>> هذا هو سر وقوف الإعلام الانقلابى ضده في يومين ثم معه في اليوم الثالث !
>> اسرائيل انحازت للسيسى لأن رئاسته ستقضى على الجيش المصرى
magdyahmedhussein@gmail.com
مازالت الناس حائرة في لغز الفضائيات التى انقضت على السيسى تنهش في لحمه وتسخر منه ومن إنفضاض الجماهير من حوله لمدة يومين كاملين ، ثم عادت وأدخلته الملحق في اليوم الثالث من التصويت ، وعادت سيرتها الأولى في الأكاذيب . وأصبح السيسى رئيسا أو كاد ووصل إلى كرسى الرئاسة منتوف الريش ، مهيض الجناح مترنحا ، متنحنحا أكثر مما كان ، البؤس يرتسم عليه وكأنه ضحية ومسكين ، يثير الشفقة أكثر مما يثير من الحنق . كيف حدث هذا ؟
هل شرب المذيعون لبن السباع عندما علموا بنزوله في أحد المولات ؟ وعندما نفد رصيدهم منه عادوا سيرتهم الأولى يتحدثون عن اكتظاظ اللجان في ساعات المساء ؟ والواقع إن أى قطة أشجع من هؤلاء ، بل هم يعتبرون الشجاعة بلاهة ، وقيمة دفنت منذ أجيال . هم مع الحاكم أى حاكم ومع جهازهم الأمنى الذى يعملون تحت سيطرته وتوجيهاته ، ويعلمون أن هذا هو الحاكم الحقيقى في الدول البوليسية ، الجهاز الأمنى أقوى من الديكتاتور نفسه لأنه ينام مستندا لسهر الأجهزة الأمنية على راحته واستقرار نظامه ، لذلك فهى دائما فوق المساءلة ، وعندما تستأجر أناسا ليسبوه لايفوته الأمر فيتصل بهم ، لماذا لاتقبضون على فلان أو تقتلوه أو تحبسوه أو تضربوه ؟ يكون الرد : يافندم نحن الذين نتركه يفعل ذلك بل نوجهه لذلك ، حتى لانترك الشارع في قبضة المعارضين الحقيقيين . فأقصى مايقوله الديكتاتور ساعتئذ عظيم . كلام معقول . ولكن يستحسن تخفيف الجرعة حتى لايسوق الناس فيها ويتشجعوا من ذلك !! وفى مثل هذه المواقف يتم الاتصال بإبراهيم عيسى وغيره لتخفيف اللهجة لبعض الوقت ، فيكتب مثلا في موضوعات فقهية أو فلسفية الخ .
الاعلامى الذى تربى في أحضان الأجهزة يدخل في يقينه أن الله في السماء والأجهزة الأمنية على الأرض . وأن الأجهزة سرمدية لاتموت ، وتعرف كل شىء وقادرة على كل شىء ، فهاهو أمن الدولة عاد بقضه وقضيضه ، وكل شىء عاد إلى أصله وأكثر . وأنت تعصى الله ألف مرة ولايحدث لك أى شىء ، ولكن عصيان الجهاز الأمنى لمرة واحدة خراب مستعجل . أذكر عندما تحدينا نظام مبارك بعد تجميده لحزب العمل وإيقاف جريدة الشعب قررنا عقد مؤتمر أسبوعى في الجامع الأزهر عقب صلاة الجمعة وكان المؤتمر تتخلله أحيانا هتافات ضد مبارك نفسه ، ويمر الأمر( مؤقتا طبعا ) ولكن عندما قام شاب مرة بالهتاف ضد أمن الدولة والداخلية ، لم يمر الأمر واختطفوه مننا وعذبوه . فالحفاظ على قدسية الجهاز ومهابته لاتقل أهمية عن الصنم الأكبر ، بل أحيانا تزيد ، لأن الجهاز هو صمام أمن النظام . وهذا قانون عالمى وليس في مصر وحدها . أذكر مرة وانا في مكتبى بجريدة الشعب أثناء صدورها في التسعينيات من القرن الماضى تلقيت مكالمة من السفارة الأمريكية ، تحتج بشدة على أن متظاهرين تابعين للحزب يهتفون ضد السفير الأمريكى ، فقلت لمحدثى : ليس لدى علم بتفاصيل مايجرى في المظاهرة فأنا في مكتبى الآن ، ولكننا عموما لا نهتف ضد السفير الأمريكى .. نحن نهتف ضد أمريكا والحكومة الأمريكية والرئيس الأمريكى ! فرد على ( وبمنتهى الجدية وبعيدا عن أى نوع من المزاح ) . ليس لدينا مشكلة أن تهتفوا كما تريدون ضد الرئيس الأمريكى ولكن الهتاف ضد السفير الأمريكى هو الذى يقلقنا !! فقلت له :رغم إختلاف الدوافع فأنا متفق معه لأن السفير الأمريكى لايعنينا في شىء فهو مجرد منفذ لسياسات واشنطن . ( انتهى الحوار ) والسفير الأمريكى في بلد كمصر لابد أن يكون عادة في المخابرات الأمريكية أو على الأقل يخضع لتعليماتها بالتجاور والتنسيق مع الخارجية الأمريكية ، ولابد أنه يدرك تماما أن المنظومة الأمنية أعلى من وزارة الخارجية ، بل وزارة الخارجية مجرد مكون من هذه المنظومة الأمنية التى تقود السياسة الخارجية .
إعلاميو الفضائيات الخاصة قبل العامة يعلمون هذه الحقائق بحكم عملهم وليس بحكم التحليلات كما يقوم العبد لله . ولايمكن تفسير سلوكهم وهو بالنسبة لى كالكتاب المفتوح ، إلا بتحليل الموقف السياسى ككل . وكل ماكتبته في سلسلة المقالات عن إعلاميى الانقلاب تحقق تقريبا ، ولكن ذكاء الخطة في الالتواء وتبادل المواقف وتقلبها وهو ما يحدث إرباكا للناس . لايزال الناس عموما سليمى الطوية ، ولايتصورون أن إنسانا إعلاميا محترفا يخرج يقول كلاما غير مقتنع به ، لا يتصور الناس ، كيف يتم تحريك إنسان بالزمبلك ، وأن يقول له : اليوم مجد في فلان ، اليوم هاجم فلان ، اليوم سياستنا كذا . وهى نفس طريقة عمل الممثلين ، ففريد شوقى في فيلم يكون وحش الشاشة ، وفى فيلم آخر يقطر عذوبة وإنسانية وغلب . ويتم تصوير ذلك على أن الاعلامى غير رأيه ، ولو كان الإعلاميون في الفضائيات الخاصة ( التى أنفقت 6 مليارات فقط في 13 قناة يملكها الأمين على سبيل المثال ) لو كان الاعلاميون يحددون ماذا يقولون فعلا لكانوا هم حكام البلاد بلا منازع !!
ويتم ترويج كلا م ساذج من نوعية أن أصحاب هذه القنوات من رجال الأعمال زعلوا من السيسى لأنه قال إنه سيأخذ أموالا منهم لبعض المشروعات ، ولوصح هذا الكلام لوقفنا مع السيسى ضد هؤلاء الجشعين ، ولكن مرة أخرى فإن رجال الأعمال أجبن من المذيعين والمعدين ( لايهتم المشاهد إلا بالمذيع ، والمذيع يلتزم بما يقول المعد ويكتبه له أو يقوله له عبر السماعة ، والمعد يجب أن يكون أمنيا أكثر من المذيع لهذا السبب ) رجال الأعمال أكثر جبنا من المذيع لأنهم أصحاب المال الوفير ، أما المذيع فيمكنه التقلب بين الفضائيات إن أخطأ ، هذا إذا تصورنا أن رجل الأعمال مستقل الإرادة أصلا عن الأجهزة الأمنية . الفاسد منهم يعرف الملفات التى ستحرك ضده إذا لم يسمع الكلام ، وغير الفاسد وهو نادر في هذا الزمان يعرف أيضا أنه يمكن أن يتحطم بسهولة عبر الضرائب أو غيرها من الوسائل .
ابحث عن المؤسسة الأمنية العسكرية
الناس مظلومة فهى لاترى إلا الظاهر ، وعندما تفتحت عيونها بعد الثورة على حكاية الأجهزة الأمنية وكانت في السابق لاتسمع إلا عن أمن الدولة ، فأصبحت الناس تقول عندما ترى شيئا أو عملا أو تصريحا غير مفهوم تقول ( شغل مخابرات !!) . أى شغل عفاريت !
قلت في مقالات سابقة إن الحزب الحاكم الحقيقى في البلاد منذ 23 يوليو 1952 هو الجيش ، كان مجلس قيادة الثورة ، ثم بدأت الأجهزة الأمنية العسكرية ، وكل الخلافات الرئيسة على الحكم في البلاد كانت بين العسكريين : أزمة مارس كانت في بدايتها إنقساما بين العسكريين ، ثم في عام 1967 صراع عبد الناصر والمشيرعامر ، وكانت المخابرات مع المشير !! ، صدام 15 مايو 1971 كان بين طرفين من آخر من تبقى من مجلس قيادة الثورة و الضباط الأحرار.
تردد الأجهزة الأمنية أن مبارك كان ضالعا في مؤامرة إغتيال السادات . أى أننا أمام صراع عسكرى – عسكرى .
النزاع بين مبارك وأبى غزالة وتم حله بهدوء بإزاحة الأخير .
والنزاع بين المؤسسة العسكرية ومبارك بسبب مشروع توريث ابنه للحكم . ومن أطرف ما قرأت على لسان أحد وكلاء المخابرات : أن سوزان قالت لعمر سليمان أثناء حكم مبارك : جمال ده أنا ربيته وشلته على كتفى عاوزين تحرموه من الحكم !!
المؤسسة العسكرية ، الحزب الحاكم ، كبرت وتشعبت فبعد القوات النظامية والأفرع الثلاث الشهيرة : البرية والبحرية والجوية ، فهناك فروع أخرى – اقتصاد ومشروعات – كليات ونظام تعليمى متكامل – معاهد وأكاديمية ناصر – الرقابة الادارية الخ . ولكن ظلت القيادة في الرئيس العسكرى والمجلس العسكرى والأجهزة الأمنية العسكرية وأهمها ثنائية المخابرات العامة والحربية ، حيث برهنت الأيام أن المخابرات الحربية أكبر مما كنا نتصور وأكثر توغلا في الحياة المدنية والسياسية أكثر مما كنا نتصور .
وكان هذا الحزب الحاكم العسكرى مختلفا فيما بينه بعد ثورة 25 يناير في كثير من الأمور والتفصيلات أثناء عملية تسليم السلطة للمدنيين ، ومتى وكيف ؟ ولكنه كان خلافا في التفاصيل والتكتيكات ثم كان الحزب العسكرى على قلب رجل واحد في الاطاحة بمرسى . وظل كذلك لفترة من الوقت . ولكن ظهرت خلافات لأكثر من سبب :
أولا : ترى المخابرات العامة أنها هى الأولى بالقيادة لدورها الشامل وتاريخها العريض وأنها هى العقل المفكر للحزب العسكرى ، ولمصر طبعا . وسأكرر ماقلته من قبل مرارا سرا وعلنا : إننا مع دور صحى للمخابرات العامة يبدأ بالتركيز على العدو الحقيقى الصهيونى الأمريكى وينتهى بإنهاء دورها البوليسى الداخلى في تصفية الأحزاب الوطنية واختراقها . وأن المخابرات الوطنية رغم أهميتها القصوى في مواجهة التحديات الخارجية غير مؤهلة لتكون الحزب الحاكم كما يروج ممثلو الجهاز في العمل السياسى ولكن من الطبيعى أن تكون من مكونات السلطة الأساسية .
ولكن دعونا نعود لتشخيص الحالة . ترى المخابرات العامة أنها أحق بالقيادة من المخابرات الحربية ، وهى على حق إذا وافقت على مبدأ الحكم العسكرى ! لأنها مؤسسة على نحو أكثر شمولية من المخابرات الحربية التى من المفترض ألا تعمل إلا في صفوف القوات المسلحة أو تخترق العدو ( الاستطلاع ). وكان هذا سبب خلافات كثيرة بين المخابرات والمجلس العسكرى في عهد طنطاوى لأن طنطاوى كان يميل للمخابرات الحربية باعتبارها تابعة له ، في حين أن المخابرات العامة طول عمرها تابعة للرئاسة . ومع تصاعد دور السيسى تأكد علو المخابرات الحربية على العامة وهو أمر غير مقبول بالنسبة للأخيرة ، إذن نحن أمام صراع حزبى تعددى بين حزبين أو جناحين في المؤسسة العسكرية الحاكمة ، وعادة الصراع بين من هم في الحكم يكون شرسا وعنيفا ، أكثرعنفا وشدة من التعامل مع المعارضين ! تقولون كيف ؟ أقول لم يتعرض أى سياسى معارض حتى الآن لمحاول إغتيال جادة ( الحمدلله ) ولكن تعرض عمر سليمان في أيام الثورة . وهذه كانت محاولة من جمال مبارك بالتعاون غالبا مع المخابرات الحربية ، لأن المحاولة كانت احترافية وخطيرة . وجمال كان يعرف أن عمر سليمان هو المرشح ليكون نائبا لمبارك ومرشحا ليرث الحكم وهذا ما جرت محاولات عدة لتنفيذه آخرها ما حدث في الأيام الأخيرة للثورة بل تسلم عمر سليمان الحكم بالفعل لعدة أيام .
ثانيا : من الطبيعى أن تثور نغمة معارضة للسيسى داخل الجيش ليس على خلفية الخلاف بين الجهازين والتصارع على السلطة فحسب ولكن على خلفية إنحطاط كفاءة السيسى ، ولاشك أن بالجيش عقلاء وناس بتفهم بغض النظر عن رأينا في مواقفهم السياسية ، وقد رأينا في أحد التسجيلات كبار الضباط يعترضون على المتحدث باسم القوات المسلحة ووصفوه بأنه مخنث . والحقيقة إذا أراد أعدى أعداء الأمة أن يقضوا على الجيش المصرى شكلا ومضمونا فلن يجدوا أفضل من السيسى ليكون ممثلا له . فهو أسوأ شخص ممكن أن تجده ووصل به الأمر أنه لايعقل ماذا يقول ؟ ولايعرف كيف يقول كلاما مفهوما ومعقولا . فكيف هذا هو الذى سيقود الأمة ؟
ثالثا : وأيضا كان من مصلحة الجيش ألا يترشح السيسى لنفى فكرة الانقلاب العسكرى .
وللسببين الثانى والثالث كانت أيضا هذه وجهة نظر الولايات المتحدة كما أعلنها بوضوع وزير الدفاع الأمريكى، وولى عهد الامارات كرر نفس الكلام بتعليمات أمريكية للضغط على السيسى .
رابعا : هنا كان التطور الأخطر ، تدخلت اسرائيل وتمسكت بالسيسى ، وفرضت هذا على الولايات المتحدة ، وهذا نوع من الخلافات التكتيكية فأى مرشح آخر كعنان لم يكن ليخرج عن طوع أمريكا . ولكن اسرائيل رأت أن السيسى رجلها ، وهذا ثابت في كل ماينشر في اسرائيل ، ولكن ذكرت من قبل أن مصدر ثقة ومختبر بالنسبة لى أكد لى هذه المعلومة ، والحقيقة فإننى أعرض دائما المعلومة الموثوقة على التحليل العقلانى والرؤية المعلوماتية الشاملة ، ولايوجد تفسير في إختيار هذا الأبله لحكم مصر إلا هذا القرار الاسرائيلى الذى تحول إلى قرار أمريكى . وأرجو الرجوع لدراستى ودراسات غيرى عن كيف يحكم اليهود أمريكا وأنهم ليسوا مجرد لوبى ، خاصة عندما يتعلق الأمر بالشرق الأوسط .
السيسى طوع بنان اسرائيل ليس لأنه أكثر عمالة من مبارك ، ولكن لأنه أكثر ضعفا ، فالعميل بدرجة حاكم يفاصل مع سيده ويقول : نعمل هذا ولاداعى لهذا ونؤجل هذا . ولكن عندما يكون ضعيفا يوافق على كل شىء . وهذا ماحدث لمبارك في سنواته الأخيرة ، فقد اعتلت صحته ، وأراد توريث الحكم لإبنه وأصبح أكثر خضوعا للهانم ، وأصبح تحت ضغط الجيش في هذه النقطة وخاف على ابنه من الاغتيال .وكانت أمريكا تطالبه ببعض الاصلاح السياسى وكان عاجزا عنه ، فكان يوافق على أى طلبات أخرى خاصة لإسرائيل . وظهر هذا في موضوع الغاز مع اسرائيل واتفاقات البترول مع الشركات الأمريكية والبريطانية وهى أمور كان لا يتصور أحد حدوثها .
وضعف السيسى يتمثل في ضعف كفاءاته الشخصية إلى درجة قريبة جدا من الصفر ، وأنه أصبح متهما بقتل آلاف المصريين ، وبالانقلاب على الشرعية ، وهى تهم عقوبتها الاعدام أو الأشغال الشاقة المؤبدة في أى نظام في الدنيا . وكل هذا وغيره يكفى ليكون دمية أو ( شخشيخة ) في يد الأمريكان والاسرائيليين ، وقد تعلم السيسى من مبارك أن الطريق إلى قلب أمريكا يكون عن طريق اسرئيل ، ولذلك فعل كل مايمكنه لإرضاء إسرائيل ، وقد أصبحت أكثر اقتناعا بأصل السيسى اليهودى بعد أن أعلن بافتخار أنه تربى في حارة اليهود وكان سعيدا باختلاطه باليهود . السيسى دمر أنفاق غزة بنسبة تجاوزت 90% وهذا مالم يحدث منذ استعادة سيناء حتى الآن . السيسى يدمر سيناء ويعزلها عن مصر بخطة واعية لتكون منطقة خالية من كثافة السكان ومرتعا للموساد الاسرائيلى ، منطقة عازلة بلغة الاستراتيجية buffer zone
فتصبح عمقا استراتيجيا لاسرائيل ولكن بصورة معكوسة ، أى عمق أمامى وليس خلفيا ، وهذه من مشكلات اسرائيل الأساسية أنها لاتملك عمقا داخليا كبيرا .وسعادة الباشا من أجل عيون اسرائيل يمنعنا من تعمير سيناء كما فعل سلفه مبارك رغم أنها 3 أمثال مساحة فلسطين .
خامسا : وهذا من أخطر أبعاد ترشيح السيسى ، فرغم أن المؤسسة العسكرية وإن كانت لاتريد التخلى عن السلطة ولا عن كل امتيازاتها الحالية إلا أنها في مجملها غير مستريحة لأداء السيسى عن حق أو عن طمع ( ضمن التنافس الذى أشرنا إليه بين الحزبين المخابراتيين ) ، ولكنها وافقت وأحنت الرأس للقرار الاسرائيلى الأمريكى ، وهو مايؤكد حالة التبعية المقيتة التى تعانى منه المؤسسة العسكرية للولايات المتحدة . وهذا طبيعى فلحم كتاف الجيش من عشرات المليارات من الدولارات من المعونة العسكرية الأمريكية خلال 3 عقود ( عيون العسكر مكسورة باختصار أمام الأمريكان ). وتذكروا كيف تأخر ترشيح السيسى لوقت طويل بسبب هذا الشد والجذب . وعندما حزمت أمريكا أمرها وخضعت لأمر اسرائيل أرسلت أشتون لمباركة ترشيح السيسى . فقررت المؤسسة العسكرية أن تخرب اللعبة من الداخل ، وهو نوع من التمرد البيروقراطى المعروف ، عندما يغضب الموظفون من رئيسهم ، لا يثورون علنا ، ولا يهاجمونه في وجهه ، ويقولون دائما : سمعا وطاعة يامولاى ، ولكن يتباطئون في العمل ، ولايقومون بواجباتهم بصورة صحيحة ، ويعطلون المراكب السائرة بأى طريقة كانت .
باختصارالمؤسسة العسكرية بقيادة المخابرات العامة هى التى دفعت الاعلام الخاص والعام لبهدلة السيسى في أول يومين ، وهى أساسا التى لم تشارك في الحشد المعتاد ، ورغم أن الشعب المصرى قاطع بحسم وحزم وإرادة واعية وهو صاحب الفضل الأول والأخير في هذا النصر الذى حدث بهذه المقاطعة الشاملة ، إلا أن المؤسسة العسكرية والأمنية شاركت في المقاطعة للدوافع السابقة حتى لقد أثر ذلك على الحشد الكنسى وعلى حشد الحزب الوطنى والبلطجية ورجال الأعمال ، بحيث لم يظهر إلا الرقاصات بهذه الصورة المزرية .
وتستهدف المخابرات العامة والمؤسسة العسكرية من ذلك أن يأتى السيسى ضعيفا ، ورقة مهترئة محروقة ، وربما يكونون قد فرضوا عليه شروط في آخر اليوم الثانى من التصويت ، ولكنهم في كل الأحوال لم يكونوا يستهدفون إسقاطه الفورى ، ولذلك اكتفوا بتعذيبه وفضحه لمدة يومين ، وحتى يكشفوا للأمريكان هزاله وضعفه وأنهم هم الأساس .
ومما يؤسف له أنه لايوجد أى مؤشر على أن ذلك يحدث في إطار التحرر من القبضة الأمريكية الصهيونية ، بل في إطار من يكون في السلطة . لذلك فإن استمرار الثورة السلمية في الشوارع وامتداد العصيان المدنى هو الحل لإنهاء سيطرة الحزب العسكرى على الحكم والاقتصاد ، بل بالأساس إنهاء حكم أمريكا واسرائيل لمصر تحت مظلة كامب ديفيد .
( الأحداث كثيفة ولم انته . إن شاء الله أواصل بعد 3أيام ).
magdyahmedhussein@gmail.com
https://twitter.com/magdyahmedhusse
www.magdyhussein.com