03 سبتمبر 2014

محمد سيف الدولة يكتب : ما زلنا هنا


على امتداد ما يزيد عن قرن من الزمان، فشل الغرب وكيانه الصهيونى فى تصفية فلسطين وقضيتها ومقاومتها :
· تحالفت اقوى دول العالم لزراعة وبناء ودعم هذا الكيان.
· فدعمته عصبة الامم بعد الحرب العالمية الاولى، والامم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية.
· رعته بريطانيا العظمى ثم الولايات المتحدة الامريكية.
· اعترفت به الدول الخمس الكبار فى مجلس الامن.
· تلقى انهارا من الأموال وملايين الأطنان من السلاح.
· بنوا له سلاحه النووى وحرمّوه على باقى شعوب المنطقة.
· أصدروا له عشرات القرارات الدولية، وأنقذوه من مئات قرارات الإدانة، بألف فيتو وفيتو.
· أسقطوا أنظمة عربية وأقاموا غيرها وأعادوا تشكيل المنطقة على مقاس أمنه ووجوده.
· استقطبوا حكام مصر والأردن للصلح معه والاعتراف به والتطبيع معه.
· وأكرهوا النظام الرسمى العربى كله على التنازل عن فلسطين 1948، فيما أسموه بالمبادرة العربية، فجردوا فلسطين وشعبها ومقاومتها من ظهيرها العربى التاريخى.
· وضمنوا له التفوق العسكرى على كافة الدول العربية مجتمعة.
· باركوا كل مذابحه، التى سقط فيها آلاف مؤلفة من الفلسطينيين والعرب.
· نزعوا سلاح مساحات هائلة من اراضى دول الجوار العربي لحمايته، مساحات تعادل مساحة الكيان نفسه بضعة مرات.
· فرغوا له الأرض؛ فتآمروا معه لطرد وتهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين، وحرموهم من العودة الى أوطانهم رغم صدور قرار حق العودة 194.
· وضغطوا على كافة دول العالم، وعلى رأسها الاتحاد السوفيتى القديم، للسماح بهجرة يهود العالم الى فلسطين، وفقا لقانون العودة الصهيونى.
· أعطوه الغطاء السياسى و الدولى ودعموه بكل فنون المراوغات الدبلوماسية، حتى يتمكن من اغتصاب واستيطان مزيد من الارض الفلسطينية بالضفة الغربية .
· فوضوه فى سجن ومطاردة الشعب الفلسطين كله، من حصار وجدار عازل وحواجز طرق واعتقال وأسر (جملة من أسرتهم اسرائيل منذ 1967 800 الف فلسطينى)
· شجعوه على تهديد و تهويد المقدسات الدينية، اسلامية ومسيحية فى القدس، وباركوا اقتحاماته اليومية للمسجد الاقصى.
· وحتى حين قاتله العرب بقيادة مصر فى 1973 وكادوا ان يوقعوا به هزيمة قاسية، دعموه بجسور جوية من العتاد العسكرى، وأنقذوه من هزيمة محققة، بل حولوا الهزيمة الى نصر، باتفاقيات كامب ديفيد.
· وأخيرا دعموه بقباب فولاذية، وشبكات رادار ناتوية، واتفاقيات عسكرية استراتيجية، ومنظومات أمن اقليمية.
· وضغطوا على الأنظمة العربية لحظر السلاح وهدم الأنفاق وإغلاق المعابر، والمشاركة فى الحصار.
· تركوه يمارس أبشع أنواع العنصرية والإرهاب وجرائم الحرب.
· وجرموا كل يقاتله، ولو كان دفاعا عن النفس، وصنفوه ارهابيا.
***
مائة عام من القتل والإبادة والطرد والتهجير والمذابح والقصف والاغتيال والأسر والعزل والاستيطان والتهويد والأسرلة :
· مائة عام اجتمع للكيان المسمى (اسرائيل) كل ما تحلم به الدول من عناصر القوة العسكرية والدعم الدولى
· ورغم كل ذك لم ينجح فى تصفية فلسطين ولا الشعب الفلسطينى ولا القضية الفلسطيني.
· و66 عاما منذ النكبة وبناء الكيان الصهيونى، لم ينجح فى تثبيت شرعية وجوده فى فلسطين وسط شعوب الامة العربية، التى تتحين الظروف للمشاركة فى تحرير الأرض المحتلة.
· و35 عاما من معاهدة السلام المصرية الاسرائيلية، لم تنجح فى إنهاء العداء الشعبى المصرى العميق للعدو الصهيونى.
· و 20 عاما من أوسلو لم تنجح فى إتمام وتمرير صفقة بيع فلسطين واستسلام المقاومة.
· و7 سنوات من الحصار والعدوان على غزة، لم تؤد الا الى زيادة مناعة المقاومة وصلابتها ونضوجها وانتصاراتها، والتفاف الشعوب العربية حولها.
***
كلما ضربتم جيلا من المقاومة، خرج لكم جيلا اشد بأسا :
أتتذكرون حين طردتم المقاومة من لبنان 1982 وذبحتم أهاليهم فى صابرا وشاتيلا، ما هى الا سنوات وتفجرت انتفاضة الحجارة فى 1987.
وحين وأدتموها باتفاقيات أوسلو 1993، تفجرت العمليات الاستشهادية ثم انتفاضة الاقصى 2000.
وحين بنيتم الجدار العازل، قذفناكم بالصواريخ
وحين انشأتم قبتكم الفولاذية، حفرنا الأنفاق.
وحين حاصرتم غزة واعتديتم عليها فى ثلاثة حروب متتالية، أصابتكم ضربات موجعة غير مسبوقة فى العدوان الأخير.
واليوم : تهدمون الأنفاق سنحفرها مجددا. تقصفون المنازل، سنعيد بناءها. تحظرون السلاح، سنصنعه بأيدينا. تغتصبون الأرض، سنحررها قريبا باذن الله. تقتلون الآباء، سيقاتلكم الأبناء. تقتلون الأبناء، سيقاتلكم الأشقاء.
ماذا يمكنكم ان تفعلوا اكثر مما فعلتم، لم تعد لكم حيلة و لم يعد فى جعبتكم جديد، فلقد استنفذتم كل أدواتكم، قرن من الزمان ملكتم فيه كل أنواع القوة وأصنافها، وارتكبتم فيه كل أنواع القتل والإبادة والجرائم، ورغم ذلك فشلتم.
فالأمة تلفظكم، والأرض والشعب.
قرن من العدوان، و لا يزال وجودكم مهددا وأمنكم على المحك،
أما نحن فما زلنا هنا، ولن نرحل أبدا.
*****
القاهرة فى 3 سبتمبر 2014

محمد سيف الدولة يكتب: الثورى مشروع خيانة حتى يموت

كانت هذه كلمات مأثورة للكاتب الراحل نجيب سرور، كان يصف بها حالة كثير من رفاق العمر، الذين انتهى بهم الحال فى أحضان السلطة بكل ما تمثله من سياسات كانوا يناضلون ضدها فى شبابهم.
وهى كلمات تحمل فى طياتها رسالة تحذير قوية لكل من يعنيه الأمر، من أنه لا يكفى أبدا أن يحمل المرء تاريخيا وطنيا و نضاليا مشرفا، وإنما الأهم ان يثبت على موقفه المبدئى الذى يؤمن به حتى النهاية، فان تراجع نفاقا أو طمعا أو خوفا، ولو فى لحظاته الأخيرة، فانه سيمحو كل تاريخه، وينضم الى زمرة لا يشرف أحدا أن يكون منها.
لقد كانت كلماته فى حقيقتها، دعوة للصلابة والصمود فى مواجهة كل الضغوط والمغريات، فى مواجهة عصا السلطان وجزره، فى مواجهة كل حملات الترويع والترهيب والمطاردة والعزل والحصار والتشهير والشيطنة، فى مواجهة كل ضجيج قطعان النفاق والانتهازية والارتزاق. 
ولقد رأى بعض معاصري وأصدقاء "سرور"، ان هذا المقياس الحاد و القاسى الذى وضعه "سرور"، كان بسبب كثرة ما شاهده من ضعف و سقوط فى صفوف رفاق النضال على امتداد حياته.
***
لم أجد أفضل من هذه الكلمات لنجيب سرور لأنعى بها المناضل الراحل احمد سيف الاسلام، الذى استحق عن جدارة فى يوم رحيله شهادة تاريخية بأنه عاش ومات ثوريا مناضلا، لم يتراجع، لم يخن، لم يجبن، لم ينحرف، لم يُشتَرَىَ.
لقد كان سيف مثالا نادرا للإنسان النبيل الصادق المناضل الثائر الشجاع الصلب المؤثر الولّاد، المحترم من الجميع.
ولقد ظل على مواقفه ومبادئه وقناعاته ومعاركه حتى آخر نفس، فى اشد المراحل العصيبة والفارزة فى تاريخ المعارضة السياسية فى مصر، وفى وقت سقط فيه الكثيرون.
***
العزاء الكاشف :
وفى عزاء "احمد سيف" سترصد هذه الظاهرة بوضوح، حين ذهب الجميع من سياسيين ومناضلين "سابقين" ومناضلين صامدين جدعان من ذات مدرسة الفقيد، ليجتمعوا تحت سقف واحد فى سرادق العزاء، فكان المشهد، سبحان الله، كاشفا وفاضحا، كنت تستطيع ان تصنفهم وتفرزهم من نظرات أعينهم الغاضبة أو تلك المكسورة الزائغة خجلا من النفس، ومن انتصاب قاماتهم الأبية، أو تلك المنحنية وكأنهم عاملين عاملة، ومن ملامح الحزن الحقيقى والرغبة الصادقة فى دعم الأهل والوقوف بجانبهم فى هذه الظروف العصيبة، أو ملامح العزاء المزيف المنافق الراغب فى إبراء الذمم وغسيل الضمائر الذى هو من عائلة غسيل الأموال.
***
المشهد الأخير :
ولقد ذكرنى المشهد الأخير فى العزاء بفيلم الحدود لدريد لحام، حين عقدوا له مؤتمرا حاشدا حضر فيه كافة القوى والمسئولين الذين تباروا فى إدانة التجزئة والحدود المصطنعة وسايكس بيكو وقوانينها التى تحرم المواطن العربى من التنقل بحرية فى الأرض العربية بدون جواز سفر وتأشيرة، ولكنهم فى نهاية المؤتمر تركوه على الحدود ومنعوه من الدخول.
شئ من هذا القبيل حدث فى نهاية العزاء، فمصر السياسية كلها تقريبا كانت هناك، بأخيارها وأشرارها، يبدون تعاطفهم مع الأهل والأبناء، ويشدون على أياديهم ويعتصروهم فى أحضانهم، ويتمتمون لهم بكل كلمات الدعم والتأييد، والشهادة بنبالة ونضالية "الفقيد الراحل" وبالظلم والقهر الواقع على "علاء" و"سناء"، ورفضهم وإدانتهم لقرارات الاعتقال والمحاكمة، ولكن فى النهاية رحل الجميع وتركوهما لسيارة الترحيلات لتعود بهما الى السجن.
*****
القاهرة فى 31 اغسطس 2014

صحف اسرائيلية : محمد يصبح الاسم الأكثر شيوعًا في عاصمة أوروبية

اسم محمد، على كل تصريفاته واقتراناته، يصبح للمرة الأولى الاسم الأكثر شيوعًا في أوسلو، عاصمة النرويج، وذلك بين البالغين والأطفال
هداس هروش31 أغسطس 2014, 18:341
مسجد في السويد (AFP)

أصبح لأول مرة الاسم محمد الأكثر شيوعًا للبالغين في أوسلو، عاصمة النرويج. هذا ما نشرته يوم الجمعة الماضي وسائل الإعلام في الدولة، بعدما قدم معهد الإحصاءات SSB هناك جردًا إحصائيًّا لمجموع السكان في المدينة.
لمدة أربع سنوات، كان محمد الاسم الأكثر شيوعًا بين الأطفال الذكور في أوسلو لكنه لم يكن الأكثر شيوعًا بين الرجال البالغين. الآن هنالك في المدينة 4801 بالغ وغير بالغين يحملون اسم محمد، أو أشكالا أخرى لذات الاسم، كمثال: محمود أو أحمد، وبالتالي فقد تجاوز هذا الاسم الاسمين اللذين كانا الأكثر شيوعًا في أوسلو حتى الآن: يان، والذي وصل إلى 4667 بالغًا وغير بالغ يحملونه و 4155 من الذين يحملون اسم فر.
يصل تعداد سكان النرويج الآن إلى نحو أربعة ونصف مليون شخص. وفقًا للتقديرات، فإنّ نحو 150 ألف منهم هم من المسلمين، الذين أتوا بالأساس من الباكستان والصومال، كما هنالك البعض من أصول عراقية ومغربية. بحسب موقع على شبكة الإنترنت يعنى بدفع الإسلام في الدولة قدمًا، هناك الآن ما يقارب 90 منظمة ومركز إسلامي في النرويج.
هذه أيضًا المرة الأولى التي يصبح بها اسم محمد الأكثر شيوعًا بين السكان البالغين في أي دولة أوروبية، وهذا مؤشر جدي للتوسع الكبير للسكان المسلمين في القارة. في تقرير مماثل من العام الماضي نُشر أن محمد أصبح الاسم الأكثر شيوعًا بين الأطفال في بريطانيا كما هو الحال في مقاطعة ويلز في الجزيرة البريطانية. هنالك ما يقارب 2.7 مليون من المسلمين في بريطانيا.

صحف اسرائيلية : مصر اشترطت تخفيف الحصار عن غزة مقابل تأمين فتح لرفح

ذكرت مصادر إسرائيلية أن الأمن المصري يرفض أي اتصال أمني مع حماس، ويصرون على أن الحرس الرئاسي الفلسطيني هو المسؤول عن تأمين معبر رفح
المصدر يؤاف شاحام1 سبتمبر 2014, 10:592
افراد قوات الامن الفلسطيني على الحدود المصرية الفلسطينية (Abed Rahim Khatib/Flash90)

تستمر العلاقات القاسية بين مصر وحماس حتى بعد تحقيق وقف إطلاق النار مع إسرائيل. حيث ذكرت المصادر الإسرائيلية أن مصر تشترط التسهيلات في التنقل في قطاع غزة والمتمثلة بمعبر رفح مرتبطة بإدخال قوات السلطة الفلسطينية لتشغيل المعبر وإدارته.
مصر تصر على وضع قوات نيابة عن الحرس الرئاسي الفلسطيني على جانب غزة من معبر رفح. ووفقا لصحيفة “هآرتس” على لسان كاتبها عاموس هرئيل، لقد قالت جهات في حماس خلال الحرب أنها على استعداد للنظر في هذه الفكرة، ورحبت السلطة الفلسطينية بالفكرة ورأت فيها خطوة لتوسيع سيطرتها على غزة، وفي الجهة المقابلة تميل إسرائيل للنظر في الفوائد المترتبة على هذا القرار.
وفقا للتفسيرات، لقد أوضحت مصر أنها لا تعتزم البقاء على اتصال مع مسؤولي حماس، ولا تنوي الاعتراف بمسؤولية حماس عن الأمن في قطاع غزة ولكنها ترى في السلطة الفلسطينية كمسؤولة عن ذلك. سياسيا، هذا هو الوضع السياسي الأكثر صعوبة على حماس منذ أن سيطرت على قطاع غزة في عام 2007
انهارت جميع آليات التنسيق بشأن مرور الركاب والبضائع بين غزة ومصر وإسرائيل مع الاستيلاء على قطاع غزة. لهذا السبب، مصر ليست معنية بالوجود الأوروبي في المعابر الذي لم يكن ناجعًا منذ البداية وقد وفرت القوات مع سيطرة حماس. ووفقا لتقرير في صحيفة هآرتس، يسعى المصريون أيضا لنشر مزيد من قوات الحرس الرئاسي الفلسطيني على طول الحدود بين سيناء وقطاع غزة.
وفي الوقت نفسه، تستمر إسرائيل في تكرار الرسالة أنه لا يوجد حل مقبول على حكومة إسرائيل باستثناء نزع السلاح من القطاع. وقالت في هذا السياق أمس وزيرة العدل الإسرائيلية، تسيبي ليفني: "هم سيطلبون الميناء والمطار - ونحن سنرفض. نحن سنطالب نزع السلاح في غزة وهم سيقاومون، ولكن ليتم الحفاظ على الردع يجب إنشاء آلية لمراقبة نقل المواد والمعدّات إلى غزة، ويجب العمل على نزع السلاح منها. والتشديد على الحاجة إلى سلطة شرعية تعترف بإسرائيل، وإلى استئناف المفاوضات مع أبو مازن".

احسان الفقيه تكتب: هذا هو ابن العم اردوغان ...فمن أنتم ؟؟

*كاتبة اردنية
هذا هو ابن العم اردوغان .. فمن أنتم ؟؟ ومن الذي يستحقّ ولائي التام ؟؟
وهل أردوغان زعيم حزب ام زعيم أمّة أم رمز من رموز الإسلام؟ 
ام علينا واجب قوميّ عروبي للعمل على إسقاطه وفضحه لإرتكابه السافر
للجرائم التالية بحق بلاده وشعبه ودينه؟؟
دعونا نتأمّل ونرى بعض اقترافاته وحماقاته ...
- الناتج القومي لتركيا المسلمة عام 2013 حوالي ترليون ومائة مليار دولار وهو يساوي مجموع الناتج المحلي لأقوى اقتصادات ثلاث دول في الشرق الاوسط ايران السعودية الإمارات فضلا عن الاردن وسوريا ولبنان.
- أردوغان قفز ببلاده قفزة مذهلة.. من المركز الإقتصادي 111 الى 16 بمعدل عشر درجات سنوي مما يعني دخوله الى نادي مجموعة العشرين الأقوياء الكبار ( G-20)في العالم.
- العام 2023 يوافق إنشاء الدولة التركية الحديثة وهو التاريخ الذي حدده اردوغان لتصبح تركيا القوة الاقتصادية والسياسية الأولى في العالم..وسينجح والأيام بيننا..
- مطار اسطنبول الدولي أكبر مطار في اوروبا ويستقبل في اليوم الواحد 1260 طائرة فضلا عن مطار صبيحة الذي يستقبل نصف هذا العدد.
- الخطوط الجوية التركية تفوز كأفضل ناقل جوي في العالم لثلاث سنوات على التوالي.
- في عشر سنوات زرعت تركيا مليارين و 770 مليون شجرة حرجية ومثمرة !! 
- تركيا صنعت للمرة الأولى في عهد حكومة مدنية أول دبابة مصفحة وأول ناقلة جوية وأول طائرة بدون طيار وأول قمر صناعي عسكري حديث متعدد المهام يا عباقرة تصنيع الفلافل والتبولة والشراشف المطرزة والسيوف الخشبية.
- اردوغان في عشر سنوات بنى 125 جامعه جديدة و189 مدرسة و510 مستشفيات و169 الف غرفة صفية حديثة ليكون عدد الطلاب فيها لا يتجاوز 21 طالبا او طالبة..فحدثوني عن أوغاد عروشكم ؟؟
- عندما اشتدت الأزمة الاقتصادية واجتاحت اوروبا وامريكا رفعت الجامعات الامريكية والاوروبية الرسوم الجامعية بينما أصدر أردوغان مرسوما بجعل الدراسة في كل الجامعات والمدارس التركية مجانية وعلى نفقة الدولة !! 
- في عشر سنوات كان دخل الفرد في تركيا 3500 دولار سنوي ارتفع عام 2013 الى 11 الف دولار وهو أعلى من نسبة دخل المواطن الفرنسي في بلده ورفع فيمة العملة التركية الى 30 ضعف ..
- في تركيا تعمل الدولة جاهده لتفريغ 300 الف عالم للبحث العلمي للوصول الى عام 2023 !!!
- في أكبر إنجاز سياسي لتركيا..اردوغان عمل على إحلال السلام بين شطري قبرص ومحادثات تسوية مع حزب العمال
الكردستاني لوقف نزيف الدم واعتذر للأرمن وهي ملفات عالقه منذ تسعة عقود !! 
- في تركيا المسلمة ارتفعت الرواتب والأجور بنسبة 300% وارتفعت أجرة الموظف المبتدئ من 340 ليرة الى 957 ليرة تركية وانخفضت نسبة البطالة من 38% الى 2% ..
- في تركيا المسلمة ميزانية التعليم والصحة فاقت ميزانية الدفاع وأعطي المعلم راتب يوازي الطبيب !! تأمّلوا أولوليات أردوغان التي هي من آخر اهتمامات مسوخكم ...!!
- في تركيا المسلمة تمّ انشاء 35 الف قاعة مختبرات لتكنولوجيا المعلومات وقواعد بيانية حديثة ويتدرب الشباب الأتراك في مراكز لا تخضع لمنظمات تجسسية عالمية تشتري ولاء المتدربين من جنود جيوشنا وشبابنا بأول جولة سياحية وعشاء فاخر وكأس نبيذ..!! 
- اردوغان سدّد عجز الميزانية البالغ 47 مليار وكانت آخر دفعة للديون التركية 300 مليون دولار تم تسديدها في يونيو الماضي للبنك الدولي السيء السمعة وقد أقرضته تركيا 5 مليار بالمناسبة اقصد البنك الدولي بل ووضع اردوغان 100 مليار في الخزينة العامة في حين كانت دول عريقة في اوروبا وامريكا تتخبط تحت وطأة الديون والربا والإفلاس !!
- تركيا كانت صادراتها قبل عشر سنوات 23 مليار اصبحت 153 مليار تصل الى 190 دولة في العالم وتحتل السيارات المركز الاول تليها الالكترونيات حيث ان كل ثلاثة أجهزة الكترونية تباع في اوروبا هناك جهاز صناعة تركية..
- حكومة اردوغان تبنّت عملية تدوير القمامة لاستخراج الطاقة وتوليد الكهرباء ليستفيد منها ثلث سكان تركيا وقد وصلت الكهرباء الى 98%من منازل الأتراك في المدن والارياف !!
19- اردوغان الدكتاتوري جلس مع طفلة لا تتعدى ال 12 من عمرها في مناظرة تلفزيونية نقلتها وسائل الاعلام على الهواء وتحدثا عن مستقبل تركيا بنديّة واحترم ذكاءها واندفاعها فأعطى الاطفال الاتراك المثل والقدوة في مناقشة ومناظرة من يحكمهم في قراءة المستقبل !!
- اردوغان صديق اسرائيل حسب زعم العلمانيين العرب وجه صفعة قوية لاسرائيل وجعلها تعتذر عن ضربها لسفينة مرمرة التي كانت متوجهة الى غزة واشترط في قبول الاعتذار ان ترفع الحصار عن غزة !
- اردوغان ( صديق اسرائيل) يوجه انتقادا لاذعا للحضور من العرب والاجانب الذين صفقوا لكلمة بيريز الذي برر فيها الحرب على غزة في المنتدى الاقتصادي دافوس 2009 وخرج غاضبا من المنتدى بعد ان قال للحضور ومنهم بعض مسوخكم موبخا:
(عار عليكم ان تصفقوا لهذا الخطاب بعد ان قتلت اسرائيل آلاف الاطفال والنساء في غزة )..
-للبشاريين والسيسيين والحمقى :اردوغان واجه معارضيه بالماء ولم يقصفهم بطائرات الميغ والسكود وبراميل الموت ولم يُنكّل بأهل سيناء ولم يقتل 10 آلاف مسلم بحجة أن ( الرئيس فشل وأن مؤيديه مخطوفين ذهنيا) ...
*هذا الديكتاتوري هو الذي بكى عند اصغائه لرسالة البلتاجي يرثي ابنته الشهيدة في لقاء نقل على الهواء مباشرة عبر الفضائيات في مشارق الارض ومغاربها !! والى من يقول اننا شعب عاطفي ويتلاعب بمشاعرنا أردوغان اقول:لدموع الرجال لغة لا يفهمها الا الكبار فلتبحثوا لكم عن صفحات أذناب وفئران تنتمون اليها..
- اردوغان يرفض ان تخلع ابنته الحجاب فيرسلها لتدرس في اوروبا وذلك قبل ان يُسمح بالحجاب في الجامعات التركية !!
- اردوغان القائد المسلم الوحيد الذي يزور بورما هو وزوجته ويلتقي اهالي اقليم مينمار المنكوب ويهتم بتفاصيلهم كأيّ أب..
- أوعز اردوغان الى ان : ( أي طالب مصري يفصل من الجامعة من قبل سلطات الانقلاب له الحق في أن يكمل دراسته في تركيا مجانا )..اردوغان أعاد تدريس القرآن والحديث النبوي الى المدارس الحكومية بعد تسعة عقود من الحكم العلماني طوعا فاختارها طلاب المدارس باستفتاء بلغ 91% ...
- اردوغان كرّس حرية ارتداء الحجاب في الجامعات الحكومية ودار القضاء بإرادة واستفتاء شعبي توافقيّ.
- اردوغان القائد المسلم الذي أنار أكبر جسر معلق في العالم على شواطئ البحر الاسود بأضخم إنارة تضمّ حروف كلمة ( بسم الله الرحمن الرحيم ) في حين كانت إحدى الدول العربية التي تدّعي العروبة والاسلام تصنع أكبر شجرة (كريسمس) في العالم بلغت
تكلفتها 40 مليون دولار أشير الى دولة المؤامرات اقصد الامارات ...28- اردوغان أطلق مسيرة مكونة من عشرة آلاف طفل مسلم بلغوا السابعة من العمريجوبون شوارع اسطنبول معلنين بلوغهم سن السابعة .. متفاخرين بأنهم سيبدأون فرض الصلاة وحفظ القرآن ...!! 
** انجازات اردوغان لا تعد ولا تحصى ولكن في رأيي ان أعظم إنجازات ابن العم اردوغان أنه أيقظ فينا الكرامة والعزة والأنفة والكبرياء بينما تسابق مسوخ عروشنا في إذلالنا وتنافسوا بسحقنا وتذكيرنا بأننا مجرد رعاع ولا نصلح للحكم ..هذا بعض ما حقّق أردوغان فمن الذي يستحقّ ولائي..؟؟ 

بليغ حمدي، الجلاد! وثيقة رسمية

بليغ حمدي المقصود بكلامنا هنا، ليس الملحن الشهير الراحل، مبدع روائع أم كلثوم ووردة الجزائرية..
انه بليغ حمدي من نوع آخر..
هل من الصدف ان يكون بليغ حمدي حكمت الذي حكم على طارق الهاشمي بالإعدام هو نفسه الذي اصدر حكم الاعدام على اسعد الهاشمي وعلى الدكتور منقذ عدنان الدليمي وعلى محمد الدايني؟
هل هي صدفة؟ ام ان بليغ حمدي حكمت يعتبر جلاد المالكي الذي لبس عباءة القضاء، خصوصاً انه تم استقدامه خصيصا للنطق بالحكم على الهاشمي وصهره؟
يرجى البحث في الامر، وفي تاريخ بليغ حمدي فحتماً ستجدون العجيب العجاب!!!!
وهنا قرار الحكم بإعدام أسعد الهاشمي، وهي وثيقة حصرية خاصة بوجهات نظر...



30 أغسطس 2014

انفراد .. العمدة سيتراجع عن مبادرة المصالحة مع العسكر وسيؤكد تمسكه بالشرعية الدستورية

علمت المدونة أن النائب محمد العمدة الذى افرج عنه بعد اعتقال ومحاكمة صورية قضت بسجنه لمدة عام عام اثر رفضه الانقلاب العسكري على الشرعية الدستورية سيقدم اعتذارا في الايام القليلة القادمة عن اطلاقه مبادرة اطلق عليها مبادرة المصالحة تقضى الاعتراف بسلطة الامر الواقع.
وعلمت المدونة من مصادرها ان العمدة تعرض لضغوط امنية عنيفة من قبل سلطة الانقلاب لكى يطلق تلك المبادرة والا فسيعاد اعتقاله وتلفيق تهم جديدة ضده تقضي باعدامه ومصادرة امواله واعتقال جميع افراد اسرته وتلفيق قضايا جنائية ضدهم.
واكدت المصادر ان العمدة عانى الايام القليلة الماضية صراعا عنيفا بين الاستمرار في طرح المبادرة وتجنيب نفسه واسرته الويلات وبين التبرئ منها ومواجهة المخاطر التى يتعرض لها ولكنه استقر على ان يسلك خيار المقاومة والاصرار على الشرعية الدستورية.
ومن المقرر ان يعقد العمدة مؤتمرا صحفيا غدا الاحد 31 اغسطس يكشف فيه تفاصيل مبادرته والتى سيراها مؤيدوا الانقلاب مخيبة لمطلبهم وللانشقاق الذى خططوا له في صفوف رافضى الانقلاب حيث سيعلنت تمسكه بالشرعية الدستورية.
وكان محمد العمدة قد وصل إلى محل إقامته بمركز كوم أمبو بمحافظة أسوان، بعد ساعات على إتمام إجراءات الإفراج عنه من جانب أمن الانقلاب تنفيذًا لقرار إخلاء سبيله على ذمة قضية أحداث بين السرايات الملفقة، التي قضى بسببها 14 شهرًا داخل معتقلات الانقلاب العسكري الدموي.
واستقبل أبناء قبيلة الرزيقات بشارع بورسعيد بمركز كوم أمبو البرلماني السابق بالألعاب النارية، ونظموا مسيرة رددوا خلالها الهتافات المناهضة للانقلاب العسكري، وميليشياته، حتى وصل إلى منزله.
وقال محمد العمدة في أول تصريح منذ خروجه من السجن، إنه قضى فترة اعتقاله قي سجن العقرب شديد الحراسة داخل زنزانة مساحتها مترين، موضحًا أن سجون الانقلاب تكتظ بعلماء مصر.
وعلى صعيد ذى صلة ذكر الدكتور محمد محسوب الوزير السابق والقيادى بحزب الوسط ان انسحاب الحزب من تحالف دعم الشرعية لا يعنى اعترافه بالانقلاب ولكن يقصد منه توسيع دائرة رافضى الانقلاب خارج مظلة التحالف.
وقال محسوب في حوار للجزيرة مباشر مصر ان الثورة المصرية اكبر من اى تحالفات ولا يمكن لثورة ان تنجح الا اذا خرجت للشارع وتحررت من ولاءاتها الحزبية.
وقال اننا نسعى لجذب قطاعات اخري من رافضى الانقلاب والثوار لطريق العمل الثوري ورفض حكم العسكر.

إقرار الذمة المالية للرئيس التركى أردغان


هكذا تدار الدول الديمقراطية, وهكذا يكون رؤساء الدول الذين يأتون بصندوق الانتخاب وليس الانقلاب العسكرى
ففى الدول الديكتاتورية التى يأتى رئيسها من صفوف العسكر الانقلابيين مثل "مصر" لا يمكن ولا يسمح لك بأن تعرف الذمة المالية للحاكم, فهو يريد أن يسرق ولا تتم مسألته, أما فى "تركيا" فقد نشرت الجريدة الرسمية إقرار الذمة المالية الخاص بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والذي أعلنت عنه الهيئة العليا للانتخابات التركية يبين فيه الأموال المنقولة وغير المنقولة التي يملكونها، بما في ذلك الأسهم والسندات والحصص في الشركات والحسابات في البنوك، والنقود والحلي والمعادن والأحجار الثمينة، سواء كان ذلك داخل البلد أو خارجها، فضلا عن ما لهم وعليهم من ديون، ومصادر دخلهم وقيمة هذا الدخل.
وطبقا للبيان المنشور فإن ممتلكات أردوغان هي:
(الأموال غير المنقولة)
قطعة أرض بمساحة 2000 متر مربع تبلغ قيمتها النقدية 10 آلاف ليرة تركية، بمدينة “كوني صويو” بمحافظة ريزة
(الأموال المنقولة)
- سيارة (Audi A8-2011 model) تبلغ قيمتها النقدية 234 ألف ليرة تركية، مسجلة باسم زوجته السيدة أمينة أردوغان
(الودائع والحسابات بالبنوك)
- مبلغ 4 ملايين و159 ألفا 687 ليرة و80 قرشًا ببنك البركة التركي (الفرع الرئيسي)
- مبلغ 96 ألف ليرة بحساب بنك البركة التركي فرع العاصمة
-مبلغ 144 ألفا 234 ليرة 33 قرشًا بنك البركة التركي فرع أرناؤط كوي
-مبلغ 135 ألف ليرة بنك الزراعة التركي (زراعت بانكا سي) فرع المجلس
-مبلغ 930 ليرة بنك “إيش بنكا سي” فرع المجلس
-مبلغ ألفان و825 ليرة بنك الشعب التركي فرع المجلس
- مبلغ 380 ليرة بنك وقف لر (الأوقاف) التركي فرع رئاسة الوزراء
- مبلغ 200 ألف دولار أمريكي بنك البركة التركي الفرع الرئيسي
(الديون)
- دائن بمبلغ 500 ألف ليرة تركية لابنه أحمد بوراق أردوغان

محمد رفعت الدومي يكتب: المبارزة .. مبادرة للخروج من الأزمة!

أيام حاشدة بأوجاع المصريين ، وما أتوقعه ويغرد لي به البوم صباح مساء عن بشاعة وجه مصر القادم يجعل أوجاع الحاضر تنسحب إلي ركنها كمجرد بطر لا يستحق الإفصاح عنه أو الشكوي ..
أكره الغربان ، لكن الكاتب لابد ألا يكون دبلوماسياً ، فإذا كانت إحدي مهام الدبلوماسية هي أن تضفي علي الواقعية مهما كانت بشاعتها ظلال الأخلاقية ، فإن جوهر مهمة الكاتب بالأساس هي أن يضئ الواقع كما هو من جميع جوانبه دون اللجوء إلي سجع الكهان أوالبديع أوالمجاز ..
هذا الموقف الرخيص عندما لا تري العيون أو تحتشد الآذان حتي عند سماع خبر موت طفل بالرصاص الحيِّ وهو يدافع عن حريته موقف لا يليق بمصر ، لكنه يليق جداً بالمصريين ..
مصر أم الدنيا ، حقيقة لا تقبل القسمة علي اثنين ، وهتبقي أدّ "العباسية" ، حقيقة معلقة وقابلة للتفتيت إلي شكوك في الوقت نفسه!
فما عاد أحد في مصر الآن يتحسس ولو بضآلة ما يحدث من علامات سيولة في ذاكرة المصريين الكلية تعكس في الذاكرة علي الفور تفاقم أعداد الذين يفكرون في الطرقات بصوت مرتفع في السنوات الأخيرة من حكم طهماز الزمان وكل زمان "مبارك" ، علي الرغم من أن التفكير بصوت مرتفع في الطرقات أول نذر الجنون ..
المصريون جماهير بعرض التاريخ وعلي طول الاستكانة المَرَضيِّة ، حقيقة يلمسها منذ السطور الأولي كل من قرأ تاريخهم ،
و المصريون أيضاً شعب ساخرٌ بطبعه ، أوتار مشدودة علي الدوام استعداداً للتضحية حتي باللياقة في سبيل الضحك ، وحتي بالحقيقة في سبيل الثرثرة ..
وبما أن أيسر الطرق لملء المسافة بين عقل وفكرة هي مخاطبة المستهدفين بما يحبون ، سأحكي "نكتة" :
مواطن مصري سكِّير ، اعتاد العودة إلي منزله وهو يترنح سكراً عند الساعة الثانية بعد منتصف الليل ، واعتاد في الطريق إلي منزله أن يترك قدميه تسبحان في بحر الرصيف من ضفة إلي الضفة الأخري بحرية ، لا يتوقف أو يستدير حتي يرتطم بحائط الرصيف ، تأخر ذات يوم حتي الساعة الرابعة صباحاً ، سألته زوجته الثائرة في غضب :
- بترجع كل ليلة الساعة اتنين بعد نص الليل ، اتأخرت ساعتين ليه ؟
فأجابها بلهحة السكاري ، وبكل بساطة :
- أصل البلدية وسَّعت الرصيف !!
وهكذا الحال في مصر الآن ، فالنظام يدفع الفجوة إلي الاتساع عن عمد ، وبعصبية ، وهذا سوف يقتضي بالضرورة الوصول المتأخر، الوصول المتأخر إلي ماذا ؟ ، إلي نسخة أشد عهراً من نسخة عهد "مبارك" بالتأكيد الزائد عن الحد ، متي يحدث هذا ؟ ، بالتأكيد، سوف يحدث هذا بعد أن تتمرغ في الوحل مفردة "ثورة" في ذاكرة الغالبية العظمي من المصريين ..
وإذا كنت تظن أن النظام يكترث لاتساع هذه الفجوة ، أو تظن أن النظام يريد فعلاً التخلص من الإخوان المسلمين ، فأنت ، أعزك الله ، حمار !
فإذا حدث هذا ، ما هي إذاً ، يا أعزك الله ، ذريعته لاستمرار قانون سئ السمعة وضروري لكل ديكتاتور في الوقت نفسه كقانون الطوارئ ، علي الأقل في هذه المرحلة المهمة لتكريس مفهوم الثورة كمفهوم سئ السمعة و إعادة بناء أسوار الخوف من جديد ؟!
لا شك أن الأفق السياسيُّ مسدود ، هذا واضح أكثر مما ينبغي ، ولابد أن يتكاتف كل المصريين الشرفاء لإحداث "خرم" في هذا الأفق السياسي ، وكي لا يقول قائلٌ : أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم ، سأبدأ بنفسي ، وأعلن مبادرتي للحل!
لقد فكرت أولاً في "لحس البشعة" كمبادرة للخروج من الأزمة ، ثم تراجعت ، لا لشئ سوي أن هذه الطريقة تنطوي علي بعد غير أخلاقي لا يتماشي مع أمة ذات حضارة عريقة كأمتنا ، أيضاً ، ليقيني ، بأن السيد " عبد الفتاح السيسي " ، كما يليق بجنرال كلاسيكي خرج علينا فجأة من أطلال الستينيات ، لن يقبل طبعاً بـ " لحس البشعة " !
ثم استقر عقلي أخيراً علي "المبارزة" كوسيلة سريعة للخروج من الأزمة الراهنة ..
صحيح أنه أسلوب قديم لحل مشكلة بين طرفين ، لكن ، صحيح أيضاً أنه أسلوب اعتمده الإنسان فيما سبق لحسم الكثير من النزاعات الشائكة ، الأوربيون علي وجه الخصوص في العصور الوسطي وحتي وقت غير بعيد ، بدايات القرن الماضي تحديداً ، جين كان المصريون يقولون : من حال المبتدا ، وبديع جداً ، ومركون زي ازازة الخل ، وكان "سعد زغلول" يذهب إلي مكتب المحاماة الخاص به علي ظهر حصان ،،
وأشهر مبارزات أوروبا حدثت في القرن ال "16" ، وكانت بين اللورد "جرناك" واللورد "شاسا دينوريه" ، وكان الأخير مبارزاً مشهوراً وصديقاً مفضلاً لدى الملك ، واستطاع "جرناك" أثناء المبارزة أن يجرح خصمه "شاسا دينوريه" الذي نزف حتى مات ، فحزن الملك كثيراً على فقدانه ومنع جميع المبارزات التي كانت تقام لإظهار الحق ، ومنذ ذلك الوقت أصبحت "المبارزات" تقام بطريقة سرية ،،
العرب أيضاً عرفوا المبارزة كأسلوب لحسم النزاعات ، والأمثلة كثيرة ، لعل أشهرها وأكثرها طرافة هو ما حدث في موقعة "صفين" بين "الإمام علي" و "معاوية بن أبي سفيان" ، تأمل "الإمام علي" و "معاوية بن أبي سفيان" ، وأقسم بالعطر أن مسار القلم من تلقائه هو الذي حدد قيمة الرجلين عندي ..
لقد طلب "علي بن أبي طالب" من "معاوية" أن يبرز له ، فهما جوهر المعركة ، فلماذا يتقاتل الناس من أجلهما ويقتلون ، ولماذا لا يحسمون النزاع بإقصاء أحدهما للآخر قتلاً ، وهي مبارزة نتيجتها كانت معروفة ، فلم يحدث أبداً وحتي نهايته غير اللائقة أن خسر "عليٌّ" مبارزة ، لذلك ، سكت "معاوية" ولم يرد ، فقال له "عمرو بن العاص" ، ربما ليتخلص منه ويرث الأمر من بعده :
- لقد أنصفك الرجل ، اخرج اليه !!
فأجابه معاوية بلهجة من أدرك ما وراء الكواليس :
- طمعتَ فيها بعدي !!
لكن المبارزة مصرية الجذور ، وفي وقت مبكر كنت أسخر من الذين يردون كل شئ إلي جذور فرعونية ، لكنها الحقيقة ، ولمصريتها صدي تركه الفراعنة علي جدران معبد بمدينة "حور" قرب الأقصر ، وهو من عصر الملك "رعمسيس الثالث" ، يظهر فيها المبارزان ممسكين بأسلحة مغطاة عند طرفها ، يرتديان أقنعة لحماية الوجه تشبه إلى حد كبير الأقنعة الحديثة ، كما ظهر بالنقوش المشاهدون والحكام الذين أمكن التعرف عليهم عن طريق ملابسهم وعصا طويلة في نهايتها ريشة الطاووس تعرف بالعصا ذات الريشة لا يمسكها إلا القضاة والحكام ..
كما أن لعبة التحطيب الحية حتي الآن ، بل الرائجة ، ما هي إلا ذكري لهذه المرحلة ،،
ومن الجدير بالذكر أن اسم هذه اللعبة في الصعيد "سوَّا" ، وحتي وقت قريب كان هذا الاسم بالنسبة لي لغزاً غامضاً ، فهي كلمة لا تقبل التماهي مع أي مفردة في اللهجة الجنوبية سوي كلمة "سوَّة" وهي "الخاصرة" في لهجتنا ، وهذا بالطبع لا ينبه نظرية ، فما علاقة الخاصرة بالتحطيب ، ثم عثرت مؤخراً علي جذور هذه المفردة ، إنها بالفعل مفردة هيروغليفية قاومت الذوبان عبر العصور ، تعني " نبات الحلفا البرِّي" ، هذا أيضاً لا ينبه نظرية ما لم نعرف أن "نبات الحلفا البرِّي" كان شعار الجنوب في حربه الظافرة علي شمال مصر الذي كان شعاره "النحلة" ، وأرجو ألا يدفع أحداً كون "مصطفي بكري" من الجنوب للتشكيك في هذه الحقيقة المؤكدة ، مع ذلك ، مخطئ من ينتظر شيئاً يخص الثورة يأتي من الصعيد ، فلقد نجحوا بأساليب رخيصة أن يفتتوه قبوراً طارئة !!
ومما يلفت الانتباه أن تكون "النحلة" شعار الشمال ، كأن أهل الشمال "نايتي" وأصحاب مناحل ومهن سهلة منذ عصور سحيقة ..
وكما أن السرطان هو المرض الخبيث بالنسبة للإنسان ، و"الشبشب" هو المرض الخبيث بالنسبة للصراصير ، فالمبارزة هي المرض الخبيث بالنسبة لشعراء روسيا !!
"ألكسندر بوشكين" ، أمير شعراء روسيا ، بالإضافة إلي أنه كاتب روائي و مسرحي مطبوع ، قتل في عمر مبكر من جرَّاء مبارزة مع أحد أصدقاء زوجته "ناتاليا جونشاروفا" ، وهو البارون "داتين" ، أحد اشراف الفرنسيين ، بدافع الغيرة علي الشرف طبعاً ، والشك في سلوك زوجته ، وهذا الشك ترهل في روحه بعد أن اقترن البارون بأخت "ناتاليا" ليسهل عليه الاتصال بها ، وانتهى الامر بأن طلب "بوشكين" المبارزة ، وفي الساعة التي اتفقا فيها على المبارزة أطلق النار عليه مرتين فأصيب بإصابات خطيرة لقي علي إثرها مصرعه ،،
ورثاه الشاعر "لرمنتوف" بقصيدة أدمت قلب روسيا كلها ، قال فيها :
مَاتَ الشَّاعر / سَقَطَ شهيداً / أسيراً للشرفِ / الرصاصُ في صدرِه يَصرُخُ للانتقام / والرأسُ الشامِخُ انحنى في النهاية / مَات / فَاضَت رُوحُه بالألَمِ من الافتِراءات الحًقيرة / حَتَّى الانفِجَار / وَقَفَ وحيداً في المواجهة وها قد قُتل / قُتِل / فَكُلُّ نُوَاحٍ الآن عَقيم /وَفَارِغةٌ تَراتِيلُ الإطرَاء / وَهَمهَمَات الأسَى الكَسِيح / ونحنُ نُحملقُ في إرادةِ الموت ..
قد يظن البعض أن السبب في إقدام "بوشكين" علي ارتكاب مثل هذه الحماقة يعود إلي جذوره الأثيوبية ، فوالدته "ناديشد أوسيبافنا" كانت حفيدة "إبراهيم هانيبال" ، وهو أثيوبيٌّ ، وأحد الضباط المقربين لدى القيصر بطرس الأول ، وهنا تحديداً مصدر إلهام "بوشكين" في ديوانه الشهير "زنجيُّ بطرس الأكبر" ، لكن هذا الظن غير صحيح ، فالغرور الزائد عن الحد ، ذلك الغرور الذي يدفع الإنسان إلي عدم مراقبة العواقب قبل الإقدام علي أي أمر ، عرف دارج في طباع الروس ، وهو غرور غير مبرر علي كل حال ،،
فالروس ليسوا المقاتلين الشجعان بطبعهم ، ولكن اتساع مساحة بلادهم وصعوبة السيطرة علي هذه المساحة الهائلة أضفي علي سكانها نوعاً من المنعة ، وألهب انطباعات الآخرين باتهامهم بالشجاعة ، "ونستون تشرشل" اتهم "نابليون" كما اتهم "هتلر" بالجنون لمجرد التفكير في غزو روسيا ، الكاتب الأمريكي "آرثر ميلر" ، وزوج "مارلين مونرو" أيضاً قال مثل هذا عند زيارته الأولي لروسيا ، وهذا حقيقي ، فبالرغم من أن "نابليون" توغل في روسيا حتي استطاع أن يربط خيوله في "الكرملين" إلا أنه خسر في النهاية المعركة وفقد ثلثي جيشه جراء تفشي الطاعون ، وهذا كان أيضاً مصير "هتلر" ..
هذا الغرور تلمسه بكل بساطة في أدبهم ، قال ديستويفسكي يوماً :
"الروس ، أولئك الذين سيكون علي يديهم خلاص العالم" !!



ولعله لم يتفقد ذاكرته جيداً قبل أن يقول هذا الكلام ، أو لعله تناسي أن هؤلاء الذين سيكون علي يديهم خلاص العالم كانوا يظنون حين قرروا الحرب علي اليابان أنهم ذاهبون في نزهة ، وكان الجنديُّ في الجيش الروسيِّ يودع أهله قائلاً :
- لست ذاهباً للقتال ، إنما للنزهة ، سألقن الأقزام السود درساً ثم أعود محملاً بحكايات المدفأة عن هذه النزهة ، حتماً سأعود !!
وكان الجنود يغنون علي طول الطريق ويرقصون ويتزلجون علي الجليد كأنهم بالفعل في نزهة ، وأخيراً بدأ القتال ، وبعد ساعات قليلة من بداية المعركة ، أصبح ثلث الذين سيكون علي يديهم خلاص العالم في عداد القتلي أو الأسري أو المفقودين !!
"ليرمنتوف" أيضاً ، شاعر روسيا الكبير الذي رثي "بوشكين" ، شبهوه يوماً بالشاعر الإنجليزي "بيرون" فقال :
"لا ، أنا لستُ بيرون ، أنا مختار آخر مغمور ، مثله ، غريب يلاحقه العالم ، و لكن يكفيني أن لي قلباً روسياً "
من المؤسف أن بعض الحاقدين علي هذا الشاعر الذي يحمل بين جوانحه قلباً روسياً قد استطاعوا أن يدفعوه إلى المشاركة في مبارزة مع ابن السفير الفرنسي "بارانت" ، أبدي خلالها شجاعة نادرة ، لكن القيصر "نيقولاي الأول" رفض تكريمه على الرغم من الشجاعة الفائقة التي أبداها في ساحة القتال ، ليس هذا فقط بل نفاه ، وبعد عودته من الإجازة توقف "ليرمنتوف" في "بياتيجورسك" للعلاج ، وفي هذه المنطقة تشاجر الشاعر مع زميله في الدراسة "مارتينوف" وقتل في مبارزة معه !!
يبدو أننا ابتعدنا عن المبادرة مسافة تقطعها الطائرة في ساعات كثيرة ، مع هذا ، فهذا الارتفاع ضروري لنري المشهد من أعلي ، فلنعد ،،
ا شك أن المعركة في مصر بالأساس هي معركة بين طرفين لا ثالث لهما ، "د.مرسي" والجنرال" السيسي" ، فلماذا يتقاتل المصريون من أجلهما وهما جوهر النزاع ، ولماذا لا نترك الرجلين يحسمان المعركة بإقصاء أحدهما للآخر قتلاً ؟
كل ما نحتاجه لحسم المعركة لصالح أحدهما هو حلبة للمبارزة ، وقضاة أجانب ، وجماهير ، وسيفان ، فاستخدام المسدس كأداة للمبارزة غير منصف بالنسبة للدكتور"مرسي" تماماً كاستخدام "الفلزات" كأداة للمبارزة بالنسبة لـ "عزيز مصر" بلهجة هذا الزمان ، وكما قال "أبو تمام" :
السيفُ أصدقُ إنباءً منَ الكُتُب ِ / في حدِّه الحدُّ بين الجدِّ واللَعِب ِ !!
ولعل الحظ يحالفنا ، ولعلهما ، كما كانوا يقولون قديماً ، يختلفان في ضربة ٍ يلقي علي إثرها كلاهما مصرعه ، وتكتشف الحرية مصر مجدداً ، ليت ..
وأنهي كلامي هذا ، أو مبادرتي هذه ، بالرجاء من أجل التفهم السليم من الجميع ، وأخذها بعين الاعتبار .. 
لكن أخشي ما أخشاه هو أن تكون ثغرات المشهد السياسي قد اتسعت بالقدر الذي لا تستطيع مبادرتي هذه حشوها ، استر يا رب ..

حكاية السلفي العابر للقوميات في الأسواق الدينية المعاصرة

لم تجتذب السلفية الكثير من الانتباه إليها قبل تاريخ 11/9، باستثناء الانتباه الذي كان قد توجه نحو الفترة التقليدية الكلاسيكية، أو الانتباه الذي كان قد توجه نحو الفترة الحديثة المبكرة.
وفي المحيط الأكاديمي كانت « الأصولية» هي موضوع البحث والاهتمام منذ اغتيال السادات في العام 1981، ولكن قلة قليلة جدا من العلماء هم الذين درسوا السلفية، بله أن يكونوا قد درسوها بوصفها ظاهرة عالمية وذلك باستثناء بعض الباحثين الفرنسيين أمثال أوليفيه روا وجيل كيبل. والاخرون الذين كانوا قد درسوا الإسلام الحديث على نطاق عالمي، كانوا قد حللوا الإسلام الحديث بوصفه جزءا من الأصولية الجديدة، وجمعوه مع حركات أخرى من مثل حزب التحرير. وحين انتشرت السلفية في أوروبا في التسعينات، اجتذبت بعض الانتباه الأكاديمي، ولكن البحث في السلفية كان محليا جدا أو عاما جدا في أفقه، وبقيت علاقات السلفية مع الحركة العالمية غير واضحة. وقد تغير هذا الأمر بعد هجمات نيويورك 2001، فلقد قيل الكثير وكتب الكثير عن السلفية والوهابية، ولكن الكثير من هذا الذي قيل وكتب كان من خلال موشور « الدراسات الأمنية» أو من خلال الكتب التي تلعب على الرأي العام والتي ساوت بين الوهابية والعنف.
ولذلك يقصد هذا الكتاب الذي ترجم حديثا للعربية (السلفية العالمية: الشبكة العربية للأبحاث والنشر ،2014) الى الاسهام في المناقشة الدائرة حول السلفية الجديدة، عبر معالجة بعض المسائل البارزة التي انبثقت بشأن هذه الظاهرة المعقدة، وذلك من خلال الاستعانة بجمع كبير من الاختصاصيين في ميدان العلوم الإنسانية، ومن جملتهم علماء العلوم السياسية، والمؤرخون، والمتخصصون بالإسلام والأنثروبولوجيا، وكذلك الباحثون المشتغلون في الدراسات الأمنية.
وهنا لا بد من لفت النظر الى نقطة مهمة قبل الخوض في التعريف بمضمون الكتاب، أن هذا النص الغني الذي قلما نعثر على مثيل له في الحقل البحثي العربي على صعيد معالجة عوالم الجماعات السلفية، قد قام على أساس مؤتمر دام لثلاثة أيام عن (السلفية بوصفها عابرة للقوميات) في مدينة ناميغن الهولندية، وذلك بالتعاون بين المعهد الدولي لدراسات الإسلام في العصر الحديث في جامعة ليدن الهولندية والتي تعد من أعرق الجامعات الأوربية، مع وزارة الخارجية الهولندية ومؤسسة البحث الدفاعية النرويجية.

السلفية والتمكين
يسعى الباحث الهولندي رول ميير في بداية الكتاب، الى البحث في أهم السمات التي تتميز بها الجماعات السلفية، والتي تلعب دورا فاعلا في قدرتها على الحشد والتمكين خلال العقدين الماضيين. حيث يرد الباحث هذه الأمور لعدة سمات أساسية منها على سبيل المثال:
– أنها ليست ثورية على نحو صريح، أي أنها لا تتحدى الحالة الراهنة تحديا مباشرا بالزعم بقلب الوضع عن طريق أيديولوجية أجنبية، مثل الماركسية. بل هي تزعم بالأحرى أنها تبني نظاما أخلاقيا أعلى لتطهير البنى الموجودة على مستوى الفرد، الأسرة أو المجتمع.
- أن تمكينها يستمد من زعمها بالتفوق الفكري في المعرفة الدينية، وقلة هم المنافسون الشاملون في معرفة مصادر الإسلام مثل السلفية، ثم أن الالتحاق بـ « الفرقة الناجية» لا يعني فقط الحصول على موقف التفوق الأخلاقي على الاخرين، ولكن يعني أيضا اكتساب معرفة أعلى بالإسلام، وهي المعرفة التي يجب على كل مسلم أن يمتلكها. وزيادة على ما تقدم، فالوصول المباشر الى النص يجعل المرء قادرا على ان يتحدى المؤسسة الدينية، وهي المؤسسة التي تستند على الأغلب الى الفقه من المذاهب الفقهية الأربعة بالإضافة الى الاستناد الى « الإسلام الشعبوي «، وكلاهما مرتبط مع هيكل السلطة المهيمنة أو مع الثقافة السائدة.
- أنها فاعلة نشيطة في الوقت الذي تكون فيه مستكينة، وهي تخول تابعها رجلا كان أو امرأة عن طريق حثهما على المشاركة بفاعلية في الرسالة السلفية وفي نشر الدعوة. ولذلك فهي تمتلك وظيفة اجتماعية فورية ليست من باب اظهار تفوق المرء فقط، ولكن من اظهار ممارستها أيضا في المجال العام والخاص باستخدام الولاء والبراء والحسبة، أو بتعبير أدق مما سبق عن طريق المشاركة في الجهاد.
– مثل، كل الحركات الدينية، وعلى النقيض من الأيديولوجيات السياسية، فهي تملك ميزة هائلة من الغموض والمرونة. ومع أنها تدعي أنها واضحة وصلبة في عقيدتها وفي كفاحها من أجل النقاء، فهي في الممارسة مطواع قابلة للتشكيل، ويسمح غموضها للموالين لها أن يكونوا من الناحية السياسية مساندين للأنظمة وأن يقوموا أيضا برفضها.

سلفيون جهاديون أو ثوريون؟
بعد ذلك يسعى الباحث النرويجي في مؤسسة الدفاع النرويجية توماس هيغهامر، الذي يعد حاليا من أهم المتخصصين في تتبع حكاية الجهاديين في العالم الإسلامي، (وهو ما بدى بشكل واضح من خلال رسالته للدكتوراة التي ترجمت قبل سنوات للعربية تحت عنوان « الجهاد في السعودية») إلى رسم تصور نظري جديد لدراسة الجماعات الإسلامية والجهادية في المنطقة، وذلك من خلال تقديم إطار أكثر تفصيلا لتصور السلوك السياسي للفاعلين الإسلاميين ،حيث يرى أن هناك خمسة أسباب أساسية رئيسية للعمل هي التي تسند معظم أشكال الحركية الفعالة الإسلامية، تنقسم كالتالي:
- الإسلامية «الموجهة الى الدولة» التي تتميز برغبة في تغيير النظام الاجتماعي والسياسي للدولة.
- والإسلامية» الموجهة الى القومية» التي تتمحور رغبتها في تأسيس سيادة على أرض معينة ينظر إليها بأنها محتلة أو تحت هيمنة غير المسلمين.
- والإسلامية « الموجهة الى الأمة» وهي المميزة برغبة في حماية الأمة الإسلامية من التهديدات الخارجية (غير الإسلامية).
– والإسلامية « الموجهة أخلاقيا» التي تتسم برغبتها في تغيير السلوك الاجتماعي للمسلمين في اتجاه أكثر محافظة.
- والإسلامية « الطائفية» هي المحددة برغبة في تخفيض تأثير وسلطة الطائفة المنافسة (شيعي أو سني).
ويشير هيغهامر بعد هذه التقسيمات، أنه من المهم أيضاً أن نبرز أن التمييز بين هذه الأنواع المثالية تمييز تدريجي، وأن كوكبة الأسباب الأساسية التي تدعم سلوك الفاعل هي كوكبة دينامية. وأيديولوجية جماعة إسلامية مقاتلة أو إيديولوجية جماعة إسلامية مقاتلة أو إيديولوجية فرد قد تتغير مع الزمن لتصير أكثر أو أقل إسلامية جامعة. فقد تغير جماعة سببها الأساسي المهيمن وتنتقل، على سبيل المثال، من اجتماعية ثورية بالدرجة الأولى إلى حركة فاعلة جهادية عالمية بالدرجة الأولى، كما كانت الحال مع الجهاد الإسلامي المصرية في التسعينات من 1990، وبكلمات أخرى، الفاعلون سيّالون، ولكن الأصناف نفسها متمايزة.
وأما عن أهمية هذه التصنيفات، فان الكاتب يردها الى كونها توفر توافقا أكبر مع الأنماط الرئيسية للسلوك المبين من الجماعات الإسلامية المحاربة أكثر قرباً مما تعمله التعابير المستندة إلى الثيولوجيا. فمجموعة بخطاب جهادي عالمي واضح وبسجل ماضٍ من السلوك يحتمل أن توجه عنفها المستقبلي إلى هدف غربي أكثر بكثير من احتمال توجيه عنفها إلى هدف حكومي. وبشكل مشابه، من المستبعد أن تلجأ جماعة استرداديه إلى العمليات الدولية، والجماعات المنشغلة في مراقبة الأخلاقية ستلجأ بشكل نادر إلى العنف الطائفي. ولكن هذا، على نحو قابل للجدل، الاستثناء وليس القاعدة.
كما أن هناك منفعة ثالثة مع التصنيفات المتجذرة في سلوك سياسي في مقابل الثيولوجيا، هي أن التصنيفات تسهل دراسة القتالية الإسلامية في منظور مقارن. فإبراز القلب السياسي للحركية الفاعلة للجماعات الإسلامية، يصير من الأسهل بكثير تحديد التشابهات مع الأشكال الأخرى غير الإسلامية من العنف السياسي. وخاصة أن القول بامتلاك الفاعلين الإسلاميين لتفضيلات سياسية متميزة ليس كما يقال إن أسباب العنف الإسلامي هي بشكل حصري سياسية أو اجتماعية اقتصادية. وبشكل واضح، فالأيديولوجيا تهم. ولكن الأيديولوجية، على كل حال-وحتى الإيديولوجية الدينية – ليست هي نفسها مثل الثيولوجيا.
والأيديولوجيا الإسلامية تملك كلاً من البعدين الثيولوجي والسياسي ويمكن أن تحلل من كلا المنظورين. والمدخل المستند إلى التفضيلات ببساطة يبرز السياسة، وهو لا يهمل الدين بالضرورة.

الجهاديون الجدد والطعام الرمزي(النساء(
بعد ذلك يبحث المحاضر الفرنسي في جامعة السوربون محمد علي أدواري في عوالم الحركات السلفية في فرنسا، حيث يرى بأن ما تتسم به هذه الجماعات هو أنها تعد ظواهر حديثة من الطراز الأول، وهي نتيجة لوضع الدين في قالب مادي محسوس والجواب الواعي لأسئلة من مثل: ما هو ديني؟ لماذا هو مهم لحياتي؟
ووفقا لما يقوله أدواري، تكاد السلفية تبلغ أن تكون ظاهرة ما بعد حداثية، ذلك أن السلفي الفرنسي المنفصل عن جذوره الاجتماعية /التاريخية هو فرد معولم لم يبق مهتما بعد الان بجذوره الخاصة الثقافية وبأرض والديه، ويفضل بدلا من ذلك الحراك الثقافي العابر للقوميات من خلال الرغبة في الاستقرار في مدن كوزموبوليتانية مثل دبي أو أبو ظبي.
وفي نفس السياق ترى مضاوي الرشيد أستاذة الأنثروبولوجيا في جامعة لندن، أن أولاد السلفية الجهادية المعاصرة هم منتجات الحداثة وما بعدها، وما كان يمكن لهم أن يبرزوا في مجتمعات إسلامية تقليدية. فالجهاديون من العصر السابق، من المغرب الى إندونيسيا، كانوا نوعا مختلفا من الناس، وكانوا منتج ضغوط سياسية واقتصادية واجتماعية، ولكنهم لم يكونوا فاعلين عابرين للقوميات، وكان ذلك ببساطة لأن أممهم لم تكن قد تأسست تأسيسا كاملا في وقت جهادهم، كما كانوا رد فعل مباشر على الاحتلال الأجنبي والتغلغل الرأسمالي وتهميش القوى التقليدية. أما المجاهدون المعاصرون فهم ظاهرة مختلفة، حيث يموتون في سبيل الدين، لا الأرض، وهم يشاركون حداثة الغرب، برغم رفضهم الصريح المعترف به ونقدهم لهذه الحداثة.
فهم مثل المجتمعات الرأسمالية الاستهلاكية ما بعد الصناعية، يدعون الى نظام عالمي جديد يهمين فيه التضامن الإسلامي على الحدود العرقية والقومية. وبذلك فهم يشاركون في الأساس المنطقي للرأسمالية الحرة لأواخر القرن العشرين والسوق العالمي الحر ما بعد القومي، البارز في الثيولوجيات السياسية في الليبرالية الجديدة. وعلى نحو أكثر تحديدا، يدمج الجهاديون روح الغرب في تغيير العالم بالعمل، وفي حين يكون العقل والربح مركزيين في مشروع الحداثة الليبرالي الجديد الغربي، يكون الدين حاسما في السرد الجهادي عبر جعل الإسلام مهيمنا في العالم، لا جعله على قدم المساواة مع السرديات الأخرى، وبأسلوب مشابه للطريقة التي تكافح الليبرالية الجديدة الغربية لتكون مهيمنه من حيث هي رؤية للعالم.
وضمن هذا السياق تجري الرشيد مقارنة ذكية بين المصرفي الدولي الناجح الذي ينتقل بين نيويورك، ولندن، والرياض، وسنغافورة، والجهاديين العابرين للقوميات. ففي حين لا يكون المصرفي العابر للقوميات عابرا للقوميات فقط، ولكنه أيضا عواصمي، مغروز في أماكن متعددة مع تقدير منه للمطابخ المحلية لهذه الأماكن، وللنساء فيها ولشبكات العمل، فالجيل الجديد من الجهاديين العابر لنموذج الجهاد الكلاسيكي هم أيضا عواصميون، ينشدون الزوجات من خارج محيطهم الاجتماعي في أماكن إقامتهم الجديدة، ويتبنون الملابس وأذواق الطهي لمضيفيهم المؤقتين، ويبنون شبكات للدعم والتضامن ويتلاشون في تعقيد الجغرافيات الجديدة كما حدث في البوسنة وفي الشيشان.
*كاتب سوري