03 سبتمبر 2014
القدس اللندنية: «الاعلام الامني» يعلن الحرب ضد ثوار يناير في مصر
مصر: رأي القدس العربي اللندنية
هدت الساحة الاعلامية المصرية خلال الايام الاخيرة تصعيدا غير مسبوق من قبل برامج وقنوات محسوبة على مايعرف بـ«الاعلام الامني»، اذ شنت حملة تستهدف إسكات الاصوات الاعلامية والسياسية المدافعة عن ثورة يناير، او المعارضة للنظام الحاكم، مستخدمة وسائل او «اسلحة» عديدة ابرزها اذاعة تسجيلات لمكالمات هاتفية خاصة مفترضة يحتوي بعضها فضائح اخلاقية او سياسية.
ووصل الامر بأحد مقدمي البرامج ان اعترف بصلاته مع اجهزة امنية معتبرا ان ذلك «شرف له»، قبل ان يعلن ثورة يناير «مؤامرة حقيرة»، وبالتالي يصبح كل من يدافع عنها «متآمرا على الوطن».
ولم تكن اذاعة تسجيل المكالمة المفترضة بين نجل الرئيس المعزول محمد مرسي والاعلامية في احدى الفضائيات العربية، ثم التلويح بالمكالمة بين رجل الاعمال نجيب ساويرس والدكتور محمد البرادعي سوى «انذار» لكل من تسول له نفسه الدفاع عن الثورة او انتقاد نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك. ويذكر ان ساويرس المعروف بعدائه للاخوان اعلن صراحة ان اذاعة التسجيلات تكاد تجعله يتعاطف مع الجماعة (..). فاذا كان هذا موقفه، فكيف بشعور باقي المشاهدين؟
وجاءت اشارة البدء في هذه الحرب ضمن مرافعة حبيب العادلي وزير داخلية مبارك امام المحكمة الاسبوع الماضي، عندما أعلن ان جهاز امن الدولة الذي ترأسه لسنوات قبل ان يصبح وزيرا ما زال يحتفظ بأرشيف كامل من التسجيلات للاعلاميين والسياسيين، مؤكدا ان بعض تلك التسجيلات تحوي «فضائح اخلاقية» طالما استخدمها في «قرص أذن» بعض الاعلاميين – حسب تعبيره – او حتى تجنيدهم للعمل لمصلحة الأمن. وابدى العادلي انزعاجه من تحول اولئك الاعلاميين – المخبرين الى «ثورجية»، وطالبهم باعادة حساباتهم. وجاءت اذاعة هذه التسجيلات كدليل على جدية التهديدات.
وهكذا قرر الاعلام الامني او «اعلام المخبرين» ان ينزع قفازاته، فأعلن احدهم انه سيطلق قريبا قناة فضائية متخصصة في اذاعة التسجيلات الهاتفية الفضائحية، فيما قرر اخر ان يدعو اجهزة الشرطة الى قتل اي متظاهر معارض للنظام (..)، مستشهدا بما تفعله الشرطة الامريكية مع المتظاهرين السود في ولاية ميزوري (..)، فيما خرج اعلامي يفترض انه محسوب على الثورة متفاخرا بانه كان يعقد اجتماعا اسبوعيا مع الرئيس عبد الفتاح السيسي عندما كان مديرا للمخابرات العسكرية، بينما اقر رئيس تحرير احدى الصحف اليومية بأنه تلقى تعليمات من رئاسة الجمهورية بنشر خبر بشأن تمويل دولة خليجية لـ «مؤامرة» ضد مصر.
وعلى الرغم من الرواج الذي يلقاه «الاعلام الفضائحي» لما يكشفه من اسرار على طريقة»ويكيليكس»، الا ان ثمة شعورا يتنامى بالاشمئزاز والقلق من عودة هيمنة الاعلام الامني على الساحة بضوء اخضر من النظام، وهو ما يعني رجوعا صريحا الى عهد مبارك.
ومع الاعتماد الكبير للنظام منذ اليوم الاول، على وسائل الاعلام كاحدى الادوات الرئيسية في الحكم، فان هيمنة «المخبرين والفلول « على وسائل الاعلام لا يمكن الا ان تسيء الى النظام بدلا من أن تخدمه.
وسيتضح خلال الايام المقبلة ان كان النظام بدأ يدرك هذا الخطر الذي يمثله اولئك عليه ام لا، خاصة ان هناك من يعتبر ان «الاعلام الامني» يستند الى جهات في المؤسسة الامنية تعتبر نفسها اقوى من الدولة نفسها. والا فكيف يمكن تفسير هذا الصمت المريب من النظام تجاه حملة اعلامية تعتبر ان ثورة يناير «مؤامرة»؟ فهل يعني هذا ضمنيا الاقرار بأن الجيش انحاز الى «مؤامرة يناير» ضد امن مصر وشعبها؟
الواقع هو ان الاعلام الامني ماض في توسيع وجوده، مع مشاريع لاطلاق قنوات فضائية بأموال رموز من عهد مبارك تم إطلاق سراحهم مؤخرا، لتنضم الى قنوات قائمة لا تخفي انحيازها التام للفلول، وتطالب علانية باطلاق مبارك ونجليه وباقي اعوانه من السجن، بل انها لا تسمح لأي من ضيوفها او المتصلين بها بترديد عبارة «المخلوع مبارك»، ناهيك عن استخدام الالقاب التي يستحقها من الناحية القانونية مثل «المجرم اللص المدان بسرقة المال العام».
وبينما يتابع المراقب الصدامات بين ما يعرف بـ «الاعلام الامني» مع «اعلام رجال الاعمال»، وما يعرف بـ «الاعلام الحكومي»، واعلام «نشطاء السبوبة ومقاولي الثورات» او «اعلام الجماعات اوالفتاوى اوالاجندات الخارجية»، التي لا تمت غالبا بصلة الى مهنة الاعلام، يبرز السؤال المنطقي: متى تحظى مصر بإعلام مهني حقيقي ينتمي الى شعبها وينتصر لهمومه وآماله، وليس لاجندات خاصة او مصالح ضيقة او اطراف تبدو مصرة على تزوير التاريخ كما تزور الواقع؟
غزة في القلب لكنها لا زالت تثير حقد كتاب وإعلاميين
حسام عبد البصير
القاهرة ـ «القدس العربي» يكرهونها سراً ويتباهون بحبها جهراً.. غزة ليست مجرد مساحة من الارض ومجموع من البشر يتوقون للحياة الشريفة لكنها هي بالنسبة لكل حاكم عربي «علبة المكياج» الخاصة به لكي تكتمل اناقته عند الظهور في المؤتمرات الصحفية وامام الفضائيات حيث لاقضايا كبرى من شأنها أن ترفع من شأن هؤلاء الحكام سوى ان يتغنوا بالقضية الأهم في تاريخهم فبدون القدس هم مجرد اضغاث احلام لا يعبأ العالم بهم ولا يعرف عن معظمهم شيئاً.. مشاريع حكام لااكثر ولااقل غير ان التاريخ يأبى ألا يفضح كثير من تلك الانظمة التي باتت لا ترى حتى تحت مواضع اقدامها.
كلهم يستدعون غزة عند الحاجة يسعون لاكتساب الهيبة امام العالم ولو عبر سطر في خطبة عصماء تعلن حق الشعب الفلسطيني في الوجود ثم سرعان ماينهي الحكام خطبهم كنجوم سينما يجسدون ادوارهم بحرفية بالغة وسرعان ما يعودون لبيوتهم آمنين في انتظار جوائز «الاوسكار» بمفردها غزة منذ عقود وهي التي تدفع الثمن عن العروبة وعن ديار المسلمين . دولتان خليجيتان هماالسعودية والامارات اشترتا في العام 2013 اسلحة من الغرب بقيمة 102 مليار دولار غير ان رصاصة منها لم تشحن للمقاومين الذين يدهشون السماء عندما يحفرون الانفاق بأظافرهم.. فيما تستقبل مدينة اماراتية خبير عطور بوسعه ان يبتكر لك عطرك الشخصي بعد مقابلة للتعرف على ميولك واهتمامك مقابل مليوني درهم.. يا للعار اشرف خلق الله في القطاع يبحثون عن رغيف حاف ويموت الجرحى بسبب نفاد الادوية بينما معبر رفح مغلق إلا قليلا من اجل ذر الرماد في العيون.. تصدأ الاسلحة في المخازن الخليجية منذ عشرات السنين من غير ان يتم استخدامها ولو حتى بعرضها في الاعياد الرسمية .. يا للعار.. تبقى غزة بمفردها القادرة على اختراع الدهشة ووضع نظريات جديدة في تاريخ الحروب ستدرس حول العالم لسنوات مقبلة ..تبقى غزة عبر مجاهديها الذين تجاوزوا سنوات الطفولة تواً هي القادرة على ان تدفع نتنياهو للاختباء عن الانظار وإغــــلاق هاتفـــــه بعد ان باتـــت سمعة جيشــــه الذي لا يقهر في الحضيض.. غير ان الكثير من الصحف والفضائيات العربية لازالت مصرة على ان ترزح في العار وتكابر وتدعي زوراً وبهتاناً اناسرائيل قادرة على حسم المعركة ولازال عجائز في قنوات التلفزيون المصري وفضائيات أخرى خاصة يردحون ليل نهار وهم يهاجمون المقاومة بزعم انها ارهــــقت شعبها وفي مصـــر هبـــة النــــيل بات يحـــلو لكثير من الكتاب ان يســتثمروا الذكرى الاولى لمذبحـــة رابعـــة للهجوم على حماس باعتبارها ظهيرا شعبيا للإخوان كما شرع كثير من الكتاب للحديث عن الدور الذي يلعبه المفاوض المصري بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي باعتباره المنقذ الوحيد لأهالي القطاع.
والبقية تأتي..
تعيس صالح .. ذلك الممثل الفاشل! بقلم محمد رفعت الدومي
غريبٌ أن أجدادنا ذوي الدماء المختلطة، بفعل الغزو و موجات الهجرة و الرغبات الجانبية، استطاعوا أن ينتجوا خصائص متشابهة، لكن، لسبب ما، علي الدوام، كانت نادرة هي الوجوه التي تلتقطها الأعماق بمجرد أن تلمسها العيون، و بلا شروط، وجه " سعيد صالح "، بلا جدال، يأتي في مقدمة تلك الوجوه ..
ثمة تفاصيل في ملامح وجهه تُلحِق بكل من يراه خليطاً من الارتياح و الألفة، تفاصيل هزليٌّة تزخر بالبراءة، يستطيع معها كل إنسان أن يقف علي الجذور الحقيقية لأدق مشاعره ..
ربما، لذلك، استطاع، منذ بداياته، ليس أن يمرَّ فحسب، بل أن ينسحب في نعومة الحرير مباشرة إلي يمين القلوب، ويبني بها أعشاشه كواحد من أعظم فناني الكوميديا و صناع البهجة في تاريخ الفن العربي، بل الأعظم في هذا السياق علي الإطلاق، و لا أستثني أحدا ..
و ليس يوم " سعيد صالح " بواحدٍ من قلم نزف فيه هذه الشهادة، فهذه الشهادة تتحد بشهادة فيه لأحد الساخرين العظام، و أحد الذين لمسوه من مسافة قريبة في الوقت نفسه، لذلك، هو يستطيع، بوصفه ساخراً قبل كل شئ، أن يصطاد كل أبعاد شخصيته في حرارتها المجردة دون أن يضيع وقتاً للتنظير لها، إنه الأستاذ " محمود السعدني " ، لقد قال عنه في كتابه " المضحكون " :
( يأتي بعد ذلك " سعيد صالح " في المقدمة من شلة العيال، و هو أخفهم دماً، بل هو أخف دم مضحك على الإطلاق، و هو قادر على إضحاك الطوب بحركته أو بلغته أو بإشارة من إصبعه الصغيرة، ثم هو، لأنه نجا بمعجزة من عملية حشو الرأس بشعارات المثقفين، ودعاوى الأدعياء، و لأنه نبتٌ شيطانيٌّ فهو ابن الطبيعة، و هو ممثل لأنه خُلق ليحترف هذه المهنة، و هو يشترك مع " علي الكسار " في ميزة هامة لأنه لا يعتمد التمثيل، و لكنه يتحرك على المسرح كما يتحرك في الشارع، ويتكلم بين شلة من الأصدقاء المقربين ) ..
هذا الكلام أصدق ما يمكن أن يقال في " سعيد صالح " أو عنه أو حوله، فهو أبداً لم يكن ممثلاً، إنما كان كما قال " السعدني " : يتحرك علي المسرح، و أضيف، و أمام الكاميرا، كما يتحرك في الشارع، و يتكلم بين شلة من الأصدقاء المقربين، فيقلق قوانين المكان، و هذه هي ذروة النقطة في موهبة كل فنان، و هذا هو مكمن جمال " سعيد صالح "، أيضاً، للأسف، هذا هو مكمن انحراف نجمه عن مكانه الطبيعيِّ في سماء الفن الشاهقة إلي سماء متوسطة، أو فلنقل، مزدحمة بالنجوم الشاحبة علي الأقل!
أمام تلك القدرة علي تفجير السخرية بأدوات بسيطة، ليترك المتلقي مشحوناً بالبهجة لساعات طويلة، و تلك القدرة علي مضغ المرارات، لا مفر من أن تحب "سعيد صالح "!
لا مفر أيضاً من أن تأسف لضمور نجمه، و للتعاسة التي كان يمرُّ منحنياً تحت أقواسها منذ سنين طويلة..
لا مفر، أخيراً، من أن تتذكر " سعيد صالح " دون أن يطرأ عليك من كل جانب " عادل امام "، و أن تستنكر ذلك الفارق الرهيب في العقود الأخيرة بين شحوب نجم " سعيد " و بريق نجم " عادل امام " علي الرغم من أن هذا الفارق كان في البداية يصب في صالح " سعيد صالح "، و أن تتسائل : لماذا و كيف و متي حدثت هذه الفجوة ؟
و هنا، لابد أن نلمس بعمق البعد الرئيسي، و الوحيد، من أبعاد شخصية " سعيد صالح"، " سعيد صالح " الإنسان، فلا أعتقد أن الممثل " سعيد صالح " يمثل بعداً من أبعاد شخصيته، ربما، لهذا السبب وحده، كان ضمور نجمه ارتكاب نفسه لا ارتكاب الآخرين، و خطيئة طيبته، بل سذاجته علي الأرجح ..
ربما، لا يعرف الكثيرون أن " عادل امام " الذي لم يحضر، لسبب ما، تشييع جثمان " سعيد صالح "، كان في جلسات العمل الأولية للمسرحية الحدث " مدرسة المشاغبين "، مرشحاً لدور " مرسي الزناتي "، لكن، حدث، بناءاً علي طلب من ذكاء " عادل امام " لصديقه، أن تنازل له " سعيد صالح "، عن طيب خاطر، عن دور " بهجت الأباصيري "، و هنا، كانت البداية الحقيقية للفجوة التي الآن بينهما، و التي اتسعت فيما بعد بعصبية شديدة ..
أيُّ كلام تريدون مني بعد ذلك عن نقاء " سعيد صالح " و بياضه؟
لقد طُبِعَ " سعيد صالح " علي عدم الهوس برأي الآخرين فيه، و لم يكن يقيم وزناً للعلاقات الاجتماعية التي تمتص قدرا لا يستهان به من التفكير والطاقة، و كان من الممكن أن نغفر له هذا الطبع لولا أنه بذَّر في ظلال الكسل كل الأوقات التي ادخرها من المساحة المفترضة للعلاقات الاجتماعية، لذلك، لم أستغرب وداعه غير اللائق و عزوف زملائه، أو لأكون أقل حدة، عدم اكتراثهم لتشييع جثمانه إلي حفرته الأخيرة !
لم يدرك فقيدنا الممتاز أبداً أن عدم الهوس برأي الآخرين فيه، و أن اللا مبالاة بالعلاقات الاجتماعية طبعٌ يليق بأي صاحب مسار ما عدا الفنان، و أزعم أنه لو فطن إلي هذه البديهية ما كان شئ ليكبحه عن التحليق في مطلق أشد بريقاً من مطلق رفيق دربه و الخشبة، " عادل امام " !
من الجدير بالذكر أن الأخير استوعب هذه البديهية منذ البداية حتي جذور أعصابه، لذلك، واظب علي حراسة نجمه اللامع، و تنشيطه كلما لمس هبوطه، و حمايته من الغبار الذي يثيره المنافسون في كل وقت، و الحاقدون أحياناً، و الدماء الشابة في أغلب الأحيان!
من أجل هذا، في كل محطة من محطات رحلته في هذا الوسط، القاسي جدا، عمل " عادل امام" علي استقطاب كتيبة من الصحفيين و الاعلاميين ذوي الأرواح الهشة المتآكلة، و هولاء كثر، و هولاء أوتار مشدودة علي الدوام لتسخير أقلامهم و أصواتهم لمن يجود بأي شئ، و إن كان دعوة علي حفل عشاء، و إن كان حتي " كارت شحن " أحياناً، آه و الله!
و هؤلاء هم الذين جعلوا من " عادل امام " صنماً صناعياً لا يهتز لمد الزمان وجذره، و لا لعوامل التعرية و الشعر الأبيض، و هو صنم من ضوء كاذب و حروف مدفوعة الأجر علي كل حال، حتي أن التدليس في ضوء " عادل امام " و حجمه الطبيعي تجاوز المبالغة في أرقام ايرادات أفلامه و أجره إلي الاحالة، و الحقيقة التي لا تقبل القسمة علي اثنين أن ايرادات خمسة أفلام من أفلامه لا تعادل ايرادات فيلم واحد للفنان " أحمد حلمي "!
لا يمكن أن نغفل في هذا السياق أهمية اصطياد مقعد حول موائد المهرجانات المتعفنة، و بعضها رخيص الثمن جداً ..
و ماذا عن " سعيد صالح "، ذلك الطيب القلب، و الغبيُّ اجتماعياً؟
في الوقت الذي كان " عادل امام " ينمّي الضوء في اسمه يوماً بعد يوم، و يسخر الأقلام لإضفاء المزيد من الظلال الأسطورية علي صورته في أذهان الجماهير، نجد " سعيد صالح "، كغالبية المصريين، كان مجرد غرفة انتظار مفتوحة علي مصراعيها لأي جديد بشرط ألا يطارد هو هذا الجديد، رد فعل للآخرين لا أكثر، و كان الكسل بالنسبة إليه اكتشافاً عظيماً، يرضي بما هو متاح، و إن كان دوراً ثانوياً في عمل من بطولة فنان محدث ضوء لم يكن، ربما، قبل أسابيع قلائل، ينظر اليه بوصفه كوميدياناً عظيماً فحسب، إنما كان، يري فيه نموذجاً يسعي إلي محاكاته، ثم يعود بعد ذلك للجلوس في انتظار أي متاح آخر، و يكتفي بتعرف رجل الشارع عليه، و ظل حاله هكذا حتي تسرب العمر من بين يديه كحبات الشعير، و انحسرت مواسم الاختيار، و تبددت الطاقة و ضمرت معها الفرص الكبيرة ..
سبب آخر، و الأهم، ساهم في إخماد الضوء في اسم " سعيد صالح "، و هو علاقته السيئة بالسلطة، و للأسف، هو نفس السبب الذي اقتطف " عادل امام " من وراء القفز فوقه تلالاً من فاكهة الضوء المدبر!
من المعروف أن " سعيد صالح " كان أحد المغضوب عليهم من السلطة، نظام " حسني مبارك " تحديداً، و أنه، لذلك، واجه عقوبة السجن أكثر من مرة!
من المعروف أيضاً أن السبب الحقيقي وراء سجنه للمرة الأولي بالتهمة التي كانت في ذلك الوقت حدثاً غير مطروق، تهمة " الخروج عن النص و خدش الحياء العام "، هو خروجه عن النص قبل ذلك فعلاً في مسرحية سابقة اسمها " لعبة اسمها الفلوس " التي قال فيها جملته الشهيرة:
" أمي أتجوزت ثلاثة مرات، الأول أكلنا المش، و التاني علمنا الغش، و الثالث لا بيهش و لا بينش "
واضح أنه اسقاط واضح علي رؤساء " مصر " الثلاثة بالتعاقب، " جمال عبد الناصر "، " السادات "، " حسني مبارك "!
جَلَدَ " حسني مبارك " مرة أخري في اسقاط آخر و خروج آخر عن النص في مسرحية " كعبلون "، و لعل سجنه للمرة الثانية في بداية التسعينيات كان تعقيباً علي هذه الحادثة ..
لا شك أن " سعيد صالح " كان متصل الظاهر بالباطن، كما يقول المصريون في لهجاتهم : " اللي في قلبه علي لسانه"، و هنا، أتذكر أنني سمعته ذات مرة يشتم، كأنه، يعاتب ابنته علي الهواء، فهو لا يحرس الكراهية و لا يزيف ابتسامته و لا طباعه و لا ينقب كالآخرين عن اتجاه الريح، فمثلما، طبع علي عدم الهوس برأي الناس فيه، طبع أيضاً علي عدم الهوس برضا السلطة عليه، و هذا كان أكبر أخطائه علي الإطلاق!
لأنه، ببساطة، كل دولة يقف في القلب منها أحد العسكر لابد أن تعمل علي استبعاد الأغلبية لصالح أقلية بشرط أن تدور هذه الأقلية في دائرة مغلقة حول محور الزعيم الملهم الذي يعرف كل شئ، و يري أبعد، و تعمل بكل وسعها علي حراسة بقائه، هو أيضاً يعمل علي حراسة رسوخ هؤلاء في قمة محيطهم بمنحهم بعض الامتيازات الشخصية المنظمة، كتأمين وظائف لأبناء العائلة كل حسب درجة قربه من النظام، وراثة الابن مقعد أبيه في الهيكل الوظيفي لـ " تكية الست كرامات "، أو الإنعام بمقعد في مجلس الشعب أو الشوري، أو حراسة " العمودية " في عائلة تتوارثها جيلاً بعد جيل، و هكذا!
في مثل هذه الظروف، يستطيع من يشاء بقراءة سريعة لنسيج قرية أو مدينة أو نجع أو حي أن يدرك مدي مراوحة التاريخ الآسن و الجغرافيا التي لا تتآكل للجسد الاجتماعي للقرية أو المدينة المستهدفة في نفس المكان، أقصد، أن القارئ لتاريخ و جغرافيا قرية أو مدينة سوف يجد " عمدة " القرية الآن، علي سبيل المثال، لابد أن يكون ابن " عمدة " القرية السابق، و أثرياء القرية في حمسينيات القرن الماضي هم هم أجداد أثريائها الآن، و ملاك الأرض هم سلالة ملاك الأرض، و تتابع التعاسة في لهجات فقراء القرية انتشارها، حتي اشعارآخر ..
و في مثل هذه الظروف، حتي التعليم لا يصلح جسراً للانتقال من طبقة إلي طبقة أكثر رقياً..
و في مثل هذه الظروف لابد ان يكون النفاق هو الخُلُق العام للمجتمع!
دائرة مغلقة، متي ضاقت هذه الدائرة و توترت حوافها، تبدأ الثورات!
و لا أدري، ألسوء حظ الفنان أم لحسن حظه، بسبب تأثيره علي البسطاء، و بسبب التفاف قلوب الحشود حوله و تحديقهم النظر اليه مثل فاكهة بشرية، وقع اختيار الأنظمة المولعة بالديكتاتورية عليه كأحد المنتمين، و إن قسراً، إلي الأقلية التي تدور في دائرة الحاكم، أو، لا يدور، فلهم أساليبهم أيضاً، و لابد من إجهاض الضوء المبهر في اسمه، لكنهم، لا يمانعون، بعد ذلك، من السماح لبعض الضوء المقنن الذي يسقط علي الحواف من أن يطال اسمه ..
و الضوء، قبل كل شئ، شئ نسبي، و كم من ملوث و غير حقيقي، كأنه الوهم، يكاد أن يختنق ضوءاً، و لحسن الحظ، ثمة أشياء جانبية أخري لا يستطيعون السيطرة عليها بالقوة، أشياء أهم و أطول عمراً، لا يعرفونها ..
تلك الغابات من القلوب التي آوت " سعيد صالح " دون شروط و دون انتظار لمنحة أهم، التاريخ الذي خارج سيطرة الجلاد أهم، و لسوف ينصف " سعيد صالح " دون شروط، بكل تأكيد ..
قبل نهاية كلامي هذا، أحب أن أقول شيئاً صغيراً يرج حتي الآن جماله و بساطته و عفويته في قلبي، كاد والله حين اعترض عينيَّ أن يربَّي فيهما الدموع ..الأسبوع الماضي، فوجئت بمستخدم خليجيٍّ علي تويتر، أنشأ حساباً باسم " صدقة جارية للفنان سعيد صالح "
أيُّ جائزة، حتي الأوسكار، تعادل قيمتها هذه المشاعر الصحية التي لم تتسرب يوماً إلي قلوب ذوي القلوب المتسخة؟..
وداعاً " سعيد صالح "، كم أتمني، و الحشود، أن يُنْزِلُ بك التاريخ ذكراً لم يطرأ يوماً علي مخيلتك، بقدر ما منحت البسطاء من متعة مجانية، و بلا شروط ..
ارقد في سلام
عميد متقاعد برهان كريم : اذا قالت واشنطن فلا تصدقوها
انتبهوا يا عرب من مسلمين ومسيحيين, فإن لواشنطن دور أو قرص في كل مأتم أو عرس. واسخروا أيها العرب من واشنطن إن كنتم سوريين ويمنيين وعراقيين وفلسطينيين وليبيين وغيرهم ممن تشرد وهجر أو قتل وأستشهد ابنائهم, وثكلت وترملت نساؤهم. فواشنطن على ذمة المحلل السياسي فريد زكريا هي المهددة وتعاني مما يجري في أوطانكم ولستم أنتم, والذي وضح لنا بحواره مع CNN, أن حجم معاناة وقلق واشنطن يتلخص بهذه الأمور:
إن مستوى القلق في واشنطن من تنظيم الدولة الإسلامية غير مسبوق.
وتنظيم الدولة الإسلامية تحول إلى النموذج الذي لطالما كانت القاعدة تصبو إليه.
والتنظيم يؤسس قاعدة قوية ومتطورة ، وقادر على بيع النفط والغاز والغلال الزراعية.
والقدرات العسكرية المميزة للتنظيم تحاول التعامل مع الضربات الجوية الأمريكية عبر الانتقال من أماكن مفتوحة إلى السيطرة على مدن وقرى, وممارسة حرب العصابات.
وداعش هو أكثر التنظيمات الإرهابية التي واجهتها أمريكا إثارة للانتباه حتى اليوم.
وموقف السنة هو الأهم. لأن التنظيم ينشط ويتحرك بينهم، وقد قال ماو تسي تونغ: إن الذي يخوض حرب عصابات يسبح مثل السمكة في الماء، ما يعني أنه من الضروري أن يكون لها حاضنة شعبية قادرة على دعمها وإلا يصعب عليها البقاء.
ودخل تنظيم داعش من باب الشعور السائد بين السنة الذين يرفضون الخضوع لحكم الأقلية في سوريا ولحكم الفرس كما يصفونه في العراق. وهذا الأمر هو في صميم المشكلة المطروحة، وهناك بعض العناصر الأخرى في المعادلة، مثل قدامى جنود الجيش العراقي وأركان نظام الرئيس السابق صدام حسين وحزب البعث.
وعن إمكانية تحالف الغرب مع النظام السوري الذي يطالب برحيله عن السلطة, قال زكريا: هناك سوابق مماثلة ، فحين سأل الناس رئيس وزراء بريطانيا ونستون تشرشل، عن سبب تحالفه مع السوفييت. قال إنه مستعداً للتحالف مع الشيطان. وبالطبع قضية الاصطفاف إلى جانب الأسد لن تكون سهلة، فالأسد هو سبب ظهور التمرد المسلح في الأساس وهو سبب ظهور هذا الخلاف الواسع النطاق.
الحل الأمثل هو اقتلاع جذور داعش المتمثلة بالامتعاض السني، ودفع حكومة العراق لتكون أوسع تمثيلاً, وتغدق الأموال على القبائل كما فعل الجنرال بترايوس.
التنظيمات الوحيدة التي أثبتت فاعليتها في القتال على الأرض في سوريا هي تلك الشبيهة بداعش أو جبهة النصرة. وربما كان من الممكن أن يتغير الوضع لو حصل دعم أمريكي، ولكنني لا أرجح ذلك، فالحرب الأهلية الجارية تشهد انقساماً حاداً مما دفع بالقوى المتطرفة إلى البروز، في حين تعرض المعتدلون للسحق.
توصيف المحلل فريد زكريا يتطابق مع توصيفات الادارة الأميركية ومعظم الساسة الأميركيين, فالولايات المتحدة الأميركية كانت وماتزال تعتبر نفسها على الدوام ضحية الإرهاب. وأن هذا الإرهاب لا يد ولا مصلحة لها فيه, وإنما هو من فعل الآخرين.. وتصريحات وحوارات الساسة الأميركيين أشبه بجوقة ترقص وتدبك وتشدوا على أنغام هذه التوصيفات الماكرة. ونقول لهؤلاء ولطواقم مراكز الدراسات والبحوث, بأن معظم أزمات العالم أسبابها هي:
شرعة وقوانين المنتصرون في الحربين العالمية الأولى والثانية, والنظام الجديد الذي اعتمدوه, إنما هي شرعة وقوانين ونظامين غيبوا العدل ونشروا الكثير من الجور.
وميثاق الأمم المتحدة الذي حدد مهام مؤسساتها كمجلس الأمن, منح الأقوياء الحقوق وحررهم من كل واجب, وحرم غيرهم من حقوق و كبلهم بالواجبات.
والسياسة التي مارسها الاستعمار القديم ويمارسها الاستعمار القديم الجديد,
وتواطؤ بعض الدول ومنظمة الأمم المتحدة مع إسرائيل, وتهربهم من تنفيذ القرارات الدولية, وإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية وللصراع العربي الصهيوني.
ومصادرة واشنطن لبعض قرارات حلفائها و بعض الانظمة أنعكس سلباً على حقوق مواطني هذه الدول في كل المجالات, وأسهم في التضييق على الحريات العامة.
والتحالف الاستراتيجي الأميركي الإسرائيلي على السراء والضراء وبهذه الصورة القبيحة والمزرية لن يدع أية فرصة لنمو برعم من براعم الأمن والعدل والحوار والسلام.
والغزو الأميركي بذرائع كاذبة تسبب بسفك دماء وأرواح الكثير, طالما بقي بدون حساب, وقوانين الحصار والحظر الأميركية اللاإنسانية . ويشير إلى أن العدالة الأميركية مكبلة أو قاصرة أو لا تجرؤ على طرح أو مناقشة مثل هذه الأمور.
والاتفاقيات التي وقعتها بعض الدول العربية مع إسرائيل برعاية أميركية وأطلق عليها معاهدات سلام تسببت بسخط الجماهير, لأنها صادرت بعض حقوق هذه الدول.
وتهرب واشنطن والأمم المتحدة من تحرير الأسرى لمعتقلين في السجون الاسرائيلية.
والتاريخ العنصري للولايات المتحدة الأميركية من أبادتها للهنود الحمر إلى خطفها الأفارقة وغيرهم, ينقض ادعاءاتها بأنها الحامية للحرية والديمقراطية وحقوق الانسان.
والخداع الذي مارسته واشنطن في زجها المسلمين بالحرب ضد الروس في أفغانستان, والذي وصفهم بالرئيس ريغان ليقول بأن المقاتلون المسلمون والأفغان هم المعادلون التاريخيين لمؤسسي الولايات المتحدة الأميركية. وجاء خلفه والذي كان نائبه بوش الأب وأبنه ليسفكا دماء وأرواح هؤلاء المعادلين, سيبقى سبب الكثير من الأزمات.
وسجن غوانتانامو والسجون السرية الأميركية الأخرى في القواعد العسكرية الأميركية المنتشرة في دول العالم وفي السفن والحاملات. والمعاملة المهينة والمزرية للمعتقلين في هذه السجون ستبقى هي السبب الرئيسي لنمو وتنامي طرق وأساليب الإرهاب.
وأخيراً نقول للمحلل فريد زكريا ولساسة واشنطن وصقورها.لنذكرهم لعلها تنفعهم الذكرى:
واشنطن لم تربح أية حرب خاضتها بمفردها, أو قادت حلفائها فيها. فانتصارها في الحربين العالمتين الأولى والثانية كانت نتيجة التضحيات الكبيرة والجسيمة بالعتاد والأرواح التي قدمها الفرنسيين والبريطانيين والروس.
أية حرب خاضتها واشنطن لوحدها أو قادت حلفائها فيها انتهت بهزيمتها, كحروب كوريا و فيتنام والصومال وأفغانستان والعراق, وسارعت للتفاوض مع خصومها لوقفها كي تنجوا من الهزيمة المزرية , وتنجوا بجلدها.
هناك مثل عربي تعتمده الشعوب. ونذكر المحلل فريد زكريا وساسة واشنطن به, ويقول المثل: الثلم الأعوج من الثور الكبير . وهذا الثور هو بلاد أوباما.
نقول لساسة واشنطن و زكريا: تصريحاتكم وحواراتكم دسمة بالكذب والخداع والمكر والنفاق.
محمد سيف الدولة يكتب : ما زلنا هنا
على امتداد ما يزيد عن قرن من الزمان، فشل الغرب وكيانه الصهيونى فى تصفية فلسطين وقضيتها ومقاومتها :
· تحالفت اقوى دول العالم لزراعة وبناء ودعم هذا الكيان.
· فدعمته عصبة الامم بعد الحرب العالمية الاولى، والامم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية.
· رعته بريطانيا العظمى ثم الولايات المتحدة الامريكية.
· اعترفت به الدول الخمس الكبار فى مجلس الامن.
· تلقى انهارا من الأموال وملايين الأطنان من السلاح.
· بنوا له سلاحه النووى وحرمّوه على باقى شعوب المنطقة.
· أصدروا له عشرات القرارات الدولية، وأنقذوه من مئات قرارات الإدانة، بألف فيتو وفيتو.
· أسقطوا أنظمة عربية وأقاموا غيرها وأعادوا تشكيل المنطقة على مقاس أمنه ووجوده.
· استقطبوا حكام مصر والأردن للصلح معه والاعتراف به والتطبيع معه.
· وأكرهوا النظام الرسمى العربى كله على التنازل عن فلسطين 1948، فيما أسموه بالمبادرة العربية، فجردوا فلسطين وشعبها ومقاومتها من ظهيرها العربى التاريخى.
· وضمنوا له التفوق العسكرى على كافة الدول العربية مجتمعة.
· باركوا كل مذابحه، التى سقط فيها آلاف مؤلفة من الفلسطينيين والعرب.
· نزعوا سلاح مساحات هائلة من اراضى دول الجوار العربي لحمايته، مساحات تعادل مساحة الكيان نفسه بضعة مرات.
· فرغوا له الأرض؛ فتآمروا معه لطرد وتهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين، وحرموهم من العودة الى أوطانهم رغم صدور قرار حق العودة 194.
· وضغطوا على كافة دول العالم، وعلى رأسها الاتحاد السوفيتى القديم، للسماح بهجرة يهود العالم الى فلسطين، وفقا لقانون العودة الصهيونى.
· أعطوه الغطاء السياسى و الدولى ودعموه بكل فنون المراوغات الدبلوماسية، حتى يتمكن من اغتصاب واستيطان مزيد من الارض الفلسطينية بالضفة الغربية .
· فوضوه فى سجن ومطاردة الشعب الفلسطين كله، من حصار وجدار عازل وحواجز طرق واعتقال وأسر (جملة من أسرتهم اسرائيل منذ 1967 800 الف فلسطينى)
· شجعوه على تهديد و تهويد المقدسات الدينية، اسلامية ومسيحية فى القدس، وباركوا اقتحاماته اليومية للمسجد الاقصى.
· وحتى حين قاتله العرب بقيادة مصر فى 1973 وكادوا ان يوقعوا به هزيمة قاسية، دعموه بجسور جوية من العتاد العسكرى، وأنقذوه من هزيمة محققة، بل حولوا الهزيمة الى نصر، باتفاقيات كامب ديفيد.
· وأخيرا دعموه بقباب فولاذية، وشبكات رادار ناتوية، واتفاقيات عسكرية استراتيجية، ومنظومات أمن اقليمية.
· وضغطوا على الأنظمة العربية لحظر السلاح وهدم الأنفاق وإغلاق المعابر، والمشاركة فى الحصار.
· تركوه يمارس أبشع أنواع العنصرية والإرهاب وجرائم الحرب.
· وجرموا كل يقاتله، ولو كان دفاعا عن النفس، وصنفوه ارهابيا.
***
مائة عام من القتل والإبادة والطرد والتهجير والمذابح والقصف والاغتيال والأسر والعزل والاستيطان والتهويد والأسرلة :
· مائة عام اجتمع للكيان المسمى (اسرائيل) كل ما تحلم به الدول من عناصر القوة العسكرية والدعم الدولى
· ورغم كل ذك لم ينجح فى تصفية فلسطين ولا الشعب الفلسطينى ولا القضية الفلسطيني.
· و66 عاما منذ النكبة وبناء الكيان الصهيونى، لم ينجح فى تثبيت شرعية وجوده فى فلسطين وسط شعوب الامة العربية، التى تتحين الظروف للمشاركة فى تحرير الأرض المحتلة.
· و35 عاما من معاهدة السلام المصرية الاسرائيلية، لم تنجح فى إنهاء العداء الشعبى المصرى العميق للعدو الصهيونى.
· و 20 عاما من أوسلو لم تنجح فى إتمام وتمرير صفقة بيع فلسطين واستسلام المقاومة.
· و7 سنوات من الحصار والعدوان على غزة، لم تؤد الا الى زيادة مناعة المقاومة وصلابتها ونضوجها وانتصاراتها، والتفاف الشعوب العربية حولها.
***
كلما ضربتم جيلا من المقاومة، خرج لكم جيلا اشد بأسا :
أتتذكرون حين طردتم المقاومة من لبنان 1982 وذبحتم أهاليهم فى صابرا وشاتيلا، ما هى الا سنوات وتفجرت انتفاضة الحجارة فى 1987.
وحين وأدتموها باتفاقيات أوسلو 1993، تفجرت العمليات الاستشهادية ثم انتفاضة الاقصى 2000.
وحين بنيتم الجدار العازل، قذفناكم بالصواريخ
وحين انشأتم قبتكم الفولاذية، حفرنا الأنفاق.
وحين حاصرتم غزة واعتديتم عليها فى ثلاثة حروب متتالية، أصابتكم ضربات موجعة غير مسبوقة فى العدوان الأخير.
واليوم : تهدمون الأنفاق سنحفرها مجددا. تقصفون المنازل، سنعيد بناءها. تحظرون السلاح، سنصنعه بأيدينا. تغتصبون الأرض، سنحررها قريبا باذن الله. تقتلون الآباء، سيقاتلكم الأبناء. تقتلون الأبناء، سيقاتلكم الأشقاء.
ماذا يمكنكم ان تفعلوا اكثر مما فعلتم، لم تعد لكم حيلة و لم يعد فى جعبتكم جديد، فلقد استنفذتم كل أدواتكم، قرن من الزمان ملكتم فيه كل أنواع القوة وأصنافها، وارتكبتم فيه كل أنواع القتل والإبادة والجرائم، ورغم ذلك فشلتم.
فالأمة تلفظكم، والأرض والشعب.
قرن من العدوان، و لا يزال وجودكم مهددا وأمنكم على المحك،
أما نحن فما زلنا هنا، ولن نرحل أبدا.
*****
القاهرة فى 3 سبتمبر 2014
محمد سيف الدولة يكتب: الثورى مشروع خيانة حتى يموت
كانت هذه كلمات مأثورة للكاتب الراحل نجيب سرور، كان يصف بها حالة كثير من رفاق العمر، الذين انتهى بهم الحال فى أحضان السلطة بكل ما تمثله من سياسات كانوا يناضلون ضدها فى شبابهم.
وهى كلمات تحمل فى طياتها رسالة تحذير قوية لكل من يعنيه الأمر، من أنه لا يكفى أبدا أن يحمل المرء تاريخيا وطنيا و نضاليا مشرفا، وإنما الأهم ان يثبت على موقفه المبدئى الذى يؤمن به حتى النهاية، فان تراجع نفاقا أو طمعا أو خوفا، ولو فى لحظاته الأخيرة، فانه سيمحو كل تاريخه، وينضم الى زمرة لا يشرف أحدا أن يكون منها.
لقد كانت كلماته فى حقيقتها، دعوة للصلابة والصمود فى مواجهة كل الضغوط والمغريات، فى مواجهة عصا السلطان وجزره، فى مواجهة كل حملات الترويع والترهيب والمطاردة والعزل والحصار والتشهير والشيطنة، فى مواجهة كل ضجيج قطعان النفاق والانتهازية والارتزاق.
ولقد رأى بعض معاصري وأصدقاء "سرور"، ان هذا المقياس الحاد و القاسى الذى وضعه "سرور"، كان بسبب كثرة ما شاهده من ضعف و سقوط فى صفوف رفاق النضال على امتداد حياته.
***
لم أجد أفضل من هذه الكلمات لنجيب سرور لأنعى بها المناضل الراحل احمد سيف الاسلام، الذى استحق عن جدارة فى يوم رحيله شهادة تاريخية بأنه عاش ومات ثوريا مناضلا، لم يتراجع، لم يخن، لم يجبن، لم ينحرف، لم يُشتَرَىَ.
لقد كان سيف مثالا نادرا للإنسان النبيل الصادق المناضل الثائر الشجاع الصلب المؤثر الولّاد، المحترم من الجميع.
ولقد ظل على مواقفه ومبادئه وقناعاته ومعاركه حتى آخر نفس، فى اشد المراحل العصيبة والفارزة فى تاريخ المعارضة السياسية فى مصر، وفى وقت سقط فيه الكثيرون.
***
العزاء الكاشف :
وفى عزاء "احمد سيف" سترصد هذه الظاهرة بوضوح، حين ذهب الجميع من سياسيين ومناضلين "سابقين" ومناضلين صامدين جدعان من ذات مدرسة الفقيد، ليجتمعوا تحت سقف واحد فى سرادق العزاء، فكان المشهد، سبحان الله، كاشفا وفاضحا، كنت تستطيع ان تصنفهم وتفرزهم من نظرات أعينهم الغاضبة أو تلك المكسورة الزائغة خجلا من النفس، ومن انتصاب قاماتهم الأبية، أو تلك المنحنية وكأنهم عاملين عاملة، ومن ملامح الحزن الحقيقى والرغبة الصادقة فى دعم الأهل والوقوف بجانبهم فى هذه الظروف العصيبة، أو ملامح العزاء المزيف المنافق الراغب فى إبراء الذمم وغسيل الضمائر الذى هو من عائلة غسيل الأموال.
***
المشهد الأخير :
ولقد ذكرنى المشهد الأخير فى العزاء بفيلم الحدود لدريد لحام، حين عقدوا له مؤتمرا حاشدا حضر فيه كافة القوى والمسئولين الذين تباروا فى إدانة التجزئة والحدود المصطنعة وسايكس بيكو وقوانينها التى تحرم المواطن العربى من التنقل بحرية فى الأرض العربية بدون جواز سفر وتأشيرة، ولكنهم فى نهاية المؤتمر تركوه على الحدود ومنعوه من الدخول.
شئ من هذا القبيل حدث فى نهاية العزاء، فمصر السياسية كلها تقريبا كانت هناك، بأخيارها وأشرارها، يبدون تعاطفهم مع الأهل والأبناء، ويشدون على أياديهم ويعتصروهم فى أحضانهم، ويتمتمون لهم بكل كلمات الدعم والتأييد، والشهادة بنبالة ونضالية "الفقيد الراحل" وبالظلم والقهر الواقع على "علاء" و"سناء"، ورفضهم وإدانتهم لقرارات الاعتقال والمحاكمة، ولكن فى النهاية رحل الجميع وتركوهما لسيارة الترحيلات لتعود بهما الى السجن.
*****
القاهرة فى 31 اغسطس 2014
صحف اسرائيلية : محمد يصبح الاسم الأكثر شيوعًا في عاصمة أوروبية
اسم محمد، على كل تصريفاته واقتراناته، يصبح للمرة الأولى الاسم الأكثر شيوعًا في أوسلو، عاصمة النرويج، وذلك بين البالغين والأطفال
مسجد في السويد (AFP)
أصبح لأول مرة الاسم محمد الأكثر شيوعًا للبالغين في أوسلو، عاصمة النرويج. هذا ما نشرته يوم الجمعة الماضي وسائل الإعلام في الدولة، بعدما قدم معهد الإحصاءات SSB هناك جردًا إحصائيًّا لمجموع السكان في المدينة.
لمدة أربع سنوات، كان محمد الاسم الأكثر شيوعًا بين الأطفال الذكور في أوسلو لكنه لم يكن الأكثر شيوعًا بين الرجال البالغين. الآن هنالك في المدينة 4801 بالغ وغير بالغين يحملون اسم محمد، أو أشكالا أخرى لذات الاسم، كمثال: محمود أو أحمد، وبالتالي فقد تجاوز هذا الاسم الاسمين اللذين كانا الأكثر شيوعًا في أوسلو حتى الآن: يان، والذي وصل إلى 4667 بالغًا وغير بالغ يحملونه و 4155 من الذين يحملون اسم فر.
يصل تعداد سكان النرويج الآن إلى نحو أربعة ونصف مليون شخص. وفقًا للتقديرات، فإنّ نحو 150 ألف منهم هم من المسلمين، الذين أتوا بالأساس من الباكستان والصومال، كما هنالك البعض من أصول عراقية ومغربية. بحسب موقع على شبكة الإنترنت يعنى بدفع الإسلام في الدولة قدمًا، هناك الآن ما يقارب 90 منظمة ومركز إسلامي في النرويج.
هذه أيضًا المرة الأولى التي يصبح بها اسم محمد الأكثر شيوعًا بين السكان البالغين في أي دولة أوروبية، وهذا مؤشر جدي للتوسع الكبير للسكان المسلمين في القارة. في تقرير مماثل من العام الماضي نُشر أن محمد أصبح الاسم الأكثر شيوعًا بين الأطفال في بريطانيا كما هو الحال في مقاطعة ويلز في الجزيرة البريطانية. هنالك ما يقارب 2.7 مليون من المسلمين في بريطانيا.
صحف اسرائيلية : مصر اشترطت تخفيف الحصار عن غزة مقابل تأمين فتح لرفح
ذكرت مصادر إسرائيلية أن الأمن المصري يرفض أي اتصال أمني مع حماس، ويصرون على أن الحرس الرئاسي الفلسطيني هو المسؤول عن تأمين معبر رفح
المصدر يؤاف شاحام1 سبتمبر 2014, 10:592
افراد قوات الامن الفلسطيني على الحدود المصرية الفلسطينية (Abed Rahim Khatib/Flash90)
تستمر العلاقات القاسية بين مصر وحماس حتى بعد تحقيق وقف إطلاق النار مع إسرائيل. حيث ذكرت المصادر الإسرائيلية أن مصر تشترط التسهيلات في التنقل في قطاع غزة والمتمثلة بمعبر رفح مرتبطة بإدخال قوات السلطة الفلسطينية لتشغيل المعبر وإدارته.
مصر تصر على وضع قوات نيابة عن الحرس الرئاسي الفلسطيني على جانب غزة من معبر رفح. ووفقا لصحيفة “هآرتس” على لسان كاتبها عاموس هرئيل، لقد قالت جهات في حماس خلال الحرب أنها على استعداد للنظر في هذه الفكرة، ورحبت السلطة الفلسطينية بالفكرة ورأت فيها خطوة لتوسيع سيطرتها على غزة، وفي الجهة المقابلة تميل إسرائيل للنظر في الفوائد المترتبة على هذا القرار.
وفقا للتفسيرات، لقد أوضحت مصر أنها لا تعتزم البقاء على اتصال مع مسؤولي حماس، ولا تنوي الاعتراف بمسؤولية حماس عن الأمن في قطاع غزة ولكنها ترى في السلطة الفلسطينية كمسؤولة عن ذلك. سياسيا، هذا هو الوضع السياسي الأكثر صعوبة على حماس منذ أن سيطرت على قطاع غزة في عام 2007
انهارت جميع آليات التنسيق بشأن مرور الركاب والبضائع بين غزة ومصر وإسرائيل مع الاستيلاء على قطاع غزة. لهذا السبب، مصر ليست معنية بالوجود الأوروبي في المعابر الذي لم يكن ناجعًا منذ البداية وقد وفرت القوات مع سيطرة حماس. ووفقا لتقرير في صحيفة هآرتس، يسعى المصريون أيضا لنشر مزيد من قوات الحرس الرئاسي الفلسطيني على طول الحدود بين سيناء وقطاع غزة.
وفي الوقت نفسه، تستمر إسرائيل في تكرار الرسالة أنه لا يوجد حل مقبول على حكومة إسرائيل باستثناء نزع السلاح من القطاع. وقالت في هذا السياق أمس وزيرة العدل الإسرائيلية، تسيبي ليفني: "هم سيطلبون الميناء والمطار - ونحن سنرفض. نحن سنطالب نزع السلاح في غزة وهم سيقاومون، ولكن ليتم الحفاظ على الردع يجب إنشاء آلية لمراقبة نقل المواد والمعدّات إلى غزة، ويجب العمل على نزع السلاح منها. والتشديد على الحاجة إلى سلطة شرعية تعترف بإسرائيل، وإلى استئناف المفاوضات مع أبو مازن".
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)