15 سبتمبر 2014

الفيلم الوثائقي " dirty wars "الحروب القذرة" يفضح قذاره امريكا في العراق واليمن وافغانستان




يسافر المحقق الصحفي (جيرمي سكاهيل) لأفغانستان واليمن والصومال والعديد من الدول الأخرى التي وطأت عليها مدرعات وبارجات وصواريخ الجيش الأمريكي، في أفغانستان يحقق (جيرمي سكاهيل) في تستر الجيش الأمريكي والبيت الأبيض على مقتل أفغان مدنيين على يد القوات الخاصة المشتركة من بينهم نساء حوامل ،ايضا يحاول (جيرمي سكاهيل) كشف النقاب عن اغتيال الشيخ أنور العوالقي وابنة عبدالرحمن الذي لم يتجاوز 17 عاما ، ايضا يقدم الفيلم ان الطائرات بدون طيار لا تفرق بين مدني وغير مدني بل ان الطائرات بدون طاير قاتلت الكثير من النساء والاطفال في افغانستان واليمن ،يقدم الوثائقي أيضًا شهادات مختلفة لعملاء في المخابرات المركزية الأمريكية.

هيو -لوري بوجارد: ​دعونا نكن واقعيين في شراكتنا مع المملكة العربية السعودية لمحاربة داعش


المصدر
يتزامن هذا الأسبوع مع الذكرى الثالثة عشرة لهجمات 11 سبتمبر، عندما قتل تنظيم القاعدة 3.000 شخصًا في نيويورك وواشنطن وشانكسفيل بولاية بنسلفانيا.
خمسة عشر شخصًا من الخاطفين التسعة عشر للطائرات التي استخدمت في الهجمات كانوا سعوديين. وكذلك كان زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن. ومنذ ذلك الحين، والولايات المتحدة تمارس ضغطا كبيرا على المملكة لمكافحة الإرهاب.
كما واجهت المملكة العربية السعودية سلسلة من الهجمات الدراماتيكية التي قام بها تنظيم القاعدة في المملكة نفسها منذ عشر سنوات وأدى إلى مقتل العشرات من الناس. ودفعت تلك التجربة السعودية للعمل بقوة لمنع وقوع هجمات أخرى داخل البلاد وملاحقة الإرهابيين الذين ارتكبوها.
كما منعت المملكة أيضا تدفق الأموال المخصصة للإرهابيين، وعملت على منع الخطب الدينية الداعمة للإرهاب، وسجن وإعادة تأهيل المتشددين. ورغم ذلك، مع مر السنين، اشتكت الولايات المتحدة -لسبب وجيه- أن هذه التعهدات مقيدة بقدرات السعودية وبالسياسة السعودية.
فقيادة البلاد السياسية (العائلة المالكة من آل سعود) والقيادة الدينية (أتباع المنهج الوهابي المتشدد للإسلام السني) تعايشتا في علاقة تكافلية لأكثر من قرنين من الزمان. كما تعتمدان على بعضهما البعض للحصول على الدعم والشرعية بين السكان. وممارسة الكثير من الضغط من أحدهما على الآخر، يعرض سلطة ونفوذ كلا المجموعتين للخطر.
أما اليوم، فهناك شيء واضح: وهو أن القيادة السياسية السعودية تنظر إلى داعش باعتبارها تهديدا مباشرا للمملكة، خاصة بعد الاكتشاف في وقت سابق من هذا العام بأن العشرات من المواطنين السعوديين داخل المملكة، خططوا بالتواطؤ مع أعضاء سعوديين في داعش في سوريا، لاغتيال المسؤولين الدينيين والأمنيين في البلاد.
وأعقب ذلك الاكتشاف أول هجوم يحدث منذ خمس سنوات على الأراضي السعودية من قبل فرع تنظيم القاعدة باليمن (القاعدة في جزيرة العرب). ففي يوليو الماضي، اقتحمت نصف دستة من أعضاء تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الحدود السعودية من الجانب اليمني. وقام اثنين منهما بشق طريقهما إلى بلدة حدودية مجاورة وفجرا نفسيهما داخل مبنى حكومي.
وقبل ثلاثة أسابيع، أعلن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب دعمها لداعش. كما أن هناك بوادر تعاون بين تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وداعش. مع تفاقم التهديد الإرهابي لداعش ضد المملكة العربية السعودية.
ومما زاد الطين بلة، هو أن معظم المهاجمين للحدود السعودية في يوليو الماضي، كانوا قد تخرجوا من برنامج إعادة تأهيل الإرهابيين في المملكة.
ووفقا لمسؤولين سعوديين، فإن واحد من بين كل عشرة من هؤلاء الذين يحضرون البرنامج يعودون إلى التطرف، كما أن اثنين من كل عشرة من المحتجزين السابقين بغوانتانامو الذين يحضرون البرنامج يعودون إلى التشدد. ويعتقد أن نسب الدعم الأيديولوجي لداعش بين المواطنين السعوديين ليست قليلة.
في مواجهة هذا الخطر المتنامي، فقد أظهرت القيادة السياسية السعودية عزمها على في محاربة الدعم الأيديولوجي والمالي والجهادي لداعش، وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب وجماعات أخرى على غرار تنظيم القاعدة في الداخل؛ واتخاذ إجراءات جنائية ضد هؤلاء المتشددين وأنصارهم؛ واستخدام بعض القوة الناعمة لإضعاف دعم داعش من قبل المسلمين الآخرين خارج المملكة.
وتتخذ المملكة العربية السعودية هذه التدابير العلنية مع العمليات السرية في السياق نفسه، بما في ذلك في العراق.
وبينما تسعى واشنطن لإقامة شراكة مع المملكة العربية السعودية في مكافحة داعش، فإنه ينبغي ألا تضع دورا مهما للمملكة، ولا أن تبني توقعات غير واقعية حول مشاركة المملكة في الجيش وفي العمليات العلنية والنفسية وغيرها من العمليات. وحتى تصل واشنطن إلى أفضل نهج للشراكة مع السعوديين بما يخدم مصالح واشنطن الخاصة. يجب أن نفرق بين ما يظهر السعوديون أنهم على استعداد لفعله، وبين ما هم قادرون سياسيا على القيام به.
وسيحدد هذا النهج فوائد وحدود شراكتنا الاستراتيجية مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج الصغيرة، والذين تتلاقى مصالحهم السياسية أحيانا وأحيانا أخرى تتباعد عن مصالح واشنطون وطموحاتها.
وفي هذا الصدد، من المهم أن تضع واشنطون في اعتبارها اثنين من المحاذير الهامة:
الأول هو أنه أبعد من الحرب على داعش، فإنه سيكون من الغباء أن تنظر إلى المملكة العربية السعودية كشريك للمساعدة في العمل نحو حل سياسي عادل بما في ذلك خلق نظام ديمقراطي في العراق وسوريا. فالمملكة العربية السعودية تضاد بشكل صارخ أجندات الديمقراطية وكذلك السلطة السياسية الشيعية في المنطقة. وجهود المملكة لتقويض الحكومة الأكثر تمثيلا في البحرين المجاورة هو مثال على ذلك. حيث ترى القيادة السعودية الديمقراطية على حدودها باعتبارها تهديدا لنظام السلطة المطلقة الذي تدير به البلاد.
والثاني يتعلق بفهم المملكة للإرهاب. فعندما يتعلق الأمر بتحديد من هو الإرهابي، فإن المملكة العربية السعودية لا تفرق بين المسلحين وبين النشطاء السياسيين السلميين. حيث سجنت المملكة مؤخرا داعية حقوق إنسان سعودي على أنه إرهابي.
وفي نفس الوقت الذي تقوم فيه واشنطن بالعمل على توسيع قدرات المملكة العربية السعودية في مجال مكافحة الإرهاب، يجب عليها أيضا أن تواصل العمل نحو ضمان أن القدرات التكنولوجية وغيرها التي تقدمها للملكة لا تستخدم ضد الأشخاص الخطأ، وخاصة دعاة الإصلاح السياسي والمعارضين

13 سبتمبر 2014

نص كلمة "صحفيون ضد الانقلاب" في مؤتمر "حراك" اليوم


نص كلمة صحفيون ضد الانقلاب في تنسيقية حركة "حراك" المناهضة للانقلاب والتى عقدت مؤتمرها اليوم بالقاهرة:
تعلن حركة "صحفيون ضد الانقلاب"دعمها لكل مسارات الشعب المصري في المقاومة السلمية والمبدعة الهادفة لكسر الانقلاب العسكري الدموى وفضح جرائمه وتعرية سلوكياته المشينة,  التى كمم هذا الانقلاب الغاشم بها الافواة وحطم الكاميرات وفقأ الاعين وقتل الابرياء واغتصب الحرائر وحرق الكتب واغلق المساجد ومن قبلها الفضائيات وقضى على حق الانسان الاصيل في التعبير والرفض والمشاركة في صناعة المناخ السياسي الحاكم للبلاد.
وتؤكد الحركة ان كل اشكال الاحتجاج هى حقوق لصيقة بالانسانية , وهى ليست منحة من أحد ولا ينتظر ابدا ان يستجديها المظلوم من الظالم , وان حق الانسان في التعبير السلمى بدءا من الكتابة والتظاهر والاعتصام والاضراب الجزئي والشامل هى ادوات حضارية محمودة للتعبير تعارفت عليها كل امم الارض في العصور الحديثة ودعمتها مواثيق حقوق الانسان في الامم المتحدة , بل أن الهيئات الدولية أمرت الحكومات ليس حماية المحتجين فقط ولكن تلبية المطالب المشروعة منها والخضوع للمسار الديمقراطى في التعامل مع هذه المظاهر الاحتجاجية سواء في التعامل معها او في تلبية مطالبها.
ونظرا لأن مصر تعرضت لانقلاب عسكري غاشم قتل وحرق وسجن وسحل واغرق وخنق وشنق المصريين , وتواترت دعوات القوى الوطنية والثورية لاضراب يوم 14 سبتمبر 2014 , فان الحركة تؤيد هذا الاضراب بكل قوة باعتباره مسلك ديمقراطى للاحتجاج , وتطالب جموع المصريين في داخل الوطن وخارجه الاستجابة الفورية للاضراب والتعامل الجدى معه, دعما للديمقراطية والشرعية الدستورية , ولمنع انزلاق البلاد الى دوامة العنف وغياهب الظلام التى يحاول قادة الانقلاب زج البلاد فيه .
والله غالب على أمره.
حركة صحفيون ضد الانقلاب
القاهرة 13 سبتمبر2014

شعبان عبد الرحمن يكتب: "داعش" مصيدة أمريكية جديدة !

تحالف من أربعين دولة لمواجهة تنظيم مثل " داعش " .. هل هذا يدخل العقل ؟! 
هل أمريكا بجلالة قدرها .. عاجزة عن القضاء علي عدة آلاف من المسلحين .. وهل جيوش المنطقة الجرارة تعجز عن القضاء عليهم ..إن كان حقا مطلوب القضاء عليهم ؟!.
أفهم أن يقوم تحالف من هذا النوع وبهذا العدد لمواجهة تحالف مماثل أو قوة عظمي .. فعندما قررت الولايات المتحدة غزو فيتنام الشمالية شكلت تحالفا من ست دول في مواجهة تحالف من قوي عظمي هي الصين والاتحاد السوفييتي إضافة للبلد المستهدف ( فيتنام الشمالية ) .. أما في حالة " داعش " فقد وصل التحالف الأمريكي إلي أربعين دولة .. العالم كله يقف علي قدم وساق استعدادا للهجوم علي " داعش ".. وكأن " داعش " باتت تدق أبواب البيت الأبيض !!
الهدف الظاهر.. تخليص المنطقة من رعب وهول " داعش الذي "يوشك أن يحرق الأخضر اليابس .. ثم يختفي اسم " داعش" رويدا رويدا لتحل محله حرب شاملة ساحقة لكل القوي والحركات المعارضة للسياسة الأمريكية والاستعمار الأمريكي في المنطقة .. ستكون حربا ساحقة للمكون السني في المنطقة وقواه الفاعلة بل و ساحقة لدول بأكملها وربما تطول دولا مؤيدة لذلك التحالف .
لن ينفض أمر ذلك التحالف حتي يتم تمزيق أراض وتبديد قوي وتمزيق جيوش ونهب ثروات وتأميمها أكثر لصالح المستعمر الأمريكي وساعده الأيمن إيران . تذكروا كل التحالفات التي صنعتها أمريكا من قبل عبر التاريخ وكيف كانت نهايتها ! 
هكذا فعلت أمريكا مع فيتنام الشمالية إذ شكلت تحالفا دوليا ضدها بدعوي الدفاع عن فيتنام الجنوبية وشنت عليها حربا استمرت ثماني سنوات ( 1965- 1973م ) ..سقط فيها مليون ومئة ألف قتيل وثلاثة ملايين جريح ونحو 13 مليون لاجئ ( ويكيبيديا)
ولم تخرج من هناك إلا بعد شفط بحيرات النفط التي اكتشفتها الشركات الأمريكية ولم تبق منها قطرة واحدة .. وضاعت القضية الرئيسية التي أعلنت التدخل بسببها وهي الدفاع عن فيتنام الجنوبية !
هل نسيتم التحالف الدولي الذي شكلته أمريكا ضد أفغانستان عام 2001م بدعوي القضاء علي تنظيم القاعدة بحكم أن ذلك التنظيم هو من دبر تفجيرات 11 سبتمبر ..لقد كان ذلك التحالف مصحوبا بحملة دعائية تم خلالها استحضار عفريت القاعدة ... يومها بشرت العالم بالسلم والهدوء ..وغزت أمريكا أفغانستان وحولتها إلي ركام وقتلت أكثر من خمسين ألف أفغاني وباكستاني ونصبت قواعدها ولم تخرج حتي اليوم .. ولم يتم القضاء لا علي القاعدة ولا علي طالبان ولم يتحقق ..لا سلم ولا هدوء !.
وهل نسيتم التحالف الدولي عام 2007م من 34 دولة ، هي هي نفس دول تحالف اليوم تقريبا ضد داعش ؟ يومها أوصلت الدعاية السوداء العالم ليضع يده علي قلبه شوقا للتخلص من النظام العراقي وما يمتلكه من ترسانة نووية وتحقيق الهدوء والرخاء في المنطقة بأسرها ( راجع التصريحات والدعاية في تلك الفترة ) وغزت أمريكا العراق ولم نسمع أنها وجدت سلاحا نوويا هناك .. فقط ما تابعناه ونتابعه حتي اليوم هو تحويل ذلك البلد إلي خراب وقتل ما يقرب من المليون ونصف المليون عراقي ( صحيفة إنفورمايشين كليرينغ هاوس في إحصائية نشرتها على موقعها الاثنين 4/ 10 / 2011) ثم تسليم البلد لنظام أشد دموية ويقوم بحراسة عمليات النهب الأمريكي المتواصل لنفط العراق وثرواته مقابل عمولة يشفط من خلالها ما يشاء .. ومازالت أمريكا موجودة هناك ولن ترحل !
"داعش".. مصيدة أمريكية جديدة لالتهام المنطقة ..والتحالف الجديد – كغيره - ظاهرة الرحمة بالإنسان وباطنه أفعي تلتهم المزيد دون أن تشبع ! 

أحمد رجب .. أوراق الغرفة (53)


بقلم محمد رفعت الدومي
كتبت قبل أسبوع كلاماً عن الفنان " سعيد صالح " ، كنت أنوي أثناء كتابته أن أروي خبراً تراثياً يتعلق بالشاعرين " جرير " و " الفرزدق "، ابني العم اللذين ملأ العراك اللفظي بينهما الدنيا وشغل الناس في زمانهما، كنبوءة لا يليق التصريح بها باقتراب أجل الممثل " عادل إمام "، ولسبب ما نسيت ، وكان ذلك أفضل، و لحسن الحظ، لم يمرَّ شئ بعد، لذلك، سأروي هذا الخبر، أوالنبوءة التي الآن انطفأت بعد أن سافر فجر الجمعة في مساحات الغياب الكاتب الكبير " أحمد رجب " ليلحق، بعد أقل من شهر واحد، بشريكه في حرفة الصحافة و أوراق الغرفة " 53 " بمبني دار " أخبار اليوم " رسام الكاريكاتير" مصطفي حسين "!
قبل أن أقول ذلك الخبر، و قبل أن أنسي، يجب أن أقول : فوق أسطح أوراق الغرفة " 53 " ولد " فلاح كفر الهنادوه " و " مطرب الأخبار " و " عبده مشتاق " و " عبده الروتين " و " الكحيت " و " عزيز بيه الأليط " و " كمبوره " و غيرها الكثير من الشخصيات التي الآن حية، و سوف تظل، يقيناً، لقد أرسلها " أحمد رجب " عن عمدٍ للخلود!
و الآن، هذا هو الخبر ..
قال " أبو عبيدة " : حدثني " أيوب بن كسيب "، من " آل الخطفى " ، و أمه ابنة " جرير بن عطية "، قال : بينا " جرير " في مجلس بفناء داره بحجر إذا راكب قد أقبل فقال له " جرير " من أين وضح الراكب ؟ قال : من العراق، فسأله عن الخبر فأخبره بموت " الفرزدق " فقال " جرير " :
مات الفرزدقُ بعدما جدَّعته / ليت الفرزدقَ كان عاش قليلا
ثم أسكت ساعة فظننا أنه يقول شعراً، فدمعت عيناه، فقال القوم : يا سبحان الله أتبكي على " الفرزدق "؟! 
فقال : و الله ما أبكي إلا على نفسي، أما و الله إن بقائي خلافه لقليل، إنه قلما كان مثلنا زوجان يجتمعان على خير أو شر و يتهاديانه إلا كان أمد ما بينهما قريباً، ثم أنشأ يقول :
فجمعنا بحمال الديات ابن غالب / و حامي تميم ٍكلِّها و المراجم
بكيناك حدثان الفراق و إنما / بكيناك شجواً للأمور العظائم
فلا حملت بعد ابن ليلى مهيرةٌ / و لا مدَّ أنساع المطي الرواسم
قال " أبو عبيدة " : فما بقي " جرير " بعد " الفرزدق " إلا قليلاً حتى مات!
قالوا، لحق به بعد أربعين يوماً فقط!
غريب هذا الأمر، و يكاد لفرط حدوثه أن يصبح عرفاً دارجاً، قلما كان زوجان يجتمعان علي خير أو شر و يتهاديانه إلا كان أمد ما بينهما قريباً!
و" أحمد رجب " باختصار أعظم كتاب السخرية السوداء في " مصر " علي الإطلاق ثم يتخثر بعد ذلك كل تعريف آخر له إلي مجرد تعليق أو إضافة، بدأ مساره في عالم الصحافة و هو في مرحلة الجامعة، و لقد فضحت لنا زميلته الأقل منه عمراً بعامين " حُسْن شاه " بعضاً من أبعاد شخصيته في ذلك الوقت في حزمة كلمات كاشفة، قالت :
( قابلت " أحمد رجب "، لأول مرة، عندما كان مسؤولاً عن الصحافة بالكلية، و كانت علامات النبوغ واضحة عليه، فكان يعرف من أول يوم فى كلية الحقوق أنه سيصبح صحفيا، فكان يردد : " إن ما يجرى فى عروقى ليس دماءً و إنما حبر المطابع "، و استمرت علاقتى به و كان السبب فى اتجاهى إلى العمل فى الصحافة رغم أننى كنت أتمنى أن أصبح محامية !
كان قد أحب الموسيقي في مرحلة سابقة و أراد أن يصبح عازف كمان، لذلك، التحق بمعهد " جيوفاني "، لكنه أخفق في ترويض الكمان، حتي أن أستاذه نصحه بالتوقف عن دراسة هذه الآلة لأنها لم تصنع من أجله، كانت أصابعه مطبوعة علي عزف من نوع آخر، و هو العزف بالحروف، غير أنه واظب فيما بعد، حسب روايته هو، علي تحديق النظر بعيون الحسد في كل عازف كمان، لقد باشرت هذه الحادثة تربية " عقدة " علي ما يبدو احتفظت بها أعماقه حتي النهاية، جنباً إلي جنب مع " عقدة " أخري، ولدت تعقيباً علي حادثة أخري طبعاً، وهي " عقدة " أطلق عليها هو " فوبيا الحلاقة "! 
نعم، " فوبيا الحلاقة "! 
وهو يروي تفاصيل تلك الحادثة فيقول :
( ذهبت أحلق شعرى و أنا فى المدرسة الابتدائية فدخل رجلٌ صالون الحلاقة وفى يده ابنه فى مثل عمرى، فقص الرجل شعره و حلق ذقنه، و جاء الدور على الولد الصغير فأجلسه الحلاق على منضدة ليقص شعره بينما ذهب الأب إلى الحانوت المجاور بعد أن نفدت سجائره، و جن جنون الأسطى " رشوان " عندما اكتشف أن الرجل ليس أبا الولد الصغير، و أنه اصطحبه من الطريق ليتركه رهينة عند الحلاق باعتباره ابنه ويفر دون أن يدفع الأجرة! 
ولم يكتفِ الحلاق بضرب الولد المسكين الذى لا ذنب له، بل أمسك بى أنا أيضا و هو يصيح : 
- و أنت كمان أبوك فين يا ولاد النصابين؟ 
و لم أدرِ فى مقاومتى أننى كسرت " قصرية " زرع فتحول الحلاق إلى " القصرية " المكسورة و تحولت أنا إلى الشارع أسابق الريح، و من يومها أُصبت بما يمكن أن يسمى بـ " الحلاقة فوبيا "! )
يتضح من هاتين الحادثتين أن أعماق فقيدنا الكبير أعماق غير طاردة كأعماق ذوي الأعماق الهشة، فهي تمتص و تمضغ و تخبئ في جيوبها أدق التفاصيل و تعيشها ثم هي تستخدم، في الوقت المناسب، تلك الأصداء الناجمة عن تداعياتها للسخرية من الحياة ، و من كل شئ ..
بعد تخرجه من الجامعة، بدأ مساره الحقيقي في رحاب الكلمة محرراً بدار أخبار اليوم بـ " الإسكندرية " مع صديقه " محسن محمد " رئيس تحرير الجمهورية فيما بعد، و هو أيضاً، في واحد من أوضح أمثلة " الجينات السياسية " في " مصر" التي في خاطر و فم " أم كلثوم " و المختطفين ذهنياً فقط، زوج الإعلامية " هند أبو السعود " و والد الإعلامية " ميرفت محسن "!
من الجدير بالذكر أن الشيخ " عبد الباسط عبد الصمد "، المقرئ الشهير، كان هو السبب المباشر في شهرة " أحمد رجب "، كما كان " أحمد رجب " السبب في شهرته بقدر مضاعف مئات المرات، و هنا، حدثٌ من الحوادث القليلة التي تجعل المرء يشعر عند الوقوف فوقه بأنه يفتقد الدهشة أحياناً!
بدأت الحكاية عندما سأل أحد العاملين بالإعلانات في ذلك الوقت " أحمد رجب " : 
- عندى قصة حلوة، ينفع تنشرها ؟ 
و أخرج صورة أحد أقاربه، و استأنف كلامه : 
- هذا الرجل يعمل مقرئاً، و هناك امرأةٌ سورية تحبه و تطارده!
و تركت الحكاية صدي طيباً في نفس الصحفي الشاب، و لاحظ، في نفس الوقت، ذلك الشبه الكبير بين ملامح الشيخ " عبد الباسط عبد الصمد " و بين ملامح الممثل العالمي " مارلون براندو "، و كتب أول مقالاته الرئيسية في " الجيل " بعنوان " عبد الباسط براندو "، فأثار بذاك المقال غباراً وصل إلي عقر دار " مارلون براندو " في غضون ساعات قلائل، إذ أعادت مجلة " نيوزويك الأمريكية " نشر المقال! 
و علي السواحل المحلية، ارتفع، تعقيباً علي المقال أجر الشيخ " عبدالباسط عبد الصمد " من " 30 " إلي " 300 " جنيه، ليس هذا كل شئ، إنما، كعادة المصريين، بمجرد أن نمت الأحاديث حول المقال في المقاهي و المساجد و النوادي و الحارات، قام بعض الذين ينشطون أو يتظاهرون بالنشاط في مثل هذه الظروف بصنع تماثيل من الجبس الرخيص للشيخ " عبد الباسط عبد الصمد " أغرقت أسواق المدن الرئيسية في " مصر "، كان الباعة ينادون عليها :
" الشيخ " عبد الباسط براندو " بقرش، معبود الستات بقرش "!
تجاوزت شهرة الشيخ " عبد الباسط براندو " في أسابيع قليلة حدود " مصر "، و صار صوته طَبَقاً لا يليق إلا بموائد الملوك و الحكام، و دعي إلي " سوريا "، و هناك، في المطار، حوصر بالنساء و عدسات المصورين كما يليق بنجوم السينما العالمية، و قلد عدداً من الأوسمة! 
أكثر من كل هذا، لقد صار وجه المقرئ الشاب، بين يوم وليلة، يلتحق بأحلام يقظة كل النساء الناطقات بالعربية من المحيط إلي الخليج في ذلك الوقت برهافة بالغة، نساء " سوريا " علي وجه الخصوص ..
باختصار، استفحل أمر " مارلون براندو الشرق " منذ ذلك اليوم حتي عكف بعض الحاذقين في تربية النقود، تماماً، مثلما حدث في مصر، علي صناعة تماثيل له كانت تباع بكل عملات عواصم الشرق!
ضجة كبري، لم تسكت، في " مصر" علي الأقل، إلا بأمر من " جمال عبد الناصر " شخصياً بعد أن طلب منه " عبد الباسط عبد الصمد "، الخجول، إسكاتها!
لاحظ أن كل هذا الضوء العارم ولد في اسم ذلك المقرئ المغمور بداية من سؤال أحد العاملين بالإعلانات لـ " أحمد رجب "، ما أغرب الدنيا!
حكاية أخري أشد طرافة، رواها " أنيس منصور " في بعض من ذهب الكلام الخاص به، و كانا صديقين، و هذا معروف، و كان " أحمد رجب " يحرر باب " حظك هذا الأسبوع " في " الجيل "، و لأنهما كانا علي وعي تام ببساطة أذهان أغلب المتلقين من الجمهور، جعلا من هذا الباب ساحة مشروعة للمكائد بينهما! 
ذات يوم، لاحظ " أنيس " أن صديقه يوجه من خلال أحد الأبراج رسائل شخصية لأنثي ما يريد الإيقاع بها، و لسبب ما سكت في انتظار فرصة مناسبة، و تغيب " أحمد رجب " يوماً، فطلب من " أنيس منصور " تحرير الباب، و طبعاً، وافق من كل قلبه، ربما، وافق فقط ليوجه رسالة إلي صاحبة ذاك البرج، التي لابد أنها شعرت بالصدمة و اهتزت بداخلها خيوط كثيرة عندما قرأت في برجها لذلك الأسبوع :
- احذري من شخص اسمه " أحمد "، يرتدي قميص أحمر!
سخرية أنيقة، و مثقفون حقيقيون ظرفاء، يكفي لإدراك لزوجة الحضيض الذي وصل إليه الإعلام الآن أن، لا أقول تقارن، استغفر العطر، بل أن يمس ذاكرتك كـ " جعضيضة " عفنة اسم أحد الذين يتسلقون حنجرة المشهد الإعلامي الآن كالغربان الدميمة!
" أحمد رجب " مثقف كبير، و لعل من المحرض علي الدهشة أن نعرف أن السخرية كانت أقل أدواته، هو أيضاً كان شديد الوعي بهذه الحقيقة، و ربما كان وعيه بهذه الحقيقة هو وقود غروره، أو علي وجه الدقة، وقود نزوعه إلي العزلة، و عزوفه الصحِّيِّ عن أن يكون شخصية مفتوحة علي مصراعيها لتجوال كل من يريد التجوال في شوارعها كالكثيرين ..
و ثمة حكاية رائجة تؤكد أن السخرية كانت أقل أدوات " أحمد رجب "، لكنها خرزته التي اختارها من العقد و اشتهر بها، و لها، أحرج بهذه الحكاية كل النقاد المتحذلقين في ذلك الوقت..
و في ذلك الوقت، كان مسرح " اللا معقول " يهيمن علي المشهد الثقافي، وكان باقة من كبار النقاد، و باقة من أعلي أصوات الساحة الأدبية الموازية يرون في مسرح " اللا معقول " النموذج الأكثر صلاحية للمسرح ..
قرر " أحمد رجب " أن يثبت عملياً، و بطريقة اشتعلت عندما نضجت كفضيحة مدوية، بطلان هذه النظرية، وأن يثبت أن " اللا معقول " الوحيد هو أن يكون هؤلاء الأدعياء نقاداً أو كتاباً، من أجل أن يفعل ذلك نشر في مجلة الكواكب مسرحية بعنوان " الهواء الأسود "، ادعي أنها مسرحية لم تنشر من قبل للكاتب المسرحي السويسري " دورنيمات "، و دعا كبار النقاد المروجين لمسرح " اللا معقول " للتعقيب علي المسرحية باعتبارها واحدة من روائع هذا اللون من المسرح، و لقد حدث، و كانت الإشادة من جانب هؤلاء بالمسرحية و بامتداداتها الذهنية الكامنة و بإبداع " دورنيمات " عظيمة و ثرية فاقت كل توقعاته هو شخصياً!
عندما رأي أن دوائر مكيدته قد اكتملت، أخبرهم في لهجة لا تنم عن احترام كبير أنه هو مؤلف هذه المسرحية العبثية، هذا كل شئ، و منذ تلك اللحظة و حتي هذه اللحظة، سكتت أصوات هؤلاء، و انخفضت تصرفاتهم، أو اعتمدوا أساليب أخري لحشو فراغات نفوسهم علي وجه الدقة!
أنا، بصفة شخصية، لا أحب التعاطي مع الأمور، ولا مع الآخرين بهذه الطريقة الرديئة، لكنها تنجح، لا تلمسوا شيئاً ..
الطريف أن تعليقات الكتاب علي هذه الحادثة تشابهت مع شخصياتهم إلي حد مروع ، العقاد قال :
- هؤلاء النقاد المحترمون يجب أن يُساقوا إلى محكمة التزييف لحماية هذه الأمة من وبال دعواهم!
و قال " طه حسين " :
- إنها عقدة الخواجة فعلاً!
أما " توفيق الحكيم "، رائد المسرح الذهني، و أول من اتخذ الغرفة " 53 "، غرفة " أحمد رجب "، مكتباً له، فقال في لهجة كأنما تنم عن غيظ شديد :
- هذا مقلب ظريف و لطيف!
بينما قال " إحسان عبد القدوس " : 
- كل ما نرجوه من السادة النقاد أن يصروا على رأيهم الخطأ، و أن يرفعوا " أحمد رجب " إلى مرتبة الكتاب العالميين! 
المحير أن " صلاح عبد الصبور "، و هو الذي أسال في شعره الكثير من أساطير الإغريق، قال :
- إن هذا أعظم عمل نقدى للنقاد قامت به الصحافة طوال السنوات الأخيرة!
أياً يكن ..
لا يخفي علي أحد المصريين أن " أحمد رجب " كان معارضاً حقيقياً لنظام " مبارك "، و لم يكن كالكثيرين معارضاً من داخل النظام بالأمر المباشر لتجميل الصورة و إضفاء لون غير اللون الأسود من ألوان قوس قزح علي المشهد السياسي، لذلك، كان عدم ظهوره علي شاشة التليفزيون المصري بأمر سيادي، هكذا سمعت، و لعل طرده و محاولة الاعتداء عليه، و الاعتداء التام علي الرسام " مصطفي حسين " أثناء محاولة الزميلين حضور حفل تنصيب " صاحب مصر "، هو ذكري لهذه المرحلة!
مع ذلك، واظب " أحمد رجب " علي حراسة تأييده لـ " نظام يونيو "، أو هكذا يبدو، فلعل وراء الظلال مشاعر أخري محتجزة، و كان هذا سبباً لاعتباره هدفاً مشروعاً للرمي بالنفاق من قبل بعض المحسوبين علي " الإخوان المسلمين "، و هذا لا يجوز، و هذا فقير جداً، و لا أري تعريفاً للديمقراطية أكثر عدالة من " مجتمع يحق لكل فرد فيه أن يختار خرزته من العقد بكل حرية، و دون رقابة الآخرين " ..
ثم، يجب، عند التعامل مع كلمات " أحمد رجب " أن ندرك قبلياً أننا في رحاب ساخر يخبئ في جيوب الكلمات كلمات أخري، مثلاً، حين يقول مخاطباً السيسي :
" عزيزي الرئيس ( السيسي ) نحن لا نهنئك بنا و لكننا نهنئ أنفسنا بك، نحن نعرف أننا سوف نتعبك، و نعذبك، و نسبب لك كثيرا من الحيرة، فنحن نبدو كأسئلة بلا أجوبة، و قد نكف بجوارك عن الأنين، عن أصوات الاستغاثة، و قد يكون عزاؤنا أن أخيرا أصبح لنا ابتسامة، فأنت ابتسامتنا "! ..
و مثلاً :
"ا لآن يا " مصر " أموت مطمئنا عليك، و على أهلي المصريين، إني لا أوصي حاكماً صالحاً بأهلي، و لكن أوصيكم بحاكم ندر وجوده على الزمان، و قال " ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين "!
إنه " أحمد رجب " و الله، صاحب الأصابع التي تقف وراء " فلاح كفر الهنادوه "، هو هو، أو، ربما كان الارتباك قد امتد لذهني فأصبحت لا أستطيع أن أري كالآخرين وراء هذه الكلمات وجهاً آخر لكاتب ساخر آخر، ربما!
و الشئ بالشئ يذكر ..
أتذكر أنني في رمضان العام " 2012 "، في " معرض فيصل للكتاب "، سمعت الإعلامي الأستاذ " حازم غراب "، رئيس قناة " مصر (25) " في ذلك الوقت، يوجه نفس التهمة، تهمة النفاق، للأستاذ " أنيس منصور "، و حكي حكاية سخيفة لا علاقة لها بالسياق أصلاً، لا أتذكرها الآن، و لا أريد هذا بطبيعة الحال، و بعض مما أندم عليه في هذه اللحظة هو التزامي الصمت في تلك الليلة..
أيها السادة ..
يجب، لنصمم معاً جسوراً صحيحة لعبور هذا المنحني الخطير أن ندرك حقيقة مهمة، و هي أن لـ " قوس قزح " ألواناً كثيرة، و أن ندرك، قبل كل شئ، أن ليس كلُّ من اختار أن يقف ضدنا عدواً، و ليس كلُّ من يقف معنا، لكن بطريقته الخاصة، عدواً محتملاً!
يجب أن ندرك أيضاً حقيقة قد تكون باهتة حول أغلب المثقفين! 
المثقفون بشر قبل كل شئ، و كما أن هناك بشر حولنا يفضلون الحياة علي هامش الصراع، أي صراع بين طرفين، و في ظلال الجدران، لحراسة حياتهم و حياة عائلاتهم، أو هكذا يظنون، تآمر الإعلام علي تسمية هؤلاء " حزب الكنبة "، هناك أيضاً من يمكن أن نتآمر علي تسميتهم بـ " أدباء الكنبة "، الأستاذ " نجيب محفوظ " يأتي في مقدمة هؤلاء، مغ ذلك، هو، كان في كل ما كتب مزدحماً بالثورة، لكنه اختار فقط أن يكون كاتباً عظيماً، علي الجانب الآخر، الشاعر " أحمد فؤاد نجم " اختار جدران الزنازين موقداً يغذي الشاعر الذي يسكن جسده علي حافة الثائر الكبير " أحمد فؤاد نجم "، أعظم أعماله استحقاقاً لفخره علي الإطلاق، و كلا المبدعين، في النهاية، قدم مشروعه و اجترح استبصاراته بالطريقة التي رأي أنها تناسبه ..
تخيل، لو كان " أنيس منصور " اختار أسلوب " نجم " مثلاً، و اصطدم بالنظام، من أين كان لنا كتاب جميل مثل " حول العالم في 200 يوم "، تخيل!
ثم، ما هي سعة الموجة التي قد يثيرها قلم كاتب يبرر الديكتاتورية، و هو مرغم بالمناسبة، في وسط سياسي مؤاتٍ فقط لأقلية مشهورة بالميل إلي تبجيل الديكتاتورية و الإشادة بالفساد، لا شئ، ربما يثير القلم أمواجاً من الصخب تثور لها سواحل بعيدة في وسط آخر، كالوسط الفني أو الرياضي أو الثقافي مثلاً! 
و مثلاً، قال " أحمد رجب " ذات يوم :
( إنني أعيش التاريخ وأصنعه، فإنني أحيا في عصر " عبدالناصر"، أنتمي إلي هذا الجيل الذي يشكل معالم التاريخ، و لسوف ينتصر " عبدالناصر "، و لسوف تقرأ الأجيال القادمة للأمة العربية ذات يوم كتاباً واحداً للتاريخ يحكي قصة الدولة العربية الموحدة العظمي، يحكي قصة هذا الرجل الذي قاد الطليعة إلي الأمل!)
من العاري جداً، بطبيعة الحال، أنها كلمات معلبة و مجانية داسها التاريخ بالحذاء، خطابية، أشبه بأشعار الحماسة في أكثر عصور الشعر انحطاطاً، و كرجز الأعراب قبل النزال في الغارات في سالف الأزمان، و هي، قبل كل شئ، كلمات مريضة بالبرودة المجردة، تفضح، بكل بساطة، المشاعر الحقيقية لقائلها، لا شك أننا كنا سوف نسقط من فرط الضحك بالتأكيد إذا أعاد كتابتها قبل أسبوع في " نص كلمة "، و كنا سنصدق أنه يريد السخرية من بشاعة الشرخ الذي تدحرجت فيه مصر من جراء نزوة " عبد الناصر " الشهيرة في يوليو " 52 "، حبيب الملاليم!
لكن، ما دمنا واثقين أن هذه العبارة، ربما، أقدم عمراً من " نص كلمة "، لا يليق بنا الحكم علي قائلها قبل أن نتذكر أنه، مثل كل الناس، كان يريد أن يعيش ..
علي كل حال ..
وداعاً " أحمد رجب "، عابرنا الممتاز، وداعاً ..

12 سبتمبر 2014

اتصالات مجانية عبر الإنترنت من "جوجل"


بدأت "غوغل" منذ الأربعاء باستخدام تطبيقها "هانغ آوتس" لتوجيه الرسائل على أجهزة محمولة لإجراء اتصالات صوتية مجانية أو بكلفة متدنية عبر الإنترنت على غرار خدمة سكايب.
وقال آميت فولاي، أحد مسؤولي "جوجل" على مدونة المجموعة "يسمح هانغ آوتس في الأساس بتوجيه رسائل سريعة أو بدء محادثة عبر تقنية الفيديو بين مجموعة من الأشخاص، لكن أحياناً من الأفضل الاتصال بشخص لنقول له إننا نحبه. ومع النسخة الجديدة للتطبيق بات الأمر ممكناً".
وقد جمعت غوغل بين قدرات خدمتها للاتصالات عبر الإنترنت "غوغل فويس" وبين تطبيق "هانغ آوتس" الذي يعرف نجاحاً كبيراً عبر شبكة التواصل الاجتماعي غوغل للسماح خصوصا بإجراء اتصالات بالفيديو بين مجموعات مجاناً.
وستكون الاتصالات بين مستخدمي تطبيق "هانغ آوتس" مجانية أيضاً، وكذلك كل الاتصالات التي تجرى داخل الولايات المتحدة وكندا على ما أوضح فولاي. والاتصالات عبر هذا التطبيق ستكون ممكنة للأجهزة المحمولة التي تعمل بنظامي "اندرويد" و "آي أو أس" من "آبل".

مذهل: فتاتان نمساويّتان في سنّ 15 و16 تسافران للقتال مع تنظيم الدولة الإسلامية

الفتاتان النمساويّتان

لقد سافرتا إلى تركيا، اختفتا وتم تصويرهما بعد أسابيع وهم يحملن بنادق الكلاشينكوف وهما محاطتان بالرجال المسلّحين. قصة سامرا كسينوبيك ذات الستّة عشر ربيعًا وسبينا سليموبيك ذات الخمسة عشر ربيعًا، فتاتين نمساويّتين من أصول قوقازية، هي قصة ليست أقل من مذهلة.
فتاتان نمساويّتان شوهدتا كالفتيات الأوروبيات "العاديات" بكل معنى الكلمة. قبل عدة أسابيع كلتاهما، مع فتاة أخرى، أخبرنَ أهاليهنّ أنّهنّ مسافرات إلى عطلة في تركيا.
شاهدت والدة الفتاة الأخرى ابنتها وهي تضع أغراضها في حقيبة كبيرة بشكل خاصّ، شكّت بنيّتها ولم تسمح لها بالسفر. يبدو أنّ إحساسها كان صحيحًا، حيث إنّ كلا الفتاتين، اللتين سافرتا في النهاية، لم تعودا إلى النمسا وإنما أكملتا نحو الشرق، باتجاه أراضي الدولة الإسلامية.
وسبينا سليموبيك الفتاة النمساوية

تشكّل تركيا "بوابة" بالنسبة لسكان الغرب الراغبين بالانضمام إلى صفوف تنظيم الدولة الإسلامية. يسافر أولئك الأشخاص إلى شرقيّ البلاد، ومن هناك يستطيعون - دون صعوبة كبيرة - اجتياز الحدود إلى داخل سوريا المتداعية، والانضمام إلى صفوف داعش.
هناك قلق من أنّ نمساويّين آخرين يرغبون بالذهاب في أعقاب الفتاتين والانضمام إلى صفوف التنظيم. كما وهناك قلق حقيقي بخصوص فتاتين نمساويّتين أخريين، قد نشرتا من مدة قصيرة أفكارًا إسلامية في شوارع فيينا، ووفقًا لوزارة الداخلية النمساوية سافرتا بعد ذلك إلى تركيا.
الفتاتان النمساويّتان (Youtube)

د. عبدالوهاب الأفندي : نرحب بالحكم على البلتاجي وحجازي

(1)
أصدرت محكمة جنايات القاهرة، وهي «صاحبة سوابق» في مجالات عدة، حكماً على كل من الزعيم الإخواني محمد البلتاجي والداعية المعروف صفوت حجازي بأحكام وصلت إلى عشرين عاماً بتهمة احتجاز ضابط شرطة «قسرياً» و»الشروع في تعذيبه». ولست على اطلاع على حيثيات الحكم الذي يعتبر سابقة أخرى تضاف إلى «سوابق» المحكمة التي كان يرجى أن تصبح يوماً موقرة. ولكن مهما يكن فإن هذه سابقة محمودة، لأنها جرمت مجرد «الشروع» في التعذيب، وهي بشرى طيبة لضحايا التعذيب في مصر التي تحتاج إلى حراسة هذه الأيام أكثر من أي وقت مضى.
(2)
من نافلة القول إن البلتاجي كان، كما لم يخف على من تابع المسألة بأدنى اهتمام، في شغل من أمره بسبب مقتل ابنته على يد الشرطة وانشغاله بمهام سياسية وإعلامية كبرى، ولم يكن هو من تعرض لضابط الشرطة المعني بخير أو شر، إذا افترضنا أن الشرطي المعني قد تعرض لمكروه وهو يمارس وشيعته القتل والتنكيل في ميدان رابعة. وعليه فإن مسؤولية البلتاجي وحجازي هي أخلاقية-سياسية في الأساس بحكم قيادتهما لاعتصام رابعة. وعليه فإن هذه سابقة قضائية مهمة، ليست فقط في تجريم مجرد الشروع في التعذيب، بل كذلك السكوت عنه والمسؤولية السياسية والأخلاقية تجاهه. وهذه بشرى سارة أخرى للضحايا.
(3)
المعروف للقاصي والداني أن التعذيب في مصر يمارس بصورة روتينية، مثل طقوس العبادة، في كل مراكز الاعتقال. وقد استمعت باهتمام شديد (وكثير من الألم)، لشهادة صحافي الجزيرة عبدالله الشامي المفرج عنه في حزيران/يونيو الماضي بعد اعتقال دام قرابة عام وإضراب عن الطعام لمدة مائة وأربعين يوماً، وكيف أنه تعرض لتعذيب وتحقير لا يوصف بدأ بمجرد الاعتقال. وبحسب تلك الشهادة فإن التعذيب والتحقير والشتم بأقذع الألفاظ يمارس بصورة يومية على كل المعتقلين، بغض النظر عن الهوية والجرم.
(4)
بحسب تقرير حقوقي دولي صدر في نفس الشهر الذي أفرج فيه عن الشامي فإن عدد المعتقلين السياسيين في مصر يناهز الواحد والأربعين ألفاً. وكان تقرير حقوقي آخر حدد عدد كل نزلاء السجون في مصر في حزيران/يونيو عام 2012 بأكثر من 180 الفا. أي أن عدد كل سجناء مصر قرابة ربع مليون. ومن نافلة القول إن كل من هؤلاء قد تعرض بلا شك على -أقل تقدير- لجناية «الشروع في التعذيب».
(5)
وبحسب هذا الحكم، فإن وزر التعذيب يقع على المسؤول الأول عنه، وهو من كان يتولى الزعامة السياسية. وبهذا المنطلق، فإن رئيس المحكمة الدستورية (ورئيس الغفلة) في مصر غير المحروسة أيام فض اعتصام رابعة، يتحمل هو ووزير الداخلية ووزير الدفاع وقتها، وزر ما تعرض له عبدالله الشامي وأكثر من أربعين ألف معتقل آخر من «شروع في التعذيب». وبحسب «سابقة» جنايات القاهرة أعلاه، فإن كل من هؤلاء يجب أن يحكم عليه بالسجن ثمانمئة وعشرين ألف سنة بالتمام والكمال. هذا إذا استثنينا بالطبع السجناء الجنائيين (و ياما في الحبس المصري من مظاليم!). أما إذا لم نفعل فإن الحكم يكون بخمسة ملايين سنة سجن فقط لا غير، لكل من السيسي ومنصور وإبراهيم.
(6)
ننصح ضحايا التعذيب وكذلك «الشروع في التعذيب» في مصر أن يهرعوا إلى أبواب محاكم مصر، وأن يقدموا شكاواهم للقضاء المصري النزيه والعادل حتى ينصفهم كما أنصف الضابط المصري المسكين والمغلوب على أمره. فالحمد الله إن في مصر حكام لا يظلم عندهم أحد، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم عن نجاشي الحبشة، عليه رضوان الله. فلا تفوتوا الفرصة، هداكم الله يا أهل مصر.
(7)
ربما يعجز بعض الضحايا (ربما لأنهم ما يزالون في الحبس، أو لأن التعذيب أودى بهم أوسبب لهم عاهات مستديمة)، عن الوصول إلى أبواب محاكم مصر العادلة والنزيهة، والتي تنصف حتى الشرطة من معذبيهم والمعتدين عليهم. وعلى هؤلاء ألا يخافوا ولا يحزنوا، فإن هناك «كاميرات» تسجل كل ما تعرضوا له، ولو كان في جوف جب مظلم، وشرطة يسجلون بدقة محاضر كل شيء حتى لو كان همسة أو نظرة، ومحاكم جاهزة للنطق بحكم ينصف من ظلم مثقال ذرة. وعندما تنصب تلك المحاكم، وينطق بأحكام لا معقب لها، يتمنى الظالمون لو أنهم سجنوا بالفعل خمسة ملايين سنة، وواجهوا «الشروع في التعذيب» في كل دقيقة وثانية منها. وهي أمنية لن ينالوها!
(8)
شكت زوجة الدكتور البلتاجي السيدة سناء عبدالجواد من أن السلطات أخفت أو أتلفت تسجيلات مصورة ومستندات أخرى تبرىء زوجها من التهم الموجهة إليه. والأصل أن المتهم لا يحتاج إلى أدلة إلى إثبات براءته، وإنما واجب الادعاء هو إثبات التهمة. مهما يكن، فإننا أيضاً نطمئن السيدة المحترمة –وعلى مسؤوليتنا- أن هناك نسخاً من تسجيلات أشمل وأكثر دقة، محفوظة في مكان لن تصل إليه أيدي العابثين، وأنها ستظهر في وقت يرونه بعيداً وهو قريب جداً.
٭ كاتب من السودان

فى حوار للاهرام العربي .. المجاهد د. مثنى حارث الضاري يكشف حقيقة ما يحدث في العراق

أجرى الحوار: هاني بدر الدين
- العراق يشهد منذ عشرين شهراً ثورة شعبية انطلقت في ست محافظات
- حكومة المالكي عملت على تشويه صورة الثورة بالأكاذيب وقمعت المتظاهرين والمعتصمين فتحولت الثورة للعمل المسلح على يد عشائر المحافظات
- شبح الحرب الطائفية يطل برأسه في العراق منذ سنوات
- ميليشيات مرتبطة مع السلطات الحاكمة وراء استهداف المساجد
- "عصائب أهل الحق" أخطر الميليشيات وهي مدعومة ومسلحة ايرانيا وحكوميا، وتعد المخلب الذي تستخدمه الحكومة لتصفية خصومها وتهديد معارضيها
- فتاوى بعض المرجعيات "التحريضية" استخدمت ذريعة لإعلان ما يسمى "الجهاد الكفائي" الذي استخدم حكوميا برضا المرجعيات للتحشيد الطائفي
- الثورة العراقية لم تنته ولم تختف لأنها ليست ضد شخص المالكي وإنما ضد نظامه والعملية السياسية التي أنتجت هذا النظام
- نحذر من أية أفعال تمس أبناء الشعب العراقي على اختلاف أديانهم وإثنياتهم ومذاهبهم
- أولويتنا هي القضاء على الوضع الشاذ التي نشأ بعد الاحتلال
- دور إيران سيزداد مستقبلا بناء على التوافق مع أمريكا بعد اللقاءات السرية الأخيرة التي تمت رعايتها بينهما في أمكنة ما في المنطقة العربية
- تفاهم إيراني – أمريكي على الحل المؤقت لبعض المشكلات العالقة وفي مقدمتها موضوع الملف النووي في مقابل التعاون لمحاربة الإرهاب
- العراق يتعرض لأوضاع مشابهة لما جرى في 2006 و2007 ونشهد ترتيبا أمميا تقوده أمريكا لإعادة ترتيب الاوضاع في المنطقة انطلاقا من بغداد بعد تداعيات الربيع العربي
- الخدمات في العراق تكاد تكون معدومة والضروريات الأساسية غير متوفرة
- المخاطر المحدقة بوحدة العراق كبيرة في إطار تفاهم دولي وإقليمي على محاولة فرض خيار التقسيم كأمر واقع
- الغارات الجوية الأمريكية ضد تنظيم (الدولة الإسلامية) تفتح الباب مجددا للتدخل العسكري وإعادة انتشار قوات الاحتلال
- للأسف.. العرب لا يمكنهم أن يفعلوا شيئا لمساعدة العراق.. فالإرادة غير موجودة والقدرات غير متوفرة والنوايا مختلفة
- العبادي كالمالكي.. كلاهما نتاج حزب طائفي في إطار عملية سياسية محكومة بقواعد محاصة طائفية وعرقية مقيتة

الدكتور مثنى حارث الضاري، مسئول قسم الثقافة الإعلام في هيئة علماء المسلمين في العراق، وأحد الناشطين في الجبهة الرافضة للعملية السياسية في العراق ما بعد الاحتلال الأمريكي لبلاد الرافدين، وبعد سنوات من العملية السياسية والمقاومة ضد الاحتلال والثورة ضد نوري المالكي والميليشيات، وحكومة حيدر العبادي رئيس الوزراء الجديد، تأتي أهمية الحوار معه.. الدكتور مثنى قال في حواره مع "الأهرام العربي" أنه لا يوجد اختلاف بين العبادي والمالكي، كما أن العرب لا يستطيعون أن يساعدوا العراق، وأنه يبدو أن هناك تحالفا من دول المنطقة مع العبادي لدعمه مقابل القضاء على ما يسمى الإرهاب في العراق.

- إذا أردنا أن نقدم الصورة الحقيقة للأوضاع في العراق.. سياسيا وأمنيا واقتصاديا.. ماذا تقولون؟
ما يجري في العراق منذ عشرين شهراً هي ثورة شعبية حقيقة لتحقيق مطالب الشعب الراقي، وانطلقت في ست محافظات في وسط العراق وغربه وشرقه وشماله، وعبرت عنها جموع شعبية بلغت مئات الألوف، خرجت في تظاهرات واعتصامات سلمية للمطالبة بحقوقها، وقد وجدت هذه المطالب صداها عند كثير من العراقيين، فيما لم يستطع كثيرون ايضا التضامن معها بسبب الضغوط السياسية والأمنية التي تمارس على كثير من أجزاء الوطن، فضلا عن الدور الحكومي الذي حاول أن يبرز المطالب الجماهيرية على أنها "خدماتية" وليست مطالب بحقوق مهدورة وكرامة مهانة وأرواح مسترخصة ودماء مسفوكة لأسباب طائفية بحتة، فضلا عن عدم الاعتراف بمشروعية هذه المطالب واتهام المتظاهرين بالإرهاب أو حماية الإرهاب، وتشويه صورة الثورة بالأكاذيب والقصص المفبركة والنقول المفتعلة على مدى عام كامل، فضلاً عن الاعتداء على التظاهر والاعتصام بين الحين والآخر، وسفك دماء المعتصمين كما حدث في الفلوجة ومجزرتي مسجد سارية في ديالى والحويجة في كركوك وغيرها، وأخيراً اتخاذ كل ما تقدم كمبررات لضرب الثورة ومحاولة تصفيتها، وهذا ما حصل عندما تم استهداف ساحة التظاهرات الأكبر في الرمادي فاندلعت على إثرها الثورة المسلحة على يد عشائر المحافظة ضد نظام العملية السياسية المرعي أمريكيا، ثم انخرطت هذه العشائر مع فصائل المقاومة في إطار المجلس العسكري العام لثوار العراق.

- إذا بدأنا بعودة شبح الحرب الطائفية في العراق.. برأيكم من المسئول عنها؟ وكيف يمكن اجهاضها؟
نعم.. شبح الحرب الطائفية يطل برأسه منذ سنوات ولكنها لم تحصل في السنوات السابقة لأسباب عديدة، من أبرزها عدم توفر الأرضية المجتمعية القابلة لذلك على الرغم من السعي المحموم لأحزاب العملية السياسية الطائفية لها، وبعد انطلاق الاعتصامات والتظاهرات الشعبية في المحافظات الست؛ نهجت هذه القوى والأحزاب نهج تفعيل هذا الموضوع من جديد بحجة كون المطالب (سنية) وليست عراقية، والتشكيك بوطنية أبناء المحافظات المنتفضة، كما عملت هذه القوى في الوقت نفسه على توفير بيئة الحشد الطائفي عن طريق استفزاز هذه الجماهير الضخمة ومحاولة استخراج رد فعل طائفي منها؛ يبرر لها هذا الأمر، وعلى الرغم من ظهور بعض الاصوات هنا وهناك كرد فعل، إلا ان الأمور جرت على خلاف ما أرادت الحكومة وهذا ما اضطرها لشن حربها على المحافظات المنتفضة.. وهنا لابد لنا من بيان موضوع مهم متعلق بهذا الشأن؛ فالظلم واقع على العراقيين جميعا، وإن كان على (السنة) منهم أكثر بحكم استهدافهم طائفيا وعرقيا على خلفية موقفهم من الاحتلال وتبني خيار المقاومة؛ إلا ان هذه المظلومية الواقعية استغلت من بعضهم للتباكي على (أهل السنة) لتحقيق أهداف سياسية بحتة للأسف، كما فعل بعض السياسيين السنة (مع الأسف)، واستطاعوا في مرحلة ما أن يلبسوا على الجمهور (السني)، ولكن القضية ليست بهذا اليسر والسهولة، وفيها انواع من لفت النظر عن الموقف الحقيقي والمنطقي الذي وقفه (السنة) في غالبهم بعد الاحتلال، والى الآن لم يلامس احد من هؤلاء السياسيين هذه المطالب ملامسة حقيقة.

- استهداف السنة بالعراق وفي المساجد.. من يقف وراءه؟ وهل يمكن أن نرى تفجيرات في مراقد الشيعة؟
الاستهداف معلوم وليس مجهولا وليس جديدا، وتقف وراءه ميليشيات معروفة بأسمائها وارتباطاتها واعلانها وتفاخرها بذلك أحيانا، وهي ميليشيات تتماهى مع السلطات الحاكمة التي تغض الطرف عنها وتدعم بعضها وتوفر التسهيلات لبعضها الآخر وتدعم قسما ثالثا دعما مباشراً وكاملاً؛ لأنها تحقق لها أهدافها غير المعلنة او اهدافها غير القانونية، وردود الافعال المماثلة على هذه الافعال موجودة للأسف منذ زمن طويل، ولكن هناك فرق ظاهر بينها وبين أعمال الميليشيات؛ فالذي يستهدف المراقد (الشيعية) غير مرضي عن سلوكيته (سنيا) ويتصرف بوحي نفسه ويتم انتقاد تصرفاته بشكل علني، فيما توفر السلطات الحكومية الغطاء الشرعي للميليشيات التي تقوم باستهداف المساجد وتبرر لها اعمالها بحجة ردة الفعل كما حصل في أحداث سامراء في عام 2006 على سبيل المثال، وكما يحصل الآن في جرائم الميليشيات في كثير من المناطق العراقية، ولعل جريمة مسجد مصعب بن عمير في ديالى هي الاقرب إلينا الآن.

- كيف تصاعدت سطوة الميليشيات في العراق؟
الميليشيات لم تختف أبدا ولم تكمن، وسطوتها في تزايد، ولكن الأضواء هي التي عادت للعراق في دورة موت جديدة، وإلا فإن المعاناة التي يعانيها العراقيون من الميليشيات مستمرة، وهيمنتها على الواقع العراقي طاغية منذ عام 2006 وحتى الآن، والجديد هو ظهور تشكيلات وأنواع جديدة منها ومن ابرزها ما تسمى (عصائب أهل الحق) المنشقة عن جيش المهدي والمدعومة والمسلحة ايرانيا وحكوميا، وأصبحت المخلب الذي تستخدمه الحكومة لتصفية خصومها وتهديد معارضيها، واستعراضات هذه الميليشيا علنية في شوارع بغداد وساحاتها.

- ما صحة أن الميليشيات في العراق تلقى دعما من الحكومة ومن إيران؟
تحدثت سابقا عن بعض جوانب ذلك.. وأؤكد أن الدعم الإيراني لا يمكن إخفاؤه والعلاقات واضحة من خلال لقاءات مستمرة ومتواصلة بين الطرفين وصورها تظهر على الإعلام، فضلاً عن الإمكانات المادية الكبيرة واستخدام الإمكانات الحكومية في هذا السياق، ودفاع بعض مسئوليها عن ايران واعترافهم صراحة بولائهم لها، وماذا بعد الولاء؟! وأخيراً: فقد بدأت صور جولات (قاسم سليماني) مسؤول فيلق القدس الإيراني في العراق وإشرافه على بعض المعارك؛ تنتشر في الإعلام، ومنها معارك محافظة ديالى ومعركة (آمرلي) الآخيرة في محافظة صلاح الدين.

- لماذا كان هناك قبول كبير برحيل المالكي من رئاسة الوزراء رغم محاولاته المستميتة للبقاء في سدة الحكم؟
القبول والترحاب كبير ومن جهات وبحيثيات مختلفة؛ بسبب المضار التي خلفها والسياسيات الاستئصالية التي قام بها والإحراج الذي سببه لرعاته الأمريكان والإيرانيين، والمأزق الذي وضع فيه عمليتهم السياسية، حتى أوشكت على الانهيار.

- كيف تنظرون لفتاوى بعض المرجعيات لدى الشيعة التي اعتبرت أنها تحريض على الوضع الطائفي؟
هي فتاوى تحريضية مضموناً وشكلاً، ومقدمات ونتائج وتداعيات، ولا يمكن وصفها بغير ذلك، واستخدمت ذريعة الإرهاب لإعلان ما يسمى الجهاد الكفائي الذي استخدم حكوميا برضا المرجعيات للتحشيد الطائفي.

- ثورة العشائر على المالكي وحكومته.. إلى أين وصلت؟ وهل اختفت وانتهت بتغييره؟
هذه الثورة صفحة من صفحات حركة تحرير قامت بعد الاحتلال مباشرة، كان الفصل الاول منها المقاومة المعروفة التي أسهمت بشكل كبير بل استطاعت أن تجبر قوات الاحتلال بغض النظر عن الطريقة التي خرجوا بها والإخراج الذي جرى فيها، بعد ذلك تعرفون المؤامرة الكبيرة التي جرت على المقاومة في عام 2006 و2007 من خلال ما يسمى بـ"الصحوات"، ثم تجدد الامل عند العراقيين من خلال العمل السياسي السلمي الذي كان يحضّر للثورة مع بقاء المقاومة وجزء كبير من المقاومة لم يلق سلاحه كما يشاع بأن المقاومة انتهت في عام 2007 وأن المقاومة انتهت بخروج المحتل عام 2011 وما الى ذلك، وطبعا هي ضعفت وهذا واقع ونقر به، ولكن كان السبب المباشر في ذلك هو كون عدو المقاومة في وقتها وحتى الآن؛ هو (الولايات المتحدة الأمريكية) مدعومة بتحالف دولي كبير، وتعاون إقليمي معلوم، فضلا عن ذلك استخدمت أيادي عراقية للأسف لمحاولة اجهاض المقاومة بحجة مقاتلة ما يدعى بالإرهاب.
وهذا ما ينقضه الواقع بحكم كون المقاومة العراقية حركة تحرير وليست حركة عنف ورد فعل طارئ وقد استطاعت أن تستمر وتعود من جديد، مستفيدة من استطاعت الحاضنة الشعبية لها إعادة بناء نفسها بفضل الانتفاضات المتعاقبة منذ منتصف عام 2010 وحتى الثورة الشعبية في نهاية عام 2012، حيث بدأ الحراك السلمي العراقي في منتصف عام 2010 وهذه المرة من جنوب العراق فيما عرف في وقتها بـ"ثورة الكهرباء" في البصرة، وفي 25 فبراير/ شباط 2011 انطلقت الانتفاضة العراقية بشكلها الأول الذي استمر تسعة أشهر، واستطاع ان يحقق نتائج كبيرة من أبرزها اثبات فشل العملية السياسية، ثم أخيرا جاءت التظاهرات والاعتصامات الضخمة في المحافظات العراقية طيلة عام 2013 التي استطاعت أن تعيد بناء الحاضنة الشعبية، وإعادة خيار المقاومة الى الساحة، وانتهت هذه التظاهرات بعد بدء المالكي معركته ضد ساحات الاعتصام وهجومه على ساحة العزة والكرامة في الرمادي بتاريخ 30 ديسمبر 2013، وخلاصة ما تقدم: أن الثورة لم تنته ولم تختف؛ لأنها ليست ضد شخص المالكي وإنما ضد نظامه والعملية السياسية التي انتجت هذا النظام.

- كيف تنظرون للوضع في شمال العراق في ظل محاولات الاكراد للاستقلال؟ 
الأوضاع في الشمال بدأت بالعودة إلى ما كانت عليه من تطبيع مع حكومة بغداد ومشاركة في أعمال الحكومة، بعد قطيعة استمرت قرابة العام، أما محاولات الاستقلال فليست جديدة وهي مطروحة منذ مدة طويلة، وتطوراتها مرهونة بالتطور العام للأحدث في العراق، والجديد هو امتداد النفوذ الإيراني إلى باقي مناطق كردستان بعد أن كان قاصرا على محافظة السليمانية.

- سمعنا وشاهدنا جرائم شنيعة ارتكبتها "داعش" سواء ضد غير المسلمين (المسيحيين وغيرهم) أو حتى ضد بعض المسلمين.. ما موقفكم من داعش؟ 
موقفنا واضح وصريح ومعلن في هذا الصدد، وتضمنته بيانات وتصريحات صحفية وحوارات اعلامية، وفيما يخص موضوع الأقليات قال بيان للهيئة في الشهر الماضي: إن جميع فئات وأعراق وأطياف المجتمع العراقي هم أبناء أصلاء للعراق وركيزة أساسية اجتماعية وسياسية في بنائه وتشكيل خارطته، ونموذج للتعايش المجتمعي السلمي، الذي يفتخر به أبناء العراق عبر تاريخهم الطويل، وليس من أهداف الثورة استهداف أي من هذه الركائز، وإن أي صراع في هذه المناطق سيولد مشاكل كبيرة نحن في غنى عنها، ويؤدي إلى تأزيم الأمور في هذه المناطق التي تحتضن أعداداً كبيرة من النازحين من وسط العراق وغربه وشرقه فضلاً عن النازحين من مدينة الموصل وأطرافها، وإننا في هيئة علماء المسلمين؛ ندعو الجميع إلى ضبط النفس وعدم الانجرار وراء ثغرات من شأنها إضاعة حقوق الشعب العراقي الثائر، وخدمة أهداف طارئة تفضي إلى تمزيق الشعب العراقي أوصالا، ونحذر من أية أفعال تمس أبناء الشعب على اختلاف أديانهم وإثنياتهم ومذاهبهم.

- هل الاولوية للمقاومة حاليا هي الخلاص من ارهاب داعش أم من قمع الحكومة؟
الأولوية هي القضاء على الوضع الشاذ التي نشأ بعد الاحتلال وتسبب في ظهور كل الظواهر التابعة والتداعيات الخطيرة على وحدة العراق شعبا وأرضا وهوية وتاريخا ومقدرات، وهو وضع لا يريد الاحتلال الامريكي المستمر والمتجدد ولا النظام الاقليمي في المنطقة للعراق أن يتخلص منه، وما يجري في العراق الآن هو اعادة انتاج لأوضاع مررنا بها سابقا ولاسيما في عامي 2006 و2007 وهو حاجة ضرورية لإنجاح سيناريو أمريكي مطروح الآن بقوة يتمثل في تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة لإعادة ترتيب الاوضاع في المنطقة انطلاقا من العراق بعد تداعيات الربيع العربي، وتستخدم من اجله كل الوسائل الممكنة ومنها اثارة موضوع الإرهاب لتحشيد الدعم الدولي في حلف جديد شبيه بالحلف الذي قام بغزو العراق في عام 2003 وان كان بشكل آخر وبطريقة هادئة وبذرائع أكثر احكاما وأدق إعدادا.

- كان البعض يتهم هيئة علماء المسلمين بالإرهاب.. وهي التهمة التي توجه حاليا لداعش.. كيف ترون وضعكم بين ممارسات داعش وبين قمع الحكومة ورفضكم للعملية السياسية؟
كانوا ومازالوا يتهموننا، وكانت الطريقة التي تستخدم مع القوى المناهضة للاحتلال واضحة؛ حيث دأبت العديد من الدول والمنظمات الدولية على الاهتمام بوجهة الهيئة وغيرها من القوى المناهضة للاحتلال في محاولة لإضفاء الشرعية على الأوضاع الشاذة في العراق، ولما يئسوا من هذا ورأوا اصرار القوى المناهضة للاحتلال على تبني خيار رفض العملية السياسية؛ بدأت تهمة الإرهاب، وهنا اذكر بأننا اتهمنا منذ الأيام الأولى بعد ثلاثة أشهر من الاحتلال بأننا أيتام النظام السابق، ثم اتهمنا بأننا ندعم الإرهاب، ثم اتهمنا بعد ذلك بالإرهاب ووضعنا على القوائم الدولية وتوبعنا ولوحقنا واغتيل كثير من أعضاء الهيئة والقوى المناهضة للاحتلال ووضعت علينا محددات ومقيدات في كثير من الدول. وعليه فوضعنا صعب حيث نوضع دائما بين المتناقضات ويراد منا ان نختار بينها، مع أن خيارنا مستقل ومبني على تحقيق مصالح عامة وليست خاصة، ومن هنا توجه لنا الاتهامات وتمارس علينا الضغوط من كثير من الأطراف والجهات التي تنهج مناهج خاصة ورؤى أحادية.

- هناك اتجاه لدى دول الخليج بمساندة الحكومة العراقية الجديدة ضد داعش.. ما رأيكم؟
نعم هذا موجود وملاحظ، ويبدو ان هذا الاتجاه هو محاولة للتطبيع مع الوضع القائم في العراق بحجة الوقوف أمام الارهاب والقبول بالأمر الواقع والتعايش مع النفوذ الإيراني، بناءً على رؤية غير واقعية تقوم على أساس تحقيق وضع أفضل لأهل السنة في إطار العملية السياسية (وكأنك يابو زيد ما غزيت ولا رحت ولا جيت).

- هل ما زالت إيران تسيطر إلى حد كبير على الاوضاع السياسية والميدانية بالعراق؟ وكيف يمكن إنهاء ذلك ليكون القرار بيد العراقيين؟
نعم وهذا واقع لا مجال لإنكاره ويكابر من يقول غير ذلك، وهو سيزداد في المرحلة المقبلة بناء على التوافق مع أمريكا وتقاسم الأدوار بحسب اللقاءات السرية الأخيرة التي تمت رعايتها في أمكنة ما في المنطقة العربية، وتم بموجبها التفاهم على بعض الملفات العالقة بين الطرفين، وفي مقدمتها موضوع الملف النووي في مقابل التعاون لمحاربة تنظيم (الدولة الإسلامية)، وأسفر ذلك عن تعاون أمني وعسكري تمثل في مشاركة قوات إيرانية في معارك أربيل وديالى، وتقديم الدعم التسليحي للبيشمركة على سبيل المثال بموافقة بغداد.

- في ظل تدني أوضاع المعيشة وضعف الخدمات.. كيف يمكن إعادة بناء العراق من جديد رغم الخلافات السياسية والتدهور الامني؟
الخدمات في العراق ليست ضعيفة وإنما تكاد تكون معدومة في كثير من مناطقه، والضروريات الأساسية غير متوفرة فضلاً عن الانهيار في النظام المعيشي في العراق، نحن نتحدث عن مستويات تحت خط الفقر وانعدام المقومات الأساسية للعيش من غذاء ومستلزمات طبية وصحية، فضلا عن الجوانب الأخرى كالتعليم والأمن وأوضاع المرأة والطفل والبيئة، فإذن العملية هي إعادة بناء حقيقية وجذرية، وهو ما لا تستطيع حكومات العملية السياسية أن تقوم به؛ لأنها حكومات وظيفية تحقق أغراضا خاصة بالقوى المشكلة لها، بعيداً عن النظرة الكلية الاصلاحية تجاه الشعب العراقي وما يعانيه.

- هل ما زال من الممكن بقاء العراق موحدا.. أم اننا بصدد تقسيم وشيك للغاية لبلاد الرافدين؟
نعم ممكن، وإن كانت المخاطر المحدقة بوحدة العراق كبيرة في إطار محاولات حثيثة لتفاهم دولي وإقليمي على فرض خيار التقسيم كأمر واقع، وحصر مشكلة ما يدعى بالإرهاب في ما يدعونه (الإقليم السني).

- كيف ترون الغارات التي تشنها أمريكا على مواقع داعش.. وكيف تنظرون للدور الامريكي حاليا في العراق؟
رأينا في هذا الشأن عبرنا عنه بالنقد الشديد وقلنا "للأسف الشديد فإن هناك من يتصرف في هذا البلد العريق الذي يقطنه أكثر من ثلاثين مليون نسمة تصرف المالك أو الوصي، غير مفكر بالعواقب؛ ومن ثم وقع المحظور، واستجدت مشكلات كبيرة، سيدفع الجميع ثمنها وفي مقدمة ذلك القرار الأمريكي المدان بشدة على كل الأحوال بتوجيه ضربات جوية، تحت ذريعة مساعدة العراقيين وحماية الأقليات، وهذا تطور خطير وبداية لمتغيرات سيئة، وباب لتدخل عسكري وإعادة انتشار جديد لقوات الاحتلال الأمريكي وفق اتفاقية الإذعان المعروفة، ومع أننا متضامنون مع كل الأبرياء من كل الطوائف والأعراق والإثنيات الذين تضرروا بسبب المعارك في شمال عراقنا الحبيب؛ إلا أننا نرى في هذا التدخل الأجنبي مصيرا قاتماً، وفوضى جديدة سيتم إدخال المنطقة في أنفاقها المظلمة، وسيعطي الذرائع من جديد لتدخلات الدول الإقليمية وفي مقدمتها إيران، وهذا كله سيعزز من جديد نزعات التطرف، والاندفاع بغرائز الثأر والانتقام، مما سيزيد المشهد العراقي تعقيداً، ومصير العراقيين جهالة وضبابية، ولن يعدم المجتمع الدولي ـ لو كان جادا في الحفاظ على الأقليات ـ من وسائل أخرى تحقق له هذه الغاية دون التورط في إشعال المنطقة من جديد".

- ماذا يمكن ان يفعله العرب للحفاظ على وحدة العراق وانهاء حالة الفوضى والتردي الأمني به؟ وكذلك القضاء على الارهاب؟
للأسف.. لا يمكن أن يفعلوا شيئا، فالإرادة غير موجودة والقدرات غير متوفرة، والنوايا مختلفة، والخلافات تحكم الموقف العام للنظام العربي الرسمي، ووجهة نظر التخلي عن المسؤولية هي الطاغية، لا وجهة نظر الحرص على حسم الأمور كما ينبغي لها ان تحسم.

- كيف ترى مستقبل العراق في ظل حيدر العبادي رئيس الوزراء الجديد؟
مستقبله كماضيه حيث لم يحدث ما يدعو للتفاؤل والاستبشار فالقادم مثل الراحل - هذا إذا رحل فعلاً- فكلاهما نتاج حزب طائفي في إطار عملية سياسية محكومة بقواعد محاصة طائفية وعرقية مقيتة، والرعاة هم أنفسهم، فمن أين للعراقيين من أمل في مستقبل جديد، والأشكال تتغير والمضمون واحد والعناوين تتبدل والمغزى والمخرج واحد وهو نتيجة لمدخل معلوم بطلانه منذ أول يوم للاحتلال.

- كيف تقيم اداء حكومة المالكي ودوره في الاوضاع الحالية بالعراق؟
تقييم آداء حكومة المالكي في مرحلتيها وعلى مدى ثماني سنوات؛ يظهر من نتائج ما وصل إليه العراق الآن ولا أظن عاقلا منصفاً ينكر مدى الهاوية التي وصلنا إليها بفضل هذا (الأداء)، أما العقلاء غير المنصفون فهم كثر ولكل موقف تبرير ولكل مصيبة عندهم تخريج.

شنت 150 غارة على الدولة الاسلامية بالعراق ..واشنطن تنشر طائرات عسكرية بكردستان

أفاد مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية بأن واشنطن ستبدأ بنشر قسم من طائراتها العسكرية في أربيل في كردستان العراق، تمهيدا لشن ضربات جوية أشد كثافة على مواقع لـتنظيم الدولة الإسلامية.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميرال جون كيربي إن البنتاغون يريد "تقديم دعم جوي أكثر هجومية إلى قوات الأمن العراقية".
وأكد مسؤول آخر في البنتاغون طلب عدم الكشف عن اسمه لوكالة الصحافة الفرنسية أن الطائرات التي ستقلع من أربيل ستكون طائرات مطاردة غير قادرة على الطيران لمسافات طويلة من دون التزود بالوقود، بعكس الطائرات المقاتلة المستخدمة لقصف مواقع على الأرض أو طائرات المراقبة.
وجاء هذا الإعلان عن وزارة الدفاع الأميركية بعد ساعات على خطاب للرئيس الأميركي باراك أوباما أعلن فيه العزم على القضاء على تنظيم الدولة من مناطق تواجده بالعراق وسوريا.
ومنذ مطلع أغسطس/آب شنت الطائرات الأميركية أكثر من 150 غارة ضد مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية غالبيتها لحماية سد الموصل الإستراتيجي شمال العراق على بعد 130 كيلومترا غرب أربيل.
من جانب آخر أكد المتحدث كيربي أن 475 مستشارا عسكريا إضافيا أعلن أوباما عزمه على إرسالهم إلى العراق سيصلون الأسبوع المقبل، وأوضح أن 125 من المستشارين سيتمركزون في أربيل للمساعدة في العمليات الجوية.
وبعد وصول المستشارين الجدد، سيرتفع عدد الجنود الأميركيين الموجودين حاليا في العراق إلى 1600.
المصدر : الفرنسية
مجموعة العراق فوق خط احمر