ما آن للراكب البغيض أن ينزل ..!!
ما آن للآعلام المصرى ان يتحرر من قيود التجارة ..؟!
فمنذ أن درست ومارست فن الآعلام الصحفى ، وانا اعيش فى دوامة وتيه وحزن شديدين على حال الكلمة وصناعها ..!
مما دعانى إلى التحدى الكبير ، بينى وبين ضميرى الذى راح ينحاز للحقيقة التى اغتيلت بأقلام السادة الكتاب والصحفيين فى مصر ..!
كنت أظن والظن أكذب الحديث وأصدقه فى آن واحد ، أن الأعلام المصرى سوف يتحرر مع بذوغ عالم الفضائيات ، بعد ان كوانا الآعلام الحكومى ، الذى كان ومازال يغنى للسلطة والنظام البائد والحالى ، مات الملك يحيا الملك عاش الملك طظ فى الملك وكمل جميلك يا سيسى .. !
توقعت وانا فى عز صبايا المهنى أن الأعلاميين المصريين سوف يلتقطون العدوى من اللآعلام الحر الصادق ، فسافر من سافر إلى لندن وباريس وطنى الحرية ، ومنهم من راح يغادر اوطانا جديدة بحثا عن الحقيقة والصدق انهم عادوا أسوأ مما كانوا اللهم الا " معتز الدمرداشى " والسبب يرجع إلى نشأته وبيئته التى تربى فيها فأباه مخرج وممثل غنى وهو " نور الدمرداشى " وامه فنانة مهمة وهى " كريمه مختار " وأقول ان اباه غنى من كثرة الآعمال الفنية التى جلبت له المكسب والشهرة ، مما دفعه إلى ان يلحق ابنه بالعمل إلى السى بى سى الأوسع انتشارا فى العالم ..فهو ليس محتاج إلى المكسب المادى بل إلى المعنوى ، بعكس الآخرون من السادة الصحفيين اللذين انتقلوا إلى العمل بالقنوات الفضائية بحثا عن المال لا عن النهوض بالآعلام المصرى السخيف .!
ان الحديث عن ازمة الاعلام وقذارة النفوس الاعلامية يدفعنى إلى ان أدق ناقوس الخطر من جديد " كلاكيت الف مرة " .. فى طن بحجم مصر وتاريخها .. فمصر التى عرفت الآعلام من عدة ألاف سنة اليوم هى أرخص دولة اعلاميا والسبب يرجع إلى أتجاه الآعلاميين والصحفيين إلى الشهرة والكسب المادى ولن يتآتى هذا المكسب الا بمسح جوخ السلطان والسلطة وتنفيذ ما يملى عليهم وزيادة .. !
والذى دعانى إلى فتح ملفات الآعلامين والصحفيين بعد ان اغلقته بالضبة والمفتاح لكثرة البلاغات التى قدمت ضدى من صحفيين كثر على رأسهم نقيب الصحفيين الآسبق " مكرم محمد أحمد " ومصطفى بكرى وياسر بركات ومفيد فوزى ومحمود بكرى وآخرون بعدد شعر رأسى حتى بلغت الآحكام القضائية ضدى " 100 سنة سجن " وغرامات تجاوزت المليون جنيه فلم استطيع ان ادفع الكثير فدفعت مااملك وما يملك بيتى والصغار حتى اثاث المنزل قمت بيعه لآسدد الغرامات ، عشت فى فقر وضنك ومهانة وذل فى مقابل الدفاع عن الآعلام والصحافة فى محاولة فاشلة منى لتطهير جسد الصحافة ..!
وتعاهدت مع نفسى وامام اولادى اللذين عانوا الآمرين لسنوات ان لا افتح هذا الملف القذر مرة آخرى ، إيمانا منى بأن الآعلام والصحافة فى مصر لن يتتهرا ولو بالطبل البلدى .!
لكنى اعود اليوم من جديد دون ارادتى خوفا على هذا الوطن الذى راح يتراجع أكثر فأكثر فأكثر .. راح يصعد إلى الهاوية ، غارقا فى ويلات الوحل ، حتى بات الآعلام والآعلاميين شريك رئيسى فى الفساد ، بل هم آصل الفساد دون مبالغة ..!
فالترويج إلى سلعة الكذب بالروح ، وبالدم ، وبالمال وبكل الآدوات عمال على بطال يعطى دلالة واضحة واكيدة ان الآعلاميين فى مصر مصرين على ان لا يدافعون عن الحق والحقيقة بل عن أنفسهم ومصالحهم الخاصة ، فباتت الكلمة تجارة ودعارة وسخط .. فكل مقدم برنامج يلهث وراء نيل رضا رأس المال والسلطة المفسدة .. راح ينفذ الآوامر وعلى الهواء مباشرة كل صباح ومساء فى إنحياز أعمى
لا يخدم وطن بحجم مصر بل يهدمه عن قصد .!
والآستاذ المحترم " وائل الآبراشى " يعد نموذجا لهذا المجرم الذى يبيح قتل الحقيقة ويهلل ويطبل ويسير فى الذفة ، حاملا المباخر ، املا منه إلى الوصول إلى مبتغاه ، إلى الهدف المنشود ، وهو ان يبقى فى مكانه ولا يغلق بوقه ويبقى فى مآمن وحتى لا تطوله عصا موسى ..!
انا لا اتجنى عليه بل أبدا ، فلست صاحب مصلحة شخصية وارفض ان اكون عصا الآخرين التى تضرب العباد ..!!
بل كنت فى يوما ما احترم هذا " الأبراشى " حتى خاب ظنى ..!!
فالآستاذ بعد قيام الثورة كان يهلل للمجلس العسكرى ويطبل له ولا يكف عن ذكر أسم المخلوع " الرئيس مبارك " ويتعمد فى وصفه بألفاظ السفاح الدموى ، وقاتل المصريين وقاتل الثوار ، وهادم الآوطان ، والعميل الصهيونى الذى صدر الغاز لأسرائيل والخ الخ الخ إلى آخر الفهرس اللغوى .. كان كعادته دوما يقوم بتهيج وتقليب الرأى العام المصرى والعربى والدولى والقضاء على مبارك وعصابته .. ويتعمد ان يستضيف أسر الشهداء قبل موعد جلسات محاكمة القرن بيوم واثنين واسبوع مكررا الصور والمشاهد الدموية التى تستفز الرأى وتبكى العيون وتحرك المشاعر نحو المصلحة المرادة ، حتى انتصر " الأبراشى " فى حمالاته البغيضة مدفوعة الثمن والهدف شكلا لا مضمونا .!
كان _ الأستاذ _ يخدم جماعة الأخوان المسلمين وهم على رأس السلطة ولم يتوارى ولم يكف أبدا عن التنديد بالدولة البائدة والظلم ، والقتل ، عن عمد ، والتلفيق .!
لم يجرأ الأستاذ المحترم " وائل الأبراشى " على ان يمس الأخوان ولا الرئيس السابق " محمد مرسى " وهم فى سدة الحكم .!
اللهم الا فى بعض الملفات التافهة التى لا تعود عليه بالآذى أو بالخسارة فهو معلم ومحترف دون شك .!
مثله كمثل غيره من أبناء جيله من السادة الآعلاميين بلا استثناء الكل ينفذ أجنة الحاكم والسلطة ومصالحه دون النظر إلى مصالح الوطن والعباد .!
واليوم يسير الأستاذ المحترم " وأئل الآبراشى " على منهجه ، ودربه ، ومقاصده ، بنفس الروح ، و الآدوات ، والعبارات .. !
فحلقة أمس من برنامج " العاشرة مساءا " على قناة دريم التى يملكها رجل الأعمال " أحمد بهجت " المديون للبنوك المصرية بمئات الملاين .. استفذتى تلك الحلقة بحق حتى بثقت على التلفاز واغلقته غضبا ، وقرفا ، وضيقا .!
السيد الآبراشى يخصص حلقة عن آخذ ثأر الصحفى الشهيد أبو ضيف ومحمد السنوسى وآخرون فى مذبحة " الأتحادية " ، يستضيف أسر الشهداء .. تتساقط حبات الدموع من أعين أمهات الشهداء وأقاربهم ، ، موسيقى تصويرية حزينة ملائمة ، تقارير مسجلة تبكى وتهز الكيان الطيب ، يستعين بشاهد عيان لا قلب له ولا ضمير .. يكثر من كلمات الثأر والمحاكمات التى ستطفىء نار أسر الشهداء .. يفعل ، ويفعل ، ويفعل ، غير مؤمنا بحقوقهم المشروعة كشهداء .. بل من آجل تقليب الرأى العام وتحريكه نحو الهدف المقصود .. والاهم هو التآثير على قرار المحكمة وهذا آمر لا يليق ولا يتفق مع ميثاق الشرف الصحفى والآعلامى الذى تعهد به امام زملاءه فى نقابة الصحفيين ..!
بالطبع هذه الآفعال لا تخدم الا _ الأبراشى _ ومصالحة فى منافقة الفريق اول " عبد الفتاح السيسى " والسلطة الحاكمة .. !
واقسم بالله انه بنفس الامكانيات ، و الآدوات ، والعبارات ، والمشاهد بموسيقاها التصويرية وبنفس الآداء المميز سوف تتكرر بعد الآطاحة بالفريق السيسى ، فهو اول من سيطالب بضرورة محاكمته على جرائم عدة من بينها الأنقلاب على الشرعية وقتل المتظاهرين فى رابعة والنهضة وفى كل مكان والآيام بيننا " ولا حول ولا قوة الا بالله " .!!