20 مايو 2014

صابر مشهور : السيسي تربي في حارة اليهود واسرائيل تختار من يحكم مصر


المفكر القومى محمد سيف الدولة: كشف حساب العام الاول من حكم الجنرال

Seif_eldawla@hotmail.com
ونحن على مشارف تجديد مدة ثانية "لسيادته"، لا مانع من أن نجرى كشف حساب مختصر عما تم فى مدته الأولى، ولا داعى لأن نجهد أنفسنا كثيرا فى البحث عن برنامجه الانتخابى، فلقد تعرفنا عليه وذقناه على أرض الواقع على امتداد ما يقرب من سنة:
· تميزت خريطة الطريق المجيدة بأكبر نسبة من القتلى والمصابين والمعتقلين منذ الثورة، بل على امتداد تاريخ مصر الحديث، وبأكبر عدد من القتلى والشهداء فى يوم واحد.
· ووقعت مذبحة أبى زعبل الثانية التى تفحم فيها 37 معتقل داخل سيارة الترحيلات (المذبحة الأولى كانت ضرب اسرائيل لمصنع أبو زعبل عام 1970)
· وصدرت احكام الإعدام بالجملة التى ستسجل باسم مصر فى تاريخ القضاء المصرى والدولى.
· وأحكام بالسجن بعشرات السنين على مئات من المعتقلين.
· وحققت مصر رقما قياسيا جديدا فى أعداد الفتيات المعتقلات.
· و دخلت مدرعات وقنابل الشرطة لأول مرة الى الحرم الجامعى.
· كما تميزت المرحلة بسابقة لم تحدث فى مصر من قبل وهى سابقة "التفويض بالقتل"
· وأدت الأعمال الارهابية ضد الجيش و الشرطة، الى عصف كامل بالحريات وبحقوق الانسان.
· وسادت أجواء كريهة وضارة وعنصرية من الكراهية و الاستقطاب والاجتثاث والحظر.
· وانطلقت حملات ضخمة و ممنهجة لشيطنة الثورة والثوار.
· وظهر حجم الاختراق الأمنى للتيارات والأحزاب السياسية وللكتاب والصحفيين والمثقفين.
· وعاد النظام القديم وأجهزته وحلفاءه يحكمون البلاد ويتربصون بالعباد ويعملون على تفكيك ما تبقى من الثورة صامولة صامولة ومسمار مسمار، والحيلولة دون تكرارها مرة أخرى.
· وعاد كل طيور الظلام من رجال النظام السابق الى صدارة المشهد السياسي من رجال الحزب الوطنى ورجال الامن وكبار رجال الدولة وشبكاتهم العميقة.
· واستمر رجال الاعمال من محترفى النهب المنظم فى الاستحواذ على ما يقرب من نصف ثروات مصر مع بقاء 40 مليون مصرى تحت خط الفقر، وافلت كل ناهبى البلاد وسارقيها من الحساب وبدأت المصالحات وتسوية الملفات.
· ورفض القطاع الخاص تطبيق الحد الأدنى للأجور.
· وحصنت الدولة صفقاتها السابقة واللاحقة لبيع القطاع العام، ضد الطعن.
· وبدأت الحكومة فى تنفيذ شروط صندوق النقد الدولى فى رفع الدعم عن الطاقة.
· كما تعلن ليل نهار أن الاقتصاد ينهار.
· واستدعى الجنرال حلف الناتو للعودة الى ليبيا.
· وبقيت مشكلة سد النهضة قائمة بدون حل.
· وعرضت مصر خدماتها لحماية أمن الخليج تحت شعار "مسافة السكة"، متناسية أن فلسطين أقرب.
· وتنازلت الادارة المصرية للسعودية عن لقب كبيرة العرب وحكيمتهم.
· وتحالفت كل الانظمة العربية مع قوى الثورة المضادة، ودعمتها بقوة لاجهاض الثورة واحتواءها.
· وأعلن البنتاجون ان الطائرات الأباتشى ستساعد على تحقيق "الامن الامريكى المصرى الاسرائيلى المشترك".
· وبقيت مصر تابعا امينا للولايات المتحدة تقدم لها الخدمات والتسهيلات الامنية والعسكرية لبوارجها وطائراتها الحربية، وتتعاون معها فى مكافحة الإرهاب، وتفوز بشهادات الثناء والتقدير فى جلسات لجان التسليح بالكونجرس الأمريكى.
· وبقيت سيناء الغالية محرومة من حماية القوات المسلحة وفقا لقيود كامب ديفيد، فيما عدا ما تسمح وتجود به اسرائيل لتأمين حدودها.
· ولأول مرة، يتم تدمير أنفاق غزة تحت الأرض، مع اغلاق المعبر فوق الأرض .
· وتمسكت الادارة المصرية بالمعونة الأمريكية، رغم التهديدات المهينة من الادارة الامريكية بتعليقها.
· وبدأت مصر فى دفع مزيد من الفواتير من استقلالها الى الامريكان والمجتمع الدولى مقابل الاعتراف والدعم الدولى للنظام الجديد.
· وأعلنت الخارجية عن حقيقة العلاقة الزوجية بين مصر وأمريكا.
· ونفى الجنرال شائعات توتر العلاقات المصرية الامريكية، وأكد انهم قبلوا به رئيسا.
· كما أكد على أن السلام مع إسرائيل أصبح فى وجدان المصريين.
· وتم اختصار القضية الفلسطينية، الى أن على اسرائيل أن تعطى الفلسطينيين"حاجة".
· وأفلتت وزارة الداخلية من التطهير وافلت كل قتلة الشهداء من العقاب وظلوا فى مواقعهم وكرروا جرائمهم، وعادت قوات الامن المركزى تضرب وتسحل المتظاهرين، وعاد امن الدولة اكثر قوة .
· وضعفت جبهة القضاة الشرفاء، وتم العصف بأحلام الثورة فى قضاء مستقل، وعم الظلم وغاب العدل، وأصبحت السلطة هى الخصم والحكم فى ذات الوقت.
· وعاد التعذيب للأقسام والسجون وعادت الاعتقالات بلا حدود او ضوابط زمنية أو قانونية.
· واستعادت الدولة السيطرة الكاملة على الإعلام، سواء الرسمى، او المملوك لرجال الأعمال، ليظهر الفضاء الاعلامى كله وكأنه قناة واحدة ومذيع واحد ورسالة واحدة، على طريقة الشئون المعنوية.
· وأعلن الجنرال فى احاديثه المسربة من الغرف المغلقة، أن المدنيين لا يصلحون لحكم مصر.
· وعاد كل الانتهازيين من الاعلاميين والصحفيين والكتاب والفنانين والساسة الى ادوارهم القديمة فى الدفاع عن فساد النظام واستبداده.
· وتسابق الآلاف من المترددين والمذبذبين الى الانحياز فورا الى معسكر الثورة المضادة بعد ان انتصر واثبت قدرته على العودة والسيطرة والتحكم.
· وكف الالاف من الضعفاء والخائفين عن دعم الثورة هربا من بطش النظام العائد المنتصر .
· وتحولت كل الدساتير ومواد الحقوق والحريات الى حبر على ورق.
· وعاد التزوير مرة اخرى، ان لم يكن فى نسبة النجاح، ففى نسبة المشاركة.
· ويجرى الاعداد لبرلمان يمثل كل قوى الثورة المضادة، وكل من قامت الثورة ضدهم .
· وتم تكميم وتشويه وحصار كل الاصوات والمنابر المعارضة. 
· ودفع اليأس والإحباط الآلاف من شباب مصر الطاهر الى الانسحاب من الحياة السياسية والكفر بالثورة والتفكير فى الهجرة، وتعرضت مصر الى صدمة شبيهة بصدمة 1967 التى لا نزال ندفع أثمانها حتى اليوم .
· ورغم ذلك ظل الشباب الثائر يقاوم بكل الطرق السلمية الممكنة، وسقط مزيد من الشهداء والمصابين والمعتقلين وعدنا مرة أخرى الى المربع الاول .
· أما الآن فيجرى العمل على قدم وساق لتصفية قوى المعارضة من كافة التيارات بلا استثناء.
*****
القاهرة فى 18 مايو 2014

بطرس غالي يطالب بالقضاء علي الإخوان نهائياً مهما كانت الخسائر

طالب الدكتور بطرس بطرس غالي، الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة ، بالقضاء نهائياً علي جماعة الإخوان المسلمين من أجل استقرار البلاد ومهما كانت التضحيات. وقال غالي أثناء حوار له علي برنامج " نظرة " أنه يجب علينا أن نتواصل أكثر مع الدول الأوروبية وأمريكا من أجل إقناعهم بأن الإخوان جماعة إرهابية . وأكد أن الإخوان تسببوا في أعمال إرهابية كثيرة علي مدار التاريخ بالإضافة إلي التفجيرات الأخيرة التي قاموا بتنفيذها . وقد انهالت التعليقات ساخرة ورافضة لهذا الكلام , مذكرين غالي بمذبحة البوسنة والهرسك التي حدثت في عهده . 

19 مايو 2014

كريمة الرئيس مرسي تكشف تفاصيل صفقة عرضها الجيش على والدها

كشفت الشيماء، كريمة الرئيس المخطوف محمد مرسي، أن وزير الدفاع السابق، عبد الفتاح السيسي، وقيادات الجيش، عرضوا علي أبيها قبيل عزله في الثالث من يوليو، اللجوء للدولة التي يختار وأن يمنح ما يشاء من امتيازات ومال مقابل أن يكتب استقالته ويرحل، لكنه رفض. وأضافت في تدوينة لها علي موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، "دعني أخبر العالم أنكم أنتم (تقصد الجيش المصري) من عرضتم على رئيسكم اللجوء للدولة التي يختار، وأن يمنح ما يشاء من امتيازات، ومال وخلافه هو وأسرته، وأن يطلب ما يشاء مقابل أن يكتب استقالته ويرحل".
وتابعت: "لأنه يعرف أن هذا خيانة لله وللوطن وللأمانة التي حمله إياها الناس، أبى ورفض هذا العرض ..". وأشارت ابنة الرئيس النمخطوف إلى أن "رجال مرسى قدموا الروح لأجل الدين والوطن، وليسوا خونة باعوا الأرض والعرض من أجل حفنة من المال، وضحوا بالمناصب والملك لأجل الثورة والحرية والعزة والكرامة، وأعطوا الأجيال دروسا كيف يكون الرجال". وجاء ذلك ردا علي تصريحات للسيسي مع 3 فضائيات مصرية خاصة أمس. إذ قال في حوار بثته فضائيات "دريم" و"الحياة" و"النهار" الخاصة أنه حضر الخطاب الأخير لمرسي في مركز المؤتمرات بمدينة نصر، يوم 26 يونيو الماضي، هو وقيادات المؤسسة العسكرية، للاستماع لـ"حلول للأزمة السياسية التي تعيشها مصر"، لكنه وجد حوارا موجها لأنصاره (أنصار مرسي)، مشيرا في الوقت ذاته إلي أنه تم وضع خطة لتأمينهم (تأمين القيادات العسكرية) خلال وجودهم بالقاعة. وردا علي على سؤال حول مدى التخوف من استهداف قادة الجيش الذين حضروا خطاب مرسي في 26 يونيو فيما يشبه "مذبحة القلعة"، قال السيسي إن مرسي و"جماعة الإخوان، لم تمتلك في يوم من الأيام القدرة على إلحاق الأذى بالمصريين"، مضيفا: "مين اللى يعمل مذبحة القلعة لقادة الجيش!!.. مرسي كان بيخاف من صوت الطائرات". 

حسن نافعة : السيسي يكتب الاسئله التى توجه اليه بنفسه

فيما يبدو أنهم انقلبوا على سيدهم بعد ان تخلى عنهم ولم يجدوا لأنفسهم مكانا بجواره .. انضم الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إلى رفاقه من مؤيدي الانقلاب الذين أنقلبوا على الخائن .. حيث قال :
إن الحوارات التي يجريها عبد الفتاح السيسي، المرشح الرئاسي، وتذاع مسجلة على الفضائيات، هو الذي يتولى وضع الأسئلة لها، ومن ثم يجيب عنها.
وأضاف كما ذكر موقع "االمصريون" أن رد السيسي الجاهز على كل الأسئلة يدل على أنه اطلع على أسئلة الحوار قبل بدء التسجيل.
وأشار إلى أن السيسي لا يمكنه التحدث بهذه الحرفية في حوار مباشر على أي قناة وإنما دائمًا نجد حواراته مسجلة، وهذا دليل أيضًا على أنه هو وحده من يضع الأسئلة قبل الهواء ثم يجيب عليها أثناء التسجيل من أجل أن يظهر للمصريين أنه صاحب كاريزما جيدة وله ذوق رفيع في الحديث.
واعتبر نافعة أن التحدي يكمن في أن يخرج السيسي ويتحدث بنفس الأسلوب في حوار مباشر على الهواء.

أوبرن: الإخوان حركة عظيمة تتمتع بالشجاعة وليسوا إرهابيين (فيديو)

صدم الصحفي البريطاني بيتر أوبرن محرر الشؤون السياسية بجريدة الجارديان البريطانية مؤيدي الانقلاب خلال حوار صحفي أجراه معه الإعلامي أسامه كمال عبر قناة "القاهرة والناس" حينما أكد أن الإخوان المسلمين حركة سياسية عظيمة، انتشرت وألهمت العديد من البشر في العالم كله، وكل الاتهامات الموجهة لها بالإرهاب ملفقة.
وأبدى أوبرن دهشته وسخريته من تعامل النظام الانقلابي في مصر مع الإخوان المسلمين كإرهابيين في الوقت الذي يحظون فيه بالتقدير الدولي، كما أنهم يعبرون عن تطلعات الكثير من المصريين، وقال نافيا عن الإخوان المسلمين تهمة الإرهاب: "لا أصدق، لأني لم أر أي دليل على مدى سنوات على أن لها أية علاقة بالإرهاب".
وأضاف: "أرى الإخوان المسلمين حركة واقعية، ويتمتعون بالشجاعة لأنهم لم يسمحوا للنظام العسكري بالتحكم، وهو الذي كان يتحكم في مصر لسنوات عديدة".
وحول التحقيق الجاري في بريطانيا حول الجماعة، قال أوبرن هذا "جنون" أووضح أوبرن أن ما تتخذه بريطانيا بحق الإخوان المسلمين ووصفها بالإرهاب هو موقف سياسي لإرضاء الملك عبدالله من أجل الحفاظ على صفقات التسليح التي أبرمتها السعودية مع الحكومة البريطانية، وصفقات النفط السعودية مع شركات بريطانية مؤكدا أن التحقيق سيدعم موقف الإخوان بصورة كبيرة ويكشف حقيقة الاتهامات الكيدية للجماعة، مؤكدا أن النظام السعودي نظام ملكي معادي للديمقراطية لذلك يحارب جماعة الإخوان المسلمين التي تسعي لتأسيس نظام ديمقراطي في المنطقة يمثل نموذجا لبلدان الربيع العربي ودول النفط التي تخشي انتقال عدوى الديمقراطية إليها.

رداً على مقالة طه خليفة ” الإخوان والعنف و الإرهاب ” … بقلم محمد نصار

من المتعارف عليه أخلاقياً وإنسانياً عدم جلد الميت أو المصاب أو المسجون غيابياً خصوصاً إذا كان مظلوماً وهو غير موجود ليرد عليك هو عمل خسيس ولا يتصف بالإنسانية .
لقد وقعت عيناي على مقال للكاتب الصحفي طه خليفة في صحيفة المصريون المتحدثة الرسمية باسم حزب الزور السلفي بعنوان الإخوان .. والعنف و الإرهاب .. بقلم طه خليفة وقد إستفزتني كمتابع للمشهد السياسي في مصر بسبب ماجاء فيها من سقطات وإفتراءات عن أناس أما مغيبون بسبب الموت او المرض أو الإصابة او خلف القضبان وأبدأ ردي على هذه المقالة التي تعتبر نهج وأسلوب الانقلابيين وأنصارهم أقول إن العالم بأسره وطه خليفة منهم شاهد كيف تم قتل النساء والأطفال والشيوخ والكبار من قبل قوات الإجرام حتى وصل الأمر بحرق مسجد رابعة العدوية على من فيه من جثث ومصابين هذه حقائق غير قابلة للنقاش ، لم يستثنى أحد من آلة القمع والقتل العالم كله شاهد فض رابعة العدوية وقبلها الحرس الجمهوري وبعدها عدة مجازر أحدها تم حرق 37 نفس بشرية دون ذنب داخل سيارة الترحيلات….الخ المتابع للمشهد المصري يعرف بالإسم والوقت والتاريخ عدد وأماكن ونتائج المجازر التي تلت رابعة العدوية .
العالم كله يعرف وأنت منهم ماحدث تجاه حرائر مصر في الجامعات وفي الشوارع وفي المنازل الجميع يعرف ان الأجهزة الأمنية لم ترحم كبيرا أو صغيراً أو فتاة أو إمرأة لدرجة غير مسبوقة أن يتم إعتقال الفتاة أو المرأة زوجة كانت أو أخت أو إبنة بدلاً من أبيها أو أخيها أو إبنها عندما لايجدون من يبحثون عنه بزعم محاربة الإرهاب الوهمي هذا الإرهاب صناعة الأجهزة الأمنية والمخابراتية لتسويق سلطة الإنقلاب نفسها أمام الغرب الذي تستهويه مثل هذه المصطلحات والمفاهيم الوهمية لينفذ مخططاته ضد دولة مثل مصر وأرجعك الى تصريحات قادة الصهاينة والأمريكان التي ستجدها في هذا الرابط : راجع هذا الرابط لكي تتعرف ماذا قال السيسي نفسه كما أرجعك الى تصريحات الأمريكان والصهاينة عن قائد الإنقلاب الدموي الممثل العاطفي عبد الفتاح السيسي والتي ستجدها في هذا الرابط الدليل الشافي على المؤامرة الكبرى ضد مرسي ومصر حتى يتأكد المغيبون والمنبطحون والمنافقون والمؤيدون لحكم العسكر الذي اعادنا للخلف ستون عاما حقيقة المؤامرة :
حتى أذكر معاليك رغم أنك كاتب صحفي لا تحتاج الى تذكرة لأنك تعرف كل المراحل التي مرت بها الثورة المصرية والمؤامرة الكبرى التي حيكت لها من قبل المخابرات والأجهزة الأمنية والدولة العميقة فقد بدأت مقالك بالإشارة إلى انصار بيت المقدس وأجناد مصر وفرضت على القارىء بأنهم تنظيمات فعلية مغير مفتعلة فلماذا لا تكون مفتعلة ولماذا لا تكون من صنيعة المخابرات وهل جيش ومخابرات بحجم جيش ومخابرات مصر لا تستيطع الوصول الى هذه التنظيمات ؟ كيف للسيسي يتشدق بأنه سيكون في أي دولة عربية تتعرض للخطر في مسافة السكة ولا يستطيع تأمين حدوده أو القضاء على تنظيمات إرهابية على حد زعمهم لا تمثل شيء بجانب قوة الجيش المصري .
وأنا احيلك على الوثيقة المسربة من المخابرات والتي وصلت نسخة منها للمستشار وليد شرابي واذاعها على قناة الجزيرة مباشر مصر ولم تكذبها سلطة الإنقلاب والتي أرسلها داوود خير الله وهو محامي شهير أمريكي للمخابرات مابين 18 الى 20 ديسمبر 2013 وطلب فيها من السيسي الذي دفع له 20 مليون جنيه استرليني من أموال الشعب أن يسوق جماعة الإخوان على أنها إرهابية وبعدها بأسبوع فقط بدأت عمليات التفجيرات في كل مكان في الدقهلية والشرقية والقاهرة وأماكن متفرقة من الجمهورية نفس أسلوب عبد الناصر عندما إفتعل 6 ستة تفجيرات وألصقها بالإخوان وهذا ليس كلامي ولكنها إعترافات خالد محيي الدين اليساري احد الضباط الأحرار وعبد اللطيف البغدادي نائب عبد الناصر ومذكرات الدكتور مصطفى محمود …….الخ وأنت تعلم أكثر مني هذه المعلومات .
ماسبق هو رداً على الفقرة الأولى من مقالتك لأنني مصدوم في انضمامك لقافلة المطبلين .
كيف ورطت الجماعة نفسها في مسلسل العنف بدون دليل ايها المحترم وماهي دلائلك على انهم شكلوا خلايا سواء بعلم وتخطيط قادة الجماعة قبل القبض عليها يعني أنت تفترض أن قادة الجماعة كانت تعرف أنها ستتعرض لما تعرضت عليها ورضت بالسجن والتعذيب والقمع والقتل وهم خبرة في هذا المجال منذ عهد عبد الناصر اي منطق هذا الذي استندت اليه أن تلقي الجماعة بنفسها في نار السجون وهي الفصيل الوطني الذي تعرض لأبشع أنواع التعذيب والقتل منذ عهد المقبور عبد الناصر .وهم من إُتُهِموا ورئيسهم بأنهم جلسوا مع العسكر وباعوا الثوار وعقدوا الصفقات مع العسكر الذي تدافع عنهم .
ثم تسترسل في توزيع الإتهامات أو تكون هذه التشكيلات الوهمية بعلم من في الخارج من قيادات الإخوان ثم تستمر في خيالك لإلصاق التهم جذافا بالإخوان بأيها طريقة :
” بأنه من الممكن أن تكون هناك عناصر غير مرصودة أمنياً أو متعاطفة تتحرك من نفسها لتشكيل خلايا من فردين أو أكثر للقيام بعمليات عشوائية ، أوانتقامية ثأرية ردا على سقوط أقارب أو اصدقاء أو زملاء لهم في المواجهات والمظاهرات وخلال فض اعتصامات حتى هذا الإفتراض الطبيعي الذي يعتبر رد فعل طبيعي لمن يقتل له اخ أو أب أو أخت أو قريب أو صديق حتى هذه ألصقتها بالإخوان أيضا بحجج واهية وهذه الفقرة التي أعتبرها تحليل لايتسق والعقل والمنطق وتبرير غير متوقع من كاتب لا يحترم عقول قراءه عندما تقول :
أن هناك روابط تنظيمية /عاطفية تجعل المنتمي إلى حركة أيدلوجية يتفاعل مع إخوانه أو رفاقه عن بعد، وهذا يتجسد في جماعة الإخوان وفي الحركات الشيوعية، فالإخواني والإسلامي عموما في مصر قريب جدا ممن يشاركه نفس الانتماء الحركي التنظيمي في أي مكان بالعالم حتى لو في معسكر جوانتنامو، والشيوعي في مصر هو رفيق الشيوعي في كوبا والصين والإتحاد السوفينتي السابق وورثته الحاليين أكثر من الليبرالي المصري مثلا.
وكأن من يموت له أب أو إبن أو أخت أو زوجة أو قريب من غير المنضم لهذه الجماعات والحركات ليسوا بشر ولن يحركوا ساكن عمن فقدوه ظلماً وليس لديهم أي إحساس أو شعور بالإنتقام ، وأحيلك هنا لقضية الطار المتجذرة في البيئة المصرية ويعتبر جزء من الثقافة المصرية وتوجد في أكثر من نصف المصريين إن لم كن أكثر من ذلك ألم يكن .لها عندك إعتبار عندك تحليلك
وأحيلك إلى البلاك بلوك والبلطجية التي ترعاهم كل من الكنيسة والأجهزة الأمنية وبتمويل من أحد رؤس الحربة في الإنقلاب الدموي ساويرس الذي هدد بإنزال ميليشاته للقضاء على الإخوان أين أنت من كل هذا ؟؟؟
ثم تسترسل وتستشهد وتبني رأيك بما قاله قائد الإنقلاب الدموي عبد الفتاح السيسي عندما ربط الإرهاب بالإخوان وأن هذا الوصف له دلالته ، ياسلام عبد الفتاح السيسي الذي طالب الشعب بتفويضه ضد الإرهاب المتوقع السيسي الذي كان يتوقع الغيب السيسي الذي يطالب الغرب بالتدخل في ليبيا بوهم جديد اسمه الجيش الحر سوقه الإعلام القذر خلال الفترة الماضية على انه ممول من ايران وتركيا وقطر لهدم الجيش المصري ثم انكره السيسي في حديثه الأخير “بالمناسبة انتظر منك مقالة حول هذا الموضوع لكي نتعرف على رأيك حول وهم الجيش الحر ” وهو في حقيقة الأمر هو يريد القضاء على أي تيار إسلامي في المنطقة السيسي الذي إستجدى الأمريكان والغرب في حديثه للفوكس نيوز بأن يكون هو شرطي المنطقة لينال الرضا من أسياده وكذلك تهديده للسودان من أجل الإرهاب وأنت تعلم تمام العلم بأنه يقدم نفسه ليكون شرطي المنطقة لكي يحارب الإرهاب الوهمي وما حديثه الأخير بأنه لو تعرض اي بلد عربي للخطر ” فسيكون ردنا في مسافة السكة “ أعتقد أنك سمعت هذا الكلام كيف لرجل لا يستطيع تأمين سيناء على حد زعمه وهو يملك أكبر جيش في المنطقة ويريد ان يكون شرطي المنطقة.
ورداً على عدم وجود حوادث إرهابية خلال حكم مرسي طيب وماذا عن حادثة رفح وقتل الجنود المصريين ؟؟؟ والمظاهرات المأجورة والتي كان يرعاها ساويرس بالتنيسق مع الأجهزة الأمنية والتي مات خلالها بعض المواطنين المصريين حيث بدأت أول مظاهرة ضد الرئيس مرسي بقيادة أحد عملاء ساويرس وهو محمد أبو حامد في 24 أغسطس 2012
أي قبل أن يكمل الرئيس شهر ونصف وماذا عن أحداث الإتحادية والتخطيط للإنقلاب على الرئيس مرسي في منتصف ولايته ومقتل 9 تسعة مواطنين من أنصار مرسي هل مرسي هو من قتلهم ؟؟ أم هم من قتلوا أنفسهم ؟؟
أما حوادث تفجير خطوط الغاز فكلامك غير حقيقي لأن التفجيرات حدثت في عهد الرئيس محمد مرسي وأحيلك إلى المصري اليوم وما أدراك ما المصري اليوم وقد كان أول تفجير في عهد مرسي يوم 22/7/2012 أي بعد أسبوعين تقريبا من رئاسته
ثم تفجيرات خطوط الغاز التي كانت قبل قدوم الرئيس محمد مرسي هي دليل إدانة للمجلس العسكري والسيسي أحد أعضائه فكيف لجيش بحجم جيش مصر لا يتسطيع تأمين خط غاز أم أن الإخوان هم من قادوا التفجيرات قبل مجىء مرسي وبعد مجيئه ماهذه الجماعة الخارقة الأسطورة التي تتواجد في كل مكان في نفس الوقت ؟
ثم لقد توالت التفجيرات بعد ذلك في عهد مرسي ثم كيف للسيسي وهو يريد أن يكون شرطي المنطقة ومسافة السكة سيكون في البلد التي تتعرض للإرهاب حسب تصريحه الأخير ولا يستطيع تأمين خط غاز هل هناك عقل أو منطق يصدق هذه المهاترات
الموضوع في منتهى البساطة مستحيل أن يوافق مرسي بها لو فرضنا جدلاً بأن انصاره خلف هذه التفجيرات لأنها تمثل تهديدا لحكمه الذي لم يُمَكْنْ منه لأنها تعني بأنه غير قادر على ضبط الأمن في سيناء وهذه مسألة هامة تراقبها الصهيوأمريكية وأنصارها في الغرب
ثم أنت وكل إنقلابي يعلمون جيداً بأن المؤامرة حيكت منذ تنحي مبارك حسبما اعترف رئيس تحرير الأهرام كما في الرابط أعلاه وكل ماكان يحدث هو تخطيط مخابراتي ضمن المؤامرة على مرسي لإسقاطه حتى يظهر ان مرسي وأنصاره هم من كانوا خلف هذه التفجيرات الموضوع لا يحتاج الى تفكير او ذكاء او جهد لفهمه وليس وجاهه لفهمه على حد قولك لأنه تحليل فقير وضعيف ولايستند الى دليل بل أن كل ما ورد في مقالك هو تكرار وترديد لأقوال الأجهزة الأمنية فأنت تكرر خلفهم مايقولونه
لقد نسيت أن من وصف جماعة الإخوان بالإرهاب هي حكومة الببلاوي بعد ثلاثون دقيقة من انفجار الدقهلية وقبل وصول فريق النيابة لمعاينة الحادث هل تتذكر أم انك تتناسى وتبعد عن قول الحق أم أنك تخاطب ود الأجهزة الأمنية
ثم كلامك مردود عليه فيما يتعلق بوقف الإرهاب في سيناء بمقولة للبلتاجي وضحها وفندها الرجل فيما بعد مائة مرة وكل القصة أن مرسي ولأول مرة من توقيع إتفاقية كامب ديفيد يلتفت الى منطقة سيناء الغنية والمليئة بالكنوز وبوابة الخير على مصر عندما خصص لها في ميزانية 2012/2013 اربع مليارات جنيه كبداية بل وبدء بشكل جدي لتنفيذ محور تنمية وتطوير قناة السويس الذي سيجلب الخير كل الخير على مصر وهذا يضر بمصالح دول أنت تعرفها اسرائيل الطامعة في دخول سيناء من جديد او على الأقل توطين الفلسطينين فيها أو الإمارات التي سيغلق ميناء جبل علي في حالة تم تنفيذ المشروع .
ثم تفتري فيما بعد على الإخوان بدون سند أو دليل فقط تكرر من جديد ماتردده أجهزة الأمن ووزيرها الكاذب الكذوب الكذاب محمد ابراهيم عندما تقول :
“عندما تنظر إلى الموضوع من أي جهة ستجد الإخوان طرفا فيما يجري من عنف / إرهاب في سيناء، وفي القاهرة والمحافظات، وهذا أضر الإخوان كثيرا سياسيا وقانونيا وأخلاقيا وشعبيا “
هذا إفتراء وإتهام ليس له أي سند أو دليل مادي الإ ما تردده الأجهزة الأمنية وتقرره بعض دوائر القضاء التي قام الزند بتشيكلها للإجهاز والقضاء على الإخوان وأنت تعرف هذا الملف جيداً والذي يرأس هذه الدوائر النصراني نبيل صليب ومساعديه ومعظمهم نصارى .
أين أنت أيها الطه من تصريح محمد دحلان أخطر جاسوس اسرائيلي في المنطقة على قناة دريم بأن رجاله متواجدون في سيناء من وقت مضى من أجل تقديم خدمات جليلة للسلطات المصرية لماذا لم تستحضر مثل هذه التصريحات الصريحة الأكيدة التي لا تقبل التخمين أو التوقع والذي يم يتضمن مقالك اي اشارة له وأين انت من الكيان الصهيوني الذي يتبجح في التغزل بالسيسي والصلاة للسيسي والدعاء من أجل السيسي وأين أنت من تصريح يهود باراك قبل إختطاف الرئيس مرسي وبعده الرجل لم يخفي حبه للسيسي ورضاؤه بما فعله بل وطال الغرب بمساعدته وذهب للإفصاح عن سعادته بسجن مرسي وخروج مبارك الكنز الإستراتيجي أعتقد أنك تعلم بأن المستفيد الأول مما يحدث في مصر هو الصهاينة والأمريكان

هذا غيض من فيض واذا كنت تريد المزيد ففي نهاية الموضوع سيكون هناك رابط به أكثر من 100 مقطع فيديو ارجوك الإطلاع عليهم اذا كنت تريد ان تعرف الحقيقة وتقول كلمة حق من أجل الله اولا ثم من أجل الوطن.
وفيما يتعلق برأيك المغلوط الغير حقيقي الخاطىء بأن الأخوان مارسوا العنف ضد الدولة المصرية وانتهت بحل الجماعة بعد مقتل النقراشي باشا يجب ان تعلم ان قرار حل الجماعة كان أسبق على الحل بعد عودتهم من النضال في فلسطين وخرج أحدهم عن طوعه وأردى هذا النقراشي الذي كافىء نضالهم في فلسطين بحل جماعتهم وخرج مؤسس الجماعة البنا وأنكر هذه الفعلة وتبرأ منها ثلاث حوادث حدثت قبل أكثر من سعبون عاما سيظل الكثير يتاجرون بهم والإخوان يقتلون في الشارع يوميا وتنتهك اعراضهم وحرماتهم ويتم الحجز على اموالهم يوميا وكل قادتهم الآن في الصف الأول والثاني والثالث خلف القضبان ماهذا يارجل اتقي الله فيما تقول .
أما ما يتعلق بربط أحداث الماضي للإخوان وتشير فيها الى ماحدث من تفجيرات أثناء الحقبة الناصرية فأنت إما مغيب أو لنقل أنك تتناسى أو أنك تتجاهل الإعترافات التي أدلى بها عبد اللطيف البغدادي ومن قبله محمد نجيب الذي انقلب عليه مؤسس عسكرة الدولة والديكتاتورية عبد الناصر ومن بعده خالد محيي الدين الذي فضح عبد الناصر في مذكراته التي تستيطع الوصول اليها بمنتهى البساطة بالبحث عنها في محرك البحث الجوجل والذين أكدوا فيها جميعا بأن عبد الناصر هو من إفتعل الست تفجيرات الشهيرة لكي ينال من الإخوان وسوقها له إعلام العار والفُجر .
مقالك به العديد من السقطات فأنت تريد ان ترضي الأجهزة الأمنية بأي وسيلة ممكنة لكي ترضى عنك مثلك مثل آل سلطان الكارثة في مقالك أنك تستقي معلوماتك من وزير الداخلية الكذاب الكذوب المكذاب وانت تعلم أنه كذاب خاصة فيما يتعلق بقضايا الإرهاب الوهمي الذي يريدون تسويقه مع كل مؤتمر وللأسف تظهر فضائحهم وكذبهم وسقطاتهم لأن الله أراد أن يفضحهم على الملأ .
إذا إفترضنا جدلاً بأن الإخوان أخطأوا في المشهد السياسي فهناك خطيئة بل إجرام يمارسها كثير من النخب الفاسدة وإعلاميي العار في مصر وأجهزة أمنية تقتل كل ماتطال اياديهم من المعارضين الغير راضون بحكم العسكر الذي أخر مصر ستون عاماً.
ولك أن تقارن بين دولاً بدأت التنمية والنضهة معنا وهي اليابان والصين والهند وكوريا الجنوبية وسنغافورة وماليزيا ودولاً بدأت حديثاً بعدنا مثل تركيا والبرازيل …الخ أين هم وأين نحن منهم الآن بسبب حكم العسكر هل الإخوان أيضا هم السبب في هذا التأخر والتخلف .
ثم تأتي في نهاية مقالك بالإشارة إلى مؤتمر وزير الداخلية الإثنين الماضي وتتسائل هل هذه مصر أم أفغانستان أم العراق ام سوريا ام الصومال هذا السؤال يجب عليك أن توجهه لقائد الإنقلاب ووزير داخلية الإجرام فلقد تركوا حدود الوطن مستباحة لتهريب السلاح وتفرغوا لصناعة ارهاب وهمي صنعوه وصدقوه ليسوقوه لأسيادهم في الغرب 
على الجانب الآخر تحذر من قمع السلطة غير المبرر، أو الخارج عن القانون، لأنه أفضل بيئة لصناعة الإرهاب ، القمع والمظالم والسحق وإهدار الكرامة يخلق العقل الجاهز لتبني الفكر العنيف، والاستعداد لتحويله إلى واقع عملي، وهذا خطر عظيم، أليس هذا تناقضاً في حديثك ففي قدمة مقالك وصفت تنظيم الإخوان ومن على شاكلتهم جبلوا على الأخذ بالثأر وهنا تناقض نفسك .
ثم تستشهد بحمدين صباحي والدنيا كلها تعلم ان مايحدث في مصرهي مهزلة إنتخابية ويشارك فيها بوصفه كومبارس ومحلل وعد للوراء أربعة أشهر لتعرف ماذا كان رأي حمدين صباحي في السيسي وأنه سيده وتاج راسه وانه رجل المرحلة وأنه سيدعمه اذا ترشح ثم تستشهد بالممثل الكومبارس .
نصيحة أخوية اخي طه خليفة ان تطلع على هذا الرابط وما به من فيديوهاتأكثر من 100 مقطع فيديو تفضح الخونة الإنقلابيين وأعوانهم والدعم الصهيوأميركي والصهيوعربي وبعض العملاء بالداخل لإسقاط مرسي والإخوان واعتقد انك شاهدت بعضها او حتى كلها فقط للتذكرة لعل الذكرى تنفع المؤمنين كما انصحك أن تتقرب بكتاباتك لله وليس للسيسي أو الأجهزة الأمنية.
وللقارىء يرجى العلم بأن هذا الموضوع ليس فقط للرد على طه خليفة ولكن للرد على كل من يتبنون فكر طه خليفة الإنبطاحي المتحول الداعم للإنقلبيين .
العبد الفقير الى الله محمد نصار

(كل من يؤيد الدجالين دجال بقلم:رحاب أسعد بيوض التميمي


((عن حذيفة بن اليمان قال:قال رسول الله لأنا أعلم بما مع الدجال منه، معه نهران يجريان؛أحدهما،رأي العين ماء أبيض،والآخر،رأى العين،نار تأجج،فإما أدركن أحد فليأت النهرالذي يراه نارًا،وليغمض،ثم ليطاطئ رأسه فيشرب منه،فإنه ماء بارد،وإن الدجال ممسوح العين،عليها ظفرة غليظة، مكتوب بين عينيه كافر،يقرأه كل مؤمن كاتب وغير كاتب...إحذروا فتنة اﻹنتصار للدجال ......))
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(يا أيها الناس!إنها لم تكن فتنة على وجه الأرض،منذ ذرأ الله ذرية آدم أعظم من فتنة الدجال)
فلو أسقطنا اﻷحاديث الصادرة بوصف المسيح الدجال والزمان الذي يسبقه،على حالنا لشعرت وكأن هذه اﻷحاديث تحاكي زماننا في التأويل العام للأحاديث،فالمسيح الدجال سيسبق قدومه ملحمة كبرى في بلاد الشام،ولربما تكون ما يحصل الأن من ملاحم في المنطقة تتصدرها بلاد الشام،كما جاء في اﻷحاديث،وهذا يعني أن البيئة التي تسبق قدومه بيئة تعج بالفتن ويتصدر المشهد فيها الدجل والدجالين،كما يحصل اﻷن والله أعلم.
فلو أسقطنا هذه اﻷحاديث التي ذكرت فتنة المسيح الدجال،على الثورات وما يحصل فيها، وواقعها بين مؤيد ومعارض سواء في سوريا والعراق،وفي مصر،وتونس،وليبيا واﻷرضية التي يستند إليها الدجالون للترويج لفُجرهم،ﻷدركنا وجه الشبه ولشعرنا من خلال فُجرهم كأنهم جنود المسيح الدجال يُهيئون الارضية الخربة لقدومه،وما يعنيني من هذا التشبيه هُم اﻹمعة من الناس الذين يُقادون الى تأييد الخراب والمخربين دون أن يفقهوا،فلم ياتي نبي مرسل إلا وقد حذر أتباعه من فتنة المسيح الدجال،ورغم ثبوت اﻷحاديث في السنة النبوية التي تدعوا الى اﻹستعاذة من المسيح الدجال وفتنته، والدعوة الى حفظ أول عشر أيات من سورة الكهف،كوقاية وحماية من فتنته،إلا ان أنصاره واتباعه سيملئون الأرض ويعيثون فيها الفساد،يؤمنون به ويدعون بإدعائه،ويؤمنون بأنه إله ولن ينجو من كذبه وإفترائه إلا كل مؤمن حتى لو كان أمي ،يستطيع بقدرة الله عليه قراءة ما كتب على جبين أعور الدجال(كافر)قراءة صريحة واضحة، تماماً كما حدث ويحدث من فتن أثناء الثورات وبعدها من تسلل الكفاروالكافرين ﻹصطياد الثورات من بين أيدي المسلمين،وتزويرالحقائق واﻹنقلاب على كل القيم.
فرغم أن المشهد واضح وضوح الشمس في التمييز بين الحق والباطل،إلا أن اتباع الباطل أكثر ،فرغم ثبوت ظلم الحكام عبرعقود ثبت أيضاً أن هناك مؤيدين كثيرين من الشعوب لسياستهم وظلمهم وكأنهم قد إعتادوا عليها،كما أثبتت الثورات أن أرضية الظلم واسعة،وأعداد الظالمين لا تُعد وﻻ تحصى,ففي مصر مثلاً رغم فُجر اﻹنقلابيين وإنقضاضهم على الثورة بسفك للدماء بدم بارد وكأن المعارضين ليسوا بشراً أصلاً،رغم ذلك يخرج لك من يُبرر لهم قتلهم وتعذيبهم للناس ،ممن يدافع عن الانقلابين وعن طريقة إنقلابهم ويُبرر لهم كل فجرهم.
(أليسوا هؤﻻء من أنصار الدجال في كذبه وإدعائه ؟؟؟)
وما يحدث في سوريا وتأييد للمجرم وأعوانه في كل أشكال إجرامه،من تقطيعه للأوصال ،وتشريده للشعب السوري،وتبرير الكيماوي،والبراميل,(هل هناك شك أن هؤلاء من أنصار الدجال؟؟؟)
وما يحصل في العراق على يد الهالكي وايران من إجرام ضد أهل السنة،واﻹعدمات بحق شباب السنة كل فترة وحين،ثم تجد من يُبرر لهم أو ﻻ يلقي لهم بالاً،(هل هناك شك بأن هؤلاء جميعهم في نصرتهم للظلم والظالمين والوقوف إلى جانبه،من أنصار الدجال؟؟؟)
فرغم وضوح الرؤيا و تمايز الغث من السمين،وثبوت عداء بشار والسيسي والتونسي والمسؤولين في ليبيا واليمن لله ورسوله،رغم ذلك وقع في شباك دجلهم شريحة كبيرة من الشعوب حتى أصبحت على يقين أنهم من إتباع المسيح الدجال،ففتنة أعور الدجال مشابهة تماماً لفتنة من يريدون أن ينقضوا على الثورات في تزويرهم للحقائق،والعمل على منع قدوم اﻹسلام من خلال اﻹستخفاف بعقول أتباعهم,فإذا كان المسيح الدجال سيسوح اﻷرض سوحاً,أي يقطعها ليفتن الناس،فالفضائيات إخترقت البيوت واﻷماكن كلها،للترويج للدجالين حتى ملأ دجلهم اﻷفاق،وإستطاعت فتنة كثير من الناس لصالح اﻹنقلابيين،وكل الدجالين،وإذا كان المسيح الدجال سيدعي أولاً أنه نبي ثم يدعي اﻷلوهية,فالسيسي يدعي أنه المخلص وأنه المبعوث اﻹلهي من عند رب العالمين،وإذا كان أعورالدجال يدعي أنه يُحي ويميت,فالسيسي إدعى أنه يشفي من جميع الامراض بإصبع الكفتة,وانصاره قالوا أميين.
واذا كان الله سبحانه شاءت إرادته ان يخبرعن ظهورأعور الدجال في أخر الزمان ويدعوا المسلمين منذ بدء الرسالات أن يتعوذوا من فتنته،حتى لا يظلموا أنفسهم بإتباعه إن أدركوا خروجه في وقتهم فيكون سبباً في ردتهم ودخولهم النار،وفي المعنى اﻷعم لقصة أعورالدجال مغزى وعبرة وهيأن يُحذر المسلم أن يتبع عشوائياً الظلمة والظالمين فيما يدعون،وأن يتحرى الحق وأصحابه ،فالحق أبلج والباطل يلجلج،وأن ينتصرالمسلم للحق أينما كان،ويُحذر مسايرة ونفاق الظالمين والدجالين،حتى ولو جاؤوا بأنهارمن ماء عذب كما سيجري الله على يد المسيح الدجال من خوارق للعادة ليمتحن الناس وإيمانهم،وفي هذه عبرة أن كل خير يدعوا إليه الدجالون وكل اغراء سيحاولون من خلاله كسب ود الناس من أجل إختيارهم أو السكوت عليهم سيكون سبباً لهلاك المرء وعذابه،تماماً كدعوة الدجال حينما تدعم فتنته بنهرين من قدرالله يدعوا أنصاره ليغرفوا من نهرالماء العذب الذي يحمل في ظاهره الرحمة وفي باطنه العذاب فيقعوا في العذاب ،وكل معارض لهم ولو هلك على أيديهم سيناله الله برحمته كالنهر الذي دعى الر سول صلى الله عليه وسلم أتباعه ممن يكذبون الدجال اﻹقتراب منه والذي في ظاهره العذاب وفي باطنه الرحمة فتتلقفهم رحمة الله وهو(النارتأجج)
( فأعتبروا يا اولي اﻷلباب)
فكيف إذاً أقبل أن أمشي زوراً مع بشار والسيسي،والهالكي،والمرزوقي والغنوشي،ومن سار على نهجهم في ليبيا،واليمن،والجزائر،والبقية الباقية من دول الدجل؟؟
وكيف أقبل أن أتبع علماء الشياطين ممن يدعون الدين وأتخذهم مرجعاً رغم تأيديهم للمجرمين وحربهم على اﻹسلام والمسلمين،ثم بعد ذلك أدعي حب الله ورسوله والمؤمنين؟؟
إذاً حينما يصبح سادة القوم فُجارها،و أمريكا تدعي اﻷلوهية،وأنصارها من الحكام,والسيسي يوحي أنه المبعوث من رب العالمين،والرويبضة ممن يدعون العلم والدين يقولون أمين وعلماء الشياطين يُزينون للناس السوء،ويدعون أنهم علماء الدين،بل ويتسابقون الى النوم مع الشيطان لعله يحبك لهم منام يتقربون به الى زعيم الشياطين
(أليس هذا زمن الدجال والدجالين؟؟؟)
وحينما يدعي هؤلاء الذين يحاربون الله عن علم،أن الدين ﻻ يقابل العنف بالعنف،بل ويدعو إلى مقابلة القتل والذبح باللطف واللين،حتى أصبح المسلم ذليلاً بين الكافرين,والعزة على المسلمين واجبة والعنف ضدهم حكمة،ظناً منهم أنهم يستطيعون أن يزوروا كل خلق ودين.......
(هل بقي بعد ذلك زمن للدجل ودجالين؟؟؟)
وحينما يدعي أنصار الدجال أن المسجد والكنيسة يداً واحدة ضد اﻷحرار،وضد المسلمين
(أليس هذا زمن الدجالين؟؟؟)
وفي الشام استطاع الدجالون شيطنة المجاهدين،حتى أصبح الناس محتارين ﻷنه راهن أنصارالمسيح الدجال على اطالة أمد الحرب السورية من أجل الكفر بالارهابيين،ومن أجل إختراق الجبهات،من خلال المندسين,وفي تونس وفي ليبيا وفي مصر وفي سوريا،وفي كل مكان،الدين أطهر من ان يُدج به في السياسة حتى تظن أننا ننشد الطهر في كل مكان،وتشعر بمدى الحرص على الدين
(أليس هذا زمن الدجل والدجالين؟؟؟)
وفي الفضائيات إن استرسلت في تقليب المحطات،شعرت أن الرويبضة والتافهين،والسقط من الناس بل والوضيعين هُم من يديرون الدنيا والدين ..وحينما تصبح الراقصة رمزاً للأم المثالية،والهابطين والفنانين الذين يظنون أن الله بحاجة إلى صلاتهم وصيامهم رغم العهر والسكر والعربدة يُصبحوا رموزاً،بل ويُفتون في الدين
(أليس هذا زمن الدجالين؟؟؟)
وحينما يقدم كل متسول،ومتنطع،يسعى من أجل الدنيا ﻻ من أجل الدين،ويقصى صاحب كل خلق ودين ..،وحينما يُطبل ويُزمر للمجرمين،بل ويتباهى فلان وفلان أنه جالس أبو مازن، وعريقات،وكل الفاسدين
(أليس هذا زمن الدجالين؟؟؟)
وحينما يعاد إنتخاب المقعد،والسكران،والمغيب عن الواقع وكل مستهتر بالدين،وحينما يقتل الهالكي أهل السنة على أعين الناظرين ثم يعترض على التدخل في شؤونه،يريد تصفية حساباته على من إنقلب على المجوسييين من أهله منذ مئات السنين
(هل بقي زمن أخر للدجالين؟؟؟)
وحينما ينتصر لكل مظلوم في الغرب ولو كان غراباً إلا في بلاد المسلمين يُزج بكل حر في السجون،وتقدم القرابين تلو القرابين في العراق وسوريا ومصرعلى أعين الناظرين،
إذاً لاحاجة للاستدلال بمدى وحشية التتار،وﻻ الحجاج،وﻻ النازييين
فهذا الزمن جمع خلاصة ظلمهم أجمعيين..........
إذاً فليحذر من يؤيدون السيسي وحمدين صباحي من الاشتراك في الانتخابات،خوفاً من وقوعهم هُم ومن يسير معهم في فتنة المسيح الدجال وهم ﻻ يعلمون,و لمن يُحب أن ينجو من إتباع المسيح الدجال وينجو من فتنته فليتبرأ وليعلن عدائه لكل الدجالين

18 مايو 2014

فيديو .. هذا ما قاله مرشد الاخوان والبلتاجى وصفوت حجازى للقاضى

المرشد للقاضى : لم ولن نرفع السلاح ابدا ونحن نحاكم سياسيا

البلتاجى للقاضى : البراءة او الاعدام ..والموت لن يخيفنا عن النضال من اجل العدالة
حجازى للقاضى : فور خروجى ساتظاهر في ميدان رابعة

محمد رفعت الدومي يكتب: هيكل .. طربوش الغراب


قبل الشروع في كتابة هذا المقال، كنت في حيرة من أمري بين أن يكون عنوانه، هيكل .. الرجل اللبلاب، أم، هيكل .. طربوش الغراب، و المعني في النهاية واحد، فـ " طربوش الغراب " هو اسم من أسماء اللبلاب، ذلك النبات المتسلق الذي ينمو بشكل عصبي، و مذعور، لكن، حول جذع يلتف عليه، و إلا يزحف، فهو مزيف، و بلا مفاصل حقيقية تمكنه من الارتفاع بذاته، 
و لأن " هيكل " يتمسك بحراسة الطربوش في عقله، لكنه طربوش من نوع آخر و صيغة أخري، طربوش يوضع في القدمين، حتي بعد أن أصبح طربوش الرأس من الماضي، كذلك طربوش القدمين توقف في العالم كل عن تجاوز حدوده، و أدرك أن دوره حراسة الحدود فقط، و إن سحقاً .. و لأن للطربوش في ذاكرة المصريين رمزية بسيطة تعكس ما أريد أن أقوله تماماً، انتصر في النهاية، هيكل .. طربوش الغراب ! 
و " هيكل "، منذ عقود طويلة، هو واحد من أكثر محللي البلاط رواجاً، لا لامتياز فكري يتفرد به، و إنما لأن النفاق هو الصيغة الجدلية لمسلكه في كل طور من أطوار حياته، نلمس ذلك ببساطة الماء في كل ما كتب ، وفي كل استعاراته العارية لأصابع الآخرين، 
و في كل ما كتب، و في كل ما استعار " هيكل " من أصابع الآخرين يشترك في دورة الكتابة، الدوران حول تمثال من غبار، و تبجيل الوضع الراهن - ما دام يحظي هو فيه بمقعد وثير في حظيرة الضوء -، فهو لم يتمرد أبداً علي صيغ الواقع المعتمدة إلا حين جعله " السادات " ينسحب إلي حجمه الطبيعي الذي لابد له منه ! 
و لقد حاول الحصول علي بقعة ضوء في دائرة " د. مرسي " و كان علي استعداد طليق لأن يرسل لحيته و يسخر قلمه في خدمة بلاطه، لولا أنه لم يعثر في صدر الإخوان علي ذرة من التقدير، هذا هو ( الأستاذ )، و كل درب بعد هذا الدرب لعبور ذات " هيكل "، لا يصل ! 
فهو واحد من الذين يستخلصون تجلياتهم المستهلكة، و المنحولة بتصرفات مرتفعة، حول القيم الانسانية العليا من خلال وضعهم الطبقي، لذلك، هو لم يكتب يوماً من أجل الإنسان، و لذلك، كانت الإشادة بالانسان و بعمله عنده، وهي نادرة، ليست إشادة بالإنسان الباحث عن قانون آخر للحياة بل إشادة بالإنسان الخانع سهل القياد الذي لابد له من إله بشري يتواري في ظله الكبير ! 
لذلك، ليس غريباً أن تتعاقب تجلياته العادية بعضها إثر بعض دون أن تنطوي علي إشادة بأبسط مظاهر الحرية أو حتي طرح قوانينها الأساسية للنقاش.. 
و ليس غريباً ألا يستطيع من خلال أي من كتاباته أن ينتقل من أفق الفرد الي أفق الجميع، حيث يتمثل مركز الثقل عنده في الحاكم الفرد دائماً و في نظرته للأمور، لا ينتبه للتحولات الكونية، و لا للماء الكثير الذي جري في النهر، و للسخرية، هذه العبارة، الماء الكثير الذي جري في النهر، من أكثر العبارات شيوعاً في حبره ! 
و هكذا شخص، عادة، لا يقيم وزناً لنظرة الناس اليه من زاوية الإنسان فيه، إنما يهتم فقط بأن ينظر اليه الناس من خلال وضعه الطبقيِّ و درجة قيامه بمهمته، و هي خرزته التي اختارها من العقد بإرادته، و هي مهمة تكاد أن تكون تعبيراً محمياً علي ذوي الأرواح الهشة فقط .. 
كما لا يقيم وزناً، هكذا شخص، للمسافة بينه و بين الأخلاقي، مثله في ذلك مثل كثيرين ممن اشتهروا بالأكل علي كل الموائد، و هؤلاء كالطيور المهاجرة، لا تواظب علي حراسة الارتباط برائحة الأمكنة، و متي ساء الطقس أمعنت في الرحيل، و ثمة شاعر، يظنه الناس كبيراً، يشترك مع " هيكل " في دورة هذا الخُلُق تماماً ! 
و لعل من أبرز نجاحات ثورة يناير، الثورة المصرية الوحيدة، أنها أسقطت الستائر التي تحجبنا عن حقيقة الكثيرين، فاكتشفنا أن كثيرين ممن كنا نظنهم فوق مستوي الشبهات ليسوا سوي فراغ، أجساد مسكونة بأرواح هشة و رديئة، لا أَحد، و " هيكل " ليس من هؤلاء، فحقيقته كانت تشتعل كفضيحة قبل ذلك بكثير ! 
الوعي لا يبلور الحياة إنما الحياة هي التي تبلور الوعي، و المسافة بين العبارتين، هي نفس المسافة بين عالم " نجيب محفوظ " و عالم " توفيق الحكيم " ! 
لقد انخرط " محفوظ " في حالة المصريين، فنزف قلمه من دم الشوارع و المقاهي و القاع، فكان واقعياً، بينما عاش " الحكيم " يحرس العزلة في برج من عاج، ينفر من مخالطة الناس، من أجل هذا، كان ضرورياً أن يكون أدبه أدباً ذهنياً قبل كل شئ، بعيد عن الواقع.. 
كذلك " هيكل "،- و أعتذر عن وضعه في مقارنة مع " الحكيم " -، لا يجيد الكتابة إلا عن الناس الذين آثر برغبته أن يكون خادماً في بلاطهم، لأنه، ببساطة، لا يعرف شيئاً عن سكان القاع، و لا تعرف الندوب من أجل عذابات البسطاء الطريق إلي قلبه، لذلك ، طبيعي ألا نجد في كتاباته سوي عملية تذويب و ترفيه و أساطير تخفف من وطأة الواقع وتخدير القطيع ! 
تزييف الوعي المنظم تناذر شهير لكل الديكتاتوريات عبر التاريخ، و هو موجود في مصر منذ انقلاب " عبد الناصر " بكثافة، لكنه لم يحدث أبداً بتصرفات عارية و عصبية و منفرة كما يحدث في مصر الآن، 
و لأننا الآن بصدد أكبر حملات تزييف الوعي فداحة في تاريخ مصر، و أمام إصرار البعض علي تلقيب " هيكل "، صاحب النصيب الأوفر حظاً في هذه الحملة بالاستاذ، نحتاج إلي الاسترخاء فوق معجزة للعثور علي تعريف لمفهوم الأستاذ ! 
الأستاذ، أو المعلم، هو الذي يري بأول آرائه ما سوف تئول إليه أواخر الأمور، و هو تعريف يتطابق تماماً مع تعريف " الداهية " ! 
و الفكر هو تركيز للواقع وتقطيره إلي خلاصة مكثقة تشبه النبوءات التي لا تنطلق من خلال صيغ سابقة أو أفكار قبلية، فبماذا تنبأ " هيكل " ثم تحقق ليستحق هذا اللقب، و ما هي أوسمته غير أنه كان خادماً مقرباً من سدة حكم " عبد الناصر "، و متاجراً مدلساً بعدائه للـ " سادات "، و مرضياً عنه وعن ولديه الذين باشرا تربية المليارات تحت ظل نظام " مبارك " ؟! 
لقد تنبأ كتاب و مفكرون مغمورون، إلا هو، بالكثير من الحوادث الجلل و تحققت تنبؤاتهم، و بحذافيرها، كأن يسكن البيت الأبيض في " واشنطن " رئيس أسود، و لا أعتقد أن " هيكل " يستطيع أن يتصور أن السياسة الأمريكية كمتتالية " فيبوناتشي "، 
كما التقط الكثيرون من الأفق الصريح، ما عداه، إرهاصات ثورة يناير أيضاً، فماذا كانت تجلياته هو حول مفهوم الثورة ؟ 
في مقال له بعنوان : " محمد رضا بهلوى : عرش الطاووس .. وكل الدروس المنسية "، و سوف أضغط علي بعض هذا المقال فقط لأعري بعضاً من ( الأستاذ )، و بإمكان كل من يريد الاطلاع علي المقال، إنه يقول عن الثورة : 
(|" الثورات لا تصدر لكن قيمها قابلة للانتشار، وفرق كبير بين تصدير الثورة وبين انتشار قيمها، و من الصعب أن يتصور أحد أن الثورة الإسلامية التى عرضت نفسها فى إطار مذهب واحد و بلد واحد كان فى استطاعتها أن تصدر أو تنشر كثيراً أو بعيداً إلا إذا استعملت فى ذلك سلطة الدولة وليس جاذبية الثورة "|) 
هذا هو رأي " الأستاذ "، كأنه ينفي مبدأ الوجود الإنساني بواسطة الإنسان نفسه، و ينفي حقه في خلق حقيقة أخري خارج نطاق النظام، و هو كلام تعصف به من الأمام و من الخلف و من الجانب الآخر و من كل الجهات مكيدة " محمد البو عزيزي " التي طار دخانها في كل هواء الوطن من الماء إلي الماء، و مزقت أنظمة راسخة، و رجَّت الذعر في قلوب كل حكام القبيلة الخصيان ! 
نعم، لقد صدرت " تونس " الثورة تصديراً مكتمل الدوائر لا قيم الثورة فقط، و كون الثورات العربية فشلت في إرساء قيم أكثر نبلاً، هذا لا يعني فساد الفكرة من جذورها بقدر ما يعني أن أعداء نجاحها كانوا قد نسقوا مكيدتهم جيداً، و هنا، لا يمكن أن نتجاهل دور مال النفط الذي يدرك مانحوه عن طيب خاطر، تماماً، أن صمود تراث القبيلة الفاشل مرهون بصمود الديكتاتورية في الجوار، " آل سعود " يشكل أكثر عمقاً .. 
وقد يبدو الربط بين " هيكل " و مفردة " ثورة "، وإن من مكان بعيد، أمراً غريباً لا يستقيم، و لكن ايقاع شخصيته يبدو لي متزناً معها بالمعني الساخر للصورة، حيث نلمس في أعقاب ثورة يناير في أحاديثه عن الثوار نغمة جديرة بـ " البرادعي "، لقد قال الأب الروحي لرواد " قهوة بعرة " بالحرف الواحد : 
- هاتولي شباب الثورة !! 
قال أيضاً في نفس المقال : 
(|" إن النصر فى المعارك لا يتحقق بالمدفعية تدك القديم وتحيله أطلالاً وركاماً ولكنه يتحقق بالمشاة يحتلون المواقع ويطهرونها ويفسحون المجال بعدها لنظام جديد "|) 
حتي مع الأخذ في الاعتبار تاريخ كتابة هذا المقال، هذه العبارة وحدها تكفي بالقدر الذي يجعل أي إنسان مهما كانت ثقافته يؤمن تماماً أن هذا الرجل يسكن طللاً قديماً، و أنه يتكلم من ردهات الماضي، و أن الجمود طرأ عليه حتي أن التحولات الكونية الفاحشة لا تنبه في عقله نظرية أن المعركة قد تم حسمها قبل انقلاب " عبد الناصر " بسنين، بالعلم و بقيم الحرية لا بالمدفعية و المشاة، أكثر من هذا، كان انقلاب " عبد الناصر " نفسه جولة ناجحة من معركة " الغرب " في الشرق الأوسط دون إراقة نقطة دم غربي واحدة ! 
كذلك الثورة لا يصنعها المشاة و لا الجيوش، إنما العزل المزدحمون بالإيمان بقيم الحق في الحرية وحدها ! 
و من نفس المقال : 
(|" فى هذا الجـو الملبد وجد العـراق نفسه مدفوعاً إلى حمل السلاح لحماية تركيبته الوطنية (شـيعة سنة وأكراد) وإلا جاء يوم أصبح فيه تماسكه - وبالتالى موقعه الحساس شرقى النظام العربى - مهدداً (المذهب فى إطار تركيبة قومية أو وطنية يستطيع أن يكون طاقة دافعة كما أثبت الشيعة العرب فى جنوب لبنان وأما المذهب وحده ووحيداً فلا أظنه يستطيع تجاوز حد محدود |)"! 
هكذا قال، و هو كلام لا قيمة له، فالمذهب قبل كل شئ فكرة تنبت في العقول بصوت مسموع، التفاف جماعي حول رمز لا يحتاج، ليكون طاقة دافعة، إلي تركيبة قومية أو وطنية كما يقول ( الأستاذ )، و الشيعة العرب في " جنوب لبنان " الذين يستشهد بهم في إطار الأي كلام الذي قاله، يفطرون في رمضان علي توقيت مدينة " قم " الإيرانية، و " جنوب لبنان " ليس إلا شطربية ايرانية علي أرض " لبنان " ! 
و هناك مثال تاريخي أشد وضوحاً، لقد كان القائد " أبو مسلم الخراساني " فارسياً، مع ذلك، يرجع اليه الفضل وحده في انهيار دولة بني أمية، و قيام الدولة العباسية علي أنقاضها ! 
و يقول : 
(|" ولقد حاولت أن أعثر لنفسى على جواب يحل لغز عجز الثورة الإيرانية عن فهم قضية حدود القوة وأهمية إدارة ثوابت الجغرافيا والتاريخ فى إطار هذه الحدود - وكان الجواب الوحيد الذى عثرت عليه - لنفسى - هو "عقدة الاستشهاد فى الوجدان الشيعى"|).. 
يا ليته احتفظ بهذا الجواب لنفسه فقط، فعقدة الاستشهاد لم تتسلل يوماً إلي الوجدان الشيعي، و هذه العقدة تحديداً تخص الخوارج وحدهم، قطري بن الفجاءة و الآخرون، و تلمع كالخنجر في كل ما التقطه المؤرخون عنهم، و في أشعارهم، لكن الغريب أن هذه العقدة من خلق الخوارج أنفسهم، لم تولد في ألفة الرغبة في الانتقام لشهيد بعينه يرتقي إلي درجة رمز كما فعل " الحسين " ! 
من الجدير بالذكر، أن خسارة " الحق في الولاية " هي عقدة الشيعة الرئيسية، في النهاية، ليتفتت هذيان ( الأستاذ ) إلي شكوك رخوة، أقول، لا يمكن أن تجتمع " التقية " و " عقدة الاستشهاد " في قلب واحد ! 
ثم هو يكذب، يتعاطي مع المتلقي بمنطق الرحالة لا المؤرخ، وقد ضبطه الكثيرون من قبل، و كثيراً جداً، يقف علي حافة الخلق الشهيرة، و يزيف الوقائع، و توقيتاتها، و برمتها أحياناً، و في واحدة من أكاذيبه الكثيرة، قال، في نفس المقال : 
(|" كانت الأميرة " أشرف " متزوجة من شاب مصرى من أسرة مصرية كبيرة هو السيد "أحمد شفيق" وقد تعرفت به فى القاهرة فى جو العلاقات الحميمة التى ربطت طهران بالقاهرة بعد زواج الشاه للمرة الأولى من الأميرة (فى ذلك الوقت أيضاً) "فوزية"، شقيقة الملك "فاروق" (ملك مصر فى ذلك الوقت كذلك!). 
كان "أحمد شفيق" بعد أن تزوج من "أشرف بهلوى" ونزح إلى إيران واكتسب جنسيتها - قد عين مديراً للطيران المدنى. ولما كنت أعرفه من قبل فقد قصدت إليه بعد وصولى إلى طهران لمتابعة أحداث إيران وكان أن دعانى إلى بيته. 
ثم جاء أصحاب البيت "أحمد شفيق" والأميرة "أشرف"، و (( لا أتذكر ولا أجد فى أوراقى ما يذكرنى بما دار بيننا جميعاً فى قرابة نصف ساعة تحدثنا فيها قبل أن يدخل علينا "محمد رضا بهلوى". شاه إيران )) 
(( و الغريب أيضاً أننى لا أتذكر ولا أجد فى أوراقى ما يذكرنى بما دار بيننا جميعاً بعد ذلك من حديث على مائدة الطعام )). كل ما أتذكره من هذا اللقاء الأول مع الشاه هو مأزق شخصى وقعت فيه. فقد كان طبق الـ " كافيار " هو فاتحة الغداء، ولم أكن قد ذقته من قبل لكنى جاريت الباقين وأخذت فى طبقى بعضاً منه وفعلت كما فعلوا وتناولت معلقة صغيرة منه على قطعة من الخبز المجفف وضعتها فى فمى ثم لم أستطع أن أمضغ أو أبلع. فقد فوجئت بمذاق " زفارة " بحرية مركزة ( لم يكن الروس قد توصلوا إلى أساليب معالجته لإزالة "زفارته" كما فعلوا فيما بعد ) وأحسست أننى أختنق. وكان الشاه هو الذى أحس على الفور بما جرى لى واقترح برقة أن أذهب إلى الحمام وأتخلص مما هو غير قابل للمضغ أو البلع فى فمى. 
وأسرعت، وعدت، وكان هو الذى قال بأدب "إن كل الذين يجربون الكافيار لأول مرة يحدث لهم ما حدث لى !"|) 
من جهتي، لا أجد تفسيراً أكثر عدالة لأن تضيع من مذكرات صحفيّ، فضلاً عن صحفيٍّ لا يكتب من أجل الإنسان بل من أجل وضعه الطبقي مثل " هيكل " تفاصيل هكذا لقاء مهم و ممتلئ بكل ذاك الدفء و تلك الحميمية، مع عائلة " شاه ايران "، بل و مع " شاه ايران " نفسه، سوي أن هذا اللقاء لم يحدث إطلاقاً ! 
و علة هذه الكذبة المبيتة تنخفض إلي جذر واضح، و هو رغبته في الإيحاء إلي المتلقي من طرف خفي إلي رواجه و ضلوعه في صنع الأحداث الهامة و أهميته قبل حتي أن تربطه صلة بـ " عبد الناصر "، و يحق لنا هنا أن نتسائل ببراءة الأطفال، ما الذي يدفع " شاه ايران " بجلالة قدره أن يسعي للقاء شاب كان في ذلك الوقت يقف علي مشارف الصحافة، و لا ينتبه إلي قلمه أحد ؟ 
و يستأنف، مع الاحتفاظ بنفس الخط : 
(|" ثم كان موعدى معه فى اليوم التالى فى قصر "المرمر" وكان لقاءً مشتركاً. فقد حضرته معه زوجته الإمبراطورة "ثريا" التى تزوجها بعد طلاقه من الأميرة المصرية "فوزية". كان يريد من "فوزية" ولياً للعهد ولم تنجح. ونفس الشىء حدث فيما بعد لـ"ثريا". لم تنجح فى إنجاب ولى عهد وطلقها الشاه رغم أن غرامه بها ظل معه حتى اليوم الأخير من حياته فى مستشفى المعادى العسكرى بالقاهرة ! 
وفى ذلك اللقاء الأول وبحضور "ثريا"، وقد نشرته كله فى كتابى "إيران فوق بركان"، لم يكن هناك شىء غير عادى. كان مؤدى ما قاله لى فى هذا اللقاء "أنه لا يدخر وسعاً فى العمل لمصلحة شعبه. وأن السياسيين يتاجرون بمشاعر الجماهير. وأنه يقف وحده لا يسانده أحد فى مواجهة العواصف على إيران". ثم كلام كثير فى هذه المعانى وحولها لا يستحق إعادته مرة أخرى "|) .. 
لاحظ قوله " لم يكن هناك شئ غير عادي "، و كل ما نسبه إلي فم " الشاه " بعد ذلك من كلام، مخافة أن يتورط بوضوح أكثر مما ينبغي، كلام لا يحتمل نسبته لأحد، و ماذا تراه يقول أيٌّ من حكام ذاك الزمان سوي، أنه لا يدخر وسعاً في العمل لمصلحة شعبه .. إلخ ؟! 
لقد قالها هو بنفسه، كلام كثير في هذه المعاني و حولها لا يستحق إعادته ! 
و بالإضافة إلي أنه يكذب، هو يكذب و يريق مشاعره الخاصة في حبره، يقول عن " شاه ايران " في مقاله : 
(| " و مهما يكن فلقد كان فى استطاعته أن يربط بين العداء المتبادل مع " جمال عبد الناصر " وبين صداقته الحميمة بـ " إسرائيل "، لكن حجته تصبح واهية فى ظروف صداقته الطارئة والمستجدة مع الرئيس " السادات "، وفى هذا فإنه كان يكفى تذكر مواقفه أثناء حرب أكتوبر: 
1- رفض طلب الاتحاد السوفيتى بأن تعبر طائرات جسر الإمداد الجوى لمصر وسوريا فى أجواء إيران - رغم أن جسراً أمريكياً للإمداد جرى فتحه قبلاً بين الولايات المتحدة وإسرائيل. 
2- لم يمارس على الولايات المتحدة أى تأثير بشأن إمدادها العسكرى السريع والفعال لإسرائيل (تأكد ذلك فيما بعد بما قاله كيسنجر فى مذكراته فى صفحة " 673 " من الجزء الذى صدر منها بعنوان "سنوات الغليان"). 
3- لم يشترك فى حظر تصدير البترول إلى الولايات المتحدة وإن كان قد تصدر فى عملية رفع الأسعار التى توافقت مع الحظر. 
4- استمر فى تزويد إسرائيل بكل ما كانت تحتاجه من البترول طوال حرب أكتوبر (ونفس الشىء حدث فى حروبها السابقة مع العرب سنة " 1956 " و سنة " 1967 " - كل وقود آلة الحرب الإسرائيلية كان إيرانياً). 
5- سمح لحاملات الطائرات الأمريكية التى كانت تقوم بمظاهرة عسكرية لصالح إسرائيل أثناء الفترة الأولى من المعارك بأن تتزود بالوقود من الموانئ الإيرانية. 
6- واصل الضغط العسكرى على العراق حتى يمنع ثقله العسكرى الكامل من التأثير فى المعركة. 
7- كان مؤمناً بالدور الإسرائيلى الرادع للعرب (تأكد ذلك بما نقله عنه " كيسنجر" فى صفحة "675 " من مذكراته من قول الشاه له "إن إسرائيل هى التى تحفظ توازن المنطقة وتحمى استقلال ووجود بعض الدول الصغيرة فيها"!) 
ومن المفارقات بعد ذلك بسنين أن الرئيس السادات حاول إقناع الشعب المصرى بقبول استضافته فى مصر على أساس "الوفاء بدوره فى حرب أكتوبر"، وأريق حبر كثير على صفحات جرائد مصر فى التعبير عن "الوفاء والعرفان للرجل الذى وقف معنا فى حرب أكتوبر وفى الأيام العصيبة !! "|) 
كل ما قاله لا يمس شرف " الشاه " و نبل جذوره من قريب و لا من بعيد، و لا هو أراد الذهاب إلي ذلك من قريب ولا من بعيد، إنها طعنات موجهة لشرف " السادات "، كأنما لم يقلص موت الرجل من عتمة حقده عليه في وجدانه .. 
أود أن أضغط هنا علي بعض الحوادث لتتضح بعض الأمور، و أعدكم بالعثور في الطريق علي كذبة من أضخم أكاذيب العرب.. 
لقد اعترف الشاه بـ " اسرائيل "، و كان موالياً للغرب، " أمريكا " علي وجه الخصوص، و أمد " اسرائيل " بنفط بلاده في كل حروبها مع العرب، و رفض رفضاً مطلقاً أن يمر الجسر الجوى السوفيتى فوق المجال الجوى الإيرانى، و سمحت " تركيا " بفتح مجالها الجوي لمروره، هذا صحيح، لكن لماذا ؟! 
يقول الكاتب الكبير " أحمد بهاء الدين " فى كتابه " محاوراتى مع السادات " أن الرئيس " السادات " عام "1974 " صارحه بإعجابه الشديد بـ " شاه ايران " وذكائه الخارق، و اعترف له بأنه يعتبره مثله الأعلى بين كل حكام العالم، وأضاف الرئيس " السادات " : 
(|" إن سر عظمة الشاه تكمن فى إدراكه أن هناك قوة عظمى واحدة فى العالم هى " أمريكا "، وإن كل الذين عادوها، " نهرو "، " نكروما "، " سوكارنو "، " عبد الناصر "، تخلصت منهم إلا " الشاه " الذى أعادته لعرشه عقب ثورة " مصدق "، و تعمل جاهدة على الحفاظ على نظام حكمه و تلبية رغباته !" ..|) 
و " السادات " هنا يتكلم بما يراه فوق السطح، لكن ما تحت السطح كان غير ذلك، يقول الكاتب الكبير الذي أحبه بشكل خاص، " أنيس منصور "، في بعض كتاباته : 
"(| و أدهشني " الشاه " و هو يتكلم عن مرضه بالتفصيل المؤلم، وأنه سوف يموت، ولكنه يذكر دائما موقف الرئيس " السادات " و نبله و كرم أخلاقه و شخصيته، فقد احتضنه يوم رفضه العالم كله، و في مقدمة العالم " الولايات المتحدة "، و لا ينسى أن الرئيس " كارتر "، ليلة رأس السنة وهو يرقص مع " الشاهبانو "، همس في أذنها " إيران جزيرة الأمان " .. 
و الرئيس الأمريكي لم يكن يعرف أن المخابرات المركزية تقف في مطار " طهران " في انتظار " آية الله روح الله الإمام الخوميني "، " الاثني عشري ".. 
هل هذا ممكن؟ 
نعم، فأجهزة الدولة الأمريكية هي الثوابت، و هى الباقية، أما الرئيس الأمريكي، فلم يبق من عمره الرئاسي سوى أيام، فكأنه لم يعد رئيساً، و يوم هز الرئيس الأمريكي رأسه أسفاً على إمبراطور إيران، جاء مَنْ يهمس في أذنه " إنها مصالح أمريكا، جرى لك إيه؟!"|) 
متتالية " فيبوناتشي " كالعادة، فلا تعمل " أمريكا " إلا لصالح " أمريكا " فقط، ليس لديها عزيز، و كما كانت ضالعة في الثورة علي " شاه ايران " كانت ضالعة أيضاً، و بقسط باهظ، في الإطاحة بعرش " الملك فاروق الأول "، " ملك مصر و السودان "، و كما أعانت " الخوميني " في ثورته علي " الشاه "، ليوم له ما بعده، ساعدت " عبد الناصر " علي وراثة مصر و السودان من " فاروق "، ليرثها " السادات " عنه، بعد سنوات قليلة، " مصر" إلا كثيراً، فقد أضاع، حبيب الملاليم، " السودان " و " غزة " و " سيناء " ! 
و كراهية " شاه ايران " لـ " عبد الناصر " مبررة و أليفة، فالأخير هو الذي بدأ الشر الذي احتدم بينهما ! 
فى يوليو " 1960 " قرر " الشاه " إقامة تمثيل دبلوماسى كامل بين " إيران " و " إسرائيل " ، و كان تعقيب " عبد الناصر " علي القرار حماقة من إحدي حماقاته التي لا تحصي، فوجه للـ " شاه " تحذيراً عصبي اللهجة فى خطاب عام، تحدث فيه، بلهجة الوصيِّ، عن خطورة اعترافه بـ " إسرائيل "، و أنه بهذا الاعتراف يؤكد للعالم كله و لشعبه أنه ألعوبة فى يد المخابرات الأمريكية التى أعادته إلى العرش بعد الانقلاب المضاد على ثورة " مصدق "، و توقع أن تكون نهايته ككل نهايات أمثاله من العملاء و الخونة ! 
و جاء الرد من " ايران " أكثر عصبية، إذ قرر " الشاه " قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، و هنا البداية .. 
ثم، عندما اتصل الثوار الإيرانيون بأجهزة المخابرات المصرية عبر رجل " عبد الناصر " للمهام الخاصة، " فتحى الديب "، و طلبوا دعم " مصر "، وافق " عبد الناصر "على دعمهم، و فتح لهم معسكرات التدريب على السلاح و أعمال المخابرات ، كما أمر بتخصيص إذاعة موجهة للشعب الإيرانى باللغة الفارسية تحضه على الثورة ضد حكم " الشاه "! 
كما طلب شخصياً من الحكومة العراقية تسهيل إقامة " الخوميني " علي أرض العراق، و تلبية كل احتياجاته، و حدث، و حدث أيضاً أن طردت الحكومة العراقية " آية الله " بعد وفاة " عبد الناصر "، و رجع إلي " فرنسا " ! 
عن أي ذرة حب لـ " عبد الناصر " تجدونها في قلب " الشاه " تتحدثون بعد كل هذا ؟! 
وعدتكم بالعثور في الطريق إلي هنا علي كذبة من أضخم أكاذيب العرب، و هذه هي .. 
لعل أكبر أوسمة الملك " فيصل " في ذاكرة المصريين، و الشامة البيضاء علي وجه ذكراه، هو اتخاذه، كما قيل، قراراً بقطع النفط عن الغرب خلال حرب أكتوبر " 1973 "، و هذا لم يحدث إطلاقاً ! 
في مفاجأة من العيار الثقيل، و غير سارة لكل مؤرخي البلاط، و لـ " هيكل " بشكل أكثر عمقاً، أضاء مشروع " ويكيليكس " مؤخراً أكثر من " مليون و سبعمائة ألف " برقية توثق مراسلات السفارات الأمريكية و لقاءاتها و استراتيجيتها و تحليلاتها في حقبة السبعينيات، و أصبح في حكم الحقيقة العارية، أن " شاه ايران "، رغم تحالفه الوطيد مع " إسرائيل " خلال حرب أكتوبر، كان زعيم تيار المطالبين برفع أسعار النفط للضغط علي الغرب، و أفني في هذا الصدد كل نفوذه داخل " منظمة الأوبيك "، للحيلولة دون استعادة الجيش الاسرائيليِّ لياقته بعد أن كان قد أوشك أن يمتص صدمة المفاجأة ! 
مفاجأة أخري و صدمة ميسرة في الوقت نفسه ..
لقد كان دور الملك " فيصل " في قرار قطع النفط، علي غير ما أفهمونا، ثانوياً، بل هو اضطر إلي التماشي مع الركب الذاهب في هذا الاتجاه تحت ضغط الإحساس بالحرج لا أكثر، مع ذلك، ظل محتفظاً بكل خطوط الرجعة حتي النهاية ! 
في نهايات ديسمبر من العام " 1973 "، عقدت " منظمة أوبيك " اجتماعًا في " طهران "، مثل " السعودية " فيه وزير النفط " أحمد زكي يماني "، في هذا الاجتماع، أصر " شاه ايران " على رفع أسعار النفط من " 3.05 " دولار إلى " 7 " دولار، فرفضت " السعودية " مطلقاً، غير أن " الشاه " أكد أنه تشاور مع " أمريكا " و " بريطانيا "، و كلتا الحكومتين وافقت على رفع الأسعار، اتصل " يماني " ببلده، فأمره الأمير " فهد "، الملك " فهد " فيما بعد، ألا يواجه الشاه وأن يقبل، و قبل .. 
و كان أول ما فعله هذا الوزير بعد عودته من " طهران " أن وشي بكل تفاصيل الاحتماع للسفير الأمريكي، و هو لم ينس أن يخبره أنه استنفد كل طاقاته ليقنعهم بتخفيض الأسعار ! 
أخبره السفير أن بلاده لم توافق على رفع الأسعار كما ادعي " شاه ايران "، فأجابه " أحمد زكي يماني " أن " السعودية "، و الأمر هكذا، سوف تدعو لاجتماع آخر عاجل لأعضاء المنظمة للتراجع عن القرار، و هذا تماماً هو ما قد حدث في الثامن من يناير للعام " 1974 "، إذ اجتمعت دول " أوبيك " في " جنيف "، و هددت " السعودية " بأن تخفض وحدها الأسعار ! 
و في نهايات ديسمير نفسه، تلقى الملك " فيصل " رسالة عصبية من " القذافي "، يحرض فيها على " السادات "، و يرجمه فيها بالخيانة العظمي، لأنه بدأ مفاوضات السلام مع " إسرائيل "، فماذا كان رد فعل " فيصل " يا تري ؟! 
لقد أمر وزير شئون خارجيته، " عمر عباس السقاف "، في اليوم التالي مباشرة، بالذهاب إلى السفارة الأمريكية ليعرض الرسالة عليهم و يعرض عليهم في الوقت نفسه مسودة رد الملك التي أنَّب فيها " القذافي " و نصحه بضرورة القبول بالحلول الواقعية ! 
كما تؤكد برقيات " ويكيليكس " السرية أن " السعودية " لم يكن لديها علم مسبق بموعد حرب أكتوبر، علي غير ما تقول الروايات التي تحاول إبراز دورها زاعمة أن استخدام النفط كان قراراً مرتباً و متفقاً عليه لإنجاح المعركة ! 
الحقيقة العارية، أن الملك " فيصل " أبدي استيائه الشديد من الهجوم لأنه استدرجه إلي مأزق حرج، و وضع تحالفه مع " أمريكا " في التجربة، و وضع عروبته علي المحك في نفس الوقت ! 
بعد ساعات من بداية المعركة، ذهب " محمود ملحس "، مساعد الأمير " فهد " إلي السفارة الأمريكية، و أكد للسفير الأمريكي أن مليكه منزعج مما أقدمت عليه " سوريا " و " مصر "، و أنه يعده عبثياً و دوراناً في الفشل، لكن بلاده ستضطر لمساعدتهما سداً لفجوات إقليمية و مراعاة لاستحقاقات داخلية ! 
و ماذا يدعونا للشك في كل هذا، و " السعودية " هي التي شكلت الركيزة الاقتصادية فيما يسمى بـ " مبدأ نيكسون "، كما شكلت " ايران" ركيزته العسكرية ؟! 
كأن التاريخ ليس سوي كذية متفق عليها، كما قال " نابليون "، و " هيكل "، واحد من أهم من باشر تربية هذه الكذبة حول دور الملك " فيصل " المزعوم في حرب " 1973 "، تماماً كما ساهم في صنع أكذوبة انتصار " عبد الناصر " في " 1956 "، و في تحويل هزيمة " 1967 " إلي مجرد ( نكسة ) ! 
ربما، لكل هذا، كان في ذلك الوقت، و كل وقت، مكروهاً من كل الضالعين في بلاط صاحبة الجلالة، حتي الذين يشبهونه في العاهة، و كم عطل من مسارات لزملائه، و كم طعن من خاصرة، و ترك في العديد من القلوب ندوباً .. 
و لـ " موسي صبري "، الذي كان بالنسبة للـ " سادات " تماماً كما كان ( الأستاذ ) بالنسبة لـ " عبد الناصر "، و ربما كان تقريب " السادات " لـ " موسي صبري " و نفوره منه هو، هو المصدر الجذري لخروجه عليه، و هو تصرف يتماهي مع شخصية ( الأستاذ ) تماماً ! 
أقول، لـ " موسي صبري " في " هيكل " رأي، رواه في مذكراته " محمد أحمد فرغلي باشا " الملقب بـ " ملك القطن "، إذ قال له من حديث دار بينهما في " مصيف "، أو هكذا أظن، و هو يشير إلي " هيكل " : 
- ذلك الأفاق الذي يدعي أنه يعلم كل شئ ! 
و " فرغلي باشا "، لمن لا يعرف، كان عصامياً، و من " أسيوط " كان، و كان أول مصري ينهي سيطرة الأجانب الطويلة على المناصب القيادية، إذ تم انتخابه سنة " 1935 "، وكيلاً لبورصة " مينا البصل ".. 
و " فرغلي باشا "، كعادة الطيبين، احترم الحقيقة من جميع جوانبها في مذكراته، بل بلغ به الحرص علي التمسك بالحقيقة أن أدان نفسه في الكثير من سرده، 
إذ اعترف بأنه دفع " 5000 " جنيهاً لأحد كبار الصحفيين ممن يملكون داراً صحفية، ليكتب مقالاً موقعاً باسمه، حمل عنوان "إني أتهم"، يتهم فيه مندوب الحكومة في البورصة بالتحيز ! 
و اعترف بأنه، حين رشح نفسه في دائرة " مينا البصل " بمحافظة " الإسكندرية "، دفع أكبر رشوة انتخابية في ذلك الزمان، و هي جنيه مصري كامل لكل من يمنحه صوته، و أن مندوبه كان يعطي الناخب نصف ورقة الجنيه فإذا خرج من اللجنة الانتخابية و أعلن أنه انتخب الباشا حصل على نصف الورقة الآخر، و كان مندوبه داخل اللجنة يعطي الناخب ورقة تؤكد أنه نفذ المطلوب وانتخب تاجر القطن، و هو بهذا التصرف كان سابقاً لأوانه و رائد لعادة رائجة في انتخابات " مصر "، و لا تزال نابضة حتي يومنا هذا، و مع هذا، اعترف بأنه بالرغم من كل هذا لم ينجح في الانتخابات ! 
تأمل كيف كانت الديمقراطية في " مصر " الأربعينيات، و كيف صارت في " مصر " القرن الواحد و العشرين ! 
و " فرغلي باشا "، ككل الذين ينتمون إلي طبقته و ظلوا في " مصر "، ساءت أحواله بعد انقلاب " عبد الناصر "، و وجد نفسه مضطراً للتودد لعائلة " جمال "، و هي تشترك مع عائلته في الجذور الأسيوطية، و التقي " عبد الناصر " لأول مرة، و خاطبه قائلاً : 
- يا ( رفعة الرئيس )، كيف لا أؤيد تغييراً يسعى إلى تحقيق الأفضل ! 
و " فرغلي باشا "، رفض في الستينيات، عرضاً للعمل كمستشار في أحد البنوك الإنجليزية في " لندن " براتب يصل إلى " 25 " ألف جنيه، بالإضافة إلى مسكن و سيارة و سائق، و وافق على العمل مستشاراً لمؤسسة القطن في " مصر "، براتب يعادل راتب رئيس مجلس الإدارة، غير أن المجلس في اجتماعه للموافقة على التعيين، رفض الراتب المقترح، وقرر ألا يزيد عن " 100 " جنيه ! 
و لـ " فرغلي باشا " مع العهد الناصريِّ قصة تجري في يقين الألم .. 
فالرجل، برغم تودده الذليل لعائلة " حبيب الملاليم " التي كانت قبل عامين أقل شأنا من خدمه، لم يسلم من فرض الحراسة علي أمواله، و لقد قدرت قيمة شركاته بمبلغ " مليوني " جنيه، و كانت قيمتها الفعلية تعادل ثمانية " مليون "، و كان أول مرتب شهري حصل عليه بعد فرض الحراسة علي أمواله " جنيهين " ! 
ليس هذا موطن المأساة، إنما، حدث أن مرض حفيده، ابن ابنته، و لقلة الراتب بالقياس حتي إلي أسرة بسيطة، لا أسرة أنفقت عمرها في ظلال الترف، لم يكن في البيت نقود تكفي لعلاج بسيط له، و كانوا يتحدثون حول مائدة طعام بسيطة حول حل، فبكت ابنته بكاءاً عصبياً، و قالت في انفعال، تقصد " عبد الناصر " : 
- يقعد له في ولاده، الله يلعنه ! 
فما كان من " فرغلي باشا "، بحاسة تاجر قطن، إلا أن لطم ابنته، ثم انخرط في البكاء من فرط التأثر ! 
التقي في اليوم التالي شقيق " عبد الناصر " صدفة، فبادره قائلاً : 
- تسلم ايدك يا باشا ! 
اكتشف الرجل فيما بعد أن أحد خدمه علي صلة بنظام " عبد الناصر " ! 
هذه هي قيم الدولة التي أنفق " هيكل " عمره، وبذَّر حبره، مواظباً علي حراسة جذور بقائها، و يواصل .. 
سؤال برئ في الختام، 
هل يوافق " هيكل "، الملقب بـ ( الأستاذ )، و هو لقب لا يطاله من قريب أو بعيد، هو فقط صحفيٌّ متسلق، هل يوافق، في ظل الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد، علي فرض الحراسة علي " مليارات " عائلته، أو علي الأقل، هل يوافق علي التنقيب عن مصادر هذه الثروة الطائلة، هل ؟! 
ما أقرب خيوط الفجر، و إن بدت في الظنون كخيوط العنكبوت، واهنة و بعيدة ..