30 مايو 2014

بيان "صحفيون ضد الانقلاب "حول الموقف الرائع للشعب المصرى بمقاطعة مهزلة الانتخابات الرئاسية


الانقلاب العسكرى يترنح .. هذا ما أكدته وأثبتته المسرحية العبثية المسماة بالانتخابات الرئاسية التى جرت بمصر أيام 26 و27 و28 مايو 2014 ، فالموقف العظيم لجموع المصريين بمقاطعة الانتخابات والاحجام عن المشاركة فيها وهو ما أكدته الارقام الحقيقية لعدد من أدلوا بأصواتهم والتى لم تزد بحال من الاحوال على الخمسة بالمائة من الـ55 مليون مواطن الذين لهم حق التصويت جاء ليبرهن ويؤكد على رسالة واحدة وهو أن الشعب المصرى بكل أطيافه السياسية لم يعد راغبا فى إستمرار هؤلاء الانقلابيين ، فقد تأكد وتيقن ولمس المصريون أنهم ووطنهم الغالى مصر لم يجنو طوال الـ11 شهرا الماضية منذ انقلاب 30 يونيو 2013 وحتى الآن سوى الكوارث والمصائب والذى والعار والشنار ومد اليد والتسول من الدول العربية ، وأن هذا الانقلاب ما جاء إلا لينقض على ثورة 25 يناير المجيدة وإعادة إنتاج نظام المخلوع مبارك ونظامه وحزبه الوطنى الذين كانوا السبب الرئيسى فى قيام ثورة يناير بعد أن قاموا بتجريف مصر طوال ثلاثين عاما من كل ثرواتها ونهبوا خيراتها وأكثروا فيها الفساد وتسببوا فى إعادة الدولة المصرية للوراء مئات السنين .. 
إن مقاطعة المصريين للمهزلة الانتخابية إنما هى ثورة ناعمة ضد الانقلاب والانقلابيين ، و" حركة صحفيين ضد الانقلاب " تراها بمثابة الكارت الاصفر من جموع الشعب المصرى للانقلابيين عامة بسرعة الخروج من المشهد السياسى وترك الحكم للشعب المصرى ، وهو الانذار الذى نتوقع أن يعقبه سريعا ثورة خشنة على الانقلاب والانقلابيين وهى ثورة نتوقع حدوثها قريبا بإذن الله .. 
ونحن أعضاء " حركة صحفيون ضد الانقلاب " إذ كنا نثمن هذا الموقف التاريخى للشعب المصرى على سرعة تفهمه لخطورة المخطط الذى يدبره الانقلابيون له ولبلده بمقاطعة تلك الانتخابات الهزلية ، فإننا أيضا نشد على إيدى كافة القوى الثورية الشريفة التى خرج معظمها ليرفض تلك المسرحية العبثية ويستنكر ما حدث فيها من تجاوزات دستورية فاقت كل حدود التصور والعقلانية .. 
كل الشكر والتحية لكل من قاطع الانتخابات ورفض أن يكون طرفا فى القضاء على ثورة عظيمة راح ضحيتها الآف الشباب وشردت من ورائها ألاف الاسر وثكلت فيها مئات الامهات .. تحية لكل الشرفاء والنبلاء من ثوار مصر بالداخل والخارج .. داعين المولى عز وجل أن يعجل بزوال الانقلاب وعودة مصر إلى أصحابها الحقيقيين وهو الشعب المصرى .. وثورتنا مستمرة بإذن الله .
عاشت مصر حرة .. وعاش نضال الشرفاء 
حركة صحفيون ضد الانقلاب 
الجمعة 30 مايو 2014

الصحافة الدولية: المصريون لقنوا السيسي الدرس الأول

 لندن ــ العربي الجديد
احتلت الانتخابات المصرية الصدارة في الصحافة الدولية، وسط اعتقاد واسع، أن المرشح الرئاسي، عبد الفتاح السيسي، قد تلقى أولى الصفعات من المصريين قبيل دخوله القصر الرئاسي، بعدما اختارت فئات واسعة من الشعب مقاطعة الانتخابات ليتجرد السيسي، من الشرعية الشعبية التي كان يطمح لها. 
كما تطرقت الصحافة الدولية إلى الدرس الذي تم تلقينه للسيسي، بعدما تجاهل المقاطعون كل وسائل الترهيب والترغيب التي مارستها الدولة، والجهاز الإعلامي المؤيد لها.
درس قاس للسيسي
ووجهت الصحافة الفرنسية نقدها صراحة إلى النظام في مصر، معتبرةً أن السيسي، سيكون رئيساً بلا شرعية. وجاء مقال مراسل جريدة "لوموند" في القاهرة، مريان جونارد، بمثابة عريضة اتهام. 
وكتب تحت عنوان "النظام المصري يفقد شرعيته بعد مقاطعة الناخبين"، معتبراً أن النظام العسكري الحاكم في مصر أصر أن يُكمل المهزلة حتى النهاية، لكن لم يتصور أحد أن هذه النهاية ستكون بهذه المأساوية والاسفاف.
ورأى أن المصريين أعطوا "درساً قاسياً للقائد الذي يظن أنه محبوب الملايين، فجاءت الانتخابات لتكشف كذب مزاعمه، وأنه لا يعرف أي شيء عن طبيعة الشعب المصري".
واعتبر جونارد، أن كلمة السر كانت اللجان الخاوية طوال يومي 26 و27 مايو/أيار، لتشكل هذه الظاهرة لطمة على وجه قائد الانقلاب الذي طالما رأى في نفسه، أنه جمال عبد الناصر الجديد، صاحب الشعبية الجارفة التي خرجت الملايين في تشييع جنازته.
ورأى أن الشباب ما دون سن 30 عاماً امتنعوا تماماً عن التصويت، مشيراً إلى أن "هؤلاء الشباب يمثلون أكثر من ثلثي السكان، أي أن أكثر من ثلثي السكان يرفضون السيسي".
ونقل عن أحد القضاة المصريين الذين يشرفون على الانتخابات قوله: إن المقاطعة تجلت بشكل اوضح في صعيد مصر، ولا سيما في المنيا وبني سويف وقنا.
وفيما أوضح، أن هذه المناطق تمثل أفقر المناطق في مصر، اعتبر أن محدودية المشاركة تشير إلى أن الفقراء يرفضون السيسي، الذي جاء ليأخذ منهم لا ليعطيهم.
كما تطرق إلى تدخل الدولة المصرية لتنقذ مرشحها الذي فرض على الشعب. كما تطرق إلى الأسلوب الذي اعتمده الاعلاميون من كل حدب وصوب ليستخدموا كل أسلحتهم وأدواتهم في تشجيع وتحفيز وترهيب الشعب.
وخلص إلى القول، إنه بدا واضحاً أن هؤلاء أيضاً لا يعلمون شيئاً عن المصريين، فالضغط يولّد الانفجار، فلم يستجب المصريون لهذه النداءات اليائسة، ولا سيما مع ارتفاع نبرة الاعلاميين الذين استخدم بعضهم السباب والشتائم وأقذع الالفاظ في وصف المصريين. وهو ما اعتبر أنه جعل الشعب يرى أن مثل هذا الصلف والتكبر لا بد من كسره وإعطاء الاعلاميين درساً لا ينسوه في احترام العقليات والتواضع.
كما أشار إلى أن هذا المشهد كان نموذجاً جيداً على التخبط الذي تعيشه مصر منذ إطاحة الرئيس المنتخب، محمد مرسي، ودليلاً على ما ستكون عليه فترة حكم، السيسي.
واعتبر أن المصريين حسموا أمرهم وأعلنوا أنه إذا كان السيسي، يريد الرئاسة فليأخذها، ولكن ليس بأصواتنا، ولن يتم استغلالنا في تحسين صورته أمام العالم، وعليه أن يدخل قصر الرئاسة، وهو منكس الرأس، لأنه يعلم جيداً أنه غير منتخب وأنه ليس لديه شرعية وعليه أن يستجدي رضى قادة العالم مثلما كان يفعل سابقوه.
السيسي دفع ثمن صلفه وغطرسته
أما في الصحافة البريطانية، فكتب الصحافي روبرت فيسك، في "ذا اندبندنت" على مدار يومين، بما في ذلك مقاله اليوم الخميس، الذي قال فيه: إن السيسي دفع ثمن صلفه وغطرسته وثقته الزائدة في نفسه، واصفاً ما حدث في الانتخابات بأنه إهانة للسيسي. 
وأضاف فيسك، فليعلن السيسي، تتويجه بأية طريقة كانت، لكن صناديق الانتخاب قالت رأي الشعب فيه بوضوح ومن دون مواربة.
وشكك فيسك، في نزاهة الانتخابات. وقال: إن السيسي، يمكنه أن يقول: إنه فاز بالنسبة التي يريدها، ولكن الكل يعرف الحقيقة مثلما كان يحدث أيام الرئيس السابق أنور السادات، إذ كان يتم إلقاء صناديق الاقتراع في النيل وإعلان النتيجة التي يريدها الرئيس. 
وهو الأمر الذي سيحدث مع السيسي، ولكن مع فارق وحيد أن المصريين قد نضجوا سياسياً، ولن يتخاذلوا في طلب حقهم. كما اعتبر أن ما بدا منذ ثلاث سنوات على أنه الربيع العربي، والذي يرغب السيسي في أن يحوله الى ربيع الجنرالات، سينقلب عليه كما ينقلب السحر على الساحر.
وكان فيسك، قال يوم الثلاثاء الماضي: لو كان مصرياً لانتخب السيسي، وأن السيسي، مثل نابليون بونابرت، سيتوج على الرغم من المجازر والأهوال والفظائع التي ارتكبها الانقلاب في حق المصريين. 
وأشار فيسك، إلى أن سبب تأييده للسيسي، يعود لأنه يضمن مستقبلاً لمصر خالياً من الديكتاتورية، التي عاشتها مصر ثلاث سنوات تحت حكم مرسي، وذلك على الرغم من أن مرسي تولى الرئاسة عاماً واحداً فقط.
كما أشار فيسك، إلى أن السيسي يحظى بتأييد دول الخليج ما عدا قطر. وبينما تحدث عن الدعم المادي الخليجي للسيسي، أشار إلى أن الولايات المتحدة تدعمه عسكرياً من أجل الحفاظ على أمن اسرائيل. واعتبر أنه صحيح أن الولايات المتحدة لديها تحفظات في ما يخص حقوق الانسان لكنها تحفظات صورية.
كما أشار إلى أن السيسي، يحظى بتأييد قوى الغرب لأنه سيحارب الارهاب في الشرق الأوسط، أي أنه ببساطة يعرض الاستقرار. وهي البضاعة الرائجة التي لا يمكن لأحد ان يرفضها مهما كان الثمن، فلا يهم إذا قتل الجيش 1500 من أعضاء الاخوان، وهو الأمر الذي لم يذكره أي من المرشحين للرئاسة، كما لو كان هذا لم يحدث.
كما يرى فيسك، أن مصر، بعدما حاربت مبارك، قد انتكست وفضلت الرجوع الى نظام الحكم الأبوي السلطوي.
وفي السياق، يعتبر أن السيسي، ليس سوى امتداد لدولة "يوليو العسكرية"، فقط مع اختلاف الوجوه؛ فهو ابن المؤسسة العسكرية التي لا تفهم سوى القمع الذي ظهر جلياً أن السيسي، يجيده بشدة.
كما اعتبر أن مراكز الاقتراع كانت خاوية ما جعل شرعيته على المحك، لتضاف مشكلة أخرى إلى مشاكله التي يتقدمها الاقتصاد.
نصف تمثال
أما الصحافة الأميركية، فقد كانت انتقاداتها أقل ما توصف بأنها صارخة وشديدة اللهجة. فصدّرت مجلة "فورين بوليسي" مقالها بعنوان "إن الانتخابات حولت السيسي الى نصف تمثال"، في إشارة واضحة إلى أن الجماهير استطاعت أن توجه ضربة قاصمة للسيسي، فقوضت حكمه قبل أن يبدأ من خلال عدم الذهاب الى الانتخابات.
ورأت أن "الحكومة المصرية حاولت عبثاً أن تشجّع المصريين على الذهاب إلى الانتخابات ولكن الترغيب بإعطاء العاملين في القطاع الحكومي إجازة أو بجعل المواصلات مجاناً لم يؤت ثماره، فلجأت إلى الترهيب فهددت بفرض عقوبات مالية". 
وأضافت بل وصل الأمر إلى التهديد بالفصل من العمل، ولكن المصريين كانوا قد أدركوا أن هذه الحكومة من الضعف والترهل والانحلال إلى درجة أنها لا تملك من أمرهم شيئاً، فازدادوا إصراراً على موقفهم الرافض.
وأشارت إلى أن "الرفض كان ذا دلالة بالغة فقد أوصل رسالة إلى السيسي، مفادها أنهم لن يعطوه تفويضاً مطلقاً للحكم"، وأنه سيتعرض للمساءلة، وأن ما كان يظنه من أمر حكم المصريين أمراً سهلاً هو في الحقيقة أمر بالغ الصعوبة".
وأضافت "لقد تبخرت أحلامه العنترية بحصوله على أربعين مليون صوت، فهو لم يكلف نفسه عناء أن "يقدم برنامجاً انتخابياً محترماً"، وتعامل مع المصريين كما لو كانوا حفنة من الأطفال أو المخدوعين، الذين لا يتمتعون بأي إرادة وأنه هو البالغ الوحيد فكان هذا هو ردهم".
كما شددت على أن حيل السيسي، لم تنطل على المصريين، فعندما "تقدم باعتراض على تمديد فترة الانتخابات"، لم يأبه المصريون به. ولأن المصريين كانوا يعلمون أن التمديد الغرض منه محاولة إعطاء قبلة الحياة لخسارة السيسي، فازداد الموقف سوءاً.
كما أشارت إلى أن وعود السيسي، الفضفاضة لم يشترها المصريون، بل إن المصريين لن ينتخبوا من يتعالى عليهم ولا يستطيع فهم أحلامهم وتحقيق طموحاتهم. واعتبرت السيسي، أخطأ عندما جعل حملته تركز الاهتمام حول مزاياه الشخصية.
مطب سياسي حرج
من جهتها، كتبت صحيفة "واشنطن بوست" افتتاحية بعنوان "الانتخابات تحرج السيسي"، مشيرةً إلى أن الانتخابات التي كان من المفترض أن تؤجج الشعور القومي تحولت إلى مطب سياسي حرج، وثبت كذب وادعاء الاعلام الذي كان يؤيد السيسي، بشكل مطلق.
ووجهت الصحيفة انتقادات للادارة الأميركية، التي صدّقت أن تولي السيسي مقاليد الحكم سوف يؤدي الى استقرار مصر، وهو ما عكسه خطاب الرئيس الأميركي، باراك اوباما في "ويست بوينت"، عندما أوضح أن الولايات المتحدة لن تقطع التعاون مع النظام العسكري بسبب "مصالحها الأمنية"، مثل معاهدة السلام مع إسرائيل و"تقاسم الجهود ضد التطرف العنيف".
ووفقاً للصحيفة، جاءت الانتخابات كإحدى العلامات أن السيسي، يفتقر إلى الوسائل أو الدعم لتحقيق تلك المصالح.
وأشارت إلى أن السيسي، سيتولى الحكم على الرغم من فشله في الانتخابات، ولكن يبدو أن استراتيجيته للقضاء على "جماعة الإخوان المسلمين" بالأسلوب القمعي قد فشلت هي الأخرى. وشددت على أنه إذا أصر على تطبيقها، فإن ذلك سيؤدي إلى تفاقم الأمور.
واستخدمت الصحيفة وصف ديفيد كيركباتريك، من صحيفة "نيويورك تايمز"، الذي وصف خطط السيسي، بأنها خيالية وغير منطقية، وأنه يدفع مصر إلى المزيد من الفوضى إن لم يكن نحو ثورة أخرى.
واعتبرت أنه يجب على ادارة اوباما عدم التعامل مع السيسي، لأنه الشخص غير المناسب لحماية المصالح الأميركية في المنطقة.
وكتبت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، في افتتاحيتها، ما يمكن اعتباره رثاءً للثورة المصرية: إن البلد الذي ثار على الحكم العسكري، عاد وانتخب رجلاً عسكرياً ليكون رئيساً، بعد إجراء عملية انتخابية معيبة، اتسمت بعدم الجدية. 
السيسي شخصية مغرورة
وأضافت الصحيفة، أن كل آمال الشعب، حينما ثار ضد نظام الرئيس المخلوع، حسني مبارك، بما فيها الأمل في الديمقراطية نفسها، وبتوافر فرصة قيام الاتجاهات السياسية، الإسلامية والليبرالية والمحافظة، بالتوصل إلى حل توافقي يفضي إلى تفكيك الدولة الأمنية، قد أصبحت أثراً بعد عين.
وأشارت "ذا غارديان" إلى أن السيسي، الذي قاد الانقلاب على الرئيس المنتخب محمد مرسي، مثله مثل الرؤساء جمال عبد الناصر، وأنور السادات، وحسني مبارك، يأتي من المؤسسة العسكرية، على الرغم من أنه يفتقد الى مكانة وهيبة عبد الناصر والسادات. 
ورأت أن السيسي، يعتقد أنه يقوم بواجبه، أو أنه يتأكد من أنه يحكم قبضته القوية على مقاليد الحكم في مصر، كي يحميها من أن تنزلق إلى الهاوية. وأشارت إلى أنه بمساعدة وسائل الإعلام التي تسيطر عليها الحكومة، أو التي يمكن التأثير بها، حاول السيسي، جاهداً أن يرسم صورة الرجل الذي أرسله القدر لينقذ الأمة من الضياع.
لكن وفقاً للصحيفة نفسها، فإن الانتخابات قوّضت ادعاءه أنه الرجل الذي يحظى بتأييد من أغلبية الشعب المصري؛ فهو لم يواجه منافسة جديّة فيها. كما أنه استغل موارد الدولة والموارد الخاصة لتمويل حملته الانتخابية، واعتمد على وسائل الإعلام الموالية له بشكل كبير، وقمع وأسكت جميع الأصوات المعارضة له. وعلى الرغم من كل هذا فإنه لم يستطع أن يحث الشعب على المشاركة في الانتخابات. 
وأشارت إلى أن الشعب تم ترغيبه وترهيبه. كما تم تمديد التصويت ليوم إضافي لتأتي النتائج المشكوك فيها لتعلن فوزه بنسبة 93.3 في المئة من الأصوات، فيما بلغت نسبة التصويت 46 في المئة. وهذا يعني، وفقاً للصحيفة، أن أكثر من نصف عدد الناخبين في مصر لا يريدون السيسي، بغض النظر عن اختلاف مشاربهم السياسية.
ورأت الصحيفة أنه إذا كانت النسبة التي فاز من خلالها السيسي بالانتخابات، كافية لتشكيل العديد من الحكومات في كثير من البلدان، إلا أنها تساءلت، إن كانت هذه النسبة كافية لرجل يدعي أن القدر ساقه إلى مصر؟
وتضيف الصحيفة أنه بعد هذه النتيجة لا بد أن يقوم السيسي، بمراجعة فكرته عن نفسه. فقد أصبح جلياً أن السيسي، شخصية فيها كثير من الغرور؛ فهو منذ اللحظة التي قام فيها الرئيس المعزول، محمد مرسي، بتعينه كوزير للدفاع، قال: "يجب قطع أي يد تنوي أن تضر بأي مصري"، قبل أن يقرّ بأن مرسي، هو من يمتلك هذه اليد الشريرة، فيقرر إطاحته، مبرراً موقفه أن مرسي، قد قسّم البلاد وقد فشل في لمّ شمل المجتمع، وانه فاز بأغلبية ضئيلة لا تسمح له بتغيير كل شيء وهي التهم التي كان فيها بعض الحقيقة.
وفيما تلفت الصحيفة إلى أن السيسي، يواجه اليوم الاتهامات نفسها، اعتبرت أنه إذا أراد السيسي، البقاء في منصب الرئيس، فعليه أن يتخلى فوراً عن نزعات الاستبداد الموجودة لديه، والمتمثلة في الرجوع عن القرارات القمعية، وإنهاء عمل الدولة البوليسية القمعية، التي أدت إلى مقتل أكثر من ألف متظاهر خلال تظاهرات اتسمت إلى حد كبير بالسلمية، والتوافق مع الليبراليين العلمانيين.
كما تطرقت إلى ضرورة أن يتخلى السيسي، عن خطابه الترهيبي، والتوصل إلى نوع من الهدنة مع أنصار جماعة "الإخوان المسلمين"، وإنعاش الاقتصاد المصري من دون استغلال الطبقة العاملة، التي طالت معاناتها.
واعتبرت أنه فقط حينها سينظر له على أنه رجل ساقه القدر لإنقاذ مصر، التي رأت الصحيفة، أن هذا ليس نتيجة محتملة، ولكنه أحد الحلول الممكنة. كما أشارت الصحيفة إلى أنه على حلفاء مصر، ولا سيما الولايات المتحدة، أن يتحرّوا جيداً الأمر كي لا يقعوا في المحظور، وتكون ردود أفعالهم تغريد خارج السرب.
السيسي ضمن مكانه إلى جوار الطغاة 
أما الصحافي البريطاني، روبرت فيسك، فواصل عبر جريدة "ذا اندبندينت"، هجومه وتندره مما آلت إليه الثورة المصرية.
وتحت عنوان "على الجميع أن ينحني احتراماً للإمبراطور المصري ولكن ماذا عن أن 7 في المئة مفقودة؟"، سخر فيسك، من نتائج الانتخابات، قائلاً: ثلاثة وتسعون في المئة! واسمحوا لي مرة أخرى بأن أكررها، كي تتأكدوا من صحة ما قرأتموه: 93 في المئة! أو نسبة 93.3 في المئة إذا كنت تريد أن تكون دقيقاً".
ورأى فيسك، أنه بهذه النتيجة المذهلة التي لا يستطيع طفل صغير أن يصدقها، "ضمن السيسي مكانه في التاريخ العربي الحديث إلى جوار باقي الطغاة مثل عبد الناصر و(أنور) السادات و(حسني) مبارك والرئس السوري حافظ الأسد".
ويقول فيسك: إن التاريخ العربي مليء بمثل هذه النتائج. واعتبر فيسك، أن نتائج الانتخابات بمثابة "إهانة لذكاء المصريين"، حسب وصف حمدين صباحي، الذي أثار اشتراكه في هذه المهزلة التساؤل والدهشة.
واعتبر فيسك، أن كل هذه الأحداث تجعلنا نتساءل عن مصير الرئيس الشرعي لمصر، محمد مرسي، الذي أطاحه السيسي، على الرغم من أنه حصل على نسبة 51 في المئة من الأصوات، وهو يواجه أحكاماً بالسجن لسنوات طويلة، بل إنه قد يتم إعدامه، طالما أن السيسي، سيقوم بتصفية كل أعدائه، مثلما كان يفعل عبد الناصر، مع الأخذ في الاعتبار أن السيسي، لا يحظى بالتأييد الشعبي نفسه الذي كان يتمتع به عبد الناصر. كما أشار إلى أنه على الدول الغربية إعلان مسؤوليتها عن هذه الجريمة. 
واعتبر فيسك، أن السيسي، سيكون شغله الشاغل هو معرفة الذين لم يذهبوا إلى الاقتراع، "وهم غالبا سيكونون شباب ثورة 2011 الذين أيدوا السيسي، في الانقلاب الذي قام به عام 2013، ولكنهم لم يدركوا بعدم حكمتهم أن السيسي، استخدمهم لتحقيق غرض في نفسه. وخلص فيسك، إلى القول: السيسي جاء بانقلاب ويدعو الى التقشف بدعوى حب الوطن، وهي الحجة التي استخدمها الطغاة دائماً، فهل يلقى المصير نفسه مثلهم؟
هزيمة نكراء
أما الصحافة الفرنسية، فقد وجهت انتقادات صريحة للعملية الانتخابية. وكتبت مراسلة صحيفة "لوموند"، مريان جونارد، مقالاً بعنوان "انتخاب السيسي من دون منافسة حقيقية". ورأت فيه أن الانتخابات كشفت عن الحقيقة، وهي أن السيسي، هو مرشح الدولة، الذي لا يحظى بأي شعبية، وأن فوزه محل شك بعدما واجه خطر اكتمال النصاب القانوني للناخبين بسبب امتناعهم عن الادلاء بأصواتهم. 
وحسب ما قالت الصحيفة، فإن نسب المشاركة كانت متدنية للغاية، وكان هذا هو عامل الإثارة الوحيد. 
كما أشارت إلى البعثة الأميركية المكلفة مراقبة الانتخابات، فقد شككت في استقلال ونزاهة الحكومة في ما يتعلق بالعملية الانتخابية، وهو ما أكدته المصادر القضائية بأن اللجنة التنفيذية حشدت جهودها للخروج من أزمة انخفاض الإقبال، وهو الأمر الذي كان من الواجب عدم التدخل فيه.
وتحدثت الصحيفة عن غياب الشباب عن الانتخابات، أما النساء فقد تقدمن الصفوف، إذ وفقاً لهارفي مينون، أستاذ العلوم السياسية، لعب السيسي، على كاريزميته من أجل التأثير على النساء اللاتي عادة ما يكن أكثر الفئات تضرراً نتيجة عدم التعليم ونقص الخدمات.
وأوضح مينون أن "الوضع اليوم لا علاقة له بانتخابات عام 2012، حيث كان يوجد إثنى عشر مرشحاً، أما اليوم، فكل شيء ممهد للسيسي، من انعدام الأمن والإرهاب والحرب على الإخوان".
ويري مينون، أن السيسي، كان ضحية الإعلام الذي عبأ الجماهير ضده، بأسلوبه المتطرف في الدعاية له، مما تسبب في حالة من النفور، "فالناس ليسوا حمقى. معظم المواطنين لا يعبأون بالديمقراطية أو بالإخوان، ولكنهم يرون أن حالتهم قد ساءت عمّا كانت عليه قبل ثلاث سنوات، فاستسلموا لأنهم يعرفون أن أصواتهم لن تغير أي شيء".
وترى الصحيفة، أن الخاسر الوحيد هو المرشح، حمدين صباحي، الذي أنهى حياته السياسية بهذه الانتخابات، التي تغلب فيها السيسي، عليه حتى في مسقط رأسه. كما أشارت إلى أن الانتخابات كانت مليئة بالانتهاكات، إذ قبض على صحافيين ومصورين.
كذلك تصدرت الانتخابات المصرية افتتاحية "لوموند" تحت عنوان: "مصر: الاختيار الانتخابي وحده لا يكفي". وقالت الصحيفة: إن السيسي أراد أن يأتي إلى الحكم من خلال اكتساح، فنال هزيمة نكراء، وتحولت الانتخابات إلى مهزلة، ما جعل شرعية السيسي، مشكوكاً فيها بشدة، فنتائج الانتخابات أعادت إلى الأذهان أجواء عصر مبارك، وتجلى هذا في أن كل أجهزة الدولة كانت في خدمة السيسي.
وتضيف الصحيفة، أن التحدي الأول هو الاقتصاد، الذي يعتمد بشكل رئيسي على المساعدات من السعودية والكويت والإمارات، ولكن تلك الدول أعلنت أنها لا تنوي الاستمرار في إرسال المساعدات. أما الولايات المتحدة فقد استأنفت إرسال المعونة، ومن ناحية أخرى قام الاتحاد الأوروبي بإرسال بعثته لمراقبة الانتخابات، وقد نال من النقد الكثير كونه تصرف وكأنه يجهل حقيقة الأمور في مصر. 
أما التحدي الثاني فهو سياسي، مشيرة إلى أن السيسي لا بد أن يعقد هدنة مع "الإخوان"، وأن يتوصل إلى اتفاق مرضي، وإلا أدى تعنته إلى ظهور حركات إسلامية متطرفة. والتحدي الثالث استراتيجي، ويتمثل في سيناء، حيث تختلط العصابات الإجرامية بالحركات الإسلامية المتشددة.
في المحصلة، يتضح، وفقاً للصحيفة، أن السيسي يحكم بناء على كذبة، فهو يقول إنه معادي للولايات المتحدة والقوى الأوروبية، والحقيقة أنه موال لها، ولا ينوي تغيير ذلك. وأضافت إنه ببساطة يعاني من انفصام في الشخصية، وهو الأمر الذي سيؤدي إلى مزيد من الاضطرابات أثناء فترة حكمه.

الاعلامية أيات عرابي تكتب: الكبش على مذبح الثورة

علامات استفهام غامضة لفتت انتباهي في الفترة الأخيرة، كان أولها انتشار فيديو لوزير الدفاع المستقيل مسرب من داخل حفل المفترض فيه أنه سري، يلقي فيه كلمة يقول فيها (وستبقى راية مصر عالية خفاقة تحت قيادة الرئيس مبارك)! ترافق هذا مع تسريب يدعو فيه الرئيس المخلوع لانتخابه وهو ما أثار استياء المصريين وبالطبع لم يتوقع أشد الثوار تفاؤلاً أن يقاطع الشعب المصري انتخابات العسكر بمثل هذا الزخم وأن يصروا على فضح حقيقة الشعبية الزائفة المصنوعة في مدينة الإنتاج الاعلامي للقزم، الذي تصوره آلة الدعاية التابعة للانقلاب على أنه الوسيم ساحر النساء ومنقذ مصر والمخلص الجديد وما إلى ذلك، من تخاريف الإعلام التي وصلت إلى حد أن قالت افتتاحية إحدى الصحف أنه قابل الله مرتين!! 
الأكثر إثارة للاستغراب هو أن الاعلام المستفيد من الانقلاب والذي عمل على تلميع قزم الانقلاب ووصفه بكل تلك الأوصاف الأسطورية، لم يخف حقيقة انعدام الإقبال على انتخابات العسكر ولأول مرة أصيب بالقلق أو هكذا بدا لنا وأظهر حقيقة ضعف الإقبال ثم ينتقل بسرعة مدهشة إلى الجانب الآخر ليعلن الفوز الساحق لقزم الانقلاب في انتخابات هزلية لم يحضرها أحد! ولم تفلح حفلات الرقص المسعورة والاحتفالات المصطنعة في إخفاء حقيقة المشهد، كما أنها لم تتدخر الصحف العالمية بالدول الداعمة للانقلاب وسعاً في إظهار حقيقة المشهد وأن قزم الانقلاب بلا شعبية !
ثلاثة أيام من الصمت الهادر المنذر الرافض المتمرد واجه فيها المصريون العسكر وجيشهم المنهمك في صناعة المكرونة وإنتاج الصلصة، وأفسدوا مهزلة أراد لها قزم الانقلاب أن تكون حفلاً لتتويجه، لا شك أن الثورة هي التي فازت في هذه الانتخابات الهزلية على الرغم من أنها لم تكن على قائمة المرشحين، ولا شك أن سحب الثورة تتجمع وتحتشد في سماء مصر لتمطر عما قريب مطر السوء على الانقلاب وقادته، ولكن علينا أن نقف قليلاً لتحليل المشهد .
تصوري أن هناك جهة ما أرادت أن تجعل من قزم الانقلاب الذي احترق عبر عشرة أشهر كبش فداء ! الصورة الأقرب للتصور هو أن الأمريكيين يريدون الحفاظ على جسد المؤسسات الموالية لهم في مصر من الانهيار أمام ضربات الثورة وزخمها والتي اتضح لهم عبر عشرة أشهر لم ينقطع فيها المصريون عن التظاهر، أنها لن تخمد إلا باقتلاع نظام العسكر من جذوره, القزم احترق بنيران الارهاب الذي يمارسه على المصريين خلال عشرة أشهر وأصبح ورقة لا قيمة لها في اللعبة، بل وزاد الطين بلة أنه خيب حتى آمال مؤيديه عندما ظهر ليتحدث بلغته غير المفهومة وكلماته السوقية مثل (لنضة) وبإنجليزيته العرجاء.
كان ورقة أحرقوها حتى آخر سنتيمتر، ولكن الورقة نفسها حاولت التمرد على رغبة السادة في واشنطن, فما كان من السادة إلا أن أحرقوه عبر المؤسسات التي يمتلكونها والإعلام الذي يحركونه ليصل القزم إلى القصر بعد فضيحة مقاطعة تفوق حتى فضيحة تزوير انتخابات 2010 والتي كانت أحد الأسباب التي فجرت الثورة، لتهب رياح الثورة عاتية فيركبها العسكر مرة أخرى بانقلاب على القيادات الملوثة بالدماء ويقدمون القزم خروفاً على مذبح الشعب ليرضى، ويقدمون وجوهاً جديدة وربما قدموا وجوهاً محسوبة على التيارات المدنية لتحكم نيابة عن السادة في واشنطن بينما يحتفظ الجيش بمزاياه الاقتصادية، المهم ألا تحكم الثورة وألا يعود الإخوان المسلمون.
ولذلك فمن الواجب علينا أن نفكر في مرحلة ما بعد هذا القزم فسادته في واشنطن يخططون للنهاية السعيدة للفيلم وبأن يرضى المصريون برأسه المقطوعة كبش فداء للمرحلة لتواصل مؤسسات دولة العسكر العمل على رعاية مصالح واشنطن، ولكن الشعب المصري كما بدا واضحاً خلال ملحمة المقاطعة له رأي آخر... فقد اختار الثورة!!..


***********************

الاعلامية أيات عرابي تكتب: حكم العسكر.. من السد العالي إلى اللمبة الموفرة

كما يحدث دائماً عندما تنهار منظومة، فإنها تبدأ قوية ومحكمة إلى حد كبير ثم تبدأ في الأفول ويمكن تشبيه الموضوع بزواج الأقارب، في بيئة مغلقة، ففي نهاية الأمر تنتج هذه الزيجات مواليد مشوهين مصابين بعيوب خلقية، ويبدو أن حظ جنرال الانقلاب من الكاريزما التي كانت لسابقيه انعدمت تماماً كما جاءت مرتبته بينهم متأخرة، فعبد الناصر ذلك الطاغية الذي أسس حكم العسكر، كان قارئاً جيداً وكان واسع الثقافة ويمتلك قدرة على التأثير في الآخرين وذكاء في التعامل مع وسائل الإعلام، وزاد من قدرته على التأثير طوله وصوته العميق ( أقول هذا مع قناعتي أن عبد الناصر كان صنيعة الغرب ولكن هذا من قبيل التحليل المنصف ) كان الانجاز الذي قدمه عبد الناصر للمصريين هو ادعاءه أنه قام بثورة على الفساد وخطط لها وما إلى ذلك مما يعرفه الجميع، ثم جاء بعده السادات وكان هو الآخر طويل القامة، وينتمي إلى تنظيم الضباط الأحرار وكان يمتلك فصاحة وقدرة على مخاطبة الشعب، وجرأة في التجول بين الناس بحرية وكان محبوباً من قطاع لا بأس به من المصريين وكان الانجاز الذي قدمه للمصريين هو أنه كما كانت تقول وسائل إعلامه ( بطل الحرب والسلام )، كان انجاز حرب اكتوبر هو ما قدم به نفسه للشعب. 
وحتى المخلوع قدم نفسه للمصريين باعتباره صاحب الضربة الجوية الاولى, وكان وجوده إلى جوار السادات قد منحه بعض الخبرة في إدارة شؤون مصر على الرغم من أنه كان مسؤولاً عن إشعال البايب للسادات، ولكنه كان يخاطب المصريين في أول عشر سنوات من حكمه بطريقة مقبولة لدى الشعب وقتها ويبدو بها كرئيس جمهورية، وعلى الرغم من أن المخلوع، كان أقصر من سابقيه الا انه كان متوسط الطول، إذن قدم الثلاثة أولاً شرعية الإنجاز العسكري ( ثورة – حرب – دور وظيفي في حرب )، بالإضافة إلى المواصفات الجسمانية المقبولة، وهي من بقايا فلسفة الحكم الفرعونية القديمة.
في ضوء هذه المعايير يرسب جنرال الانقلاب، فهو أقلهم ذكاءاً على الاطلاق فهو متلعثم، لا يستطيع تكوين جملة واحدة لها معنى متماسك، غير قادر على مخاطبة الجماهير، ضعيف التركيز، ومن الناحية الجسمانية فهو أقلهم، فهو يفتقد للمظهر المقبول بشكل واضح ويبدو كقزم لا تطول قدماه الأرض عندما يجلس، ولذلك نجد آلة الدعاية تحاول تصويره على أنه الرجل الوسيم الذي يخطف قلوب النساء، وهو ما آثار سخرية المصريين ووضعه في مرمى مواقع التواصل الاجتماعي فصمم له المصريون الهاشتاج الشهير، كذلك حاول اصطناع انجاز عسكري، فأطلق تصريحات عن اجتياح الشقيقة الجزائر، مما آثار غضباً عارماً تجاهه ثم ما لبث هذا الغضب أن تحول إلى غضب ممزوج بالسخرية بعد قيام الصحف السودانية بنشر اسماء ضباط وجنود من الجيش المصري أسرتهم ميليشيات المعارضة وهم يقاتلون إلى جانب سلفا كيير في جنوب السودان. 
من ناحية أخرى اعتمد الرؤساء منذ الستينات لتثبيت اركان حكمهم على تقديم إنجاز هندسي أو معماري للمصريين على غرار الأساليب التي كان ينتهجها حكام مصر الفراعنة, فعبد الناصر قدم السد العالي، والسادات قدم إعادة فتح قناة السويس، بينما قدم المخلوع بناء الكباري ومترو الانفاق، أما جنرال الانقلاب، فظهر بصورة فقيرة مثيرة للشفقة فعلاً، بالإضافة إلى انعدام الرؤية بالكامل لديه وضحالة تفكيره، نجده يعرض حلولاً مضحكة آثارت موجات من السخرية لدى المصريين، فالبطالة حلها لديه 1000 عربة لبيع الخضروات وحل مشكلة الفقر في تقسيم رغيب الخبز إلى اربعة أجزاء، أما التغلب على مشكلة انقطاع الكهرباء، فتوصلت عبقريته إلى حلها عن طريق اللمبات الموفرة، وهكذا بدأ حكم العسكر في مصر بالسد العالي وانتهى باللمبة الموفرة.

أحمد عمر يكتب : انفلونزا السيسي

ح تشوفوا العجب… سترون الليلة الكبيرة، وترون النجوم في ذلّ الظهر. «مسافة السكة» وترونها!
قبل أن نرى العجب، يجب أن نعرف لماذا وصف «بالدكر»؟ هل مصر دولة تريد أن ترتقي من دولة نايمة إلى نامية، أم تحتاج إلى عملية إكثار بذور بشرية؟ ألم تكن رابعة أفضل «عملية» جراحية لتحديد النسل، وغرامات المتظاهرين أفضل طريقة لزيادة الدخل القومي؟ والكفتة صيدلية كاملة؟
العجب هو الاستعراض الكبير، السيرك العظيم، الفرجة.. سترون الفيل يمشي على الحبل، والقرد مذيعاً، والبقرة ترقص الباليه، والكلب مطرباً في الحفلات السواريه.. الفياغرا الزرقاء يتناولها الرجال لزيادة الشراهة الجنسية، أما الفياغرا الحمراء فهي تعمل مفعولا عكسياً، ولعل جزءاً من الشعب المصري تناولها حتى أصبح معجباً بالدكر.
هل سيكون العجب بأن يخرج السيسي صاحب المعجزات على الهواء- ليس ليمشي عليه كما مشى المسيح على الماء- وهو يحمل فروات رؤوس الإخوان المسلمين كما فعل الأمريكان مع الهنود الحمر، أو أن يضع الانقلابيون آذان الإخوان المقطوعة قلائد، ويصنعون منها لوحات للزينة في غرف الاستقبال، أو عقوداً للزينة تضعها الحسناوان رولا خرسا ولميس الحديدي ملكة جمال الانقلاب. لن يخرج: فهو لشدة بسالته لا يجرؤ إلا بالظهور على «السكايب» أو «الكونفرانس»، ربما هو بغنى عن «الاحتكاك» بالأمة. 
المشير: يمتلك جسارة عبد الناصر( وتهوره في اليمنوغباءه في النكسة)، ودهاء السادات (كان مشهوراً بالخطابة غير الفصيحة) ووطنية أبو غزالة: وخفة ظل اسماعيل ياسين، وسبلة جفون عبد الحليم حافظ، وفحولة رشدي أباظة وضحكة نانسي عجرم، وجاذبية هيفا وهبي، وتسريحة وائل كفوري، وبطش عنترة بن فريد شوقي، وتقوى إمام الحرمين الشريفين، وعلم شيخ الأزهر والإمام الأكبر، وإمامة الشعراوي، وقوة موسى عليه السلام، لكن من غير أن يكون له حياؤه. 
لم يسبق لمصر أن كانت هازلة ومضحكة كما هي الآن، لكنه ممثل جيد، السيسي يحب التمثيل ويموت في الفنانين، فقد ترك خطابه معلقا على حبل الغسيل وبادر إلى مصافحة فاتن حمامة، وكاد أن يطلب اوتوغرافا من سيدة الشاشة العربية، ومسح دمعة جافة، غير مرئية من على خده الأيمن وهو يبكي على الإسلام المسكين وصورته الكاميرا كلوز (بجد)، يا رب ربنا يوفقني أرضي ربنا، (!!!)، والرجل لا يذكر إلا كلمة ربنا فيوصف بالصوفي والمتدين من قبل محللين حصفاء مثل عادل لطيفي، ومختار كامل… فكيف لو تنازل ووصف ربنا بعزّ وجل، أو بتبارك وتعالى. لو فعل لأصبح من الغرّ الميامين المحجلين (بالزبط كده) وعبارة بالزبط كده هي عبارة استدراك ومحطة توقف لهزّ الفلتر حتى تمرّ الكلمات والأفكار الصعبة الجديدة عبر حصى العقل الاستراتيجي. 
مسافة السكة
ضحك أصدقاؤنا التوانسة على السيسي وهو يعرض الجيش المصري للخدمة السريعة في المنازل والأقطار المجاورة: إذا حدث أي شيء فالجيش المصري «مسافة السكة ويكون جاهز»، وكأنّ الجيش صبي بيتزا ع العجلة لتوصيل الطلبات!! وقد رأينا بعض العجب أو كله، تكاد حسناء «سكاي نيوز» أن تضحك لبساطته، لكنها تتمالك نفسها، وتخون الأمانة: عندك واحد إرهاب في ليبياوصلحو، واتنين جماعات إسلامية في ليبيا في الخمسينة!
حفتر 
بات الصحافي حسن انذار ضيفاً على كل الفضائيات الموالية للسيسي، «الميادين» و»سكاي نيوز» و»العربية» و»الغد العربي» (لم لا تتوحد «الميادين» مع «العربية») واللواء سمير فرج يحلل شخصية السيسي الرمز، ومراسلة «العربية» رندا ابو العزم تسأل سؤالاً في منتهى البراءة للواء: لمَ تزوجت بنات السيسي من عائلات عسكرية، وليس رجال أعمال؟ يعني يا كده يا كده، ألم يكن من الممكن أن تتزوج بنت من بناته فلاحاً مصرياً فصيحاً! «شات يور ماوس أبو العزم» !
منى البحيري
وكأنّ السباق الرئاسي هو بين مرسي والسيسي؟ حتى نجمة المنتدى العربي في الإمارات، التي ذكرتني بطرفة قديمة تلعب على الترجمة الحرفية من الانكليزية: «اوبن غاد روت هيز بوك اون إن إن».. وترجمتها بتصرف: «فتح الله كتب كتابه على فيفي».
«النجمة» منى البحيري، التي تحولت بطلة «يوتيوب» وفضائيات وأفلام كرتون تحكي بالأمريكي الصعيدي، «شات يور ماوس أوباما» وتجعل الخيار بين اثنين: «السيسي يس، ومرسي نو». نعم يعني «يس» كما قال مفتي الاوباش، وبما أننا بدأنا بموهوبة مصر، التي تصف نفسها بأنها بسيطة، بسيطة ازاي وانت عندك شهادة دبلوم تجارة!! يمكن أن يكون اللواء أو المشير بسيطاً، أما أنت، والعربية تناديك بالاستاذة فلا وألف لا؟ قبلت البحيري لقب الاستاذة، أما الناشطة فلا.. النشاط رجس من عمل أوباما؟
ملاحظات
يقول السيسي إنه يتعذب وهو يتكلم.. سيموت تحت التعذيب من كثرة المقابلات. مسافة السكة هي 25 سنة طبعاً! مسافة السكة وأكون في القصر الجمهوري! الاله كريشنا يبارك السيسي رئيساً لمصر. ملاحظة: كتب المقال قبل ثلاثة ايام انتخابية هزّت خصر مصر.
٭ كاتب من كوكب الأرض

سهيل كيوان يكتب : مرسي اكتسح المشير

القدس العربي
جميل جدًا العرس الإنتخابي المصري الراقص، صور وأشرطة المجموعات والأفراد في اليوم الأول وهم يرقصون في طريقهم إلى صناديق الإقتراع، أو أثناء عودتهم منها ، سواء كانوا نساءً بلباس الجينز الأزرق أو الجلباب والنقاب، أو رجالا بلحى أو بدون لحى يرقصون بمعية أسرهم السعيدة، فالفرحة بالحرية والديمقراطية لا تميّز بين المحجّب والمنقب والسافر والمُلتحي وحليق الذقن. 
قد يكون المصريون أول من عملوا لصندوق الإقتراع وبصمات الحبر زفّة وعروضًا راقصة، كل هذا على أمل الخلاص والخروج من حالة الرّيب والخوف من ظهر الغيب السياسي.
قطاع واسع من المصريين يريد طيّ صفحة الإنقلاب بأسرع ما يمكن كي تصبح من الماضي السحيق الذي يريدون نسيانه، ويخشون وبحق فقدان السيطرة وتداعي الأمور إلى الأسوأ، باختصار»الناس تعبت وعايزه تخلص». 
ولكن رغم هذه النوايا الجميلة، يبدو أن هناك من هو غير متعجل للانتقال إلى الصفحة التالية، ليس لأنه لا يحب الرقص، ولا لأن وطنيته أقل من وطنية الراقصين، وليس لأنه يفضّل حياة التوتّر والصدامات على هز الوِسط، ولكن لأنه ليس من السهل طي صفحة فاصلة من تاريخ مصر الحديث بهذه البساطة، وسواء كنت من أنصار أو من خصوم الإخوان، وكنت تقبل بفكرهم وتنظيمهم أو ترفضه أو حتى معاديًا له، فالحقيقة هي أنه لا يمكن شطبهم بجرّة قلم ولا بقرار قضائي أو حتى بانقلاب عسكري ولا حتى برقصة على الواحدة ونص!
هناك من قُتلوا في الصدامات أثناء فض اعتصاماتهم ، وهناك من اعتقلوا وحوكموا بغير حق، وهناك من حُكم أحباؤهم بالإعدام سواء نُفّذ هذا الحُكم أم لم يُنفّذ، وهناك من ألقي بهم في غياهب السجون لمدد طويلة، وهناك رئيس انتخبه الشعب في انتخابات شهدت مشاركة هي ضِعف مشاركة انتخابات اليومين الأولين من انتخابات هذه المرة إن لم يكن أكثر، في إنتخابات 2012 شعر الجميع أن مصر على أعتاب عهد جديد، الصندوق فيها هو الحكم، شعر الجميع أن مصر سارت على الطريق الصحيح. هذه المرة اختلف الأمر، هناك هوة شاسعة بين الحلم والواقع. 
هناك من ارتكب خطأ جسيمًا عندما أعلن عن الإخوان جماعة إرهابية وأخرجها عن القانون، هذا القرار الأهوج لم يقنع الناس، الأكثرية رفضت وترفض الظلم التاريخي الذي تعرضت له هذه الجماعة، بدءًا من التشويه والشيطنة إلى اختطاف رئاسة الجمهورية والبرلمان من بين يديها ثم إعلانها مجموعة إرهابية ومطاردة نشطائها وقتلهم وخلق أجواء معادية لهم ومحاولة نبذهم محليًا وعالميًا ودفعهم إلى خانة الإرهاب العالمي. 
هناك من لا يُحب الإخوان ولكنه يرفض أن يكون مغفلا. أكثرية الشعب رفضت أن تكون شاهد زور وأن تمنح صك براءة للإنقلابيين. حَملة أنصار المشير السي سي تحت شعار»كمّل جميلك» فيها استفزاز كبير لمشاعر الملايين، ما هو «الجميل» الذي سيكمّله! هل الإنقلاب وسجن الرئيس والتهم السخيفة التي وجهت له! هل القمع الواسع لمئات الآلاف وحتى للملايين هو «الجميل» الذي يجب أن يكمله!
هل الأحكام بالإعدامات الجماعية التي يستنكرها كل عاقل وذي ضمير مهما اختلف مع الإخوان فكرًا وسياسة هو «الجميل» الذي سيكمله؟ 
التحجج بحرارة الطقس لعدم الإقبال على التصويت في اليوم الأول هو نكتة، حرارة الطقس في مصر ليست مفاجأة، والشعب المصري شقيق الشمس لا يخشى الإنصهار كالشوكلاتة تحت أشعتها. 
التهديد بتغريم من لا يصوت ب 500 جنيه هو عمل قمعي نُفّذ أو لم ينفذ، وهو بمثابة رفع اللثام عن ملامح الدكتاتور الجديد، إن مجرد التلويح بهذا من قبل هيئة الإنتخابات هو ترهيب، تصوّر أسرة مصرية فيها أربعة أصوات كيف ستستقبل مجرد التفكير بتغريمها بألفي جنيه! هل هذه هي النزاهة!
الإمتناع عن التصويت هو حق مضمون في أنظمة تحترم نفسها، هو طريقة تعبير،هو موقف، في الواقع هو تصويت، قد يمتنع جزء كبير بسبب ظروفهم الخاصة، وقد تكون هناك لا مبالاة وعدم رؤية فارق جوهري بين المتنافِسين، ولكن من الواضح أن هناك موقفًا شعبيًا رافضًا للتصويت، وما صراخ رجال إعلام السي سي الذي وصل حد التوسل للناس بالخروج للتصويت سوى دليل على عنف الصدمة.
تمديد الإنتخابات ليوم إضافي هو عمل قمعي أيضًا، خصوصًا أنه أتى بعد تخويف الناس الغلابى بغرامة مالية،لأن هذا يعني أننا لم نترك للممتنعين حجّة، ومنحناهم مزيدًا من الوقت ليأتوا ويصوّتوا، وعلى هذا سنحاسبهم!
المشير السيسي توقع مشاركة أربعين مليون مصري وهي نسبة تصل إلى 74٪ من الأربعة والخمسين مليونًا أصحاب حق الإقتراع. هذا الخطأ الكبير بالتقييم شكل صفعة قوية للدعاية التي قالت إن السيسي مفوّض من قبل الشعب، وصفعة للإعلاميين الذين رأيناهم يستجدون الناس حتى الصراخ للتصويت، وصفعة للمثقفين والفنانين الذين ظنّوا أنه ممكن تجاوز حركة سياسية كبيرة كالإخوان بمجرد تخوينها والتفنين الإنشائي في مهاجمتها. 
بلا شك ليس كل الممتنعين عن التصويت من الإخوان أوأنصارهم، ولكنّ الجزء الأكبر من الممتنعين فعلوا ذلك تعاطفًا مع الإخوان، خصوصًا أن حملة غير مسبوقة حذّرت من خطورة عدم المشاركة، الأمــر الذي يعني أن الممتنعين أصرّوا على امتناعهم. 
وصف الإخوان بالمرتزقة والإرهابيين والعملاء وإخراجهم عن القانون هو عمل خطير دفع ويدفع ثمنه المصريون والعرب، ومن يدفع بهذا الإتجاه ويصر عليه يضر بمصلحة مصر والأمة كلها، لأنه لا يمكن قمع حركة بهذا الحجم والزج بها إلى قفص الإتهام والسجن، من خلال تلفيق تهم سخيفة مثل التخابر مع حماس وبيع قناة السويس وحي شبرا وغيرها من الخبزعبلات التي يعرف الشعب المصري أنها زور وبهتان.
إعلان حمدين صباحي انسحابه ثم تردده ثم انسحاب نشطائه من مئات مراكز الإنتخابات وإصرار رجال السيسي على عودته ومواصلته المنافسة، تقول إن المنافسة الحقيقية لم تكن بين السيسي وصباحي، بل بين المشير السيسي والدكتور مرسي، والنتيجة هي فوز الدكتور مرسي فوزًا كاسحًا، على الأقل في اليومين الأولين للانتخابات، لهذا على من يُحبُّ مصر ويهمه بالفعل شعب مصر أن يبحث ويُبدع بالسعي إلى حوار وطني حتى التوصل إلى صيغة مصالحة وطنية حقيقية تنقذ مصر وشعبها من تداعيات قرار الإنقلاب الغبي على الرئيس المنتخب والقرار الأغبى بإخراج الإخوان عن القانون..

29 مايو 2014

فيديو ..الهام شاهين : صور العذراء تملأ بيتى ولا يمكن أن أسير بدونها


الهام شاهين: بعد اسبوع من حكم مرسى قولت مش هيكملوا سنة دا انا شيخة ومكشوف عنى الحجاب

CNN : عدد افراد الشرطة فى مراكز التصويت اكبر من عدد المصوتين


‎‎منشور‎ by Muhammad Mokhtar.‎

القدس اللندنية : ضعف التصويت «صفعة على وجه النظام»



فشلت كافة الاجراءات التي اتخذتها الحكومة المصرية خلال الايام الثلاثة الماضية في اقناع اغلبية الناخبين المصريين بالتصويت لاختيار الرئيس المقبل، في مفاجأة ربكت حسابات النظام.
و شملت تلك الاجراءات كافة اشكال «الترغيب» عبر ابتزاز المشاعر الوطنية، في حملة اعلامية شرسة عمادها الاغاني المرتبطة بانتصارات وتحولات تاريخية، وحشد المعلقين السياسيين والعسكريين في البرامج الحوارية لربط الامتناع عن التصويت بـ «الخيانة» وعدم الانتماء، وبالتالي «سقوط الحق في المطالبة بالحريات او الوظائف او التنمية(..)» كما قال احدهم. 
ومن ثم اضطرت الحكومة الى اللجوء الى «الترهيب» بالتلويح بفرض غرامة قدرها خمسمئة جنيه (نحو سبعين دولارا) على المقاطعين، وهو مبلغ كبير بالنسبة للكثيرين، ما دفع البعض وخاصة من كبار السن الى الذهاب مضطرا الى اللجان مساء الثلاثاء، خوفا من ان تخصم الحكومة الغرامة من معاشاتهم. اما الشباب فاما واصلوا مقاطعتهم غير مبالين بالغرامة، او ذهبوا الى اللجان وابطلوا اصواتهم.
وعلى اي حال فان مشاهد اللجان الخاوية على عروشها اكدت استمرار ضعف المشاركة حتى بعد التهديدات بالغرامة التي قد تكون «قانونية» الا انها في حقيقتها «غير اخلاقية» وتدخل في اطار «تزييف ارادة الناخبين»، وتدل بوضوح على مدى انزعاج النظام وحرجه بعد ان تلقى «صفعة سياسية على وجهه» ادت الى فضح الخطاب الاعلامي الزائف والمزيف لحقيقة موقف الرأي العام فيمصر تجاه كثير من التطورات الدراماتيكية التي شهدتهامصر منذ الثلاثين من حزيران/يونيو الماضي، وليس الانتخابات الرئاسية فقط.
وبعد ان خرجت بعض وسائل الاعلام المؤيدة للنظام في اليوم الاول من التصويت تتحدث عن «ثورة ثالثة في صندوق الاقتراع»، جاءت صور اللجان الخاوية لتكشف كذب الماكينة الدعائية التي لم تتوقف عن الحديث على «اقبال كثيف» حتى بعد قرار الحكومة بجعل ثاني ايام التصويت اجازة رسمية، في اعتراف ضمني بضعف الاقبال.
وسيكون على النظام ان يواجه اسئلة صعبة بشأن احجام اغلب المصريين عن المشاركة في الانتخابات في الوقت الذي كان بنى فيه «شرعيته» على «خروج الملايين» في الثلاثين من حزيران/ يونيو والثالث من تموز/يوليو ثم السادس والعشرين من تموز/يوليو. فما الذي حدث لهذه «الشعبية» التي استخدمها كمبرر لاطاحة رئيس منتخب؟
وفي الواقع لا يصح لاي حزب او جماعة او تيار بعينه ان يعتبر ضعف الاقبال انجازا له، في ضوء تنوع الاسباب والشكوك والهواجس التي تقف وراء قرار عشرات الملايين من الناخبين بالامتناع عن التصويت، رغم كافة وسائل الترغيب والترهيب التي مارسها النظام.
ويستطيع المراقب على الارض ان يلمس هذا التنوع بين مختلف فئات وشرائح المجتمع، ويمكن تلخيصها فيما يلي:
٭ اولا: يشعر كثير من الذين شاركوا في التظاهرات ضد حكم الاخوان في الثلاثين من حزيران/يونيو ان الثورة تعرضت للسرقة مجددا على ايدي «فلول مبارك» الذين سارعوا الى الترويج لحكم المؤسسة العسكرية باعتباره «قارب النجاة» لهم، مع تصوير الامر للجماهير عبر الماكينة الاعلامية الضخمة على انه «قارب النجاة للبلاد». ومع انخداع كثيرين بمن فيهم بعض من يسمون بـ «المثقفين»، الا ان القاعدة الشعبية رفضت بحسها الوطني فطريا الانجرار الى هذا الفخ، بغض النظر عن استمرار كثيرين منهم في انتقاد جماعة «الاخوان» او التعاطف معها.
٭ ثانيا: وقع النظام خلال الشهور الماضية في اخطاء وخطايا كبيرة جعلت الكثيرين يحجمون عن تأييد استمراره، حتى وهم يقرون بعدم وجود بديل جاهز. وبكلمات اخرى قرروا منحه فرصة قد لا تزيد عن عام لتحقيق انجازات على الارض بشأن عودة الامن وحل مشاكل البطالة ووقف التدهور في الخدمات الحيوية بشكل خاص، ثم تكون هناك وقفة للحساب معه.
٭ ثالثا: كشف ضعف الاقبال على التصويت عن تماسك تيار الاسلام السياسي رغم كل ما تعرض له من ضربات، اذ فشلت القيادات السلفية في اقناع القواعد بالمحافظات في النزول الى اللجان الانتخابية، رغم الجهود الكبيرة التي بذلوها وشملت تنظيم المسيرات والمؤتمرات وتوفير الحافلات لنقل الناخبين مجانا، والتي اعتبرها مراقبون اكبر من جهود الحملة الرسمية للمشير السيسي نفسها في الانتخابات. ويكشف هذا الموقف عن تضامن قواعد السلفيين مع جماعة الاخوان فيما تعرضت له من ظلم، كما يدل على زيف ادعاءات بعض القيادات السلفية بشأن تمثيلها وسيطرتها على قواعد الدعوة السلفية الذين يقدرون بنحو خمسة ملايين شخص.
واخيرا فان النظام يقف امام خيارين ردا على «صفعة الانتخابات»، اولهما الا يفعل شيئا، وعندئذ سيخاطر بتحول هذه «المقاطعة» تدريجيا الى خانة التحرك والاحتجاجات، او ان يبدأ فورا مراجعة شاملة لخطابه السياسي والاعلامي، احتراما لرأي الاغلبية الشعبية التي امتنعت عن «تفويضه» في صندوق الاجتماع، وهذا امر يتطلب كثيرا من الشجاعة والحكمة والقرارات الصعبة. 
فهل يفعلها؟



28 مايو 2014

مقاطعة مهزلة الانتخابات وسبل الخروج بقلم الدكتور/ السيد مصطفى أبو الخير

فى ضربة قاضية قاسية قاصمة قاطع الشعب المصرى مهزلة الانتخابات الرئاسية وعزف الشعب المصرى بكافة تياراته السياسية عن المشاركة فى مسرحية هزلية يعرف الشعب نهايتها قبل بدايتها وعلى مدار يومي المهزلة قاطع الشعب ولم يشترك فى مهزلة رغم مد فترة التصويت باليوم الثانى ورغم مد فترة التصويت يوم ثالث ورعم كل محاولات قادة الإنقلاب لجذب الناخبين ورعم إعلامهم الفاجر الداعر الذى ملأ مصر كذبا ونفاقا وبهتانا وزورا ورغم وقوف كافة مؤسسات الدولة معهم وتسخيرها لهم. وتدل هذه المقاطعة التى كشفت للعالم كل زيف قادة الإنقلاب وإعلامهم كما كان ذلك تعبيرا لا يقبل الظن أو الريب بفشل الإنقلاب فشلا ذريعا وأن الشعب مازال مصمم على عودة الشرعية كاملة وفرض على قادة الإنقلاب أو بالأصح على المؤسسة العسكرية ضرورة أحترام صوته ورأيه ومن دلالات هذا الرفض وتلك المقاطعة أن الشعب المصرى بكل تياراته السياسية لن ولم يقبل حكم العسكر أو أى نفوذ أو دور للمؤسسة العسكرية فى الحياة السياسية المصرية. لذلك أعتقد أن المؤسسة العسكرية بعد ذلك سوف تكشف عن وجهها القبيح للشعب المصرى وأتوقع منها إجراءات قوية ضد الشعب المصرى لأنها سوف تدافع عن نفوذها ثم عن رقاب قادتها ثم عن مكاسب العسكر الاقتصادية فالمال شقيق الروح لذلك فإن المؤسسة العسكرية سوف تدافع عن وجودها أما أن تكون أو لا تكون ولمدة قرن على الأقل فالأمر لم يعد مجرد إنقلاب عسكرى قد يمر كما مر إنقلاب يوليو 1952م ولكنه أصبح حرب وجود وقتال حياة وبعد أن قامت المؤسسة العسكرية بالمجازر والمذابح والقتل والقنص لكل طوائف الشعب لم يعد أمامها سوى أما أرتكاب العديد من المذابح أو المجازر والقتل والقنص وخاصة للتيار السياسى الإسلامى وفى مقدمته الأخوان لأن التراجع عما هم فيه معناه الهزيمة وخسران كل شيئ النفوذ والسيطرة ومن قبل حياتهم. وأيضا تدل على أن الكتلة التصوتية لنصارى مصر قليلة جدا ولا تستطيع ولا تأثر على الشارع السياسى المصرى وأظهرت مدى ضعف الكنيسة كما أنها فضحت قيادات الكنيسة التى تسيير فى ركاب المخابرات الأمريكية وتبين أن المراهنة على نفوذ وأصوات النصارى على حسم أى معركة سياسية مراهقة سياسية وأن الكنيسة حصلت على أمتيازات بزعم قوة أصوات النصارى وكثرتها وهو ما تبين كذبه خاصة وأن الكنيسة أعلنت صراحة وراهنت مثل باقى قوى وتيارات الفلول على نجاح الإنقلاب لذلك إعلان الفشل سوف يجعل قيادة الكنيسة الحالية تفقد مكانها ومكانتها خاصة هناك تيار يقف ضد هذه القيادة داخل الكنيسة وقد أحدثت قيادة الكنيسة ومؤيديها شرخا كبيرا فى العلاقة بين المسلمين والنصارى فى مصر من الصعب تداركه إلا بعد فترة ليست بالقليلة ولن تعود بسهولة لسابق عهدها دون خسائر كبيرة للنصارى فى مصر سياسيا واقتصاديا واجتماعيا. ومن الدلالات أيضا أن التيار السياسى الإسلامى بقيادة الأخوان المسلمين هم عنوان الشارع والشرعية وهم الكتلة الصلبة التى بيدها خط سير الشارع السياسى المصرى وتبين أنه لا أستقرار فى مصر بدون هذا التيار وخاصة الأخوان المسلمين كما تبين بوضوح عدم إمكانية إستقصاء واستبعاد التيار السياسى الإسلامى من أى ترتيبات سياسية فى مصر ومن الدلالات أيضا هشاشة حزب النور وأنه غير مؤثر فى الشارع السياسى المصرى بل العكس فقد مصداقيته وأصبح منبوذا فى الشارع المصرى لذلك فأنه قتل سياسيا وسوف تتخلى عنه الأجهزة الأمنية التى تبنته وراعته بل وانشأته. كما تبين من خلال هذه المقاطعة أن كافة الأحزاب والتيارات والحركات والإئتلافات غير الإسلامية ليس لها أى وجود حقيقى أو تأثير على الشارع السياسى المصرى وأنهم لا قيمة لهم ولا وزن وأنهم من مصاصى المال الحرام أكثر من الأسفنج وأنهم فشلوا فى تحريك الشارع المصرى أو جذبه لما يريد ويرغب قادة الإنقلاب فالكل فشل حتى الإنقلاب فشل بل مات سياسيا. يحاول قادة الإنقلاب الآن مع عبيدهم وشياطينهم فى الإعلام والقضاء تدارك هذا السقوط المروع فقد حثوا اللجنة العليا للانتخابات على مد فترة التصويت ليوم ثالث على أمل أن يخرج الشعب المصرى ولكن دون جدوى عادة ما يكون مد فترة التصويت نتيجة الأقبال المتزايد من الناخبيين للأدلاء بأصواتهم أما هذا المد فهو غير لازم لذلك فهو غير قانونى لعدم الحاجة إليه فضلا عن أن الحكومة منحت كافة العاملين بها أو بالقطاع الخاص الثلاثاء ثانى أيام الانتخابات أجازة ومع ذلك ظل الأقبال ضعيف جدا وهذا ما أكدته كافة الفضائيات والجرائد العالمية التى رأت على الهواء مباشرة عزوف الشعب المصرى عن الأشتراك فى المهزلة لاقتناع قطاع كبير من الشعب بأن الرئيس محمد مرسى مازال هو الرئيس الشرعى للبلاد وأن ما حدث فى 30/6 و 3/7/2013م إنقلاب عسكرى كما قاطع العديد من الناس عن الأشتراك فى هذه المهزلة نتيجة المجازر والمذابح التى أرتبكها الإنقلاب فى الحرس الجمهورى ورابعة والنهضة ورمسيس فضلا عن عمليات القتل والقنص بمعظم شوارع مصر لشباب لا يملك إلا صوته وقلبه وإرادته وقاطع البعض لكل ما سبق ولوقوف كل الفاسدين والبلطجية مع الشرطة والجيش. أما تهديد حمدين صباحى بالأنسحاب من سباق الرئاسة المزيف يمكن أن يكون ذلك طلب منه لاتمام المسرحية وهو الكسبان من ذلك كثيرا أولا تظهر أنه ليس كومبارس أو محلل للانتخابات الهزلية ويحفظ كرامته مع العلم أن ذلك يفيد الإنقلاب وقائده كثيرا جدا أولا يغنى الأنسحاب عن فرز الأصوات ويفوز السيسي بالتزكية ثانيا لا داعى للفرز مما يقلل من حجم وتأثير المقاطعة ويحفظ وتحفظ معه المؤسسة العسكرية ماء الوجه بعد اللطمة القوية من الشعب وبذلك يتم التخطى والتغطية على الفضيحة ولكن لا اعتقد انه يجرؤ على الأنسحاب إلا بأوامر من المؤسسة العسكرية التى أكملت له التوكيلات وفتحت له مكاتب الشهر العقارى يوم الجمعة لذلك فلا اعتقد أنسحابه أما سحب مندوبيه من اللجان فقد تم بترتيب من المؤسسة العسكرية معهم حتى لا يكون هناك شاهدا للتزوير من أعترض منهم تم القبض عليه وفعلا تم القبض على خمسة عشر منهم. هل من الممكن أن نرى تمثيلية أخرى مكررة عملها المهزوم دائما عبد الناصر بعد نكسة 1967م حيث تنحى عن الحكم صوريا وإعلاميا فخرجت الملاييين من المغفلين تطالب بعودته هل يفعلها السيسي ويعلن أنسحابه من السباق الرئاسى بعد هزيمته النكراء وفضيحته العالمية على الهواء مباشر فيخرج المغفلين والمطلبتية ويعملوا له فيلم من أخراج خالد يوسف كما حدث فى 30/6 و 3/7/2013م ويطالبه هؤلاء العبيد بالرئاسة بدون أنتخابات ممكن لا اعتقد ذلك. أم أنه سوف يعلن فوز السيسي بالرئاسة بعد ضرب عدد المصوتين فى عشرة أو عشرين خاصة وأن الصناديق باتت فى حضن العسكر بدون مبيت المندوبين مع الصناديق ( الدفاتر دفاترهم) كما أنه من يجرؤ على العد وراء اللجنة العليا للانتخابات فهذا تشكيك فى نزاهة قضاء مصر الشامخ الفاشخ ويكثر الكلام عن حصانة القضاء ونزاهته التى انتحرت ونحرت منذ بداية الإنقلاب حتى الآن وحتى يقولوا للشعب نحن من نأت بالرئيس وليس أنتم خاصة وانهم مهدوا لذلك فقالوا ان من أنتخب فى اليوم الأول 14 مليون والثانى عشرة أو أكثر قليلا والثالث قالوا سبعة عشرتقريبا أو أقل قليلا ويعلن فوز السيسي بنسبة أكثر من 90% وحمدين يحصل على حوالى اربعة او خمسة مليون صوت هم ما أخذهم فى أنتخابات الرئاسة فى 2012م وهذا ما سوف يحدث بذلك تعلن المؤسسة العسكرية أنها الدولة والدولة هى مهما حاول الشعب تغيير تلك. ولا تنتظزوا من الغرب أو الشرق أن يقف مع الشعب بل بالعكس سوف يقف من المؤسسة العسكرية التى تحمى وترعى مصالحه المتمثلة فى أمن الكيان الصهيونى وحرية المرور فى قناة السويس بشروطهم دون النظر إلى مصلحة الشعب المصرى فقد تصدر بعض الصحف العالمية والفضائيات الأوربية كلمات فقط دون أتخاذ أى موقف إيجابى بعدم التعامل أو الأعتراف بنتيجة مهزلة الأنتخابات وسوف يتم التعامل عادى جدا مع الإنقلاب على أنه شرعى وقانونى ولا يهم رأى الشعب أو إرادته. أما عن مؤيدوى الإنقلاب فأنهم يدركون تماما أن الانتخابات مهزلة وأن التزوير فج وفاضح وعلنى وأن الشعب لفظهم ولم يعترف بهم ولا بالإنقلاب لكنهم حفاظا على مكاسبهم والمال الحرام ودفاعا عن مصالحهم ونكاية فى باقى الشعب الذى خذلهم وفضحهم أمام العالم لكنهم لا يعرفون للحياء طريقا ولا للخجل سبيلا بل هم كالأنعام بل أضل سبيلا. وبسقوط وفشل الإنقلاب سقطت معه المؤسسة العسكرية والشرطة والمخابرات الحربية والعامة والفلول والبلطجية ورجال الأعمال الفاسدين والكنيسة وقيادتها والأزهر وشيخه وأذيالهم وأذنابهم وسقط إعلام العار من صحف وجرائد وقنوات وإذاعات ومشخصاتية وراقصات وداعرات الفن وعاهراته سقطوا جميعا فى مزبلة التاريخ بيد العشب المصرى.

تحية واجبة للثوار وللشعب المصري الذي أسقط السيسي ومشروعه بقلم:عامر عبد المنعم


لله الحمد والشكر، فهو صاحب الفضل، والنصر من عنده وحده سبحانه، وبعد شكر الله تعالى فإن الشباب المصري الثائر يستحق التحية على صموده الأسطوري منذ 11 شهرا وحتى الآن، لكي يغير اتجاه الرأي العام إلى هذه النتيجة المبهرة التي رأيناها في اليومين الماضيين، والمقاطعة شبه التامة للانتخابات مما أسقط خارطة 3 يوليو وأسقط مشروع المشير السيسي وأنهى حلمه في أن يكون رئيسا. هؤلاء الثائرون هم أصحاب النصر الذي ندعو الله أن يكتمل، وضربوا لنا المثل في البطولة والتضحية بصمودهم في الشوارع وتقديم الشهداء وآلاف المصابين وعشرات الآلاف من المعتقلين. فهذا الجهاد هو الذي جعل الشعب ينحاز للحق في هذه الضربة القاضية للسلطة الانقلابية وإسقاطها بالصوت والصورة وعلى الهواء مباشرة، وعلى رؤوس الأشهاد. يا سبحان الله. الفضائيات التي استخدمها المشير السيسي في تضليل الأمة وتحويل المجني عليه إلى جاني وتحويل القاتل إلى ضحية هي هي التي تنقل فضيحة السقوط المدوي للدنيا كلها. لقد نصبوا الكاميرات في كل المدن والقرى لنقل العرس وتتويج السيسي فإذا بالدنيا ترى الزلزال وانهيار اللعبة التي حمتها الدبابات وحرسها الغرب بحكوماته وأمواله وإعلامه. هذا الزلزال نتيجة جهد على الأرض من الثوار الذين رفضوا الاستسلام، وقدموا أروع البطولات في زمن ظن البعض أنه زمن الرقص والارتداد عن الدين والتخلي عن الثوابت الوطنية وعبادة أمريكا وإسرائيل. لقد خرج شباب مصر وشيوخها بصدورهم العارية يتلقون الرصاص، فارتقى منهم آلاف الشهداء، وقدم العشرات عيونهم من أجل دينهم ووطنهم وأمتهم ووقفوا بكل بإصرار أمام قذائف الخرطوش العمياء في نوع جديد من السلوك المقاوم لا تعرفه البشرية هذه الأيام، وامتلأت السجون بعشرات الآلاف من خيرة أبناء مصر، من الشباب والفتيات. هذا الجيل الثائر زادته المحنة نضجا فتحول إلى طوفان هادر لن تقف أمامه أي قوة حتى لو كانت تتسلح بالدبابات، وأتعجب من الذين مازالوا يتحدثون عن ثورة يناير ولا يرون هذه الثورة التي تجاوزت كل الثورات في طيفها الواسع وهويتها الواضحة، والجيل الذي أصبح اقوي من الفولاذ، الذي لم ينكسر أمام أكبر قوة انقلابية مدعومة من أمريكا والغرب وإسرائيل. نعم انهارت خارطة السيسي، وما يحدث من محاولات للاستمرار مجرد حلاوة روح، وهم شعروا بالزلزال أكثر من الكثير منا، ففقدوا صوابهم وتخبطوا وسنرى ما يسر الشعب الصابر بإذن الله. أنا هنا أتحدث عن دلالة ما حدث وهو سقوط خارطة الطريق وفشل اللعبة، بعد التغير الشعبي الذي جاء نتيجة جهد الثوار الذين هم بمثابة الجهاز العصبي للشعب المصري، واستطاعوا بصبرهم أن يقضوا على أسطورة السيسي الوهمية الذي قام بانقلاب داخل الانقلاب، ليضمن الاستمرار فجاءته الضربة القاضية الساحقة من المصريين الذين ظل طوال الوقت يكذب باسمهم. لقد انتهى التفويض، وانتهى الاستدعاء الكاذب. الآن ليس أمام المشير السيسي إلا الانسحاب من المشهد وإعلان التنحي. فتحية للشهداء. وتحية للمعتقلين. وتحية للمصابين. وتحية للأسر الصابرة. وتحية للثائرين. وتحية للثوار الذين يواصلون طريقهم حتى استرداد مصر من العصابة التي تحارب شعبها وأمتها ودينها وفعلت مالم يفعله الاستعمار ومالم تفعله إسرائيل ضد الفلسطينيين.