26 مارس 2013

نخب الدماء - عبد الرازق أحمد الشاعر


في واحدة من معارك التاريخ التي لا تنتهي، التقت كتيبة إنجليزية بحامية فرنسية عام 1745، ويومها وجد اللورد تشارلز هاي نفسه على بعد خطوات من غريمه الفرنسي أوتيروث. كان الرجلان متعبان جدا ومنهكان للغاية، لكنهما لم يجدا من التقدم نحو مصيرهما المعلوم بدا. تقدم هاي قليلا ليكسر حاجز الرهبة في نفوس مريديه، ورد أوتيروث التحية الإنجليزية بمثلها، لكن خطواتهما المتعثرة لم تغير من الموقف المتأزم شيئا. كان على أحدهما أن يبدأ بالتلويح إيذانا بالهجوم، لكنهما لم يجدا في عروق أياديهما نبضا يكفي. واستمرت حالة جس النبض بين الطرفين دقائق مربكة. 
ولأن اللورد الإنجليزي المتعب كان أدرى بحال جنده، فقد طلب من الحامية الفرنسية أن تبدأ القتال. لكن أوتيروث مرة أخرى رد التحية بأفضل منها، وانحنى قائلا: "سيدي اللورد، نحن الفرنسيين لا نبدأ أبدا بإطلاق النار. لتبدأ أنت." لم يكن الرجلان يتعازمان على وجبة عشاء في الإليزيه، ولا يتناولون الغداء في مطعم تشايناتانج بدورشستر، ولكنهما كانا يضربان أقداح الدماء في صحة إمبراطوريات فاشية تتمدد فوق التاريخ فوق العظام والأشلاء. 
لكن الإعياء حتما لم يكن الوازع الوحيد وراء هذا الكرم الدموي المدهش. فقط وجد الرجلان نفسيهما في سبخة موحلة لا يريان للزوجتها يابسة. فقد ظل الرجلان يدوران في حرب همجية كثيران حقل معصوبي الأعين. فجأة، اكتشف الرجلان أن أقدامهما لا تحرز تقدما أو تسجل تراجعا على مقياس التاريخ. فلطالما كسبا أرضا ثم خسراها بقوة السلاح أو قهر المساومات. فقط كانت الدماء تسجل في تاريخهما ارتفاعا مضطردا لا يمكن تخفيضه بحال.
ما معنى أن يقاتل الرجل معذبا مثله قادته الولادة لانتماء، وقادته الحدود للحرب؟ ما معنى أي يرفع أحدهما بارودته ليخترق جمجمة رجل كل إثمه أنه يظن كما يظن هو - أنه يدافع عن بلاده؟ وما معنى أن يفرط القائد برجال لطالما جالسهم وشرب معهم أقداح الشاي الدافئ كي يشبع نهمه البهيمي في القتل والسحل؟ أي بطولة تلك التي يمكن أن يدعيها الرجلان وهما يغامران بترك زوجتيهما وأبنائهما في ذمة تاريخ لا يأبه لذكرى، وسرعان ما يستبدل نياشينهما بالتراب؟ 
في معركة فونتنوي الحاسمة، وقف قائدان صغيران أمام التاريخ بأسئلة كبيرة لم يجدا لها في قاموس المنطق مبررا، لكنهما وقفا يومها على حقيقة تاريخ غبي تستحثه الأطماع والكروش المنتفخة التي تتكوم خلف الطاولات لتشاهد مباريات العنف من وراء حجاب. توقف القائدان عن الحسم، لأنه لا حسم هناك. فالدماء لا تصنع البطولة، وإنما تصنع تيجانا قبيحة يلبسها قرود التاريخ الهمجيون الذين لا يرون في تخدد الأرض بالدماء غير لوحات فولكلورية ماجدة. 
لم يعد المجد للشهداء بعد أن نال لقب الشهادة في ميادين المعارك الخاسرة البلطجية والمأجورون. ولم يعد المجد للشهداء في بلاط تاريخ يلوثه التافهون بدماء الأغبياء ليصنعوا مجدا تافها سرعان ما يتنازلون عنه طوعا أو كرها. ذات فونتنوي أدرك المتعبان من همجية القتل أن خطوات محدودة فوق بلاط مؤقت لا تستحق كل هذه الدماء التي تسفك في شوارع التاريخ. 
فمتى يدرك قادة همجيتنا ما أدركه قائدان متعبان فوق ساحة دامية ذات صدق؟ متى يدرك قادة القتل والسحل والحرق أن الدماء التي تراق فوق أرضنا في سبيل التمكين لمكرهم أغلى من كل انتصاراتهم التافهة وعروشهم المؤقتة؟ ليتهم يدركون وليتنا ندرك وليت الزمن يتوقف عاما أو عامين ليمنح الخائضين في دمائنا فرصة لإعادة النظر في خطواتهم العابثة.
أديب مصري مقيم بالإمارات
Shaer129@me.com

نائب بالكنيست :الجيش الصهيونى يدرب كلابا بوليسية تهاجم من يقول "الله أكبر"

25 مارس 2013

فلاح صعيدي اصيل يمسح بجبهة خراب مصر الارض

في مصر عبد الناصر لا ناصرية .. ولا ناصريين بقلم محمد رؤية ناظم

هذا المقال
نختلف فكريا فى اجزاء منه مع مؤلفه ولكننا نتفق معه فى ضرورة العمل الديمقراطى للانتصار لعبد الناصر ..ضد من يحاولون وصم التجربة الناصرية بالبلطجة والاقتتال وتدمير الوطن لصالح شخص او عدة اشخاص .. سيد أمين

في مصر عبد الناصر.. لا ناصرية .. ولا ناصريين  

بقلم محمد رؤية ناظم
· لم تقف الناصرية عند حدود "الحرية والاشتراكية والوحدة" ولكنها شملت قيماً أخلاقية نبيلة ومواقف مبدئية ثابتة من كافة قضايا الإنسان.. ولهذا ترسّخت في وجدان شعبنا العربي ووجدت لها صدى عميقاً لدى شعوب الأرض التي تتطلع للحرية.
· كانت مصر بالناصرية منارة عالمية وحظيت بها الأمة العربية بشرف ريادة العالم من جديد.
· لقد أسّس جمال عبد الناصر بقيمه ومبادئه ومواقفه التي طرحها وتبناها لبناء مجتمع إنساني عادل صالح لكل زمان ومكان، يحقق الحرية للإنسان والمجتمع في آن واحد.
· كانت ثورة يناير فرصة أضاعها الحزبيون والسلطويون وعشاق المال والتمويل الاجنبي، فهل يضيّعها الناصريون الذين عاشوا من أجل هذا اليوم العظيم..؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لم يكن جمال عبد الناصر رجل مرحلة حتى ينساه شعبه ويعبره التاريخ.. ولكنه كان بطلاً تاريخياً وإنسانياً وقف عنده التاريخ طويلاً، ولم يعبره، ولن يعبره التاريخ، فجمال عبد الناصر ثائر وإنسان مؤمن بقيم الحرية والعدل والمساواة، استطاع أن يلوى عنق التاريخ لصالح الإنسانية، وغيّر مجراه ومساره، وأنسن العلاقات المجتمعية بصفة مطلقة، وعبّر بقيمه ومبادئه ومواقفه ـ التي طرحها وتبناها ـ عن تلك القيم الفطرية التي تأسس لمنظومة أساسية لحقوق الإنسان الأساسية المقدسة، ووضع القوانين الصالحة لبناء مجتمع إنساني عادل صالح لكل زمان ومكان، يحقق الحرية للإنسان وللمجتمع في آن واحد، فصنع بذلك تاريخاً جديداً، وإذا كان الفلاسفة والمفكرون على مر التاريخ، قد صاغوا أفكاراً إنسانية، وأضافوا قواعد جديدة للفكر الإنساني بمختلف توجهاته ومناحيه، الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، إلا أن تلك الأفكار في مجملها فشلت في عمل التوازن الضروري بين حاجات الإنسان الأساسية التي تضمن تحقيق حرية الفرد والجماعة، في مواجهة تطلعات الإنسان وطموحاته التي لا تقف عند حد، كما فشلت في صناعة النموذج الضامن لتحقيق تلك القيم العادلة التي تحقق الأهداف الإنسانية السامية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لم يكن جمال عبد الناصر رجل مرحلة، ولكنه بطل تاريخي ورمز تاريخ، فقد غيّر وجه التاريخ، ليس في مصر والوطن العربي فحسب، ولكنه استطاع بوعيه الإنساني الثوري أن يخرج بواقعه وفلسفته وتجربته إلى قارته الإفريقية، وعالمه الرحب الممتد على طول اليابسة وعرضها، حتى أنه كان ملهماً ومحفزاً لثوار العالم الذين استطاعوا بالزخم الإنساني الرائع والخالد لهذا القائد الملهم، وروحه الكفاحية، وصلابته، وعزمه، أن يقتلعوا جذور الاستعمار العالمي في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، وأن يبنوا، فرادى وجماعات، عبر ملاحم شعبية كفاحية رائعة، حضارة إنسانية جديدة، غيّرت وجه العالم، وقلبت موازينه السياسية، وأعادت العلاقات الدولية إلى طبيعتها العادلة عبر منظومات دولية ثلاث، هي منظمة الوحدة الإفريقية، وحركة عدم الانحياز، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، والتي كانت لعدة عقود ركائز أساسية في حماية شعوب العالم من خطر الاستعمار العالمي، وهيمنة القوى الغاشمة على مقدرات الشعوب، وقام بتفعيل جامعة الدول العربية لاحتواء الرجعية العربية وتحديث آليات العمل العربي المشترك بهدف تحقيق الأمن القومي العربي.
وبعد أكثر من (42) اثنين وأربعين عاماً على رحيل البطل، ونحن نرى الدمار الهائل الذي لحق بالبنية السياسية في مصر، وهذا الفراغ السياسي الموحش، الذي يعرّض مصر وشعبها لتغيير الهوية والانفصال عن التاريخ، بل والتيه، بتولي تلك العصابات المنظمة التي تحاول الانتساب إلى الدين الإسلامي الحنيف تستراً على أهدافها السلطوية، وهي تتطلع للتمدد لاحتواء الهويات الوطنية والقومية للشعوب المسلمة، خداعاً للمواطن المسلم، وتدليساً على الحق والتاريخ، وبعد أن اختلط الحابل بالنابل، وتحولت قضايانا الأساسية وهي أهداف ثورة الخامس والعشرين من يناير المجيدة إلى صراع حول مفردات وجمل وتفسيرات، ودرنا في دائرة مفرغة صنعوها لنا حتى التمكين (الأخونة)، وبدأنا نتدحرج من سهل إلى جرف إلى أخدود إلى هاوية، ونحن نحتضن الأحلام الوردية التي زرعتها فينا تلك الثورة النبيلة، ولا ندرك أن قراءة كافة السياسيين للثورة كانت قراءة سطحية، وأن غياباً واضحاً للمنهج هو الذي أحدث فراغاً في الحوار، وأن غياباً واضحاً للرمز هو الذي أحدث فراغاً في القيادة، وأن غياباً واضحاً للإيمان بقضايا شعبنا العظيم وأهداف الثورة على جانبي الصراع جعله جولات من الصراخ والعويل، وتأكد الشعب أنه ضحيةً للمنتفعين، وأن الثورة قد سرقت من قبل تنظيم رجعي متعفن، فخرج من الصراع، ربما ليعد نفسه للثورة الثانية..
هنا.. من حقنا أن نتساءل، أين الناصرية ...؟ وماذا فعل الناصريون؟؟!
الناصرية.. التي لم تقف عند حدود "الحرية والاشتراكية والوحدة" ولكنها شملت قيماً أخلاقية نبيلة ومواقف مبدئية ثابتة من كافة قضايا الإنسان، وترسّخت ـ وما زالت حتى اللحظة ـ في وجدان الشعب المصري عبر سواده الأعظم، تحالف قوى الشعب العامل من عمال وفلاحين ومثقفين ورأسمالية وطنية وجنود، وترسّخت ـ وما زالت حتى اللحظة ـ في وجدان شعبنا العربي، فطهرت أمتنا العربية العظيمة من رواسب الإقليمية والرجعية، الناصرية التي وجدت لها صدى عميقاً ـ وما زالت حتى اللحظة ـ لدى أحرار العالم وشعوبه التي تتطلع لتحرير إرادتها وترابها، لقد كانت مصر بالناصرية منارة عالمية، وحظيت بها الأمة العربية بشرف ريادة العالم من جديد. 
ومن حقنا ـ بعد قراءة الواقع أن نقول بوضوح شديد، إن الناصرية باقية ما بقي الدهر، لأنها فكر، وقيم، ومبادئ، ومواقف مبدئية وثابتة من كافة قضايا الإنسان، فالناصرية باقية في الوجدان الإنساني، وباقية في الضمير الوطني والقومي، ولكن..!! أين الناصريون..؟!!!
عندما رحل البطل.. كان الميراث ثقيلاً، لأنه ميراث أخلاقي، وإنساني، وثوري، وشعبي، ومسؤولية تاريخية عن إنجازات تحققت على الأرض لا مناص من استكمالها، وعناوين كبيرة وواضحة عن طموحات شعب وأمة، وحلقات مترابطة ومتتابعة في الوطن العربي وإفريقيا والعالم الإسلامي والعالم، لا بد وأن تتواصل فعالياتها، وحركتها، كانت تركة ثقيلة إلا على الرجال الأنقياء، المؤمنين، كان الميراث ثقيلاً على أشباه الرجال والمتسللين والوصوليين والسواعد الخائرة، كان الميراث ثقيلاً على المترددين وعشاق السلطة والسلطان، ولم تمض غير أشهر قليلة حتى بدا واضحاً أن من أحنى رأسه لتمثال عبد الناصر وافتخر ـ زوراً ـ بأنه كان شريكاً، تنصّل من كل الميراث، وبدأ "السادات" "عصر الردة"، واستمر عصر الردّة لأكثر من أربعة عقود، وتأتي ثورة يناير المجيدة لتثبت للذين خارت قواهم أن الناصرية مترسخة في وجدان شعبنا العظيم، وقد عبّرت عنها الثورة الشعبية الهادرة في موجاتها المتعاظمة بشعارها الشهير "عيش حرية عدالة اجتماعية كرامة إنسانية"، وكان تحالف قوى الشعب هو الطوفان الهادر، ولقد كان تحالفاً شعبياً لا أثر فيه لحزب أو تنظيم أو جماعة أو ما شابه من تكوينات سياسية، تحالف شعبي نقي يقوده ثوار أشاوس، أسقطوا عصر الردّة، وحلموا بأن يستردوا عصر الحرية والمساواة والعدل الاجتماعي.
جاءت ثورة يناير المجيدة لتكشف أن الأحزاب الناصرية أشكال هلامية، وأن القيادات الحزبية أصابتها الشيخوخة، وغلب عليها العجز فلم تستطع تنظيم صفوفها، وغلب عليها حب المال والسلطة فانقسمت تلك الأحزاب على نفسها، وضاع الهدف الأساس، أربعة أحزاب ناصرية، لم تستطع الوفاء بتبعات المرحلة، ففقد الشارع المصري الاحساس بوجود من يعبّر عن الناصرية، وأدركت الجماهير عجزهم عن الدفاع عن الطرح والميراث، وبلغت المأساة ذروتها بانهيار مروّع، فقد أصبح الشعار التاريخي في "الحرية والاشتراكية والوحدة" طي النسيان إلا في بعض المناسبات القومية حيث يرفعه بخجل شديد بعض الخطباء للتعبير عن فخرهم بالانتماء للماضي العظيم، ولعلّ الأدهى والأمر أن الناصرية تحوّلت إلى تجارة بالموقف، وبعد الانهيار الذي حدث للناصرية في مصر، انسحب الانهيار على الناصريين العرب، فقد خرجوا في معظمهم عن العقل، ولا غرابة في هذا، فعلى الدوام كانت مصر الريادة والقيادة، حتى في الانكسار والهزيمة، وخرجت الأحزاب "الناصرية" في مصر والوطن العربي عن الثوابت الناصرية وتقلبت المواقف، وعمّت التجارة والمتاجرة بالناصرية، تضليلاً لشعبنا العربي العظيم وتدليساً عليه.
فهل يصدق عقل، ومهما كانت الأسباب، أن من "الناصريين" الليبيين، وغير الليبيين، من وقف مع استجلاب "الناتو" لضرب الشعب الليبي وسحق بنيته التحتية ونهب ثرواته من قبل قوى الاستعمار العالمي الغاشمة..؟!! وهل يصدق عقل أن من "الناصريين" في مصر من حالف جماعة "الاخوان المسلمين"، وهم أعدى أعداء الناصرية، ونزل الانتخابات على قوائمهم للفوز بكرسي في مجلس الشعب...؟!!، ومنهم من وقف في أروقة المحاكم دفاعاً عن الرأسماليين المستغلين ضد مصالح العمال الكادحين وحقوقهم المشروعة، ومنهم اليوم من يجمع أموالاً لحساب الحزب الناصري الموحّد الذي لم ير النور بعد، وهل يصدق عقل، ومهما كانت الأسباب، أن من "الناصريين" السوريين، وغير السوريين، من يقف مع العصابات الإرهابية التي تجتاح سوريا وتهدد وحدة أراضيها، لحساب المخطط الامبريالي الصهيوني، ولتسلمها للعصابات التي تدعي أنها إسلامية..؟!! هل يصدق أحد أن من الناصريين العرب من يعتبر أن الفوضى التي أحدثها الغرب في الوطن العربي هي ربيع عربي، وأنها ثورات شعبية، لتحقيق الديمقراطية..؟! وهل يصدق أحد أن ناصرياً عربياً يقبل تمويلاً من الرجعية العربية لدعم عمل قومي أياً كانت صفته أو اسمه..؟!! وهل يصدق عقل أن ينعقد "المؤتمر الناصري العام" الذي يضم تنظيمات "ناصرية" عربية، بناءً على طلب من حكومة عربية رجعية لاتخاذ موقف داعم لقوى الاستعمار العالمي، وللغزاة الذين يحاولون تقسيم سوريا، ولتسليم شعب صامد في وجه الصهاينة لأعداء العروبة والاسلام من تيارات سياسية ارهابية تعمل تحت ستار الاسلام..؟!!
هذا غيض من فيض لا يتسع المقام لسرده، فهذه مجرد أمثلة لما فعله "الناصريون" في مصر عبد الناصر، وفي الوطن العربي الذي يدين لعبد الناصر بالكثير، وفي المقدمة، حرية التراب والإرادة.
ونقول مصر عبد الناصر، لأنه هو من حدّثها، وبنى لها هذا المجد الذي تعيش عليه اليوم، فقد حقق لها الريادة والقيادة، والمكانة الدولية الرفيعة، وهو من حرّر ترابها بعد عقودٍ طويلة من الاحتلال الأجنبي، وهو من وضعها في مصاف الدول التي تحظى باحترام العالم وشعوبه، وينسحب على الوطن العربي ما انسحب على مصر العظيمة بكفاح عبد الناصر وانتصاراته وما حققه على المستوى الاقليمي والعالمي.
وبعد:
أمام المحنة المفجعة التي تعيشها مصر، ومعها الوطن العربي، وتأكد انهيار التنظيمات والهياكل التي تعبّر عن الناصرية، وتأكد أن الأزمة ليست تنظيمية فحسب، ولكنها أزمة قيادات انحرفت عن دورها التاريخي، ورغم ذلك تمسكت بالفشل متمثلاً في بقايا تلك الأحزاب الخاوية الخائرة، واشعلت حرباً في المحاكم، وتركت الشارع للتنظيمات المعادية للحرية، التي تعمل تحت ستار ديني، محدثة بذلك فراغاً سياسياً هائلاً، وقد قاطعت جماهيرها المؤمنة بالناصرية وعبد الناصر، وبذلك ساهمت بجهد وافر في توريط مصر وشعبها في محنة ستكلفها عدة عقود، من ثرواتها، ومن تاريخها، وقد استمر الصراع بين الجديد والقديم في محاولة لرأب الصدع، وتجميع الهياكل الناصرية التي فقدت حيويتها، ليصب فيها تحالف قوى الشعب المصري طاقته المبدعة الخلاقة، ويعيد بناء مصر التي خرّبها المرتدون، ولكن هيهات.. لقد بدا واضحاً أن لكل من القيادات الحزبية شروطه، ولم يعد هناك بد من هدم المعبد على رؤوس أصحابه..(..........).
لقد كانت ثورة يناير المجيدة فرصة تاريخية للناصريين لإعادة تنظيم الصفوف، فقد أثبت شعب مصر أن الناصرية تعيش في وجدانه، وقد رفع صور الزعيم الراحل في كافة ميادين مصر وشوارعها وحاراتها، وكانت الثورة فرصة ذهبية لإستعادة مكاسب العمال والفلاحين والطبقات الكادحة والمطحونة، كانت الثورة فرصة لاستعادة التعليم المجاني والعلاج المجاني وتمديد مظلة التأمين الاجتماعي لتشمل شعب مصر عن بكرة أبيه، كانت الثورة فرصة لنقل مصر إلى القرن الحادي والعشرين، كانت الثورة فرصة لأن تستعيد مصر دورها الريادي، والحضاري، في أمتها وقارتها والعالم، كانت الثورة فرصة لتحقيق "الحرية والاشتراكية والوحدة" فشعب مصر تواق لعودة تاريخه العظيم، وشعبنا العربي ما زال يتطلع للناصرية ليتخلص من الرجعية والهيمنة ونهب الثروات، وكانت ثورة يناير المجيدة فرصة ذهبية لإلحاق الهزيمة بالمخططات الصهيونية والإمبريالية في الوطن العربي والعالم، بضربة موجعة، وقاضية، وأخيرة، ولكن هيهات..
فرصة اضاعها الحزبيون والسلطويون وعشاق المال والتمويل الاجنبي، فهل يضيّعها الناصريون الذين عاشوا من أجل هذا اليوم العظيم..؟ هل يضيّعها شعب مصر ..؟
ولن تغيب الإجابة..

ابو العلا ماضي : الرئيس اخبرنى بوجود تنظيم من البلطجية يضم 300 الف يديرها جهاز حساس

أحد مصابى الهجوم على معتصمى مدينة الإنتاج داخل سيارة الإسعاف






بينهم رؤساء أحزاب وسياسيون وبلطجية : بلاغ ضد ( 169شخص) تورطوا في أحداث المقطم


تقدم عبد المنعم عبد المقصود "محامي جماعة الاخوان المسلمين" ببلاغ للنائب العام, ضد 169 شخص , بينهم رؤساء أحزاب وسياسيون وبلطجية يتهمهم بالتورط في الاحداث التي شهدتها منطقة المقطم يوم الجمعة الماضية , والتي ادت لسقوط عشرات الجرحي واستشهاد أحد اعضاء الجماعة , بخلاف العشرات الذين تم سحلهم واختطافهم وحجزهم داخل المساجد والبنايات في مشهد لم ترى له مصر مثيلاً.
وطلب في بلاغه -الذي يقع في 32 صفحة -من النائب العام سماع أقوال المجني عليهم البالغ عددهم " 276 تم اصابتهم واختطافهم" ومعاينة السيارات التي تم حرقها والمساجد والمنشآت التي تمت محاصرتها واتلاف محتوياتها, وتكليف وزارة الداخلية بعمل التحريات اللازمةعلي الوقائع محل التحقيق وبيان مرتكبيها , والمسئولين عنها والمحرضين عليها من خلال الدعوات والتصريحات الصادرة عنهم بجميع وسائل الاعلام " المسموعة والمقروءة والمرئية, وشبكات التواصل الاجتماعي واليوتيوب " , وتحريك الدعوى الجنائية ضد جميع المتهمين , ومن ستسفر التحقيقات عن مشاركته معهم أصلياً او تبعياً, لأنهم في غضون الفترة من 1/3/ 2013 إلي 22/3/2013 ارتكبوا الجرائم المعاقب عليها بالمواد " 40, 86 , 86 مكرر , 86 مكرر أ , 87 , 88 مكرر أ , 89 , 90 , 95 , 102 أ, 102 ب ,102 ج , 102 د ,171 /1 , 240, 241 , 242, 243 , 280, 375 , 375 مكرر أ ".
وقد أرفق مع البلاغ مجموعة من السيديهات تحتوي علي 54 مقطع فيديو , و 155 من الصور الفوتوغرافية , والتي تؤكد ارتكاب المتهمين للجرائم والأفعال المنسوبة إليهم , مشيراً إلي أنه جاري استكمال جمع الأدلة ضد متهمين آخرين وكذلك حصر مقرات الجماعة والتي تم الاعتدء عليها , وسرقة محتوياتها في عدد من المحافظات , وتحديد باقي المتهمين سواء المحرضين او المنفذين , وتقديم بلاغات لاحقة ضدهم.
من ناحية أخرى قال عبد المقصود انه سبق وأن تقدم ببلاغ للنائب العام ووزير الداخلية حذر فيه من مغبة ما حدث، ودعى الجهات المسئولة لاخذ التعهدات على الاطراف الداعية للتظاهر لوقف عمليات التحريض والتهييج والشحن لاعضاءها، حفاظا على سلمية التظاهرات وحمايتها من الخروج على الشرعية والقانون، وحفاظا على السلم والامن العام.
وأكد على أن اعمال العنف التى شاهدها الشعب المصري يوم الجمعة الماضي باستنكار شديد لا علاقة لها بثورة 25 يناير المباركة، التى كانت بمثابة مثال رائع في التعبير السلمي عن الرأي، ونموذج اشادت به مختلف دول وشعوب العالم .
وحذر من مواصلة عمليات الاستفزاز لمشاعر الشعب المصري، الذي يعي حقيقة ما يحدث، ويرفض اعمال العنف بكافة صورها واشكالها، ويحمل بعض القوى المعارضة مسئولية تأجيج العنف ونشر الفوضى في المجتمع.
واكد على ضرورة احترام مبادئ الحرية والديمقراطية، باعتبار ان ذلك يمثل طوق النجاة الذي يمكن ان ينهض بالوطن، ويقوده للوصول إلى مصاف المجتمعات الغربية المتقدمة.
وأشار إلى ان الحوار السياسي يمثل الوسيلة المثلي لحل الخلافات السياسية والوصول الى تفاهمات مشتركة فيما يتعلق بالازمات التى يمر بها الوطن.
واخيراً طالب عبدالمقصود وسائل الاعلام بضرورة التزام الحياد والموضوعية، والتوقف عن نشر اي اعمال تتضمن اثارة أو تهييج احتراما لامن واستقرار الوطن، وحفاظا على أمن وسلامة المواطنين.
القاهرة في:
13 جمادى الأولى 1434 هــ
الاثنين الموافق 25 مارس 2013 م