27 سبتمبر 2014

كيف يتوحد عرب “الممانعة” و”الاعتدال” خلف هذا التدخل العسكري الأمريكي الذي سيقتل الآلاف بقلم: عبد الباري عطوان

لم تحتج الطائرات الحربية الامريكية وصواريخ “التوماهوك” اذنا من السلطات السورية لضرب مواقع لتنظيم “الدولة الاسلامية” وجبهة “النصرة” جناحي تنظيم “القاعدة” الى جانب “احرار الشام” داخل الاراضي السورية، لان امريكا باتت الحاكم الناهي المسيطر على المنطقة، ولذلك لا تعترف بسيادة اي دولة عربية على اراضيها او اجوائها، فالسيادة لها فقط، وما على الآخرين غير تقديم “البيعة” لساكن البيت الابيض الذي لم يبق له غير تنصيب نفسه”خليفة” للمسلمين، والعرب منهم خاصة، سنة او شيعة.
انها حرب امريكية بامتياز وبغطاء عربي اسلامي من دول محور “الممانعة”، ومن دول محور “الاعتدال”، من المسلمين السنة، ومن المسلمين الشيعة على حد سواء، فقد تساوى الجميع، وذابت الفوارق المذهبية والعقائدية والسياسية وبات الجميع، ودون اي استثناء يخدم الاجندات العسكرية والسياسية الامريكية، وهو استثناء تاريخي غير مسبوق في تاريخ المنطقة، فلم نسمع صوتا معارضا واحدا لهذا التدخل، ولو من قبيل التحذير من العواقب.
اربع دول خليجية، علاوة على الاردن، تباهت علانية بالمشاركة في هذه الضربات الامريكية، ليس من خلال فتح قواعدها الجوية، وخزائنها المالية، وانما ايضا بارسال طائرات للمشاركة الفعلية في الغارات على مواقع الجماعات الاسلامية المتشددة التي ساهمت بدور كبير، مباشر او غير مباشر، في تمويلها وتسليحها، ووصولها الى ما وصلت اليه من قوة وعنفوان، من اجل تصفيتها، حتى لو ادت هذه الغارات الى قتل مدنيين سوريين ابرياء، ومن بينهم اطفال ونساء بطبيعة الحال، فلا نعتقد ان مقاتلي الجماعات الجهادية المتشددة سيقفون وسط الصحراء السورية ويقولون للطائرات الامريكية تفضلي اقصفينا، كما ان هذه الجماعات لا تملك قواعد او مقرات لوزارات او بنوك مركزية او قصور لقادتها حتى تكون هدفا واضحا، وانما ستذوب قياداتها وافرادها وسط السكان بحيث تصبح ابرة وسط جبل من القش.
***
الشعب السوري لم يعد يعرف هذه الايام على يد من سيقتل، على يد النظام وبراميله المتفجرة، ام على يد فصائل المعارضة المسلحة وقصفها، ام بقذائف الطائرات الامريكية المغيرة، ام بحمم صواريخ “توماهوك”، ام قنابل الطائرات الخليجية، الامريكية الصنع، التي من المفترض ان تكون “قنابل صديقة”.
الجميع يتفق حاليا ويتكاتف ويتحالف على قتل المواطنين السوريين سواء كانوا في خندق النظام او في خندق المعارضة، ودون ان يكون لهذا الشعب اي ذنب، غير انه كان وسيظل عربيا مسلما مخلصا لعروبته واسلامه وقضايا امته.
سوريا تحولت الى حقل تجارب للقتل واختبار فاعلية الاسلحة الحديثة، فها هي الادارة الامريكية ووزارة دفاعها “البنتاغون” ترسل احدث ما في ترسانتها ومخازنها من اسلحة وطائرات مثل طائرة “اف 22″، الى الاجواء السورية للمرة الاولى منذ دخولها الخدمة، لتجرب حظها في القتل، وقياس مدى دقة وفعالية صواريخها، واداء طياريها.
ندرك جيدا ان مشاركة طائرات حربية خليجية في الحرب على الجماعات الاسلامية المتشددة هي مشاركة “رمزية”، او “كمبارس″ عمليا، فالمهمة الكبرى ملقاة على كاهل الطائرات الامريكية، ولكنها مشاركة خطرة جدا، وعلى درجة كبيرة من الاهمية ستظهر مخاطرها لاحقا، لانها توفر “الغطاء الشرعي” العربي والاسلامي لهذه الحرب الامريكية، وتوزع دم الجماعات الاسلامية المتشددة على القبائل العربية، التي اصبحت دولا ترفع اعلاما على مضاربها “العصرية”، وتعطي “صك براءة” لامريكا وكل جرائمها السابقة واللاحقة في حق اهل المنطقة.
نعرف اليوم الموعد او التاريخ الذي يؤرخ لبداية هذه الحرب، ولكننا لا نعرف، ولن نعرف في المستقبل المنظور، متى ستنتهي، وكيف ستنتهي، ومن الخاسر والرابح فيها، وان كنا نشك بأننا كعرب ومسلمين سنكون من الرابحين بالقياس الى جميع الحروب الامريكية السابقة في منطقتنا، امريكا لن تواجه الا الحد الادنى من الخطر، لانها تقاتل من الجو، بينما الخطر الاكبر سيلحق بالذين سيقاتلون على الارض، وهم بكل تأكيد من العرب والمسلمين، سواء كانوا يقاتلون في الخندق الامريكي او الآخر المقابل له.
الغارات الجوية الامريكية “العربية” المشتركة قد تغير معادلات كثيرة في المنطقة، ولن نستغرب ان نرى في الايام او الاسابيع المقبلة “توحد” اكبر ثلاثة فصائل اسلامية فرقهما العداء، والخلاف الايديولوجي، ونقصد بذلك “الدولة الاسلامية” وجبهة “النصرة” و”احرار الشام” وهي اكثر الفصائل المعارضة قوة وشكيمة وتأثيرا، ولن نستبعد حدوث اعمال انتقامية ضد الحكومات العربية والاسلامية التي شاركت في هذه الحرب بطرق مباشرة او غير مباشرة من قبل هذه الجماعات وانصارها، ونحن نتحدث هنا عن الاردن والدولة الخليجية الاربع الاخرى (السعودية، قطر، الامارات، البحرين).
جميع التدخلات العسكرية الغربية التي قادتها امريكا في المنطقة خلقت دولا فاشلة، وفوضى امنية عسكرية، وملاذا للجماعات الجهادية المتطرفة، وانهيارا للدولة ومؤسساتها وعدم وجود اي بديل افضل، ولنا في ليبيا والعراق وسورية خير الامثلة.
نعم هناك انصار ومؤيدون لهذه الحرب، ولكن اكثر الناس تأييدا وحماسا هم الذين يقفون في خانة الانظمة الحليفة او حتى غير الحليفة لواشنطن التي ترى في “الدولة الاسلامية” خطرا عليها، وكأن هذه الدولة قوة عظمى تملك الطائرات الحربية واسلحة نووية وصواريخ باليستية، ولكن ماذا عن الغالبية الساحقة من الشباب المحبط الذي يعاني من البطالة والفقر والحرمان والفساد والتهميش؟ وماذا لو لم تنجح هذه الحرب في تحقيق اهدافها؟
***
نسأل هذا السؤال لان الرئيس الامريكي باراك اوباما الذي قال في خطابه قبل اسبوعين انه سيهزم “الدولة الاسلامية” مثلما هزم “القاعدة” كان يجافي الحقيقة، او يضلل مواطنيه، فاذا كان هزم القاعدة فعلا لماذا يضرب جماعة “خراسان” التي يقول ان مواطنا كويتيا يقف خلفها (عبد الرحمن الفضلي) وكانت تخطط لشن هجمات ضد الغرب، وتعتبره فرعا لتنظيم “القاعدة” ثم لماذا يعود الى العراق بطائراته وصواريخه بعد اربع سنوات لمحاربة تنظيم “الدولة الاسلامية” وجبهة النصرة واحرار الشام والقضاء عليها قضاء مبرما؟ وهو الذي اعلن ان الحرب على الارهاب اعطت اؤكلها والعراق “تحرر” وبات نموذجا في الديمقراطية والاستقرار.
“الدولة الاسلامية” تشكل خطرا كبيرا، وتعتنق ايديولوجية دموية يختلف معها غالبية المسلمين لدمويتها وارهابيتها، ولكن علينا ان نسأل هل القتل على ايدي سفاحي “الدولة الاسلامية” محرم بينما هو حلال زلال اذا جاء بصواريخ الطائرات الامريكية والعربية المشاركة معها في عمليات القتل الجوي هذه؟
وهذا النظام السوري الذي بارك هذه الحرب ورحب بها لاستئصال الارهاب، الا يدرك انه المستهدف الاول في هذه الحرب، سواء بعد القضاء على التنظيمات الارهابية او ربما قبلها؟
المنطقة مقبلة على كارثة جديدة ربما تكون اكثر خطرا وتدميرا من كل سابقاتها، وسيهرب الامريكيون مثلما هربوا بعد كل تدخلاتهم العسكرية وهزائمهم السابقة، ونحن العرب الذين سندفع الثمن من دمنا ومالنا ووحدتنا الجغرافية والديمغرافية والاسلامية.

فيديو.. رئيس تحرير اليوم السابع يعترف : امرونى بنشر اخبار تشير لتأمر قطر على مصر


فيديو .. حنكة الرئيس التونسي تجبر كل أعضاء البرلمان الاوربي للوقوف احتراما وتقديرا له ولبلده

‎‎منشور‎ by Hannibal Laarif.‎
هل سبق أن حدث هذا في التاريخ : رئيس عربي يخطب في البرلمان الأوروبي و يفرض عليهم الوقوف إحتراما لشخصه و لأفكاره والتصفيق لدقائق عدّة و منهم من بكى ... المرزوقي يشرّف تونس أينما حلّ ... و يفرض الإحترام لا بماله و لا جيوشه و جبروته ... بصراحته و ثقافته و علمه
لانه. مناضل. وليس. لصا. او. فاسدا. هكذا. يفعل. الرئيس. المرزوقى. رئيس. تونس. يأكل. فى. كافتيرايا. الامم. المتحده. بعيدا. عن. ولائم. زعماء. وأمراء. الفساد. والطغيان

26 سبتمبر 2014

هاجم فيه حكم العسكر.. اعلان خالد صالح الممنوع من العرض


أموت او اعيش بحرية .. اعلان خالد صالح الممنوع من العرض

خالد صالح قبل الرحيل : اتعاطف مع شهداء رابعة .. وكل بيت مصري يتعاطف مع الإخوان


قال الفنان الراحل خالد صالح، في آخر لقاء تليفزيوني ظهر به مع الإعلامية منى الشاذلي، إنه حزين على شهداء الإخوان المسلمين الذين قُتلوا في ميداني رابعة العدوية والنهضة، وأنه يشعر بأنه هو من مات له ميت وليس الإخوان، وأنه متأكد أن كل مصري حزين عليهم.
وأضاف صالح أن الإخوان أو المتعاطفين معهم لازم يعرفوا أن الجميع متعاطف معهم، متابعًا: "انتو لما بترجعوا من مظاهراتكم إحنا اللي بنستناكم لأن ما فيش بيت مصري إلا وكان به واحد متعاطف مع الإخوان".
فيما نشر اعلانا اخر ينتقد فيه حكم العسكر وتم منعه من العرض
أموت او اعيش بحرية .. اعلان خالد صالح الممنوع من العرض
اعلان خالد صالح عن ثورة يناير

د. مصطفى يوسف اللداوي يكتب : رحى الحرب وطاحونة الموت


رمادُ النار كثير، وحطامُ الحرب كبير، وهشيم المعارك في كل مكان، ورائحة الموت كامنةٌ، طاغيةٌ باقية، لا تزول ولا ينساها الناس، ولا تغيب عن الذاكرة ولا تطويها الأيام، تستعيدها الأحلام، وتستنهضها بقساوةٍ الهواجسُ والكوابيسُ، ويعيش هولها الكبار قبل الصغار، والشيوخ أكثر من الأطفال.
أحياءٌ جميلة قد خمدت أنفاسها، وسكنت حركاتها فلا حياة فيها، وقد كانت على بساطتها هي الحياة، وهي الوطن على امتداده، وإن كانت ضيقةً صغيرة، أو متجاورةً متلاصقة، أو متراكبةً بعضها فوق بعض، أو تتحد في مداخلها، وتشترك في أفنيتها وسطوحها، ولكنها كانت تجمع وتستر، وتحمي وتقي، وكانت فيها السلوى والمتعة، ومنها كانت تنبعث المسرة بجمعها، وتثير المحبة بمن ضمته في جنباتها. 
بيوتٌ كانت تجمع الأحباب، وتضم بين جدرانها أحب الناس وأصدقهم، الكبار بذكرياتهم، والآباء بحنانهم، والأخوة والأخوات بصداقاتهم، والأطفال أكثرهم براءةً وطهراً، وأصدقهم لساناً، وأبينهم للحقيقة حالاً، كانوا فيها يتزاحمون، وفي داخلها يتراكضون ويتنافسون، هم فيها كثرةٌ تضيق بهم الأفنية التي كانت لهم أسرةً ومهداً، ولكنهم إليها يحنون، وهم لها محبون وإليها ينجذبون، وفوقها للنوم كانوا يخلدون.
بيوتٌ وأحياءٌ فقدت روحها التي كانت، ونزعت الحرب منها بريقها الذي كان، وحرمتها من حيزها في الحياة، وهي التي كانت بمجموعها المجتمع، وبمن فيها الأهل والشعب، وكانت تصنع الحياة، وتخلق الأمل، وتوزع الفرحة، وتنثر بين سكانها السعادة، فلا يضنيها أسى، ولا تبكي عيونها الأحداث، ولا تكسر ظهرها النوائب، ولا تفت في عضدها شدة المصائب وعظم المحن.
وحجارةٌ متناثرة، تملأ المكان، وتتجمع وكأنها التلال، وتحكي قصصاً عن نفسها كأنها الخيال، وتروي ذكرياتها لكل الأجيال، في كل مكانٍ منها حكاية، وعند كل زاويةٍ فيها رواية، ولادةٌ وموتٌ، واستقبالٌ ووداع، وقدومٌ ورحيل، وزواجٌ وأفراح، وهنا صورة، وهناك قصةٌ وحكاية، يرويها أطفالٌ، ويصغي السمع لها الكبار، فذاكرة الأطفال أصفى وأنقى، وكلماتهم أكثر تعبيراً، وأصدق وصفاً.
ركامٌ فوق ركام، وحجارةٌ تختلط فيها كل الأشياء الجميلة التي كانت، قد باتت تلالاً، ألوانها تلافيق، ومكوناتها عديدة، فيها من الثياب والأسلاك والسلال والحبال كثير، وفيها أوراقٌ وأخشابٌ وعلبٌ من حديد، وبقايا كتبٍ وأقلامٌ مكسورة، وصفحاتٌ من دفاتر مدرسية، وممحاةٌ وقلم رصاصٍ صغير، وأخرى كراسُ رسمٍ، ودفترُ ذكرياتٍ لبنت صغيرة، ما زالت جدائلها تتراقص، وحمرة الحياء على وجهها تنضى جمالاً.
وأسياخُ حديدٍ صدئةٍ تخرج من بقايا البيوت، تربط بعض أجزائها ببعض، وتجمع إلى بعضها أشلاءها الممزعة الممزقة، لكن لا حياة فيها من جديد، ولا روح تبعث فيها لتعيش، فقد ذوت وتناثر الكثير من ترابها المتماسك، فطار كغبار، أو سقط كحصى، فلم يعد يمسكه شئ، ولا يثبته ببعضه اسمنت، حتى غدا ركاماً وأتربة، لا تصلح للبناء، ولا تنفع لغير الردم، ولكن إرادة الحياة، وروح الأمل، تخلق من العدم قدرة، ومن الفراغ فرصة، فيستخلصُ الحديدُ، وتهرسُ الكتلُ الإسمنتية، ليعاد بهما البناء من جديد.
وبناءٌ منهارٌ، وآخرٌ للسقوط آيلٌ، وجدرانٌ تداخلت أعمدتها، وتبعثرت سقوفٌ كانت ترفعها، فلا أعمدةٌ بقيت، ولا بنيانٌ يقوم، ولاسُقُفَاً باتت تظلل الرؤوس، فتهات بسقوطها الشوارع، وضاعت بانهيارها المعالم، وتداخلت الطرق، واستوت من كثرة الركام الأرض، فلا بيتاً يعرفه صاحبه، ولا شجرةً بقيت كانت تميز المنزل، وتعلم الدار، وتشير إلى أنه كان في هذا المكان دورٌ وأحياء.
بقرت الحربُ بطون البيوت والمساكن، وأخرجت ما في جوفها، وما كانت تخفيه في أستارها، فلا خزائن بقيت تحتفظ بالملابس والثياب، ولا أدراج صانت جواهرها ولا مدخرات الأيام، ولا شيء مما كان في الجيوب أو تحت الثياب، ولا طعاماً كانت ربات البيوت تحفظه مونةً لقادم الأيام، وقسوة الزمان، فقد تكسرت الجرار، وتحطمت الخزائن، وتمزقت الأكياس، وتبعثرت البذور والأغلال، وانسكب الزيت وضاع الخل، وما بقي من المونة ما يئد ولا ما ينفع، وانقلبت قدورٌ كانت على النار راسياتٌ، وانطفأت مواقد ومشاعل كانت تعد طعاماً بسيطاً لا يقوم أوداً، ولا يكفي لتمام صحة.
بؤسٌ على الوجوه، وزوغانٌ في العيون، ونحافةٌ تطغى على الأبدان، وقوى ضعيفةٌ خائرة، وخطى بطيئةٌ حائرة، لا تعرف أين تسير، وتيهٌ يبحث عن الرشاد، وجوعى يبحثون عن لقمة عيش وكسرة خبز، وآخرون لا مكان لهم ولا بيت، ولا شئ في جيبهم، ولا وعد صادق ينتظرهم، ولا أمل كسنا برقٍ يضيء أمام عيونهم، ولا غيوم في السماء تبشر بفرجٍ قريبٍ، ويسرٍ قادم، ولا سعاةً صادقين، ولا مسؤولين مهمومين، ولا أمناء مخلصين، ولا مفاوضين مستعجلين، ولا جرحى مكلومين، ولا مصابين محزونين.
بل تجارٌ يحسبون، ومقاولون يتربصون، ومتعهدون ينفذون، كلٌ يحسب غلته، ويزيد في حصته، ويجرف الماء إلى حقله، ويزيح النار إلى قرصه، ويسلط الأضواء على نفسه، والشعب وحده المقروص الجائع، الفقير القانع، المعنى الصابر، المهلهل المستور، فهل من ينظر بصدقٍ إلى حاله، ويرى رحى الحرب وطاحونة المعركة ماذا عملت به، وإلى أين مضت بمستقبله، أم نتركه لحربٍ ضروسٍ وأشد بؤساً، تقتلهم بناب الجوع، أو تغرقهم في عمق البحار، أو تسلمهم إلى يأسٍ يقتل فيهم الروح، ويقضي على الانتماء، وينهي الحب والولاء.

جمال سلطان يكتب : كلمة السيسي أمام منبر الأمم المتحدة

المصريون
في كلمته التي انتظرها المصريون أمام منصة الأمم المتحدة في نيويورك ، تحدث الرئيس عبد الفتاح السيسي خمسة عشر دقيقة تقريبا ، وهو إيجاز إيجابي في مثل هذه المناسبات ، وقد استغرق السيسي حوالي ثمان دقائق من كلمته ، أي أكثر من النصف قليلا في الدفاع عن موقفه تجاه الأحداث التي جرت في مصر وإطاحته بالرئيس المدني المنتخب محمد مرسي ، وراح السيسي يشرح بتفصيل ويعيد الكلام بأكثر من طريقة ليثبت أن ما قام به كان إرادة شعبية وأن مصر كانت معرضة للخطر لوجود هذا الفريق "الإخوان" في سدة الحكم ، وأن الشعب المصري ثار على الإخوان لأنهم مارسوا الإقصاء ضد خصومهم ، وهي هفوة في الخطاب تنفي ضمنيا تهمة الإرهاب الموجهة للإخوان أو أن الخلاف معهم كان على أساسها ، لأن الخلاف معهم كان خلافا على سياسات ، وقال السيسي أن العالم بدأ يتفهم الحالة المصرية الآن بعد انتشار العنف والإرهاب .
بدا السيسي في كلمته كما لو كان في وضع المتهم الذي يدافع عن نفسه أمام محكمة ، ويشعر بأن كل من حوله يتهمونه بشيء ، وهو يحاول أن يبرر ما حدث ، ويحاول أن يثبت أن ما فعله كان شرعيا ولم يكن فيه سرقة للديمقراطية أو إهدار لإرادة الشعب واختياره عبر انتخابات أشرف عليها القضاء ، ويحاول أن يثبت أن ما فعله لم يكن فيه تجاوز للعدالة والشرعية والديمقراطية ، وكذلك الحال في إطالته الحديث عن احترام مصر للحريات العامة وحرية التعبير وأنها ثوابت لا عودة عنها مطلقا ، وهو كلام مناقض لما يراه العالم ويضج من سماعه يوميا تقريبا من إهدار للحريات العامة في مصر وحبس الصحفيين واعتقال النشطاء باتهامات بالغة الغرابة فضلا عن حبس عشرات الآلاف من أنصار الرئيس الأسبق مرسي ، وتصل الأحوال إلى الحبس على أمور بالغة الغرابة والسخافة كحبس فتاة لحملها مسطرة عليها شعار رابعة أو حبس سيدة لاستخدامها "دبوس" عليه شارة رابعة أو حبس فتيات لحملهن "بالونات" عليها شعار رابعة وهي وقائع لا تصدق في أي معيار حقوقي أو قانوني أو إنساني في عالم اليوم ، وكانت المفارقة أنه بينما كان السيسي يتحدث في الأمم المتحدة عن احترامه للحريات والحق في التعبير كان الأمين العام للأمم المتحدة نفسه يطالب مصر بإطلاق سراح النشطاء ووقف اضطهاد دعاة حقوق الإنسان واحترام الحريات العامة ، وكذلك فعل الرئيس الأمريكي باراك أوباما ، وهو ما فرغ كلمة السيسي من أي قدرة على الإقناع ، رغم التضخيم المدهش في الإعلام المصري لقيمة كلمته وخطورتها وترحيب العالم بها وتصفيق الأمم المتحدة طويلا لها !! .
هناك أزمة عميقة للشرعية في مصر ، الأمر أوضح من أن يتجاهله أحد ، والسيسي أكثر شخص في مصر يدرك ثقل هذه الأزمة ، وخطورتها ، وهو يبحث عن أي وسيلة لتفكيكها أو إنهاء عقدتها ، وهو الوحيد في النظام المصري الجديد الذي كرر الحديث عن "شراكة" مع الخصوم ، وأن الإخوان يمكنهم العودة لممارسة العمل السياسي بعد نبذ العنف ، لا أحد غيره يمتلك الجرأة على أن يتحدث بهذا الأمر ، هو يدرك جيدا عمق الأزمة وخطورتها داخل مصر وخارج مصر وتبعاتها أمنيا واقتصاديا واجتماعيا وقضائيا وأخلاقيا أيضا ، وسيظل غبارها ونارها تطارده وتطارد نظامه وتربك خططه للإنقاذ الاقتصادي والأمني والاجتماعي وتهين العدالة في بلاده لسنوات طويلة ، ولكن المشكلة أنه لا يملك الرؤية الكافية لإنهاء هذه الأزمة وتصحيح المسار ، كما لا يملك الشجاعة الكافية أيضا بفعل الضغوط الشديدة التي تمارس عليه من قبل أجنحة في السلطة نفسها ترفض هذا المسار أيا كانت العواقب ، والسيسي لا يستطيع أن يخسرها الآن أو يتجاوز حضورها .
أيضا هجوم السيسي في كلمته على التيارات الإسلامية بكاملها ، والإسلام السياسي بشكل خاص ، ووصمه بالإرهاب وأنه سبب الشر كله الذي يراه العالم ، هو كلام دعائي بحت وعصبي وغير عقلاني على الإطلاق ، ويمكن للسيسي بسهولة أن يرى هذه التيارات وهي تحكم بلادا من حوله هي أفضل حالا من مصر الآن ، اقتصاديا وحقوقيا وأمنيا وحضاريا ، مثل تركيا ، وتحكم دول أخرى عربية مثل تونس والحال هناك أفضل إنسانيا وأمنيا وحقوقيا وديمقراطيا بكل المقاييس عن مصر ، وفي المغرب حيث الحكومة هناك يمثلها حزب إسلامي برئاسة الصديق العزيز المفكر الإسلامي المعروف الأستاذ عبد الإله بن كيران والذي حقق حزمة إصلاحات مهمة للغاية في أكثر من صعيد ، اقتصاديا وحقوقيا واجتماعيا وأمنيا رغم عظم تركة أسلافه وقسوتها في بلاد تعاني كثيرا ، كما أن هناك إجماعا دوليا على أن الذكاء السياسي للعاهل المغربي بإتاحة الفرصة للحركة الإسلامية أن تتولى الحكومة بسقف حرية معقول كان عاصما للمغرب من عواصف سياسية وأمنية ودينية اجتاحت المنطقة .
كاتب ورقة السيسي أراد أن يتفلسف بشكل زائد في هجومه على التيارات الإسلامية ، فهاجر إلى التاريخ ليصف دولة الخلافة العثمانية بالإرهاب وأنها جذر الإرهاب في بدايات القرن العشرين ، وهو كلام مضحك في غرائبيته ، فضلا عن كذبه الصريح ، فالخلافة كانت امبراطورية كبرى ومحورية في العالم أدارت شؤون عشرات الأمم والدول والأعراق والطوائف ، وكانت جزءا من تحالفات دولية ضخمة كما أن رموز الوطنية المصرية وصانعي نهضتها مثل الزعيم مصطفى كامل والزعيم محمد فريد وغيرهم كانوا من أعظم المدافعين عنها والمبجلين لمكانتها والمعظمين لارتباط مصر بها كإطار سياسي تاريخي عاصم من الاستباحة في وجه مطامع استعمار أوربي صريح .
كلمة السيسي التي تناقض الواقع ، وانشغاله طويلا بالدفاع عن نفسه وعن نظامه ، وحشده لمؤيديه أمام الأمم المتحدة ، وهو الوحيد في العالم الذي فعل ذلك من فرط القلق ، واضطراره في كلمته للدفاع عن ثورة يناير بأوضح كلام ووصفها بثورة شعب ضد الفساد وحكم الفرد "الاستبداد" رغم أن معظم أنصاره المتحمسين في القاهرة يصفونها بمؤامرة أمريكية ، وهذا الجدل والانقسام الواسع حول تقييم زيارته وكلمته ورسالته ، كلها مؤشرات متجددة على أن مصر تعاني من ثقل الانقسام ، وأنه أثقل وأخطر من أن يهرب من وقعه السيسي أو غيره 

مشاركة الطيارين العرب غير المسبوقة في الحرب على “الدولة الاسلامية” واخواتها

ما هي الدوافع والاخطار.. ومن اين اخترع اوباما تنظيم “خراسان” الارهابي؟ وما هو الهدف القادم؟

بقلم : عبد الباري عطوان 
بعد ان شاهدت بعض صور الطيارين من خمس دول عربية (السعودية، الامارات، قطر، البحرين، الاردن) يلوحون من نوافذ طائراتهم الامريكية الحديثة من طراز “اف 16″ باشارة النصر، والابتسامة مرسومة على وجوههم او وجوههن السمراء (قائدة طائرة اماراتية شاركت في القصف)، بعد عودتهم وانجازهم لمهامهم في تدمير مواقع واهداف لتنظيمات جهادية متشددة (الدولة الاسلامية، جبهة النصرة، احرار الشام) وقتل اكبر قدر ممكن من هؤلاء ومعهم العديد من المدنيين وربما الاطفال ايضا، اقول بعد هذه المشاهدة، اغمضت عيني وسرحت في حلم يقظة طويل (لم امر بهذه التجربة منذ سن المراهقة لكثرة الكوابيس العربية ولعدم وجود وقت لمثل هذه الاحلام) وتخيلت ان هؤلاء الطيارين والطيارات عائدون لتوهم الى قواعدهم، من مهمة في فلسطين المحتلة، تصدوا خلالها للطائرات الاسرائيلية التي تقصف الجوعى المحاصرين العزل في قطاع غزة.
على اي حال الاحلام كلها، يقظة او منام، مشروعة ومحببة، وليست محظورة بمقتضى قوانين الارهاب الامريكية والعربية، وربما هي الوحيدة التي تبقت لهذه الامة وابنائها، في هذا الزمن المتردي الذي لا نعتقد ان له مثيل في تاريخ هذه الامة في كل حقباته.
***
وزارة الدفاع الامريكية اكدت، عبر المتحدثين باسمها، ان المقاتلات العربية، شاركت بكثافة في الضربات الاخيرة ضد مواقع “الدولة الاسلامية” في سورية، وان عشر مقاتلات منها (سعودية واماراتية) اغارت برفقة ست مقاتلات امريكية على مصافي النفط الخاضعة لسيطرة هذه الدولة ودمرتها تدميرا كاملا.
مهمة الطيارين العرب سهلة، وليست محفوفة بأي أخطار على الاطلاق، فالاجواء صافية، والضحايا من اهل البيت (عرب ومسلمون)، والعدو لا يملك رادارات ولا مدفعية او صواريخ مضادة للطائرات، والدولة السورية التي هددت باسقاط اي طائرة تنتهك اجواءها، تعتبر نفسها، ومثلما قالت صحيفة “الوطن” السورية تقاتل في خندق واحد مع القوات الامريكية ضد الارهاب”.
هذه الغارات، وداخل سورية بالذات، تجعلنا نفهم اسباب عدم تزويد امريكا ومنعها دول عربية من تسليم صواريخ (آي باد) المحمولة على الكتف لشل سلاح الطيران السوري، لانها كانت تخشى سقوطها او بعضها، في ايدي الجماعات المتشددة وتستخدمها ضد الطائرات الامريكية والعربية في مرحلة لاحقة مثلما نرى حاليا.
لا نعرف ما اذا كانت هذه الدول العربية الخمس سترسل قوات ارضية في مرحلة لاحقة، وبعد ان يفرغ بنك اهداف الغارات الجوية، ولا يبقى شيء لهذه الطائرات لكي تقصفه بعد انجاز مهمة تدمير مصافي النفط البدائية وبعض مقار الجماعات الارهابية و”بناها التحتية”، ولكن ما يمكن ان نتكهن به انها ربما لم تقدم على هذه المهمة، اي المشاركة الجوية، لو لم تحصل على تعهد امريكي بالذهاب في هذه الحرب الى هدفها النهائي، اي تغيير النظام السوري، تماما مثلما فعلت عندما شاركت مع طائرات حلف الناتو في قصفها لليبيا، واسقاط النظام الليبي في نهاية المطاف.
لوران فابيوس وزير الخارجية الفرنسي عزز تكهناتنا هذه عندما اعلن ظهر الخميس في حديث لراديو (فرانس انفو) “ان اعداء بلاده في سورية يتضاعفون وان العدو الاول هو الاسد، ومن ثم تنظيم الدولة الاسلامية الذي يعمل لصالحه”.
كلام وزير الخارجية الفرنسي على درجة كبيرة من الاهمية، ويرسم الخطوط العريضة لهذه الحرب، والمهام المرسومة لكل طرف مشارك فيها، وكل ما نسمعه من احاديث عن الديمقراطية وحقوق الانسان والتطرف الاسلامي هو نوع من التضليل تماما مثل اكذوبة اسلحة الدمار الشامل العراقية.
الرئيس اوباما قال لنا في خطابه الاخير الذي اعلن فيه عن بدء الضربات الجوية داخل الاراضي السورية انه عجل بهذه الضربات لان تنظيم “خراسان” التابع لتنظيم “القاعدة” كان يخطط للقيام بعمليات ارهابية في امريكا ودول اوروبية اخرى انطلاقا من سورية، واقسم بالله، انني اتابع كل صغيرة وكبيرة متعلقة بتنظيم “القاعدة” منذ نشأته عام 1996، وكتبت كتابين حوله، والثالث في الطريق، ولم اسمع مطلقا باسم هذا التنظيم (خراسان) الا من الرئيس الامريكي اوباما، ثم ما حاجة الدكتور ايمن الظواهري لتأسيس تنظيم جديد على الارض السورية للقيام بمثل هذه العمليات، ولديه ثلاثة تنظيمات كبرى مثل “الدولة الاسلامية” وجبهة “النصرة” و”احرار الشام”، علاوة على عشرات التنظيمات الصغيرة التي تتبنى فكر “القاعدة” وايديولوجيتها؟ ثم كيف سينفذ هذا التنظيم عمليات ضد امريكا، و”التنظيم الام” لم ينجح في تنفيذ اي “عملية ارهابية” منذ عشرة اعوام تقريبا بسبب اجراءات الطوارىء المشددة في كل مطارات الغرب؟!
التحالف الدولي الجديد الذي تتزعمه الولايات المتحدة يسير وفق مخطط مدروس بعناية، الفصل الاول منه يمكن اختصاره في نقطتين:
*الاول: تجفيف المنابع المالية لتنظيم “الدولة الاسلامية” من خلال قصف 22 مصفاة بدائية للنفط في منطقتي دير الزور والرقة، وهي المصافي التي كانت تدر مليوني دولار يوميا.
*الثانية: تجفيف المنابع البشرية من خلال اصدار قرار عن مجلس الامن الدولي وفق البند السابع من ميثاق الامم المتحدة يمنع ويجرم اي دولة تسمح بمرور المقاتلين الاجانب للانضمام الى الجماعات الارهابية، وتنظيم “الدولة الاسلامية” على وجه الخصوص.

***
الهدفان تحققا جزئيا اليوم بتدمير المصافي المذكورة وآبار نفط اخرى، واعلان تركيا عن ترحيل الف شاب من جنسيات متعددة كانوا في طريقهم للالتحاق بـ”الدولة الاسلامية”، وعندما نقول جزئيا فان تنظيم “الدولة الاسلامية” يستطيع الاستغناء عن هذا المدخول النفطي لخمسة اعوام، اذا ما صحت التقديرات الاجنبية التي تقول انه يملك ارصدة مالية تتراوح بين خمسة وسبعة مليارات دولار، اما بالنسبة لالتحاق المقاتلين في صفوفه، فليس كل هؤلاء يمرون عبر الاراضي التركية، فهناك مقاتلون محليون من سورية والعراق، وعلينا ان نتذكر ان هناك حوالي 250 الف لاجيء غير شرعي في بريطانيا وحدها دخلوها بطرق غير شرعية، ومن خلال المهربين او مساعدتهم.
عندما كان يقول بعضنا ان هدف امريكا وحلفاءها تجميع “الارهابيين الاسلاميين” في بقعة واحدة والقضاء عليهم دفعة واحدة، كان هناك، ومن الاسلاميين خاصة من يشكك في هذا الكلام في غمرة حماسة لدعم ومساندة المعارضة المسلحة في سورية التي تقاتل لاسقاط النظام، فالذين كانوا يسمحوا للمتشددين الاسلاميين القادمين من مختلف انحاء العالم، بالمرور عبر تركيا والاردن والعراق، وتدريبهم وتمويلهم، هم الذين يرسلون طائراتهم لقصفهم والقضاء عليهم بالتالي.
هذه حرب “متدحرجة” ما زالت في ايامها او اسابيعها الاولى، ولذلك من الصعب اطلاق احكام حاسمة بشأنها ونتائجها، فقد تتغير الاهداف، وتنقلب التحالفات، وينسحب منها البعض، وينضم البعض الآخر، وتنتقل بنادق البعض من الكتف الايسر الى الايمن او العكس، فالحروب دائما مليئة بالمفاجآت، وليس كل المخططات وتطبيقاتها تنتهي بالطريقة التي يريدها مخططوها.

سفينة تركية عائمة لتزويد غزة بالكهرباء

قال السفير التركي لدى السلطة الفلسطينية مصطفى سارنتش، إن "الحكومة التركية تقدم مساعدات بقيمة 70 مليون دولار للشعب الفلسطيني سنويا، وأن الحكومة تدعم توجهات الفلسطينيين للتخلص من الاحتلال ".
ونقلت وكالة الأناضول عن سارنتش قوله ان تركيا تقف بجانب الفلسطينيين ونعمل كل ما بوسعنا لضمان وصول السفينة التركية العائمة التي ستعمل على تزويد قطاع غزة بالكهرباء، والتي تمنع سلطات الاحتلال وصولها للقطاع حتى الآن.

أمير قطر لـ"سي إن إن» الأمريكية: ما حدث بمصر ''انقلاب'' والشعب اختار ''الإخوان''

وكالات
وصف الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر، إطاحة الجيش للرئيس محمد مرسي في الثالث من يوليو 2013 بـ"الانقلاب"، قائلاً إن الشعب المصري انتخب جماعة "الإخوان المسلمين".
وشدد خلال مقابلة مع المذيعة كريستيان أمانبور، مع شبكة «سي إن إن» الأمريكية، على أن بلاده قدمت المساعدة للحكومات المصرية المختلفة، ولم تقصرها على حكومة الرئيس الأسبق محمد مرسي. وأضاف تميم، أن ما يدعيه البعض بدعم الإخوان، غير صحيح، مؤكدًا أن الدعم الذي قدمته قطر كان للحكومات المصرية المتعاقبة، وما زال مستمرًا، لذلك فالأمر لا علاقة له بالإخوان وفيما يتعلق بوجود عدد من قيادات "الإخوان" في قطر.
وقال تميم، إن "العديد من الإخوان رحلوا من مصر بعد ما حدث منذ عام مضى، وبعد الانقلاب الذي حدث في مصر".
وأوضح أن "الإخوان كانوا مهددين وخائفين، وهم في أمان وموضع ترحيب في قطر طالما أنهم لا يمارسون أي نشاط سياسي، ومازال البعض موجودًا والبعض الآخر منهم غادر البلاد لأنهم يؤمنون بأنه آن الأوان لممارسة العمل السياسي، وهم مدركون أن قواعد بقائهم في قطر تمنعهم من ممارسة أي نشاط سياسي ضد أي بلد عربي آخر.
وقال إنه لا يتفق مع تصريحات الرئيس الأميركي باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيري التي أشارا فيها إلى أن التحالف الدولي لا يتعلق بمواجهة الرئيس السوري بشار الأسد، بل بمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية فقط.
وأضاف أنه "يجب محاربة الإرهاب، ومعاقبة النظام السوري الذي تسبب في ظهوره".
وقال إنه "إذا اعتقدنا أننا سنتخلص من الحركات الإرهابية ونترك هذه الأنظمة -لا سيما هذا النظام- تقوم بما تقوم به، فإن هذه الحركات الإرهابية ستعود من جديد".
وأضاف الشيخ تميم أن بلاده دعت منذ اليوم الأول إلى وقف سفك الدماء في سوريا، ومنع الأسد من ارتكاب إبادة ضد شعبه.
وأكد أمير دولة قطر أن الأسد هو المسؤول عن الفوضى في سوريا، وقال إن الشعب السوري الذي يطالب بحريته بات يعيش بين نظام وحشي وأعمال إرهابية.
وردا على سؤال عما إذا كانت قطر مستعدة للاشتراك في العمليات العسكرية الحالية التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، قال الشيخ تميم إنه لا يمكن لبلاده أن تقوم بذلك بمفردها.
وأوضح أنه في حال كان هناك تحالف لمساعدة وحماية الشعب السوري فسيتم الانضمام إليه، مذكّرا في هذا السياق بأن دولة قطر كانت جزءا من التحالف الدولي لتحرير الشعب الليبي من النظام السابق.
وفي ما يخص مزاعم تمويل الدوحة حركات توصف بالإرهابية، أكد الأمير أن هناك اختلافا بين الدول في تصنيف وتعريف الحركات الإرهابية، ويجب التمييز بينها وبين المجاميع الإسلامية التي قال إن قطر لا تعتبرها إرهابية، مثل تلك الموجودة في سوريا