16 ديسمبر 2012

هل يحترق الإعلام .. بالاقتراب من مرسي؟!! - حنان عبدالفتاح


بقلم حنان عبد الفتاح
نائب رئيس تحرير المساء
في تحليل إعلامي كاشف لطبيعة المأزق الذي أوجد الإعلام المصري نفسه فيه من خلال تغطيته لأزمة الإعلان الدستوري الملغي والاستفتاء علي الدستور. خرجت علينا قناة الـ بي.بي.سي بتقرير يؤكد أن الإعلام المصري لعب دوراً في تأجيج الأزمة بإظهاره مرسي بالديكتاتور الذي قسم شعبه وعرَّض بلاده لحرب أهلية!! 

وتستطرد الـ بي.بي.سي في تقريرها مؤكدة أن الإعلام في مصر في معظم تقاريره كان يعكس الأيديولوجية السياسية للقائمين عليه وهي تختلف تماماً عن أيديولوجية مرسي الإسلامية.. ليس هذا فحسب. بل إن التقرير علي لسان أحد الضيوف.. وهو الكاتب عبدالوهاب بدرخان.. ذهب إلي أن الإعلام بمصر نأي بنفسه بعيداً عن مرسي منحازاً للشعب المعارض لمرسي حسب وجهة نظره مطبقاً مبدأ إذا اقتربت من موقف الرئيس مرسي ستحترق!! 
وهكذا.. حينما كان لدينا حاكم طاغية قبل ثورة 25 يناير انحاز إعلامنا للحاكم ضد الشعب.. وحينما جاءت الثورة بحاكم منتخب يريد أن يدعم مسار الديمقراطية.. حتي لو اختلف البعض علي هذا المسار.. وجدنا إعلامنا الحكيم يقف له بالمرصاد ويحول بينه وبين شعبه بالتركيز علي آراء الطرف المعارض للرئيس فقط بقلبه للحقائق وعلي طريقة "حلال لي حرام علي غيري". 
والدليل علي ذلك انتقاد الإعلام المصري للاعتصام السلمي لجبهة "حازمون" أمام مدينة الإنتاج الإعلامي مطالبين بتطهير الإعلام.. فاعتبر بعض الإعلاميين إن لم يكن أغلبهم أن هذا الاعتصام اعتداء علي حرية الرأي.. بينما رفض هؤلاء الإعلاميون أنفسهم انتقاد الإخوان والمؤيدين لمرسي للاعتصام اللاسلمي لمعارضي الرئيس أمام قصر الاتحادية الذي رأوا فيه عدواناً علي الشرعية وهيبة الدولة. بينما رأي هؤلاء الإعلاميون أن اعتصام معارضي مرسي حق من حقوق حرية التعبير عن الرأي ليكرسوا بذلك مبدأ "حلال للمعارضة وإعلامها التعبير عن رأيها. حرام علي غيرها". 
ونفس المبدأ اتبعته قيادات جبهة الإنقاذ الوطني حينما طالب أحد أعضائها وهو مصطفي الجندي المنسق الميداني لها في حواره معي طالب باعتماد دستور مؤقت بديلاً للاستفتاء المزمع بعد غد يتم بموجبه اختيار مرسي رئيساً للجمهورية.. والبرادعي رئيساً للوزراء وذلك ارتكازاً للشرعية الثورية وهي نفس الشرعية التي رفضوا منحها لمرسي حينما أصدر إعلانه الذي ألغاه رغم أن مرسي هو الرئيس المنتخب وليسوا هم!! 
وهكذا نجد البعض ينكر الشرعية الانتخابية مفضلاً عليها شرعية الأصوات الصاخبة عبر أبواق إعلامية فضلت النأي بنفسها بعيداً عن مرسي ليس خشية علي نفسها من الاحتراق وإنما رفضاً للتطهر واتباعاً لأيديولوجيتها الخاصة بعيداً عن المهنية وحنيناً منها لماض قريب انقلب الشعب عليه.

تمثيلية الهجوم على الوفد بقلم محمود سلطان


عندما أُحرق 28 مقرًا لـ"الحرية والعدالة".. لم نسمع من "الديمقراطيين" على فضائيات مبارك أية إدانة!!.. ولم تلق علينا قنوات الأموال المنهوبة، دروسًا في كيفية الخلاف "الحضاري" مع الخصوم!!.. وعندما حاصر البلطجية الشيخ المحلاوي وتحديد إقامته في مسجد القائد إبراهيم، اعتبر "التنويريون" هذا الإرهاب ممارسة "تنويرية" ضد داعية "الظلامية" في الإسكندرية!!

الست "لميس" أغلقت الهاتف في وجه نادر بكار، لمجرد أنه طالب بإدانة التعدي على المحلاوي، بذات الحماس الذي ندين به الاعتداء على حزب الوفد!.. فالأخير ـ في نظر داعية "المواطنة"ـ مصري كابر عن كابر.. أما المحلاوي، فهو "تيواني" متسلل إلى مصر ولا يستحق أية حقوق.. وحلال فيه "قطع رقبته".!

عندما قُتل "صحفي" ـ رحمه الله ـ يعمل في جريدة "فلولية" في أحداث "الاتحادية".. أقام الإعلام "الفلولي" حلقات "جنائزية" وبكائيات ليلية، تاجرت بدم الزميل الضحية، ووظفته في تصفية الحسابات والأحقاد مع الرئيس المنتخب.. فيما اعتبر مقتل ثمانية من الخصوم ـ بعضهم سقط بالسلاح الطائفي ـ نزهة صيد لـ"أرانب" برية مستباحة!! ولم يعبأ بدموع الأمهات ولا بآلام الآباء والزوجات اللاتي ترملن وهن في مقتبل العمر.. غاية الخسة والرخص في إدارة الخلافات السياسية.
أما حكاية "الاعتداء" على الوفد.. ففي تقديري لن تكون الأخيرة، وربما نسمع قريبًا عن حكايات مشابهة لعدد من مقار الواجهات التي يتخفى خلفها ـ حتى الآن ـ نظام مبارك، ويدير شغب الشوارع وإثارة الفزع والفوضى من داخلها.
نكتة حرق "الوفد" جاءت كرد فعل متعجل على نتائج الاستفتاءات، وكبروفة لسيناريوهات مشابهة، وكبالون اختبار لقياس قدرتها على إرباك الشارع وإثارة الفوضى للشوشرة على "صدقية" الاستفتاء.
الاعتداء على الوفد "تمثيلية" فولية "بايخة".. والتيار الشعبي، بدأ في "جر الشكل" والتمهيد للاحتذاء بـ"تمثيلية" الوفد، وطفق يردد الكلام "الخايب" عن فرض حراسة مشددة حول مقاره خوفًا من الاعتداء عليه من قبل أنصار أبو إسماعيل.
ولعل البعض يتذكر أن حزب الوفد ـ ومقر جريدته ـ لم يتعرض طوال تاريخه للهجوم المسلح إلا من قبل القيادات الوفدية الكبيرة ذاتها.. كان آخرها عام 2006، عندما تعرضت القيادة الشرعية في ذلك الوقت للحزب لـ"انقلاب" مسلح، وشن أنصار محمود أباظة هجومًا بالأسلحة وقنابل المولوتوف على مقر الحزب للإطاحة بالدكتور نعمان جمعة.. وهذه قصة معروفة وشهيرة فلا داعي للقيام بدور "المسالم" و"الضحية" والإيمان بإدارة الخلافات السياسية بالطرق السلمية المشروعة.
تاريخ الوفد ـ إذن ـ يؤكد أن من حرق مقاره هم الوفديون أنفسهم.. ومن تجرأ على حرق المقار أول مرة، فلن يردعه رادعٌ حال قرر حرقه مرة أخرى و"تلبيس" القضية لآخرين على خلاف عميق مع الموقف الرسمي للحزب إزاء الاستفتاء على الدستور.
almesryoonmahmod@gmail.com

فيديو.. مفاجأة بلاغات للنائب العام قبل أيام تؤكد نية البدوى حرق مقر للوفد


قال أنيس الدغيدي الكاتب الصحفي إنه تقدم السبت قبل الماضى بـ4 بلاغات رسمية للنائب العام تحمل أرقام 44, 76,75,77 ضد نجيب ساويرس رجل الأعمال والسيد البدوى رئيس حزب الوفد لاتهامهما بالتخطيط لقتل الدكتور محمد مرسي, رئيس الجمهورية وعدد من الشخصيات العامة على رأسها الدكتور محمد البلتاجى والدكتور محمد بديع المرشد العام للإخوان المسلمين والدكتور سعد الكتاتنى رئيس حزب الحرية والعدالة وصبحي صالح والمهندس خيرت الشاطر.

وكشف الدغيدي فى مداخلة هاتفية عبر قناة مصر 25 عن حضوره اجتماع بين البدوى وساويرس للاتفاق حول حرق الحزب ونقل الدغيدي عن ساويرس قوله: "إنه يريد أن يحرق بعض الكنائس حتى تنسب للإخوان" مؤكدًا أنه قد أبلغ الرئاسة بالأمر.
كما أكد الدغيدي أن من حرق حزب الوفد هم المخططون لإحراق مصر وإلصاق التهم بالإخوان وإشعال الفتنة.
صورة وتدوينة تؤكد تواطئ الشرطة فى موضوع قسم شرطة الدقى

وكشف أيضًا عن اشتراك عدد من الشخصيات العامة فى المؤامرة على الرئيس والإخوان على رأسهم رضا إدوارد ومحمد البرادعى وعمرو موسى وأحمد الزند.

الشيخ المحلاوى يروي ما حدث في القائد ابراهيم ويفضح تأمر الشرطة

خطبة المحلاوي فى جمع الغضب 
خطبة المحلاوي فى جمع الغضب الثانية

خطبة المحلاوي فى يوم الرحيل

السادات يهاجم  المحلاوي

15 ديسمبر 2012

بين خيارين - عبد الرازق أحمد الشاعر



توقف ونستون تشرشل الخطيب المفوه والسياسي البارع عن الاسترسال في كلمته حين قاطعه صوت معارض: "تريدني أن أنتخبك أنت؟ والله لو كان الشيطان خصمك لاخترته." وعندها توقف المهللون عن التصفيق والصفير وتعلقت الأبصار بحنجرة الرجل وشفتيه، وخيم الصمت على المكان حتى انفرجت أسارير تشرشل وداعب لسانه حلقه في تلقائية مدهشة ليفحم الممتنع عن التصويت برصاصة غير طائشة: "طالما أن صديقك ليس لي خصيما، يمكنك أن تصوت لي."
ليس للمبطلين صوت في معادلة حداها تشرشل والشيطان إذن، ولا خيار في ورقة الصمت يمنحنا فسحة من الأمل لتداول كبسولات الحرية. وطالما أن الذاهبين إلى صناديق الاستقطاب لا يملكون رفاهية كتابة سيناريو الحرية، عليهم أن يقرروا قبل وضع رؤوسهم في سلة الخيارات أن يختاروا القيد الأنسب لمعاصمهم. يمكننا أن ننحاز لتشرشل أو نختار الشيطان، فكلاهما خياران بائسان في أسواق الحرية الكاسدة. 
وعلى القادمين من الشتات التوجه صوب اليمين أو نحو اليسار، فليس في ساحاتنا ثمة خيار ثالث - فقط هناك طرف ثالث ينفث في عقد التاريخ ليمزق شرايين الجغرافيا ويوزع أفراد الهم الواحد إلى فريقين خيرهما التشرشليون. ليس هناك ثمة مساحة بين النعم واللا إلا السقوط، وليس ثمة مكان لإقامة خيمة مشتركة توزع الأمل على البسطاء في عالم نسي قدميه وتقدم فوق عربة التناحر نحو هاوية مستحقة. 
وليس هناك ثمة حاجة لتبرير العداء، فالعداء واجب في سنن الحروب، والكيد والتنابز بالألقاب والتاريخ شريعة النصال. ليهنأ المصفقون والرافضون بما كسبوا من أرض يابسة كغصة في حلق الوطن، وليخسأ الواقفون بين معسكري البذاءة والقبح والدموية. فلا معنى للوقوف في زمن الكراهية فوق حد رفيع كشفرة الموسى ليصبح المرء عرضة لسهام تشرشل ورماح الشيطان. 
قديما، كان الذاهبون إلى الحرب يعرفون الفارق بين كعب البندقية وفوهتها، لكننا اليوم نحمل رؤوسا معرضة للانفجار من أي خلف ومن كل أمام. ما الفارق بين موتة وأخرى طالما أننا على أي جنب من جوانب الخزي شهداء؟ منا شهيد ومنهم شهيد، هكذا تفرض الحروب خسائرها على المقترعين بنعم أو الموقعين بلا. فباسم تشرشل أو باسم الشيطان، سيقيم الموت مملكته فوق جماجم البسطاء الذين أنهكهم الصمت عقودا حزينة.
وباسم الحرية سنتقاتل، ويطارد بعضنا بعضا فوق جبال التخلف وفوق سهول الأحزان. وسنحمل أكفاننا باسم تشرشل أو باسم الشيطان لنمضي قدما نحو الموت رافعي الرؤوس كمن انتصروا على ظلالهم في شعاب الكراهية. إلى صناديق الاقتراع سنمضي مهتدين بأحقادنا وسخائم قلوبنا، وسننتصر على الفراغ والبلادة بعلامات فوسفورية تحمل الحبر نفسه وإن كانت لا تحمل الأناشيد نفسها. لكل فرقة إذن كأس وحسناء، وللشعب البائس الصبر والسلوان في أمل انشطر إلى قوسين معكوسين فوق خارطة الوطن. 
يوم عاد الشاعر فيليب توماس من الحرب العالمية الأولى كث الشعر مغبر الجبين، سأله قومه: "عن أي شيء كنت تقاتل يا فيليب؟" عندها انحنى المأسوف على خياراته وأمسك بعض القاذورات بيديه وفركها بين أصابعه، ثم رفع رأسه ليقول: "عن هذا." 

أديب مصري مقيم بالإمارات
Shaer129@me.com

رغم اننا نحترمه ..فيديو فاضح لمحمود سعد اثناء الفاصل


نظام الحكم في العراق .. وفضائح الفساد



الفساد بشكل عام ابرز سمات نظام الحكم الحالي في العراق ، والنظام العراقي ومنذ الاحتلال عام 2003 هو بين الدول العشر الاوائل الاكثر فسادا؟ً، ولم تتحسن صورته رغم مئات المليارات من الدولارات من عائدات النفط العراقي سنوياً التي تتسرب مئات الملايين منها، بشتى الوسائل، الى جيوب الحكام العملاء الذين نصبهم المحتلون ،فاضحى هؤلاء الذين كانوا يعتاشون على مساعدات اللجوء او من خلال المهن البسيطة كالبقالة وبيع المسابح والتحايل والتزوير..من ابرز ملاك العقارات في لندن ودبي وعواصم اخرى مختلفة، فضلاً عن وضع اليد على الاملاك العامة والخاصة في بغداد والمحافظات الاخرى؟؟، الفساد المستشري في كل المرافق والذي يتعاطاه الجميع ..حقيقة لاينكرها حتى من هم في قمة سلطة المنطقة الخضراء ، بل انه اصبح ورقة تشهر بوجه هذا او ذاك بهدف الاسقاط والمشاغلة وبالذات بعد ان يخرج الامر من اليد و يصبح فضيحة بـ " جلاجل " كما هو الحال مع صفقة الاسلحة الروسية التي ابرمت في الزيارة الاخيرة التي قام بها ( نوري المالكي ) لـموسكو . فقد أشاع هؤلاء الحكام العملاء ، وبدفع من المحتلين الاميركان والايرانيين وكل اعداء العراق والامة العربية،الفساد في كل شيء بعد تدمير واحتلال العراق ، فلا يوجد مرفق الا وطاله الفساد ، بدءاً من القضاء والتعليم وانتهاءً بالصحة والخدمات ، ولعل كبريات فضائح السرقات والرشاوي هي في القطاعات الاستراتيجية الكبرى كالتسليح والنفط والكهرباء وحتى " البطاقة التموينية " التي تلوح حكومة المالكي بألغائها؟.. لم تسلم هي الاخرى من السرقات والتلاعب وابرز امثلتها سرقة ملايين الدولارات التي كانت مخصصة لمفردات البطاقة من قبل ( فلاح السوداني ) وزير التجارة السابق وعضو قيادة حزب الدعوة والذي رتبوا خروجه من العراق ليدير الاموال المسروقة من قبل حزبه وقادته في لندن؟؟ كما رتبوا خروج لصوص اخرين، ابرزهم وزير الدفاع الاسبق ( حازم الشعلان ) الى لندن ،ووزير الكهرباء ( ايهاب السامرائي ) الى االولايات المتحدة؟.
فعراق النفط والخيرات في ظل حكم عملاء المحتل .. في مقدمة قائمة الدول الفقيرة والمتأخرة بعد ان وصلت نسب الفقر والجهل والامية والتخلف فيه ارقاماً مخيفة ؟؟ً وبغداد العز والمجد والتأريخ والحضارة ، بغداد الرشيد والف ليلة وليلة أضحت، في زمن هؤلاء "الدون والسفل" من اسوأ العواصم واكثرها قذارة وتلوثاً وفقداناً لابسط مقومات الحياة ؟؟. ان الفساد وفضائحه التي تزكم الانوف ،ابطالها ممن هم على رأس سلطة المنطقة الخضراء وهم ممن لا يعرق جبينه " لا حياء ولا خجل ولا ناموس ولا شرف " منذ ان اصبحوا مطية المحتل وابرز ادواته في الايغال بتدمير وتمزيق واضعاف العراق واستهداف ابنائه الاصلاء والشرفاء ،والافساد واستشراءالفساد احدى الوسائل للاثراء والمزيد من النهب والسرقات لاموال الشعب العراقي ، ولايضير هؤلاء الحكام الفاسدين افتضاح هذه القضية ام تلك اذا ما كانت وسيلة للاطاحة بهذا الطرف او ذاك ، ومن فضائح الفساد هذه.. فضيحة صفقة الاسلحة الروسية الاخيرة للعراق التي بلغت قيمتها [2،4] ملياردولار، والتي قيل انها جمدت بعد سقوط ( علي الدباغ ) الناطق باسم الحكومة وعضو الوفد المرافق للمالكي في زيارته لموسكو ومن الذين حضروا مراسيم التوقيع على هذه الصفقة اذ اعفي من منصبه؟ حيث فرغت ما تسمى بـ " لجنة النزاهة البرلمانية؟" من تجميع الادلة حول المتورطين في الـ " الكومشنات" العالية التي اتفق عليها مع الجانب الروسي بوفود مهدت للصفقة بزيارات خاطفة لموسكو كان ابرزها زيارة ابو ابراهيم ( احمد ابن المالكي) ؟ وفضيحة من هذا النوع ليست جديدة على المالكي وحكومته، ولكن الغريب في الامرالتركيز عليها وابرازها كفضيحة بهذه الصورة وفي هذا الوقت بالذات، فالصفقة اصلاً ذات اهداف سياسية ، فهي بمثابة تكريم وامتنان للحكومة الروسية على موقفها من النظامين السوري والايراني ، وان اغلب الاسلحة التي تضمنتها الصفقة والمدفوعة من مال الشعب العراقي(؟) هي لصالح سوريا وبدفع من ملالي ايران، وما يفيض منهالاستخدامات جيش المالكي في قمع الشعب العراقي ،والصفقة لا تشكل خطورة على اي بلد وبالذات على اسرائيل؟ ولهذا لايستبعد ان تكون واشنطن وراء هذا التحرك العراقي ازاء الروس لاشعار حكومة (بوتن) بانها لم تنس حصة موسكو من " الكعكة العراقية "؟ ولهذا،ورغم الضجة الاعلامية، سيستمر التعاطي مع هذه الصفقة لحين تحقيق اهداف فضحها وفي مقدمتها اظهار" ان المالكي عفيف ونظيف ولا يرضى بالفساد وسرقة اموال الدولة؟بعكس حقيقته كونه كبير السراق واللصوص والمجرمين"؟؟، اضافة الى استخدام الضجة المفتعلة والتحقيقات الشكلية في التشهير والاسقاط والمشاغلة ولو لفترة عن الازمات والمخاطر المحدقة بالحكومة التي تتهددالنظام العميل برمته ؟ وسيتم تقديم اكثر من كبش فداء الى جانب الدباغ[ الذي سيقبض ويكافأ بمنصب ما لقاء سكوته وعدم فضحه لعمولات الكبارومنهم ابن المالكي] ، ورغم كل ما قيل وسيقال ..
فان الصفقة ستقرمن قبل الحكومة والبرلمان، وان نسب العمولات" الكومشن " للمالكي ومستشاريه وازلامه والوسطاء سوف لن تتأثر اذا لم تضاعف؟ ،وان مصير اي معترض .. التصفية كما حصل لمرافق وزير الدفاع العميد ( علي عكلة العبيدي ) الذي قال في تصريح له قبل اغتياله لصحيفة البيئة الجديدة العراقية التي نشرته في 17/7/2012 [.. اذا لم تسو قضيتي فانني سأفضح المنتفعين من صفقات السلاح؟؟] . ان صفقة موسكو لاتختلف عن صفقات التسليح العديدةالتي وقعتها حكومة بغداد مع اكثر من دولة وشركة وابرزها الصفقات التي ابرمت مع اوكرانيا وكرواتيا والتشيك وصربيا ، فقد تناقلت بعض وسائل الاعلام .. ان نسب العمولا ت التي حصل عليها المسؤولون العراقيون مع نظرائهم الاوكرانيين والتشيك ، على سبيل المثال، قد وصلت الى اكثر من 20 بالمائة ؟ وان الاسلحة المتعاقد عليها وبالذات الطائرات والمدرعات فاشلة وغير عملية؟؟ ومن الصفقات التي افتضح امرالفساد فيها والتكتم عليها .. هي تلك الموقعة مع الجانب الصربي خلال السنوات الثلاث الماضية ، اذ تناولت بعض وسائل الاعلام في بلغراد مؤخراً..
ان شهرتشرين ثاني / نوفمبر من العام الحالي 2012 قد شهد ، حتى الان، سقوط ( 5 ) طائرات تدريب من انتاج صربيا خلال تجريبها ؟؟ ،علماً انها من نفس نوع الطائرات العشرين التي تعاقد العراق على شرائها ضمن صفقة كان قد وقعها في بلغراد ( عبدالقادر العبيدي ) وزير الدفاع العراقي السابق والمستشار العسكري الحالي للمالكي ، وقد كانت قيمة الصفقة بحدود 3 ملايين دولار ، لكنها وصلت الى اكثر من مليار بعد نسب العمولات " الكومشن " لوزيري الدفاع ومساعديهم ، وخلال تلك الفترة شهدت بلغراد وبغداد زيارات العديد من الوفود العسكرية وبالذات العراقية ، وفي اول جلسة للبرلمان الصربي بعد الصفقة، واثناء عرض منجزات وزارة الدفاع وما حققته من عملة صعبة للبلاد من قبل ( دراغان شوتانوفيتش ) وزير الدفاع الصربي وهو احد معاوني رئيس الدولة ورئيس الحزب الديمقراطي قبل ان يخسروا الانتخابات الاخيرة ويتركوا السلطة اواخر هذا العام .. راح يتباهى بالعقد الكبير مع العراق .. فتصدى له اكثر من نائب فاضحين .. "ان الاسلحة التي من المفترض تزويد العراق بها ليست صناعة صربية وانما هي اسرائيلية وصينية والعملة الصعبة الاكثر ستذهب الى بكين وتل ابيب ، وصربيا في هذه الحالة ليست اكثر من وسيط ؟ ". وبعد اشهر، وفقاً للصحافة الصربية ، اشترى وزير الدفاع الصربي شقتين " عبارة عن طابق كامل في احدى البنايات الجديدة " وقد طالب عدد من النواب استجوابه والتحقيق معه عن مصادر ثرائه المفاجىء وقد حاول الوزير.. الدفاع عن نفسه في لقاء تلفزيوني مدعياً انه اشترى الشقتين بعد بيع شقة زوجته القديمة؟ وعند التعليق على حادث تحطم طائرة التدريب الخامسة التي سقطت على منطقة سكنية وراح ضحيته "مقدم طيار ومهندس" ذكر احد جنرالات سلاح الجو اليوغسلافي في لقاءتلفزيوني" ان هذه الطائرات كانت فاشلة منذ انتاجها في عهد الرئيس الراحل تيتو، و قد ثّبّت ذلك رسمياً بعد فشل العديد من التجارب رغم بعض المعالجات ؟ " كل هذا و كأن الامر لايعني المالكي ولا لجان النزاهة والشفافية ؟؟ .. المهم توقيع عقود واستلام " الكومشن" ، سواء نفذ العقد ام لا؟ وسواء كانت الاسلحة المتعاقد عليها صالحة ام فاشلة كطائرات التدريب التي سقطت 5 منها اثناء التجريب ؟ ان مايجري من فساد في قطاعات اخرى كالنفط والكهرباء هو الاسوأ والاكبر حيث ابتلعت افواه حكام بغداد مليارات الدولارات تحت يافطة اعادة الاعمار وتوفير الخدمات التي لم يتحقق منها اي شيء طيلة السنوات العشر السوداء في تأريخ العراق .
وان ما فعلته وتفعله هذه " الدمى الخزافية " التي تتسلط على رقاب شعبنا الصابر يفوق مراراً افعال وجرائم الغزاة المحتلين ، ان شعب العراق الابي الذي واجه من هم اشد عداء ووحشية وحقداً وسفالة في تأريخه المديد .. لقادر على النهوض مجدداً وعلى طول قامته ليزيح هؤلاء السفلة من حكام الغفلة التي تؤكد الوقائع ان يوم الانتصاف منهم بات ، بعون الله وعزيمة شعبنا ومقاومته الباسلة، قريباً.

14 ديسمبر 2012

الثائرون على الديمقراطية - د. مصطفى يوسف اللداوي -لشبونة


في 14/12/2012
اعتدنا أن نسمع عن ثوراتٍ وثائرين على الظلم والجوع والفقر، وعلى القهر والاستبداد وكبت الحريات ومصادرة الحقوق، وعن ثائرين من أجل العزة والكرامة، وباحثين عن الحرية والعدالة والديمقراطية.
لكننا لم نسمع يوماً عن ثائرين على الديمقراطية، ورافضين لخيارات الشعوب ونتائج الانتخابات الديمقراطية، بحجة سذاجة الشعب وعدم أهليته وقدرته على الحكم 
والاختيار، اللهم إلا في الدول الشمولية العسكرية، التي ترفض الديمقراطية وتنقلب على الفائزين، وتصادر حقوقهم وتزج بهم في السجون والمعتقلات، وتتهمهم بالتخربب والفساد والإرهاب، والإضرار بمصالح الدولة والشعب، والارتباط بأنظمة وأجنداتٍ أجنبية، وتلقي مساعداتٍ ورشى من دولٍ وحكومات، وأنظمةٍ وأجهزة، ما يبرر لها الانقلاب على الديمقراطية، والتنكب لنتائج صناديق الانتخابات، أو العمل على إفشال الفائزين وإظهار عجزهم، وبيان ضعفهم، رغم يقينهم أن الفائزين قد ورثوا عن المخلوعين تركةً عفنةٍ فاسدة، وأنهم يتعاملون مع ميراثٍ هائلٍ من الخراب والفساد والسرقة والنهب والتآمر والارتباط والارتهان.
ومع ذلك فإن الناقمين على نتائج الانتخابات على اختلافهم، كونهم لم يفوزوا ولم يختارهم الشعب، إذ لم يؤمن بهم ولم يقتنع بشعاراتهم، وقد جرب أكثرهم وعرف حقيقتهم، فإنهم والخاسرين يتألبون ويجتمعون، ويتآمرون ويحركون الفتن والقلاقل لإفشال الفائزين، والحيلولة دون اطمئنانهم واستقرارهم لتطبيق برامجهم، والمضي في إصلاحاتهم، وتحسين ظروف عيش شعبهم، وإصلاح ما أفسدته الطغمة الحاكمة السابقة، وإعادة ما نهبته من ثرواتٍ ومقدرات، ومحاكمة من ثبت فساده وظلمه وتعديه.
إلا أن فئةً من الأمة كنا نظن بعضها خيرةً صادقةً، وطنيةً قوميةً ثورية، كانت يوماً معنا، واصطفت إلى جانبنا، وأيدت مواقفنا، واكتوت معنا بظلم الأنظمة ونير الحكام، وكانت شعاراتها البراقة تسبقها وتصقل شخصيتها، وتقودها إلى قلوب الشعب ووعيه، إلا أنها استشاطت غضباً كونها لم تنجح في الانتخابات، ولأن الشعب اختار غيرها، وآمن في سواها، فقررت ألا تعطي الفائزين فرصة، وألا تنتظر عليهم برهةً لتمكنهم من النجاح، وهي أكثر من يعرف عظم المسؤولية، وعفونة التركة، وأمانة الواجب، إلا أنها انقلبت وانتفضت وثارت بغير وجه حق، فلا صدق ولا براءة، ولا وطنية ولا ثورية، وقد كان الأجدر بها أن تقف إلى جانب شركائها في الثورة، وإخوانها في النصر والمعاناة، إيماناً منها باحترام نتائج الديمقراطية، ونزولاً عند خيارات الشعوب، التي كانت تحلم كثيراً أن يكون قادتها من بينها، وأن تكون هي التي تختار وتنتخب، وهي التي تراقب وتحاسب، وهي التي تعزل وتحاكم.
ما يحدث في مصر الآن من بعض القوى التي كنا نظن أنها قوىً ثوريةً وطنيةً قومية أمرٌ معيب ومشين، فقد شوهوا الثورة، وأوهنوا الشعب، وأفرحوا الحاقدين، وأسروا المبغضين، وأعادوا الأمل إلى أعداء الأمة التي أيقنت بأن مصر قد ذهبت وحلقت بعيداً عنهم، وأنها أصبحت إطار العرب وسوار الأمة، وعقدها الفريد، ولكن هذه القوى التي تظن أنها تحسن صنعاً قد أعادت لهم الأمل، بعودة مصر إلى حظيرتهم ضعيفةً كسيرةً ذليلةً حائرة القوى، لا تملك خيارتها ولا قوت يومها، ولا تعرف مسيرها ولا تقدر على اتخاذ قرارها.
لعلي في خطابي هذا أتوجه إلى حمدين صباحي أكثر من غيره، وقد عرفناه وطنياً ثائراً، وقومياً مناضلاً، وشهدناه في المؤتمرات والمنتديات يحمل هم مصر، ويتحدث باسم الفقراء والبسطاء وعامة أهل مصر، وعليه علقنا الكثير من آمالنا، وقد كنا به سنرضى لو فاز في الانتخابات الرئاسية المصرية، وحظي بأصوات الشعب وثقته، إذ أن هذه هي أصول اللعبة الديمقراطية التي ارتضيناها حكماً ووسيلةً للحكم بالتراضي، وقد كان لزاماً على غيره لو فاز برئاسة مصر أن يساعده وأن يقف إلى جانبه، وأن يناصره ويؤيده.
لكننا اليوم نراه في الموقع الآخر، وفي المربع المناهض للعدل والحق، متحالفاً مع فلولٍ أساؤوا إليه، وظلموا أتباعه ومؤيديه، وقد كان لبعضهم دورٌ ومهمة في النظام السابق، شاركوا في الظلم أو سكتوا عنه، مارسوا الاعتداء أو سهلوا له، استفادوا وبه استظلوا.
ومتعاوناً مع رجالٍ ليسوا مصريين وإن حملوا جنسيتها، وليسوا منا وإن نطقوا بلساننا، ولا يعبرون عن طموحاتنا وإن نادوا ببعض الشعارات النبيلة كذباً وزيفاً، فهم أكثر المصريين بعداً عن الشعب والميدان والحارة والحتة والشارع، ممن لا يعرفون شبرا ولم يدخلوا العتبة، وممن لم يأكلوا الفول ولا الطعمية، ولا يعرفون طعم الكشري ولا مذاق لحم ودجاج الجمعية، ممن كان لهم تاريخٌ مسيئ وسمعةٌ غير مشرفة، وتاريخٌ أسودٌ في المؤسسات والمنتديات الدولية، ممن يعترفون بإسرائيل، ويحرصون على انصافها والاعتراف بمحرقتها، والعمل من أجل راحتها وسلامة مستوطنيها.
أيها الوطنيون المصريون الكبار، حافظوا على إرثكم ونصاعة ماضيكم، وانفضوا عن أنفسكم غبار الفلول، وتطهروا من رجس المتآمرين المارقين، وكونوا كباراً عظاماً، رجالاً أطهاراً، اصطفوا إلى جانب بعضكم، وكونوا مع خيارات شعبكم، وأماني وآمال أمتكم، ومكنوا إخوانكم الذين كانوا معكم في الشارع والميدان، وفي السجن والمعتقل، الذين حرموا لسنواتٍ من حقوقهم، وعانوا أكثر من غيرهم، فهم أكثر من يعرف الشعب وحقوقه، وأكثر من يحس بآلامه وأحزانه، وهم اليوم في سدة الحكم مختارين منتخبين، وغداً قد يكون غيرهم فيكونون مكانكم، وقد يختار شعبكم سواهم، فامنحوهم الفرصة، ومدوا إليهم يد النصرة، وكونا لبعضكم إخواناً في مواجهة المبتسمين بخبث، والساخرين بحقد، فهذه مصر محط آمال الأمة تتوقع منكم وقفة الرجال، وعقل الحكماء، وحرص الأمهات والآباء.

moustafa.leddawi@gmail.com

13 ديسمبر 2012

فرانكفورت الجماينة الالمانية :المعارضة المصرية... لا توحد و لا برنامج


انتقدت صحيفة فرانكفورت الجماينة الرسمية في ألمانيا عدم النضج السياسي للمعارضة المصرية و كذا خلو صفوفها من سياسي قريب من نبض الشارع و مهموم بهمومه. فقد ذكرت الصحي

فتحت عنوان: "المعارضة المصرية... لا توحد و لا برنامج" أن الوجوه التي تتقدم صفوف المعرضة في مصر هى وجوه بينها و بين الناخب المصري انفصام كبير. فهذا هو محمد البرادعي حامل جائزة نوبل السابق ليس له حضور في الشارع المصري على غرار حضوره في الإعلام الدولي و هو و إن اجتمع حوله حفنة من الشباب إلا أنه لا يستطيع أن يؤثر في هؤلاء الشباب كما حدث من خلال ممارساته على مدى العامين الماضيين و كثيرا ما انفض من حول هذا الرجل السبعيني من اجتمع حوله أول مرة. 

و انتقدت الصحيفة بشدة مقولة للبرادعي قال فيها إنه يعوّل على أتباع نظام مبارك و من هؤلاء الأتباع عبد المجيد محمود النائب العام المقال.

أما عمر موسى فيكتنفه غبار الماضي و لم يعد بمقدوره مع تقدم سنه أن يقلب دفة الأمور في البلاد. و عن حمدين صباحي قالت الصحيفة أن صباحي كان على وشك أن يلبي دعوة الرئيس المصري للحوار إلا أن سعيه لتلبية هذه الدعوة صادف تهديدا من المعارضين بأنهم سوف يسقطونه في الإنتخابات البرلمانية القادمة إن هو لبى دعوة مرسي للحوار، و لذا فهو مقود و ليس قائد.

و عن الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح قالت الصحيفة أن ما يعيب هذا السياسي ليس فقط عدم تلبيته الدعوة للحوار مع الرئيس و إنما أيضا لأن رسالته السياسية لا تصل للناخب المصري، فهو سياسي بحزبه "مصر القوية" لا يستطيع أن يتبنى خطا سياسيا واضحا: فهو لا إلى هؤلاء و لا إلى أولئك و إنما يقف بين التيار الإسلامي الذي خرج هو نفسه من رحمه و بين التيار الليبرالي. و لذا فإن أبو الفتوح سياسي يفتقد إلى أهم أداة العمل السياسي و هى المصداقية.

وعبرت الصحيفة عن تقديرها بأن مشروع الدستور المصري سوف يلقى أغلبية تقر الدستور الجديد و لن تستطيع هذا المعارضة الضعيفة أن تقلب مجريات الأمور. 

المصدر 

الناصريون - حقا - والوجهاء الاشرار - بقلم سيد أمين


اندهش عدد كبير من الرفاق القوميين فى إرجاء وطننا العربي الكبير بتاريخه وأمجاده والقزم بحاضره وهزائمه من تكوين عدد من الشباب القومي داخل مصر - وأنا احسب نفسي منهم - جبهة أطلقوا عليها " ناصريون وقوميون شرفاء ضد المؤامرة " ثم أصدروا بيانا يعلنون فيه احترامهم للمسار الديمقراطي ونتائجه التى انتهت بتنصيب الدكتور محمد مرسي رئيسا للبلاد , وطالبوا بضرورة توقف كل القوى السياسية الاخري عن وضع العراقيل أمامه بغية إفشاله وعرقلته من ثم عزوف الناس عنه وعن جماعته وعن التيار الاسلامى برمته , فتخلو لهم الساحة للبروز كبدائل رغم تنوع مشاربهم والتناقض الشديد بينهم.
واستنكرنا أيضا ان تتحالف تلك القوي الثورية مع قوي الخصم القديم التابع لنظام مبارك والذين لا زالوا يمتلكون المال والنفوذ والسيطرة ويتحينون الفرصة للقفز من جديد على السلطة.
وكان مصدر اندهاش الرفاق المندهشين لاسيما فى التيار الناصري يعود الى حالة نفسية عائدة من ميراث تاريخى يحمل كثيرا من الصدام بينهم وبين الإخوان المسلمين فى مرحلة معينة من مراحل التاريخ فى الوطن العربي , وان كان فى اغلبه صدام دعائى واعلامى اكثر منه صداما على ارض الواقع.
والحقيقة ان المتأمل للمشهد السياسي المصري الداخلى يمكنه ان يميز بين أربعة اتجاهات محددة ,اتجاه يتوجه نحو الإسلام السياسي واتجاه اخر يميل للعودة الى الوراء ويتزعمه أنصار النظام السابق وأحزاب أخرى متنوعة المشارب تدور فى فلكهم وان كان بعضهم ارتدى بشكل او بأخر رداءا شكليا للثورة , ثم اتجاه ثالث تتزعمه القوى الليبرالية ويمثلها الدكتور محمد البرادعى وحزب الدستور والاتجاه الرابع والأخير تتزعمه ائتلاف متباينة المشارب وتتوحد تحت شعار "اليسار" ومنه التيار الشعبى الذى يتزعمه حمدين صباحى ذو الخلفية الفكرية الناصرية.
ولما كانت الغلبة الانتخابية فى حقيقتها تنحصر بين تيارين رئيسيين هما التيار الاسلامى والفلول فان الثائر الحق لا يمكنه إلا أن ينحاز للإسلاميين ليس فقط لأنهم ونحن رفاق خندق واحد فى الأحداث المفصلية والحاسمة للثورة ولكن أيضا لأنهم نالوا النصيب الأوفر من المظلومية فى عهد مبارك قتلا وإعداما وسجنا وقهرا , ومعركتهم مع النظام السابق معركة مصير حتى وان بدا الأمر عكس ذلك بعد فوز الدكتور مرسي بالرئاسة إلا أنه يأتي فى إطار عمل سياسي تكتيكي لإدارة المرحلة.
وينطبق شعار "سمك لبن تمر هندي" على ما تسمى نفسها "جبهة الإنقاذ الوطنى" حيث تضم فى بوتقتها تيارات سياسية شديدة التنافر والتناقض بل والعداء بعضها البعض ولم يتوحدوا إلا من اجل مجابهة التيار الاسلامى وهى بذلك وضعت فى ولادتها كبسولة الموت التى حتما ستفجرها من الداخل على اثر تلك التناقضات خاصة مع عدم وضوح الرؤى لها سواء المستقبلية أو الآنية فضلا مع عدم وجودا هدف واحد يجمع مكوناتها إلا إسقاط نظام حكم الرئيس محمد مرسي بما يعنى انه لو تحقق لهم ذلك فحتما ستتفكك تلك التيارات ليتبدل التحالف الى نزاع فيما بين مكوناتها , وإذا لم يحدث ذلك فهذا يعد دليلا قاطعا على عدم اتساق كل مكون فيها بصحيح مرجعيته الفكرية.
وأيضا لما كانت أمريكا كزعيمة كونية لا تألوا جهدا فى محاربة القوميات فى العالم وتصطف معها - أو بالأحرى خلفها - فى نفس الخندق كل بلدان العالم الغربي صاحبة النفوذ الحاسم فى تقرير سياسات حكومات وأنظمة وطننا العربي , فان قيام نظام حكم قومى أو حتى مبنى على ثقافة قومية قطعا فى تلك المرحلة محكوم عليه بالفشل , ولا ادلل على ذلك بان هذا التحالف الذي استطاع التخلص من عبد الناصر وإحداث انقلاب ناعم عليه وعلى نظامه فى ستينيات القرن الماضي استطاع منذ أمد ليس ببعيد – بعد تكوين قاعدة عريضة من الطابور الخامس من النخب والإعلاميين وغيرهم - التخلص من نظام البعث العربي فى العراق واغتيال قيادته القومية وتخريب العراق وترويع العراقيين , وتلاه اغتيال الزعيم الليبى معمر القذافي وتدمير ليبيا من الداخل ,وها هم في سبيلهم الى غزو سوريا وتدميرها وإلحاقها بقائمة بلداننا العربية المدمرة , فان النضال من اجل حكم قومي او ناصري فى مصر يصبح دربا من العبث وسيلاحقه الدمار قبل ان يولد, هذا على افتراض ان القوميين والناصريين فى مصر استطاعوا إزاحة منافسيهم وهم كثر.
وإزاء هذا المشهد بالغ التعقيد يقف النضال القومى أمام خيارات مرة ليقيس بينهم بمقياس من دم , لأن مردود نضاله هنا لا يعود اليه , ولكن من اجل الغير وربما الأعداء , فإما إن يناضل من اجل نقل الحكم الى قوى ليبرالية, تعتبره متطرفا وتعتبر القوميين طغاة ومتخلفين وجب إزاحتهم بحاملات الطائرات والصواريخ وتأديب الشعب الذى انتخبهم , ونزع هويته الثقافية والتراثية والمعرفية العربية , كما هو الحال فى البرادعى.
أو النضال من اجل توصيل عمرو موسي الى كرسي الحكم , وهو الذي لا يختلف كثيرا عن سابقه فى تلك الرؤية فضلا عن ان ذلك سيعطى فرصة عظيمة للأعداء التقليديين للثورة وهم قطاع كبير جدا من الشعب للعودة مجددا للساحة السياسية فيمارسوا بطشا ونهبا منظما وواسعا للبلاد , كما انه شغلهم الشاغل سينصرف الى تأمين أنفسهم وبناء نظام حصين وسد الثغرات التي تسببت فى اندلاع الثورة الاولى دون إحداث تنمية فى البلاد , وهنا يكون النضال معهم خيانة قومية.
ثالثة الخيارات وهم التيارات اليسارية , وهى تيارات تتفق في كثير مع المبادئ القومية خاصة فى الشق الاقتصادي إلا إنها تختلف معهم فى النواحي الثقافية فضلا عن انها تيارات ضعيفة للغاية وأطروحاتها الثقافية مرفوضة شعبيا.
وإزاء هذا المشهد العالمي والمحلى , يصبح من الحكمة على التيار القومي ان يتريث , وان يحدد خطواته بشئ من التأني والتأمل العميق , والا يفكر فى الخطوة القادمة مباشرة طالما لن تكن له,بل عليه ان يعد الخطة للخطوة التى تليها , حتى يصيبها بدقة , ويفعل كما يفعل القناص الماهر الذى يحدد نقطة اعلى من النقطة المراد اقتناصها حتى يتمكن من إصابة الهدف مباشرة , واقول فى ذلك ان التيار الاسلامى قد لا يتطابق كثيرا مع مبادئ وأطروحات التيار القومى فى مصر, ولا ينظر بنفس نظرة القرب التى ينظرها القوميون اليه , إلا إن أهم ما يميز هذا التيار قوميا كونه سيحافظ على ثقافة مصر عربيا وإسلاميا , وهو ما لا يتحقق مع اى تيار أخر, مما يمكننا ان نكون مستقبلا فى حالة منافسة معه , وعلينا تقبل ما لا نهواه من اجل الحفاظ على ما نهواه.
والحقيقة أن اصطفاف "نفر من الناصريين" مع محمد البرادعى وعمرو موسي وأنصارهما وتكوين قاعدة عريضة قوامها الفلول , هو لا يخدم العمل السياسي على النطاق القومى او المصري , نظرا لأن هؤلاء الناس ظهروا فى المشهد كمجموعة من "الوجهاء الأشرار" الرافضين للديمقراطية وتفعيل إرادة الشعب ,فكيف نصدقهم اذا بعد ما شاهدناه منهم من احتيال؟
قالوا انهم يحتجون على اعلان دستورى اصدره مرسي ودستور سيستفتى عليه الشعب دون توافق وطنى , واذا كان الامر كذلك فلماذا كنتم تخرجون بمظاهرات قبل ان يصدر مرسي هذا الاعلان ويطرح الدستور الجديد على الاستفتاء , ولماذا ايدتم من حرقوا المدارس فى محمد محمود ؟ ولماذا استمر قرابة 50% من اعضاء الجمعية التأسيسية من القوى المدنية فيها ووقعوا على 95 % من الدستور الجديد , وما الداعى لانسحاب بعضهم المفاجئ؟ هل هذا هو العمل السياسي أم الانتهازي؟
وبعيدا عن تكتيكات أو "انتهازية النخبة" تعالوا نتساءل: لو استطاع أنصار جبهة الإنقاذ إسقاط الرئيس المنتخب من يمكنه بعد ذلك امتلاك شرعية أخري؟ وما حدودها ؟ ومن سيؤمن عدم تكرار هذا التحالف معكوسا ضد الرئيس الجديد, وكم الفاتورة التى سيدفعها الوطن جراء سياسة الفعل ورد الفعل؟ ومن سيحترم من لم يحترم رأى الأغلبية؟ وكيف سيرضى الديمقراطيون بإهدار الديمقراطية؟
انا لا اتحامل على الاستاذ حمدين صباحى بمفرده ولكن على كل عناصر المشهد السياسي المهين الذى تعيشه مصر , وما كنت ارجوه من حمدين صباحى ان يكون على قدر تاريخه الوطنى المحترم فى التعامل مع تلك الازمة , كما ارجو من الاخوة الناصريين وكذلك الاخوان المسلمين ألا يقفزوا لاستحضار الماضى فى كل محاولة تقارب , لأنه لا يجب ان ان نترك ماضينا يقتل حاضرنا ومستقبلنا.
حقا لقد شاهت عوالم الأفكار فى بلداننا , فما عاد الليبرالي ليبرالي , ولا اليساري يساري , وحتى القومى لم يعد قوميا ..كل الافكار بقيت كخيال ظل لافكار اخرى اندثرت وماتت .. ولا يسعنا الا ان نقول : اللعنة ستطالك يا مبارك.
Albaas10@gmail.com