استفزني الشاعر
الراحل نزار قباني ( رحمه الله ) عندما شبه الوطن العربي بجرادة صفراء، وتساءلت حينها
..كيف يمكن لوطن تمتد مساحته على أربعة عشر مليون كيلو مترا مربعا أن يتقزّم ليصبح
بحجم جرادة صغيرة؟ وبعد سنوات طوال وتجربة مريرة أدركت أن هذا الوطن الكبير تضائل بفعل
حكامه العملاء إلى اصغر من جرادة، عندما فتح الأبواب مشرعة بوجه العملاء وضاق بأبنائه
الشرفاء.
أبو المعالي الجوعاني
مقامُك كّلهُ ذلُ
ّ وضيقُ
ولا أهلٌ لديك
ولا صديقُ
غريبٌ كلما لاقيتَ
وجهاً
به سِمةٌ تحنُّ
وتستفيقُ
تموتُ بغربةٍ نسياً
مسجّى
ولا تبكيكَ ثاكلةٌ
صدوقُ
أبعد العزِّ تخذُلكَ
الليالي
ولا مطرٌ ببيدكَ
أو بريقُ !
لقد يممتَ وجهكَ
شطرَ مصر
فصدّكَ عن مرابعها
العقوقُ
وفي عمّان جَرجَرنا
(كريمُِ)
فعُدنا والقلوبُ
بها حريقُ
وآلمكَ الوقوفُ
على دمشقٍ
وضّنَّ بمائهِ
بردى الشقيقُ
تذكّرتُ الأحبةَ
حينَ ضاقتْ
بلادٌ.. خِلتُها
ليستْ تضيقُ
أما كنّا نغنّيها
صغاراً
ونَحلمُ أن يوحّدُها
طريقُ ؟
تَقولُ بأننا عربٌ
ولكنْ
(كلامُ الليلِ
يمحوهُ الشروقُ)
يهددني أخي العربيُّ
جَهرا
وينكرني و بْي
جرحٌ عميقُ
أيا وطناً له ضيّعتُ
عمري
وجعتُ وخَيرهُ
للغربِ سوقُ
فلو حكّامهُ كانوا
نساءً
لقارَعنَ الخصومَ
بما يَليقُ
ولكنّ الحميّة
قد تَوارتْ
وشيّعنا الرجولةَ
يا رفيقُ
~~~~~~~~~~~~~~
عراقَ الخيرِ يا
حلمَ الصبايا
ويا عشقاً يكابدهُ
المَشوقُ
سنأتي لمْ نجدْ
الاّكَ أهلاً
وهذا عندنا عهدٌ
وثيقُ
نقاتلُ دونكَ الاوباشَ
كي لا
تُداس كرامةٌ ودمٌ
عريقُ
لقد سلبوا النخيلَ
شموخَ قومي
وبرّحَ دجلةَ الزمنُ
الصفيقُ
فلا طلعتْ على
بغداد شمسٌ
وفي الظلماءِ تُنتهكُ
الحقوقُ
فيا عرباً أُهينوا
ثم هانوا
كأَنكمُ لدى بوشٍ
رقيقُ
أَسارى انتمُ في
سجنِ بوشٍ
وصدامٌ هو الرجلُ
الطليقُ
برغمِ قيودهِ حرٌ
وأنتمْ
(حبارى) راعَها
صقرٌ رشيقُ
على صدام فلتبكي
الدوالي
وتسكبَ دمعها غيدٌ
ونوقُ
لقد كان ( الفتى)
لكنّ قَومي
أضاعوهُ فضاعوا
حيث سيقوا
فما عرفتْ فيافي
البيدِ شهماً
كصدامٍ ولا حملتْ
رقوقُ
ولكنّ الحياةَ
كما اختبَرنا
خؤونٌ ما لَها
ابداًً صديقُ