11 أبريل 2013

رد ساحق وموثق على كل من يتطاول على حقوق العراق رافـــد العـزاوي


تحية طيبة لكل القراء الأعزاء ،،، في هذه الأيام الحزينة، قام المالكي ومن يؤيدهُ ببيع جُزء عــزيز جداً من أرض العراق، إنها أم قصر ،،، ثغر العراق الباسم،،،
لم أستغرب تصرف المالكي ولا تصرفات من يحكم العراق اليوم لأنهم جاؤوا من لا شيء ... وهم في قرارة أنفسهم يعرفون بأن وجودهم مَـرهون بمن جاء بهم الى كراسي الحكم ... ولهذا فهم مجرد أدوات يتم تحريكها حسب ما يرتأي صاحب القرار الرئيسي، ويا ليتهم كانوا أدوات خــير! بل هم أدوات شــــر شديد،،،
فنراهم يتنازلون عن أي شيء في سبيل البقاء على كرسي الحكم الفاسد خاصة اذا لم يكونوا يملكون هذا الشيء ،،، مثل أم قصر .... وهكذا تتناقص مساحة العراق ومن أهم أجزاء العراق!!
المقالة أدناه نشرتها قبل سنتين وبسبب ما يفعله المالكي من بيعٍ لأراضي عراقية أصيلة فسوف أعيد نشر هذه المقالة لكي أؤكد لكل مَن باعــوا أراضي العراق التي ليست لهم بأنهُ سيأتي يوم وتعود فيهِ هذه الحقوق الى أهلها،،، الى مَن يُحب تلك الأراضي ،،، اليوم يتوجب عليَّ أن أقول مبروك لكل مَن سيعيد إنتخاب أحزاب الشر الحاكمة في عراق اليوم،،،
لقد تلاقت اسباب عديدة (وجيهة ومنطقية) للكتاب العراقيين للقيام بغضبة وطنية للدفاع عن العراق الجريح، العراق العظيم الذي أحتلته أقوى دولة بالعالم مسنودة بأرقى التقنيات الحديثة بالاسلحة وبأسلحة دمار شامل تم أستخدامها فعليا على ارض العراق، ولولا هذه القوة الرهيبة، التي سقط أمامها الاتحاد السوفييتي السابق، لما تم إحتلال العراق ولا تم الإنتقاص من أبنائهِ ولا تم بيع أراضيه ...
على كل عراقي شريف أن يقدم كل جهده لتثبيت الحق العراقي بالتراب العراقي!!
هذه المقالة هي عبارة عن معلومات مؤكدة وموثقة من شاهد عيان، حــــي والحمد لله،
عراقي أصيل، شامخ أبت كرامته الا أن يدافع عن وطنه المُثخن بالطعنات ممن يسمون أنفسهم عراقيين،
هذه المقالة ستُسبب إحراجاً كبيرا للعديد من الناس ومن ضمنهم من يحكمون دويلة الكويت اليوم، لأنها تتحدث عن أحداث حقيقية فعلية والشهود الذين عايشوا هذه الأحداث مازالوا يتنفسون ومن ضمنهم أمير الكويت الحالي والذي تحدث وجهاً لوجه مع شاهد العيان العراقي في عام 1988.....!!!
الاساس الذي أريد التأكيد عليه هو: أننا كعراقيين ((شُرفاء)) كل شيء ممكن أن يحدث بيننا، نختلف، نتواجه، نتصادم، لكن أن يمس العراق شيء فهذا ما لن نسكت عنه،
لأول مرة بعد 23 عاما ننفرد بنشر الاسباب والدوافع الحقيقية التي أجبرت (الرئيس صدام حسين) بإتخاذ قرار إستعادة الكويت في عام 1990!!! ومن هي أول جهة إقترحت على الرئيس (صدام حسين) طرد الكويتيين ما بين سفوان والمطلاع بالقوة المسلحة !!!
وكيف تغير الرأي إلى إحتلال الكويت كلها،،،
سأترككم أخواني مع ما كتبه شاهد العيان وسوف أعلق على المعلومات بنهاية المقال:
الكويت

أستعراض تأريخي:
في 19 حزيران 1961، أعُـلنتْ إمارة الكويت دويلتها بدون موافقة الدولة العراقية، مما سبّبَ قيام رئيس وزراء العراق في ذلك الوقت (عبد الكريم قاسم) في تشرين أول 1961 بتحشيد قوة من الجيش العراقي شمال تلول المطلاع بستة كيلومترات لكونها أرض عراقية، وأعلن بأن الكويت قضاء تابع الى لواء البصرة ،،،
إستنجد شيخ إمارة الكويت آنذاك (عبد ألله السالم الصباح) بجامعة الدول العربية و بريطانيا لإرسال قوة لحماية الكويت، وفعلا وصلت وحدات عسكرية من بريطانيا ومصر والسعودية والاردن والسودان وتونس، وإنتشرت مقابل الجيش العراقي وقامت بتسيير الدوريات الآلية العسكرية للفصل بين الجيش العراقي وبين الاراضي الكويتية في تلول المطلاع ،،،
في 8 شباط 1963 حصل الانقلاب على (عـبد الكريم قاسم) وعلى النظام القائم آنذاك، وكانت الكويت أول من قدّمَ التهاني على حدوث الانقلاب نكاية بــ(عـبد الكريم قاسم)،،،
وفي شهر العاشر (تشرين أول) من نفس العام 1963، زارَ العراق وفد من حكومة الكويت لتقديم التهاني بنجاح الانقلاب وكان الوفد يتكون من الشخصيات التالية:
صباح السالم الصباح: ولي العهد ورئيس الوزراء
سعد العبد الله السالم: وزير الداخلية ووزير الخارجية وكالة
السيد خليفة خالد الغنيم: وزير التجارة
السفير عبد الرحمن سالم العتيقي: وكيل وزارة الخارجية
وفي يوم 4 تشرين أول 1963 تم عقد أتفاق بين الحكومتين العراقية (الجديدة) والكويتية، وكان هذا الاتفاق برعاية بريطانية وبأشتراك من جامعة الدول العربية، ونص الاتفاق على الآتي:
يقوم الجانب العراقي بما يلي:
قيام العراق بالاعتراف بدويلة الكويت بحدودها في "المطلاع".
سحب الجيش العراقي من مناطق تحشّدهُ في تلول المطلاع.
أن يعتبر خط الدوريات المُـشتركة [أي آثـــر عجلات الدوريات] هي الحدود بين العراق والكويت.
في المقابل، يقوم الجانب الكويتي بدفع مبلغ قدرهُ ثلاثون مليون دينار كويتي للحكومة العراقية (!!!)،
من المؤكد أنه قد تم تسجيل المبلغ في السجلات المالية الكويتية على أنه (قرض إنمائي للعراق!!!) وكذلك في المؤسسات المالية الدولية،،، وتم استلام المبلغ بدفعتين، كانت الدفعة الثانية منه يوم 10 تشرين أول 1964،
هنا يجب أن نتسائل: اذا كان هذا المبلغ هو (قرض إنمائي) فلماذا لم تـُطالب بهِ الكويت من سنة 1964 لحد يومنا هذا؟!
الجواب: لان ذلك المبلغ كان في الواقع (ثمن) دُفِعَ للثوار نتيجة توقيعهم على الإتفاقية أعلاه الخاصة بالحدود بين البلدين، علماً أن الخزينة العراقية كانت خاوية في ذلك الوقت ..!! وكان المستوى المعاشي للقادة الثوار سيء جداً،،،
الشخصيات من الجانب العراقي اللذين وقعوا الاتفاق كانوا كـُـلَ مِن:
اللواء أحمد حسن البكر: رئيس الوزراء
الفريق الركن صالح مهدي عماش: وزير الدفاع ووزير الخارجية وكالة
الدكتور محمود محمد الحمصي: وزير التجارة
السيد محمد كيارة: وكيل وزارة الخارجية
كانت نتيجة الإتفاق أنه فعلا تم سحب الجيش العراقي إلى قواعدهِ الثابتة،
في آذار 1965، وبعد إطمئنان الكويتين من الحكومة العراقية لإستلامها مبلغ (القرض الإنمائي) !! وإنسحاب قطعات الجيش العراقي الى المعسكرات البعيدة في داخل الأراضي العراقية!! خـــلا الجو للكويتيين، وباشرت الكويت بتسوية آثار خط الدوريات المُشترك (والذي تم الإتفاق عليه) بالقرب من المطلاع وإستحداث خط بديلاً عنهُ وذلك بتسيير عدد كبير من عجلات الشوفرليت البيكب ذهابا وإيابا ما بين الساحل المُطل على (جزيرة بوبيان العراقية) والواقع في منطقة الصابرية وشرقاً بإتجاه منطقة أم المدافع، هذا الخط الجديد يبعد عن خط الدوريات المُشترك الرئيسي بعمق 45 كم داخل الاراضي العراقية وبجبهه 90 كم، وبعملية السطو هذه سيطر الكويتين على بحيرة نفطية عراقية هائلة الحجم أنشأؤا فيها آبار نفطية سموها بحقول الروضتين والصابرية والبحرة و أم العيش وقاموا [وما زالوا] بسحب نفطنا العراقي منها وسيستمرون لأنهُ لا يوجد اليوم من ضمن القادة الجدد للعراق (شخص شريف) قادر على إيقافهم،،،
في أيلول 1967 قامت الكويت بإحتلال مخفر الصامتة الحدودي والمُطل على الخليج العربي وإحتلال جزيرتي وربة وبوبيان العائدة للعراق لتضييق الخناق على تجارة العراق وحرمانه من أن يكون من دول الخليج العربي،،،
وفي شباط 1973 شرع الكويتيين في بناء مخفر (أم نكا) داخل الاراضي العراقية ما بين سفوان وأم قصر، إلا أن الحكومة العراقية بقيادة حزب البعث في ذلك الوقت أجبرتهم على التوقف عند حدهم وعدم إكمال بناء المخفر، وتم توقيع إتفاق بين الطرفين حول هذا الموضوع، حيثُ حصل إعتراف كويتي رسمي بأن مخفر (أم نكا) يقع داخل الاراضي العراقية وذلك بمحضر موقّع من قبل وزيري داخلية البلدين في ذلك الوقت السيد (عــزت أبراهيم الدوري) والشيخ (سعد العبد ألله)،
في شهر أيار 1982، كانت المعارك مع العدو الإيراني على أشدها في مدينة المُحمّرة، وإستغل هذا الظرف (جابر الاحمد الصباح) أمير الكويت في ذلك الوقت وإتصل هاتفياً بـ(الرئيس صدام حسين) مُقترحاً عليهِ زج (اللواء السادس - قوات حدود/ عراقي) في معركة المحمرة والذي كان مُنتشراً مُقابل الحدود العراقية ــ الكويتية، لاسناد إخوانهم في الجيش العراقي !!! مع قيام الكويت بدعم المعركة بالمال والسلاح والعتاد، وقيام القوات الامنية الكويتية بحماية الحدود بدلا عن (اللواء السادس - قوات حدود/ عراقي) (!!!)
وفعلا حصلت موافقة على هذا المقترح (!!!) وصدرَ أمر حركة اللواء إلى الجبهة في المحمرة، وطبعا كان هذا المُقترح (مصيدة) وقعَ فيها (الرئيس صدام حسين)، لأن القوات الكويتية، وبعد مغادرة لواء الحدود العراقي المذكور، قامت بالتقدم داخل الاراضي العراقية بعمق 25 كم وبجبهه طولها 80 كم ما بين مخفر (أم قصر) وبإتجاه (جبل سنام وغرب الجبل) بمسافة 40 كم و قيامهم بإستحداث خط دوريات مشترك جديد، في إصرار شديد على توسيع خارطة الكويت عن طريق قضم الأراضي العراقية! في تصرف يدلل على عقلية قـُـطاع الطرق و السلابة التي تتصف بها العائلة الحاكمة في الكويت!!
في عام 1986 تعرّض (شيخ الكويت جابرالاحمد الصباح) لمحاولة إغتيال كانت بأمر من المخابرات الايرانية ونفذها أعضاء في حزب الدعوة الذي يحكم العراق اليوم!!
وإتصل حينها (شيخ الكويت جابرالاحمد الصباح) بـ(الرئيس صدام حسين) وتوسّل إليهِ لكي يأخذ بثأرهِ!! وتعهّدَ بإستعدادهِ لدعم المعركة بالمال والسلاح وبدون حدود، فقام (الرئيس صدام حسين) بتلبية طلبهِ (وكأننا في مجلس فصل عشائري!!) وأعلنَ معركة (يوم الكويت) حيثُ فـُتحت نيران الاسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة للقوات البرية العراقية على طول جبهات القتال، وتم إستخدام صواريخ أرض-أرض، والطائرات القاصفة وأسلحة القوة البحرية لمدة 24 ساعة!!!!!!
وكان رد فعل الجانب الايراني أقسى منهُ، حيثُ تعرّضت العاصمة الحبيبة بغداد الى العديد من الصواريخ (أرض- أرض) الروسية الصنع مُـتسببة بحالة هلع شديد بين السكان المدنيين، وتكبد الجانبين خسائر بشرية كبيرة بين عسكري ومدني وشهيد ومعوق وجريح وتدمير أغلب المنشآت الحيوية للطرفين كل ذلك من أجل ماذا؟ (عيون جابر الاحمد الصباح)!!!

الدوافع التي لايعرفها (95%) من العراقيين لإحتلال الكويت

في 4 تموز 1988 قام (وزير الداخلية في ذلك الوقت الأستاذ سمير الشيخلي) بتكليف المستشار العسكري للوزارة في ذلك الوقت (المقدم غازي خضر الياس) بمهمة زيارة كافة المخافر الحدودية العراقية (ماعدا إيران) والمُقابلة لسوريا والاردن والسعودية والكويت، لتقديم تقرير مُفصّل عن إحتياجات هذهِ المخافر مع تقرير إستخباري مصوّر ومـُــفصّل عن متغيرات الوضع الحدودي...
في 20 تموز 1988 عادَ المستشار العسكري من مهمتهِ وقدم تقريره للوزير، وكانت المفاجئة الكبرى والصادمة على الحدود الكويتية،
حيثُ تم تقديم صور فوتوغرافية توضّح قيام الجانب الكويتي بإنشاء ساتر ترابي بإرتفاع 4 أمتار ما بين (أم قصر) مرورا (بجبل سنام) وغربا بمسافة 40 كم تقريبا!!!!!!!!!!
كما وأنشأؤا 9 آبار نفطية مائلة خلف الساتر لسرقة وسحب النفط من بحيرة (الرميلة الجنوبية العراقية)، وقيامهم بإكمال بناء مخفر (أم نكا) الذي تم الاتفاق على عدم إكمال بنائه في إتفاقية عام 1973 لكونهِ في الارض العراقية!!! وتم رفع العلم الكويتي عليهِ ويشغلهُ عدداً من شرطة الحدود الكويتية في تصرف لا يصدر الا من قُطاع طرق ولصوص وقحون!!!
كما وقدّمَ المستشار أيضا بعض المعلومات الخطيرة التي تـُشير الى:
"إيقاف الكويت تصدير النفط من آبارها الواقعة في جنوب الكويت من حقول البرقان والمناقيش وأم قدير وعريفجان وأم حجول والوفرة"، وذلك للإحتفاظ بنفطهم كخزين إستراتيجي بعيد المدى، وإعتماد دويلتهم على واردات النفط العراقي (((المسروق من الرميلة))) منذُ عام 1982 ولحد الآن ولا زالوا مستمرين بذلك لكون تدفق النفط في الرميلة العراقية سيستمر إلى ما بعد عام 2085 (!!!)
في 22 تموز 1988، رفعت وزارة الداخلية تقريراً إلى (الرئيس صدام حسين) مُعزّزا بالصور وشفافات الخرائط يوضح ما قامت به الكويت من تجاوزات [سطو]، ولغرض الحد من زحفهم إقترحت الوزارة إستحداث سبعة مخافر حدودية مؤقتة بمحاذات الساتر الكويتي لإيقاف قضمهم للإراضي العراقية مع نقل فوج مشاة من اللواء الاول حدود المكلف بمسك الحدود السورية في قاطع نينوى إلى حدود البصرة لإشغال المخافر المؤقتة وبالسرعة القصوى وإسكانهم بالخيم والكرفانات مقابل الساتر الترابي الكويتي،
وبعد يومين فقط في أي في 24 تموز 1988 حصلت موافقة (الرئيس صدام حسين) على تنفيذ ذلك فورا وحسب الاحداثيات المُقترحة من قبل وزارة الداخلية،،،
وبعد ثلاثة أيام فقط اي في 27 تموز 1988 تم تنفيذ الامر وشُكلت المخافر الحدودية الوقتية في إحداثياتها وأُشغلت من قبل جنود الحدود ونُسّبَ (العقيد الحقوقي هادي حميد الشمري) مديرا لحدود البصرة،،،
وبعد أربعة أيام فقط !!!!!! وفي صباح 31 تموز 1988 حضرَ وزير خارجية الكويت في ذلك الوقت (صباح الاحمد أمير الكويت الحالي) الى بغداد، وقابل (الرئيس صدام حسين) بحضور (وزير الخارجية الاستاذ طارق عزيز)، وقـــدمَ (شكوى الكويت!!!!) حول "قيام الداخلية العراقية ومستشارها العسكري بإستحداث مخافر عراقية داخل الاراضي الكويتية" !!!!! فضحكَ (الرئيس صدام حسين) بإستهزاء بسبب كذبهِ ونذالتهِ وأمر بإجراء لقاء في نفس اليوم بين (صباح الاحمد) ومرافقيه وهم كل من: (العميد محمود القبندي) و(العقيد فالح الحميدي) وبين (وزير الداخلية سمير الشيخلي) ومستشاره العسكري (المقدم غازي خضر الياس) وبحضور (وزير الخارجية الأستاذ طارق عزيز)،
في مساء 31 تموز 1988 حصل أللقاء .. فبعد الترحيب والمديح المتبادل بين الوزراء ... دخلَ الجميع بالموضوع ودارَ الحديث كما يلي:
صباح الاحمد : يوبه أبو سمرة هذا هذا هذا مستشارك العسكري جاب كرفانات وخيم وجنود وحطهم داخل أراضي الكويت !! تقبل؟
سمير الشيخلي: أرجوك إترك هسه مستشاري العسكري ... وأسألك سؤال وأريدك تجاوبني بكل صراحة وصدق؟
صباح الأحمد: تفضل!
سمير الشيخلي : في عام 1973 ألم يتم الاتفاق والتوقيع من قبل (الشيخ سعد العبد الله) و (السيد عزت الدوري) حول عدم قيامكم بإكمال بناء مخفر (أم نكا)؟
صباح الاحمد : نعم تم التوقيع على ذلك لكونه في الاراضي العراقية ولا زالت أساساته فقط!
سمير الشيخلي : إذا لماذا ألآن أكملتم بنائه ورفعتم عليه علمكم ويشغله عدد من شرطة الحدود؟
صباح الاحمد : الذي قال لك أن المخفر تم بناؤه ومشغول ... فهو يكذب عليك !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
حينها ، تغيرت ملامح (وزير الداخلية سمير الشيخلي) وتغيرت بشرة وجههِ من الاسمر الغامق إلى الأحمر القاني وبدى الشرار يخرج من عينيهِ كألأسد الجامح الذي يروم إفتراس ثعلب جبان مكار وكاد أن يقفز عليه .. إلا أنه إستغفر ربه وأجاب على صلافة (صباح الاحمد):
سمير الشيخلي : لم يـُخلق بعد الذي يكذب على سمير الشيخلي، بأم عيناي رأيت المخفر والعلم مرفوع عليه وألله يفكسهما إن كان كلامي هذا كذبا؟
فتملك صباح الاحمد رهبة ورعب من صراخ (وزير الداخلية سمير الشيخلي) بوجهه وتعدّل على كرسيه لكونهِ إنحرف في جلوسه للحظات وقال بصوت خافت كالجبناء الرعاديد
صباح الاحمد : لا يوبه سلامة عيونك أخووي وسوف أتاكد من ذلك، وسوف أهدم المخفر بهاي إيدي بس لا تزعل علينه؟
ثم تدارك خوفهُ وجبنهُ ودعى ضباطهِ بعرض خارطتهم لبيان "التجاوز العراقي المزعوم" الذي حصل على حدودهم !!! فنهضَ الجميع ووقفوا حول منضدة مستديرة تتوسط غرفة الإجتماع، فبسطَ (العميد محمود القبندي) الخارطة وقال للمستشار العسكري لوزارة الداخلية العراقية (المقدم غازي خضر الياس):
أليست هذهِ الرموز المؤشرة على الاحداثيات هي مخافركم الجديدة؟
فدققها المستشار العسكري لوزارة الداخلية العراقية بنظرة سريعة ولاحظ رسم خط الدوريات المشترك شمالها!!! فما كان منه إلا أن أخرجَ قلم تأشير أحمر اللون من ذراعهِ الايسر وقال:
نعم إن جميع الإحداثيات صحيحة، إلا أن خط الدوريات المشترك خطأ
وبدأ يرسم خط الدوريات الصحيح بقلمه الاحمر الذي يبدأ من ساحل الخليج في منطقة كاظمة مرورا بالمطلاع وغربا بإتجاه منطقة الأبرق وقالَ وهو يرسم الخط :
هذا هو خط الدوريات المشترك أيام الزعيم عبد الكريم قاسم ....
فثارت حفيظة صباح الاحمد عند سماعه إسم ألزعيم، وبرعونة وحقد ضربَ بكفهِ وبقوة الخارطة والمنضدة وأفزع جميع الواقفين وقال:
لا إتجيب إسم هذا المنبوش !!!!!
فما كان من المستشار العسكري لوزارة الداخلية العراقية سوى أن أجابه فورا:
ألله يرحمة كان رئيسنا
ثم أدار (صباح الاحمق) ظهره للواقفين وتوجه إلى مقعده وهو يقول :
أنا لا أستطيع أن أتفاهم معكم ...
ثم وجه كلامه إلى (وزير الداخلية سمير الشيخلي) بعد أن جلس الجميع وقال :
إني أدعوك يا أستاذ سمير بالحضور إلى الكويت للتباحث مع وزير الداخلية (الشيخ سالم صباح السالم) لكون المشكلة من إختصاصهِ
في 1 آب 1988 رفع (وزير الداخلية سمير الشيخلي) تقريرا إلى (الرئيس صدام حسين) يتضمن ما جرى في اللقاء من حديث ونقاش وملابسات وبالتفصيل الممل،،،
في 4 آب 1988 حصلت موافقة (الرئيس صدام حسين) على قيام وزير الداخلية بزيارة الكويت مع لجنة عليا إختصاصية لإفهام حكومتهم بضخامة تجاوزاتهم على الاراضي العراقية وسرقتهم لنفط الشعب العراقي من حقول الرميلة الجنوبية، وعلى أن تضم أللجنة كل من:
الاستاذ محمد الحديثي: المستشار القانوني لوزارة الداخلية
العميد طارق عبد لفتة: مدير مكتب وزير الداخلية
العقيد الحقوقي هادي حميد الشمري: مدير حدود البصرة
المقدم غازي خضر الياس: المستشار العسكري لوزارة الداخلية
في 6 آب 1988 وصل الوفد إلى الكويت وجرت في نفس اليوم زيارة بروتوكولية إلى أميرها (جابر الاحمد) و ولي العهد (سعد العبد الله) ولم يتطرق الوفد معهم بالحديث في أي موضوع، وفي المساء كانت هناك دعوة عشاء في دار ومضيف (وزير الداخلية الكويتي سالم صباح السالم) وحضر مع الوفد العراقي سعادة (السفير العراقي الاستاذ عاصم يعقوب) والقنصل (الاستاذ محمود الدفاعي)، ومن الجانب الكويتي 4 من وزرائهم وعدد من مسؤولي دويلتهم مع العديد من قادة وزارة الداخلية
في 7 آب 1988 بدأ الإجتماع من الساعة العاشرة صباحا وحتى التاسعة مساءاً تخللها فترات إستراحة لتناول الطعام ومن أهم ما تمخض عنه الإجتماع هو:
العناد والكذب والدجل والمكر و التهرّب من الاجابة والتمويه !!!!
ومنها عندما قال (الأستاذ سمير الشيخلي): إن احداثيات خط الدوريات المشترك التي أشّرها المستشار العسكري الآن على الخارطة لا تصدقون بها، فأقترح مفاتحة الجامعة العربية لتزويدنا بها من أرشيف وزارات الدفاع في مصر والسعودية والاردن وتونس والسودان، لكونهم تعايشوا في المنطقة وأخرجوا دورياتهم لأكثر من سنتين!
فأجابه (سالم صباح السالم): يا أخي سمير نحن نستطيع أن ندفع لرئيس الجامعة العربية والدول العربية التي ذكرتها 30 مليون دينار كويتي لكل منهم كهدية ليقدموا لنا إحداثيات الخط بالقرب من مدينة البصرة !!! وضحك بصوت عالي وهستيري. [وكان يقصد طبعاً المبلغ الذي تم دفعهُ لثوار 1963 بعد إسقاطهم لنظام حكم عبد الكريم قاسم].
سمير الشيخلي : طيب نذكركم بحادثة لا تنسى وهي عندما إستطاع جندي عراقي بمفرده وببندقيته ألسيمنوف أن يأسر دورية بريطانية تستقل عجلة مدرعة نوع صلاح الدين مع طاقمها المكون من 6 جنود قرب المطلاع وداخل الاراضي العراقية وإحداثيات مكان الأسر مثبت لدينا ولدى أرشيف وزارتي الدفاع والخارجية البريطانية!
سالم صباح السالم : صحيح وأتذكرها ولا ننسى بطولات الجيش العراقي في حروب التحرير في فلسطين ومنعوا سقوط دمشق عام 1973 وهم ألآن حماة البوابة الشرقية للوطن العربي ويحاربون ويضحون بأرواحهم لحماية دول الخليج وووو ... [وتهرب من الجواب على إحداثيات مكان أسر الجنود البريطانيين]!!
هنا تحدث المستشار العسكري لوزارة الداخلية العراقية
المستشار العسكري : معالي الوزير .. الكويت إعترفت بوثائق رسمية وإعلامية وبتصريحات كبار مسؤوليها منذ عام 1961 ولحد الآن بأن (الزعيم عبد الكريم قاسم) قام بتحشيد الجيش العراقي على تلول المطلاع وينوي إحتلال الكويت وجعلها قضاء تابع للواء البصرة ... ولم يُتهم الزعيم من قبلكم أو من قبل أية جهة بأنه دخل في ألأراضي الكويتية ولو مترا واحدا!!!! أي أن الحدود العراقية الكويتية كانت عام 1961 في المطلاع !!! فكيف وصلت الآن إلى شمال المطلاع بـــــــ90 كم؟؟؟؟؟؟
لم يستطع (سالم صباح السالم) من الرد على هذا السؤال المُقنع والمُحرج وتغيرت ملامح وجههِ وتلافى الموقف بنهوضه وتوجيه الدعوة للجميع لتناول طعام الغداء
في 8 آب 1988 قام الوفد العراقي بجولة إستطلاع مع وزير الداخلية الكويتي ومجموعة كبيرة من قادة ومسؤولي وزارته ما بين أم قصر والعبدلي ... وكانت مهزلة المهازل لما تضمنتها من أكاذيب ودجل وخبث ومراوغة وحقد وإمتناعه وبعصبية من التقرّب من الآبار التي تـُشاهد وهي طبعا الآبار النفطية المائلة التي تسرق نفط الرميلة الجنوبي، وأدعى إنها آبار مياه إرتوازية!!! حينها قام (وزير الداخلية سمير الشيخلي) بنعتهِ بكلمات مسموعة لا نستطيع من ذكرها للقراء ولكنها تــُقال في منطقة باب الشيخ والفضل في بغداد عند فقدان الاعصاب!!!!!

المقترح التاريخي القانوني الشرعي الصحيح



يوم 9 آب 1988 عاد الوفد إلى بغداد وتم إعداد تقريرا مفصلاً للـ(الرئيس صدام حسين) عما جرى وبالتفصيل ويوضح تعنّد الجانب الكويتي بالإعتراف بتجاوزاتهم المستمرة على الأراضي العراقية وسرقة نفطه من الرميلة الجنوبي وعدم جدوى ألإجتماعات الدبلوماسية أوالإختصاصية معهم ، وفي نهاية التقرير كان المقترح الآتي:
ألأراضي العراقية المتجاوز عليها ما بين المطلاع وسفوان يجب أن تسترجع بالقوة العسكرية ... أو ما يراه سيادتكم
يوم 20 آب 1988 وجه (الرئيس صدام حسين) شكرهُ وتقديرهُ لرئيس الوفد وأعضاء للجنة على ما قاموا به وقرر الآتي:
تأييد الرأي المقترح والترّيث في الوقت الحاضر
في كانون الأول 1988 طالبت الكويت بتسديد كافة ديونها جراء دعمها للمعركة ما بين العراق وإيران!!!!! مما أثار هذا الطلب غـضب (الرئيس صدام حسين) لكونهُ يعلم أن نصف ميزانية الكويت هي من واردات النفط المسروق من بحيرة الرميلة العراقية،،،
في حزيران 1990 حشّد (الرئيس صدام حسين) بعض الوحدات المدرعة والآلية من قوات الحرس الجمهوري ما بين أم قصر وجبل سنام لغرض طرد الكويتيين من الأراضي العراقية وإبعادهم إلى حدودهم في المطلاع وهذا طبعاً كان رأي اللجنة الإختصاصية التي زارت الكويت في عام 1988،
في 25 تموز 1990، قابلت السفيرة الامريكية في العراق (أبريل كريسبي) (الرئيس صدام حسين) وأبلغها: [بأن العراقيين قرروا أن يبعدوا أولاد عمّهم الكويتيين إلى حدودهم ألأصلية في المطلاع لتجاوزاتهم المتكررة ولسرقتهم نفط الشعب العراقي]!!!! فلم تـُبدي السفيرة أي إعتراض على هذا الموضوع وقالت: [إنه حقكم القانوني وهم عرب إخوانكم و ليس لنا دخل في مثل هذا الموضوع]

القرار التاريخي الخاطئ


في 31 تموز 1990 فشل ألإجتماع الثلاثي في المملكة العربية السعودية وكان الوفد العراقي برئاسة نائب رئيس مجلس قيادة الثورة (عزت الدوري) والكويتي برئاسة ولي العهد الكويتي (سعد العبد الله)، حيثُ قامَ (سعد العبد الله) بشتم وإهانة النساء العراقيات بعد المُشادة الكلامية بينه وبين (عزت الدوري)،
عاد الوفد في نفس اليوم وإجتمع مع (الرئيس صدام حسين) وأبلغوه بما قاله (سعد العبد الله) مما أثار أعصاب وغـضب (الرئيس صدام حسين)، وفي نفس اليوم إجتمع (الرئيس صدام حسين) مع مجموعة من صانعوا القرار السياسي العراقي، ولم يكن فيهم أي عسكري إختصاصي محترف!! وهم كل من (الفريق أول الركن عزت الدوري) بمنصب نائب القائد العام للقوات المسلحة و(الفريق أول الركن علي حسن المجيد) و (الفريق أول الركن حسين كامل) و(الفريق قصي صدام حسين) قائد الحرس الجمهوري، فزادوا الطين بلة و أبدوا إستعداد الحرس الجمهوري المتواجد على الحدود من إحتلال كل الكويت بدلاً من الوصول فقط إلى خط الدوريات المشترك في المطلاع والذي وافقت عليه الحكومة الامريكية بلسان سفيرتها والمعروف دولياً ،،،
إن هذه هي الحقيقة الصادقة، وكان علينا نشرها حيثُ لم تكن هنالك أية جهه دولية ورّطت (الرئيس صدام حسين) بدخول وإحتلال الكويت كما يكررها المحللين السياسيين و غيرهم لكون (الرئيس صدام حسين) في تلك الفترة كان بطلاً قومياً ودولياً بعد نهاية الحرب مع إيرا
نحن نُحمّل المسؤولية الكبرى في إتخاذ قرار إحتلال الكويت على عاتق (سعد العبد الله) أولاً لرعونته في الإجتماع وعلى اللذين إجتمعوا مع الرئيس في 31 تموز 1990 لكونهم يجهلون الثوابت الإستراتيجية والعسكرية والدبلوماسية والإعراف الدولية ثانياً وعلى (الرئيس صدام حسين) لكونهِ إعتمدَ على أقربائهِ فقط وإتخذ قراراً خطيراً وهو في حالة غـضب ثالثاً !!!!!

وأخيرا

نودُ أن نطمئن الشعب العراقي بأن جميع الوثائق والإتفاقات والمحاضر والخرائط وغيرها المتعلقة بالكويت محفوظة الآن في مكان أمين ومصّور في مكان آخر، حيثُ قام إثنان من أبطال وزارة الداخلية السابقين بنقلها خارج الوزارة بعد يوم 10 نيسان 2003 وقبلَ دقائق من وصول الامريكان مع أدلائِهم من ضباط المخابرات الكويتية إليها لغرض حرقها وإتلاف محتواها
ونقول لحكومة الكويت .. أسرعوا في إنشاء ميناء مبارك وجهزوهُ بأحدث المعدات والمكائن والرافعات، لكونهِ في أراضينا ويُمول من واردات نفطنا من الرميلة وسيؤول للعراقيين، ونعاهدكم بأننا سوفَ نبقي على إسمه (مبارك) ولكننا سوف نُــضيف قبلهُ كلمة (رمضان) ليصبح إسمه الكامل ... (((ميناء رمضان مبارك العراقي)))
لقد ولدَ القائد العراقي الشهم وسوف يقودُ الوطن عاجلاً أم آجلاً ولن يحتاج إلى تسليح الجيش العراقي بأسلحة متطورة لاستخدامها ضدكم، بل سوفَ يسمح لأبناء عشائر العراق كلهِ أن يتقدموا سيراً على الاقدام لدحر فلولكم التي تحتل الاراضي العراقية وإرجاعكم إلى حدودكم في المطلاع ، مستخدمين أسلحتهم الشخصية والصيدية فقط والخاصة بصيد الثعالب والارانب لكونكم مكارين وغدارين كالثعالب وجبناء كالارانب
نحن ألآن بإنتظار القائد العراقي الشهم الذي سيستعيد كل الاراضي العراقية المسلوبة
وإن غدا لناظره لقريب ......... ومن ألله التوفيق
المقالة ملحقة بصور توضيحية ملونة للزيارة التي أجرتها لجنة وزارة الداخلية للكويت في 6 آب 1988 وهي كما يلي:
الصورة رقم (1): أثناء دخول اللجنة إلى قصر المؤتمرات للمباشرة بالاجتماع
الصورة رقم (2): وصف ومشاهدة قاعات قصر المؤتمرات
الصورة رقم (3): وزير الداخلية سالم صباح السالم وهو يصف داره من الخارج
الصورة رقم (4): مضيف أو ديوانية دار وزير الداخلية الكويتي
الصورة رقم (5): في الاجتماعات وهم من اليمين:
العقيد الحقوقي (هادي حميد الشمري) مدير حدود البصرة
المقدم (غازي خضر الياس) المستشار العسكري لوزارة الداخلية
الاستاذ (سمير محمد عبد الوهاب الشيخلي) وزير الداخلية
الاستاذ (محمد الحديثي) المستشار القانوني للوزارة
العميد (طارق عبد لفتة) مدير مكتب الوزير
أنتهى حديث شاهد العيان

تعليق الكاتب رافــــد العزاوي:

إخواني القراء، كما أخبرتكم أن هذه المقالة قد نشرتها في 11/8/2011 وكان وقتها في شهر رمضان المبارك؛ أحب أن أقول أنه بعد مرور سنتين من نشر هذه المقالة فأنني أرى أن حقوق العراق يتم بيعها برخص التراب لرموز السلطة الفاسدة الحاكمة في بغداد اليوم، فقد رأينا العديد من الوفود تذهب للكويت، وسمعنا عن العديد من الرشاوي التي دفعها السفير الكويتي في المنطقة الخضراء لشراء مواقف مساندة لأخطر عصابة تسليب عربية على وجه الأرض،،،
إن هذه المعلومات الجديدة التي ظهرت والمدعومة بصور و وثائق و(شاهد عيان) رزقه الله الصحة والعافية، تُعطينا بعض الامور التي يجب أن نقف عندها وكما يلي:
انا كشخص لم يكن مكان عملي قريب من جبهات القتال، ولم اطلع يوما على معلومات بمثل هذه الدقة، لكنني سمعتُ أحاديث قريبة من مثل هذهِ المعلومات من بعض ضباط جيشنا الباسل في الثمانينيات أيام الحرب العراقية الايرانية من اللذين كان مكان عملهم في البصرة الشمّاء، وبالذات من رئيس لجنة ترسيم الحدود العراقية - السعودية، حيثُ أكد هذا الرجل الشجاع أن ترسيم الحدود بين العراق والسعودية لم تحدث به ولا مشكلة واحدة، في حين إن الكويت كانت تُمانع دائماً في موضوع ترسيم الحدود بصورة رسمية!!
انني هنا أود الاشارة الى المهنية العالية والاحتراف الممتاز لرجال وزارة الداخلية في ذلك الوقت ونلاحظ أنه بعد أكتشاف المستشار العسكري للوزارة لهذا التجاوز الرهيب فاننا نرى تسلسل الاحداث الزمني سريع جدا ولا يوجد بين امر وآخر الا ساعات وهنا نحن مُجبرين أن نؤدي تحية الإحترام الى أؤلئك الرجال الرجال اللذين رضعوا حب العراق من أمهاتهم العراقيات الاصيلات.
اذا هناك حقيقة أكيدة بالموضوع وهي: أنه كان هناك لجنة عراقية عـُليا مُـتخصصة في عملها بمعنى أنها مُحترفة، هي التي أوصت الرئيس صدام حسين بأستعادة حق العراق ولكن ليس أحتلال كل الكويت، وهذا إن دل على شيء فأنما يدل على تفهم واضح لكل ما يحيط الموضوع من مُـلابسات دولية أوصلت العراق الى ما فيه اليوم.
من الأمور المُستنطبة من هذه المعلومات إن حكومة الكويت كانت تتآمر على العراق وبأصرار لا أستطيع الا أن أصفهُ بالـ(غــريب واللاطبيعي)! ومنذ وقت طويل جداً !!!!! والا لماذا تفعل الكويت ذلك؟ لقد دافعَ العراق عن عروبة كل الدول العربية وكان السند لكل الدول الخليجية بالذات، فلماذا هذه الدونية والسفالة والأنحطاط من حُكام الكويت؟! اننا نلاحظ إن التحرشات بالحدود العراقية بدأت من قبل سنة 1973 ، والسؤال الذي يطرح نفسهُ: هل من المعقول أنهم يريدون أن يتوسعوا على حساب العراق بمثل هذه الصورة؟! وهل تصوروا إن الحكومة العراقية في ذلك الوقت كانت ستسمح لهم بذلك؟! هناك مثل صيني يقول: [الغبي من يعتقد نفسهُ أذكى الجميع].
أنني متاكد من أن الكويتيين ليسوا الا مجرد دمى يتم أستخدامها حسب الطلب، في مُخطط كبير جدا تم وضعهُ منذ بداية السبعينيات، وبالتالي فقد أصبح احتلال الكويت مجرد (حجة) لدخول القوات الامريكية للمنطقة ومن ثم لاحتلال العراق.
مما يؤيد كلامي هو أختفاء أخبار (السيدة أبريل كلاسبي) السفيرة الامريكية السابقة لدى العراق والتي تم أعطاء لها أوامر بأن تتساهل جدا بموضوع اعادة الكويتيين الى حدود المطلاع، حيثُ تأكد لي أن (السيدة كلاسبي) قد تمت معاقبتها بأنها نزلت الى درجة قنصل وكانت في سنة 2005 تعمل في سفارة الولايات المتحدة في جنوب أفريقيا.
إن هذه المعلومات الجديدة ستطرح أسئلة كثيرة جدا منها:
لماذا لم تكشف القيادة السياسية العراقية هذه الحقائق للشعب؟
لماذا لم يتم طرح هذا الموضوع في مؤتمر القمة العربي في بغداد 1990 وبكل وضوح؟ إن كل ما قاله الرئيس صدام حسين في ذلك الوقت هي عبارة [قطع الاعناق ولا قطع الارزاق]، فأذا كان هناك من فهم هذه الجملة فمن الممكن أنه يوجد الكثيرين ممن لم يفهموها، وكان من الممكن أن يستعين الرئيس صدام حسين بالمغفور له جلالة الملك حسين بن طلال ملك الاردن في مثل هكذا أمر كبير.
لماذا لم تستخدم القيادة السياسية طريق المحاكم الدولية المختصة بمثل هذه المنازعات؟ مثلما حدث في الكثير جدا من بقاع العالم؟ وبهذه الطريقة كانت ستتجنب الدخول في مجابهة عسكرية أوصلتنا الى ما نحن فيه اليوم؟ لانه من خلال كلام شاهد العيان تأكدت من وجود ادلة ثبوتية ملموسة وتاريخية وموجودة في عدة دول عربية وأجنبية تؤكد حق العراق ولهذا فأنه (لــــــو) تم اللجوء الى مثل هذه المحاكم لكنا قد وصلنا الى نتيجة ما في صالح العراق.
إن هذه المعلومات التي كشفها اليوم شاهد العيان اخذت تُـفسّر لي موقف دولة الامارات العربية المتحدة من المشكلة فيما بعد، حيثُ حاول المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أن ينزع فتيل الازمة قبل بدء العمليات في 1991.
هنا أودُّ أن أطرح سؤال مهم جداً: أين كان جهاز المخابرات العراقية في ذلك الوقت؟ لماذا لم يتم تحذير القيادة السياسية العراقية من وجود نيات سيئة لدى حُكام الكويت؟ وللعلم والاطلاع فأن الكويت لم تكن في ذلك الوقت (مُحصنة امنيا) بمعنى إن أختراقها كان سهل جدا! أتمنى أن يُجيبني أحد المسؤولين السابقين في الجهاز حول هذا الموضوع الخطير وسوف أقبل أن لا يعطيني أسمه الحقيقي ولا موقعه في الايام السابقة.
لا ادري ماذا أقول؟
المعلومات صادمة فعلا، وكان من الممكن أن يتم حل الموضوع بصورة تختلف عما حدث ولكن الله شاء وقدر وفعل
وعلى كل حال فانا أؤيد ما وصل اليه شاهد العيان من أن العراق سيستعيد كل هذه الاراضي لان الدنيا (دوارة) وأن غدا لناظره لقريب
قبل أن أختم كلامي أودُّ أن أوجه أطيب وأجمل التحيات الى أبطال وزارة الداخلية اللذين خاطروا بأنفسهم لسحب الوثائق العراقية الخطيرة التي تحتوي المعلومات الخاصة بحقوق العراق التأريخية قبل وصول مجموعة قطاع الطرق من المخابرات الكويتية الى مبنى وزارة الداخلية لحرق تلك الوثائق، فعسى الله أن يجعلها في ميزان حسناتكم ووفقكم الله لكل الخير وأن الشعب العراقي كلهُ مدين لكم أيها الرجال الرجال ،،،
وبعد أن أطلعتم أخواني الاعزاء هذه المعلومات فمن حق شاهد العيان الذي زودني بهذه المعلومات أن أتحدث عنه قليلا:
أنه أسد من أسود العراق
عراقي أصيل أرتوى من مياه دجلة والفرات بحق وحفظ لهذه المياه حقها
عراقي أصيل عمقه وأصالتهُ من عمق الحضارة الكلدانية والآشورية والبابلية والسومرية
هو حفيد لحمواربي ونبوخذ نصر وكلكامش
هو حفيد لكل الحضارات التي علّمت الانسانية كيف تقرأ وتكتب
هو رجل دولة وليس رجل نظام، بمعنى أنه ولائه للعراق والعراق فقط
أنه نخلة عراقية شمّاء يطاول عنقها السماء
حماك الله وحفظك من كل سوء وجعلك ذخرا للعراق العظيم
العراق الذي سيستعيد كل شبر من أراضيه المغتصبة بأذن الله العلي القدير
رافد العزاوي
26/3/2013

فيديو .. الجيش يعلنها نحن مع شرعية الرئيس


الكاتدرائية من الرمز والإبداع إلى الجهل والمولوتوف بقلم: على القماش


من قذف الكاتدرائية بزجاجات المولوتوف ليحرقها قد لا يعرف بجهل وتعصب أنها ليست رمزًا دينيًّا فحسب، بل هى أيضًا شاهد وطني وتحفة معمارية وقيمة ثقافية؛ لذا فإن عقوبته يجب أن تتضاعف أربعة أضعاف وأكثر بحجم الاعتداء على رمز دينى له قدسيته وعلى جزء من تاريخ الوطن له دلالته وعلى قيمة جمالية لها رونقها وعلى ثقافة عالية لها مكانتها.
فالكاتدرائية المرقسية بالعباسية - لمن لا يعرفها - تمثل رمزًا دينيًّا ليس لتواجد رجال الدين المسيحى فحسب، بل أيضًا لأن موقعها يضرب فى جذور التاريخ، فهذا الموقع يرجع إلى القرون الميلادية الأولى، وكان يحمل اسم "دير الخندق"، وهو اسم المنطقة التى كانت خارج منطقة القاهرة، والتسمية فى العصور الوسطى، وكان الموقع يضم 12 كنيسة، وأصبح مقرا أسقفيًّا، ثم مقصدًا للرهبان والزوار، ثم أخذ رويدًا رويدًا فى الاندثار، وتحولت المنطقة إلى مدافن قبطية، إلى أن تم بناء دير الملاك فى الموقع، وبعدها تم تشييد مبنى كلية مار مرقس عام 1948، وكان أول مبنى حديث بالمنطقة، وفى عام 1953 افتتحت القاعة الكبرى لخدمة البحث والتعليم الدينى المسيحى، وفى عام 1965 تم وضع حجر الأساس للكاتدرائية، حيث تم الافتتاح عام 1968، وتوالت الإنشاءات بالموقع، مثل المقر البابوى وغيره من المبانى.
أما عن الشاهد التاريخى والوطنى، ففضلاً عن الدور الوطنى لرجال الدين المسيحى، فإن دلالات وضع حجر الأساس للكاتدرائية تؤكد عظمة هذا الدور، فقد قام بوضع حجر الأساس للكاتدرائية البابا كيرليس والرئيس عبد الناصر، وكانت تربطهما مودة عميقة وعظيمة، وساهمت الدولة فى الإنشاءات بمبلغ 150 ألف جنيه، إلى أن تم الافتتاح بدعوة الإمبراطور هيلاسلاسى إمبراطور إثيوبيا، وهى دعوة لها دلالتها أيضًا، من مكانة أقباط مصر فى إثيوبيا، إلى عمق الترابط الجغرافى والاستراتيجى بدولة إفريقية تشرف على جزء هام من منابع النيل. ولعل تلك العلاقات الطيبة كانت سببًا رئيسيًّا فى عدم وجود نزاعات مثلما يحدث الآن.
أما عن الناحية المعمارية، فلعل من حسن حظى أننى تابعت عن قرب أعمال الترميم والتطوير التى حدثت منذ سنوات، وبالتحديد عام 2008، والتقيت بأحد أبرز المعماريين الذين ساهموا فى المبنى، وهو المهندس ماهر أندراوس، ومن الطريف ما لاحظته من وجود أسماء مهندسين مسلمين عملوا فى ترميم المبنى تماما كما شارك المهندس أندراوس فى أعمال العديد من المساجد، ولعل أعجبها وأشهرها المسجد الكبير بالبحرين، الموجودة صورته على العملة البحرانية فئة الـ 20 دينارًا، وأوضح لى أن المعماريين بداخلهم عناصر مشتركة، وعلينا حسن الاختيار، سواء فى المسجد أو فى الكنيسة، فالعناصر المعمارية كثيرة ومتنوعة وثرية، والتعامل معها مثل الشاعر، فالكلمات موجودة ولكنه يختار أحسنها وأجملها وأكثرها تناسبًا؛ ليصير الإبهار بإبداعه.
أما عن عمارة الكاتدرائية، فالعديد من المبانى به لمسات جمالية رائعة، ولعل من أجملها المركز الثقافى القبطى، وهو دليل على عبقرية المعمارى، حيث تمكن من تحويل أو اعادة تأهيل مبنى للخدمات وهو مبنى شبه مصمت إلى مبنى ثقافى عام بما يتطلبه من تصميم خاص فى إعادة تصميم الفراغات الداخلية والبناء والديكور؛ ليجمع بين ملامح الفن القبطى وملامح العمارة الحديثة فى تناغم مذهل، حتى أطلقوا عليه هرم الحضارة القبطية.
وأيضًا تجد تناغم المعمار مع الزخرفة، بداية من السقف الذى يتوسطه شكل أو فكرة سفينة نوح - كما هو فى كثير من الكنائس - بما تشير إليه السفينة من رمز لإنقاذ البشرية، ويضاف إلى ذلك القطع الفنية الرصينة من الخشب المعشق بوحدتها الزخرفية التى يبدو أنها مستوحاة من حاملى الأيقونات والموجودة أيضًا بالعديد من الكنائس والأديرة، مع جمال توزيع الإضاءة، حيث تم وضع نجف روعى فى تصميمه نماذج المشكاوات والقناديل بما يؤدى الوظيفة العملية وأيضًا الجمالية
أما من الناحية الثقافية فمكتبة الكاتدرائية تعد من أجمل المكتبات المسيحية فى العالم، سواء بما تضمه من تقنيات فنية عالية ووسائط سمعية والبصرية، أو بما تتضمنه من مخطوطات ومراجع وكتب تضارع مكتبات فى حجم مكتبة بودليان بأوكسفورد والرسولية بالفاتيكان والوطنية بالنمسا وباريس ومتحف اللوفر
هذه بعض ملامح الكاتدرائية، والتى تعد من أشهر المبانى المسيحية على مستوى العالم، وهى تستحق أن تكون بين مقررات التدريس لطلاب المدارس - مسلمين ومسيحيين - وتيسير الزيارات، وأعتقد أنهم لو عرفوا بتاريخ المواقع وشعروا بالقيم الجمالية، لخفت حدة التعصب، وجفت جذور التطرف
وأعتقد أن الذى حاول حرق الكاتدرائية هو نفس الجاهل الذى حرق المجمع العلمى، ونفس الفاسد الذى حرق محكمة جنوب القاهرة بما تضمه من قضايا، وهو متعصب أعمى لا دين له فهو الذى سعى لتدمير الأزهر والكاتدرائية، ولكن أبى الهلال والصليب أن يفترقا، وسيظلان باقيين - بإذن الله - ما بقى الوطن.

10 أبريل 2013

حرب دويلات الطوائف العربية بقلم د محمود أبوالوفا


اندلعت فى اليومين الماضيين حربا عربية – عربية فى الفضاء الآلكترونى , بين كاتب قطرى وبعض الناشطين المصريين وقيل ان الذى اطلق شرارة هذه الحرب الضروس هو استهزاء احد مقدمى البرامج النقدية الاستهزائية المصرية - والتى تلبس شكل الفكاهة والتى اضحت من الكثرة والغزارة بمكان فى زمن ما يسمى بالربيع العربى – بدولة قطر العربية بعبارات اقرب الى الاستهانة والتجريح , مما حدا بانبراء الكاتب القطرى بالدفاع عما اثاره مقدم البرنامج بعبارات قاسية وجارحة لمصر والمصريين , وقد تناول المحاربون والمجاهدون فى هذه الحرب اللامقدسة بعضهم بعبارات وألفاظ ومعانى كشفت عورات العرب من المحيط الى الخليج , ولا ادرى ان كان صحيحا - فى زمن الترمل العربى – هل من الحكمة ان يعرض مواطنى دويلات الطوائف العربية سوءاتنا وينكئوا جراحنا فى مهزلة من أبشع مهازلنا التى نصحو كل يوم على العشرات بل المئات منها , بدءا من خيانة الوطن والتنكر للشعب والنكوص عن الثورات وكراهية الاصلاح والمصلحين والتعدى بالقول على الحكام والمصلحين والسياسين على اختلاف مشاربهم وايدلوجياتهم , ناهيك عن الامراض المستعصية الاجتماعية والاخلاقية التى ضربت بجزورها فينا حتى النخاع , ومنها تحطيم الثوابت وتقويض الرموز فى كل الدويلات العربية بلا استثناء , وقد استوقفنى فى هذه الحرب الافتراضيه ملاحظتين , الاولى ظاهرة الاعلام المنفلت الذى يسخر من كل شئ ومن كل احد وبكل ما يتاح له من أساليب سواء اكانت جارحة او مهينة او سافلة, والأغرب ان هذه البرامج تقدم امام جمهور استمرأ هذا الفعل واستحسنه وملئته السعادة وضحك من قلبه وملء شدقيه وهو يرى مقدمى البرامج يستهزئون بالدول وبالحكام وبالشخصيات العامة بالفاظ بشعة وافعال عبثية , فيضجون بالضحك غير عابئين بما يخلفه ذلك المهرج من آلام للشعوب او الشخصيات التى يتناولها , والغريب ايضا ان الجميع فى دويلاتنا العربية المبتلاه بأهلها قد تربو على ان هذه الافعال لا تصح وان من قلة الادب وقلة اللياقة الاستهزاء بخلق الله وخاصة ان كان اخوك فى القوميةه المنهكة المكلومة المحطمة حضاريا وسياسيا .
اما الملاحظة الثانية فقد درجنا نحن مواطنى الدويلات العربية المتناحرة ان نستغل كل شئ اخترعه لنا الغرب في غير المخصص له ( هم يخترعون ونحن نستهلك ) , و قد ابتلانا الله – او أنعم علينا – بمواقع التواصل الاجتماعى مثل تويتر والفيس بوك وغيرهما والتى أتاحت للناس ان يعبروا عن ارائهم او يطلقوا نصائحهم او افكارهم الخلاقة منها او الهدامة فى اى وقت يشائون , مما أوجد سيلا عنيفا من الكتابات التى يقرأها الناس على تلك المواقع الغث منها والسمين , واننى اعتقد ان مخترعى هذه المواقع كانوا يبغون من وراءها تواصل الناس فيما ينفعهم , ولكن كعادة البشر عامة وعادة الشعوب المنهزمة حضاريا المصابة بالاحباط اللارادى والمتعفنة فكريا وثقافيا ان تستخدم هذه المخترعات فيما يضرها ويضر الاخرين .
لكن السؤال الذى يطرحه هذا المقال الى متى يظل مواطنى دويلاتنا العربية المشرزمة ينظرون الى بعضهم البعض بنظرة دونية وينظرون لانفسهم نظرة استعلائية فوقية مريضة دون وجه حق , لماذا كل البشر يسعون الأن الى تكوين تجمعات كبيرة سواء على مستوى الأعراق او القارات او الشركات او المصالح تكون قادرة على مجابهة التحديات التى تفرضها الظروف العالميه ومواطنى الدويلات العربيه يسعون الى تجزأة بلادهم المجزأه وتقسيم المقسم , لقد ظللنا عمرنا كله نقول ان التقسيم ارادة الحكام لكن الاحقاد والصراعات فى الفضاء الالكترونى قد كشفت لنا ان هناك من المواطنين ممن يحبون هذه الفرقه ويسعدون بها انسياقا وراء اكاذيب ثبتت فى عقولهم من انصار التغريب العربى الذين فلقوا رؤسنا بالنعرات الطائفيه المقيته التى حولتنا الى اشباه دويلات واشباه بنى ادميين – الا من رحم الله – , لكن يبقى الامل ان يخرج جيل جديد من رحم مأساة واقعنا العربى المرير فيمسك بزمام المبادأه لا بمبدأ السلامه الممزوجه بطعم الذل والعار , واعنى بالمبادأه الاخذ باسباب التقدم لا بظواهره , والتقدم لن يكون الا اذا فكر العرب واخترعوا وكانوا منتجين لا مستهلكين , ولن يحدث ذلك إلا اذا نسوا خلافاتهم التافه وكانوا يدا واحدة .
* خبير بجامعة الدول العربية
maw01000@yahoo.com

في الذكري العاشرة لسقوط بغداد .. معركة المطار - الصورة الكاملة التي غيبها الإعلام.!

معركة المطار - الصورة الكاملة التي غيبها الإعلام.!

شاهد عيان

صقر العراق
مقدمة :
أردت بمشيئة الله من خلال هذا الموضوع الحساس تبيان بالدرجة الأولى الجانب الخفي للجهاد والشجاعة والبطولة النادرين عند الحرس الجمهوري الخاص و العام و المجاهدين ( كتائب الفاروق ) والمليشيات المدربة ( فدائي صدام وجيش القدس ) و الجيش ( اللواء 90 لواء الجحافل ) في الدفاع المستميت عن بغداد قبل الاحتلال.
ولتبيان الحقيقة أي حقيقة ما حدث بشكل موضوعي دقيق و كامل حيث آثرت الحياد و التجرد ، لأوصل صورة ما حدث بشكل الصحيح دون تحيز أو مبالغة .
من خلال تبيان الجانب القيادي و التخطيطي والتكتيكي الرائع عند الطرف العراقي ، و تبيان التفوق التكنولوجي المهول الذي يمتلكه العدو الأمريكي ، إضافة لتبيان مدى الحكمة التي توفرت عند القيادة العراقية العليا عند التحول المفاجئ للخطة الاحتياطية التي تمثلت بما نشهده اليوم من حرب العصابات المهلكة للعدو و قد وجدت من الحكمة تقسيم هذا الموضوع إلى ثلاثة أقسام بحيث يبحث القسم الأول في المعركة الرئيسية التي سبقت دخول قوات العدو إلى مطار صدام الدولي والقسم الثاني وهو الأهم و الذي أبدي فيه المعركة الرئيسية الغير تقليدية الرائعة التي خططها قادة عراقيين و روس عباقرة بما للكلمة من معنى و أشرف عليها الرئيس الراحل صدام بنفسه ، أم القسم الثالث و هو المؤلم و الذي يبين كيف تحولت موازين القوى للعدو وللأسف الشديد و فيما يلي أول هذه الأقسام : -

- القسم الأول :

تسارعت الأحداث مع التقدم السريع لقوات العدو نحو بغداد وخاصة بعد فشل خطة أسوار بغداد الافتراضية و التي سوف أورد تفصيل عنها إن شاء الله في الحلقة السابعة من سلسلة الحرس الجمهوري قوة الحسم التي لم يبدأ دورها بعد .
تمكنت وحدات مجولقة ( محمولة جواً ) من فئة الرينجرز ( الجوالة ) التابعة للفرقة 101من القيام بإنزال جوي قرب أبو غريب ، حيث قامت هذه الوحدات بتأمين مساحة آمنة غرب بغداد بغية تسهيل تقدم طلائع لواء الخيالة الميكانيكي الثالث المعروف بسكوربيونس ( العقارب ) Scorpions و هو مكون من 15 ألف جندي مزودة بـ 600 دبابة ابرامز 2 و 600 مدرعة مجنزرة من فئة برادلي 3 و1200 عربة مختلفة أخرى ناقلة للجند و 200 مدفع هورتر ذاتي الحركة عيار 155 ملم و 100 مدفعية صاروخية من نوع م ل ر س التي تولد الواحدة منها نيران تعادل نيران سرية مدفعية روسية كاملة و يواكب و يدعم هذا اللواء 60 حوامة أباتشي 2 لونغ بو هجومية و 30 مقاتلة ميدانية من نوع ثاندربولت ( الصاعقة ) ايه 10 بي المعروفة بقاتلة الدبابات و هذا اللواء و لواء الخيالة المدرع الأول المعروف ببلاك مامبا Black Mamba ( أفعى أفريقية خبيثة شديدة السمية ) يمثلان هيكلة فرقة الخيالة 18 مضاف لهم فوج الإسناد المدفعي 70 ( 12000 جندي ) و هذين اللوائين يعتبران من أخطر الفرق الخاصة من ناحية قوة التسليح و سرعة الحركة نظراً لقوة النيران الداعمة الضخمة و الذكية لهذه الفرق إضافة إلى الكتلة المدرعة و المؤللة المتميزة لهذه التشكيلات مع إمكانية نقلها إلى المعركة جواً أيضاً .
وقد تم وفق للحالة الأخيرة للنقل إنزال الكتيبة الأولى المدرعة ( 5000 جندي ) من كتائب لواء العقارب ( ثلاثة كتائب) و ذلك بواسطة حوامات تشينووك ( تنقل 50 فرد ) للأفراد و طائرات سي 130 هيركليز للآليات الثقيلة ( يمكنها حمل دبابتين أو أربع مدرعات ) من خلال ازلاقها من ارتفاعات منخفضة جداً على ألواح من خشب خاص بعد ربط هذه الآليات بعدد مناسب و منتظم من المظلات و من ثم يتم تهيئتها.
وقد تم بهذا الشكل وخلال أربع ساعات إنزال الكتلة الثقيلة المدرعة و أطقمها بعد أن سبقتها الكتلة المؤللة السريعة الحركة المكونة من عربات وسيارات هامفي و هامر .
وكان من المفروض أن تقوم قوات منتشرة هناك من مجاهدين خلق المناهضين للنظام الإيراني بمقاومة هذا الإنزال إلى حد ما ، إلا أن شئ من هذا لم يحدث.
وقد رصدت وحدات استطلاع متقدمة تابعة للواء 37 المدرع (5000 محارب ) و هو أحد ألوية فرقة الفاروق المعززة ( 15000 محارب ) من فيلق حرس صدام الخاص ( فيلق الحسين ) هذا التهاون لمجاهدين خلق و قامت هذه الوحدات بنقله إلى آمر اللواء " اللواء مصطفى عزيز" الذي تحرك بفطرته العسكرية و دافعه الوطني بعد أن نال التخويل المسبق من قبل القائد المجاهد صدام في حالة انقطاع الاتصال مع القيادة والذي يعتمد على شبكات متطورة من الألياف الضوئية و المخصصة لنمور صدام ( حرس صدام الخاص ) فقط ، أما الذي حدث لهذه الإتصالات أن الأمريكيين بطريقة معينة استطاعوا أن يحددوا أماكن المحطات الليفية التي تفعل الاتصالات الآمنة و عطلتها بقنابل الميكروويف العالية الطاقة E Bomb من فئة HMP وهي النموذج الأقوى من هذه الفئة من خلال طاقة حرة تفوق 10 مليار فولت هوائي .
كانت قوات اللواء المدرع من الحرس الخاص موجود قرب الرضوانية غرب بغداد ، وقد ساهمت الشجاعة و الخبرة المميزة لآمر هذا اللواء في جعله يرتجل خطة فيها مغامرة كبيرة و عمل فدائي و لكن تساهم بشكل كبير في تأخير تقدم القوات المعادية نحو مطار صدام الدولي بواسطة جسور الرافد النهري الكبير لدجلة و المعروف بذراع دجلة و كان سقوط المطار في يد العدو يمثل سيطرة استراتيجية متقدمة له .
أما عن سبب اللجوء آمر اللواء الخاص إلى هذه المغامرة أن اللواء كان مقطوع عن لواء الإسناد المدفعي الميداني و الصاروخي المتوسط و البعيد المدى إضافة عن تغيب الدعم الجوي حيث كان مخصص لدعم هذا اللواء 30 مقاتلة ميدانية قاتلة للدبابات من نوع سوخوي 25 فروغفوت و المدعمة و المصممة لتحتمل حتى 70 إصابة من مدفعية م / ط و من أعيرة مختلفة ، و قد كشفت هذه الطائرات فيما بعد و هي مدفونة بالرمل غرب بغداد .
فكان الحل البديل لدى هذا القائد الذكي و الشجاع هو دفع كتلة الدبابات المكونة من 300 دبابة مطورة بسرعة كبيرة جداً 120 كم/ س و هي السرعة القصوى لدبابات صدام على أن تطلق أثناء اندفاعها الشديد و هي مجهزة لهذا و من أبعاد تتراوح بين 7 إلى 9 كم لقذائف صاروخية م/ د من فئة AT-11 Sniper من عيار 125 ملم من خلال سبطانات مدافع هذه الدبابات بحيث يتم توجيها بعد الإطلاق بالليزر من قبل عناصر استطلاع متقدم بأجهزة إضاءة بالليزر LN الروسية و الفرنسية ، و ذلك بغية إحداث ما يعرف بالصدمة التي تعطي المهاجم زمام المبادرة في المعركة و توقع خسائر كبيرة و تحدث إرباك و تشتيت في صفوف العدو قبل الالتحام القتالي على يواكب هذه الدبابات مدرعات من نوع ب م ب المجنزرة الخاصة بدعم و حماية الدبابات إضافة إلى نقل عناصر الحماية لهذه الدبابات ضد التهديدات البرية و الجوية و بسرعة تصل إلى 100 كم / س بحيث تنقل كل مجنزرة ثمانية عناصر إلى ساحة الوغى ثم تغادر تماماً كما تفعل حوامات نقل الجنود إلى الميدان ، على أن يتم أثناء ذلك إطلاق صاروخ م / د واحد على الأقل من نوع كورنت الموجة بالليزر و بنفس الطريقة السابقة و لكن لمسافة تصل إلى 6 كم .
كانت الخطة تستدعي الهجوم من خلف تشكيلات العدو لضمان النجاح و تحقيق الصدمة و كان التوقيت المعتمد لذلك هو 8.45 مساءاً من يوم الأحد السادس من إبريل من عام 2003 ( 6-4 -2003 ) أي قبل سقوط بغداد بأربع أيام تقريباً و بدأت المعركة و كان هذا المغوار يقود نمور صدام و هو يقود أحد هذه الدبابات المندفعة وكعادة الصداميين البابليين كان في الطليعة و قد كان على رأس قائمة الشهداء .
بدأت المعركة لصالح الحرس الخاص حيث كانت نقطة التلاحم منطقة بساتين غرب بغداد استطاعت فيها نمور صدام أن تدمر و تعطب كثير من الدروع و العجلات الأمريكية و لكن الدروع المميز المتقاطعة و الإلكترونية لدبابات ابرامز 2 و الردية ( التفاعلية ) و المغناطيسية عند مدرعات برادلي 3 بدد الصدمة نوعاً ما و بدأ عمل القذائف المضادة الأمريكية الشديدة الفتك من اليورانيوم المستنفذ الذي كان يثقب أعتى الدروع كما يثقب السكين الملتهب قالب الزبد بعد أن يولد حرارة من خلال عنصر اليورانيوم المخفف المرفق تصل إلى 5000 درجة مئوية و هي حرارة تصهر و تبخر كل شئ داخل الدبابة و لا حول و قوة إلا بالله .
إضافة إلى حشوات الباريوم الحراري بقذائف كوبرهيد Copperhead الجوفاء الموجه بالليزر و التي تدمر و تبعثر أجزاء الدبابة إلى مئات الأمتار و نظراً لهذا التفوق الشديد لدى العدو بالسلاح و أساليب الحماية و ظهور عنصر الحماية و الدعم الجوي الذي زاد الطين بله لم يكن أمام نمور صدام سوى اللجوء إلى أساليب الخداع و التضليل في محاولة شجاعة للصمود أكبر فترة ممكنة أمام هذه الآلة المدمرة المخيفة ، و كان أهم هذه الإجراءات مناورة الحرق أو التفجير الذاتي التضليلي أو الوهمي و مناورة النينجا التي تعتمد على الاختفاء في الرمل أو التراب بآلية خاصة بعد إطلاق سحب التضليل من الدخان الأبيض و البرادة المعدنية .
الأمر الذي حجم معدل التدمير في دروع الحرس الجمهوري بشكل كبير و خفف معدل القتل في صفوف النمور خصوصاً بعد أن غادر اثنان من أصل أربعة من الطاقم في الدبابة حيث بقي بها السائق و الرامي و حمل باقي الطاقم القواذف الفردية المضادة المباشرة الفدائية أو البعيدة المدى الموجهة .
و قد استخدم نمور صدام صواريخ م / ط تطلق من الكتف ( ايغلا 1 و ايغلا 2 ) عقدت عمل الطائرات المواكبة و الدعم القريب بعد أن انعدمت فاعلية المقاتلات الضاربة في هذه المعركة التلاحمية ، كما ساهم رماة م / د بإرباك الآلة المعادية و جعل العدو يتراجع أمام ضربات النمور العراقية الشجاعة .
إلى أن ظهر سلح الصدمة المعادي الذي أنهى المعركة لصالح العدو و لا حول و لا قوة إلا بالله ، و هذا السلاح هو عبارة عن قنابل عنقودية تلقى من طائرات ف 16 وف 18 و ف 15 تحمل القنبلة منها ستة ذخائر فرعية فائقة الذكاء Brilliant تدعى عصيات افكوسكيت تهبط بالمظلات بشكل رأسي و على ارتفاع 200 متر تبدأ هذه العصيات من خلال محرك خاص بالدوران بشكل يتقطع معه حبال المظلة و ينثر في الوقت نفسه أربع أطباق أسطوانية تدعى الاسكيت Skeet تدور بسرعة مهولة 54 دورة / الثانية يصحب ذلك الدوران حركة حلزونية تغطي دائرة قطرها 30 متر و بإمكان هذه الأطباق تميز الهدف الحقيقي و المزيف و المدمرة من خلال دوائر التمييز للتردد الحراري للأهداف مما يجعلها سلاح كارثي حقاً .
والمثير في هذا السلاح المعقد هو أنه حال وجد هدفه يطلق حشوته الخارقة الحرارية المدعمة باليورانيوم المخفف من أعلى الدبابة أو المدرعة خلال أجزاء من الثانية و في حالة سبقه إلى ذلك طبق أخر ترك هدفه بحثاً عن هدف أخر و في حالة لم يجد هدف مدرع أو آلية كخيار أخر فإنه يتفتت على ارتفاع أقل من مترين ناثراً شظايا بسرعة كبيرة تحطم العربات المصفحة أي الخفيفة التدريع و تقتل الأفراد .
هنا كان البقاء في المعركة أما غير مجدي أو ضرب من ضروب الإنتحار ، لذلك آثر الباقي من الحرس الخاص الخروج من المعركة و التفرق بغية النجاة أو إعادة تنظيم الصفوف إذا لزم الأمر .
وقد تجاوز خسائر العدو في هذه المعركة الشرسة 400 قتيل و عدد مضاعف من الإصابات المتفاوتة الخطورة إضافة لعشرات الآليات و الدبابات المدمرة و المعطوبة .
أما خسائر نمور العراق فوصلت إلى اكثر من 1500 شهيد و عدد غير محدد من الجرحى و دمرت جل الكتلة المدرعة الخاصة باللواء المدرع " قتلانا بالجنة و قتلاهم في النار بقدرة القدير " .
وقد ساهمت هذه المعركة التي استمرت بضع ساعات بإنهاك و تأخير تقدم القوات المعادية نحو مطار صدام و أعطى الوقت الكافي لقوات الدفاع عن بغداد لوضع استراتيجية مناسبة للدفاع عن المطار و بغداد بالدرجة الأولى .
وقد سميت هذه المعركة بمعركة ذراع دجلة أما العدو فأطلق عليها اسم " معركة الليلة السوداء " .

- القسم الثاني :

دخلت القوات المعادية المكونة من قوات الكتيبة المدرعة الأولى خيالة و كتيبة مدفعية ( 4000 جندي ) تابعة لفوج المدفعية 70 . حيث انتشرت هذه قوات داخل المطار و في محيطة .
اعتمد المخططين العسكريين و الخبراء في تكتيكهم للدفاع عن مطار بغداد ( صدام الدولي ) على دراسة نقاط الضعف و القوة و محفزات الفعل وردة الفعل و دراسة العامل النفسي المحبط عند العدو .
وعلى إعادة استثمار موجودات المطار المدني الاعتيادية .
كان أكثر ما يخيف الجندي الأمريكي هو الغازات القاتلة للأعصاب لدرجة أنه استخدم كوسيلة لإنذار المبكر الدجاج لما يعرف عن هذا الحيوان من سرعة تأثر و ردة فعل حيال السلاح البيولوجي و الكيميائي تماماً مثل استخدام سمك السلور في التنبؤ المبكر بالزلازل قبل ظهور مقياس رختر للزلازل .
وقد شاع أن القيادة العراقية استخدمت في معركة المطار الكلاب وربما يكون هذا صحيح و لكن بشكل محدود في محيط المطار ضد الآليات المنتشرة حول المطار على شكل كلاب مفخخة مدربة على إيجاد طعامها اسفل الآليات حيث يوجد على ظهرها صاعق تلامسي يفجر الكلب المفخخ أثناء ولوجه تحت الآلية أو يتم تفجيره عن بعد ، كما يمكن استخدامه كأهداف اشغال ريثما تتمكن القذائف السمتية و الموجهة م / د من النيل من آليات العدو وذلك لأن هذه الآليات كانت تفتح نيرانها على كل ما يتحرك من شدة خوف طاقمها من مواجهة أولي البأس الشديد ( أبطال العراق ) و هي الرواية الأكثر واقعية ، ولكن المؤكد عدم استخدام هذه الحيوانات في أتون معركة المطار فماذا حدث إذن .
لقد اعتمدت القيادة العامة قبل المعركة على عامل التأثير النفسي من خلال عملية التضليل الإعلامي لخلق حالة قلق كبير لدى الأمريكيين من خلال إشارة وزير الإعلام محمد الصحاف إلى المعركة الغير التقليدية و هو يبعث في عقول المحللين العسكريين الأمريكيين عدة أفكار أولها و أخطرها فكرة استخدام العراق للغازات الكيميائية و هو أمر مستبعد لأن الأوساط الاستخبارية تعلم يقيناً أن صدام في حالة لجوئه لهذا السلاح سوف يعطي أميركا المسوغ الشرعي بالرد بأسلحة غير تقليدية حاسمة ( القنابل النووية التكتيكية و قنابل النيترون المحدودة و غازات الفي اكس الرذاذيه الثنائية التأثير القاتلة للأعصاب ) .
مما جعل هذا الخيار مستبعد جزئياً ، أما الاحتمال الثاني فهو تفخيخ نقاط معينة بالمطار بمتفجرات قوية و قد توقع الأمريكيين أن تكون هذه النقاط هي الطائرات المدنية الرابضة على أرض المطار أو التلال الرملية الموجدة على مواضع عدة من المدرجات لمنع الطائرات المعادية من الهبوط و استخدام المطار .
وقد فتشت هذه النقاط بحرص و دقة ، بيد أن العدو و لم يتمكن من إيجاد أي شئ يؤكد شكوكه ، فأنتقل إلى الاحتمال ما قبل الأخير و هو توقع أن تنفذ المقاومة هجمات مباغته من خلال أنفاق موجودة تحت المطار و مما زاد من شك الأمريكان في هذا الاحتمال هو إيجاد نفق سطحي في قلب المبنى الرئيسي الخاص بالمطار و قد تعامل العدو مع هذا الخيار بجدية حيث سدوا فتحة النفق بعد أن وضعوا به سلاح قتل مناسب .
أما الاحتمال الأخير الذي توقعه العدو فهو إرسال القيادة العامة العراقية لحشود مدنية هائلة تجبر العدو الأمريكي على مغادرة المطار و هذا لم يحدث أيضاً .
ولكن ما دام كل ما سلف من الاحتمالات لم يكن وارد في فكرة المعركة الغير تقليدية في مطار صدام فماذا حدث بالمطار إذن .
لقد ركز المخططين و الخبراء على إيجاد سلاح صدمة بطرق غير عسكرية اعتيادية بغية تحجيم ردة الفعل المعادية و امتلاك زمام المبادئه بالقنال فكان تجسيد ذلك في استثمار عامل وهم الخوف لدى العدو المنهك من أثار معركة ذراع دجلة التي لم تمحى أثارها من ذاكرته بعد ، و الأمر الثاني كان يكمن في استثمار مكونات المطار التقليدية بطريقة عسكرية فكيف ذلك ، يمكننا تلخيص هذه المعضلة في الخطوات التالية : -
1. يوجد في المطارات الدولية في عالم ما يعرف بالمرشات المائية الرذاذيه أو الضبابية و مهمة هذه المرشات ترطيب الأرض المحيطة بمدارج الإقلاع والهبوط إضافة إلى تشكيل بساط أخضر على هذه البسط يساعد التربة على التماسك بغية منع الغبار و الحصى الصغيرة من التطاير و دخول محركات الطائرات المدنية و إحداث مشاكل في السلندرات العالية الحساسية ( شفرات مراوح صغيرة جداً تقوم بضغط غازات الدفع النفاث داخل المحرك ) في هذه المحركات قد تؤدي إلى حوادث كارثية .
وقد قرر المخططين وصل هذه المرشات من خلال وحدات متخصصة بمادة متوفرة بالمطار أيضا غير الماء ألا و هي مادة الكيروسين ( وقود الطائرات ) الشديد التطاير و الاحتراق و خاصة في الحالة الرذاذيه التي تحوله إلى غاز و لكن هذا الإجراء يترافق معه ظهور مشكلتين رئيسيتين الأولى هي لفت أنظار العدو من خلال آلية العمل المفاجأة الغير مبرر إضافة إلى المشكلة الأهم و هي الرائحة القوية لهذه المادة التي سوف تكون بمثابة إنذار قوي لكل من يشم ، مما استدعى المخططين إلى التفكير بطريقة تشد الانتباه تماماً و تحيد بنفس الوقت حساسة الشم و هي المشكلة الأكبر ، فإلى ماذا توصل المفكرين .
2. لقد قام الخبراء بتصميم دانات هاون من عيار 82 ملم تحدث تجويف أمامي يتخلله تيار هوائي قوي أثناء الانقضاض يقوم هذا التيار بنثر مسحوق دقيق جداً من البلاستيك الخاص بحيث يشكل في الهواء و على ارتفاعات معينة سحب دخانية تشبه تلك الناتجة عن غاز السورين أو الزومان القاتلين للأعصاب .
الأمر الذي أجبر العدو على الانشغال بلبس الأقنعة و البدلات الواقية أو الاختباء في آلياتهم المحكمة الإغلاق المصممة للوقاية من الغازات القاتلة و قد تحقق مع هذا الإجراء المتمثل بعملية شد و اشغال الحواس عملية هامة هي إعدام الشم من خلال الأقنعة الواقية و الآليات المغلقة .
3. تمت العملية بثوان حيث بدأ الانتشار الغازي للكيروسين و بدأت المادة البلاستيكية تقترب من أرض أكثر فأكثر عندها أطلق و بشكل هندسي و مدروس و منتظم أيضاً نحو المطار دانات هاون من النوع الحارق أو الملتهب حيث حدثت الكارثة أو الصدمة الغير تقليدية ، انفجار أو احتراق هائل شمل مساحات كبيرة من المطار تحول به مسحوب البلاستيك إلى محرض رافع للحرارة ثم تحول إلى ما يشبه الطلاء العازل الذي كان له فعل السحر من خلال عزلة لهوائيات الاتصال و وصلات المعلومات و صفائح التمييز للطائرات و نظام التمييز بين الصديق و العدو و محدد الموقع الكوني GPS …. الخ .
بل أن الأمر تجاوز ذلك إلى إغلاق فتحات المحركات والفلاتر و فتحات التهوية فخنق من لا يريد الخروج و أجبر من لا يريد الاختناق على الخروج ، و عزل و أعمى عدسات الرؤية و المجسات الحرارية و الموجهات …. الخ ، علماً أن تعطل شبكة الاتصال و التمييز تحيد الطائرات بشكل أكبر مع وجود المعارك التلاحمية.
كما تحول على الأرض إلى مادة شبه إسفلتية معيقة للحركة وتحدث انزلاقات .
الأمر الذي جعل الوضع مناسب للمقاومة والمجاهدين بعد حالة الشلل التي أصابت معظم الآلة المعادية وقد تسبب الإنفجار الهائل الذي نتج عنه حبس حراري و ضغط شديد بوقوع خسائر كبيرة جداً و إصابات كارثية في صفوف الغزاة ، عندها انقض عليهم أسود الشرى كالسباع الجائعة و أمعنوا فيهم القتل .فضربت الأعناق بعد أن ضرب فيهم كل بنان و كانت تحمل الرؤوس بدل الأذان .
وقد بين الأخ القائد صدام حسين هول هذه الخسائر في إحدى رسائله الخطية ( الرسالة الثانية ) التي أرسلت إلى صحيفة القدس لندن و كانت ممهورة بتوقيعه الكريم حفظة الله(رحمة الله) 
وإليكم المقطع الخاص بمعركة المطار " في معركة المطار نزالا عنيدا جبارا مع اخوتهم أبناء العراق في الجيش والشعب حتى بلغت خسائر المجرمين الامريكان أكثر من آلفين قتيل وأعداد اكثر من الجرحى ومعدات لو سمحوا للمصورين ان يلتقطوا فيها الصور لكانت صور محرقة قد تمت لهم، في هذه المنازلة" .
أما وصف الملحمة الكلاسيكية فقد أوردتها كتائب الفاروق في بيانها الرابع " الصادر في يوم السبت في 18 صفر من عام 1424 هـ الموافق 19-4-2003 م " .
وكان النص الخاص بالمرحلة الكلاسيكية كالتالي : ( لقد كثر الكلام عن المعارك التي شارك فيها المجاهدين ضد القوات الغازية . ومنها معركة المطار وتناولت القنوات الصليبية ومثيلاتها العربية خبر خيانات العراقيين للمجاهدين في هذه المعارك وخاصة المطار وبينوا استشهاد أكثر من 400 مجاهد بعضهم قضى غدراً ولذا نجد علينا لزاما توضيح هذه المعركة وما حصل فيه .

- معركة المطار :

لقد قامت القوات الغازية بعملية قصف مركز لمنطقة المطار وما يحيط بها ودخلت قواتها في مرحلة استعراضية وإرضائية لواشنطن التي كانت تضغط على القيادة الأمريكية في قطر بتحقيق انتصار ولو جزئي. وحينما تدفقت واكتمل عددها قامت القيادة العراقية بتقسيم هذه المنطقة الكمين الى أقسام أربعة . فالقسم الأول وهو من حدود منطقة اليوسفية وحتى المطار من الشمال يتبع قيادة المجاهدين ومهمتها في هذه المنطقة محاصرة الغزاة وقطع الطريق بينهم وبين إمداداتهم . والقسم الثاني من المطار وباتجاه بغداد وهو بيد الحرس الجمهوري والقسم الثالث وهو جانبي المنطقتين السابقتين وهو بيد فدائيي صدام وقوات الجيش العراقي والقسم الرابع منطقة تواجد القوات الصليبية داخل المطار وهو لفرق الإستشهادين من المجاهدين والعراقيين على حد سواء . وقد بدأت العمليات منذ ليلة احتلال المطار بتواجد قوات المجاهدين في منطقتهم وقيامهم بالهجوم المباغت لخط الإمدادات الممتد من جهة اليوسفية وقد استخدموا في هذا الهجوم الأسلحة الخفيفة وقاذفات الصواريخ قصيرة المدى والقنابل من نوع أر بي جي . وقد استغرقت عملية المحاصرة للقوات الصليبية وعزلها نصف ساعة تم خلالها تدمير طائرة هليوكوبتر وانسحبت القوات الموجودة لحماية ظهر القوات المهاجمة الى اليوسفية.
ثم تلا ذلك مباشرة دخول فرق الإستشهادين الذين نكلوا بأعداء الله أيما تنكيل وفي نفس اللحظة قامت القوات الخاصة العراقية بتفجير ممر سري تحت المطار أدى لخلخلة صفوف العدو الداخلية وبعد تمام الساعة بدأ الهجوم الشامل من قبل الحرس الجمهوري من الأمام والمجاهدين من الخلف وتم إطباق الجانبين من قبل فدائيي صدام وقوات الجيش العراقي وتم تطهير منطقة المطار بالكامل في وقت وجيز توجه خلالها الحرس الجمهوري الى اليوسفية لمحاصرة بقية القوات ولم تستخدم أي أسلحة كيميائية من قبل القوات الغازية . وذلك لعلمها بقرب قواتها من الموقع . وبعد مرور 12 ساعة انسحبت جميع القوات الى داخل بغداد تاركة ًالطريق ممهدة الى المطار مرة أخرى . فبدأت القوات الغازية بقصف منطقة المطار بقنابل قوية جدا كانت تحدث هزات عنيفة للمنازل في وسط بغداد ولا نعلم ما هي هذه القنابل إلا أنها كانت تقصف بها المنشئات في المطار لكي تغطي على فشل قواتها في السيطرة عليه . وقد أستشهد من المجاهدين في هذه المعركة 30 شخص و50 استشهادي فقط ( نحسبهم كذلك ) وكانت خسائر الجانب العراقي 243 جندي فقط و أما الصليبيين فإننا لا نعلم عدد قتلاهم بالتحديد إلا ان القوات التي كانت داخل المطار كانت تقترب من الألفي شخص بمعداتهم ولم يخرج أحد منهم سالما .
ولأن قوات العدو قد عانت من أهوال الكتائب المجاهدين وخاصة عندما قطعوا طريق إمداداتهم قامت بمحاولة ثني الشباب المسلم المجاهد عن دخول العراق وذلك عبر إشاعات تبثها بقنواتها وأكاذيب واصبح من يطالب بدخول الشباب الى العراق يُِتَّهَمْ بأنه يرسل المجاهدين الى المحرقة . ومن يطالب بعدم دخوله يُِتَّهَمْ بأنه يخذل ويحبط ويساند الصليبيين وأصبح من يريد الجهاد بين أمرين أحلاهما مر . ولذلك وجب علينا أن نقول لشباب الجهاد امتثلوا لأمر الله وحده فقد قال سبحانه ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ) والقوة هنا قوة الإيمان والعلم وقوة الجسد والمادة ومن ثم الاستعداد وتحين الفرص المناسبة لمحاربة أعداء الله في العراق فو الله إن إخوانكم المجاهدين لن يدعوا الأمر على ما هو عليه الآن ) .
" البيان الرابع من قيادة المجاهدين في العراق "
صقر العراق

شاهد عيان يسلط الضوء على صفحات غيرمكشوفة في احتلال العراق


لماذا استخدمت القوات الامريكية اسلحة استراتيجية في معركة المطارصدام اشرف على معركة المطار وكان يحمل الار بي جي على كتفه
لماذا توقع وزير الدفاع وصول القوات الامريكية الى بغداد بعد اسبوعين من بدء الحربمقاومة قوات الاحتلال بدات بعد يوم من احتلال بغدادلماذا ابعدت سوريا عدي وقصي وشقيقين لصدام من اراضيها

استطلاع كتبه/احمد صبري
رغم مرور عشر سنوات على احتلال العراق فان جانبا من اسرار وخفايا الحرب وماحصل خلالها لم تكشف تفاصيلها بعد خصوصا الاسلحة الاستراتيجية التي استخدمتها قوات الاحتلال في معارك المطار وعند خطوط الدفاع عن بغداد في جنوبها وغربها ودوافع توقعات وزير الدفاع سلطان احمد هاشم وصول القوات الامريكية الى بغداد بعد اسبوعين من بدء الحرب؟
ومن المناسب ونحن نستذكر الساعات والايام التي سبقت واعقبت احتلال بغداد من شاهد عيان يروي ماجرى على الارض لتسليط الضوء على تفاصيل غير مرئية للظروف التي ادت الى الاحتلال وكيف تصرف الرئيس الراحل صدام حسين والمسؤوليين العراقيين في تلك اللحظات الفاصلة في تاريخ العراق
واوهمت قوات الاحتلال العالم انها باسقاط تمثال الرئيس الراحل صدام حسين في ساحة الفردوس عصر التاسع من نيسان عام 2003 بانها انهت الصفحة العسكرية في حربها مع العراق في حين كان صدام في نفس اللحظة في منطقة الاعظمية يحيي الجماهير التي التفت حوله في مفارقة بين مشهدين كانت تعيشه بغداد في ذلك اليوم الاسود في تاريخ العراق ومايكشف سيناريو الاحتفال باحتلال بغداد الذي جرى في ساحة الفردوس فان اكثر من نصف العاصمة العراقية وخمس محافظات عراقية هي الانبار وصلاح الدين ونينوى وكركوك وديالى لم تصلها القوات الامريكية في حينها بعد من هنا كانت الرمزية في اسقاط تمثال صدام في وسط ساحة في قلب بغداد كرسالة للجميع مفادها ان بغداد والعراق كله اصبح تحت السيطرة وكان صباح العاشر من نيسان حزينا وكئيبا ومختلفا عن بقية الايام فالدبابات الامريكية تطوق ساحة الفردوس واتخذت من باحة فندقي المريديان والشيراتون مكانا لانتشار قوات المارينز وفي صباح ذلك اليوم تأملت مع زميل لي عبر شرفة غرفتنا في فندق المريديان نهر دجلة فشعرنا انه حزين وليس النهر الذي كنا نعرفة متدفقا وحيويا وجميلا حتى بدا لنا انه متوقف عن الجريان ومازاد من حزننا وقلقنا الرايات البيضاء المتدلية من شرفات الفندقين بعد ان قذفت اماكن تواجدهم مدفعية الدبابات الامريكية التي تسللت الى بغداد وقتلت وجرحت العديد منهم.لتفادي اي موقف مماثل وبعد اكتمال وصول طلائع القوات الامريكية الى قلب العاصمة واطرافها الغربية حتى تحولت الى مدينة اشباح يصول ويجول فيها اللصوص الذين دهموا المصارف الحكومية والاهلية فيما استباح اخرون المتحف العراقي ونهبوا مقتنياته امام انظار تلك القوات التي غضت النظر عن نهب وتدمير حضارة العراق وذاكرته التاريخية.
. ولكن كيف تصرف صدام في تلك اللحظات واين كان المسؤولون العراقيون قبل وبعد التاسع من نيسان روي لي المرحوم سعد قاسم حمودي انه شاهد صدام بالقرب من جامع ام الطبول المؤدي الى المطار ظهر السادس من نيسان وهو يحمل السلاح ومحاطا بعشرات المقاتلين الذين كانوا يهتفون بحياته واستعدادهم للقتال والذود عن الوطن ومايؤكد رواية حمودي ماصرح به ضابط كبير للصحفيين الذي زاروا المنطقة ان صدام كان متواجدا في المنطقة المؤدية الى المطار وكان يحمل الار بي جي على كتفه وبصحبته نجله قصي ولاحظنا على جانبي الطريق مئات المقاتلين ومن العراقيين والعرب وكانوا في حال الاستعداد القتالي
وبحسب رواية الضابط فان صدام اشرف على سير معركة المطار بكل تفاصيلها من موقعه في جامع ام الطبول القريب من المطارمشيرا ان قوات الحرس الجمهوري المدافعة على المطار كبدت القوات الامريكية خسائر فادحة وافشلت انزالا جويا عن حافته الغربية رغم التفوق الجوي الامريكي
واتهم القوات الامريكية باستخدام اسلحة استراتيجية غير تقليدية في معركة المطار بعد ان شعرت انها ستتعرض الى هزيمة منكرة فقرر ت الاستعانة بسلاح محرم دوليا ادى الى شل قدرة القوات المدافعة عن المطار بفعل السلاح المستخدم الذي اوضح انه تسبب في شل حركة اطقم الدبابات ومنظومات الدفاع الجوي الى حد احتراقهم ونفوقهم وهم في اماكنهم في هذه اللحظات الحاسمة امضى صدام ليلته في جامع ام الطبول غربي بغداد حيث توجه صدام ظهر التاسع من نيسان الى منطقة الاعظمية وحيا الذين تجمعوا لتحيته وكان معه وزير الدفاع سلطان هاشم احمد وولده قصي وبعض افراد حماية وعندما انتهى من ذلك اصطحب معه سكرتيره عبد حمود وثلاثة فقط من حمايته وتوجه الى جهة مجهولة وكان صدام الذي رفض الانذار الذي وجهه بوش الابن القاضي بمغادرته وولديه العراق خلال 48 ساعة من بدء الحرب ودع عائلته في اجتماع مؤثر في احد مزارعه في منطقة الدورة جنوبي بغداد وكشف مصدر مطلع ان نجلي الرئيس الراحل صدام حسين عدي وقصي وابنه مصطفى توجها الى سوريا بعد الاحتلال بعدة ايام الا ان السلطات السورية ابلغتهما بمغادرة اراضيها والموقف السوري تكرر مع شقيقي صدام وهما سبعاوي ووطبان ووزراء ومسؤولين عراقيين كبار في حين استضافت احدى القبائل العراقية زوجة صدام وكريماته واولادهما
وكان الصحفيون اصيبوا بحيرة واستغراب بعد استدعائهم على عجل الى مؤتمر صحفي في فندق المنصور المطل على نهر دجلة في اليوم الثالث للحرب وفوجئوا باعلان وزير الدفاع سلطان هاشم احمد ان طلائع القوات الامريكية ستصل بغداد في غضون اسبوعين وكان وزير الاعلام محمد سعيد الصحاف الى جانب وزير الدفاع وهو يشرح على خارطة سير المعارك بدا حزينا لكنه لم يرمش له جفن حين تسقط الصواريخ على المنطقة التي يقع فيها الفندق حتى ان طاولته اهتزت من عصف القصف وارتداداته عل القاعة وابوابها وشبابيكها لكن الرجل بقي صامدا غير مكترث بما يجري خارج القاعة وفوجئنا في اليوم التالي لتصريح وزير الدفاع بدعوة الصحفيين الى مؤتمرين صحفيين لنائب الرئيس طه ياسين رمضان ووزير الخارجية ناجي صبري اكدا خلالهما على قدرة القوات العراقية على احباط اي محاولة للاقتراب من حافات بغداد بفعل الاستحضارات المحكمة عند خطوط الدفاع عنها فسره الصحفيون بانه ردا على توقعات وزير الدفاع ونظم المركز الصحفي في وزارة الاعلام جولة للصحفين العرب والاجانب لبعض مناطق التماس جنوبي بغداد التي زعمت قوات الاحتلال انها وصلتها غير اننا شاهدنا حطام دبابات وعربات نقل امريكية محترقة ومتناثرة على الطريق السريع و تواجد لعشرات الجنود العراقيين والياتهم تحدثوا عن معارك شرسة مع القوات الامريكية
وكان وزير الاعلام محمد سعيد الصحاف يوجز الصحفيين يوميا سير المعارك وعقد نحو 20 مؤتمرا صحفيا خلال فترة الحرب ولغاية التاسع من نيسان الذي انتقل الى المقر البديل لوزارة الاعلام الكائن في منطقة الاعظمية وبقي حتى مساء ذلك اليوم واستلم رسالة مكتوبة بخط صدام موجهة للعراقيين يدعوهم فيها لمقاومة الاحتلال
وفي صبيحة اليوم التالي اي العاشر من نيسان واثناء ما كنا متجمعين في ساحة الفردوس أقترب مني شخص لا أعرفه وقدم لي بيانا مطبوعا صادرا عن القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية يدعو لمقاومة المحتل وطلب مني استخدامه في رسالتي اليومية الى اذاعة مونتي كارلو الذي كنت مراسلا معتمدا لها بالعراق وعلى الفور أعددت تقريرا عاجلا أشرت فيه الى ان المقاومة ضد الاحتلال بدأت بعد يوم من احتلال العراق كأول رد فعل على احتلاله واشرت الى انها اسرع مقاومة في التاريخ اذ اعلن عن مقتل جندي امريكي جنوب بغداد في نفس اليوم
.وبعد مرورعشر سنوات على غزو العراق واحتلاله هل اصبح العراق واحة للاستقرار والرخاء والازدهار كما زعمت ادارة بوش الابن في مبرراتها للحرب ا؟
.الجواب يتلخص بهدر نحو 700 مليار دولار من اموال العراقيين منذ عام 2003 وحتى الان من دون ان يلمسوا اية نتائج تقربهم من العيش بامان ورفاهية واستقرار .
واذا رصدنا حال العراق بعد عقد على احتلاله سنرى المأساة التي حلت به وبامواله وفشل المشروع الامريكي طبقا للمعطيات التالية
· ادخلت المحاصصة الطائفية والعرقية في النظام السياسي الجديد الذي قسم العراقيين على اساس العرق والطائفة .
· استشراء الفساد في تفاصيل الدولة الى حد تصدره الى قائمة الدول الاكثر فسادا بالعالم .
· هدر نحو 30 مليار دولار على المنظومة الكهربائية من دون ان يرى العراقيون النور لعدة ساعات باليوم .
· انتشار البطالة وتراجعت فرص العمل بسبب توقف العمل بالمشاريع الصناعية والزراعية والخدمية .
· هدر نحو 700 مليار دولار هي المتأتية من عوائد النفط من دون معالجة مشكلة الاحتلال وسعادة العراقيين .
· تراجع العناية بصحة المواطن بتدني وانهيار الواقع الصحي .
· هجرة نحو ثلاثة ملايين عراقي خارج العراق بفعل فشل الدولة في توفير الامن والاستقرار لهم .
· تغول المليشيات المسلحة في الخطف والقتل والابتزاز .
· توقف عمل المشاريع وتحول العاملين من مؤسسات الدولة الى مجرد ارقام من دون عمل فعلي .
· .مقتل واصابة اكثر من مليون عراقي على مدى العقد الماضي
· سن دستور ناقص لم يحظ باجماع العراقيين فتح شهية الداعين الى الاقاليم والفدراليات .
· استخدام سلاح الاقصاء والعزل السياسي والتهميش الذي حرم قطاعات كبيرة من العراقيين من حقوقهم المشروعة .
· حل المؤسسة العسكرية التي كانت ضامن لوحدة العراق وامنه واستقراره .
· ترمل نحو مليون امراة ومثلهااطفال ويتامى ومشردين.
· خلو العراق من اي دور فاعل ومؤتمر في محيطه العربي والدولي وتحوله الى دولة فاشلة .
· تحول العراق بعد احتلاله الى ساحة للتدخل الاقليمي في شؤونه الداخليه .
· تحولت بغداد الى اسوء مدينة بالعالم بعدما كانت حاضرة العالم وقبلتهم ..

الكومبارس يحكمون طرابلس - دكتور علي زكريا عبدالحفيظ


عندما قرأت كتاب الصهيوني برنار ليفي ..وفيه وقائع يوميات ربيع ليبيا المصنوع في الغرب ..منذ اليوم الأول ..وكيف إلتقي بكل هؤلاء الذين ذكرهم ..وجميعهم يحكم طرابلس اليوم .. بدءاً من المقرف ..إلي زيدان رئيس الوزراء ..ومنصور سيف النصر ..علاوة..علي مصطفي عبدالجليل..وغيرهم مما يشاركون في هذا الربيع ..والمؤسف أنه لم يترك أحداً مستعداّ للقيام بأي دور في هذا المسلسل المؤسف.. إلا وتواصل معه وكلفه بمهمة من طبرق ..إلي بنغازي ..إلي مصراته..إلي الجبل ..وكان في كل مرة يتلقي فيها تعليمات من الصهيوني الذي يحكم فرنسا..وهو اليهودي..وساركوزي يقوم هو بإستدعاء أركان زيدان..ومنصور ..والساقزلي ..ومحمود جبريل ..والفورتيه..لكي ينطلقوا ..لإحضار أي معلومات يحتاجونها ..وكانوا عملاء وجواسيس يمثلون خصوم ثورة الفاتح ..وليبيا ..وقواتها المسلحة ..وهم كانوا يصرفون بسخاء من السلاح الذي يقتل الليبيين أو من أموال قطر ..التي تشتري ذمم القبائل الذين بايعوا ليفي قائداً لـــ17 فبراير وكتب بياناتهم التي كانت تصدر ..وكان يخطب في جماهير بنغازي .ومصراته ..والجبل ..يحرضهم علي القذافي وهم يهتفون لفرنسا..ويرفعون راياتها ويسمون أبنائهم ساركوزي ..واليوم فقط عرفت لماذا محمود جبريل ..لايرفع رأسه من العار أنه كتاب جدير بالقرآة لمعرفة ماذا حدث في ليبيا ..ومايحدث اليوم..وماهو دور هؤلاء الفلول ..أو الكومبارس الذين تركهم الناتو ..يعيثون..فسادأً ...أو سجوناً ..وتعذيباً ..وتهجيراً .." لقرية كانت آمنة يأتيها عيشها رغداً " ..هم نفس الجواسيس الذين كنا نراهم علي الجزيرة وبقية الجوقه يقودون الحرب النفسية..أن كتاب ليفي هو حلقة من سلسلة المؤامرة علي ليبيا..ولعل كتاب السيد شلقم المنشق..الذي هو أيضاً يتفاخر بنفسه..وأخرين ودورهم البطولي..وإجتماعاتهم مع مخابرات ..إيطاليا..وفرنسا..وبريطانيا ..وأمريكا من أجل الثورة..

وأنني أحيل السؤال لكل ذي بصيرة في ليبيا وخارجها..إذا لم تكن تلك خيانة وطنية فما هي الخيانة ؟؟!!

لقد تعاملوا مع العدو.. ونفذوا تعليماته..وحرضوه علي تدمير قواتنا المسلحة البرية..والبحرية..والجوية..والدفاع الجوي..ويطالبون مزيداً من القصف والدمار لمدننا الصامدة التي إنحازت الثورة الفاتح ورفضت القبائل الحرة أن توالي الكفار تحت راياتهم..أو تقصف طائراتهم وهي تدمر معسكرتنا..وتوصلنا إلي مانحن فيه أن من يقرأ هذه الشهادات سوف يتأكد بأن من يراهم اليوم وزراء وفي المجلس ..وأجهزة الدولة هم من يتصدرون كتاب ليفي الصهيوني ..والعبد الأبق عبدالرحمن شلقم..ولن يقبل أي ليبي حر ..بأقل من محاكمة هؤلاء الجواسيس ..والخونة لتطهير ليبيا..من هذا العار التاريخي,,وعندما سيكون لمن طالب بالتغيير من شبابنا رأس يرفعه وشرعية ..غير شرعية ساركوزي ...وليفي وهذا الكومبارس الذي نراه يتخبط.. ويسوق ليبيا إلي الهاوية.. أو لمواجهة أخري في حرب أهليه بين من رفض أن يوالي الكفار ومن قاتل تحت طائراتهم وصواريخهم وقبل عقال خنزير الجزيرة ..البلوشي .. حمد بن موزة!! وماخفي كان أعظم !!
من أراد أن يري ليبيا جديدة عليه أن يطرد هؤلاء ويحاكمهم ...عندها لن يكون هناك خلاف من أجل أن تكون ليبيا أفضل ..مزدهرة وآمنة .لم نجلس في مؤتمر وطني يحدد مستقبل ليبيا الجديدة ليس فيها أعضاء ..أو تهميش ..أو عملاء ..فالجميع شركاء في الوطن وواهم كل من يعتقد أن أياً منا يتنازل عن حقه فيه ...وإلا علي ليبيا السلام .
10-4-2013
جامعة طرابلس

ظاهرة الزواج السري والرخيص من اللاجئات السوريات في المخيمات الاردنية


الجديدة: لا يسعنا إلا القول ” حسبنا الله ونعم الوكيل” الهم استر على نسائنا وبناتنا.
ما سمعناه وقرأناه في الصحف في الآونة الأخيرة عن ظاهرة تزويج اللاجئات السوريات في مخيمات الأردن هو حقاً خيانة للدين والقيم الإنسانية.
حيث أصبحت اللاجئة السورية سلعة رخيصة يعلن عنها في السوق وفي الجامع، هو ما لا يُعتبر فقط تجريح لكرامتها وحدها، بل هو تجريح للمرأة العربية. فالنساء العربيات يتحلون بأعظم صفة وضعها الله في النفس البشرية وهي الكرامة. أيعقل أن تمسح الأرض بكرامتهن؟ أهذا هو رد العرب على شجاعتهن؟ انتفضن من أجل كرامتهن ومن أجل الحرية ليتم تحويلهن إلى بضائع رخيصة تحت مسميات الدين والزواج والستر؟
فما تتعرض له الشابة السورية في مخيمات اللجوء من غمز ولمز هو إهانة لشعب كامل. تستر ومساعدة على استمرار جرائم الأسد.
فليس المقصود الزواج التقليدي وبالطرق المعروفة، وإنما الاتجار الذي لا يمت بصلة بأي شرعية. ظلم جديد لصورة الإسلام. كتبت جريدة القدس العربي عن الظاهرة وشمل انتقادها أسطر من العرض:
“ما عليك سوى الذهاب إلى المفرق ( 68 كيلومتراً شمال عمان)، حتى تحصل على زوجة سورية بكلفة تبدأ بمئة دينار أي ما يعادل 140 دولار، ولا تزيد على 500 دينار أي 703 دولار” عبارة تتردد على ألسنة الأردنين.
وللحد من هذا الزواج السري، أعلنت وزارة الداخلية الأردنية عن تعميم لكافة المحاكم الشرعية بأن أي عقد زواج خارج المحكمة سيعتبر غير قانوني وسيحمل الزوج كامل المسؤولية.
حتى أن صحيفة البي بي سي العالمية تترقت إلى هذه الجيزات في مصر وأجرت إستفتاءاً ، سألت في متابعيها ثلاثة أسئلة :
كيف تنظر الى هذه الزيجات؟ وهل الزواج هو الوسيلة الوحيدة لحماية اللاجئات السوريات؟وكيف ينظر الى دور رجال الدين في هذه المسألة؟
فهل ستخلد هذه الظاهرة صورة نمطية جديدة ستلصق بالعرب والمسلمين؟؟
هل تعتبر هذه الظاهرة رداً إيجابياً من الأردنيين على الربيع السوري؟ هل هذا هو المستمد من قيم الرسول صلى الله عليه وسلم؟ أم أن البشر وضعوا نزواتهم ورغباتهم في كفة تعلو النضال؟
وما يسعنا “نحن في الجديدة” إلا القول للأخت السورية صبراً جميلاً، إن مع العسر يسراً. فأنت لست وحدك لأنك لست فقط سورية، بل أنت عراقية وفلسطينية وسعودية وتونسية ومغربية وجزائرية ومصرية ولبنانية وليبية وكويتية ويمنية وعمانية لأنك عربية.
أهكذا ينظر إليك الرجل، ولسوء الحظ يزعم بأنه عربي ومسلم.
نقلا عن الجديد