28 أغسطس 2014

هآرتس .. غزة 1- إسرائيل صفر

2014/08/26 
قالت صحيفة "هآرتس" العبرية إنه "بعد 50 يوما من الحرب في غزة فإن النتيجة هي 1 لصالح حماس مقابل صفر لإسرائيل، ورغم أن الفلسطينيين نزفوا دما أكثر، إلا أنهم بعد ما يقرب من الشهرين يمكنهم أن يروا تحسنا محتملا في وضعهم، وهو هدف أي استعراض للقوة".
وأوضحت: "بحساب بسيط للتكاليف في مقابل المكاسب بالمقارنة بالموقف الذي كان سائدا في السابع من تموز ( عندما بدأت العملية على غزة) يتضح أن إسرائيل خسرت أكثر، فكل ما حصلت عليه هو استعادة الوضع السابق، بينما كان الثمن الذي دفعته هو 68 قتيلا ومئات المصابين واقتلاع الآلاف من منازلهم".
واستدركت: "ورغم أنه في كل من المجالات تمثل الخسارة الإسرائيلية 3% مما عاناه الفلسطينيون في غزة، فإنه ليس هناك عائد يمكن الشعور به لما تكلفته إسرائيل".
وذكرت :"وإضافة إلى الضحايا الإسرائيليين، نجحت حماس في تعطيل الحياة في إسرائيل في عدة مجالات: تعليق جزئي للرحلات الجوية إلى مطار بن جوريون، إلغاء العديد من الحفلات الموسيقية والعروض وغيرها من فعاليات عامة. والتهديد بتأخير محتمل في افتتاح العام الدراسي".
كما رأت الصحيفة أن إسرائيل أطالت أمد الصراع حتى تراجعت وقررت إرجاء موضوع نزع السلاح إلى المستقبل"، مشيرة إلى أن "تنازل حماس" يتمثل في أنها "وافقت على السماح بإثارة مسألة نزع السلاح كفكرة يمكن مناقشتها في المحادثات المستقبلية التي قد تتم وقد لا تتم".

المفكر القبطى د. رفيق حبيب: عام على المحرقة.. ماذا تغير؟

Wed, 27 Aug 2014 
• من سار في موكب الشهداء لم يعد أمامه إلا أن يحقق حلم الشهيد لأنه حلم وطن
• أصبحت المعركة وجودية بعد المحرقة فالمعركة الآن بين التحرر والحكم العسكري
• لم يعد هناك إلا الحرية تعالج جراح المحرقة وتعيد الحق وتحقق القصاص
• استخدام سلاح الجيش في المحرقة تحول درامي في بنية وعقيدة الجيش المصري
• بعد المحرقة أصبح سلاح الجيش يقتل لتأمين وصول القيادة العسكرية لسدة الحكم
• في المحرقة سالت أنهار من الدماء لإجهاض الثورة تتحملها قيادة الجيش وأجهزة الأمن
• القيادة العسكرية تصورت أن المحرقة تكسر إرادة الثورة ولكنها جعلت إرادة الثورة لا تقهر
• قلبت المحرقة موازين القوة وثبت أنه من خلال المذابح لم يستقر الحكم العسكري
• بذكرى المحرقة الثورة أقوى وتزداد قوة وتوسعا والحراك الثوري يمتلك قراره
• بذكرى المحرقة القيادة العسكرية مازالت غارقة ومستمرة في الحسابات الخطأ
• رغم فشل استراتيجية الصدمة والرعب لم تتبنَّ القيادة العسكرية أي استراتيجية أخرى

أكد المفكر والباحث السياسي د. رفيق حبيب على أن محرقتي رابعة والنهضة ليست مجرد حادثة في التاريخ المصري، وليست أيضا مجرد مرحلة في مسار الثورة، بل اللحظة التي أحدثت تغييرا واسعا، فتغير المجتمع كما تغير مسار الثورة. فالمحرقة التي جرت في رابعة والنهضة، هي أكبر مذبحة بشرية في التاريخ المصري الحديث. فعمق المأساة الإنسانية التي تمثلها محرقة الفض، يجعل لها أثرا على الوعي الجمعي، يمتد لعقود. ولقد أصبحت محرقة الفض، هي قصة من القصص التي يرويها التاريخ مرارا بلا توقف، وترويها الأجيال المتعاقبة جيلا بعد آخر.
وأضاف في دراسة حديثة عنوانها: "عام على المحرقة.. ماذا تغير؟"، فمحرقة رابعة والنهضة تمثل أكبر مواجهة دموية بين سلاح الدولة والمواطنين، جعلت بين أجهزة الأمن والقمع، وقطاع واسع من المجتمع، قصة دامية. فالمحرقة تعيد السؤال مرة أخرى إلى مجراه، حول دور سلاح الدولة، وهل هو لحماية المجتمع أم الطبقة الحاكمة؟
وفيما يلي عرض لأهم القضايا التي تناولتها الدراسة:

فماذا تغير؟
قال "حبيب" استخدام سلاح الجيش في محرقة ومذبحة مروعة ضد قطاع من الناس، هو تحول درامي في بنية الجيش المصري، بل وفي العقيدة العسكرية للجيش المصري. فعندما يستخدم سلاح الجيش ضد طرف من المجتمع، يصبح سلاح الجيش جزءا من الصراع السياسي، وجزءا من المعركة بين الثورة والثورة المضادة. ومنذ الانقلاب العسكري، أصبح سلاح الجيش يستخدم لصالح طبقة حكم ما قبل الثورة، ويستخدم لحماية سلطة القيادة العسكرية. وبعد المحرقة، أصبح سلاح الجيش يقتل من أجل أن يؤمن وصول القيادة العسكرية لسدة الحكم، ويضمن بقاء الحكم العسكري.
مشيرا إلى أنه في محرقة رابعة والنهضة، وما قبلها وما بعدها، أصبح سلاح الجيش يوجه إلى بعض المصريين، وهو تحول مهم في مفهوم وطنية الجيش المصري، وفي دور سلاح الجيش، والذي يختلف عن سلاح أجهزة الأمن، مما جعل قوات الجيش تتحول إلى قوات أمن داخلي.
وبرأي "حبيب" كانت المحرقة محاولة لفرض الأمر الواقع، ولتثبيت الحكم العسكري ليسيطر بالكامل على السلطة السياسية والدولة، مما جعل سلاح الجيش هو أداة فرض الحكم العسكري، لصالح قيادة الجيش، وهو ما يضع القوات المسلحة في مأزق.

رأس الحربة
ورصد أن القيادة العسكرية تصدرت مشهد الثورة المضادة، في المعركة ضد الثورة، مما جعل القيادة العسكرية للجيش هي رأس حربة الثورة المضادة، وهو ما يُدخل الجيش طرفا في صراع الثورة والثورة المضادة، ويجعل انتصار الثورة رهنا بإفشال مخططات قيادة الجيش. وفي المحرقة سالت أنهار من الدماء، تتحملها قيادة الجيش وأجهزة الأمن، مما حمل الجيش تبعات إراقة دماء المصريين بهذه الصورة المروعة، وهو أمر يؤثر سلبا على علاقة الجيش بالمجتمع، ويجعل على المؤسسة العسكرية مسئولية دماء شهداء تسأل عنها. وتعد المحرقة هي ذروة تفكك المجتمع، وتحوله إلى مرحلة النزاع العميق. ويرى أن محرقة رابعة والنهضة، هي بداية الصراع الوجودي في مصر، سواء بين الثورة والثورة المضادة، أو بين الثوار والقيادة العسكرية المتحكمة، أو بين القطاع الثائر في المجتمع والقطاع المؤيد للاستبداد العسكري. في كل الأحوال، فما تغير في مصر بعد المحرقة، أنها دخلت معركة الصراع الوجودي.

المحرقة ومسار الثورة
كشف "حبيب" أن المحرقة كانت هي لحظة المواجهة الأصعب بين الثائر والمستبد، وبين الحراك الثوري والحكم العسكري، فهي ذروة المواجهة الدموية في صراع القيادة العسكرية على السلطة مع الثورة.التي يراد منها فرض الحكم العسكري بلا منازع. والمحرقة هي ذروة استراتيجية الصدمة والرعب، والتي استهدفت إشاعة حالة من الخوف لدى الحراك الثوري، ولدى جماعة الإخوان المسلمين خاصة.

حكم على المذابح
ونبه إلى أن قائد الانقلاب أراد تكرار تجربة محمد علي باشا، عندما أسس حكمه من خلال مذبحة القلعة، فكانت مذبحة رابعة والنهضة، من أجل تأسيس حكم العسكر في مصر مرة أخرى، وبصورة مباشرة هذه المرة. فالبعض من القيادة العسكرية، يعتقد أن الحكم المستقر، يتأسس على المذابح، التي تخيف العامة، فيستقر الحكم، هكذا يقول البعض ويردد، فهي عقيدة عسكرية لديهم. وأوضح أن بشاعة المحرقة دليلا على رغبة بعض القيادات العسكرية في أن يتم استعادة وتأمين الحكم العسكري المباشر، مرة واحدة وأخيرة، دون أن تظهر أي معارضة له أو ينازعه أحد في شرعيته، أو يتمكن أحد من رفض الأمر الواقع، أو يتمكن أحد من منع استقرار الحكم. وكان يفترض أن تكون المحرقة إذن، نهاية المواجهة، أو مشهد من مشاهد تلك النهاية.

إرادة الثورة
وظن أنه يمكن في القرن الحادي والعشرين، أن يتم تأسيس حكم بالقيام بمذبحة، ونسيت قيادة الانقلاب العسكري، أن الزمن تغير، وأن مرحلة الثورات قد بدأت، وأن هناك بالفعل ثورة حدثت في بر مصر. ويرى "حبيب أن الرد جاء من الحراك الثوري، بعد تجربة دامية في أرض رابعة والنهضة، فإذا به يتجدد بعد أيام، ثم يتمدد عبر الأيام. فكانت صدمة بالفعل، ولكنها لم تؤدِّ إلى ترويع الحراك الثوري، بل أدت عمليا إلى تعضيد إرادة الثورة.

الثورة حتمية
وأكد "حبيب" أنه بعد المحرقة، أصبحت الثورة بالنسبة للمنتمين للحراك الثوري حتمية، وأصبح الاستمرار في الثورة من أجل تحقيق أهدافها واجب والتزام. فبعد المحرقة، أصبحت الثورة هي النتيجة الوحيدة المقبولة من أجل تحقيق أحلام الشهداء. إذا كانت الثورة هي الهدف في كل الأحوال، فإن دماء الشهداء تجعل التمسك بهذا الهدف حتميا، بل وواجبا لا يستطيع التخلي عنه كل من شارك في مراحل الحراك الثوري المختلفة، وكل من آمن فعلا بالثورة، ووقف ضد الحكم العسكري.

إرادة لا تقهر
وقال: تصورت القيادة العسكرية أن المحرقة كافية لكسر إرادة الثورة، فإذا بالمحرقة تؤدي عمليا إلى تقوية إرادة الثورة، بل إن المحرقة جعلت في مصر، بل وفي غيرها من الدول العربية، إرادة للثورة لا تقهر، فهي إرادة تأسست بدماء الشهداء. تلك هي مشكلة حسابات الانقلاب العسكري الخاطئة منذ البداية، والتي جعلته فعلا غير متوقع من البعض، وكاتب هذه السطور منهم. فقد تصور قادة الانقلاب العسكري، أنه يمكن إنجاح الانقلاب بالقوة المفرطة، وأنه يمكن هزيمة الثورة، ولم يدرك قادة الانقلاب، أننا دخلنا بالفعل في مرحلة الثورة. ولم يدرك قادة الانقلاب، أن في مصر قطاعا مستعد لدفع ثمن الحرية.

قلبت الموازين
ويرى أنه جاءت المحرقة لتقلب موازين القوة على الأرض، فمن خلال المذابح لم يستقر الحكم العسكري، ولم تعد المذابح وسيلة للحكم. وبعد المحرقة، تأكد أن في مصر ثوارا قادرين على دفع ثمن الحرية، ولديهم قوة وعزيمة، وأصبحت إرادة الثورة تقوى بدماء الشهداء. بعد المحرقة لم تعد الثورة قابلة للإجهاض، هكذا أتصور، وكأن الثورة انتصرت بالفعل في يوم المحرقة، أي كأن الثورة امتلكت إرادة الصمود والبقاء والاستمرار حتى النصر في يوم المحرقة. فقد أصبح الوفاء لشهداء المحرقة، هو تحقيق الانتصار للثورة.

في ذكرى المحرقة
ورصد أنه جاءت ذكرى المحرقة لتكشف عن حقيقة ما جرى في مصر، فإذا بذكرى المحرقة وكأنها لحظة من لحظات ذروة الثورة، كما كانت المحرقة لحظة ذروة المواجهة مع الثورة المضادة والحكم العسكري، وكأن رابعة والنهضة، هي رمز المواجهة، ولحظة الحقيقة. وأصبحت الثورة أقوى، وتزداد قوة وتوسعا. وتمكن الحراك الثوري من امتلاك قراره، فاستمر دون توقف، وصعد عندما قرر ذلك. وأيضا أصبح تصعيد الاحتجاج السلمي، ومحاصرة قلب العاصمة أمورا صعبة، وأصبح تحديد خطة لحسم المعركة من خلال تصعيد الاحتجاج والتظاهر السلمي أمرا صعبا، بعد أن تبنت القيادة العسكرية استراتيجية القتل من أجل تثبيت الحكم العسكري.

الحسابات الخطأ
واعتبر "حبيب" أنه بعد عام على المحرقة، تأكد أن الحراك الثوري غير قابل للإجهاض، ولكن تأكد أيضا أن الحكم العسكري قادر على تمديد فترة بقائه في السلطة. وتأكد في ذكرى المحرقة، أن القيادة العسكرية مازالت غارقة في الحسابات الخطأ، وأنها سوف تستمر في تلك الحسابات الخطأ. فبعد عام على المحرقة، ورغم فشل استراتيجية الصدمة والرعب، لم تتبنَّ القيادة العسكرية أي استراتيجية أخرى، فخلال عام كامل، كان الاعتقال والقتل والحكم بالإعدام والسجن، وقرارات الحل والحظر، هي وسيلة الحكم العسكري الوحيدة.

حلم الشهيد
فبعد عام على المحرقة أصبح الطريق في اتجاه واحد بحسب "حبيب" وهو المواجهة بين الثورة والحكم العسكري. ولم تعد هناك خيارات كثيرة، بعد أن أصبحت دماء المحرقة، هي التي تحدد الطريق. فمن استخدم سلاح الجيش والشرطة في القتل، مستمر في نفس طريقه لا يستطيع العودة للوراء، وليس لديه بدائل أخرى، ولم يعد قادرا على تغيير مساره، ومن سار في موكب الشهداء، لم يعد أمامه إلا أن يحقق حلم الشهيد، لأنه حلم وطن، وهو الثورة والتحرر.

المعركة وجودية
تلك هي النتيجة برأي "حبيب" أصبحت المعركة وجودية بعد المحرقة، فالمعركة الآن بين التحرر والحكم العسكري، وهي معركة لا تنتهي إلا بنهاية الحكم العسكري، وإنهاء مرحلة سيطرة الجيش على السلطة السياسية والدولة. وهي أيضا معركة لا تنتهي إلا بالتحرر. في بعض مراحل التاريخ، يصبح وجود المجتمع نفسه، رهنا بقدرته على التحرر، وربما تكون مصر وبلاد الربيع العربي، بل وكل الدول العربية والإسلامية، على أعتاب تلك المرحلة.

الحرية والقصاص
ويرى "حبيب" أنه لم يعد هناك إلا الحرية، التي يمكن أن تعالج جراح المحرقة، وتعيد الحق وتحقق القصاص، وتعيد بناء المجتمع على أساس العدل والحرية، ففي المحرقة وما قبلها وما بعدها، غاب العدل بالكامل، فأصبح المجتمع في أزمة، لن يخرج منها إلا بتحقيق العدل، والذي لا يتحقق إلا بالتحرر الكامل غير المنقوص.
مصر بعد المحرقة، دخلت فعليا في مرحلة الانهيار السريع والشامل، ولم يعد أمام مصر الأرض والإنسان، إلا أن تتحرر حتى يمكن أن تستمر. قد يتأخر موعد التحرر، ولكن يبدو له أنه أصبح المخرج الوحيد والملاذ الأخير.

محمد عبدالقدوس يكتب: جرائم النظام المصري الحاكم بالأرقام

الأربعاء 27 أغسطس 2014 
قبل أيام عقدت لجنة الحريات بنقابة الصحفيين ومؤسسة الدفاع عن المظلومين التي أتشرف برئاستها، مؤتمرا عن الحريات في مصر، كشفت فيه بالأرقام عن جرائم النظام الحاكم.
وإلى حضرتك خلاصة لها: 
* عدد المعتقلين إجمالا واحد وأربعون ألفا منذ الانقلاب الذي أطاح بالرئيس المنتخب في يوليو من العام الماضي. 
* عدد المفقودين والمختطفين الذين لم يعثر لهم على أثر منذ هذه الفترة وحتى الآن 1800 مفقود. 
* عدد السيدات والفتيات المعتقلات خلال عام: 1585 والعديد منهن من طالبات الجامعات المصرية. 
وأسألك: هل يمكن أن تنهض أمة، وفيها هذا الظلم البشع لأبنائها?! 
الإجابة عند حضرتك، وأعلم مقدما ما ستقوله لو كنت منصفا. 

27 أغسطس 2014

السفير د. عبدالله الأشعل يكتب: ملحمة غزة وسقوط الرهانات والأقنعة

من حق إسرائيل أن تفخر بأنها الكيان الشيطانى المدمر وبطولته هى إبادة الجنس البشرى، وسجلها فى المنطقة شاهد وشهادة على استحقاق إسرائيل الجائرة الكبرى فى مجالات عديدة، آولها التفنن فى تدمير كل المقدسات الدينية والتاريخية وكل المحظورات من أرواح الأبرياء إلى حرمان الأحياء من مقومات الحياة، وحرمان القتلى من الأكفان والمدافن، وحرمان الجرحى من التعلق بالحياة وأدوات إنقاذهم وإسعافهم. من حق إسرائيل أن تفخر بأنها أعدت العدة كاملة عسكريا وسياسيا واقتصاديا حتى ينفرد الجزار بالضحية وهى تعد حلفاءها بنصر سريع واقتلاع نهائى لهذا الصداع الذى حرصت على اجتثاثه. فقد سكتت الدول العربية والإسلامية على عمليات القتل والتدمير وخرست الجامعة العربية والمؤتمر الإسلامى ومليارات العرب والمسلمين لم تعرف طريقها إلى سكان غزة أو مقاومتها. وعبر 51 يوما من المعاناة، صمدت المقاومة رغم حصار غزة وتجريم المقاومة فى بعض المحاكم العربية، وتمكنت المقاومة من أن تكون ندا لإسرائيل وانتزعت نصرا عظيماً، ولا شك عندى فى أن الله سبحانه أراد أن تكون معجزة فى زمن لا يعرف المعجزات ووسط بيئة أتقنت إسرائيل إعدادها للملحمة. 
لقد راهنت إسرائيل على انكسار المقاومة، فإذا المقاومة هى التى ترفض شروط التهدئة التى فرضتها إسرائيل. راهنت إسرائيل على خيانة المقاومة، فإذا الخونة يشنقون فى الميادين تحت القصف والرصاص الصهيونى. راهنت إسرائيل على تفرق الصف الفلسطينى والصراع بين حماس، وفتح، فإذا الفلسطينيون لهم صوت واحد وموقف واحد لم يترك متسعا لمؤامرات أو تراجعات. راهنت إسرائيل على تخويف الشعب ، فإذا الشعب يصر على أن يموت فى أرضه ولم يفر منها، ولم يكن معبر رفح وإغلاقه سببا واهيا لمنع احتلال غزة لسيناء، وإنما ضرب الفلسطينيون للمرة الألف أنهم يحفظون سيناء وليسوا هم الذين يتربصون بها كما ردد المرجفون. سقط رهان الإعلام المصرى وبعض السياسيين، وبلغ السقوط مبلغه من الذين أيدوا إسرائيل. سقط الرهان العربى على المقاومة وسقوطها وضعفها وهشاشتها، فقد هزمت المقاومة الجيش الذى قهر الجيوش العربية الكبيرة التى سجلت فى التاريخ الهزائم والانكسار دون أن يكون فى المقاومة جنرالات الحرب الوهمية. سقط رهان البعض فى مصر على تجريم سلاح المقاومة واعتبار مد المقاومة به تهريبا، بينما تتزود إسرائيل بكل أنواع الأسلحة والذخائر. سقط رهان الغرب على إسرائيل، ولذلك سيكون لانتصار غزة ما بعده، كما سقط رهان الصهاينة العرب وعجائز المسلمين على انتصار إسرائيل وإعادة احتلال غزة وتسليمها إلى عملائهم. أعادت المقاومة الاعتبار لثورات الربيع العربى التى أحبطها عملاء إسرائيل وخدم واشنطن بثورة مضادة يرتبط مصيرها بمصير إسرائيل.
لقد سقط رهان اليهود على جيش الإبادة الذى قامت دولتهم على جانبيه، وكلما أمعن هذا الجيش فى أعمال الإبادة، كان ذلك ضمانة نفسية لمواطنى إسرائيل، واليوم تهتز قوة هذا الجيش مرة أخرى، كانت الأولى فى حرب التحرير فى أكتوبر حيث لقنه أسود أكتوبر درسا دفع إسرائيل إلى التآمر على هذا الجيش فى كامب ديفيد، وكانت المرة الثانية عندما طردت المقاومة اللبنانية إسرائيل من جنوب لبنان عام 2000 ثم كانت المرة الثالثة عندما أدخلت المقاومة اللبنانية عام 2006 معادلات جديدة مع إسرائيل.
ولذلك راهنت إسرائيل على الصداقات العربية وانشغال المقاومة اللبنانية فى الساحة السورية بمخطط حلفاء إسرائيل من العرب، وقد أكد رئيس إسرائيل السابق أن معركة غزة تخوضها إسرائيل لأول مرة بالتعاون مع حلفائها العرب، وقالت تسيبى ليفنى كلاما مماثلا ولها صداقات متبية وعلاقات أخرى معروفة مع مسؤولين عرب لم تتوان هى فى الكشف عن بعضهم. 
وكما سقطت الرهانات، سقطت الأقنعة، فليس صحيحاً أن العرب ضحوا من أجل فلسطين بل كانوا هم الذين عوقوا القضية، واتسع الملف الفلسطينى لقدرهائل من النفاق، وكم حاول زعماء عرب إكساب استيلائهم على السلطة بشرعية القضية الفلسطينية، بل إن النظم العسكرية العربية بررت القهر ومحاربة الديمقراطية بأنه فى سبيل الإعداد السريع العسكرى لتحرر فلسطين، بل إن الرئيس صدام حسين خلال غزوه للكويت كان يبرر هذا الغزو بأنه فى سياق الإعداد لتحرير القدس فكان القدس تمر بالكويت مع ان الغزو جعل استرداد القدس من رابع المستحيلات، وقال أنه لن ينسحب من الكويت إلا إذا انسحبت إسرائيل من فلسطين، لكن دمر العراق وأعدم صدام وازدهرت إسرائيل وتقهقرت فلسطين والفلسطينيون، ويباعد البون بين القدس والتحرير.
فهل انتصر محور المقاومة على المحور الذى لا تزال قاعدته إسرائيل وأمريكا، وينضم إلى الطرفين إيران ودول عربية؟
قلنا مراراً أنه يجب عزل قضية إسرائيل عن كل الملفات الأخرى، فالمشروع الصهيونى ومقاومته أو دعمه بشكل مباشر أو غير مباشر هو المحك . فالدول العربية وغير العربية التى تحاربت بما يقوى إسرائيل أو شغلت محور المقاومة لأى سبب ساندت إسرائيل، والدول التى ظلت محايدة فى الصراع غير المتكافئ بين إسرائيل أقوى قوة فى المنطقة، ومقاومة غزة.
ولكن نريد أن نعيد النظر فى كل الملفات المرتبطة بالصراع. فلابد أن يتحول الصراع مرة أخرى من كونه فلسطينياً إسرائلياً إلى صراع عربى إسرائيلى، ولابد من إعادة اللحمة العربية واللحمة الفلسطينية، ذلك أن انتصار غزة ليس نهاية القصة، وإنما سوف لن تركن إسرائيل إلى فشلها فى تحقيق أهداف عملية غزة. ولابد أن تنشط البيئة الدولية لإشعار إسرائيل بأنها كيان ضد الإنسانية بما يترتب على ذلك من آثار سياسية وجنائية. ولابد من رفع حقيقى للحصار وفتح المعابر وإعادة إعمار غزة، ولابد أن تعود مصر إلى دورها المرتبط بأمنها القومى والتأكيد على أن الخلافات السياسية شئ عابر وأن مصلحة مصر القومية هى دعم جوارها الفلسطينى وإضعاف إسرائيل المهدد الحقيقى لأمنها.
الباب مفتوح لعودة الذين أسرفوا على أنفسهم من العرب قبل فوات الأوان، كما أن القضية الآن ليست تسوية مع إسرائيل وإنما هى إزالة احتلال إسرائيل ووقف مشاريع الاستيطان ولابد من أن يهب الفلسطينيون جميعاً لاستعادة أرضهم، وعلى القوى الإسلامية، أن تدرك أن انصرافهم إلى قضايا وهمية هو الطريق إلى ضياع القدس وهم ينظرون.
أن انتصار المقاومة فى غزة لا يعنى زوال الخطر الإسرائيلى ولا يعنى انتهاء المؤامرات على فلسطين وإنما يعنى من باب أولى أن ذلك كله سوف يوضع فى إطار جديد وسوف تصر إسرائيل على خطتها الأولى عندما بدأت عمليتها فى غزة وهى انتهاء المقاومة والطريق إلى ذلك هو خلق المقاومة وتجفيف طرق تسليحها وسوف تصر إسرائيل فى المرحلة المقبلة على أن وجود المقاومة فى غزة هو أكبر تهديد لأمنها خاصة وأن رئيس الحكومة الإسرائيلية وعد الشعب الإسرائيلى بالأمن الكامل حتى لو كانت صواريخ المقاومة غير مؤثرة فى حياة الإسرائيليين، فهم قوم يحرصون على الحياة كاملاً ولكنهم يشعرون بأنهم لصوص وأن وجودهم عابر مهما طال الزمن، مقال شعب من تراب المنطقة يتمسك بحقه فى الحياة التى أنكرت عليه فيطلبون الموت حتى توهب لهم الحياة. وقد أدركت إسرائيل أن الشعب الفلسطينى وبسالته هو الأحق بهذه الأرض وليس الغاصب الذى يعتمد على معونات مختلفة. ولو قدر لإسرائيل بكل قوتها دون أمداد خارجى أن تواجه المقاومة الفلسطينية بكل ما يحيط بها من ظروف سلبية، فأن المقاومة تستطيع أن تنهى أسطورة إسرائيل التى روجت لها قصص الفشل فى المواجهات الرسمية العسكرية معها. وأظن أن الوقت لا يزال مبكراً لكى يشعر المواطن الإسرائيلى بأن جيشه لم يعد قادراً على توفير الأمان والحياة التى يريدها. وقد برع الإعلام الصهيونى فى تصوير التقابل بين الفتى الفلسطينى الذى يفجر نفسه فى ملهى ليلى إسرائيلى يمارس الشباب اليهودى فيه مختلف أنواع المجون وبين الشاب الإسرائيلى المتمسك بالحياة. فالأول عندهم يسعى للموت ويلتقى فى لحظة إنسانية نادرة مع الشاب اليهودى الذى يهرب من الموت. وخلص الإعلام الصهيونى بأن الشاب الفلسطينى مدمر بطبيعته أما الشاب اليهودي محب للحياة. وهذه قراءة معكوسة لأن الشاب الفلسطينى الذى خصمت حياته وأرضه وكرامته لصالح الشاب اليهودى ترخص عنده حياته هذه الذليلة لكى ينتقم من غاصبيه . وهذه لقطة أظهرتها فترة العمليات البرية القصيرة فى المواجهة غير المتكافئة بين إسرائيل والمقاومة فى ملحمة غزة الأخيرة.

بلوزة تركية تثير موجة غضب في تل أبيب

تعرض شركة الأزياء العالمية "زارا" بلوزات للأطفال تسمى "بلوزة شريف شرطة مخططة" (Striped "Sheriff" T- Shirt) والتي تكلفتها 17 يورو. إلا أن تلك البلوزة تبدو أكثر مثل بلوزة سجين يهودي في معسكر اعتقال - أكثر من كونها بلوزة نقيب شرطة: هناك خطوط على البلوزة (خطوط عرضية في الحقيقة) تحمل رقعة صفراء على شكل نجمة دواد (نجمة زي شريف الشرطة).
وصلت إلى صفحة الفيس بوك الخاصة بشركة "زارا" العالمية ردود فعل غاضبة من زبائن الشركة حول العالم. فقد كتب بعض الزبائن المصدومين على صفحة الفيس بوك وعبّروا عن رأيهم الغاضب بما يتعلق بتصميم البلوزة.
كانت إحدى المعلّقات أم لأطفال حيث كتبت قائلة: "أعتقد أن هناك أشخاص حمقى وجهلة يعملون في زارا". زبون إسرائيلي كتب: "سؤال فقط: هل البلوزة تتضمن وشمًا مؤقتًا على شكل رقم على اليد؟ هل لديكم جاكيتات صغيرة تحمل الرمز "أس. أس؟"
لاحظ الكثير من المستهلكين بأن البلوزة مصنوعة في الشركة التركية وهي تباع في المتاجر الرئيسية التابعة لشركة الأزياء الإسبانية في دول: إسرائيل، فرنسا، ألبانيا والسويد.
وقالت الشركة في ردها على الضجة التي أحدثتها إن "البلوزة هي "بلوزة عمدة" (Sheriff): "نفهم الحساسية التي أثرناها، لذلك قررنا إزالة البلوزة من على الرفوف وسنتخلص قريبا من المخزون".

بعد العدوان على غزة: الرئيس الإسرائيلي يكافح العنصرية !!

الرئيس الإسرائيلي الجديد رؤوفين (روبي) ريفلين مع الزعماء الروحيين للطوائف الدينية في إسرائيل (Flash90)

رغم أن الحرب في غزة زادت من الكراهية بين الإسرائيليين والفلسطينيين في غزة والضفة، مما سيلزم سنوات طويلة من بناء الثقة مجدّدًا بين الجانبَين، ولكنها كذلك أنشأت أزمة عميقة بين اليهود وبين العرب الذين يعيشون في دولة إسرائيل. والآن بعد الحديث عن انتهاء الحرب، يخرج رئيس الدولة، رؤوفين ريفلين، إلى صراعه الأول ضدّ التّحريض والعنف في المجتمع الإسرائيلي.
في رسالته التي أرسلها قبل نحو أسبوعين إلى الزعماء الإصلاحيين في إسرائيل، كتب ريفلين أنّه قلق: "من تزايد أصوات الكراهية، التحريض والعنصرية داخل المجتمع الإسرائيلي، وخصوصًا بين العرب واليهود من مواطني إسرائيل".
أضاف الرئيس في رسالته أنّ "هذه الأصوات تنعكس في الملاعب الرياضية، في الشبكات الاجتماعية والإعلام. وهو شرّ وعار على التجربة الإسرائيلية، ومن الضروري إيجاد طرق لعزلها واقتلاعها من جذورها".
وأضاف الرئيس ريفلين في رسالته للزعماء الإصلاحيين قائلا "أنا أعمل إلى جانب فريق الاستشاريين الخاص بي على إعداد وعرض برنامج متعدّد الأنظمة، لمكافحة التحريض والعنف.
 آمل أن يؤدي هذا البرنامج إلى تكثيف كل الجهود لمكافحة العنف الاجتماعي وأن يساهم في خلق جوّ إيجابي وداعم، ينعكس في التغيير طويل الأمد للمزاج الشعبي في دولة إسرائيل".
ووفقًا لكلام عاملين في بيت الرئيس، فإنّ عمل الرئيس في الموضوع "يتواجد في المراحل الأولى من الصياغة والإعداد".
ومن الجدير ذكره أنّه في الأسابيع الماضية عبّر الرئيس عدة مرات عن معارضته لظاهرة الكراهية والعنصرية. في 24 تموز، في خطابه الأول في الكنيست بعد أن أدّى اليمين الدستورية كرئيس للدولة، قال ريفلين "في هذه الفترة الصعبة (الحرب في غزة) لا يجوز لنا أن نغضّ الطرف عن التطرّف والعنف اللذين أظهرا وجهما القبيح في وسطنا".

صحفي اسرائيلي : كل اسرائيل عرفت من هى حماس والفصائل الفلسطينية الآن


الوية الناصر صلاح الدين

المصدر - يؤاف شاحام
تُبرز الحرب الدائرة في هذه الأيام وظيفة كتائب عز الدين القسام التابعة لحركة حماس وسرايا القدس التابعة للجهاد الإسلامي في فلسطين. يقف هذان التنظيمان في طليعة الحملة في غزة وهما من يطلقان معظم الصواريخ، ولكن في الصفوف الخلفية يقف عدد من التنظيمات القادرة على إحداث ضرر لا باس به لإسرائيل، خاصة عندما نضمها إلى الأضرار الناجمة عن هذين التنظيمين الكبيرين.
كتائب شهداء الأقصى هو أحد التنظيمات البارزة الذي يقف في الصفوف الخلفية للحرب. في الأيام الأخيرة تفاخر التنظيم، الموالي لفتح، بإطلاق مكثف على البلدات الإسرائيلية المحيطة بقطاع غزة وعلى رأسها مدينة سديروت، وبلدات أصغر مثل ناحال عوز.
الاسم "كتائب شهداء الأقصى" أعطي بالمقابل لعدة تنظيمات، وليس المقصود هو هيئة منظمة مثل الذراع العسكري لحماس والجهاد. جيش العاصفة هو إحدى الهيئات العاملة في هذا الإطار، وقد أطلق مرات كثيرة في الشهر الأخير باتجاه مدينة نتيفوت.
كتائب شهداء الأقصى جيش العاصفة
هناكتنظيم مهم آخر يعمل في غزة وهو لجان المقاومة الشعبية. هذا التنظيم، الذي أقيم في سنة 2000 من قبل المطلوب الرئيسيمن حركة فتح، جمال أبو سمهدانة، ضم في صفوفه ناشطين من تنظيمات مختلفة، من ضمنها فتح، حماس، الجبهة الشعبية وغيرها. حدثت شهرة التنظيم الأساسية بعد خطفه للجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.
انفصل التنظيم إلى هيئات فرعية في سنة 2006: ألوية الناصر صلاح الدين، وجيش الإسلام بقيادة ممتاز دعمش. وفي الوقت الذي أدت جماعة الناصر صلاح الدين دورًا مهمًا في الإطلاق باتجاه إسرائيل، لم يبد جيش الإسلام تواجدًا في الساحة على الأغلب.
الوية الناصر صلاح الدين

التنظيم الأكبر والأكثر أهمية من بين هؤلاء هو أنصار بيت المقدس، صاحب النظرة الجهادية والذي صرح مؤخرًا بالولاء المطلق لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش). لحسن الحظ بالنسبة لإسرائيل، فإن الحكومة المصرية الحالية ترى في هذا التنظيم عدوًا لدودًا، تمامًا كما تراه إسرائيل. إن أنصار بيت المقدس هو توحيد للتنظيمات السلفية السبعة العاملة في قطاع غزة وسيناء.
أنصار بيت المقدس

منذ إقامته نفذ التنظيم هجمات كثيرة ضدّ قوات الأمن المصرية ومنشآت استراتيجية، مثل تفجير أنبوب الغاز المصري في سيناء، محاولة اغتيال وزير الداخلية المصري وقتل 16 من جنود الحدود المصرية خلال شهر رمضان 2012.
تحت الحملة الحالية في غزة، تلقى التنظيم ضربة قاضية من قبل إسرائيل. بحسب ادعاء رجال التنظيم، لقد قُتل ثلاثة من محاربيه قبل شهر في الهجوم الإسرائيلي الذي نفذ في داخل الأراضي المصرية. إلى جانب هذا، من حين إلى آخر تظهر أنباء جديدة عن أعمال الجيش المصري ضد التنظيم في سيناء.
ما هي الخطورة التي تمثلها هذه التنظيمات على أمن إسرائيل؟ لقد شرح المحلل الإسرائيلي، ديفيد أومان، في عاموده الذي كتبه للموقع الإسرائيلي "ميدا": "هذه التنظيمات، رغمأنها لا تقف وراء الحصة الأكبر للهجمات وإطلاق الصواريخ ضد دولة إسرائيل، تتخللها أيديولوجية متطرفة لا هوادة فيها ورغبة في تجاوز حماس وباقي تنظيمات الإرهاب "المعتدلة".
من الممكن، لذلك، رغم محدودية قدرات هذه التنظيمات أن تشكل العائق الأخير في طريق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وبين التنظيمات في غزة. حتى لو وافقت إسرائيل وحماس على شروط وقف إطلاق النار، فيمكن لصاروخ واحد من أنصار بيت المقدس أو جيش العاصفة إرجاع المنطقة كلها إلى دائرة سفك الدماء.

صحيفة اسرائيلية: 353 جريحًا سوريًّا في مستشفيات اسرائيل .. وولادة سبعة اطفال

المصدر من يؤاف شاحام
تواصل الحرب الأهلية في سوريا بتزويد المنطقة بقصص تلتقط الأنفاس. إذ اضطرت امرأة سورية بعمر 25 عامًا إلى اجتياز الحدود إلى إسرائيل وهي في الأسبوع الأربعين من الحمل، وولدت ابنتها فيها وهي سليمة. وصلت الامرأة من مدينة القنيطرة المحاذية للحدود مع إسرائيل، ونقلها الجنود الإسرائيليون إلى مستشفى "زيف" في مدينة صفد، حيث أنها كانت في المراحل الأولى من الولادة.
مباشرة عند وصولها إلى المستشفى، ولدت الامرأة طفلة معافاة بوزن 2.6 كغم. ونُقلت الطفلة إلى قسم المولودين، وهناك حظيت بالتعرف على ايتي عمبر، الممرضة المسؤولة، التي تسكن في بلدة عين زيفان، التي تبعد 2 كم فقط من البلدة السورية التي وصلت منها المرأة الوالدة.
ضُربت البلدة التي تسكن فيها الممرضة قبل أيام معدودة فقط بصواريخ كانت قد أطلقت من الجانب السوري. حتى الآن لم يتضح إذا كان الإطلاق موجه نحو إسرائيل، أم أن الحديث هو عن صواريخ تائهة من الحرب الدائرة بين جهات مختلفة في سوريا.
"نزلنا أول أمس فقط إلى الملاجئ بعد سماع صفارة الإنذار في الواحدة والنصف ليلا وأصاب عدد من الصواريخ المنطقة، واليوم نقوم بتوليد امرأة سورية وصلت من المنطقة التي تُطلق النار منها باتجاهنا"، قالت الممرضة.
تروي الوالدة السورية أنها تعاني جراء الحرب هي وسكان المنطقة من نقص في الغذاء وغياب الخدمات الطبية. وشرحت لماذا اجتازت الحدود: "عرفت أن الولادة متوقعة قريبًا وأنه لن يكون هناك من يقدم لي المساعدة". وأضافت: "سمعت أن جرحى سوريين ينقلون لإسرائيل ويتلقون علاجًا جيدًا، ولذلك مباشرة عندما بدأت أشعر بالطلق طلبت المساعدة لأصل إلى الحدود.
عولج حتى هذه اللحظة في مستشفى "زيف" في صفد 353 جريحًا سوريًّا، 12 منهم ما زالوا يخضعون للعلاج. وعولج أيضًا المئات من الجرحى الآخرين في مستشفيات إضافية في شمال إسرائيل. وقد تمت ولادة سبعة أطفال سوريين في إسرائيل حتى الآن.

الإمارات وفضيحة قصف ليبيا

رأي القدس
August 26, 2014
كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» خبراً مدويّاً على صفحتها الأولى أمس حول تعاون عسكري مصري إماراتي في ضرب ميليشيات إسلامية داخل ليبيا، الأمر الذي أكّدته لاحقاً وكالات أنباء عالمية مثل «فرانس برس»، وأدى الى تنديد في عواصم العالم الكبرى مثل واشنطن وباريس ولندن وبرلين وروما.
ووضع ذلك كلا من الإمارات العربية المتحدة ومصر في مأزق سياسيّ كبير، كانت أول إشاراته التكذيب الصريح لكلمات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التي صرّح بها يوم الأحد الماضي حين نفى قيام القوات المسلحة المصرية بـ «أي عمل عسكري خارج حدودنا»، وهو ما يضعف مصداقيّة الحكومة المصرية، خصوصاً تجاه الشعب الليبي، كونها انحازت الى طرف من الطرفين الكبيرين المتحاربين على الأرض، وصارت يداها ملوّثتين بدم فئة من الليبيين.
لكن الهزّة الأكبر ستكون من نصيب دولة الإمارات العربية المتحدة التي التزمت خلال حياة مؤسسها زايد بن سلطان آل نهيّان خطّاً واضحاً يترفّع عن الخلافات الداخلية العربية ولا ينخرط بحدّة في النزاعات السياسية، وكانت في توافقيتها وتسوويتها، أقرب الى الكويت منها الىالسعودية، التي كانت دائماً في بؤرة الحدث السياسيّ العربي، غير أنها، ومنذ بدء الثورات العربية عام 2010 أخذت تتجه إلى منحى حادّ لم يكن البتة معروفاً عنها في المنطقة.
ومما يجعل الموقف السياسي الناتئ أكثر غرابة، أن الإمارات، وعلى عكس دول أخرى في مجلس التعاون الخليجي، كالبحرين وعُمان والكويت والسعودية، لم تتعرض لأي تهديد سياسيّ جدّي كبير، وباستثناء بعض الاحتجاجات التي قام بها عمّال أجانب لتحسين ظروف عملهم السيئة، فإن البلاد لم تشهد أي شكل من أشكال التظاهر او الاعتصام او الاحتجاجات، واقتصر «التهديد» الافتراضيّ على اجتماعات علنية لبعض الشخصيات المعروفة بتعاطفها او انتمائها لجماعة الإخوان المسلمين، وهو تنظيم معتدل وموجود في حكومات عدد من الدول العربية وبرلماناتها، كما أن تلك الشخصيات كانت تمارس نشاطاتها بعلم تلك السلطات، وبتشجيعها في فترات سابقة.
يكشف انطلاق طائرات إماراتية من قواعد مصرية لقصف ليبيا بعض تمنّع لدى القاهرة عن التدخّل المباشر في بلد مجاور لمصر، وإذا كان ذلك لا يعفي حكومتها من المسؤولية، فإنه، من جهة أخرى، يظهر أبو ظبي في موقف الراغب في توريط مصر وجرّها إلى كارثة عسكرية وسياسية قد تُعرف بدايتها ولكن لا أحد يمكن أن يتكهن نهايتها.
من الإرث السياسي السلميّ المتميز الذي طبع السياسة الإماراتية لعقود، وصولاً الى التورّط العسكري في بلدان بعيدة، يكشف هذا السياق لدى الإمارات ميلاً متزايداً الى التسرّع واستعداء حركات سياسية ودول وشعوب.
أصدرت الإمارات قبل أيام قانوناً مخيفاً للإرهاب من 70 مادّة، وهو، على سبيل المثال، يعاقب بالإعدام او السجن المؤبد «كل من ارتكب فعلاً او امتنع عن فعل من شأنه بطبيعته او في سياقه أو قصد به تهديد استقرار الدولة أو سلامتها أو وحدتها أو سيادتها أو أمنها»، و»تهديد استقرار الدولة» هو كليشيه عامّة يمكن لأجهزة الأمن في كل البلدان العربية تأويلها بالصيغة التي تناسبها، مما يرفع على مواطني الإمارات وسكانها سيفاً مسلطاً فوق رؤوسهم، بحجة مكافحة الإرهاب.
قانون الإرهاب، وقصف طائرات الإمارات لليبيا، هما طريقتان لاستحضار أرواح الإرهاب وافتعال وجودها افتعالاً قسرياً في الإمارات التي عاشت في ازدهار ودون مشاكل سياسية لعقود، أما لماذا يحصل كل ذلك، فالإجابة عند المسؤولين الإماراتيين الذين ما زالوا، حتى طباعة هذه السطور، صامتين عن تفسير استخدام طائرات حربية إماراتية لقصف بلد يبعد آلاف الأميال عن الإمارات، بينما جزر الإمارات التي تحتلّها إيران صارت نسياً منسياً، وفيما الطائرات الإسرائيلية تقصف غزة وتهدّ أبراجها وبناياتها فوق ساكنيها.

استطلاع روسي: 11 مليون فرنسي يتعاطفون مع تنظيم "الدولة الإسلامية

قالت مجلة نيوزويك الأمريكية أن نتائج إستطلاع لسبر الآراء في أوربا أظهرت أن 16% من المواطنين الفرنسيين أي ما يعادل 11 مليون نسمة من السكان يتعاطفون مع تنظيم "الدولة الإسلامية".
وأشارت المجلة إلى أن استطلاعا لآراء المواطنين الأوروبيين إزاء التنظيم كان قد أجراه مركز “ICM” لصالح وكالة الأنباء الروسية "روسيا سغودنيا" ما بين 11 و 21 يوليو الماضي كشف أن 16% من المواطنين الفرنسيين لديهم آراء إيجابية عن تنظيم "داعش" , خصوصا بين المستجوبين من الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و24 عاما. و أشارت المجلة إلى أن عدد المسلمين في فرنسا هو الأكبر من بين دول أوروبا الغربية، ، حيث يبلغ عددهم ستة ملايين مسلم أغلبهم من شمال أفريقيا.
وشمل المسح أيضا الاتجاهات فى كل من بريطانيا وألمانيا، حيث أبدى 7% من البريطانيين المستجوبين تعاطفهم مع "داعش"، إلا أن الاستطلاع فى بريطانيا أظهر أنه بعكس فرنسا فإن نسبة تأييد "داعش" تزيد لدى المستجوبين الأكبر فالأكبر سنا فيما لم تتعدى نسبة الألمان الداعمين لـ "تنظيم الدولة الإسلامية" 03% من بين المستجوبين.
وشمل الإستطلاع ما مجموعه 3007 شخصا تم استجوابهم عن طريق الهاتف، منهم 1000 شخص في بريطانيا و 1006 شخصا في فرنسا ثم 1001 شخصا في ألمانيا.
وعلقت مراسلة نيوزويك فى فرنسا أن نتائج ذلك الإستطلاع " ليست مفاجئة" ، وقالت إن هذه إيديولوجية الشباب الفرنسى "المسلم" من أصول مغاربية مشيرة في الآن نفسه أن %40 يعانون من البطالة، و يقعون تحت تأثير البروباغندا السياسية لوسائل الإعلام والإنترنت كما ربطت بين هذه النسبة و بين تنامي العداء "للسامية" قائلة أن مثل هؤلاء الأشخاص هم من يقوم بحرق المعابد". 
وحول مدى مصداقية هذا الإستطلاع أكد مركز “ICM” على موقعه على الأنترنت أنه أٌجري وفقا لقواعد المجلس البريطاني، هذا الإستطلاع والتي جاءت نتائجه موافقة لتوجه وسائل الإعلام الأمريكية التي أطلقت العنان لمئات العناوين المحذرة من تنامي الخطر الإرهابي "لداعش" و ذلك منذ اختطاف و قتل الصحافي "فولي"، إلاّ أن وسائل الإعلام الفرنسية شكّكت في مصداقيته وخصوصا في الطرق الحسابية المعتمدة في إجراءه حيث اعتبرت نتيجة َ11 مليون مواطن فرنسي مؤيد لداعش مبالغ فيها و غير ذات أساس.
تجدر الإشارة إلى أن مثل هاته الإستطلاعات تبقى نتائجها محدودة المصداقية ولا تعكس الشكل الحقيقي لآراء المستجوبين فيما يخص المواضيع المتعلقة بالدين الإسلامي ، و ذلك لعدة اعتبارات منها طريقة طرح السؤال على المستجوبين، ومدى استيعاب الأشخاص المستجوبين للفرق بين" الدولة الإسلامية" كتنظيم إسلامي يعده البعض متطرفا ، محدود في الزمان و المكان و بين الإسلام كديانة وتعاليم سماوية تدعو للسلام ونبذ العنف و التطرف و الإكراه، و بشكل خاص إذا تعلق الأمر بالمستجوبين من أصول إسلامية بأروبا.