01 أغسطس 2014

ضابط صهيونى كبير: المقاومة نصبت الكمائن بحنكة وكبدتنا 15 جنديا

 
اعترف ضابط إسرائيلي رفيع يخدم فيما يعرف باسم "فرقة غزة" العسكرية بضراوة المقاومة وحنكتها في نصب الكمائن والشِراك مدللا على ذلك بما حدث يوم أمس الاول حين فجرت المقاومة الفلسطينية أحد المباني شرق خان يونس التي تسللت لها قوة تابعة للواء "ماجلان"، معترفا في سياق كلامة ان العملية كبدت الجيش خسائر بشرية بمقتل 15 جنديا.
وقال الضابط إن التحقيق أظهر أن القوة وصلت مبنى سبق لها أن فتشته بواسطة الكلاب وجنود إزالة الألغام والعبوات وفوق ذلك أطلقت القوة قذيفة باتجاه العيادة، وبعد ذلك دخل الجنود إلى العيادة وعلى الرغم من كل الاجراءات السابقة إلا ان المقاومين فجّروا العيادة بواسطة 12 عبوة برميلية تحتوي كل واحدة منها على 80 كلغم من المتفجرات تم زراعتها أسفل البناية، وحادثة كهذه كانت ستنتهي بكارثة أسوأ من مقتل الـ 15 جنديا.
يشار إلى أن الرقابة العسكرية في الجيش الاسرائيلي سمحت أمس بنشر نبأ مقتل ثلاثة جنود وإصابة 20 آخرين بتفجير المبنى الذي انهار تماما على رؤوس افراد قوة تابعة للواء "ماغلان".
وقال الضابط "إن حركة حماس استعدت لحرب تموز الجارية حاليا منذ بداية العام معربا عن أمله بان يتيح وقف إطلاق النار المتوقع بقاء الجيش الإسرائيلي في منطقة تشكل حزاما أمنيا داخل قطاع غزة".
"أمل بان يسمح اتفاق وقف إطلاق النار ببقاء الجيش في منطقة أمنية متصلة وان يمنح الجيش حرية العمل في الشريط القريب من الحدود داخل الأراضي الفلسطينية حتى نتمكن بعد عام او نصف عام من القيام بعمليات محددة ومركز في حال تلقينا معلومات استخبارية تتعلق بالشروع بحفر نفق جديد".
وادعى الضابط ان عملية "الجرف الصامد" إعادت قوة حماس المتعلقة بالإنفاق 5 سنوات إلى الوراء.
وأشار الضابط إلى عملية التسلل الأخيرة التي نفذتها مجموعة فلسطينية واستهدفت قاعدة عسكرية قرب ناحل عوز قائلا إن المجموعة الفلسطينية قصدت وتعمدت استهداف الجنود وليس المدنيين وذلك حتى لا تتسبب بأزمة شرعية بالنسبة لحماس.

الشيف (شفيق) في دار الندوة!.. بقلم :محمد رفعت الدومي

تماماً كـ " أليس في بلاد العجائب " .. 
و أترك الكلام لشاعر لا يزال اسمه مختلفاً عليه ، لعله " أبو الشمقمق " ، لعله ، علي أية حال هو يوازي في زمانه " حسين " و " انشراح " بلهجة أهل زماننا :
إذا حججتَ بمال ٍ أصلُهُ دنِسٌ / فما حججتَ ، و لكن ، حجَّتِ العيرُ
لا يقبلُ اللهُ إلا كلَّ طيِّبَةٍ / ما كلُّ من حجَّ بيتَ الله ِ .. مبرورُ
و ، ما كل من حج دار الظبي مبرور ، أيضاً!
و عليه ، فإن عمرة " أحمد شفيق " في الإمارات ، تلك القبيلة التي أصبحت ، بالإضافة إلي " مملكة آل سعود " ، ذلك المصرف الخلفي المفتوح علي مصراعيه لتمويل كل ثورة مضادة ، من المحيط إلي الخليج الفارسي ، نعم "الفارسي " ، و " طنب الكبري " و " طنب الصغري " و " أبو موسي " فارسية أيضاً ، أقول :
عمرة " شفيق " هي عمرة غير مبرورة ، و غير مقبولة ، إنما هي رياءٌ لا أكثر ، و لم تغسل أياً من ذنوبه الكثيرة كأحزان المصريين، و سوف لا يثير غبطة أحد يمر من أمام قصر من قصوره العديدة أن يقرأ علي واجهته : " حج و زار .. قبر النبي المختار " ..
مع لحظات الانصراف إلي التفكير الهادئ سيندلع حتماً في عقولنا يقين بأن " الإمارات العربية " في زماننا أصبحت المعادل التام الدوائر لـ " دار الندوة " في زمان " قريش " ، فكما كان يحدث في " دار الندوة " من تنسيق المكائد و تربية العوائق في طريق خطر " محمد " المحدق بتراث " القبيلة ، كذلك ، هناك في الإمارات ، في الظلمة ، أو ما يعتقدون أنها ظلمة ، و هي ظلمة ذهنية لا أكثر ، تحاك المؤامرات تلو المؤامرات ضد كل ما يحمل شبهة التمرد علي صيغ الواقع المعتمدة منذ العصر الجليدي ، و هي ، بالطبع ، صيغٌ تجاوزها العالم و انسحبت إلي ركنها في كل مكان!
يعتقدون ، أنهم ، بهذه الأساليب غير الصحيحة استراتيجياً يحصِّنون الوضع الراهن من رياح التغيير ، و أنهم ، سيتركون لأبنائهم و أبناء أبنائهم ذلك الواقع الردئ الذي آل إليهم هم عن طريق آبائهم كاملاً ، لذلك ، هم يحدقون النظر بعيون حاقدة في مفردة " ثورة " ، و إن ولدت في مكان بعيد ، و معهم كل الحق ، فلا شك أنه متي استعادت الثورات لياقتها مجدداً ، و تماسكت ، و هذا سوف يحدث لا محالة ، سوف يحدث لا محالة ، خلال شهور قلائل ، أن تعصف الريح بتراث العشيرة من كل جانب ، لذلك ، لا يليق بأحد أياً كان أن يلومهم ، فهم أيضاً ثائرون خاصون لثورات خاصة ، لكن ، لحسن الحظ ، كانت الغلبة علي الدوام للقانون الأحدث للحياة ، لا القديم ، أو لأكون أكثر احتراماً للغة تميم ، و للتاريخ ، أقول : القانون الأقدم للحياة ، فمما لا يحتاج إلي الوقائعية للحكم علي صحته ، أن الحكم القبلي هو أقدم أساليب الحكم التي عرفها الإنسان !
من الجدير بالذكر ، و مما لا يعرفه الكثيرون ، أن " دار الندوة " لعبت دوراً كبيراً في تكوين شخصية " محمد " باعتباره ثائراً قبل أن يربح لقب " النبي " تعقيباً علي ثورته المذهلة علي الصيغ الروحية الشائعة عند عشيرته منذ عصور ضاربة في القدم و استبدالها بصيغته الخاصة التي طبقت في سنين قلائل الآفاق ، و ليس وحده ، فكل السابقين في الإسلام ، بل كل شباب " قريش " في تلك الفترة ، كانوا يدينون لـ " دار الندوة " ببناء ركن في ذاكرتهم لا ينهار عن حقيقة العالم الذي يعيشون فيه ، لقد فطنوا لأول مرة إلي اختلال الموازين و رداءة الواقع ، و أدركوا أن الواقع الذي تعارف عليه الأسلاف ليس مقدساً ، ليس هذا فقط ، إنما أدركوا أنه واقع يمكن لكل عاقدٍ العزم علي السير نحو الأفضل ، تغييره!
كيف حدث هذا ؟
ببساطة ، كانت " قريش " حتي ذلك الوقت لا تسمح لمن هو دون سن الأربعين بدخول " دار الندوة " ، لكن ، حدث أن أصبح " عمرو بن هشام " ، المعروف تراثياً بـ " أبي جهل " من أغني أغنياء قريش و هو في السابعة عشرة من عمره ، فسمحوا له ، لأول مرة ، بدخول " دار الندوة " في هذه السن ، كان هذا حدثاً مدَّ جذوره في أعماق كل من كان في مثل هذه السن أو أكبر منها أو دونها ، و أيقظ في الصدور إيقاعاً بكراً ، و ساهم بنصيب وافر في تربية الرغبة في التغيير المفصليِّ ، و هذا ، تماماً ، هو الذي قد حدث! 
و ربما ، لإيقاظهم في القلوب يوماً بعد يوم المزيد من النبضات الجديدة ، بتصرفاتهم كأبطال للضد ، سوف يليق بنا ، بعد شهور أو أعوام ، أن نقدم خالص الشكر لشيوخ قبيلة " دار الندوة " و شيوخ قبيلة " الحجاز " في دول المهجر ، و ربما ، في القبور ، من يدري ، ربما ..
فمن الثابت أن اهتزاز الثوابت المزمنة التي تحكم العلاقة بين الأطراف ينجم عنه بالضرورة ردود فعل داخلية و مسافات يستطيع كل ذهن أن يتحرك خلالها بحرية ، و هذا بالفعل قد حدث ، ثمة شكوك تنبت و جسور تنهار ، إذ يستطيع كل مراقب لوسائل التواصل الاجتماعي أن يضبط بوضوح حالة من التذمر تترهل بعصبية بين مواطني " السعودية " و مواطني " الإمارات " خاصة ، أشبه بميلاد " الساتوري " ، أقصد لحظة اليقظة عند البوذيين ، حدث هذا بالطبع من جراء موقف سلطة البلدين من الحرب علي " غزة " ، بل ضلوع سلطة البلدين فيها ..
ليس هذا فقط ..
فإن خلف حكاية " غزة " أجراساً سوف تدق في كل بال ، لندرك هذا ، يجب أن نستعين بـ " نظرية الفوضي " ، و هي ببساطة ، نظرية تقترح أن خفق جناحي فراشة في " هونج كونج " مثلاً ، قد يكون بعد مدة زمنية طويلة سبباً مباشراً في إحداث عاصفة في " كاليفورنيا " ، و هذا صحيح تماماً ، فمن المؤكد أن لإبداع مقاتلي " غزة " و مهارتهم غير المسبوقة في تربية الحرب ضد " اسرائيل " أثر واضح في إبداع " مجلس شوري ثوار بنغازي " في " ليبيا " مؤخرا ضد قوات قائد الثورة المضادة " خليفة حفتر " ، نسغ الحياة في القلوب ، و ذلك الزحف الواضح للأمام لا يمكن أن يولد في العزلة ، و سوف يكون له أثر واضح علي وجه " مصر " القادم في الأيام القليلة القادمة !
من الجدير بالذكر ، أن هناك أنباء تتواتر عن هروب " حفتر " الذي جئ به من المهجر ، بعد أن قطعوا لها وعداً بالزعامة و إلهام الشعوب ، و نصب المسكين نفسه الوكيل الليبي لحماية الديمقراطية ، و طبعاً ، هذا كلام أليف علي الأذن المصرية ، مر بالتأكيد علي عدة فلاتر قبل أن يقال ، علي أية حال ، قيل ، " حفتر " الآن مختبئ في مصر ، و لعله الآن في الطريق إلي " عنبر العقلاء " بمستشفي " أبو العزايم " ، و لعله الآن لا يكف عن ترديد عبارة " سليمان نجيب " الشهيرة في فيلم " الآنسة حنفي " :
- يا ريتني خدت الوصل !
و مع لحظات الانصراف إلي التفكير السليم سوف يستدير في أذهاننا يقين بأن كل ماحدث ، و يحدث ، و سوف يحدث في " مصر " و " اليمن " و " ليبيا " و يدق الآن ، لكن برفق سيحتد في الأيام القادمة ، أبواب " تونس " ، لم يولد من رحم الصدفة أو حتي سلسلة من الصدف ، بل ولد من رحم مكيدة تم ، و يتم ، و سوف يتم تنسيقها بعناية فائقة ، و أزعم ، أن كل هذا هو خطوة في طريق الثورة لا مؤشر فشل لها ، فما حدث كان يجب أن يحدث لتستدير الثورة و تتجسد و تنفض الأوغاد المحسوبين عليها لمجرد أنهم تنزهوا في " ميدان التحرير " لبعض الوقت ، و ترغم الذين يظنون أنهم ولدوا ليحكموا علي الانحسار إلي ركنهم المهمل قسراً ، فالثورة الناقصة هي أفشل الثورات علي الإطلاق .. 
و أن تتم الثورة دوائرها يتوقف بشكل مفصلي علي مواسم هبوط طيور العُقاب المهاجرة و زيارات النجوم ، أو استدراجها للهبوط و الزيارة ، ليس من الداخل علي كل حال ..
و مع لحظات الانصراف إلي التفكير السليم سندرك أن انقلاب الجيش المصري علي " د.محمد مرسي " في " 3 يوليو " هو أقدم عمراً بعامين و بعض العام ، و هو يمد جذوره بالتأكيد الزائد عن الحد إلي ثورة " 25 يناير "!
لقد انقلب الجيش علي " محمد حسني مبارك " في الحقيقة لا علي " د. مرسي " ، و كان عزل " مرسي " هو خطوة علي طريق صمَّم جسوره و رسم خارطته بوضوح " عمر سليمان " و آخرون ، برعاية أمريكية طبعاً ، ليوم له ما بعده ، فلم يكن مقبولاً في عقيدة الجيش ، و لم يزل مرفوضاً ، أن يتولي الحكم مدنيٌّ و إن كان " جمال مبارك " ، لذلك كان تظاهر العسكر بالانحياز إلي الثورة ، و لذلك ، تعمدوا ليونة الحدود ، أكثر من هذا ، تظاهروا بليونة مفاصل الدولة ككل ، و تركت السجون ، و جميعنا يعرف كل ما حدث بعد ذلك ، و يجب ، هنا ، أن نحذف علامة استفهام كبيرة تقف خلف سؤال بات سخيفاً ، من دبَّر ما يعرف إعلامياً بـ " موقعة الجمل " ..
أن تكون البداية من دعوة علي صفحة " خالد سعيد " ، مستحيل ، مستحيل أيضاً أن يسمح الجيش بالتئام تلك الكتلة الحرجة لولا أنها لمست هوي في نفسه ، و لعله ساهم في التئامها بنصيب وافر ، و كل من تدعوه نفسه إلي تصديق أن البداية كانت من عند " خالد سعيد " ، هناك سرير فارغ بجوار سرير " حفتر " في مستشفي " أبو العزايم "..
لعل " جمال مبارك " أدرك كل هذا مبكراً ، و لا أجد تفسيراً أكثر شبهاً بشخصيته كطفل مدلل لمحاولته اغتيال " عمر سليمان " سوي أنه أدرك ، و لعل " مبارك " أدرك ذلك أيضاً ، أو ، أدرك ذلك أولا ، علي وجه الدقة ، و لعل " مبارك " يقود الآن خلية نائمة للرد ، أو مطبخ سياسي يعمل الآن ضد النظام ، و هذا لا يثير إلا دهشة الذين لا يعرفون حقيقة العسكر ، فهو لا يري وراء ذلك خيانة لبني جلدته ، إنما عقاباً لحزمة لصوص سرقوا مزرعته و مزرعة أبناءه من بعده ، و في بعض ( التسريبات ) المنسوبة إليه نعثر في الظل علي رائحة غموض واضحة ، هل أصبح " مبارك " الآن ثائراً لنفس الأسباب التي قامت من أجلها الثورة عليه ؟!
إذا كان الأمر هكذا ، لابد أن الشيف " أحمد شفيق " أيضاً ، جزء من الثورة المضادة لإفشال الثورة المضادة ، و لديه أسبابه التي ربما أكثر فداحة من أسباب " مبارك " ، ذلك أنني ، مع عزوفه عن العودة إلي " مصر " بعد نضج الطبق الذي كان هو من ألمع صانعيه في " مطبخ الثورة المضادة السياسي " ، و هضمه ، أو هكذا يظنون ، و بعد كسر معادلة " الإخوان المسلمين " ، أو هكذا يظنون ، لا أجد تفسيراً لبقائه في " دار الندوة " أكثر شبهاً بالمرحلة من أن الدور الذي هو بصدده لم يكتمل بعد ، مع الأخذ في الاعتبار أيضاً ، مضمون تلك ( التسريبات ) التي يروج لها في توقيتات معايرة بعناية شديدة ، كـ ( التسريب ) الشهير عن تزوير الانتخابات لصالح " السيسي "..
و " شفيق " ، قبل عامين ، لم يكن يمانع أن تزور النتيجة لصالحه ، بل هكذا كان التواطؤ علي أول خطة للانقلاب علي الثورة ، خاصة بعد العصف بحلم " عمر سليمان " من جذوره ، بالأمر المباشر من " الولايات المتحدة الأمريكية " بطبيعة الحال ، و لقد أتي علي المصريين وقتٌ ، خاصة بعد حل " مجلس الشعب " ذي الأغلبية الإخوانية ، كانوا فيه مزدحمين بيقين تام أن " أحمد شفيق " هو رئيس مصر القادم ، لكن ، لسبب ما ، لعله الطمع الذي انتاب العسكر عندما شعروا بفداحة " الكعكة " و سهولة ابتلاعها في الوقت نفسه ، تم اغتيال هذه الخطة ، لا خوفاً من سقوط الدولة كما حاولوا أن يقنعوا البسطاء و أصحاب الحد الأدني ، و إلا ، فلماذا تجاوزوا احتمال نشوب حرب أهلية و أقدموا علي فض " رابعة العدوية " و سحق " الإخوان المسلمين " ، و هؤلاء هم الفصيل الوحيد الذي يحسبون له حساباً ، و لا تصدق ما يقال لك غير ذلك من أكاذيب ..
بعد عدة أسابيع من فوز " د. مرسي " ، تقريباً ، نشط ضوء خانق في اسم " سامي عنان " كان كافياً بالقدر الذي يدفعني ، الآن فقط ، إلي الاعتقاد بأنه كان في وقت ما " مهديَّ العسكر " الذي سيقتل المسيخ الدجال الذي هو طبعاً " د. محمد مرسي " و يقيم العدل علي أرض مصر بعد جور " الإخوان المسلمين " !
و لأن الأحداث الكبيرة هي منظومة من الأحداث الصغيرة ، أقسم علي براءة الإسلاميين من دماء الجنود في " رفح الأولي " التي أطاحت ، و هكذا قُدِّر لها ، بـ " حسين طنطاوي " و " سامي عنان " ليخلص الأمر من بعدهما لـ " عبد الفتاح السيسي " ، و أترك الأمر بعد هذا الكلام لعقلك !
هنا ، يجب أن يتردد في عقولنا صدي مريب لاسم " محمد دحلان " ، و في اختطاف الجنود الاسرائيليين الذي أدي إلي الحرب علي " غزة " أيضاً ، هو أيضاً ، أحد الشيفات في " مطبخ الثورة المضادة السياسي " ، في " دار الندوة " ..
أياً كان الأمر ..
لقد نسقوا مكيدتهم جيداً ، هذا صحيح ، صحيح أيضاً أن بُعداً مهماً قد فاتهم منوط بأن يعصف بخارطة طريقهم من الأمام و من الخلف و من الجانب الآخر ، إنه الشعب المصري ، ذلك الشعب الذي مضغ طعم الحرية لبعض الوقت و استساغه توقف عن أن يكون ذلك الشعب الذي كان يقول لـ " عبد الناصر " :
- إنتا العسل و احنا البلاليص ..
لقد أدركوا كل شئ ..
نعم ، فشلت " يناير " ، لكنها نجحت في خلق شعب جدير بالحرية في كل وقت ، وما يوم ( الانتخابات ) ببعيد ، و سوف يحتل الشعب المقدمة بكل تأكيد ، مجدداً ، و سوف ترون أن " مصر " ، فجر الضمير ، لا يمكن أن تكون الامارة الثامنة من امارات " دار الندوة " ، و سوف ترون : " أيُّنا المصفر استه " ..
أيضاً ، هناك رقمٌ صعب ، ظن الأغبياء أنهم تجاوزه ، متعجرف هو ، هذا صحيح ، لكنه عنيد ، و سوف يشتعل الضوء في اسمه مجدداً ليلتحق بنومكم كالأفكار السوداء ، أقصد ، " د. محمد البرادعي " ..
لم يغلق الحانوت رهن الضد كما تظنون ، و اللعبة بدأت من جديد ، لكن بقوانين أخري ، قوانين متطرفة ، و من السئ أن خطوط الرجعة كلها ضاعت .. 
أليس منكم رجل رشيد ؟

31 يوليو 2014

سيد أمين يكتب: تكنيكات العسكر الدعائية

كنت انتوى الكتابة عن غزة هاشم الباسلة التي روض أبطالها وهم قلة محاصرة النمر الذي ظل يكتسح جيوش العرب بعدها وعتادها مجتمعة مرة تلو الاخري ولم يحققوا انتصارا حقيقيا واحدا عليه سوى عبر الأغاني والمهرجانات , وهالني وهال كل شرفاء مصر وهم كثيرون ما رأوه في إعلام بلادهم من سقوط يصل لدرجة الخيانة العظمى أو يتخطاها , الخيانة للتاريخ والجغرافية , وللدين والثقافة , وللوطن والوطنية , وللعروبة والإسلام , وللإنسانية وكل شيء مقدس, حينما نجد شراذم القوم وشذاذهم يتصدرون المشهد الاعلامى ويحرضون على قتل أبنائنا وبناتنا وأمهاتنا وأخواتنا وإخوتنا وإبائنا وأمهاتنا في غزة.
هالتنا تلك الآلة الدعائية البغيضة التي لا تتوقف والتي حولت بسطاء المصريين إلى ببغاوات يرددون ما تلقيه لهم دون اى وعى وحولتهم إلى أنعام تلقي بنفسها في بئر الخيانة دونما تجري , وتشارك في الدم دون ان تحمل مسدسا وعلى عكس ما تريد وتعتقد.
ورأيت أنه من الأوقع أن اسرد أهم تكنيكات الدعاية السياسية التي رصدها الباحثون - وهى ليست من اجتهادى - والتي جري استخدامها من قبل النظام العسكري في مصر إعلاميا وهى التكنيكات التي أدت إلى السماح بسقوط المشهد الاعلامى المصري لهذه الدرجة من الدونية والحقارة والخيانة دون أن نجد غضبة شعبية تتناسب مع حجم الجريمة, ويأتي هذا الرصد بعد اجتهاد خاص قمت به في مقال سابق رصدت فيه "تكنيكات العسكر لتطويع المعارضة".. ويجب الإشارة إلى انه سيرد ذكر اسم الجيش كثيرا في تطبيقات هذه التكنيكات وأننا نعتز بجيش مصر فهم إخوتنا وأبنائنا لكننا نختلف مع قادته الذين قادوا الانقلاب.
* التكرار :
التكرار المستمر لفكرة عادة ما تكون في صورة شعار بسيط أو لفظ جذاب وبالتكرار تتحول إلى ما يمكن اعتباره جزء من الحقيقة على طريقة المثل الشعبي "الزن على الودان أمر من السحر" ,ومن النماذج عليها تكرار "الاعتصامات والمظاهرات المسلحة" و"السيسي المنقذ" و"الإخوان الإرهابية" و"محاولة القضاء على الجيش المصري".
* الاعتماد على السلطة :
ذكر أشخاص أو مؤسسات بارزة ذات مصداقية عالية لتأييد القرار.. ومنها مثلا التمجيد في الجيش بوصفه "الجيش الوطنى الذى حمى الوطن واستجاب لارادة الشعب في /ثورة/ "30 يونيو"".
* الاستفادة من الشخصيات اللامعة :
وهو أسلوب شائع وشديد الخطورة، ولا نقصد به هنا الاقتصار على جذب مشاهير الفن والرياضة لدعم الموقف ، مع ما في ذلك من تبعات سيئة على الجيل الناشئ الذي يتخذ من هؤلاء قدوة في السلوك، ولكن الأمر قد يصل إلى حد الخداع بالاستفادة من بعض الانتهازيين من المفكرين والعلماء الذين لا يتورعون عن الممالأة وتقديم بعض الآراء في قوالب فكرية مصطنعة، مع التأكيد على إبرازها تحت أسماء هؤلاء المشاهير بما يحملونه من ألقاب قد تصاغ خصيصاً لإضفاء المزيد من التأثير.. وخير مثال "على جمعة" و"احمد الطيب" و"برهامى" و"هيكل" وبالقطع معظم الفنانين.
* التخويف :
حشد الرأي العام عن طريق إثارة الفزع أو الذعر من تحول مصر الى المسار الليبي او السوري وكذلك التخويف من عمليات للقاعدة في مصر والاقناع بضرورة دعم الجيش والشرطة للوقوف ضد دعاة "التخريب والارهاب" من المتظاهرين.
* الأحكام المسبقة :
استخدام عبارات دالة أو وإشارات تضيف قيمة أو تفضيل أخلاقي لمتبع الرأي مما يشوه متبعي الرأي الآخر مثل "الجيش الذى خاض الحرب ضد الاحتلال الإسرائيلي يجب إتباعه وتأييد قرارات قائده والتوقف عن دعم الارهابيين".
* القطيع :
هو ادعاء ان الرأي الذى نتبناه هو رأى يؤمن به الجميع لذا يجب إقناع الأفراد خارج القطيع بالانضمام إلى طريق النصر المحتم والحفاظ على من هم داخل القطيع بتأكيد حتمية النصر , فضلا عن اثارة الغريزة البشرية الخاصة بـ "الانضمام إلى الحشد والجانب المنتصر" من خلال التأكيد أنه لا يمكن مقاومته ومن الأفضل الانضمام إليه.
والتطبيق على ذلك القول بأن الله يؤيد جيش مصر فهم "خير أجناد الأرض " وان غالبية الشعب يقف خلفه .. ويتجاهل هذا الخطاب ان السيسي لا يمثل جيش مصر .. وان حديث خير أجناد الأرض حديث "موضوع" والفقه فضلا عن حقائق التاريخ بينت ذلك بجلاء.
* مغالطة الخطأ والصواب / الأبيض والأسود
تقديم اختيارين فقط لا بديل عنهما. إما معنا الصواب أو ضدنا الخطأ .."إما مع جيش مصر وقرار السيسي أو مع الإرهابيين الخونة المجرمين الذين سيهزمون".
* الأشخاص السعيدة:
الدعاية عن طريق تصوير الشعب مجموعة من السعداء .. مثل سباق درجات السيسي .. والاحتفالات الراقصة التي حدثت في التحرير التى حدثت بينما كان يقوم السيسي بذبح الآلاف في ميدان رابعة والنهضة ورمسيس.
* الكذبة الكبيرة :
تكرار ذكر مجموعة من الأحداث المركبة للتدليل على صحة القرار, يعتمد هذا الأسلوب على ذكر الأحداث بصورة صادقة مع مزجها بكذبة كبيرة أو تعميم هذه الكذبة بحيث يمكن خداع الرأي العام والتحايل على كيفية تفسيرهم لهذه الأحداث.. مثل استخدام حقيقة "اقتحام السجون في أحداث الثورة" ولكن مزجها بكذبة أخري اكبر مثل "الاقتحام تم من قبل حماس والإخوان لتهريب المعتقلين الإخوان".."أجهزة الدولة العميقة ترسل رسالة لبيريز وتدعيه بكلمة "عزيزى" واستخدام تلك الرسالة فيما بعد الانقلاب للتدليل بأن مرسي عميلا لإسرائيل..وهكذا.
* رجل الشارع :
يعتمد على إقناع الرأي العام على أن هذا الرأي هو رأي رجل الشارع وهو الرأي المنطقي ويعتمد هذا الأسلوب على استخدام اللغة الدارجة ووسائل الإعلام المسموعة والمرئية..و ذلك من خلال إجراء لقاءات متلفزة مع رجال وسيدات بسطاء وبسيطات الثقافة يدعمون قرارات السيسي.
* الشيطنة:
يعتمد هذا الأسلوب على تشويه صاحب الرأي المخالف بجعله من طبقة أدنى / غير ذي قيمة / عديم الأخلاق والقيم عن طريق الإتهامات الباطلة.. من يعارض قرارات الانقلاب فهو خائن وعميل ومغيب ولا يحب مصر ويجب بتره وهكذا.
* الأمر المباشر:
يعتمد هذا الأسلوب على تبسيط عملية اتخاذ القرار باستخدام صور أو عبارات توجه الجمهور للفعل المطلوب مباشرة وإلغاء أي خيارات أخرى متاحة .. مثل خطاب التفويض الذي ألقاه السيسي.
* النشوة :                 
يعتمد هذا الأسلوب على نشر حالة من السعادة / الانتشاء أو افتعال أحداث تؤدي إلى رفع الروح المعنوية ومن أمثلة هذا الأسلوب : منح أجازات رسمية، نشر وسائل الترفيه، العروض العسكرية، الخطابات الحماسية ، تقديم مواد تموينية جديدة.
* التضليل :
يعتمد هذا الأسلوب على اختلاق أو إخفاء المعلومات من الوثائق الرسمية عن الرأي العام بهدف نشر معلومة خاطئة عن حدث معين أو مجموعة معينة من خلال تزوير / تشويه الصور والمستندات والتسجيلات..وتم استخدام هذا النموذج بشكل واسع جدا خلال الانقلاب من قبل اذرعه الإعلامية بحيث عادة ما يتم إخفاء أهم تفاصيل من اى واقعة والتركيز على ما يشين الخصم.
*تلويح الأعلام:
يعتمد هذا الأسلوب على تبرير الأحداث بأن القيام بالتظاهر في التحرير بذكرى 30 يونيو يزيد من الوطنية اعتمادا على أن الإحساس بالوطنية يلهي الفرد عن الحكم على القضية بشكل موضوعي.. وكذلك دعم "الجيش الوطنى" في مواجهة"الإرهابيين".
* التعميمات البراقة:
الاعتماد على تعبيرات وألفاظ براقة دون أن يكون لها تحليل أو تفسير موضوعي.. مثل القول بأن 30 يونيو أعادت للمصري كرامته وحريته ..وأنقذت مصر من الضياع.. وان مصر بصدد نهضة عملاقة حقيقية.. وأن مصر انتقلت إلى مصاف الدول العظمى .. وان مصر تقف في علاقة ندية مع أمريكا.
* أنصاف الحقائق:
الإعتماد على نشر خطاب خادع /مغلوط ممزوج ببعض الحقائق أو يعتمد على التورية وقد يكون الخطاب مزيج بين الحقيقة والأكاذيب أو بحتوي على بعض الحقيقة فقط أو يحتوي على ألفاظ تحتمل أكثر من وجه لتفادي اللوم..ونتذكر هنا ما قاله السيسي بأنه لن يكون هناك إخوان بعد توليه الحكم ولكنه عاد ليقول بأن لن يكون هناك تنظيم للإخوان وذلك بعد ما أثير حول ما سيفعله بالإخوان.
* الغموض المتعمد:
الاعتماد على نشر تعميمات غامضة / مبهمة من الممكن يؤولها الجمهور حسب ما يرى الهدف هنا هو تحريك الرأي العام دون استخدام أسلوب فج وصريح .. وتطبيقا سنجد ذلك في خطابات السيسي الخاصة برفع أسعار الوقود..وكذلك حول أحاديثه الإعلامية أثناء الترشح والتي غاصت بالغموض غير المبرر.
* تحفيز الاستنكار:
يعتمد الأسلوب على إقناع الجمهور بنبذ فكرة الحكم الديني مثلا لأنها تلقى قبول عند جماعات مكروهة وإرهابية مثل الأخوان المسلمين وبالتالى يتم الهجوم على التيار الاسلامى ككل.
* التبسيط المخل / المفرط :
الاعتماد على تعميمات لمنح إجابات مبسطة لمسائل اجتماعية أو اقتصادية أو عسكرية معقدة.. مثل القول بأنه اينما وقف الجيش وقفت الوطنية معه, وأينما كان الإرهابيين كانت إسرائيل .
* النقل خارج السياق:
اختيار وتعديل الاقتباسات خارج سياقها لتغيير المعني وعادة تستخدم في السياسة لتشويه الخصم.. وهذا النوع استخدم على نطاق واسع جدا في إطار الدعاية العسكرية ضد التيار الاسلامى .. وكنموذج تم اجتزاء التصريحات الخاصة بمحمد البلتاجي القيادي الاخوانى الخاصة بتوقف العنف في سيناء بتوقف الانقلاب .. حيث كان حديث الرجل يدور في انه حينما تتحقق العدالة في الكون سيتوقف العنف وانه لو توقف الظلم في مصر لن تجد إرهابيا يفجر نفسه .. وللأمانة أنا نفسي شاهد عيان على ما كان يقصده البلتاجي لأننى بالصدفة كنت موجودا أثناء تصوير هذا المشهد.
* إطلاق الأسماء :
يعتمد على إطلاق أسماء تحض على الكراهية ونبذ الطرف الآخر ونشر أحكام مسبقة عن الطرف الآخر ورسم صورة سلبية عنه ويعتمد هذا على إثارة الاستنتاجات بدون تحليلها. ودأبت الانقلاب ومن قبله الأمريكان على نعت" الإسلاميين بالإرهابيين" و"القوميين بالديكتاتوريين" و"الاشتراكيين بالملحدين".
* التعليل :
يعتمد على استخدام التعميمات البسيطة لتعليل أحداث أو أفعال أو قناعات معينة وعادة ما يتم استخدام ألفاظ غامضة أو جذابة للتبرير.. مثل "لما واحد مسلح من الأخوان الإرهابيين يرمى علي الشرطي الذي يقوم بواجبه قنبلة مولوتوف فلابد للشرطى أن  يسبق بقتله" وذلك لتبرير قتل المتظاهرين يوميا.
* الإلهاء / الرنجة الحمراء *
عرض بينات أو موضوعات أو أسباب جاذبة ومشتتة للانتباه و خارج عن الموضوع لقطع الموضوع الأصلي.. كأن نصرف انتباه اى احد يتحدث عن تدخل الجيش في العملية السياسية فنقول ..هذا الجيش العظيم الذى حمى مصر في كل حروبها ليس مسموحا أن تقول عنه ذلك.؟
* التصنيف / التقسيم :  
يستخدم هذا الأسلوب عند محاولة زيادة مصداقية أو تشويه فكرة فعلى سبيل المثال إذا أردت ذكر محاسن العسكر فنهون من مساوئهم ونكثر من ذكر الحسنات والعكس .. كأن نتشدد جدا ضد الإخوان حينما يقتل شرطي أو جندي هنا أو هناك .. بينما نتساهل في قتل آلاف الناس في رابعة والنهضة وغيرها.. مع ان هنا القاتل معلوم وهناك القاتل مجهول.
* إطلاق الشعارات:
الشعار هو جملة رمزية قد تتضمن صورة نمطية وقد يكون هدفها نشر فكرة معينة ولكن في جميع الأحوال تعتمد على استثارة المشاعر.. مثل الجيش يد تبنى وأخري تحمل السلاح..وكذلك  صور الجندي الذي يحمل طفلا والتي تنتشر في الميادين العامة.
* التنميط :
تعتمد على نشر أحكام مسبقة من خلال تصنيف وقولبة الرأي المخالف في صورة مكروهة / مرفوضة من الجمهور ويعتمد هذا الأسلوب بشدة على ذكر وقائع أو حقائق استدلالية أو نوادر.. مثل التعميم بأن الإخوان إرهابيين وكل من هم ضد الانقلاب أيضا هم  إخوان أو إرهابيين أو خونة وعملاء يقبضون من قطر وتركيا  ويتم سرد حكايات مفبركة عن ذلك.. وكل ملتحى ارهابي وكل منقبة ارهابية وهكذا.
* الاستشهادات :  
هو استخدام الاقتباسات اللفظية سواء كان كاملا أو مقتطع أو سواء كان في محله أو غير محله بهدف تعضدي/ نقد فكرة أو هدف أو حدث أو شخص معين ويعتمد هذا على سمعة ومصداقية المنقول عنه للتدليل على قوة الاقتباس وصلاحيته للموقف.. واشهر تطبيقات هذا النموذج الاستشهاد بالخرباوى والهلباوي بوصفهما اخوانيان "تائبان".
* الربط :
هو إسقاط صفات إيجابية أو سلبية على فرد أو مجموعة أو قيمة معين ويهدف إلى استثارة الرأي العام تجاهه سلبا أو إيجابا.. مثل القول بأن السيسي تربي تربية عسكرية فيها انضباط والتزام أما مرسي فتربي على العمل السري وأكل الفتة والتهليب والشحاذة!!
* الفروض غير المعلنة :
يستخدم هذا الأسلوب عند عدم الرغبة في التصريح بالسبب خوفا من فقدانه مصداقيته إذا ذكر بصراحة في هذه الحالة يفترض وجود هذا المبدأ / السبب بشكل غير مباشر أو ضمني في الرسالة.
* ألفاظ الفضيلة / الوعظ :
استخدام ألفاظ ذات مضمون إيجابي في منظومة القيم الخاصة بالجمهور عند الرغبة في نشر صورة إيجابية عن فكرة ما.. مثل إسباغ الفضيلة على شيخ الأزهر وكل من أيدوا الانقلاب.
* تسمية الأشياء بغير أسمائها:
بما أن وسائل الإعلام تمسك اليوم بزمام الرأي العام وتعمل على توجيهه وصياغته على النحو الذي تريد، فإن ذلك يستتبع بالبداهة تحكمها في المفاهيم والمصطلحات التي تتداولها وتسعى لتدويلها بين الناس، إذ تتجنب غالباً التعرض المباشر للقضايا التي ترغب في تحويرها أو تغييرها، وإنما تعمل على إعادة صياغتها بلغة جديدة تتناسب مع سياساتها وبثها بين الناس الذي يتقبلونها لا شعورياً على المدى الطويل.. فالبلطجية الذين تستخدمهم الشرطة لقتل المتظاهرين هم مواطنون شرفاء , والمظاهرات الشعبية هى مظاهرات مسلحة, واى رأى مخالف لما تنادى به هو رأى ارهابى وهكذا.
* الاعتماد على الأرقام والإحصائيات ونتائج الاستفتاء:
وهذا الأسلوب يضفي الكثير من المصداقية على الخبر المراد ترويجه، إذ تعمد وسائل الإعلام .. ولكى تقوم الآلة الدعائية للانقلاب باستخدام هذا التكنيك راحت تدعى وجود مؤسسات أصدرت إحصاءات ما , حيث نسبت إلى شركة جوجل العملاقة إصدارها بيانا يفيد أن من تظاهروا في ميدان التحرير 33 مليون وراح  إعلاميوها يروجون تلك الكذبة بلا ملل حتى راحت جوجل تكذب ما نسب إليها .. علما بأن ميدان التحرير لا يتسع إلا لنحو 800 ألف شخص فقط بكل الشوارع المحيط به بحسب مقاييس جوجل ايرث , فضلا عن ان سكان القاهرة ألكبري الممتدة من مدينة أكتوبر إلى بدر ومايو الى الخانكة والقناطر لا يزيد عددهم عن 12 مليون نسمة.
* عدم التعرض للأفكار السائدة :
يؤكد الباحثون في مجال الدعاية على ضرورة تجنب الصدام مع المتلقي، حيث فشلت الكثير من المحاولات السابقة في فرض بعض التوجهات والآراء على الرأي العام عنوة، المدهش ان هذا التكنيك تم تجاهله كلية لأن تطبيقه يعنى تجاهل كل التكنيكات السابقة .. وعلى النقيض عمدت الدعاية العسكرية  فرض وجهة نظرها فيما حدث بالقوة.. وهذا ما سبب رفضا ظاهرا ومكبوتا واسعا لها.
* التظاهر بمنح فرص الحوار والتعبير عن الرأي لجميع الاتجاهات:
مع أن الحرية الفكرية أمر محمود ومطلوب في كل المجتمعات، إلا أن هذه الدعوى قد تبدو كلمة حق أريد بها باطل، حيث يمنح أصحاب الآراء والتوجهات الشاذة فرصة الظهور على مسرح الأحداث وكأنهم أصحاب تيار حقيقي كامل، يملك الحق في الوجود والتعايش مع الآخرين، وهذا النمط شاهدناه في دعاة الإلحاد والبلاك بلوك والاحتفاء بهم للتجهيز للانقلاب مع كسب تعاطف المتلقي عبر تقديم هذه التوجهات العنفية الغريبة في صورة عاطفية تداعب الأحاسيس، بدلا من طرحها كعمل غير ديمقراطى للتغيير.
* التأكيد بدلاً من المناقشة والبرهنة :
بالرغم من تساهل وسائل الإعلام مع أصحاب الآراء الشاذة في عرض وجهات نظرها، إلا أنها غالباً ما تغفل الآراء التي لا تتفق مع مصالحها بشكل شبه تام، فتقدم وجهات نظرها على أنها من المسلمات التي يتفق عليها الجميع دون نقاش، وتتجنب حتى الرد على الرأي الآخر خشية تسليط الضوء عليه والمساعدة على انتشاره بلفت الأنظار إليه. . وهو ما جعل الاعلام المصري برأى واحد.
* عدم التعرض للقضايا الحساسة *
امتداداً لما سبق، فإن الإعلام الموجه يتجنب غالباً التعرض للقضايا المثيرة للخلاف، بل يتجاوزها إلى ما هو أبعد منها ليتعامل مع الواقع من حيث هو، مما يؤدي لا شعورياً إلى ترسيخ هذا الواقع في وجدان المتلقي إلى درجة التعايش معه وتقبله دون التساؤل عن صحته وحقه أصلاً في الوجود فضلاً عن الاستمرار , ومن أهمها إغفال حقيقة دولة الكيان الصهيوني واغتصابها للأرض والمقدسات، والتعامل معها على أنها دولة موجودة على أرض الواقع وتملك كافة مقومات الوجود، دون التعرض لحقيقة قيامها المصطنع، وكذلك التعامل مع الانقلاب وخيانة الإخوان لمصر كمسلمات.
* إثارة الغرائز وادعاء إشباعها :
لعل إثارة الغرائز في وسائل الإعلام هي من أكثر الأساليب وضوحاً لدى المتلقي، مثل القول بانتا بحاجة الى "الاستقرار وتوقف المظاهرات " من أجل "بناء مصر الجديدة .. مصر الرخاء.. ايجاد فرص عمل للشباب المتعطلين عن العمل وإيجاد مساكن لهم كي يتزوجوا وينجبوا مصريين جدد".
Albaas10@gmail.com

************
طالع مقال 
تكنيكات العسكر لتطويع المعارضة
الثورة واعلام الحرب النفسية
الثورة واعلام الحرب النفسية
مبارك الفلتر
عن حقيقة صراع العالم والجنرال
فلول الثورة 

متى يقوم السيسى بترشيح اسرائيل لللإنضمام الى جامعة الدول العربية ؟

 
سمير يوسف
تذكرت فيلم بئر الحرمان عندما ذهب البطل إلى السفارة الاسرئيلية في روما باحثا عن عمل، فلما سألَته الموظفةُ عن طبيعة العمل الذي يطمح إليه قال..أريد أن أعمل جاسوسا لاسرائيل!
ويجنح بي خيالي لأشياء تبدو بالأمس غير واقعية، وكنت أخشى أن تتحقق بعد زمن وجيز وسط ضحكات وقهقهات من تخلفنا وعدم فهمنا لمستجدات الأمور وواقع العالم الجديد ،فيظهر عبد الفتاح السيسى يستكمل مشاهدة مسرحية كوميدية، وأن يدعو العرب إلى التوجه إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء أن ينصر إسرائيلَ على العرب، وأن يبرر إبادة الفلسطينيين ، كابوس أم حلم مزعج أم حقيقة لا تستطيع أوهامي أن تتفهمها وتستوعبها؟ .
هل أعيد حساباتي من جديد للتأكد من أنني أعيش في زمن خارج الزمن الحقيقي، وأن النجمة السداسية أقرب إلينا من حبل الوريد؟
السيد عبد الفتاح السيسىالمسلم المتدين يطالبنا أن نساند الأهداف النبيلة للاحتلال الصهيوني، وأن نشكر الله تعالى على أن بعث إلينا نتنياهو ليحقق السلامَ والرفاهية والأمن. أحيانا يفقدك اللامنطق بوصلةَ الوصول إلى المنطق، وتكتشف أن ما تعلمته طوال عمرك لن ينفع في تحريك ذرة واحدة في عقل عبد الفتاح السيسى، وأنك لو عرضت عليه تاريخَ الكيان الصهيوني واعتداءاته وما يحدث في معتقلاته واحتقاره لكل القرارات الدولية، وتعرض مشهد ذبح الأسرى المصريين في سيناء، وحياة عشرة آلاف سجين فلسطيني بما فيهم النساء والأطفال، والتاريخ الوقح الدموي للكيان العبري،فلن يؤثر في عقله ،أما سيدنا أمين عام جامعة الدول العربية إذا أصغى السمع جيدا فستصل إلى طبلتي أذنيه صرخات آلاف من الشهداء يسقطون يوميا جراء العدوان الصهيونى البشع على قطاع غزة الذى نَسيّه نبيل العربى وهو وزيرا للخارجية، وتناساه وهو أمينا عاما لجامعة الدول العربية ،أكثر من ألف وربعمائة فلسطينى قضوا تحت القصف الهمجي الصهيوني والرجل الأول في بيت العرب كان بامكانه أن يصارح الجماهير التي تعتبره بطلا، فيضطر القادة العرب إلى عقد اجتماع فوري وعاجل قبل أن يتصل بعض المسؤولين العرب بنتنياهو يحثونه على القضاء على حماس
وفى الوقت الذى تقوم اسرائيل بمزابح فى قطاع غزة وقد ارتفعَ عددُ شهداءِ العدوان الاسرائيلي المتواصلِ على قطاعِ غزة الى ما يزيد عن الفٍ وثلاثمئة شهيد واكثرَ من سبعةِ آلافٍ ومئتي جريح.كأننا نتحدث عن زمن سحيق، وليس عن سنوات عاشها جيلنا، قبل أن تأتي أجيال تشوهت وتلوثت، حتى اختلطت عليها الأمور وصارت ضحية الحيرة والبلبلة، فأصبح العدو صديقا والشقيق عدوا. ودفعت فلسطين ثمن ذلك الانقلاب البائس.
مجزرة غزة الوحشية لا تَتَحَمَّلُ قوات الاحتلال الصهيونية وحدها وِزْرَها، بل وتَتَحَمَّلُ الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، والسلطة الفلسطينية، والنظام العربي الرسمي، وجهات عربية فاعلة، مسئولية مادية وأخلاقية وتاريخية عما يجري في القطاع المنكوب.
فبأسلحة الولايات المتحدة يُقْتَلُ الفلسطينيون وتُدَمَّرُ مساكنهم، وبغطائها السياسي تُقْتَرَفُ الجرائم والمجازر بحقهم، وبتمويلها وبمبادراتها ومناوراتها السياسية تُقْضَمُ حقوقهم، وبوعودها يُسَوَّقُ الوهم لهم، وبتمويلها وتشجيعها تُؤَجَّجُ نار الخلاف بينهم.
أما المجتمع الدولي فلقد رضي، ومن خلال معاييره المزدوجة بدور شاهد الزور، الذي يُغْمِضُ العين عن جرائم الاحتلال، بل ويكافئه على حصاره وعقوباته الجماعية، كما فعل الاتحاد الأوربي مُؤَخَّرًا بتوثيق علاقاته مع الدولة العِبْرِيَّة بعد أعوام من حصارها لغزة، وفرضها العقوبات الجماعية على سُكَّانها.
مجزرة غزة هي الرد الإسرائيلي العملي على تهافُتِ العرب وعلى مبادرتهم السلمية، وهي نموذج عملي للشرق الأوسط الجديد، والذي يُرَادُ لإسرائيل أن تكون فيه السيدَ المطاعَ، والحاكمَ بأمره، فجميع مفاوضات السلام والمبادرات الدولية تتعامَلُ بعنصرية مع الفلسطيني، والذي عليه واجبُ حماية المحتل، مُقَابِلَ دولةٍ مَسْخٍ لا جيش لها، ولا معدات عسكرية فيها ، فيما تتعامل بتبجيلٍ مع دولة الاحتلال، والتي تمتلك السلاح النووي، وتُقَابِلُ أيّ إزعاج أو إيذاء لها ببراكين من النيران والمجازر، كما يجري الآن في غزة.
وفى الوقت التى تدار فيه المجازر داخل غزة يقوم الجيش المصرى بمجازر أخرى ضد بدو سيناء بهدم منازلهم وقتل اطفالهم وهذا دليل واضح على ان هناك تنسيق واضح بين نتنياهو وعبد الفتاح السيسى فى مسلسل القتل والمذابح المشتركة
تـُـناهض السيسي أو تؤيده، تتعاطف معه أو تقف ضده، تؤيد مشروعاته أو تسخر منها، لكن الحقيقة التي لا مـراء فيها أن الرجل أنهىَ على الكرامة المصرية وزرع الرعب فى قلوب انصاره ،وانبسطت أسارير الشيطان، فالحاكم الجديد جاء في ذيله متخلفون، يتمتمون بدلا من الدعاء سِبْاباً ولعنات على الناس والمخالفين لرأيهم، ثم يتنظرون إلى السماء ويتطلبون من الله أن يُنزل غضبه على الناس أجمعين، وأن يحشرهم يوم القيامة في نار جهنم ، في ذهني عشرات الحكايات عن كبار الكبار وقد تسببوا في صدمات متلاحقة لي، وكلها تقريبا كانت بسبب التقرب من السلطة، والتزلف لعبد الفتاح السيسى، والوقوف مع خصوم الشعب.معذرة فهذا التهكم من شدة الحُرقة، وتلك السخرية خارجة من عمق البكاء على أمة المليار ونصف المليار مسلم.
وغدا يخرج علينا عبد الفتاح مطالبا الجامعة العربية بقبول اسرائيل عضوا فيها .

مؤثر جدا ..المتحدث باسم الاونروا يجهش بالبكاء اثناء حديثه حول جرائم اسرائيل فى غزة



كشفته الشعب بالمستندات ... مساعد وزير الداخلية الجديد تلميذ العادلي وقائد المواجهات الدموية بين قوات الامن المركزي و المتظاهرين

 


أدار معركتي محمد محمود ومجلس الوزراء بنفسه...ومعركة الاتحادية تسببت في سقوطه

يديه ملطخة بدماء الشهداء.. وأغلق الكباري لمنع المتظاهرين من الوصول للتحريرفسقط ومعه رئيسه
يتباهى باعتدائه العنيف على المتظاهريين السلميين و إهانتهم و سحلهم و تعريتهم
مساعد وزير الداخلية لقطاع الامن المركزي ذلك المنصب الذي دائماً ما يمسك بلجام العلاقة بين الشعب و الداخلية و خاصة في حالات الحراك السياسي و هو الذي يشكل بتوجيهاته و سياسته نمط هذة العلاقة و التي ظلت متوترة و أقرب الي العدائية في السنوات الاخيرة بداً من اللواء احمد رمزي مساعد الوزير الاسبق حبيب العادلي لقطاع الأمن المركزي مرورأً باللواء عماد الوكيل وصولا الي اللواء اشرف عبدالله.
و اليوم صدق وزير داخلية الانقلاب محمد ابراهيم علي حركة تنقلات هي الاوسع في تاريخ الوزارة حيث وقع الاختيار علي اللواء شعيب صيام كمساعد الوزير لقطاع الامن المركزي و ربما أختيار هذا الاسم بالتحديد يحمل في دلالاته نمط من العنف من قبل جهاز الامن المركزي ربما يزيد عن سابقه لما للمسؤل الجديد عنه من وقائع لم تحمل الا صداما مع الشعب و المتظاهرين بالأخص.
و بالعودة الي تاريخ اللواء شعيب صيام كما رصدته بوابة يناير نجده قد عين من قبل وزير داخلية مبارك حبيب العادلي في قطاع الامن المركزي و عمل قائدا في القطاع لمنطقة الجيزة عدة سنوات في عهد حبيب العادلي
و قد ورد أسم صيام في دفاتر أحوال غرفة عمليات رئاسة قوات الأمن المركزى فى الفترة من 25 يناير إلى 2 فبراير 2011 و التي كشفت عنها النيابة العامة في تحقيقاتها.
حيث جاء في البند رقم 137 أحوال، الساعة 2.30 مساء، أخطر اللواء عبدالعزيز فهمى اللواء شعيب صيام بتوجيه تشكيلات من منطقة الجيزة للكبارى المؤدية إلى محافظة القاهرة لمنع المتظاهرين من الوصول لميدان التحرير.
و مع نجاح ثورة يناير و رحيل المخلوع مبارك و وزيره حبيب العادلي و تعيين اللواء منصور العيسوي وزيرا للداخلية كما تقول بوابة يناير تم إسناد له منصب مدير إدارة عامة بقطاع الأمن المركزى .
و ظل في هذا المنصب طوال السنوات الثلاثة الاخيرة و التي شملت مواجهات دموية و عنيفة بين قوات الامن المركزي و المتظاهرين بدءا من محمد محمود و التي كان يدير معاركها بنفسه من قلب الاحداث و كان متواجدا مع قوات الامن في شارع محمد محمود و مجلس الوزراء وصولا الي أحداث الاتحادية. 
و التي كانت السقطة الاكثر بروزا في سيرة هذا الرجل فقد كان صيام هو قائد قوات تأمين محيط قصر الاتحادية و الذي أشرف على عملية السحل الشهيرة للمواطن حمادة صابر و التي وصلت الي تعريته وهو المشهد الذي أزعج المصريين بعدما تناقلته الكاميرات و الذي وضح فيه بما لا يدع مجال للشك العنف المفرط من قبل الداخلية في الاعتداء على المتظاهريين السلميين و إهانتهم و سحلهم و تعريتهم .

شاهد ما تفعله الدعاية الصهيونية في اوربا لتزييف الحقائق



باحث أمريكى.. رؤساء مصر والاردن والسعودية والامارات يكرهون حماس أكثر من إسرائيل


عبد الفتاح السيسي (AFP)


تُسلط الصحيفة الأمريكية المشهورة "نيو يورك تايمز" الأضواء على علاقة العداوة ما بين الدول العربية وحماس- يوضح ذلك باحث أمريكي: "صمت الدول العربية يصمّ الآذان"

"في حرب إسرائيل الأخيرة ضدّ المقاتلين في غزة قبل سنتين، واجهت إسرائيل ضغطًا قويًّا من دول عربية غير صديقة لإنهاء الحرب. لكن هذه المرة، الوضع يختلف"، هكذا افتتحت إحدى الصحف المعتبرة في العالم، نيو يورك تايمز"، في مقالها هذا الصباح، يوم الخميس، على العداوة بين دول عربية كثيرة وبين حماس.
"الاشمئزاز والخوف لدى الدول العربية فيما يخص الإسلام السياسي قويان جدًا، حتى إنهما يتغلبان على حساسيتها لبنيامين نتنياهو". هذا ما اقتُبس من كلام أهارون ديفيد ميلر في "نيو يورك تايمز"، وهو باحث في معهد ويلسون في واشنطن الذي كان مشاركًا في عدة محاولات وساطة في الشرق الأوسط.
"لم أر أبدًا وضعًا كهذا، يقبل فيه الكثير من الدول العربية القتل والدمار الدائر في غزة وكذلك ضرب حماس. صمتها، يصم الآذان".
حسب تقديرات الصحيفة، هذه العداوة هي التي تجعل الدول العربية تجر رجليها نحو الوصول إلى تهدئة للقتال الدائر بين إسرائيل وحماس.
تتخذ السعودية، المملكة الأردنية، اتحاد الإمارات العربية، جانبًا من الموقف المصري وتبارك مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي. لا تتهم نفس الدول حسب "نيويورك تايمز"، إسرائيل بأي اتهام، وتتطرق فقط لسفك دماء المدنيين الأبرياء، الذين يدفعون ثمن المواجهة العسكرية التي ليس لهم فيها أية مسؤولية.
العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (AFP)
اتهمت أيضًا جهات مصرية رسمية حماسَ، تصريحا أو تلميحا، بالمسؤولية عن موت الفلسطينيين- حتى عندما أدانت الأمم المتحدة، مثلا، قصف مدارس الأونروا. "علينا مسؤولية تاريخية تجاه الفلسطينيين، قال دبلوماسي مصري رفيع، "حماس ليست غزة، وغزة ليست فلسطين".
"هناك التقاء بين مصالح الحكومات العربية وبين مصالح إسرائيل التقاء واضحًا"، حدّد خالد الجندي، مستشار سابق للمفاوضات مع الفلسطينيين. حسبما يقول، يكاد صراع مصر مع تصاعد الإسلام السياسي في أرضها وصراع إسرائيل مع المسلحين الفلسطينيين يتطابقان.
"تميل كفة الربيع العربي إلى صالح إسرائيل، أكمل المستشار الفلسطيني السابق الجندي، "وذلك لأنها مالت في الماضي للجهة الأخرى. لكني لا أظن أن القصة ستنتهي عند هذه النقطة".

أنشودة "زلزل زلزلة " لحماس تلقى رواجا واسعا لدى الإسرائيليين

بالعبرية
بالعبرية

تكشف الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة أحيانا عن جوانب ظريفة، رغم أنها حرب دامية لكلا الطرفين. واحد من هذه الجوانب هو أنشودة حماس "تقدم! زلزل زلزلة" باللغة العبرية، والتي نشرتها حركة حماس بهدف بث الذعر في نفوس الإسرائيليين في إطار حربها النفسية. لكن الإسرائيليين أبدوا اهتماما كبيرا في الأنشودة، حيث امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بنسخ من الأنشودة العنيفة.

صهاينة يتظاهرون ضد صحفي اصيب في الحرب يعترض على العدوان على غزة

أمنون أبراموفيتش هو صحفي إسرائيلي معروف، والذي يعمل محللاً سياسيًا للقناة الثانية، ومعروف في كل بيت إسرائيلي. كثيرًا ما يعبّر عن مواقفه الشخصية، كونه محللاً، تلك المواقف المعروف عن يساريتها وليبراليتها، ولا يخشى أن يوجه نقدًا شديدًا ضدّ القيادة السياسية والعسكرية في إسرائيل. وصل 150 ناشطًا من اليمين؛ ممن لم تعجبهم انتقاداته في هذه المرحلة، للتظاهر أمام مركز البث الذي أقامته القناة الثانية في تل أبيب خصيصًا من أجل البث الخاص بالحرب على غزة.
تعرض أبراموفيتش، عندما طلب الخروج من مركز البث، لهجوم من قبل المتظاهرين ونعتوه "خائنًا" و "إرهابيًا" حتى أن هناك من هتفوا ضدّه قائلين "خسارة أنك لم تُقتل في الحرب" وهتافات أخرى وتمنيات قاسية، بينما هم قريبون جدًا منه ولم يسمحوا له بالخروج.بعد أن صعّب المتظاهرون إمكانية الدخول إلى النطاق، تم تخليص أبراموفيتش بواسطة سيارة قائد شرطة منطقة المركز.
هنا علينا أن نقول أنه معروف بأن أبراموفيتش ضحى بحياته من أجل البلاد، بينما تم استدعائه، في حرب تشرين، كجندي احتياط بصفته قائد دبابة؛ وفي اليوم الثالث من الحرب أصيب في معارك في منطقة قناة السويس. أصيب أبراموفيتش بحروق شديدة في وجهه وجسمه ولكنه تابع قيادة الدبابة لمعرفته أنه كان فيها أشخاص بعد. نال وسام قائد الأركان تكريمًا له على شجاعته والتزامه بالقيام بواجبه.
ما زالت آثار الإصابة بادية على وجه ويدي أبراموفيتش؛ الذي خضع لعملية إعادة تأهيل طويلة جدًا؛ بعد الحرب، تضمنت 60 عملية جراحية، ولهذه قصته معروفة للجمهور الإسرائيلي. أثارت هتافات "الخائن"، التي تعرض لها، معارضة شديدة ونقدًا لاذعًا، سواء كان في وسائل الإعلام العادية، أو بالتحديد في مواقع التواصل الاجتماعية؛ حيث دافع الكثيرون عنه.
"كل من ينعت أو نعت أمنون أبراموفيتش بالخائن هو مؤيد لحماس وفقط بالصدفة تم ختانه"،كتب أحد كاتبي الردود. ركّزت العناوين والأخبار التي نُشرت في الصحف وعلى مواقع الإنترنت على مساهمة أبراموفيتش التي قدّمها للدولة وعلى تاريخه كمحارب.
كذلك وقفت القناة الثانية إلى جانبه، ونشرت تصريحًا مفاده أن "أمنون أبراموفيتش هو واحد من أهم المحللين في إسرائيل. وهو يعكس قيم شركة أخبار القناة الثانية - الإخلاص - العمق، النقد وإظهار الحقيقة. نحن فخورون أن أبراموفيتش - إسرائيلي صهيوني، جندي مقلد بوسام، وصحفي لديه إنجازات كثيرة - يُصنف مع فريق الأخبار على أنه الجهة التي يفضل الجمهور متابعتها هذه الأيام..."
نشر رفاقه في الوحدة، الذين حاربوا إلى جانبه في حرب تشرين، رسالة دعم. "وقعت في الأيام الأخيرة حادثة مريعة حين تعرض مقاتل الكتيبة، الذي تعرض لإصابة شديدة جدًا في الحرب، لهتافات وإهانات وتم نعته بأنه خائن؛ من قبل أشخاص رعاع يثيرون القرف والاشمئزاز. تم نعت أمنون، الذي نال وسام الشجاعة في الحرب، بهذه العبارات من قبل أشخاص لم ولن يصلوا إلى كاحله بالشجاعة والاستعداد للتضحية بحياته من أجل الدولة. نحن، رفاقه في حرب تشرين، نود أن نعبّر عن اشمئزازنا من تلك الحادثة".