدوينة:
الأسم : خالد محمد أبو بكر حامد محسن
من مؤسسي صفحة ما يسمى بالجيش المصري الالكتروني,والجيش الالكتروني ده هو اللي بيخترق جميع صفحات دعم الشرعية الكبيرة و ده بقي ريسهم و من أهم الاعضاء الفاعلين في حزب ابناء مبارك المخلوع
وهو بلاص من بلاليص المخلوع, ودا اذكى اخواته وبيتكلم عن المؤامرة الكونية اللي بتتعرض ليها مصر وحروب الجيل الخامس وحزب الله اللي دخل ميدان التحرير والاخوان الماسونيين يعني باختصار حاجة كدة مخاليلي زي الشيخة ماجدة
موليد 21/1/1980
رقم التليفون بالبحرين : 0097336002571
الوظيفة : رائد سابق بوزارة الداخلية وتم فصله من الخدمه 2009
والده : محمد ابو بكر حامد محسن لواء سابق لطيارة رئاسة مبارك
العمل الحالى : في البحرين بأحدى السفارات ..
في ثاني كونت 
ودي شهادة تقدير حاصل عليها من مدير كلية الشرطة 
وهو من اشد مؤيدي العرص وجزء من اللجان الالكترونية اللي بتديرها مخابرات المكرونة ومكلفين بالتعليق على الصفحات اللي ضد الانقلاب زي رصد والجزيرة وغيرها وبياخدوا مرتب على الشغل دا 
وبنقوله الجيش الالكتروني دا تحطه في .................. عينك يا خوخة