17 يوليو 2014

مجازر المالكي وإيران في العراق مدعاة لموقف عربي حازم ، والمرجع الصرخي واتباعه إنموذجاً !.

د. عمر الكبيسي
أولاً : لم تكن إجراءات الإبادة والتعسف الذي واجهت به سلطة المالكي وجيشه وميليشياته شخص المرجع الشيعي العروبي محمود الصرخي واتباعه ومقراته في كربلاء بشكل مركز ومحافظات الديوانية وبغداد والبصرة والنجف والتي تضمنت القصف الجوي والمواجهة العسكرية وحرق المكاتب والمساكن ومن ثم جرفها بالمعدات الآلية وبشكل غير انساني ومقرف ، أمر مستغرب ، فلقد عودنا السيد المالكي على هذا النمط من التعامل اللا إنساني والهمجي مع كل من يعارض او مجرد ينقد نهجه وسلوكه في قيادة البلد وما انتجته هذه السياسة من محن وأزمات . لقد تعاملت سلطة حزب الدعوة بالمثل في مجزرة الزركه وفي صولة الفرسان مع الصدريين في البصرة .
ثانياً : لم يتجاوز السيد الصرخي في حديثه عن محنة العراقيين بعد الاحتلال الامريكي للعراق مستوى الوصف الواقعي للمشهد الدموي الذي انتجته الطائفية السياسية في العراق بسبب النفوذ الايراني المستفحل ومحاولات استغلال المرجعية وفتاويها لتبرير هذه السياسات ،وذلك ما يتوافق عليه مجمل الخطاب التحليلي الوطني والعربي والدولي رسميا واعلاميا . لم يهدد السيد الصرخي احدا بالقتال او الجهاد او العنف بالسلاح ولم يتجاوز مبدأ الامر بالمعروف والنهي عن المنكر باللسان والكلام الذي لا يحسب لا شرعا ولا عرفا نمطا من انماط الارهاب والعنف بل هو واجب شرعي منصوص عليه بالكتب السماوية ومعارضة سلمية متحضرة مكفولة بالقوانين الوضعية . فيما يعده الداعية المالكي موقفا يخضعه لمضمون المادة 4 ارهاب ويحسبه من دواعش الشيعة في قاموسه الشيعي الإمامي ؟ أو ليس في ردة فعله هذه لحديث مرجع إمامي كالسيد محمود الصرخي الحسني معترف فيه تشويه للمذهب والدين واستخدام للعنف والارهاب من خلال استغلال السلطة وتجاوز للقضاء ومخالفة لأبسط متطلبات حقوق الانسان المتحضر ، اين هي حرية الانسان وحرية المعتقد والدين ؟ وأين هي الديمقراطية التي يتمشدق بها هذا الداعية الاسلامي المتخلف ؟. وأين تسامح الإسلام وسلمه من واقع الحال العراقي ؟. ما مبرر تمسك المالكي بالولاية الثالثة وهو يدرك واتباعه وانصاره ماذا سيؤدي له هذا التمسك بالولاية ؟. ألم ينصح السستاني بضرورة التغيير ، ويمتنع جهارا وتكرارا عن مقابلته ، ودافع عن المرجع السيد النجفي وفتواه بتحريم اعادة انتخاب المالكي ؟ ولماذا يعارضه المالكي في رأيه بينما يتخذ من فتوى السيد السستاني بتشجيع التطوع في الجيش ذريعة للتجييش الطائفي وتسليح الميليشيات التي تعبث بأمن المدن وبغداد بالذات .
ثالثاً : أي دين هذا وأي مذهب ، بل أي قانون لحقوق الانسان يجيز السكوت عن جريمة نزوح ما يتجاوز اكثر من مليون ونصف نازح عراقي بلا سكن وطعام او خدمات بسبب حرب طائفية اهلية وميليشياوية تشنها سلطة طائفية على مكونات عراقية اساسية تستهدف الانسان والثروة والخدمات وتسندها أميركا وروسيا وايران وسوريا ومرجعيات دينية بالمال والرجال والإمداد العسكري الأرضي والجوي. تدخل ايران عسكريا لم يعد خفيا ، و وجود الارهاب والعنف الطائفي المنظم بين الأطراف المتصارعة جلي واضح ، والإسناد الاعلامي والمعنوي والمرجعي لمزيد من التأجيج والتجييش الطائفي يشكل سمة واضحة لهذه الصراع الدائمي ، وحين يتصدى أهل الحكمة والمعرفة من علماء الاسلام والمراجع المعتدلة لحرب كهذه بالنصح والرشد والسداد وكشف حقائق الأمور وعواقبها ، يتم التعامل معهم من قبل السلطة بكل هذه الغضاضة والإبادة والتصفية الجسدية . هكذا عومل السيد الصرخي ومن قبله السيد احمد الحسني البغدادي وحسين المؤيد والطائي من قبل السلطة الحاكمة بسبب عروبيتهم و وطنيتهم واستنكارهم للنفوذ الايراني العدواني في السياسة العراقية .
رابعاً : والسيد الصرخي مزدوج التحصيل العلمي والشرعي فهو مهندس مدني ومجتهد شرعي بتحصيل ودراسات حوزوية عراقية ومن المدرسة الصدرية وهو في متوسط العمر لا يستطيع المالكي ان يصفه بالخرف كما وصف المرجع النجفي حين عرّاه على حقيقته وافتى بعدم جواز انتخابه ولم يتردد المالكي من اعتقال طلبته وتطويق مكتبه في حينها .
خامساً :يعتبر المالكي كل خطاب وطني عروبي نابع من صميم الوسط الشيعي في العراق تهديد مباشر لمشروع ايران التوسعي في المنطقة ولهذا يتصدى المالكي لقمع وتصفية وإبادة كل فكر عروبي عابر للطائفية ويوحد السنة والشيعة بمشروع وطني يؤسس لدولة مدنية عراقية عصرية .
سادساً :لقد آن الأوان لان تدرك الدول العربية لنظمة وشعوب وجامعة ان السلطة الحاكمة في بغداد تبيد الشعب العراقي على خلفية مشروعها الطائفي الصفوي وتسعى لطمس هوية العراق العروبية وان النظام الإيراني يسعى بكل امكانياته البشرية والتسليحية لدعم استمرار حرب الإبادة بذريعة الأرهاب وداعش وأكبر دليل على ذلك هو الاسلوب الذي تعامل المالكي وجيشه وميليشياته مع المرجع العربي السيد الصرخي واتباعه لا لشيء الا لأنه انتقد التجييش الطائفي والنفوذ الايراني الذي يدعم السلطة الطائفية في العراق ويستهدف عروبة العراق وهويته . مطلوب من الجامعة العربية ومنظمة الغمل الاسلامي ودول العالم الحر استنكار التدخل الإيراني والتجييش الطائفي لمجابهة الثوار والمنتفضين في العراق وفي سوريه واستمرار السلطتين الحاكمة فيهما بإبادة شعبيها بشتى واقسى أساليب القصف والتدمير والإبادة للسكان والمدنيين وتتعمد نزوحهم من مناطقهم ومدنهم تمهيدا لعزلهم وذلتهم وطمس هويتهم .
إيران تقصف قرى ومدن الحدود الشمالية وتوقع بسكانها العرب المسيحين واليزيدية خسائر بشرية ومادية كبيرة. طائرات سوخوي بقيادة طياريين ايرانيين يقصفون القائم والرطبة وصلاح الدين والأنبار ويلحقون باهلها الويل والثبور لمنع النازحين من العودة الى مدنهم في رمضان .

الميليشيات التي تغذيها إيران وقوات جيش القدس متواجده في الساحة وسليماني صاحب القول الذي يجب ان ينفذ وهو الذي يأمر بالترشيح ويسمي السلطة بشخوصها والكل له راضخون .

سابعاً: أما العرب فلا نسمع منهم استنكارا او استذكارا ، والكل يشكرها على العون الذي تقدمه لملايين النازحين ! ، وكأن المشكلة كلها هي الإعانات وليس المشروع الخطير الذي تتبناه إيران بكل ما تملك من وسائل وطاقات . النازحون والمحافظات الست محاصرة طبيا ، لا يدخلها دواء ، مرضى الفشل الكلوي في الموصل منهم على غسيل الكلية اكثر من 300 مريض لا تتوفر لهم وسائل الغسيل من مستلزمات ومحاليل والمراكز الصحية تخلو من الضمادات والسوائل الوريدية وأدوية الاسعاف الأولي ، ناهيك عن مرضى السكري وارتفاع ضغط الدم ومرضى القلب !. أين المنظمات الانسانية العربية منها والدولية ؟.
العرب السنّة يعاقبون بذريعة (داعش) ، حارث الضاري وعزت الدوري وقادة الجيش السابق وفصائل ثوار العشائر والمقاومة كلهم داعشيون ! والعرب الشيعة عندما ينتفضون لعون ونصرة اخوتهم السنة العرب يبادون ويسمونهم دواعش الشيعة ‘ هكذا وصموا المرجع العربي محمود الصرخي الحسني وأبادوا اتباعه كما ابيد منتفضي الزركه من قبل ، والمراجع البغدادي الحسني وحسين المؤيد والخالصي وغيرهم يعاملون على نفس الشاكلة ! ، وكأن إرهاب ميليشيات العصائب والبطاط وبدر والباسيج ولواء ابو الفضل العباس ومقاتلي حزب الله في سوريا ليسوا إرهابا ، والاعلام ينشر يوميا صور المعتقلين و وسائل تعذيبهم وقتلهم ، أي إنصاف هذا ؟
المشروع الإيراني كما تدرك كل الأنظمة العربية المجاورة لا يحده العراق المنكوب ، بل هو مشروع للمنطقة العربية كلها ، والمشروع الطائفي هو ذريعة وليس حلاً حقيقيا لتفادي الأزمة ، يجب أن يكون للعرب مشروعهم الوطني والعروبي ، قبل فوات الأوان ! سكوتهم ذل وهوان .
من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميتٍ إيلام
في 5 تموز 2014 .

فضيحة..القناة الثانية العبرية:الإمارات مولت هجوم إسرائيل على غزة

أكدت القناة الثانية العبرية، أن دولة الإمارات العربية المتحدة كانت على علم مسبق بالهجوم الإسرائيلي على غزة، مشيرة إلى اجتماع سري جرى نهاية الشهر الماضي بين وزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد، ونظيره الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان، لبحث خطط القضاء على حركة حماس.
وكشفت القناة، عن أن بن زايد اجتمع على انفراد بوزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي على هامش اجتماع لعدد من وزراء خارجية دول الخليج والأردن بوزير الخارجية الأمريكي جون كيري، وبحثا التطورات التي يشهدها الشرق الأوسط خاصة على الصعيد الفلسطيني.
وأكدت القناة، أن دولة الإمارات العربية أبدت استعدادا لتمويل خطط الهجوم على غزة شريطة القضاء على حركة حماس نهائيا، بحجة ارتباطها بجماعة الإخوان المسلمين.
كما تحدثت القناة عن لقاء آخر جرى قبل أيام في العاصمة أبو ظبي، جمع أحد الوزراء الإسرائيليين بابن زايد ومستشاره للشئون الأمنية محمد دحلان، القيادي السابق في حركة فتح، والمعروف بعلاقته الجيدة مع دول الخليج، والذي يقيم في الإمارات منذ طرده من قطاع غزة وفصله من الحركة الفلسطينية.

فيديو .. قناة إسرائيلية تشيد بحياة الدرديري لـ”شعورها بمعاناة الإسرائيليين”

أشادت قناة تلفزيونية إسرائيلية بالإعلامية حياة الدرديري، وذلك بعد كشفها عن موقفها علنا و''مطالبتها الكيان المصري القيام بمساعدة إسرائيل للقضاء على حماس''.
وذكر الموقع الإليكتروني لقناة ''روسيا اليوم''، أن القناة الثانية الإسرائيلية، اقتبست أقوال درديري التي جاء فيها أنه ''لا توجد علاقة محبة بين الحكومة المصرية الجديدة والحركة، هذا لأنها كانت تساند الرئيس المعزول محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين''.
ووصفت القناة حياة الدرديري بأنها واحدة من ''عشرات الإعلاميين الكارهين لحماس، الذين رأوا أنها تآمرت على الكيان المصري، وشنت هجومات إرهابية بالتنسيق مع جماعة الإخوان المسلمين''، وأنها ''تشعر بمعاناة الإسرائيليين''.
واعتبرت الدرديري -بحسب الموقع- أن ''الشعب المصري الذي أصبح واعيا لكل هذه المؤامرات، لن يقبل من قواته المسلحة إلا ضرب بؤر الإرهاب في غزة، وتدمير حماس بعمليات عسكرية''.
وأضافت: ''نحن كمصريين لن ننسى حين اعتدت حماس على السيادة المصرية، وشاركت في اقتحام السجون، وساعدت في قتل الأبرياء أيام ثورة 25 يناير''.
ورفضت درديري، إرسال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة الذي يتعرض لعملية عسكرية إسرائيلية.

منير شفيق يكتب : رفض المبادرة وتوحيد النضال الفلسطيني

هل من المعقول أن أسوأ ما تواجهه المقاومة والشعب في قطاع غزة يتمثل في المبادرة المصرية المدعومة عربياً وليس ما واجهاه من حصار وصواريخ وحرب إبادة من قبل العدو الصهيوني؟
فالعدوان الصهيوني وبالرغم من مخاطره وما يحمله من دمار وشهداء وجرحى إلا أنها الحرب ومواجهة العدو. وهنا أثبت الشعب صموداً اسطورياً وأكدت حماس والجهاد والجبهة الشعبية وفصائل المقاومة التي شاركت في القتال ثباتا بطولياً في المواجهة والاشتباك بالصواريخ حتى ظهر للقاصي والداني أن المقاومة تقف نداً في المعركة بل أصبحت كفها الراجحة باتجاه إنزال الهزيمة بالعدوان. وما كان ينقص الوصول إلى النصر العسكري على العدو المتهالك المأزوم وداعميه من امريكا إلى أوروبا غير تضامن مصري وعربي حقيقي مع المقاومة دعماً لمواقفها وأهدافها.
ولكن بدلاً من ذلك، ماطل وزراء الخارجية العرب قبل أن يجتمعوا وقد أُتيحَ الوقت الكافي للعدو لإنزال الهزيمة بالمقاومة. وما أن اجتمعوا حتى تمخض الاجتماع عن دعم لمبادرة مصرية تتضمن وقفاً لإطلاق النار وبهذا قدّم طوق النجاة للعدو بعد أن فشل في تحقيق أهداف العدوان وتراجع عن تهديده بالتحرك براً. والدليل أن العدو وافق فوراً على المبادرة قبل أن تعرض على فصائل المقاومة. وهكذا بدلاً من الوقوف دعماً للمقاومة، يتحول الموقف المصري العربي إلى وسيط. وهذا يذكرنا بالتآمر الذي تعرضت له المقاومة في جنوب لبنان في حرب تموز 2006 وذلك باستصدار قرار 1701 لوقف إطلاق النار وإدخال قوات دولية فيما كان الجيش الصهيوني مهزوماً وكانت المقاومة منتصرة في الميدان.
ولهذا الحذار كل الحذار من أية وساطة لا تقف إلى جانب المقاومة وشعب فلسطين ولا تستجيب للشروط التي تضعها المقاومة لوقف القتال.
إلى هنا يجب أن توضح الصورة جيداً: لقد بدأت المعركة بانطلاق ارهاصات انتفاضة في الضفة الغربية إثر اجتياحها بعد أسر الجنود الثلاثة ثم اندلعت المواجهات في شعفاط والخليل بعد مقتل الفتى محمد أبو خضير بحرقه حياً وانطلقت هبة شعبية في مناطق فلسطين ال48 مما أخذ يتهدد الاحتلال والاستيطان بانتفاضة شاملة وهو ما دعا حكومة نتنياهو إلى العدوان بالصواريخ على قطاع غزة لتحويل الأنظار عن تداعيات جريمة مقتل محمد أبو خضير ولكنه فوجئ بأن المقاومة كانت على أهبة الاستعداد للرد الفوري الواسع بالصواريخ التي وصلت إلى حيفا شاملة القدس وتل أبيب وعشرات المدن والمستوطنات والمواقع الاستراتيجية.
وبهذا تكون الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة في معركة واحدة فرضها العدو على الجميع مما يحتم توحد الموقف في الضفة والقطاع في صوغ أهداف الرد والمواجهة فلا يقبل بخطط نتنياهو حصر المعركة في قطاع غزة.
نعم يجب أن يتوحد الموقف الفلسطيني في حرب الصواريخ في قطاع غزة وخوض انتفاضة شاملة في الآن نفسه في القدس والضفة إلى جانب استمرار الهبة الشعبية الداعمة في مناطق ال48 وتصبح الأهداف دحر العدوان عن القطاع ورفع الحصار عنه من جهة، ومن جهة أخرى دحر الاحتلال وتفكيك المستوطنات من الضفة الغربية والقدس وتحرير كل الأسرى وذلك من خلال انتفاضة متصاعدة وشاملة.
فما دامت المعركة قد فتحت وجاءت بنتائج إيجابية للمقاومة في قطاع غزة يجب أن ينتقل زمام المبادرة ليصبح فلسطينياً - عربياً – إسلامياً- أحرار العالم.
وهنا تقع مسؤولية خاصة على عاتق حركة فتح في التشارك مع كل فصائل المقاومة والحركات الشبابية في الضفة الغربية والقدس لإطلاق انتفاضة شاملة.
لقد وفر العدو الصهيوني الظرف المناسب لتوحيد النضال الفلسطيني من خلال معركة عسكرية في قطاع غزة وانتفاضة في القدس والضفة الغربية الأمر الذي يلقي الآن مسؤولية كبرى على الجميع لعدم إضاعة هذه الفرصة من أجل تحرير الضفة والقدس بلا قيد أو شرط.
لترفض المبادرة المصرية وليوحد القرار فلسطينياً في جعل المعركة واحدة وبهذا يصبح الشعب الفلسطيني هو المبادر والمحدد لاتجاه البوصلة في الصراع ضد العدو الصهيوني وعندئذ يتهيأ ظرف عربي شعبي ورسمي وكذلك إسلامي ورأي عام عالمي ، فيجد العدو نفسه ومؤيدوه في ورطة لا فكاك منها إلا بالرضوخ وذلك ليس لوقف العدوان عن قطاع غزة فحسب وإنما أيضاً إنهاء الاحتلال والاستيطان عن الضفة والقطاع بلا مساومة.
حقاً يبدو هذا الهدف صعب التحقيق أو عالي السقف ولكن إذا ما تكاتفت انتفاضة شاملة مع سلاح المقاومة مع وحدة فلسطينية وطنية وإذا ما صاحب ذلك موقف داعم عربي- مصري - إسلامي- أحرار العالم، فسيصبح الهدف قابلاً للتحقيق والسقف معتدلاً فمن ذا يستطيع أن يدافع عن استمرار الاحتلال واستشراء الاستيطان وتهويد القدس واقتسام الصلاة في المسجد الأقصى.
إن طريق المفاوضات والمبادرات والتسويات هي التي تجعل الاحتلال مكرساً والاستيطان مستشرياً والقدس تحت خطر التهويد وبقاء الأسير الفلسطيني مؤبداً.

16 يوليو 2014

فيديو .. مسئول اسرائيلي يؤكد وجود دعم من السيسي لضرب غزة



د. إبراهيم حمّامي يكتب : الصهاينة العرب

بعد حرب الفرقان وتحديداً في 27/01/2009 وفي برنامج الاتجاه المعاكس وصفت الطرف المقابل الذي ليس له من اسمه نصيب "نبيل شرف الدين" بأنه من صهاينة العرب وبأن الخارجية الاسرائيلية ربما تضيفه بعد الحلقة لقائمة "الشرف" التي أعدتها للكتاب و"المثقفين" الداعمين لها.
في 03/11/2012 وبعد اللقاء الشهير الذي تنازل فيه عباس عن صفد وحق العودة، وتحت عنوان "محمود عبّاس .. خسأت أن تمثل شعبنا" كتبت ما يلي:
"نعم محمود عبّاس أصله من صفد، ونعم هو وبكل أسف فلسطيني ...
وكذلك هناك فلسطينيون مجرمون وقطاع طرق وتجار مخدرات وعملاء...
ليس كل فلسطيني هو فلسطيني شريف أو نظيف أو وطني ...
ليس كل من يتحدث العربية بلهجة فلسطينية هو فلسطيني وطني ...
هناك صهاينة فلسطينيون ...
صهاينة القول والفعل ...
صهاينة أكثر من قادة الاحتلال وأعداء لشعوبهم أكثر من أعداء شعوبهم ....
هؤلاء لم ولن يكونوا أبداً ممثلين لنا أو لقضيتنا ...
ولن نقبل أبداً أن يتحدثوا باسمنا أو نيابة عنا..."
بالأمس 15/07/2014 وعلى شاشة الجزيرة وصف الكاتب ياسر الزعاترة الطرف المقابل له سليمان جودة قائلاً "أنت عربى صهيونى لا يمكن أن تمثل مصر"
نعم يا سادة هناك فلسطينيون وعرب صهاينة بالقول والفعل ومع سبق الاصرار والترصد، عبّاس، جودة، عكاشة، السيسي، عسكر مصر، عيال زايد وآخرون
وهناك صهاينة عرب مأجورين، يتحركون بالأموال لتحقيق رغبات من يدفع أكثر، كتاب وإعلاميون منهم من دخل قائمة الشرف أو العار الاسرائيلية في عهد خارجية تسيبي ليفني، وما زالوا يبثون سمومهم ليل نهار
وهناك صهاينة عرب حاقدون، مستعدون للوقوف مع الاحتلال فقط لأنهم ضد كل ما هو إسلامي أو وطني، منهم يساريون وناصريون وفتحاويون وغيرهم يزعمون الوطنية وهم أقرب للصهيونية
وهناك صهاينة عرب لا بالانتماء لكن بالغباء من خلال دفاعهم عن المجرمين والقتلة والسفاحين وتبنيهم روايات الاحتلال والطعن بالمقاومة والنيل منهاهؤلاء جميعاُ هم طابور خامس يعمل ليل نهار ضد قضايا الأمة وحقوقها مع اختلاف رتبهم ودرجاتهم وتأثيرهم
هناك من لا أمل منهم فقد ارتضوا واستمرأوا وباعوا أنفسهم وضمائرهم
وهناك الأغبياء بلا انتماء وهؤلاء ما زال فيهم بعض الأمل إن قبلوا تشغيل عقولهم ورفع أيديهم من امام عيونهم وإزالة أصابعهم من آذانهم
التصهين في حالتنا هو التحول لصف الأعداء عبر التاريخ وهو ليس ظاهرة فلسطينية أو عربية أو استثناء
في كل مراحل التاريخ وعند تعرض شعب ما للاحتلال يخرج صف العملاء والخونة ليقف مع المحتل، في فرنسا لإبان النازيين، وفي الجزائر تحت الاستعمار الفرنسي، وجيش جنوب لبنان اللحدي وغيرها من الأمثلة التاريخية
الصهاينة العرب ظاهرة موجودة منذ نشأة الكيان الاسرائيلي لكنها باتت أكثر علنية وظهوراً وفجورا.
يبقى أن نقول أن انحراف الأقلية وتصهينها لا يُشين الشعوب، ففي كل شعوب الأرض هناك الرخيص الوضيع النذل وهؤلاء منهم
لا نامت أعين الجبناء
*مفكر قومى ومدير مركز الشئون الفلسطينية وباحث ومحلل سياسي

صحيفة إسرائيلية: حماس وجهت لنا أكبر "إهانة"

نشرت صحيفة "إسرائيل هيوم" الإسرائيلية مقالا للكاتب ديفيد واينبرج في 15 يوليو أكد فيه فشل الحرب على قطاع غزة، وأن الإسرائيليين تعرضوا للإهانة بالهروب إلى الملاجئ.
وأضاف الكاتب أن حركة حماس كشفت عن قدرتها على إجبار 5 ملايين إسرائيلي للهروب إلى الملاجئ , وتابع "هذا أمر مهين جدا، ويعني أن كل سنتيمتر مربع من إسرائيل مستهدف".
وأشار إلى أن القبة الحديدية هي فقط التي حالت دون خسائر فادحة في الأرواح في إسرائيل, ولم يتم ردع حماس.
وأسفر العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة منذ 7 يوليو عن سقوط مائتي شهيد حتى صباح الأربعاء، فضلا عن إصابة 1490 جريحا، فيما هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حركة حماس بدفع الثمن غاليا, لأنها رفضت المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار.
وفي المقابل، كثفت المقاومة الفلسطينية إطلاق الصواريخ على إسرائيل، مما أسفر عن مقتل أول إسرائيلي عند معبر إيريز الفاصل بين إسرائيل وغزة مساء الثلاثاء الموافق 15 يوليو .
ومن المقرر أن يعلن الأربعاء نتائج اجتماع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر بقيادة نتنياهو، والذي يبحث توسيع العدوان على غزة وخيار العملية البرية في القطاع

فيديو .. الدور الأمريكي في تنصيب السيسي لمصر

المبادرة المصرية وقف للنار أم وصفة للانقسام وتبرير للعدوان- بقلم معين الطاهر

 
لم نعرف فيما مضى عن مبادرة أو وساطة بين طرفين في حرب ضروس تعلن على الهواء ودون أدنى اتصال مع طرفي النزاع، أو إن شئنا الدقة عدم الاتصال مع طرف واحد منه، وهو بلا شك طرف المقاومة. إلاّ إذا كان الهدف من ذلك إرغامه على توقيع وثيقة استسلامه، أوالتنصل من قضيته، أو عزله وحصارة وتحميله مسؤولية ما سيأتي من قصف وتدمير. بل الأدهى والأمر، أن المبادرة ليست نداء عاماً مثل ذلك الذي وجهه مجلس الأمن الدولي. بل هي مبادرة احتوت على تفاصيل كثيرة، من تحديد ساعة البدء في تطبيق وقف إطلاق النار، أو البدء في مباحثات تفصيلية، يفترض بأطرافها أن تكون متواجدة فعلاً في العاصمة المصرية وقت الإعلان عن المبادرة أو في طريقها إليها.
المباحثات التفصيليىة تبحث في آليات التطبيق عبر مباحثات غير مباشرة بوساطة مصرية، إلا أن ثمة نقاط في غاية الأهمية تطرق لها الإعلان، ولم يتركها للتفاصيل أو الاتفاق اللاحق عليها. ألا يعني هذا أنها ليست نداءً لوقف إطلاق النار، أو هدنة لبضعة أيام يتم فيها الاتفاق على الشروط عبر المباحثات اللاحقة التي سيجريها كل طرف على حدة مع الوسيط المصري. وإنما هي التزام مسبق من مختلف الأطراف بهذه البنود، وتبقى الاجتماعات التفصيلية لبحت آليات التطبيق.
أول ما يثير الريبة في بنود الاعلان ذلك البند الذي يتحدث عن وقف الهجوم البري الاسرائيلي، إذ يحوي ذلك البند تهديدا مبطنا للمقاومة بأن هذا الهجوم على الأبواب، بل ويمنح إسرائيل الشرعية والمبرر لشنه في حال تعثر جهود التهدئة. ثم ذلك البند الذي يتحدث عن وقف الاعتداءات الإسرائيلية براً وبحراً وجواً، أما المقاومة فيضيف إلى وقف اعتداءاتها البرية والبحرية والجوية!!، اعتداء من نمط جديد، وهو الاعتداء تحت الأرض، حتما لم يقصد الناطق المصري تحذير الشهداء الذين دفنوا تحت الأرض من مغبة قيامتهم وحملهم للسلاح مجددا، وإنما القصد منها هو منع المقاومة من الاستمرار في حفر الأنفاق، أو بناء منصات للصواريخ، أو أي تحصينات أخرى، حيث يعتبر ذلك من الأعمال العدائية التي تخرق الهدنة وتبيح للعدو حق ضربها. يبدو واضحا أن هذا البند هو جزء من إملاءات العدو وشروطه المسبقة، ويؤكد أن ثمة مشاورات قد جرت معه. أما ثالثة الأثافي في الشروط المسبقة فهو ربط فتح المعابر بالاستقرار الأمني، بكلمة أخرى ربط لقمة العيش باستمرار الرضوخ والخنوع وإبقاء سلاح الحصار سيفاً مسلطاً على رقاب الجماهير في غزة.
من قراءة البنود السابقة فقط يمكن التنبؤ بأجواء المباحثات التفصيلية التي تعقد في اجواء التهديد والوعيد. على الأرجح سيتراوح جدول أعمالها بين مبادرة ليفني التي تطلب تجريد غزة من صواريخها وتدمير امكانيات صناعتها مجددا، ويتم انتداب مصر والسلطة الفلسطينية للاشراف على ذلك، واقتراح موفاز بأن يتم ذلك تحت وصاية دولية شبيهة بنزع السلاح الكيماوي في سوريا. 
الى ماذا تهدف هذه المبادرة الأشبة بوثيقة استسلام؟ ولماذا في هذا التوقيت؟ وما هي احتمالاتها ونتائجها؟ اسئلة مشروعة تتلاحق في الذهن وتذكرنا بتلك الوثائق المتتالية التي كان يسلمها فيليب حبيب للمقاومة خلال حصار بيروت 1982. ما اشبه اليوم بالبارحة . ولعل نتائج هكذا اتفاق ان فرض على المقاومة كما فرض عليها سابقا الانسحاب من بيروت في ظل الحصار الاسرائيلي تتشابه، وتنذر بفرز كبير بين قوى الحق والباطل وثورة شعبية ستتجاوز هذه المرة حدود فلسطين.
اولى الاجابات تتلخص في الرغبة بتجاوز أي مبادرات أخرى وقطع الطريق نحو اي اتفاق متوازن يحفظ للمقاومة كرامتها ويحافظ على سلاحها. اضافة الى تحميل المقاومة نتائج رفض هذا الاتفاق في ذات الوقت الذي سيتم تحميلها نتائج القبول به.
حتما المقاومة أدرى بظروفها، وهي لا شك تقدر المعاناة والتضحيات التي يبذلها اهل القطاع، في ذات الوقت التي تدرك فيه خطورة هذا الاتفاق على مستقبل المقاومة والقضية الفلسطينية برمتها. من جهة سيتم تحميلها مسؤولية الرفض وتبعات التصعيد الاسرائيلي، واستمرار القتال وسط حصار عربي وسحب سوداء تنذر بتصدعات في الجبهة الداخلية الفلسطينية، في ظل الترحيب الفوري للسلطة الفلسطينية بالمبادرة. وان وافقت ستخرج ألأصوات التي صمتت خلال الحرب في غزة عن صمتها، لتذكرنا بعم جدوى هذه الحرب العبثية، وتحمل المقاومة مسؤولية الدمار والأرواح التي أزهقت دون جدوى، وتعيد تذكيرنا بمقولات التوازن في القوى وضرورة الرضوخ اليها.
قديما قال القادة الصهاينة أنهم يودون لو يبتلع البحر غزة، ولعل أول الأهداف الصهيونية في هذه الحرب، هو فصل القطاع عن المعركة الأساسية التي تجري في الضفة ضد الاستيطان والتهويد والاحتلال. وإبقائه مستكيناً مجرداً من السلاح، راكضاً وراء احتياجات الحياة اليومية التي يتم تقطيرها عليه نقطة إثر نقطة، وبعيدا عن الهم الفلسطيني العام.
أفق الحل واضحة، تمسّك المقاومة بشروطها مهما كانت النتائج وحتى لو استمر القتال وتصاعد، وحتى تتمكن من ذلك ينبغي أن يزداد لهيب الضفة، بيد الضفة وفلسطين الداخل الآن، مهمة إنقاذ غزة ونجدتها، وينبغي التصدي بحزم للأصوات النشاز التي صمت بعضها خلال القتال، ومنعها من استخلاص عبر ومبررات تتيح لها استمرار التعاون مع العدو، بل وهذه المرة الانضواء تحت جناحه.
حرب غزة هذه المرة لن تكون كسابقاتها. ستفرز على مستوى فلسطين كل فلسطين من يقف مع الاحتلال ويبرّر له قمعه لشعبنا واحتلاله لأرضنا، ومن يقف في وجه الاحتلال يقاومه بالبندقية والمقاطعة والكلمة والحجر والصمود والتمسك بالثوابت الوطنية. وهذه المرة ستتجاوز ذلك إلى العالم العربي لتعيد اصطفاف القوى من جديد بعد أن مزقتها الطوائف والمذاهب وأبعدتها عن طريق فلسطين مؤكدة لها أن طريق التغيير يمر عبر فلسطين وأن بوصلة متجهة للقدس لا تخطئ.

15 يوليو 2014

محمد رفعت الدومي يكتب : غزة .. جمرة العرب الخامسة!

الخوف هو أعمق المشاعر الإنسانية ، من أجل هذا كان هو المصدر الجذريّ للخرافات ، و من أجل هذا ابتكر الآباء الأوائل الكهوف لتحميهم من غضب الطبيعة و أساليب الكائنات المفترسة ، و هم أيضاً ، و رغبة منهم في حماية إضافية لا تكلف شيئاً ، ابتكروا الآلهة ليجعلوا منها بطقوس بسيطة يؤدونها لها دروعاً تحميهم لوقت الحاجة ، لكنها دروع ذهنية بالتأكيد .. 
مع ذلك ، في كل زمان و مكان ، كان هناك ألوان من التجمعات البشرية المسكونة بإيقاع غريب ، أشبه بالنبضات المنعزلة ، بعض المنتمين لهذه التكتلات هم الذين ابتكروا أدوات الصيد ، إذ رأوا أن خير وسيلة للدفاع الأفضل ، و لتهدئة مخاوفهم من الحيوانات الأقوي هو تبادل المقاعد ، بمعني آخر ، قرروا معاملة تلك الوحوش كفرائس لا أكثر ، و ما يحدث بعد ذلك فليحدث .. 
لسوء الحظ ، أمثال هؤلاء يعيشون دائماً علي هوامشهم الخاصة ، و يتحولون عادة مع الوقت إلي قوميات خاصة ، و إن قوميات معنوية ، ترفض الذوبان في الذاكرة الكلية و ترفض حتي تماهي أفكارها مع أفكار الآخرين ، بل و تعمل علي حماية أفكارها من المد و الجزر ، كالغجر مثلاً ، و كـ " اليهود " لقرون طويلة و حتي يومنا هذا ، و كـ " بني عامر " في الجاهلية ، و هي واحدة من أربعة تكتلات قبلية عُرفت بـ " جمرات العرب " ، لأنهم كانوا يخوضون الحروب دون تحالفات مع أي قبيلة أو قبائل أخري ، و الأهم من هذا ، لأنهم كانوا ، متي مسَّهم بغيٌ من قبيلة أخري ، مهما كانت قوتها ، لا يزنون المجازفات و لا يبحثون البدائل قبل الدخول في معركة أكيدة ، و كانت نتيجة تلك المعركة آخر ما يفكرون به .. 
ولو كان " بنو عامر " ممن يزنون المجازفات لأعلنوا الاستسلام فوراً حين تحالفت ضدهم كل القبائل العربية تقريباً في معركة " شِعْب جبلة " ، لكن ذلك لم يحدث ، بل خاضوا المعركة ببساطة الماء و انتصروا ، و لجلال هذا الحدث الجلل ، تخيل ، قبيلة تنتصر علي كل القبائل العربية مجتمعة ، صار يوم " شعب جبلة " هو اليوم الذي تؤرخ به العرب لمناسباتها الخاصة حتي تواري في ظل تاريخ الهجرة الضخم ! 
و هكذا قوميات معنوية ، تفضل العيش علي هامشها الخاص ، لأنهم الاستثناء لا القاعدة ، و لأنهم ، بنجدتهم و نبل أفكارهم في الغالب ، يفضحون ضحالة الآخرين و نذالتهم ، كانوا ، في كل زمان و مكان ، منبوذين ، يحدق الآخرون النظر إليهم بعيون سرية مزدحمة بالأحقاد ، و يكيدون لهم في الظلمة ، كحال العاهرات مع ذوات العفة ، و كحال قبيلة " الإمارات " مع " غزة " ، فلقد عرضت ، قيل ، علي " اسرائيل " ، كما يليق بقبيلة كلاسيكية ، أن تدفع كل تكاليف الحرب علي هذه القومية ذات الميول التحررية التي تشكل خطراً علي تراث القبيلة الفاشل ، كما طردت من مضاربها و خيامها الإسمنتية إمام مسجد اقترف من فوق المنبر الدعاء لأهل " غزة " ، أولئك المنتمين لجماعة " الإخوان المسلمين " ( الإرهابية ) ، تلك المتهمة بالسعي إلي نيل الحرية ، و التي تسعي لتقسيم ( الوطن ) ، و هذا خبر أكيد ! 
عن أي عروبة بعد هذا الحدث الجلل يتحدث أصحاب الحد الأدني ؟ ، عن أي عروبة أيها المغيبين تتحدثون بعدما أطلق الغدر بيننا صيحته ، و صارت بيننا دماء قديمة و دماء جديدة و دماء تتهيأ للسيلان ، تمد جذورها في كل مكان ؟
ربما اعتقد الذين لا يمضغون الواقع حتي القشرة الأكثر سمكاً أن " غزة " حين تناصب قوة كـ " اسرائيل " العداء بصدور عارية و مفتوحة علي مصراعيها لابد أنها مخطئة و غبية و عاجزة عن إدراك الفجوة الفادحة التي تفصل بينها و بين عدوها ، و هذا الاعتقاد تحديداً يلتحم بالمعني الذي تقصده " حماس " ، فواقع المقاومة لا يعترف بحقيقة الصراع و لا التحديات ، إنه اتحاد بين الأشياء و الإنسان من خلال المقاومة فقط ، يشعر المقاوم خلاله أنه مسئول عن كل شئ ، و عن العالم و عن مصيره لا عن نفسه و عن قضيته فقط ، و هنا فقط ، تلتقي الحياة و الموت في معني واحد ، فكلاهما خطوة علي الطريق ، هذا ما لا يستطيع أن يدركه الفارغون إلا من المال ، أولئك الإضافيون ، تلك الزوائد اللحمية علي جسد الدنيا ، و الحشو العفن في فراغات الإنسانية الذي يمنح الآخرين معني لوجودهم ، و هذه هي فقط سعة موجتهم في محيط الإنسانية ، تماثيل من رمل معجون ببول الكلاب الضالة و عرق العاهرات لخصيان براقة لا أكثر و لا أقل .. 
"غزة " جارتنا ، و " غزة " جمرة العرب الخامسة ، و " غزة " تشتري لنا بدمها ، كلما تبهت مرايانا ، مرآة جديدة بحجم آلام الثكالي و غضب الموتورين ، لنري فيها وجوهنا القبيحة و واقعنا العاهر ، و هي توقظ رنين الأجراس كلما يخفت لتؤكد لنا حتمية استعادة ربيعنا الذي سرقوه بقوة السلاح ، كما يسرق الشتاء من الأشجار فتنتها ، و جعلوا منه الخريف الأقل جمالاً عبر العصور ، لكن النار التي ربما تولد الآن في العتمة ، سوف تحرق كل شئ ، كل شئ .. 
إن من الضروري أحياناً أن تصدح أصوات البنادق بذبذباتها الحادة لتتفاقم في العيون هشاشة الخلفية الزائفة للمشهد الفاشل ، و يفصح عن قلبه كل خائن ، هكذا أظن ، و آخر ما أفكر فيه هو أهل " غزة " فالقتل لهم عادة ، و لابد للأفكار العظيمة أن تكون آلاماً عظيمة ، و هي في هذا عكس الرغبات الضحلة للبدو ، و ذيول البدو الخصيان الذين حصلوا علي أجورهم بإفراط ، فهي محاطة بالفراغ ، و أقل خصوبة من البغال العقيمة ، و لسوف تخيب مؤامراتهم إن عاجلاً أو قبل حلول عام " 2020 " علي أكبر تقدير ، و لسوف تذهب خيامهم أدراج الرياح ، الرياح التي تجمع الآن روائح الجبال في زجاجة " الشرق الأوسط الجديد " ، ولسوف تبقي "غزة " قومية أنيقة تسمو علي الذاتية ، أشبه بالأساطير العظيمة الخالدة .. 
لا شئ يحدث مرتين بنفس الطريقة ، لذلك ، لا تدق طبول الحرب علي " غزة " هذه المرة ارتجالاً ، حتما سوف يستدير هذا الكلام في عقولنا عندما نأخذ بعين الاعتبار السياق الزمني و الاجتماعي و الروحي الذي وُلد فيه هذا الإيقاع الردئ ، إنها طعنة متعددة الأبعاد بمباركة عربية ، و من الداخل الفلسطينيِّ ، للظاهرة الأردوغانية ، ظناً منهم أن صمت " تركيا " ، أو علي الأقل ، شحوب موقفها من هذه الحرب مختلة الموازين ، سوف يوقف زحف اسم " أردوغان " الأسطوري علي أفكار ممتلكاتهم الخاصة ، أعني نحن ، قطيعهم الذي يتوارثونه كلباً عن ظهر كلب ، حتي أن اسم " أردوغان " احتل مؤخراً مرتبة متقدمة بين أسماء المواليد في " غزة " ، و بسبب موقفه من الانقلاب في " مصر " بطبيعة الحال ، و هذا وهمٌ سوف يتبخر بالتأكيد .. 
إنه عقاب لـ " أردوغان " قبل أن يكون عقاباً لـ " حماس " علي موقفها من الثورات العربية ، - أقول " العربية " بحكم شهرتها كمفردة لفظية دالة علي منطقة جغرافية لا إشارة إلي انتماءات و جذور - ، و بسبب موقفها من الثورات العربية ، خاصة ثورة " سوريا " ، خسرت "حماس " ، للأسف ، ظهيراً صلباً ، كنت ، بصفة شخصية ، أتمني ، أكثر من أي وقت مضي ، أن يكسر هذه المرة حرارة جبهة " غزة " بتسخين جبهة " جنوب لبنان " ، أقصد " حزب الله " ، لكن ، يبدو أن الممسك بخيوط اللعبة يدرك جيداً أين يضع خطواته ، و متي يقرر سيولة المشهد من كل جانب ، لعل ذلك أقرب من قعر شيوخ القبيلة الحمقي .. 
لا خوف علي " غزة " ، فلا تتباكوا من أجلها ، و لا شأن لكم بها ، إنها سوف تتجاوز العاصفة ، و لها السابقات ، و سوف ترمم جرحها ، و عما قليل ، سوف يشاهد العالم علي الشاشات السيد " محمود عباس " في ذكري تأسيس " حركة فتح " وهو يضع " الكوفية " علي كتفيه ، و من خلفه مفتاح كبير ، يهتف من فوق المنبر بأبيات درويش : 
سجِّل .. أنا عربي / و رقمُ بطاقتي خمسونَ ألفْ / و أطفالي ثمانيةٌ و تاسعهُم / سيأتي بعدَ صيفْ / فهلْ تغضبْ ؟ 
سجِّلْ .. أنا عربي / وأعملُ مع رفاقِ الكدحِ في محجرْ / و أطفالي ثمانيةٌ ....... 
الغريب أن العالم كله يعلم أن ابنيه " ياسر " و " طارق " من أثرياءه ، و أن كليهما باشر تربية كل ثروته الأسطورية من العمل مع اليهود ، أو مع الأمريكيين برعاية يهودية ، و يكفي أن تعلم أن من بين ممتلكاتهما ، " سكاي للإعلان " ، و شركة " فيرست أوبشن بروجيكت كونستراكشن مانيجمينت " ، و " مجموعة فالكون القابضة " التي تندرج تحتها ، " فالكون للاستثمارات العامة " وتعمل في مجال الاتصالات ، و " فالكون إلكترو ميكانيك كونتراكتينج " و مقرها " عمان " و تعمل في مجال المحطات و المولدات الكهربائية ، و " فالكون جلوبل تلكوم " ، و " فالكون توباكو كومباني " المتخصصة باستيراد كافة أنواع السجائر الإنجليزية ، و " فيرست فالكون " للهندسة المدنية و الكهربائية و المقاولات و التجارة و مقرها " قطر " ، و كذلك " femc " و مقرها " دبي " ، كل هذا غيض من فيض ، و عليه ، سجِّل ، هو عربي ، يعمل مع رفاق الكدح في محجر ! 
من الواضح لكل ذي عقل أننا بصدد الحديث عن إمبراطور ، أو تاجر ، لا صاحب قضية ! 
لا تعجبني نظرتهم إلي القطيع ، كيف يتصرفون بهذه السطحية في وقت لم يعد فيه شئ بحاجة إلي تأويل ، إن علاقة و لو سطحية لهذا الرجل بـ " ياسر عرفات " تدفع كل عاقل للشك في قضية " ياسر عرفات " نفسه ، و تطعن ظاهرة " أبو عمار " في الصميم ..الحق بين ، كذلك الباطل..