أمنون أبراموفيتش هو صحفي إسرائيلي معروف، والذي يعمل محللاً سياسيًا للقناة الثانية، ومعروف في كل بيت إسرائيلي. كثيرًا ما يعبّر عن مواقفه الشخصية، كونه محللاً، تلك المواقف المعروف عن يساريتها وليبراليتها، ولا يخشى أن يوجه نقدًا شديدًا ضدّ القيادة السياسية والعسكرية في إسرائيل. وصل 150 ناشطًا من اليمين؛ ممن لم تعجبهم انتقاداته في هذه المرحلة، للتظاهر أمام مركز البث الذي أقامته القناة الثانية في تل أبيب خصيصًا من أجل البث الخاص بالحرب على غزة.
تعرض أبراموفيتش، عندما طلب الخروج من مركز البث، لهجوم من قبل المتظاهرين ونعتوه "خائنًا" و "إرهابيًا" حتى أن هناك من هتفوا ضدّه قائلين "خسارة أنك لم تُقتل في الحرب" وهتافات أخرى وتمنيات قاسية، بينما هم قريبون جدًا منه ولم يسمحوا له بالخروج.بعد أن صعّب المتظاهرون إمكانية الدخول إلى النطاق، تم تخليص أبراموفيتش بواسطة سيارة قائد شرطة منطقة المركز.
هنا علينا أن نقول أنه معروف بأن أبراموفيتش ضحى بحياته من أجل البلاد، بينما تم استدعائه، في حرب تشرين، كجندي احتياط بصفته قائد دبابة؛ وفي اليوم الثالث من الحرب أصيب في معارك في منطقة قناة السويس. أصيب أبراموفيتش بحروق شديدة في وجهه وجسمه ولكنه تابع قيادة الدبابة لمعرفته أنه كان فيها أشخاص بعد. نال وسام قائد الأركان تكريمًا له على شجاعته والتزامه بالقيام بواجبه.
ما زالت آثار الإصابة بادية على وجه ويدي أبراموفيتش؛ الذي خضع لعملية إعادة تأهيل طويلة جدًا؛ بعد الحرب، تضمنت 60 عملية جراحية، ولهذه قصته معروفة للجمهور الإسرائيلي. أثارت هتافات "الخائن"، التي تعرض لها، معارضة شديدة ونقدًا لاذعًا، سواء كان في وسائل الإعلام العادية، أو بالتحديد في مواقع التواصل الاجتماعية؛ حيث دافع الكثيرون عنه.
"كل من ينعت أو نعت أمنون أبراموفيتش بالخائن هو مؤيد لحماس وفقط بالصدفة تم ختانه"،كتب أحد كاتبي الردود. ركّزت العناوين والأخبار التي نُشرت في الصحف وعلى مواقع الإنترنت على مساهمة أبراموفيتش التي قدّمها للدولة وعلى تاريخه كمحارب.
كذلك وقفت القناة الثانية إلى جانبه، ونشرت تصريحًا مفاده أن "أمنون أبراموفيتش هو واحد من أهم المحللين في إسرائيل. وهو يعكس قيم شركة أخبار القناة الثانية - الإخلاص - العمق، النقد وإظهار الحقيقة. نحن فخورون أن أبراموفيتش - إسرائيلي صهيوني، جندي مقلد بوسام، وصحفي لديه إنجازات كثيرة - يُصنف مع فريق الأخبار على أنه الجهة التي يفضل الجمهور متابعتها هذه الأيام..."
نشر رفاقه في الوحدة، الذين حاربوا إلى جانبه في حرب تشرين، رسالة دعم. "وقعت في الأيام الأخيرة حادثة مريعة حين تعرض مقاتل الكتيبة، الذي تعرض لإصابة شديدة جدًا في الحرب، لهتافات وإهانات وتم نعته بأنه خائن؛ من قبل أشخاص رعاع يثيرون القرف والاشمئزاز. تم نعت أمنون، الذي نال وسام الشجاعة في الحرب، بهذه العبارات من قبل أشخاص لم ولن يصلوا إلى كاحله بالشجاعة والاستعداد للتضحية بحياته من أجل الدولة. نحن، رفاقه في حرب تشرين، نود أن نعبّر عن اشمئزازنا من تلك الحادثة".