نيكوس ريتسوس - 13 أغسطس، 2012
ترجمة د محمد شرف
يوم 15 يونيو، 2012، كتبت مقالا في صحيفة الديلي تلغراف، UK (http://my.telegraph.co.uk/retsos_) التي كانت بعنوان: مصر: مطلوب! جمال عبد الناصر آخر! واليوم، أستطيع أن أقول أن مصر لديها ناصر آخر، نوعا ما، محمد مرسي. ولكن مرسي السيد لم يأت الى السلطة مع انقلاب عسكري – كما فى حالة ثورة 1952 و لكنه جاء الى السلطة كزعيم فى أعقاب الثورة المصرية فى يناير 2011، وسلطاته تنبثق من صناديق الاقتراع. إليكم أوجه الشبه بين جمال عبد الناصر ومحمد مرسي، ناصر أطاح بالملك فاروق الذى خدم على مصالح بريطانيا الاستعمارية وغيرها على حساب المصريين، أما فى حالة الرئيس محمد مرسى فقد انتخب انتخب رئيس مصر من قبل الشعب، ولكن تم تكبيل صلاحياته من قبل المجلس الأعلى يسمى للقوات المسلحة (SCAF)، الذي يخدم على مصالح الولايات المتحدة، والسبب؟ بعد الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، شنت الولايات المتحدة عملية واسعة النطاق ضد الاسلاميين في الشرق الأوسط لحماية الأنظمة الاستبدادية العربية الصديقة من الإطاحة بهم كما حدث لنظام عميل ايران الشاه رضا بهلوي، و كان على رأس المطاردين الإسلاميين والإخوان المسلمين فى مصر، لأن مصر كانت دائما الدولة المحورية في العملية السياسة و الجيوسياسية في الشرق الأوسط! الاعتقالات التعسفية والتعذيب والمحاكمات الصورية، والاعتقال و السجن مدى الحياة، و الرئيس. مرسي نال ما نال و كن نزيلا على السجون أيضا! ما جريمته؟ انه لا تحب سيطرة الولايات المتحدة على بلاده.- إلى هنا انتهت مرحلة من يتعقبونه
ثم جاء الربيع العربي التونسي الذي أثار حمية الوطنية المصرية و بالتالى إنطلق الربيع العربي المصرى، وكان ذلك أسوأ كابوس بالنسبة للولايات المتحدة وإسرائيل حيث تمكنوا من الحفاظ على السلطة العميلة، حسني مبارك، لمدة 30 عاما، ولكن الآن أدركوا أنه لا يكن اصلاحها، لجئوا للخطة (أ) لتحييد قوة التسونامي الثوري عن طريق تولي المجلس العسكرى SCAF -السلطة لحماية الدولة، ومن ثم إجراء انتخابات التي كانوا يأملون أن من الممكن أن يفوزوا بها مع حملة إعلامية ضخمة، وشراء الأصوات، تدفقت بعد ذلك مئات الملايين من الدولارات إلى مصر لشراء تلك الانتخابات لرئيس وزراء مبارك أحمد شفيق! و توجيه تلك الأموال، من خلال مختلف المنظمات غير الحكومية، مكنوا من شرأء ملايين من الأصوات، ولكن ليس بما يكفي لمنع الإخوان المسلمي من أن يتبوئوا السلطة في مصر، من ثم بدأت بعد ذلك الولايات المتحدة وإسرائيل Bالخطة (ب) لمنع الإخوان مسلم من الوصول لسدة الحكم، فباستخدام المعينين بواسطة مبارك من قضاة المحكمة الدستورية تمكنوا من إبطال نتائج الانتخابات البرلمانية التى فاز فيها الإخوان المسلمين، وأصدر المجلس العسكري تشريعا دستوريا مكملا (مكبلا) للحد من سلطة الرئيس المنتخب حديثا. بمقتضاه يمكن للسيد مرسي أن يحكم،و لكن أي قرار هام ينتويه ينبغي أن يمرر من خلال قضاة مبارك بالدستورية و جنرالات العسكر (SCAF) – و هنا تنتهى مرحلة المطارد.
و لكن الرئيس مرسي قرر ألا يلعب دورا ثانويا إلى الولايات المتحدة، وإسرائيل وعملائهم في الجيش المصري، إستغل مرسى ببراعة يحسد عليها الظرف العربى و الدولى فالغرب والعرب جميعا ضد الرئيس السوري المستبد بشار الأسد ، والمستبد الأوروبي البيلاروسي الكسندر لوكاشينكو، والسيد مرسي وزن الامور بشكل صحيح اخذا فى الحساب أن الولايات المتحدة وأوروبا وإسرائيل لن تجرؤ على إثارة انقلاب عسكري ضده باستخدام العسكر عملائهم في SCAF. و هو ما سيثير حفيظة العالم و احتجاجات ضخمة و عنف في ميدان التحرير، و حين يفشل انقلاب من هذا النوع غالبا سيؤدى الى وصول قوى اسلامية مناهضة شبيهة بتلك فى إيران. السيد مرسي، لذلك قرر السيد مرسى أنه آن الآوان لتنظيف البيت مع إقالة عملاء الغرب من العسكر و حل المجلس العسكرى SCAF، و يتحتم على الرئيس أن يكون الدور على القضاة التابعين لمبارك بالمحكمة الدستورية العليا – و هنا بداية مرحلة عهد الصائد.
حقا من المطلوب اصطياده إلى المطارد إلى الصياد (و لكن الطريق طويل)
نيكوس ريتسوس، أستاذ متقاعد، شيكاجو، الولايات المتحدة الأمريكية
http://my.telegraph.co.uk/retsos_nikos/nikos_retsos/16011530/egypts-morsi-from-hunted-to-hounded-to-hunter-2/