26 سبتمبر 2014

د. مصطفى يوسف اللداوي يكتب : رحى الحرب وطاحونة الموت


رمادُ النار كثير، وحطامُ الحرب كبير، وهشيم المعارك في كل مكان، ورائحة الموت كامنةٌ، طاغيةٌ باقية، لا تزول ولا ينساها الناس، ولا تغيب عن الذاكرة ولا تطويها الأيام، تستعيدها الأحلام، وتستنهضها بقساوةٍ الهواجسُ والكوابيسُ، ويعيش هولها الكبار قبل الصغار، والشيوخ أكثر من الأطفال.
أحياءٌ جميلة قد خمدت أنفاسها، وسكنت حركاتها فلا حياة فيها، وقد كانت على بساطتها هي الحياة، وهي الوطن على امتداده، وإن كانت ضيقةً صغيرة، أو متجاورةً متلاصقة، أو متراكبةً بعضها فوق بعض، أو تتحد في مداخلها، وتشترك في أفنيتها وسطوحها، ولكنها كانت تجمع وتستر، وتحمي وتقي، وكانت فيها السلوى والمتعة، ومنها كانت تنبعث المسرة بجمعها، وتثير المحبة بمن ضمته في جنباتها. 
بيوتٌ كانت تجمع الأحباب، وتضم بين جدرانها أحب الناس وأصدقهم، الكبار بذكرياتهم، والآباء بحنانهم، والأخوة والأخوات بصداقاتهم، والأطفال أكثرهم براءةً وطهراً، وأصدقهم لساناً، وأبينهم للحقيقة حالاً، كانوا فيها يتزاحمون، وفي داخلها يتراكضون ويتنافسون، هم فيها كثرةٌ تضيق بهم الأفنية التي كانت لهم أسرةً ومهداً، ولكنهم إليها يحنون، وهم لها محبون وإليها ينجذبون، وفوقها للنوم كانوا يخلدون.
بيوتٌ وأحياءٌ فقدت روحها التي كانت، ونزعت الحرب منها بريقها الذي كان، وحرمتها من حيزها في الحياة، وهي التي كانت بمجموعها المجتمع، وبمن فيها الأهل والشعب، وكانت تصنع الحياة، وتخلق الأمل، وتوزع الفرحة، وتنثر بين سكانها السعادة، فلا يضنيها أسى، ولا تبكي عيونها الأحداث، ولا تكسر ظهرها النوائب، ولا تفت في عضدها شدة المصائب وعظم المحن.
وحجارةٌ متناثرة، تملأ المكان، وتتجمع وكأنها التلال، وتحكي قصصاً عن نفسها كأنها الخيال، وتروي ذكرياتها لكل الأجيال، في كل مكانٍ منها حكاية، وعند كل زاويةٍ فيها رواية، ولادةٌ وموتٌ، واستقبالٌ ووداع، وقدومٌ ورحيل، وزواجٌ وأفراح، وهنا صورة، وهناك قصةٌ وحكاية، يرويها أطفالٌ، ويصغي السمع لها الكبار، فذاكرة الأطفال أصفى وأنقى، وكلماتهم أكثر تعبيراً، وأصدق وصفاً.
ركامٌ فوق ركام، وحجارةٌ تختلط فيها كل الأشياء الجميلة التي كانت، قد باتت تلالاً، ألوانها تلافيق، ومكوناتها عديدة، فيها من الثياب والأسلاك والسلال والحبال كثير، وفيها أوراقٌ وأخشابٌ وعلبٌ من حديد، وبقايا كتبٍ وأقلامٌ مكسورة، وصفحاتٌ من دفاتر مدرسية، وممحاةٌ وقلم رصاصٍ صغير، وأخرى كراسُ رسمٍ، ودفترُ ذكرياتٍ لبنت صغيرة، ما زالت جدائلها تتراقص، وحمرة الحياء على وجهها تنضى جمالاً.
وأسياخُ حديدٍ صدئةٍ تخرج من بقايا البيوت، تربط بعض أجزائها ببعض، وتجمع إلى بعضها أشلاءها الممزعة الممزقة، لكن لا حياة فيها من جديد، ولا روح تبعث فيها لتعيش، فقد ذوت وتناثر الكثير من ترابها المتماسك، فطار كغبار، أو سقط كحصى، فلم يعد يمسكه شئ، ولا يثبته ببعضه اسمنت، حتى غدا ركاماً وأتربة، لا تصلح للبناء، ولا تنفع لغير الردم، ولكن إرادة الحياة، وروح الأمل، تخلق من العدم قدرة، ومن الفراغ فرصة، فيستخلصُ الحديدُ، وتهرسُ الكتلُ الإسمنتية، ليعاد بهما البناء من جديد.
وبناءٌ منهارٌ، وآخرٌ للسقوط آيلٌ، وجدرانٌ تداخلت أعمدتها، وتبعثرت سقوفٌ كانت ترفعها، فلا أعمدةٌ بقيت، ولا بنيانٌ يقوم، ولاسُقُفَاً باتت تظلل الرؤوس، فتهات بسقوطها الشوارع، وضاعت بانهيارها المعالم، وتداخلت الطرق، واستوت من كثرة الركام الأرض، فلا بيتاً يعرفه صاحبه، ولا شجرةً بقيت كانت تميز المنزل، وتعلم الدار، وتشير إلى أنه كان في هذا المكان دورٌ وأحياء.
بقرت الحربُ بطون البيوت والمساكن، وأخرجت ما في جوفها، وما كانت تخفيه في أستارها، فلا خزائن بقيت تحتفظ بالملابس والثياب، ولا أدراج صانت جواهرها ولا مدخرات الأيام، ولا شيء مما كان في الجيوب أو تحت الثياب، ولا طعاماً كانت ربات البيوت تحفظه مونةً لقادم الأيام، وقسوة الزمان، فقد تكسرت الجرار، وتحطمت الخزائن، وتمزقت الأكياس، وتبعثرت البذور والأغلال، وانسكب الزيت وضاع الخل، وما بقي من المونة ما يئد ولا ما ينفع، وانقلبت قدورٌ كانت على النار راسياتٌ، وانطفأت مواقد ومشاعل كانت تعد طعاماً بسيطاً لا يقوم أوداً، ولا يكفي لتمام صحة.
بؤسٌ على الوجوه، وزوغانٌ في العيون، ونحافةٌ تطغى على الأبدان، وقوى ضعيفةٌ خائرة، وخطى بطيئةٌ حائرة، لا تعرف أين تسير، وتيهٌ يبحث عن الرشاد، وجوعى يبحثون عن لقمة عيش وكسرة خبز، وآخرون لا مكان لهم ولا بيت، ولا شئ في جيبهم، ولا وعد صادق ينتظرهم، ولا أمل كسنا برقٍ يضيء أمام عيونهم، ولا غيوم في السماء تبشر بفرجٍ قريبٍ، ويسرٍ قادم، ولا سعاةً صادقين، ولا مسؤولين مهمومين، ولا أمناء مخلصين، ولا مفاوضين مستعجلين، ولا جرحى مكلومين، ولا مصابين محزونين.
بل تجارٌ يحسبون، ومقاولون يتربصون، ومتعهدون ينفذون، كلٌ يحسب غلته، ويزيد في حصته، ويجرف الماء إلى حقله، ويزيح النار إلى قرصه، ويسلط الأضواء على نفسه، والشعب وحده المقروص الجائع، الفقير القانع، المعنى الصابر، المهلهل المستور، فهل من ينظر بصدقٍ إلى حاله، ويرى رحى الحرب وطاحونة المعركة ماذا عملت به، وإلى أين مضت بمستقبله، أم نتركه لحربٍ ضروسٍ وأشد بؤساً، تقتلهم بناب الجوع، أو تغرقهم في عمق البحار، أو تسلمهم إلى يأسٍ يقتل فيهم الروح، ويقضي على الانتماء، وينهي الحب والولاء.

جمال سلطان يكتب : كلمة السيسي أمام منبر الأمم المتحدة

المصريون
في كلمته التي انتظرها المصريون أمام منصة الأمم المتحدة في نيويورك ، تحدث الرئيس عبد الفتاح السيسي خمسة عشر دقيقة تقريبا ، وهو إيجاز إيجابي في مثل هذه المناسبات ، وقد استغرق السيسي حوالي ثمان دقائق من كلمته ، أي أكثر من النصف قليلا في الدفاع عن موقفه تجاه الأحداث التي جرت في مصر وإطاحته بالرئيس المدني المنتخب محمد مرسي ، وراح السيسي يشرح بتفصيل ويعيد الكلام بأكثر من طريقة ليثبت أن ما قام به كان إرادة شعبية وأن مصر كانت معرضة للخطر لوجود هذا الفريق "الإخوان" في سدة الحكم ، وأن الشعب المصري ثار على الإخوان لأنهم مارسوا الإقصاء ضد خصومهم ، وهي هفوة في الخطاب تنفي ضمنيا تهمة الإرهاب الموجهة للإخوان أو أن الخلاف معهم كان على أساسها ، لأن الخلاف معهم كان خلافا على سياسات ، وقال السيسي أن العالم بدأ يتفهم الحالة المصرية الآن بعد انتشار العنف والإرهاب .
بدا السيسي في كلمته كما لو كان في وضع المتهم الذي يدافع عن نفسه أمام محكمة ، ويشعر بأن كل من حوله يتهمونه بشيء ، وهو يحاول أن يبرر ما حدث ، ويحاول أن يثبت أن ما فعله كان شرعيا ولم يكن فيه سرقة للديمقراطية أو إهدار لإرادة الشعب واختياره عبر انتخابات أشرف عليها القضاء ، ويحاول أن يثبت أن ما فعله لم يكن فيه تجاوز للعدالة والشرعية والديمقراطية ، وكذلك الحال في إطالته الحديث عن احترام مصر للحريات العامة وحرية التعبير وأنها ثوابت لا عودة عنها مطلقا ، وهو كلام مناقض لما يراه العالم ويضج من سماعه يوميا تقريبا من إهدار للحريات العامة في مصر وحبس الصحفيين واعتقال النشطاء باتهامات بالغة الغرابة فضلا عن حبس عشرات الآلاف من أنصار الرئيس الأسبق مرسي ، وتصل الأحوال إلى الحبس على أمور بالغة الغرابة والسخافة كحبس فتاة لحملها مسطرة عليها شعار رابعة أو حبس سيدة لاستخدامها "دبوس" عليه شارة رابعة أو حبس فتيات لحملهن "بالونات" عليها شعار رابعة وهي وقائع لا تصدق في أي معيار حقوقي أو قانوني أو إنساني في عالم اليوم ، وكانت المفارقة أنه بينما كان السيسي يتحدث في الأمم المتحدة عن احترامه للحريات والحق في التعبير كان الأمين العام للأمم المتحدة نفسه يطالب مصر بإطلاق سراح النشطاء ووقف اضطهاد دعاة حقوق الإنسان واحترام الحريات العامة ، وكذلك فعل الرئيس الأمريكي باراك أوباما ، وهو ما فرغ كلمة السيسي من أي قدرة على الإقناع ، رغم التضخيم المدهش في الإعلام المصري لقيمة كلمته وخطورتها وترحيب العالم بها وتصفيق الأمم المتحدة طويلا لها !! .
هناك أزمة عميقة للشرعية في مصر ، الأمر أوضح من أن يتجاهله أحد ، والسيسي أكثر شخص في مصر يدرك ثقل هذه الأزمة ، وخطورتها ، وهو يبحث عن أي وسيلة لتفكيكها أو إنهاء عقدتها ، وهو الوحيد في النظام المصري الجديد الذي كرر الحديث عن "شراكة" مع الخصوم ، وأن الإخوان يمكنهم العودة لممارسة العمل السياسي بعد نبذ العنف ، لا أحد غيره يمتلك الجرأة على أن يتحدث بهذا الأمر ، هو يدرك جيدا عمق الأزمة وخطورتها داخل مصر وخارج مصر وتبعاتها أمنيا واقتصاديا واجتماعيا وقضائيا وأخلاقيا أيضا ، وسيظل غبارها ونارها تطارده وتطارد نظامه وتربك خططه للإنقاذ الاقتصادي والأمني والاجتماعي وتهين العدالة في بلاده لسنوات طويلة ، ولكن المشكلة أنه لا يملك الرؤية الكافية لإنهاء هذه الأزمة وتصحيح المسار ، كما لا يملك الشجاعة الكافية أيضا بفعل الضغوط الشديدة التي تمارس عليه من قبل أجنحة في السلطة نفسها ترفض هذا المسار أيا كانت العواقب ، والسيسي لا يستطيع أن يخسرها الآن أو يتجاوز حضورها .
أيضا هجوم السيسي في كلمته على التيارات الإسلامية بكاملها ، والإسلام السياسي بشكل خاص ، ووصمه بالإرهاب وأنه سبب الشر كله الذي يراه العالم ، هو كلام دعائي بحت وعصبي وغير عقلاني على الإطلاق ، ويمكن للسيسي بسهولة أن يرى هذه التيارات وهي تحكم بلادا من حوله هي أفضل حالا من مصر الآن ، اقتصاديا وحقوقيا وأمنيا وحضاريا ، مثل تركيا ، وتحكم دول أخرى عربية مثل تونس والحال هناك أفضل إنسانيا وأمنيا وحقوقيا وديمقراطيا بكل المقاييس عن مصر ، وفي المغرب حيث الحكومة هناك يمثلها حزب إسلامي برئاسة الصديق العزيز المفكر الإسلامي المعروف الأستاذ عبد الإله بن كيران والذي حقق حزمة إصلاحات مهمة للغاية في أكثر من صعيد ، اقتصاديا وحقوقيا واجتماعيا وأمنيا رغم عظم تركة أسلافه وقسوتها في بلاد تعاني كثيرا ، كما أن هناك إجماعا دوليا على أن الذكاء السياسي للعاهل المغربي بإتاحة الفرصة للحركة الإسلامية أن تتولى الحكومة بسقف حرية معقول كان عاصما للمغرب من عواصف سياسية وأمنية ودينية اجتاحت المنطقة .
كاتب ورقة السيسي أراد أن يتفلسف بشكل زائد في هجومه على التيارات الإسلامية ، فهاجر إلى التاريخ ليصف دولة الخلافة العثمانية بالإرهاب وأنها جذر الإرهاب في بدايات القرن العشرين ، وهو كلام مضحك في غرائبيته ، فضلا عن كذبه الصريح ، فالخلافة كانت امبراطورية كبرى ومحورية في العالم أدارت شؤون عشرات الأمم والدول والأعراق والطوائف ، وكانت جزءا من تحالفات دولية ضخمة كما أن رموز الوطنية المصرية وصانعي نهضتها مثل الزعيم مصطفى كامل والزعيم محمد فريد وغيرهم كانوا من أعظم المدافعين عنها والمبجلين لمكانتها والمعظمين لارتباط مصر بها كإطار سياسي تاريخي عاصم من الاستباحة في وجه مطامع استعمار أوربي صريح .
كلمة السيسي التي تناقض الواقع ، وانشغاله طويلا بالدفاع عن نفسه وعن نظامه ، وحشده لمؤيديه أمام الأمم المتحدة ، وهو الوحيد في العالم الذي فعل ذلك من فرط القلق ، واضطراره في كلمته للدفاع عن ثورة يناير بأوضح كلام ووصفها بثورة شعب ضد الفساد وحكم الفرد "الاستبداد" رغم أن معظم أنصاره المتحمسين في القاهرة يصفونها بمؤامرة أمريكية ، وهذا الجدل والانقسام الواسع حول تقييم زيارته وكلمته ورسالته ، كلها مؤشرات متجددة على أن مصر تعاني من ثقل الانقسام ، وأنه أثقل وأخطر من أن يهرب من وقعه السيسي أو غيره 

مشاركة الطيارين العرب غير المسبوقة في الحرب على “الدولة الاسلامية” واخواتها

ما هي الدوافع والاخطار.. ومن اين اخترع اوباما تنظيم “خراسان” الارهابي؟ وما هو الهدف القادم؟

بقلم : عبد الباري عطوان 
بعد ان شاهدت بعض صور الطيارين من خمس دول عربية (السعودية، الامارات، قطر، البحرين، الاردن) يلوحون من نوافذ طائراتهم الامريكية الحديثة من طراز “اف 16″ باشارة النصر، والابتسامة مرسومة على وجوههم او وجوههن السمراء (قائدة طائرة اماراتية شاركت في القصف)، بعد عودتهم وانجازهم لمهامهم في تدمير مواقع واهداف لتنظيمات جهادية متشددة (الدولة الاسلامية، جبهة النصرة، احرار الشام) وقتل اكبر قدر ممكن من هؤلاء ومعهم العديد من المدنيين وربما الاطفال ايضا، اقول بعد هذه المشاهدة، اغمضت عيني وسرحت في حلم يقظة طويل (لم امر بهذه التجربة منذ سن المراهقة لكثرة الكوابيس العربية ولعدم وجود وقت لمثل هذه الاحلام) وتخيلت ان هؤلاء الطيارين والطيارات عائدون لتوهم الى قواعدهم، من مهمة في فلسطين المحتلة، تصدوا خلالها للطائرات الاسرائيلية التي تقصف الجوعى المحاصرين العزل في قطاع غزة.
على اي حال الاحلام كلها، يقظة او منام، مشروعة ومحببة، وليست محظورة بمقتضى قوانين الارهاب الامريكية والعربية، وربما هي الوحيدة التي تبقت لهذه الامة وابنائها، في هذا الزمن المتردي الذي لا نعتقد ان له مثيل في تاريخ هذه الامة في كل حقباته.
***
وزارة الدفاع الامريكية اكدت، عبر المتحدثين باسمها، ان المقاتلات العربية، شاركت بكثافة في الضربات الاخيرة ضد مواقع “الدولة الاسلامية” في سورية، وان عشر مقاتلات منها (سعودية واماراتية) اغارت برفقة ست مقاتلات امريكية على مصافي النفط الخاضعة لسيطرة هذه الدولة ودمرتها تدميرا كاملا.
مهمة الطيارين العرب سهلة، وليست محفوفة بأي أخطار على الاطلاق، فالاجواء صافية، والضحايا من اهل البيت (عرب ومسلمون)، والعدو لا يملك رادارات ولا مدفعية او صواريخ مضادة للطائرات، والدولة السورية التي هددت باسقاط اي طائرة تنتهك اجواءها، تعتبر نفسها، ومثلما قالت صحيفة “الوطن” السورية تقاتل في خندق واحد مع القوات الامريكية ضد الارهاب”.
هذه الغارات، وداخل سورية بالذات، تجعلنا نفهم اسباب عدم تزويد امريكا ومنعها دول عربية من تسليم صواريخ (آي باد) المحمولة على الكتف لشل سلاح الطيران السوري، لانها كانت تخشى سقوطها او بعضها، في ايدي الجماعات المتشددة وتستخدمها ضد الطائرات الامريكية والعربية في مرحلة لاحقة مثلما نرى حاليا.
لا نعرف ما اذا كانت هذه الدول العربية الخمس سترسل قوات ارضية في مرحلة لاحقة، وبعد ان يفرغ بنك اهداف الغارات الجوية، ولا يبقى شيء لهذه الطائرات لكي تقصفه بعد انجاز مهمة تدمير مصافي النفط البدائية وبعض مقار الجماعات الارهابية و”بناها التحتية”، ولكن ما يمكن ان نتكهن به انها ربما لم تقدم على هذه المهمة، اي المشاركة الجوية، لو لم تحصل على تعهد امريكي بالذهاب في هذه الحرب الى هدفها النهائي، اي تغيير النظام السوري، تماما مثلما فعلت عندما شاركت مع طائرات حلف الناتو في قصفها لليبيا، واسقاط النظام الليبي في نهاية المطاف.
لوران فابيوس وزير الخارجية الفرنسي عزز تكهناتنا هذه عندما اعلن ظهر الخميس في حديث لراديو (فرانس انفو) “ان اعداء بلاده في سورية يتضاعفون وان العدو الاول هو الاسد، ومن ثم تنظيم الدولة الاسلامية الذي يعمل لصالحه”.
كلام وزير الخارجية الفرنسي على درجة كبيرة من الاهمية، ويرسم الخطوط العريضة لهذه الحرب، والمهام المرسومة لكل طرف مشارك فيها، وكل ما نسمعه من احاديث عن الديمقراطية وحقوق الانسان والتطرف الاسلامي هو نوع من التضليل تماما مثل اكذوبة اسلحة الدمار الشامل العراقية.
الرئيس اوباما قال لنا في خطابه الاخير الذي اعلن فيه عن بدء الضربات الجوية داخل الاراضي السورية انه عجل بهذه الضربات لان تنظيم “خراسان” التابع لتنظيم “القاعدة” كان يخطط للقيام بعمليات ارهابية في امريكا ودول اوروبية اخرى انطلاقا من سورية، واقسم بالله، انني اتابع كل صغيرة وكبيرة متعلقة بتنظيم “القاعدة” منذ نشأته عام 1996، وكتبت كتابين حوله، والثالث في الطريق، ولم اسمع مطلقا باسم هذا التنظيم (خراسان) الا من الرئيس الامريكي اوباما، ثم ما حاجة الدكتور ايمن الظواهري لتأسيس تنظيم جديد على الارض السورية للقيام بمثل هذه العمليات، ولديه ثلاثة تنظيمات كبرى مثل “الدولة الاسلامية” وجبهة “النصرة” و”احرار الشام”، علاوة على عشرات التنظيمات الصغيرة التي تتبنى فكر “القاعدة” وايديولوجيتها؟ ثم كيف سينفذ هذا التنظيم عمليات ضد امريكا، و”التنظيم الام” لم ينجح في تنفيذ اي “عملية ارهابية” منذ عشرة اعوام تقريبا بسبب اجراءات الطوارىء المشددة في كل مطارات الغرب؟!
التحالف الدولي الجديد الذي تتزعمه الولايات المتحدة يسير وفق مخطط مدروس بعناية، الفصل الاول منه يمكن اختصاره في نقطتين:
*الاول: تجفيف المنابع المالية لتنظيم “الدولة الاسلامية” من خلال قصف 22 مصفاة بدائية للنفط في منطقتي دير الزور والرقة، وهي المصافي التي كانت تدر مليوني دولار يوميا.
*الثانية: تجفيف المنابع البشرية من خلال اصدار قرار عن مجلس الامن الدولي وفق البند السابع من ميثاق الامم المتحدة يمنع ويجرم اي دولة تسمح بمرور المقاتلين الاجانب للانضمام الى الجماعات الارهابية، وتنظيم “الدولة الاسلامية” على وجه الخصوص.

***
الهدفان تحققا جزئيا اليوم بتدمير المصافي المذكورة وآبار نفط اخرى، واعلان تركيا عن ترحيل الف شاب من جنسيات متعددة كانوا في طريقهم للالتحاق بـ”الدولة الاسلامية”، وعندما نقول جزئيا فان تنظيم “الدولة الاسلامية” يستطيع الاستغناء عن هذا المدخول النفطي لخمسة اعوام، اذا ما صحت التقديرات الاجنبية التي تقول انه يملك ارصدة مالية تتراوح بين خمسة وسبعة مليارات دولار، اما بالنسبة لالتحاق المقاتلين في صفوفه، فليس كل هؤلاء يمرون عبر الاراضي التركية، فهناك مقاتلون محليون من سورية والعراق، وعلينا ان نتذكر ان هناك حوالي 250 الف لاجيء غير شرعي في بريطانيا وحدها دخلوها بطرق غير شرعية، ومن خلال المهربين او مساعدتهم.
عندما كان يقول بعضنا ان هدف امريكا وحلفاءها تجميع “الارهابيين الاسلاميين” في بقعة واحدة والقضاء عليهم دفعة واحدة، كان هناك، ومن الاسلاميين خاصة من يشكك في هذا الكلام في غمرة حماسة لدعم ومساندة المعارضة المسلحة في سورية التي تقاتل لاسقاط النظام، فالذين كانوا يسمحوا للمتشددين الاسلاميين القادمين من مختلف انحاء العالم، بالمرور عبر تركيا والاردن والعراق، وتدريبهم وتمويلهم، هم الذين يرسلون طائراتهم لقصفهم والقضاء عليهم بالتالي.
هذه حرب “متدحرجة” ما زالت في ايامها او اسابيعها الاولى، ولذلك من الصعب اطلاق احكام حاسمة بشأنها ونتائجها، فقد تتغير الاهداف، وتنقلب التحالفات، وينسحب منها البعض، وينضم البعض الآخر، وتنتقل بنادق البعض من الكتف الايسر الى الايمن او العكس، فالحروب دائما مليئة بالمفاجآت، وليس كل المخططات وتطبيقاتها تنتهي بالطريقة التي يريدها مخططوها.

سفينة تركية عائمة لتزويد غزة بالكهرباء

قال السفير التركي لدى السلطة الفلسطينية مصطفى سارنتش، إن "الحكومة التركية تقدم مساعدات بقيمة 70 مليون دولار للشعب الفلسطيني سنويا، وأن الحكومة تدعم توجهات الفلسطينيين للتخلص من الاحتلال ".
ونقلت وكالة الأناضول عن سارنتش قوله ان تركيا تقف بجانب الفلسطينيين ونعمل كل ما بوسعنا لضمان وصول السفينة التركية العائمة التي ستعمل على تزويد قطاع غزة بالكهرباء، والتي تمنع سلطات الاحتلال وصولها للقطاع حتى الآن.

أمير قطر لـ"سي إن إن» الأمريكية: ما حدث بمصر ''انقلاب'' والشعب اختار ''الإخوان''

وكالات
وصف الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر، إطاحة الجيش للرئيس محمد مرسي في الثالث من يوليو 2013 بـ"الانقلاب"، قائلاً إن الشعب المصري انتخب جماعة "الإخوان المسلمين".
وشدد خلال مقابلة مع المذيعة كريستيان أمانبور، مع شبكة «سي إن إن» الأمريكية، على أن بلاده قدمت المساعدة للحكومات المصرية المختلفة، ولم تقصرها على حكومة الرئيس الأسبق محمد مرسي. وأضاف تميم، أن ما يدعيه البعض بدعم الإخوان، غير صحيح، مؤكدًا أن الدعم الذي قدمته قطر كان للحكومات المصرية المتعاقبة، وما زال مستمرًا، لذلك فالأمر لا علاقة له بالإخوان وفيما يتعلق بوجود عدد من قيادات "الإخوان" في قطر.
وقال تميم، إن "العديد من الإخوان رحلوا من مصر بعد ما حدث منذ عام مضى، وبعد الانقلاب الذي حدث في مصر".
وأوضح أن "الإخوان كانوا مهددين وخائفين، وهم في أمان وموضع ترحيب في قطر طالما أنهم لا يمارسون أي نشاط سياسي، ومازال البعض موجودًا والبعض الآخر منهم غادر البلاد لأنهم يؤمنون بأنه آن الأوان لممارسة العمل السياسي، وهم مدركون أن قواعد بقائهم في قطر تمنعهم من ممارسة أي نشاط سياسي ضد أي بلد عربي آخر.
وقال إنه لا يتفق مع تصريحات الرئيس الأميركي باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيري التي أشارا فيها إلى أن التحالف الدولي لا يتعلق بمواجهة الرئيس السوري بشار الأسد، بل بمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية فقط.
وأضاف أنه "يجب محاربة الإرهاب، ومعاقبة النظام السوري الذي تسبب في ظهوره".
وقال إنه "إذا اعتقدنا أننا سنتخلص من الحركات الإرهابية ونترك هذه الأنظمة -لا سيما هذا النظام- تقوم بما تقوم به، فإن هذه الحركات الإرهابية ستعود من جديد".
وأضاف الشيخ تميم أن بلاده دعت منذ اليوم الأول إلى وقف سفك الدماء في سوريا، ومنع الأسد من ارتكاب إبادة ضد شعبه.
وأكد أمير دولة قطر أن الأسد هو المسؤول عن الفوضى في سوريا، وقال إن الشعب السوري الذي يطالب بحريته بات يعيش بين نظام وحشي وأعمال إرهابية.
وردا على سؤال عما إذا كانت قطر مستعدة للاشتراك في العمليات العسكرية الحالية التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، قال الشيخ تميم إنه لا يمكن لبلاده أن تقوم بذلك بمفردها.
وأوضح أنه في حال كان هناك تحالف لمساعدة وحماية الشعب السوري فسيتم الانضمام إليه، مذكّرا في هذا السياق بأن دولة قطر كانت جزءا من التحالف الدولي لتحرير الشعب الليبي من النظام السابق.
وفي ما يخص مزاعم تمويل الدوحة حركات توصف بالإرهابية، أكد الأمير أن هناك اختلافا بين الدول في تصنيف وتعريف الحركات الإرهابية، ويجب التمييز بينها وبين المجاميع الإسلامية التي قال إن قطر لا تعتبرها إرهابية، مثل تلك الموجودة في سوريا 

25 سبتمبر 2014

فيديو.. "إعدام السفاح .....ثورة جديده" مؤتمر لقوى ثورية تطالب باعدام مبارك واسقاط الثورة المضادة

تزامناً مع عودة الدولة البوليسية ودولة مبارك القمعية بل أشد مما كنا عليه أيام المخلوع مبارك.
دعا الائتلاف الثورى للحركات المهنية والثورية إلي توحد كافة التيارات والائتلافات الشبابية التي شاركت في ثورة 25 يناير من أجل تحقيق ( إعدام قائد الانقلاب” كأحد مطالب ثورة 25 يناير من أجل ثورة جديدة لإسقاط باقي نظام مبارك الذي هيمن على الدولة بعد إهدار حقوق الشهداء عبر مسلسل البراءة للجميع .
كما دعا كل من الائتلاف الثورى للحركات المهنية “حراك” و بيان القاهرة والتحالف الثورى لنساء مصر وحركة ناصريون وقوميون ضد المؤامرة خلال مؤتمر صحفي ظهر اليوم الخميس بحزب الاستقلال- كل القوى الثورية إلي التوحد واستعادة روح ميدان التحرير بعد أن عمل رجال مبارك علي تفتيت معسكر الثورة لتمكين الثورة المضادة وإهدار جميع مكتسبات ثورة يناير من عيش و حرية وعداله اجتماعية.
من جانبه أكد الدكتور هاني جابر عضو المكتب التنفيذي لحراك كافة القوى الثورية الي تجاوز خلافاتها من أجل عدم إضاعة دماء شهداء ثورة يناير منذ 25 يناير إلي الآن والذين سقطوا دفاعا عن أهداف يناير .
وقالت منال خضر ممثلة التحالف الثوري لنساء مصر انه بعد الانتصار الذي حققه المصريون إبان ثورة الخامس والعشرين من يناير وبعد أن ظننا جميعا أن المصريين قد تحرروا من أسر الديكتاتورية والظلم والقهر وكبت الحريات؛ اكتشفنا الآن وبعد مرور ما يقرب من أربع سنوات أن الثورة قد اغتالتها ثورة مضادة بامتياز؛ انقضت عليها وسرقت ما أنجزه الشباب بدمائهم وأرواحهم.
واضافت :” نجحت الثورة المضادة أيضا في التسلل وشق الصف الثوري وزرع بذور التفكك والوقيعة بين كافة القوي، والأهم أنها اغتالت حلم الشباب في الحرية والعدالة الاجتماعية التي ثاروا من أجلها”.
فيما اكد الصحفي احمد عبد العزيز المتحدث بإسم حراك ان الوحدة هي الخيار الوحيد امام الثوار حتى يحققوا ما سعوا اليه في ثورة يناير مؤكدا ان الجميع اخطأ وعليهم تجاوز تلك الاخطاء فلا وقت نضيعه .
وقال سيد امين منسق قوميون وناصريون ضد المؤمرة – ان ابرز جرائم السفاح الكبير انه ترك خلفه عددا من الجزارين ابرزهم قائد الانقلاب العسكري الذي اهدر كافة مكتسبات ثورة يناير واسال بحورا من الدماء دون تفريق بين ثائر او مواطن وانتهاكاته طالت الجميع دون تفريق .
وشدد على ان الثورة قادمة لا محاله وان البطش والقمع لن يؤخر سقوط ذلك السفاح الصغير .
فيما تلا كريم مصطفى ممثل بيان القاهرة البيان المشترك للقوى المشاركة في المؤتمر مثمنين الحراك الثورى المستمر وداعين إلى عدم توقفه حتى تنتصر الثورة على أزلام نظام مبارك الذين قوضوا ثورة 25 يناير وأهدروا كل مكتسباتها

طالب يضرب عن الطعام للمطالبة بالإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين بمصر

اعلن زيدان القنائى اعتزامه اضرابه عن الطعام لمدة 48 ساعة للإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين بالسجون المصرية. وطالب القنائى الحكومة المصرية بالافراج عن كافة المعتقلين السياسيين من مختلف التيارات السياسية وشباب الثورة و6 ابريل والتيارات الاسلامية والاشتراكيين. معتبرا ان استمرار الاعتقالات السياسية داخل مصر بعد اند لاع ثورة 25 يناير وسن قوانين تحظر التظاهر يؤكد ان مصر ما زالت فى قبضة نظام المخلوع مبارك خاصة بعد قرارات الداخلية بمراقبة الانترنت والمواقع الالكترونية وربما يتطور الامر لفرض قيود على الصحفيين ووسائل الإعلام. وخدد القنائى بتدويل قضية المعتقلين السياسيين داخل مصر ودفع المجتمع الدولى والامم المتحدة لفرض عقوبات اقتصادية على النظام السياسى داخل البلاد حال عدم الافراج عن المعتقلين السياسيين وسجناء الراى فى البلاد.

ناشط : السيسى دوبلير مبارك وطنطاوى وأطالب الإخوان بالاعتذار والتحالف مع الشباب

قال الناشط عادل محمد السامولي ،أن الرئيس عبد الفتاح السيسي بأنه (دوبلير مبارك وطنطاوي) و الثورة المضادة ستواجه بإعصار الشباب الغاضب وسيتغير المزاج الشعبي ضد شخص السيسي وانبعاث روح الثورة من جديد
وقال السامولي رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي للمعارضة المصرية: أوجه ندائي الى قادة جماعة الاخوان الى عدم التأخر كثيرا للاعتراف والاعتذار عن أخطائهم خلال فترة حكم مرسي وقبولهم الآن التحالف مع الشباب والشخصيات السياسية للتأسيس لمرحلة سياسية جديدة في مصر لمواجهة قادة الثورة المضادة واكد ان مطبخ صناعة القرار المصري الخائف من استمرار الحالة الثورية في مصر استطاع فقط تحجيم دور الاخوان في هذه المرحلة وسجن قيادات الجماعة لكن الانفجار العنيف في مصر قادم لا محالة وقال السيسي يعبث بمشاعر ملايين المصريين باستمرار عجزه عن حل الازمات واجابته المتكررة (مافيش ماعنديش ) اضافة الى صمته وعزوفه المقصود عن مواجهة فساد المؤسسات وعودة الاساليب القمعية في التعامل مع المواطن المصري ومع معارضي السيسي حتما سيصطدم السيسي بجدار جيل الشباب وهو ما سيبعث روح الثورة من جديد.

صحف اسرائيلية: "الإخوان اليهود" يحتلون إسرائيل

إسرائيل على أعتاب تيار اقتراب لليهودية وازدياد التديّن. هل لذلك علاقة بتيار العودة إلى الدين في الشرق الأوسط كله؟ وما علاقة داعش بكل هذا؟
رئيس حزب "البيت اليهودي"، نفتالي بينيت (Flash90)

المصدر - هداس هروش
لقد باتت موجة الأسلمة التي تجتاح الشرق الأوسط واضحة للعيان. لكن هل هي تيار عام من التقرب إلى الدين في أرجاء الشرق الأوسط من غير أي علاقة بالإسلام؟
يبدو أن تيار التقرب لليهودية آخذ في الازدياد أيضًا في المجتمع الإسرائيلي، وهو مجتمع غربي وعلماني في أغلبه.
"الإخوان اليهود"

دور التعليم الديني في القدس (Flash90\Yonatan Sindel)

مع اقتراب نهاية السنة اليهودية وبدأ سنة جديدة "في رأس السنة" اليهودية، تصدّر في الكثير من المواقع والصحف عنوان "موجز السنة" في كل المجالات. لقد منح كثير منهم السنة الأخيرة لقب "سنة تعاظم اليهودية"، وقسم منها بقلق واضح.
"يبدو في السنة الأخيرة أن اليهودية نجحت في التغلغل في كل زاوية في حياتنا، واتخذت مكانتها في قلوب التيار العام في إسرائيل"، كُتب في موقع ماكو. "فجأة، يبشروننا بأن وزير التربية والتعليم، شاي بيرون، يرفق "دليلا روحانيًّا" لكل مدرسة، مقابل إقامة هيئة غامضة تدعى إدارة الهوية اليهودية؛ يصل الحاخامون ليلقوا المواعظ في الثُكنات، برعاية "قسم التوعية اليهودية" في الحاخامية العسكرية، وهي هيئة اسمها يستدعي إيحاءات غير مريحة عن غسيل الأدمغة".
النقد الصادر من النص واضح تمامًا- هناك قلق في إسرائيل من ازدياد وتصاعد تأثير الحاخامين على الناس، وخاصة على مراكز القوى مثل الجيش، بل ومتخذي القرارات. مثلا، في الحكومة الحالية هناك دلائل على هذا التيار. ليس فقط حزب "البيت اليهودي" (الذي يدل اسمه دلالة واضحة على مقاصده) قد ازداد في الانتخابات الأخيرة، وحظي بـ 12 مقعدًا (من 120)، بعد الاستطلاعات في أعقاب الجرف الصامد، في الصيف الفائت في قطاع غزة، فإنه يحظى الحزب بـ 18 مقعدًا. هنالك من قارن الظاهرة بازدياد قوة " الإخوان المسلمين" في مصر في أول القرن الماضي. هل بينيت وجماعته هم "الإخوان اليهود"؟
ليس هم فقط. يظهر وزراء ونواب كنيست أيضًا علامات عودة إلى اليهودية، مثل وزير التربية والتعليم المتديّن، وكذلك وزير الداخلية المستقيل، جدعون ساعر، المعروف بعلمانيته، لكن في المدة الأخيرة اشتُهر عنه بأنه بدأ بالحفاظ على قدسية السبت (أي عدم السفر، وإشعال النار، وعدم استعمال أجهزة كهربائية في يوم السبت)، بل وحاول فرض إغلاق الحوانيت أيام السبت في مدينة تل أبيب، المعروفة بعلمانيتها، وهي خطوة لم تنجح حتى الآن وأثارت موجة غضب واسعة ضد الوزير.
وكل هذا يحدث في الفترة التي فيها الأحزاب اليهودية المتديّنة (يهود أرثوذكسيين متطرفون) ليست في الائتلاف. إن كانت في الماضي أحزاب من مثل شاس، ويهدوت هتوراه هي التي "فرضت نغمتها" في كل ما يعرف بارتباط الحكومة باليهودية، بات هذا واضحًا الآن- يخلي اليهود المتدينون مكانهم للمتدينين القوميين، هؤلاء الذين يخدمون في الجيش، يشكلون نسبة كبيرة للغاية من المستوطنين في الضفة، ويتجولون مع قلنسوة منسوجة (على عكس قلنسوة الحاريديين السوداء).

موجة القومية

عضو الكنيست بن آري (اليمين) ووزير الإسكان اوري ارييل في زيارة للمسجد الأقصى (Flash90/Oren Nahshon)
ما يشكل "خطرًا" في الموجة الحالية ليس الجانب الروحي فقط، بل هو الجانب القومي، بالأساس. الاقتراب لليهودية يتم مع الاقتراب من الرؤية السياسية اليمينية، التي في أغلبها عنصرية. كما يحدث مع عملية الأسلمة التي تجري في هذه الأيام في العراق وسوريا، التي تتمثل في اتساع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، التي تطمح بإنشاء الخلافة الإسلامية الموحدة من جديد، كذلك تفعل اليهودية القومية المتطرفة إذ تتمسك برؤيتها "أرض إسرائيل الكاملة"- دولة يهودية في منطقة إسرائيل، غزة، الضفة الغربية، بل والضفة الشرقية.
ويظهر هذا الأمر في مجال الإعلام. مما يثير الاهتمام، أن المحلل الرئيسي للشؤون العربية في القناة 10، القناة الإخبارية الثانية في حجمها إسرائيليًّا، مرّ في السنوات الأخيرة بمرحلة العودة إلى الدين. بين تقرير عن الحرب الأهلية في سوريا، ومقالة عميقة عن انتشار الإسلام في أوروبا بدأ تسفي يحزكيلي بتربية لحيته، اعتمار القلنسوة، وفجأة اختفى عن الشاشات أيام السبت.
في الفترة الأخيرة كتب سلسلة مقالات عن داعش، ولكنه اتُهم فورًا بتغطية مضللة وتخويف مبالغ به. هناك من قال إنه عرض التنظيم الإسلامي كتهديد سينتشر إن لم يوقف عند حده فورًا فسيحرض كل المسلمين في أوروبا ويقطع رؤوس غير المسلمين في الشرق الأوسط. لكن هل العرض المنحاز متعلق بازدياد تديّن يحزكيلي؟ هل ازدياد قوة اليهودية تأتي حتمًا مقابل ازدياد قوة الإسلام؟

الروح اليهودية

تسفي يحزكيلي مراسل القناة 10 الإسرائيلية للشؤون العربية (Flash90/Yaakov Naumi)
ربما كان الأمر "رد فعل" يهودي غير واع، ينبع من خوف ازدياد قوة الإسلام في المنطقة، وربما بالأحرى البحث عن مرساة روحانية في العالم الذي يتحوّل إلى عالم مادي أكثر فأكثر. بدأت دروس "الكبالاه" (تعاليم اليهودية السرية)، التي اشتهرت منذ مدة في هوليوود، في استقطاب جماعة من المؤيدين من بين المشاهير في إسرائيل. يصرح ممثل تلو الآخر، مطربون ومعروفون، عن أنفسهم أنهم بدأوا يحافظون على قدسية يوم السبت، على قوانين الحلال اليهودية أو حتى تعلم الفلسفة اليهودية.
سواء كان، من الواضح أن الأمر ليس مجرد "تيار عابر"، وإنما هو آخذ في تصاعد مستمر. ما دام الأمر في النطاق الروحاني والثقافي فقط، فإن دواعي القلق ضئيلة. لكن على ما يبدو فما دام التأثير السياسي للمتدينين القوميين سيستمر في التغلغل، سيكون على مواطني إسرائيل أن يكونوا قلقين على حرية دينهم.

د.فاطمة الصمادي تكتب :عن أمةٍ تعادي نفسها

* كاتبة اردنية
هل ينظر صناع القرار العرب إلى الخارطة؟ هل يكلفون أنفسهم عبء معرفة الجغرافيا، أو الجغرافيا السياسية، بوصفها "تساعد في فهم السلوك السياسي للإنسان"؟
يبدو المشهد كارثياً، فالدول التي لم تتوقف عن شتم إيران، والمطالبة بضربها، تجري تسويات معها في السر والعلن، في العراق واليمن وبلدان أخرى، والغريب أن ذلك يسمى، جزافاً، "تسويات"، لأنه في حقيقته لم يكن سوى إخلاء للساحة أمام إيران، واعتراف بحضورها، وتأثيرها. ولذلك، ليس من المستهجن أن تتنفس الصحافة الإيرانية الصعداء، وتكتب عنواناً عريضاً: الآن باتت الفرصة مهيأة ليقبل الرئيس الإيراني، حسن روحاني، زيارة السعودية.
لا يتناقض هذا مع تصريحات سبقت ذلك بيومين للنائب الإيراني، علي رضا زاكاني، إن "ما حدث في اليمن تطورٌ عظيم، والدور القادم سيكون على السعودية"، وحتى لا يلقي مسؤولية على عاتقه، ينسب إلى محلل استراتيجي لم يذكر اسمه قوله: "أربع عواصم عربية اليوم باتت واقعة تحت سيطرة إيران". كما أنها لا تعني تراجعاً إيرانيا عن تصريحات نشرها موقع "ديغربان"، وهو موقع دفاعي مقرب من الحرس الثوري، لسعد الدين زارعي، عضو الإدارة السياسية في الحرس الثوري الإيراني، قال فيها: بدأ الهمس يتعالى بشأن وجود الحرس الثوري في المملكة العربية السعودية. وتطورات الأسبوع الجاري في اليمن مؤشر كبير على قرب تحرك المعارضة السعودية، ما يعزز من مخاوف السعوديين بأن تصبح بلدهم ملفاً في يد قائد الحرس الثوري، الجنرال قاسم سليماني.
من المبكيات أن نسمي ما يحدث في العراق وسورية واليمن، باللعبة السياسية، ويعزز من فداحة اللعبة أن الأطراف العربية لا تجيد اللعب مطلقاً. ثم يجادل محللون وأكاديميون، بتبريرية عالية، ويرون أن "تطورات الساحة ستصب في مصلحة السعودية، وستميل كفتها في ميزان القوى على حساب إيران".
تضع التطورات الأخيرة في اليمن علامات استفهام كبرى على الدور السعودي الذي صب في صالح الحوثيين الذين يصفهم الباحث سعود المولى، في مقدمة كتابه الجديد عنهم، بأنهم: تحولوا إلى ظاهرة طائفية، لجهة بناء منظمة سياسية عسكرية أيديولوجية، تمثل رأس الرمح لزيدية سياسية تعمل على المحاصصة الطائفية في النظام السياسي اليمني الجديد، وتمتلك، في الآن نفسه، استراتيجية واضحة للهيمنة، وليس للمشاركة الحقيقية.
بصورة مستترة، كانت أصوات كثيرة تتهامس بشأن التهديد الذي بات يشكله تنظيم الدولة الإسلامية على إيران، لكن تلك "السعادة" لم تدم أمام قرار الولايات المتحدة بناء تحالف دولي وتوجيه ضربات ضد داعش، ووجدت الدول العربية نفسها، طوعاً وقسراً، منخرطة في هذا التحالف، فيما وجدته إيران فرصة نادرة لتحقيق مكاسب، وتبادل للمصالح مع الولايات المتحدة الأميركية، ولم يكن النفي الإيراني، أو الأميركي، لدور إيراني، سوى أخذ وردٍّ عنوانه "داعش"، وحقيقته المصالح المتبادلة، وهذا الأخذ والرد لا يتعلق بالمبدأ، بقدر ما يتعلق بسعي كل طرف إلى تحقيق مكاسب من هذه اللعبة.
وسواء ساعدت طهران واشنطن في حلفها، أو لم تفعل، فإنها، اليوم، تراقب سعيدةً كيف يخلصها العالم من عبء خصومها، خصوصاً وأن الهجمات لم تقتصر على "داعش"، بل طالت الكثير، مقدمةً فرصة جديدة لبشار الأسد، وموجهة ضربة جديدة، أيضاً، للثورة السورية.
مواجهة إيران ونفوذها في العالم العربي، قضية مرتبطة، جوهرياً، بوجود مشروع نابع من رحم الأمة العربية نفسها، مشروع يعلي من مفاهيم: الحرية والمواطنة والمساواة والديمقراطية، مشروع يشكله الوعي، لا القوة والبطش. ولا يمكن لهذا المشروع أن يأتي إلا بإرادة حرة، لا ترتهن لقرار من هذا أو ذاك، عندها فقط تستطيع مخاطبة الجار الإيراني بندية وكفاءة، وتستطيع دعوته إلى الحوار والتفاهم بشأن العيش المشترك ومقتضيات الجغرافيا. بدون ذلك، الأمة على موعد مع عصر إيراني وهيمنة إيرانية، العرب لا سواهم، هم من مهد أرضيتها.
يمكن للعربية السعودية أن تستنفر كتاباً ومحللين كثيرين، ليتحدثوا عن "ثقل" دورها في العالم الإسلامي، و"تعاظمه"، و"قوتها الناعمة" على الساحة الدولية، عموماً. لكن، الحقيقة والواقع أن السعودية تخسر في محيطها الإقليمي، وفي العالم أيضاً. قد تشعر السعودية أنها تحقق أهدافها، وهي تنجح في إقصاء الإسلاميين في أكثر من ساحة، لكنها، في الحقيقة، تخلي الساحة لحلفاء إيران، وعلى المدى الاستراتيجي البعيد، ستكون السعودية نفسها، كدولة ونظام سياسي، خاسراً كبيراً. مجدداً، تحضرني المقولة الإيرانية شديدة المبالغة والبلاغة: الإيراني يحز رأس عدوه بقطنة!