06 مايو 2014

سعيد نصر يكتب : حرق الرموز والعودة الى نموذج الرجل الاوحد

اكثر شىء نجح فيه التروس الاساسيين لـ 30 يونية هو حرق رموز ثورة يناير ، وبالاخص الدكتور محمد البرادعى ، فقد تم حرق عبد المنعم ابو الفتوح وحمدين صباحى و خالد على ، خاصة وانهم جميعا شاركوا فى اسقاط الرئيس المعزول محمد مرسى . وكان ذلك لابد أن يحدث ، ويرجع للانقلاب على ثورة يناير بدليل ان اعلام 3 يوليو اسماها مؤامرة ، بدون ان يخرج اى مسئول سواء فى حكومة الببلاوى او حكومة محلب ليدافع عن 25 يناير على انها ثورة ، بما يوحى للجميع ان وصف المؤامرة على 25 يناير يعكس رأى صانعى القرار فى دولة 3 يوليو .
تحويل مصر الى عزبة او اعادتها من دولة الشعب بعد يناير الى عزبة على شاكلة عزبة مبارك ولكن بمسمى واسماء جديدة ، كان يقتضى ويستوجب حرق كل الرموز السياسيين ، حتى لا يتبق الا رمزا واحدا ، يراه الشعب ممثلا فى الكتلة الحرجة منه بمثابة " الرمز الاوحد .. القائد الاوحد .. الزعيم الاوحد .. العاقل الاوحد .. اللائق الاوحد .. السياسى الاوحد " ، ولذا كان لابد من حرق كل الرموز ليبق رمز واحد هو المشير عبد الفتاح السيسى المرشح الرئاسى الحالى، ولا نستطيع هنا ان ننكر ان تروس 30 يونية نجحوا فى تحقيق هذا الهدف الاستراتيجى بامتياز . 
واخطر ما فى الموضوع هو ان 25 يناير لم يتبق منها سوى صباحى ، وانا هنا معنى فى الاساس بالرموز الجديرة بالترشح للرئاسة حتى لايغضب منى آخرون من امثال عمرو حمزاوى وابو العز الحريرى ، وصباحى سيتم حرقه بشكل نهائى بفعل مارثون انتخابى لا يعرف صباحى نفسه كيف يديره منافسه وحملته ويقال انه لم يستطع جمع التوكيلات اللازمة للترشح ، والمشير السيسى او بالاحرى الدولة الداعمة للمشير السيسى هى التى ساعدته على جمعها فى اللحظات الاخيرة والحاسمة ، حرصا على الخروج بانتخابات يسهل تسويقها كأساس للشرعية فى العالم الخارجى ، وخاصة امريكا واوربا. وعقب الانتخابات الرئاسية والتى سيفوز السيسى فيها باكتساح يكون صباحى قد انتهى بمنظور الرمز السيسى ، وذلك بفعل اعلام 3 يوليو الذى بدأ حملة التشويه لصباحى مبكرا ، وبالتالى لا يكون على الساحة السياسية الا رجلا واحدا يبدو امام المصريين انه الرجل الاوحد ، وهو السيسى ، وهذا بالمناسبة شرط لابد منه لتكريس نمط الدولة الشمولية الديكتاتورية وربما البوليسية القمعية ، التى يدور فيها الجميع حول الرمز الاوحد مقابل مكتسبات يحققونها بصفقات ومكاسب شخصية ، بالضبط كما كان يحدث فى دولة مبارك من 1981 الى 2005. فكرة الرجل الاوحد التى روج لها حسنين هيكل بمقولة المرشح الضرورة تستوجب ايضا وهو الاخطر ان يتم تكريس دولة الخوف من جديد ، حتى يعود الخوف الذى كسرته ثورة يناير الى نفوس اغلبية الشعب المصرى مرة اخرى ، وتكمن خطورة ذلك فى أنه حال حدوثه فانه يحرم القوى السياسية والنشطاء السياسيين الطامحين فى بلد افضل ونظام حكم ديمقراطى من اهم عناصر قوتهم وهو الظهير الشعبى الداعم لهم فى صراعهم مع نظام الحكم ، بما يجعلهم لقمة سائغة فى فك النظام الحاكم . ولو اننا نفهم فى السياسة ولو قليلا ، لعلمنا بديهية سياسية مهمة وهى ان كثرة الرموز السياسيين الذين يراهم الشعب صالحون للقيادة وللرئاسة لازمة سياسية مهمة من لوازم الديمقراطية ، بمعنى انه لا يمكن ان تقوم ديمقراطية بدونها ، لسبب بسيط وهو ان عدم وجود رموز سياسيين يكرس وبشكل سريع ولفترات طويلة نموذج "القائد الاوحد والرمز الاوحد " ، حتى ولو اضطر النظام لصناعة هذا النموزج . 
وما يزيد تشاؤمى ويجعلنى اتوقع بعصر مديد من الديكتاتورية ونموزج تكريس السلطة فى يد الرجل الاوحد او انتقالها من رجل اوحد حاكم الى رجل اوحد يتم صناعته لهذا الغرض ، هو اننا امام نخبة سياسية مهترئة ، وشباب تم صناعته ليكون نخبة وسيسقطون لا محالة من نظر الشعب ، وفى هذا كله خطرا كبيرا على الدولة المصرية ، دولة الديمقراطية الحقيقية والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية ، وكلها احلام جميلة لا استبعد ان نقول لها جميعا " الوداع"

مشروع المشير السيسي يضع الأساس للدولة المسيحية في وادي النطرون

بقلم : عامر عبد المنعم
أخطر ما ورد في حديث المشير عبد الفتاح السيسي في الجزء الثاني من حواره مع أبراهيم عيسى ولميس الحديدي هو وضع أساس الدولة المسيحية في وادي النطرون ضمن ما يسمى التقسيم الجديد للمحافظات المصرية.
هذا المخطط الذي يقف خلفه مسيحيون متطرفون ولوبي صهيوني من رجال الأعمال مرتبطين بامريكا واسرائيل حاولوا تمريره في حكم الرئيس محمد مرسي ويومها كتبت مقالا بعنوان " قبل تأسيس دولة الرهبان بوادى النطرون " فضحت فيه المؤامرة التي حاولوا تمريرها بزعم إضافة ظهير صحراوي وظهير أمامي على البحر لكل محافظة وقد سعيت وقتها لكشف اللعبة عبر توصيل المقال لوزير الاسكان الدكتور محمد وفيق في حكومة هشام قنديل وأرسلت لقادة الحرية والعدالة، وأضطررت لكتابة المقال مرة ثانية بعد أن رايت اصرارا على الاستمرار إلى أن تم وقف المشروع.
ولكن من يقفون وراء هذا التقسيم الانفصالي استغلوا الفوضى الحادثة الآن وأعادوا تقديم المشروع للمشير السيسي الذي عرض أثناء حواره ذات الخريطة التي تنشيء محافظة في وادي النطرون لتكون أساس دولة الرهبان التي يعملون عليها منذ 30 عاما.
وأحد الداعمين لهذا التقسيم الطائفي ساويرس الذي أصبح صاحب قرار في إدارة السلطة الحالية في مصر.
هذا التقسيم الإدارى الجديد هو التنفيذ الدقيق لما خططه أصحاب التوجه الانفصالى من المسيحيين المصريين لإيجاد الرقعة الجغرافية التى ستكون بداية لتأسيس الدولة القبطية المزعومة.
من المعروف أن بعض المسيحيين المصريين يتوقون إلى إقامة دولة خاصة بهم منذ نصف قرن تقريبًا ظنًا منهم أن الفرصة مواتية لضعف المسلمين وخضوع الدولة المصرية للهيمنة الغربية الصليبية.
ولأن إقامة دولة يحتاج إلى شعب وأرض، كان المطلوب هو البحث عن المكان المناسب، فاختار أصحاب هذا التوجه الانفصالى – فى البداية - محافظة أسيوط، لوجود كثافة سكانية مسيحية بها، لكن هذا الخيار فشل، لأن المسلمين يشكلون أغلبية فى المحافظة، وتسبب تسرب فكرة الدولة المسيحية فى رد فعل إسلامى – فى السبعينيات - أفشل هذه الفكرة.
بحث أصحاب المخطط الانفصالى عن مكان بديل، فاختاروا وادى النطرون والصحراء حتى الساحل الشمالى الذى ربما لا يوجد به العقبة التى أفشلت الحلم فى أسيوط، وهى الكثافة السكانية، إذ لا يزيد سكان هذه المنطقة عن 80 ألف نسمة.
فبدأ التوسع فى الأديرة بمنطقة وادى النطرون وتحويلها إلى قبلة للمسيحيين، وبدأ الرهبان يتركون حياة الزهد فى الدنيا إلى التوسع والتمدد والسيطرة على آلاف الكيلو مترات فى وادى النطرون.
بدأت الماكينة تعمل من خلال العلاقات الرسمية وغير الرسمية باستخدام طرق عديدة للتمهيد لهذه الدولة فتم الآتي:
أولاً: بدأ دير الأنبا مقار يتوسع للسيطرة أولاً على وادى النطرون كله وعدم الاكتفاء بالموجود، وتحقق للدير ذلك، ففى سنوات قليلة قام الدير بالآتي:
أ‌- وضع دير الأنبا مقار يده على 200 فدان طبقا للقانون رقم 100 لسنة 1964.
ب‌- سيطر الدير على 300 فدان بقرار من رئيس الوزراء رقم 16 لسنة 1977.
ت‌- حصل الدير على 1000 فدان منحة من السادات فى 23/8/1978.
ث‌- سيطر الدير على 2000 فدان من قبيلة الجوابيص.
ثانيًا: وعندما سيطر الدير على الوادى المنخفض عن سطح البحر بدأ يتحرك شمالاً للسيطرة على الأراضى وحتى العلمين بالساحل الشمالي، ووضع الدير يده على آلاف الكيلو مترات بالصحراء الغربية بحجة الاستصلاح.
ونشرت الصحف فى أوائل التسعينيات قيام الدير بوضع يده على 50 ألف فدان بالقرب من مدينة الحمام عند الكيلو 69 بطريق الإسكندرية مطروح، وعلى ساحل البحر المتوسط على بعد 200 كيلو من وادى النطرون.
ثالثاً: بدأ دير الأنبا مقار فى التحرك شرقاً منذ السبعينيات، للسيطرة على المساحات الواقعة بين الدير وطريق مصر الإسكندرية الصحراوى لوضع يده على الأراضى الواقعة بين الكيلو 26 حتى الكيلو 118 طريق مصر الإسكندرية الصحراوي.
رابعًا: استغلال أنصار المخطط الانفصالى أزمة السلطة قبل الثورة وبعدها وحتى الآن، فى الاستيلاء على آلاف الأفدنة فى الصحراء الغربية، من جنوب البلاد وحتى شمالها، وآخر هذا التمدد المسيحى على الأرض استيلاء رهبان من الإسكندرية منذ أيام على 9 آلاف فدان فى وادى الريان بالفيوم وهى محمية طبيعية، مستغلين ضعف سلطة الدولة والاستقطاب السياسى الذى أوجد حالة من الفراغ.
هذا التوسع زادت وتيرته بعد الثورة، حيث يستغل الرهبان أزمة السلطة وانشغال الرأى العام بالمعارك السياسية فى وضع اليد على مساحات شاسعة من الأراضى وبناء أسوار خرسانية عالية وفرض سياسة الأمر الواقع.
هذه الرغبة الجامحة فى بناء ما يشبه المستوطنات على هذه المساحات الكبيرة يطرح المزيد من المخاوف ويثير الشكوك حول الأسباب التى تدفع هؤلاء الرهبان للاستيلاء على الصحراء الغربية بهذه الطريقة.
قد يكون هناك من يفكر فى إقامة الدولة المزعومة فى هذا الفراغ.
وقد يكون هناك من يفكر فى أنه قد يأتى اليوم الذى يكونون فيه فى حاجة لمبادلة هذه الأراضى مع المسلمين فى الجزء الشمالى الغربى لمصر إن لم يستطيعوا السيطرة على غرب البلاد.
وجزء من هذا الجناح الانفصالى المتطرف هو الذى يقود حملة التصعيد الطائفى خلال السنوات الأخيرة وزيادة المطالب الطائفية لابتزاز الدولة وإبعاد الأنظار عن المخطط الأصلى الدائر الآن غرب البلاد.
بالتأكيد أصحاب التوجه الانفصالى قلة، ونعى أن أغلبية المسيحيين المصريين لا يفكرون فى مثل هذه المغامرات الانتحارية، لكن ليس من المقبول ولا من المعقول أن تخترق هذه القلة أجهزة الدولة وتمرر طموحاتها المتوهمة والمستحيلة، بل ونرى من يمرر هذه المشروعات الخطيرة وسط حالة التخبط الجارية، ويظن أن الشعب المصرى مغيب ولن يكتشف هذا التخطيط الشرير.

اقرأ ايضا
برنامج السيسي يضع الأساس لإمارة مسيحية أخرى في جنوب سيناء لرهبان اليونان

المفكر القومى محمد سيف الدولة يكتب : الوطنية المزيفة

أولا ـ لو كان تصريح نبيل فهمى بأن ((علاقتنا بامريكا زواج شرعى وليست نزوة)) قد قيل فى الشهور الأولى لثورة يناير، لخرجت مليونية فى التحرير تطالب بإقالته، ولنجحت فى ذلك،
من أين يأتون بهؤلاء القوم ؟ وبكل هذه المذلة ؟
ان المصريين يستلهمون مواقف احمد عرابى ومصطفى كامل، بينما يستلهمون هم، مواقف امين عثمان الذى صرح بأن علاقة مصر ببريطانيا كالزواج الكاثوليكى وملعونة الشرعية والاعتراف الدولى التى تستدعى مثل هذه الاستجداءات المهينة قليل من الكرامة يا سادة،
كما أنه ليس صحيحا أن هذا التصريح كان زلة لسان، بل كان تعبيرا فصيحا محسوبا و مقصودا لاسترداد رضا السيد الأمريكى،
جاء ليكمل سيل التصريحات والمواقف التى صدمت المصريين فى الاسابيع الماضية؛ بدءا بتصريح السيسى للوفد الأمريكى بالامتنان ووعده لهم بعدم الجحود أو الانقلاب عليهم، واستجداءه للمعونات، ثم عتابه على انسحاب الناتو من ليبيا، وما سبقه من التصريح المهين للبنتاجون عن الأمن الامريكى المصرى الاسرائيلى المشترك،
مرورا بتأسيس لعصر امتيازات اجنبية جديد فى مصر، بتحصين تعاقدات الدولة، ثم البدء فى رفع الدعم وزيادة الاسعار تنفيذا لروشتة صندوق النقد الدولى،
ناهيك على أن ممثلى ثلاثة مؤسسات سيادية كانوا هناك فى اسبوع واحد: وزير الخارجية، رئيس المخابرات، مستشار عدلى منصور، هذا بخلاف الوفود الامريكية التى لا تنقطع عن مصر،
أضف الى ذلك عشرات التقارير التى توالت علينا فى الشهور الأخيرة، تؤكد على الدور الاسرائيلى فى اقناع الكونجرس والادارة الأمريكية بضرورة استمرار المساعدات لمصر التى من المفترض انها العدو الأول لاسرائيل.
وقبلها تصريحات رسمية أمريكية متعددة من عينة تصريح رئيس الاركان الامريكى مارتن ديمبسى امام الكونجرس فى 18 يوليو 2013 من ان الجيش الاسرائيلى يعتبر الجيش المصري شريكا قويا، لأنهم ملتزمون تجاه اتفاقيات كامب ديفيد، كما انه شريكا قويا لأمريكا والاستثمار فيه له عوائد كثيرة
وربما لا تكون آخرها دراسة للكاتب "اريك تراجر" من معهد واشنطن لدرسات الشرق الأدنى أهم المراكز الأمريكية الموالية لاسرائيل بعنوان "استئناف المساعدات العسكرية لمصر: ضرورة استراتيجية"، نشرت على موقع المعهد فى 30 ابريل 2014
حدث كل هذا وغيره الكثير، رغم أن الخطاب الاعلامى الرسمى لم يكف منذ عدة شهور عن الترويج للنظام بشعارات الاستقلال والأمن القومى والوطنية، وهو الخطاب الذى صدقه كثيرون واستبشروا به خيرا، لتكشف لهم الأيام و الأحداث والتصريحات والمواقف انها لم تكن سوى أحاديث للتعبئة و الاستهلاك المحلى، وأنها لم تكن فى حقيقتها سوى احدى حملات "الوطنية المزيفة".
***
ثانيا ـ ((سنستمر فى بيع القطاع العام))
كان هذا هو المضمون الحقيقى لما جاء فى خطاب عدلى منصور فى عيد العمال حين قال (( لن نبيع القطاع العام بثمن بخس كما كان يحدث سابقا))
اذاً المشكلة عندهم فى الثمن والسعر، وليس فى المبدأ والتوجه والرؤية والانحيازات،
وكأننا كنا نناضل على امتداد عقود طويلة ضد تصفية القطاع العام، بهدف الفصال والمساومة ليس أكثر،
الاوطان يا سيد منصور لا تباع، لا بالرخيص ولا بالغالى،
والقطاع العام كان فى يوم من الايام هو العامود الفقرى للاقتصاد المصرى المستقل،
وهو الذى مول حرب 1973،وهو القلعة الاقتصادية الوحيدة المملوكة لكل الشعب والمحررة من سيطرة راس المال الاجنبى ووكلائه وسماسرته من رجال الاعمال المصريين الذين لا يهمهم سوى ارباحهم عبر نهب ونزح ثروة مصر،
وإعادة هذا الدور الى القطاع العام بعد عقود من التصفية والتخريب كان احد اهداف ثورة يناير، كما انه الشرط الرئيسى والاول لتحقيق الاستقلال الاقتصادى المنشود، والخروج من براثن السوق العالمى والشركات متعددة الجنسية،و قرار تصفيته لم يكن قرارا مصريا، بل كان قرار نادى باريس وصندوق النقد الدولى،كما انه لم يكن قرارا اقتصاديا، بل كان قرارا حربيا تم بهدف تجريد مصر من المقدرة على التمويل الذاتى لقدراتها العسكرية، والاعتماد والارتماء فى احضان المعونة العسكرية الامريكية
فان كنتم لا تجرؤون اليوم وانتم لا تزالون على البر، من الالتزام بعدم المساس به مرة اخرى، لا بالغالى ولا بالرخيص، فماذا ستفعلون حين تتمكنون من السيطرة الكاملة ؟
***
ثالثا ـ تغريدات متنوعة :
· الأسوياء هم الذين يضاعفون جهودهم السياسية والفكرية والجماهيرية للتفوق على خصومهم السياسيين، أما ان يعدموهم، فهذا جنون!
· لا أعلم أيهم أكثر استفزازا: المرشح الذى لا يذهب الى الناس، أم أولئك يهرولون للذهاب اليه فى مقره الانتخابى.
· تتملكنا حيرة كبيرة وحزن عميق، فكيف ساءت الأخلاق وانعدمت الضمائر الى هذا الحد، وكيف انخدعنا طوال هذه السنين فى كل هؤلاء الإخوة والرفاق
*****
القاهرة فى 4 مايو 2014

سليم عزوز يكتب : هل طلب أوباما ‘مصر الانقلاب’ في ‘بيت الطاعة’؟

القدس العربي

‘زواج البنات سُترة’.. هكذا قالوا في الأمثال، والآن يمكنني أن أنام مطمئناً بعد أن علمنا أن مصر تسترت، زواجا شرعيا على كتاب الله وسنة رسوله، وعلى مذهب الإمام أبي حنيفة النعمان. وهو المذهب المصري الرسمي المعتمد في الأحوال الشخصية. وكنت قلقاً عليها منذ أن كتب عبد الرحمن الأبنودي وصفاً لحالتها: ‘وبلدنا على الترعة بتغسل شعرها’. ولم يكن التلفزيون المصري قد أذاع الإعلان الشهير لوزارة الصحة الذي ينصح بأن نعطي ظهورنا للترعة، خوفاً من البلهارسيا. ومن لا يعرفون ربة الصون والعفاف، لا يعرفون عنها أنها ملتزمة وتسمع الكلام!
وزير خارجية الانقلاب نبيل فهمي، كعبد كل على مولاه أينما يوجهه لا يأتي بخير، وليس هو وحده فمولاه نفسه ما أن يفتح فمه، حتى يرتكب من الفضائح ما يكفي لتجريس قارة، لذلك فهو ‘المرشح الغائب’، الذي لا نشاهد سوى صوره في لقاءات مع وفود المؤيدين، التي تذهب إليه حيث يوجد. فالمرشح الضرورة بحسب وصف محمد حسنين هيكل للميس الحديدي يخاف من الجماهير، مع أنهم صوروا شعبيته على أنها عابرة للحدود. ومؤخراً تم الإعلان عن أنه اختص نصف دستة من الإعلاميين بمقابلة تلفزيونية، ومن بينهم إبراهيم عيسى ولميس الحديدي، وسيتم بث المقابلة على ست قنوات فضائية. وبالرغم من أن محاوريه من الموالاة، والأسئلة متفق عليها سلفاً وكذلك الإجابات إلا أنه تم رفض فكرة البث المباشر، والاتفاق على أن يكون اللقاء مسجلاً، لستر العورات، التي تتبدى للناظرين في كل مرة بعد أعمال المونتاج والقص واللزق، فلا يغني حذر من قدر!
فالفضيحة قدر جماعة الانقلاب تلازمهم في كل حركاتهم وسكناتهم. وظني أن وزير خارجية الانقلاب، وهو يرتكب فضيحة الزواج الشرعي من واشنطن، لم يكن يظن أن الكلام يمكن أن يصل إلينا. لسوء تقدير الانقلابيين للأمور.
جماعة الانقلاب ‘دقة قديمة’، وهم من ‘الزواحف من الرجال’، وهذا وصف مشتق من ‘القواعد من النساء’. انظر كيف أن فيلسوف الانقلاب وعرابه هو محمد حسنين هيكل الذي جاء للدنيا قبل ‘فحت البحر’، وشق الترع والمصارف، وظل طوال الوقت يتصرف على ذات القواعد التي كانت حاكمة في زمانه. وعلى أيامه كان هناك خطاب موجه للخارج، لا يعلم به الناس في الداخل، وآخر للداخل لا يكترث به جماعة الخارج. ولنا أن نعلم أن ما ذكره وزير خارجية الانقلاب كان لإذاعة أمريكية، وربما قال وهو يتحدث، وهل هناك أحد لا يزال يستمع للإذاعات في زمن التلفزيون ‘الملون’؟!
وبالتالي فظني أن كلام نبيل فهمي كان موجها في الأصل والفصل لدوائر صنع القرار في واشنطن، وللأجهزة الاستخباراتية، ولم يعلم أنه يمكن أن ينتشر على هذا النحو، ليصل إلينا، لأنه لم يصله نبأ أن العالم صار قرية صغيرة. وهذا الجهل هو المبرر لأن دبلوماسياً محترفاً يسقط هذه السقطة!
تجربة هيكل
هيكل كانت له تجربة أليمة مع الخطاب المزدوج، في كتابه عن حرب الخليج الثانية، وقد كشف الراحل محمد جلال كشك، في عدة مقالات بمجلة ‘أكتوبر’ المصرية، ومن النوع طويل التيلة، كالتي تطالعونها لي الآن. الاختلاف بين الوارد في الطبعة الأجنبية والعربية من الكتاب، ليس في حدود التحليل، ولكن الاختلاف كان في المعلومات والرسالة أيضاً.
لم يرد هيكل ولم يصد، لكن ربما رأيه أن ما حدث معه هو استثناء، سببه أن الكاتب الذي ضبطه متلبساً بذلك، يعيش في بريطانيا، وأنه متربص به. ثم إن جلال كشك وجد مساحة في مصر للكتابة. والإعلام في المحروسة الآن تم تأميمه لصالح الانقلاب، ولم يستنكر هيكل ذلك، لأنه هو من تغزل في تأميم الصحافة على يد ضباط الجيش عقب حركتهم المباركة في سنة 1952، ووصف قرارات التأميم، بقرارات ‘تنظيم الصحافة’، وباعتبار أن الصحافة نبت عشوائي، وأن ما حدث هو تنظيم لها.. هل هناك من يكره التنظيم؟!
فات القوم، أن النشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي سيخترق عمليات التأميم التي فرضها العسكر على الإعلام، فصار إعلام الرأي الواحد، والصورة الواحدة، والخبر الواحد ولو كان كاذباً.
ربما لم يستمع مهتم منا لمقابلة وزير خارجية الانقلاب في الإذاعة الأمريكية، لكن الفضيحة وقفنا عليها من خلال نشر كلام الوزير على موقع الإذاعة ومنها وصل لمواقع التواصل الاجتماعي ليمثل فضيحة يتغنى بها الركبان!
جيل قادة الانقلاب ينظرون للراديو على أن زمانه قد ولى، لكن المستبدين يعملون له حساباً، ويكفي أن نعلم أنه في عهد مبارك وعندما تم السماح قانوناً بتملك الناس للقنوات التلفزيونية، فان الحظر ظل قائما فيما يختص بالإذاعات، وكان غالبا يتم ضرب عدد المستمعين للراديو في عدد مستخدمي ‘التاكسي’، وكانت المفاجأة ذات حصر أنهم بالملايين!
لكن الإذاعة الأمريكية ليست هي ‘بي بي سي’، أو ‘ صوت أميركا’، عندما كان المصريون يضعون أذانهم على جهاز ‘الترانزستور’ ليستمعوا إلى أخبار بلدهم في نشرات أخبارها!
حل الشعر والمشي البطال
لقد ظن وزير خارجية الانقلاب أن الدار أمان، فذهب إلى الإذاعة العامة الوطنية في أمريكا وتحدث عن العلاقة التي تربط واشنطن ومصر وإذا بها شرعية والحمد لله، وليست نزوة لليلة واحدة. كما أنها ليست زواج متعة الذي يحله الشيعة ويحرمه أهل السنة والجماعة. والأخير زواج منفصل يجوز له أن يتصل. ولكن ما أطربني حقاً أن مصرهم، وليست مصرنا، تزوجت واشنطن عند المأذون، زواجاً مستمراً. وسر طربي أن ‘مصر الانقلاب’ تسترت، بعد مرحلة مشت فيها على حل شعرها. ولغير المصريين أن ‘حل الشعر’ في تراث الأجداد مرتبط بممارسة الأعمال المنافية للآداب.
‘مصر الانقلاب’، التي يتحدث عنها نبيل فهمي، أنهت مرحلة ‘ المشي البطال’، وهي التي ذهبت إلى بوتين، حيث يقيم وقالت له: ‘هيت لك’، والآن هي ‘تستت’ وصارت واحدة ‘ست’، وانتقلت من مرحلة ‘الآنسة’ إلى مرحلة ‘المدام’. وربما هي ‘مدام’ منذ 3 يوليو، وأنها كانت في حكم الزوجة الناشز الى أن طلبها أوباما في ‘بيت الطاعة’.
ولغير المصريين أقول: ان قانون الأحوال الشخصية يعطي الزوج الحق في أن يطلب الزوجة في بيت الزوجية ‘الطاعة’، إن هي غادرته، شريطة أن تتوافر فيه الشروط التي ترتفع به ليكون بيتاً للطاعة. واعتقد أن البيت الأبيض تتوافر فيه أركان ‘بيت الطاعة’ قانوناً.
لقد صرخ عمرو أديب في برنامجه وهو يطالب بإقالة وزير الخارجية ‘فكل ما عملناه من 30 يونيه انهار’. وعندما قرأت ‘أنهار’ ظننت أن ‘مصر الانقلاب’ أسموها ‘أنهار’.. ‘أنهار بنت أبيها’، قبل أن أكتشف أنه يقصد ‘انهار’ من ‘الانهيار العظيم’.
فقد قدموا انقلابهم على أنه نقطة فاصلة في تاريخ المنطقة لأنه أنهى الهيمنة الأمريكية التي تكرست في عهد الدكتور مرسي، وصارت مصر على يد السيسي أكثر استقلالاً، وصور لنا إعلام الغبراء أن أوباما لا ينام الليل لان عبد الفتاح السيسي أخرج مصر من بيت الطاعة الأمريكي. وكيف أن لمبات الإنذار المبكر عملت في الكنيست عندما ظهر على المسرح الضاحك جماعة الانقلاب في 3 يوليو/تموز الماضي.
تذكرون، كيف أن إعلام الثورة المضادة، أكد أن شقيق أوباما ينتمي للإخوان، وفي تطور مفاجئ تبين أن أوباما نفسه ‘خلايا اخوانية نائمة’، وبالتالي فان قرار السيسي بالإطاحة بمرسي، مثل ضربة عنيفة لأوباما ولعائلته على القفا!
عمرو أديب وهو يقول إن كل ما فعلوه ‘انهار’، كان كاشفاً عن حال جماعة الانقلاب الذين يكذبون ومن كثرة الكذب يصدقون أنفسهم. وهم في حالتنا ظنوا أنهم نجحوا في الضحك على الشعب المصري ودفعه لأن يصدق أن السيسي ضد الإرادة الأمريكية. وبالتالي فان تصريحات نبيل فهمي عن ‘زواج عتريس من فؤادة’، انطلى على المصريين، فصدقوا أن عبد الفتاح في اليوم الأول لدخوله القصر الرئاسي سيوقع قرار الحرب على واشنطن.
لغة العواطف
في الواقع أن حديث فهمي لم يخرج عن الإطار السياسي لمرحلة الانقلاب. ولغة العواطف هي عنوان المرحلة. وفي عهد السيسي هناك كاتبة بدلاً من أن تعلن تأييدها له لرؤيته السياسية الثاقبة، كتبت عن حالة الوله التي انتابتها وكأنه ‘اميتاب باتشان’، ولهذا طلبت منه ان يقبلها جارية في البلاط. وكاتب جاء عنوان ما كتب ‘مصر للسيسي: زوجتك نفسي’. ورئيس الوزراء وفي مؤتمر دافواس قال إن السيسي معشوق النساء في مصر. فنبيل فهمي بما قال لم يغادر أحاسيس ‘كازينو الشجرة’. ويحسب له أنه تكلم في العلاقات الحلال فالحاصل هو زواج شرعي وليس نزوة ليلة واحدة.
إن مثل نبيل فهمي كمثل عبد الفتاح السيسي الذي يعرب عن حبه العذري لواشنطن عبر إعلامها، ظنا منه أن كلامه لن يصل للمصريين، تماماً كما فعلها الدكتور محمد البرادعي من قبل وفضح نفسه بكلامه لصحيفة أجنبية عقب الانقلاب العسكري مباشرة، من أنه ظل ستة شهور يقنع الغرب بقبول فكرة إسقاط الرئيس المنتخب!
إنها أزمة جيل، يسمي تويتر ‘طنيطر’، ولا يريد أن يصدق أن العالم صار قرية صغيرة.. أصغر من القرية الذكية.
صحافي من مصر

فيديو .. علاء عبد الفتاح : كل من يصوت للسيسي فهو يصوت علي قتل اولاده

05 مايو 2014

فيديو .. سيد أمين فى كلمة الى موقع "رصد" بشأن انتهاكات سلطة الانقلاب ضد الصحافة

تقرير إسرائيلي يتوقع إطاحة الجيش بالسيسي

الامة

التحدي الاكبر لرئيس مصر القادم هو الاقتصاد بهذا العنوان كتب المحلل الاسرائيلي دورون باسكين تقريره حول مستقبل السيسي المنتظر لعرش مصر ، وتوقع التقرير تخلي الجيش عن الجنرال اذا اراد الاخير الاستعانة بقدرات الجيش الاقتصادية واضعافها من اجل تمويل مشروعاته.
استند التقرير الاسرائيلي الذي نشرته صحيفة يديعوت احرونوت قبل ايام على موقعها الالكتروني على وقائع ومعطيات وتوصيف للحالة المصرية منها أن اكثر من نصف الشعب المصري في عداد الفقراء، و25 % نسبة البطالة بين الشباب وهم الفئة التي قامت بالثورة من اجل التغيير ونداءات العيش والحرية والكرامة الانسانية،أضف الى ذلك نسبة تضخم تتجاوز 10% . 
يضيف باسكين "ومن اجل التحرك نحو تغيير حقيقي سيكون السيسي مضطرا "لقلب الطاولة" باتخاذ خطوات مؤلمة للشعب لزيادة معدل التنمية ووقف نزيف القطاع العام المتدهور. وسيقابله في سبيل هذا الهدف عقبات كبيرة." 
ويتابع "ربما فرح المصريون باعلان السيسي ترشحه رسميا، واذا لم يحدث شيئا ما فإنه سيكون رئيس مصر القادم وعندها سيكون مضطرا للاستجابة لاحتياجات 85 مليون مواطن مصري".
وفيما يتعلق بدعم الجيش للجنرال يقول التقرير: "ان تدخل الجيش اقتصاديا لصالح السيسي محل شك " 
ويتابع " ربما كان من اهم جوانب القوة في الدفع بالسيسي للرئاسة هي مقولة " ان الجيش المصري سيقف خلفه" فبجانب الدعم السياسي له هناك دور اقتصادي كبير وميزانية كبيرة لاتزال "في المغارة ". 
يضيف "ان ميزانية الجيش المصري غير قابله للتداول او المناقشة بالبرلمان، وكذلك فإن الحديث عن موارده يعد من المحرمات، لكن المعلوم للجميع هو انخراط الجيش تقريبا بكافة الأنشطة الاقتصادية بدءا من انشاء الطرق ومرورا بصناعة الخبز. ووفقا للتقديرات فإن نصيب الجيش من حجم الاقتصاد المصري يتراوح مابين 1 الى 40 بالمائة من اجمالي الناتج المحلي" .
ويتسائل باسكين "هل تدعم المؤسسة العسكرية خطوات السيسي على حساب قوتها الاقتصادية؟ " ويجيب:"من شأن هذا الامر اضعاف قدرات الجيش المالية وهو ما يفتح المجال لقوى السوق بأخذ مواقعه . يذكر ان من أحد المزاعم التي قيلت في رفض المؤسسة العسكرية لمشروع توريث نجل مبارك للحكم بمصر هو خشيتهم على الجيش من تصرفات جمال مبارك وسياساته الاصلاحية التي قد تأتي على حساب قدرات الجيش الاقتصادية ".
ويختتم المحلل الاسرائيلي تقريره بالقول :" في النهاية، وبعدما تتلاشى الفرحة بالسيسي، سيكون هو مضطرا للتعامل مع المشكلة الأكثر صعوبة : كيف يمكن اخراج عجلة الاقتصاد المصري من الوحل الذي تقبع فيه. فحقيقة أن السيسي يأتي من صفوف الجيش لا يضمن له شيكا على بياض. وقد أظهرالشعب المصري ان صبره قصير وعلى السيسي أن يسلم البضاعة ويقبض الثمن وبسرعة ".

فيديو .. ضابط مستقيل : الشرطة ارتكبت مجازر غير مبررة فى رابعة والنهضة والتحرير

رائعة نزار قبانى : السيرة الذاتية لسياف عربي ..!


أيها الناس: 
لقد أصبحت سلطانا عليكم 
فاكسروا أصنامكم بعد ضلال ، واعبدونى... 
إننى لا أتجلى دائما.. 
فاجلسوا فوق رصيف الصبر، حتى تبصرونى 
اتركوا أطفالكم من غير خبز 
واتركوا نسوانكم من غير بعل .. واتبعونى 
إحمدوا الله على نعمته 
فلقد أرسلنى كى أكتب التاريخ، 
والتاريخ لا يكتب دونى 
إننى يوسف فى الحسن 
ولم يخلق الخالق شعرا مكوياً مثل شعرى 
وجبينا نبويا كجبينى 
وعيونى غابة من شجر الزيتون واللوز 
فصلوا دائما كى يحفظ الله عيونى 
أيها الناس: 
أنا مجنون ليلى 
فابعثوا زوجاتكم يحملن منى.. 
وابعثوا أزواجكم كى يشكرونى 
شرف أن تأكلوا حنطة جسمى 
شرف أن تقطفوا لوزى وتينى 
شرف أن تشبهونى.. 
فأنا حادثة ما حدثت 
منذ آلاف القرون..

أيها الناس: 
أنا الأول والأعدل، 
والأجمل من بين جميع الحاكمين 
وأنا بدر الدجى، وبياض الياسمين 
وأنا مخترع المشنقة الأولى، وخير المرسلين.. 
كلما فكرت أن أعتزل السلطة، ينهانى ضميرى 
من ترى يحكم بعدى هؤلاء الطيبين؟ 
من سيشفى بعدى الأعرج، والأبرص، والأعمى.. 
ومن يحيى عظام الميتين؟ 
من ترى يخرج من معطفه ضوء القمر؟ 
من ترى يرسل للناس المطر؟ 
من ترى يجلدهم تسعين جلدة؟ 
من ترى يصلبهم فوق الشجر؟ 
من ترى يرغمهم أن يعيشوا كالبقر؟ 
ويموتوا كالبقر؟ 
كلما فكرت أن أتركهم 
فاضت دموعى كغمامة.. 
وتوكلت علىلا الله ... 
وقررت أن أركب الشعب.. 
من الآن.. الى يوم القيامه.. 


أيها الناس: 
أنا أملككم 
كما أملك خيلى .. وعبيدى 
وأنا أمشى عليكم مثلما أمشى على سجاد قصرى 
فاسجدوا لى فى قيامى 
واسجدوا لى فى قعودى 
أولم أعثر عليكم ذات يوم 
بين أوراق جدودى ؟؟ 
حاذروا أن تقرأوا أى كتاب 
فأنا أقرأ عنكم.. 
حاذروا أن تكتبوا أى خطاب 
فأنا أكتب عنكم.. 
حاذروا أن تسمعوا فيروز بالسر 
فإنى بنواياكم عليم 
حاذروا أن تدخلوا القبر بلا إذنى 
فهذا عندنا إثم عظيم 
والزموا الصمت، إذا كلمتكم 
فكلامى هو قرآن كريم.. 

أيها الناس: 
أنا مهديكم ، فانتظرونى 
ودمى ينبض فى قلب الدوالى، فاشربونى 
أوقفوا كل الأناشيد التى ينشدها الأطفال 
فى حب الوطن 
فأنا صرت الوطنه. 
إننى الواحد، والخالد ما بين جميع الكائنات 
وأنا المخزون فى ذاكرة التفاح، والناى، 
وزرق الأغنيات 
إرفعوا فوق الميادين تصاويرى 
وغطونى بغيم الكلمات 
واخطبوا لى أصغر الزوجات سناً.. 
فأنا لست أشيخ.. 
جسدى ليس يشيخ.. 
وسجونى لا تشيخ.. 
وجهاز القمع فى مملكتى ليس يشيخ.. 
أيها الناس: 
أنا الحجاج إن أنزع قناعى تعرفونى 
وأنا جنكيز خان جئتكم.. 
بحرابى .. وكلابى.. سوجونى 
لاتضيقوا - أيها الناس - ببطشى 
فأنا أقتل كى لاتقتلونى.... 
وأنا أشنق كى لا تشنقونى.. 
وأنا أدفنكم فى ذلك القبر الجماعى 
لكيلا تدفونى.. 

أيها الناس : 
اشتروا لى صحفا تكتب عنى 
إنها معروضة مثل البغايا فى الشوارع 
إشتروا لى ورقا أخضر مصقولاً كأشعاب الربيع 
ومدادا .. ومطابع 
كل شىء يشترى فى عصرنا .. حتى الأصابع.. 
إشتروا فاكهة الفكر .. وخلوها أمامى 
واطبخوا لى شاعرا، 
واجعلوه، بين أطباق طعامى.. 
أنا أمى.. وعندى عقدة مما يقول الشعراء 
فاشتروا لى شعراء يتغنون بحسنى.. 
واجعلونى نجم كل الأغلفة 
فنجوم الرقص والمسرح ليسوا أبدا أجمل منى 
فأنا، بالعملة الصعبة، أشرى ما أريد 
أشترى ديوان بشار بن برد 
وشفاه المتنبى، وأناشيد لبيد.. 
فالملايين التى فى بيت مال المسلمين 
هى ميراث قديم لأبى 
فخذوا من ذهبى 
واكتبوا فى أمهات الكتب 
أن عصرى عصر هارون الرشيد... 

يا جماهير بلادى: 
ياجماهير العشوب العربية 
إننى روح نقى جاء كى يغسلكم من غبار الجاهلية 
سجلوا صوتى على أشرطة 
إن صوتى أخضر الايقاع كالنافورة الأندلسية 
صورونى باسما مثل الجوكندا 
ووديعا مثل وجه المدلية 
صورونى... 
وأنا أفترس الشعر بأسنانى.. 
وأمتص دماء الأبجدية 
صورونى 
بوقارى وجلالى، 
وعصاى العسكرية 
صورونى.. 
عندما أصطاد وعلا أو غزالا 
صورونى.. 
عندما أحملكم فوق أكتافى لدار الأبدية 
يا جماهير العشوب العربية... 

أيها الناس: 
أنا المسؤول عن أحلامكم إذ تحلمون.. 
وأنا المسؤول عن كل رغيف تأكلون 
وعن العشر الذى - من خلف ظهرى - تقرأون 
فجهاز الأمن فى قصرى يوافينى 
بأخبار العصافير .. وأخبار السنابل 
ويوافينى بما يحدث فى بطن الحوامل 
أيها الناس: أنا سجانكم 
وأنا مسجونكم.. فلتعذرونى 
إننى المنفى فى داخل قصرى 
لا أرى شمسا، ولا نجما، ولا زهرة دفلى 
منذ أن جئت الى السلطة طفلا 
ورجال السيرك يلتفون حولى 
واحد ينفخ ناياً.. 
واحد يضرب طبلا 
واحد يمسح جوخاً .. واحد يمسح نعلا.. 
منذ أن جئت الى السلطة طفلا.. 
لم يقل لى مستشار القصر (كلا) 
لم يقل لى وزرائى أبدا لفظة (كلا) 
لم يقل لى سفرائى أبدا فى الوجه (كلا) 
لم تقل إحدى نسائى فى سرير الحب (كلا) 
إنهم قد علمونى أن أرى نفسى إلها 
وأرى الشعب من الشرفة رملا.. 
فاعذرونى إن تحولت لهولاكو جديد 
أنا لم أقتل لوجه القتل يوما.. 
إنما أقتلكم .. كى أتسلى..

صحيفة إيطالية: الإعلام أكبر كذبة في حياة المصريين

اعتبرت صحيفة «لاريبوبليكا» الإيطالية، إن اﻹعلام المصري يمثِّل أكبر كذبة في حياة المصريين، في هذه الآونة.
وعلَّلت الصحيفة تقييم للإعلام المصري استنادًا إلى محاولة الإعلام تضليل المواطن، من خلال عدم عرض كافة الحقائق على شاشات التليفزيون المختلفة، فيما يقتصر على عرض اتجاهاته على حساب المواطن.
وذكر تقرير للصحيفة: «الإعلام المصري تسيطر عليه حالة من الانحياز التام للسلطة والحكومة تعرض جميع ما يؤيدها سواء كان من خلال الضيوف أو اﻷخبار المختلفة، أي أنه غير محايد، ولم يكتفِ بذلك إلا أنه أصبح لا يعرض المظاهرات المضادة للتيار الحالي الذي يحكم البلاد معتبرين ذلك الصالح للبلاد على الرغم من أنه من المفترض أن يتم عرض تلك المظاهرات وتعريف المواطن التيار المضاد مثلما كان يحدث في عهد الرئيس السابق محمد مرسي».
وأضاف: «هناك خطورة بالغة من السير غير المحايد الذي يسير فيه اﻹعلام، لأن ذلك سيجعل المواطن لا يثق في الإعلام ويعتبره لسان الدولة وليس همزة وصل بينه وبيت الجهات المسئولة، خاصة وأن مصر تستعد لبدء الانتخابات الرئاسية»
وتابع: «الدولة الديمقراطية تتكون من إعلامها الديمقراطي وحكومتها التي تسعى ﻹشراك المواطن في قراراتها حتى وإن كانت على خطأ فهي تعطي للمواطن حق الحرية في التعبير، وهذا عكس ما تعيشه مصر تمامًا، حيث أصبح التعتيم هو اللغة السائدة بين وسائل اﻹعلام إلى جانب أن الرأي اﻵخر أصبح مكروهًا ما يعكس صورة الدولة والسلطة الديكتاتورية التي تحكم البلاد».