08 يوليو 2012

المستشار مكى: قرار الرئيس عودة مجلس الشعب أعاد الاعتبار للأمة



اليوم السابع - محمود حسين

 قال المستشار أحمد مكى، نائب رئيس محكمة النقض سابقا، إن قرار رئيس الجمهورية بعودة مجلس الشعب لممارسة اختصاصاته، أعاد الاعتبار للشعب المصرى، ويؤكد أن الأمة مصدر السلطات وليس العسكر، وأن الرئيس يمارس دوره.

وأضاف مكى، فى تصريح لـ"اليوم السابع"، أن قرار الرئيس فى محله، ولا يخالف أحكام القضاء أو القانون، واصفا من يهاجمون القرار ويرفضونه بأنهم قضاة وفقهاء العسكر وترزية القوانين.

وشدد مكى، على أن مجلس الشعب قائم، وأن حكم المحكمة الدستورية العليا لا يحله، لأن المحكمة تنظر فى دستورية القوانين، ولا سلطة لها على سلطة أخرى لكى تقوم بحلها.

العمدة يؤيد قرار عودة مجلس الشعب ويصفه بالعمل الجيد



وصف محمد العمدة وكيل لجنة الشئون الدستورية والتشريعية بمجلس الشعب القرار الذي أصدره الرئيس محمد مرسى اليوم الأحد والذي يقضى بعودة المجلس لممارسة عمله ب"الجيد".

وقال العمدة - في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط - "إنني أؤيد هذا القرار، لأن هذا هو الوضع الطبيعي، ولأن قرار الحل يعتبر منعدما".

وأضاف "إنني أرفض جزئية إجراء انتخابات مبكرة لمجلس الشعب، لأن ذلك فيه تعد على اختصاص الجمعية التأسيسية للدستور المنوط بها أن تستكمل المؤسسات الحالية أعمالها لحين انتهاء مدتها، أو إجراء انتخابات جديدة ، وهذا ما ستفعله بالنسبة لرئيس الجمهورية ولمجلسي الشعب والشورى" .. مؤكدا أن هذه الجزئية تنتقص من الفعل الإيجابي للقرار.

الأسواني: قرار عودة مجلس الشعب أول خطوة على الطريق الصحيح



الشروق - سالي عبد الحميد
رحب الكاتب الروائي العالمي، علاء الأسواني، بقرار الدكتور محمد مرسي، رئيس الجمهورية، بعودة مجلس الشعب، وانعقاد جلساته من جديد، بعد قرار توقفه من المحكمة الدستورية العليا.

وأضاف الأسواني: "الذين يتباكون على سيادة القانون، نذكرهم بأن المجلس العسكري ليس من حقه إصدار إعلان دستوري أساسًا، وهذا الرأي بإجماع أساتذة القانون"، متسائلاً: "من يفهم في القانون أكثر من الفقيه الدستوري الدكتور ثروت بدوي والدكتور عاطف البنا والأستاذ جمال عيد؟، كلهم أيدوا قرار الرئيس بعودة البرلمان."

واختتم، متسائلاً: "هل الذين ناموا على إهدار المجلس العسكري لكل القوانين على مدى عام ونصف، استيقظوا الآن ليعترضوا على أول قرار مستقل لرئيس منتخب؟!"

المحطات الفكرية في حياة القائد المؤسس رحمه الله


المحطات الفكرية في حياة القائد المؤسس رحمه الله
بمناسبة الذكرى الثالثة والعشرين لوفاته
الحلقة الثانية
جابر خضر الغزي

لقد تناولنا بالحلقة الاولى ثلاث محطات فكرية للقائد المؤسس رحمه الله، هي مرحلة الثلاثينيات بعد عودته من فرنسا وانخراطه في خضم الكتابة وكانت صحف دمشق تقدمه ك(اديب وشاعر) ويقدم رسالة الى العربية (لنيتشه واندر جيد) حيث كان متاثرا بادب اندريه جيد وميله الى اليسار مما اثر في حياته وحمله (نكهة جديدة ونفحة من التجديد والصدق، لم يشهد الادب الفرنسي مثيلا لها بعد مذكرات جان جاك روسو..)
حيث استقطب رحمه الله الجيل العربي في سوريا العروبة واصبح فيما بعد (محل اعجاب طلابه بل والجيل كله) فكان ينظر الى مرحلة حياته بعد عودته من الدراسة في فرنسا هو بناء الحزب وخوض مضمار العمل القومي "الا انه لم يتنصل من مرحلة انتاجه الادبي ولم يشعر بادنى عيب تجاهها"
اما المحطة الثانية التي ركز عليها القومية العربية باعتبارها حقيقة حية، وهي حب قبل كل شي، وهي قدر محبب.
والمرحلة الثالثة كانت مرحلة الخمسينيات ركز على الوحدة العربية باعتبارها هي الحاجة ولانقاذ للامة العربية وهي امضى الاسلحة الفكرية والمادية في عصر التكتلات الدولية.
اما في هذه الحلقة ساتناول بقية المحطات الفكرية في حياته وهي :
المحطة الرابعة : مرحلة الستينيات التي ركز في هذه المرحلة على الاشتراكية باعتبارها الضرورة المنبعثة من صميم القومية العربية لمواجهة تشويه حركة الثورة العربية، حيث دابت بعض التشويهات الفكرية في هذا الجانب في الحياة الداخلية للحزب خاصة في المؤتمر القومي السادس " بعض المنطلقات النظرية عام 1963 والذي اراد بعض الرفاق ذو الجذور الشيوعية والماركسية ان ينسفوا تاريخ الحزب، الا انه واجه تلك العناصر بروح مبدئية مؤكدا بان الاشتراكية العربية تعني الطريق الخاص العربي للاشتراكية "مادة زائدا روح"
كما ان بعض الاحزاب العربية والمنظمات الفلسطينية الفدائية تاثرت ايضا بهذه الموجة الماركسية فتحولت من الفكر القومي الى الفكر الماركسي، وسمي في حينها هؤلاء "باليسار الظرفي" خاصة بعد نكبة الخامس من حزيران عام 1967.

المحطة الخامسة : مرحلة السبعينيات من القرن الماضي حيث ركز رحمه الله على القضية الكردية باعتبارها حركة وطنية لشعبنا الكردي في العراق قائلا : " ان الحركة الكردية تعتمد على شعور وطني عند المواطنين الاكراد. شعور مشروع وغير مشبوه لكن القوى الاستعمارية والرجعية تستغله وتشوه مقاصده ". وهذا للاسباب التالية :
اولا : ان اكثرية الاكراد موجودة في بلدان غير عربية والقسم الموجود في العراق هم اقلية نسبيا، بالنسبة لتلك البلدان تحديدا " ايران وتركيا "
ثانيا : واقع الاكراد في البلاد العربية يختلف عن واقعهم في البلدان التي هم فيها كثرة : تركيا وايران، فالاكراد عاشوا قرونا طويلة مع العرب وحتى الان ما عرف في طول هذا التاريخ أي تمييز بينهم، كانوا كشعب واحد وابطاله السياسيون والعسكريون في هذا التاريخ المشترك كانوا هم ايضا ابطال العرب "
الا انه مع الاسف الشديد بان الحركة الكردية في الوطن العربي والعراق خاصة " كانت موضوع الاستغلال الاستعماري هي اقل البلاد ملاءمة لظهور الثورة الوطنية الكردية.. فعندما تقوم حركات تمردية تضطر الحكومات الى مواجهتها او مجابهتها بالقمع وتتكرر هذه العمليات، تنشا مع الزمن احقاد وثارات، تتخذ فيما بعد اساسا ومنطلقا للمطالبة بالانفصال الذي لم يكن له في البدء مبرر، فواجب الحكم الثوري في العراق ان يدرك هذه الحقيقة ويفشل المخطط الاستعماري بان يمنع استمرار وتراكم الاحقاد والمبررات المفتعلة " وعلى ضوء ذلك حقق البعث في العراق من خلال الحكومة الوطنية حل المسائلة الكردية حلا سلميا ديمقراطيا واعلان بيان اذار التاريخي عام1970 وبعد اربع سنوات وحسب ما مثبت بالاتفاق مع المرحوم ملا مصطفى البرزاني والقيادة الكردية من جهة وقيادة البعث المتمثلة بالرفيق الشهيد صدام حسين رحمه الله بمنح شعبنا الكردي حكما ذاتيا كما اكد رحمه الله بان "الحركة الوطنية الكردية لايمكن ان تتناقض مع الثورة العربية، اذا تناقضت فيكون الاستعمار وراء هذا التناقض سواء في خلق لقيادات عميلة لهذه الحركة او بدفعه وتوريطه لحكومات عربية رجعية او انفصالية للتصدي لتلك الحركة بالاساليب التي تساعد على التفاقم طوال قرون عديدة "
ويقول إيضا" "فالحركة الوطنية الكردية هي جزء مشروع وأصيل من الثورة العربية ضد الاستعمار والصهيونية والأستغلال الطبقي والتخلف والتجزئة، وكل ماينحرف بالحركة الوطنية الكردية نحو الإلتقاء والتواطؤ مع الامبريالية والصهيونية ويضعها في صف الطبقة الاقطاعية وفي صف الانفصال، يجب ان يكشف ويفضح كتأمر على الثورة العربية والحركة الوطنية الكردية في ان واحد وأن تكون مطالب الحركة الوطنية الكردية في إطار هذا الانسجام بينها وبين مسيرة الثورة العربية"

المحطة السادسة : مرحلة الثمنانينيات حيث ركز رحمه الله على الظاهرة الدينية السياسية وعلى الدين والتراث في محاضراته التي القاها في (مدرسة الأعداد الحزبي) أي ان التركيز على الاسلام والتراث، لم يكن كلاما للمناسبات العامة وأنما كان مادة فكرية لاعداد القيادات الحزبية ومواد هذا الجانب سابقة في تاريخها على قيام الثورة الايرانية..(فلم تكن مزايدة اسلامية على الشعارات الاسلامية التي رفعتها هذه الثورة على الشاطئ الاخر للخليج!! فهو أذن موقف فكري اصيل، فيه تصاعد وتفصيل وتوضيح وتعميق وتطوير لموقف جنيني) كما يصفها المفكر العربي الاسلامي الدكتور محمد عمارة.
وثبت أن فشل الأحزاب السياسية المغطاة بغطاء الدين في أقطارنا العربية كان مرده في أكثرها إلى أن هذه الأحزاب لم تتمكن من أرواء ضمأ جماهيرنا العربية الذي لم ينسى تاريخه وفي نفس الوقت أن يكون عصريا أي الاصالة والحداثة حيث قال القائد المؤسس رحمه الله (أن يكون الأنسان العربي المكتمل الشخصية المؤمن بدينه، بتراثه، برسالة امته، وفي الوقت نفسه الأنسان العصري المتحضر المسيطر على وسائل الرقي لكي يعطي ويعبر عن جوهر العروبة وقيمها الاخلاقية، ليس بالشكل السلبي، شكل الشكوى والضعف وإنما بالشكل الأيجابي من منطلق القوة والثقة بالنفس والقدرة والعطاء وعندها أقول عروبة، تعرفون أقول الأسلام أيضا" لا بل أولا، العروبة وجدت قبل الاسلام ولكن الأسلام هو الذي أنضج عروبتنا وهو الذي اوصلها الى العظمة وإلى الخلود، هو الذي جعل القبائل العربية امة عربية عظيمة، امة عربية حضارية فالأسلام كان وهو الأن وسيبقى روح العروبة وسيبقى هو قيمها الانسانية والاخلاقية والاجتماعية، هذا هو الاخلاص للشعب، هذا هو حب الشعب صحيح إننا نصل اليها في المطالعة وفي قراءات التاريخ، ولكننا نصل اليها بصورة أعمق وأصدق، عندما نقترب من شعبنا ونصغي الى دقات قلبه وإلى خلجات ضميره، إلى هذا الترادف، هذا التمازج بين العروبة والاسلام)
وفي الحرب العراقية الايرانية أكدت بأنها ليست تشابك الاسلحة بين المتنازعين وإنما هي حرب ايرادات، هي حرب فكرية بين العروبة والاسلام التي كان يمثلها جيش العراقي الباسل وشعبه الابي وعمقه العربي وبين الدجل والتزوير والكذب والضلالية عقلية القرون الوسطى صكوك الغفران اصبحت مفاتيح (الجنة) أكد رحمه الله على أنتصار العراق فقال (.. هل بغير الاسلام أنتصر؟ الم يحارب منذ اليوم الأول وحتى الان بروح الاسلام ومبادئه وقيمه السامية وذكريات قادته وابطاله الخالدين؟ اليس بروح الاسلام وقيمه واخلاقه هي روح العروبة وقيمها واخلاقها؟) وفي كلمته في 7 نيسان عام 1986 يقول رحمه الله (بدافع من الحب للامة العربية احببنا الاسلام منذ السن اليافعة، وبعد ان اقتربنا أكثر من فهم الاسلام، أضحى حبنا لامتنا يتلخص في حبنا للاسلام، وفي كون الامة العربية هي امة الاسلام، ان هذه العلاقة الحميمة بالاسلام، هي من النوع التاريخي، الموسوم بالتجرد الخالص! وإن ثقة عميقة تملا نفوسنا بأننا اخلصنا كل الاخلاص، طوال عمرنا بامتنا، لمصلحتها، ولتاريخها، ولعقيدتها، ولمستقبلها، واننا دوما حيث العروبة الصحيحة والاسلام الصحيح)
وخلاصة على ماتقدم : ان المحطات الفكرية في حياة القائد المؤسس "أنها روح واحدة... عبرت عن نفسها في مناسبات قناعات فكرية، لم تختلف، لكن الظروف السياسية وظروف المجتمع، وصعوبة العمل الثوري في مجتمعنا، هذه الامور اخرت هذه الافكار وإعطاها الاهتمام المطلوب " وبهذه المناسبة ان فقيدنا الراحل رجل امتزجت فيه عناصر الزهد والتصوف والثورة والفكرية والخلقية والروحية والسياسية والحضارية " حتى صارت مثلا يحتذى.. هذا هو ميشيل عفلق، وهذا هو دوره فأمثاله من الرجال يولدون مع المراحل التاريخية ويشكلون عصارة فكر الامة، تبقى اسماؤهم خالدة لانها بعثت الحياة في امتهم،
وبهذه الذكرى العطرة اننا نخص بالتقدير والاحترام عائلة مؤسس البعث التي تحملت اعباء النضال لهذا الرجل وتحملت التضحية والغربة بكل ماتعنيه هذه الكلمة. ونتطلع معهم إلى العلي القدير، ان يسكن فقيدنا فسيح جناته وسيبقى اسم أحمد يوسف عفلق خالدا في قلوبنا وفي تاريخ امتنا العربية المجيدة التي انجبته وتاريخ الانسانية. واخيرا اختتم هذه الحلقة ببيت شعري لشاعر البعث الرفيق محمد جميل شلش بمناسبة اربعينية القائد المؤسس عام 1989 في بغداد
وفكرة لو مشينا خلف مبدعها     لصيرتنا زهادأ لا سلاطين

واليوم يجسد ذلك في ارض الجهاد الوريث الشرعي والدستوري والقانوني لسيد شهداء العصر صدام حسين رحمه الله القابض على جمر المبادئ الزاهد المتصوف الرفيق المناضل عزة ابراهيم الامين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي
جابر خضر الغزي
أواخر حزيران 2012

عودة البرلمان المنحل: قرار ثورى



 يحيى القزاز 
قرار الرئيس مرسى بعودةالبرلمان المنحل هو قرار سياسى لإثبات الذات الرئاسية، بعد أن تاه الرئيس فى بحار الصمت الظاهر والصراع الخفى أياما عديدة. وهذا القرار لا أظن أنه تم بمعزل عن المجلس الاعلى للقوات المسلحة، لكنه ربما تم بغير رضاهم الكامل عليه. وستكون نقطة عظيمة فى تاريخ هذا المجلس لو أدار ظهره وترك هذا القرار يمر بدون تصادمات، فالشعب مازالت ذاكرته حيه، وفى حلقه غصة وفى فمه مرارة من جرائمه، والجرائم التى ارتكبها المجلس العسكرى فى حق الثورة من قتل وإصابات أكثر من التى ارتكبها رجال مبارك فى 18 يوم الثورة. قبل الحديث عن دستورية  وقانونية قرار الرئيس فلنتسائل: من الذى من حقه اتخاذ القرار بعد تسليم السلطة هل الرئيس الشرعى المنتخب أم المجلس العسكرى غير الشرعى؟ الرئيس بحاجة إلى حماية شعبية.. والنزول إلى الميادين فريضة وطنية لحماية شرعيته، وهو رئيس كل المصريين، وحجم الإخوان الحقيقى لم يكن كافيا لإنجاحه فى جولة الإعادة لولا وقوف القوى الوطنية والثورية بجانبه. هذا القرار بداية التحرير من سطوة المجلس العسكرى على أمل أن تعود السلطة كلها كاملة للرئيس المنتخب. هذا قرار ثورى بامتياز نتمنى من الله أن يكون كذلك. ندعم د.مرسى .. نقويه  ثم نعارضه


شاهدوا توفيق عكاشة يفعل الشئ وعكسه .. يمدح مبارك ويذمه

انقر على الرابط لمشاهدة المزيد

فورين بوليسي: طيف القذافي سيطارد ليبيا لسنوات



ليبيا اليوم على موعد مع الانتخابات لتشكيل برلمان جديد، وفي هذا السياق من الواجب ان نتذكر انه قبيل عام واحد فقط كانت البلاد لا تزال تحت قبضة واحد من أكثر الطغاة غرابة في العالم في الحقبة المعاصرة، ورغم تمزيق صور القذافي إلا انه ما زال طيفه يلقى بثقله على أنحاء البلاد، وفق ما قاله موقع فورين بوليسي.

واليوم يوضح الموقع ان الشعب الليبي سيتوجه الى صناديق الاقتراع لانتخاب أعضاء المؤتمر الوطني العام، الذي سيحل محل المجلس الوطني الانتقالي الذي يحكم البلاد منذ الإطاحة بالزعيم معمر القذافي، ويوضح الموقع ان مهمة المؤتمر لا تقتصر فقط على حكم البلاد إنما تشكيل هيئة لصياغة دستور جديد لليبيا، غير ان هذه الانتخابات ستجري تحت ظل القذافي: ففي المرحلة التي تلت الإطاحة بالزعيم الليبي، تعززت الانقسامات الداخلية، وبرزت ميليشيات خارجة عن السيطرة، وظهر قادة يفتقدون الى الخبرة السياسية، وهذا يعني ان الحكومة الجديدة سوف تكون خليطا من زعماء القبائل، الأحزاب السياسية الحديثة النشأة، فضلا عن قادة الميليشيات، الإسلاميين والجهاديين السابقين، وبالتالي من الصعب ان نتصور كيف يمكن لهؤلاء ان يتوصلوا الى توافق في الآراء، ناهيك عن إدارة شؤون البلاد.

وأوضح الموقع ان ليبيا تفتقر الى الحس الوطني والخبرة السياسية، فبعد وصوله الى السلطة سعى القذافي الى صحوة سياسية وثقافية، ومن خلال التعبئة الجماهيرية أراد ان يحصل على تأييد واسع لجهة رؤيته الغريبة التي فندها في كتابه الأخضر، وعندما رفض الليبيون الانخراط في "الجماهيرية" أعلن العقيد في العام 1971 انه سوف يقتاد الناس الى الجنة بالسلاسل.

ووفق الموقع فان التعبئة أصبحت مرادفا للقمع الشامل: اذ تم حظر جميع فرص التقدم السياسي والاقتصادي خارج إطار حكمه، وحظرت الأحزاب السياسية وكانت عقوبة إنشاء أو الانضمام الى إي منظمة هي الإعدام، فضلا عن ان القذافي كان عدو المجتمع المدني المستقل والمنظمات المهنية.

ويمكن بوضوح ملاحظة الآثار المترتبة على حكم القذافي: فليبيا في مرحلة ما بعد القذافي أصبحت تعج بالشكوك في العملية الانتخابية، في ظل تلكؤ الأحزاب السياسية، وبالرغم من ان بعض الليبيين سارعوا الى تشكيل الأحزاب إلا ان المواطنين ينظرون الى هذه المؤسسات بريبة، وبالتالي من المرجح ان يصوتوا لأشخاص معينين بغض النظر عن الأحزاب السياسية، وفي هذا السياق قال ناشط ليبي ان "هناك قسم كبير من المواطنين لا يزال تحت تأثير ارث القذافي الإيديولوجي ويكن العداء لكل ما له علاقة بالتنظيم السياسي".

ويشير الموقع الى ان النتيجة الأكثر احتمالا من انتخابات ليبيا هي التجزئة السياسية، غير ان حكم القذافي الذي دام لفترة طويلة، ولد مخاوف من ان يتمكن حزب واحد من السيطرة على الساحة السياسية الجديدة، وبالتالي فلن يكن بوسع الإسلاميين الهيمنة على البلاد كما فعلوا في تونس ومصر.

ويتابع الموقع بالقول انه في حال حاول الحكام الجدد في ليبيا بذل كل جهد ممكن منعا من بروز "قذافي جديد"، فان المفارقة المحزنة هي ان ارث القذافي يصب المهمة أكثر من أي وقت مضى، فالزعيم الليبي السابق الذي قام بتهميش الأحزاب والشخصيات السياسية، جعل الأحزاب الجديدة في ليبيا تتحلق حول شخصية أو شخصيتين فقط، علاوة على ذلك فان العديد من الأحزاب السياسية راسخة في منطقة محددة، مع بعض الحاجة الى تشكيل تحالفات من اجل توسيع نطاق نفوذها، وفي هذا السياق أوضح الموقع ان ليبيا الجديدة قد انقسمت الى مجموعة من مراكز القوى المحلية، التي تتصارع جميعها لتأمين مصالح المنطقة وهو رد فعل عنيف ضد المركزية المفرطة والرقابة الصارمة في عهد القذافي.

وأشار الموقع الى ان القذافي كان نقطة الارتكاز، وعندما تمت الإطاحة به في حرب مفتوحة استمرت 7 أشهر بعد تدخل الناتو والغرب بالإضافة لبعض الدول العربية  انهار هذا المركز، فضلا عن ذلك فقد فشل العقيد في إنشاء أي مؤسسة ذات مغزى يمكن ان تعمر له، حتى ان الجيش الذي أبقاه العقيد ضعيفا في عهده، لم يتمكن من مواجهة الميليشيات والتي تستمد شرعيتها من انجازاتها الثورية، ونتيجة النظام السياسي المعقد كانت ليبيا بمثابة ستار لتمرير مصالح القذافي والمقربين منه.

وتؤكد الفورين بوليسي انه حتى المدن والبلدات التي عانت في ظل نظام القذافي، باتت اليوم تطالب بحقوقها، والمدن التي عبرت في السابق عن ولائها للزعيم الليبي أصبحت مهمشة من قبل الحكام الجدد وجرى تنفيذ عمليات "تطهير رجال القذافي" في عدة أجزاء من البلاد على سبيل المثال سرت وبني وليد.

وقد وجدت هذه المناطق نفسها على هامش الحياة السياسية في ليبيا الجديدة، وقانون الانتخابات ينص على ضرورة ان يستوفي جميع المرشحين للانتخابات شروط معينة لعل أهمها إلا يكون للمرشح روابط مع النظام السابق، إذ يمنع ان يتقدم للانتخابات من كان يمجد القذافي في وسائل الإعلام أو في الأماكن العامة، أو أي شخص لديه شراكة تجارية مع أبناء القذافي أو شخصيات بارزة في نظام حكمه، أو أي شخصية معارضة في المنفى وقعت اتفاق سلام مع القذافي. وهذا ما لقي استنكاراً واسعاً من المنظمات الدولية وفي الشارع الليبي نفسه ووصفوه بشديد التعسف علماً بان غالبية أعضاء المجلس الانتقالي الحاليين والسابقين كانوا وزراء في عهد معمر القذافي؟!
وفي الختام يشير الموقع الى ان الجهود المبذولة في البلاد لتجاوز طيف القذافي لن تكتمل في دورة انتخابية واحدة، فالزعيم الليبي الذي حكم البلاد طيلة 4 عقود والطبيعة الجذرية للتحديات التي تواجه البلاد اليوم ما هي إلا انعكاس لحكمته الوخيمة، صحيح ان القذافي رحل إلا ان ارثه سيظل هاجسا يطارد ليبيا لسنوات عديدة.

جندي امريكي : العراقيون ليسوا بشراً



نشرت صحيفة “الديلي ميل” البريطاني تصريحات لستيفن جرين الجندي الأمريكي المحكوم عليه بالسجن المؤبد لقتله واغتصابه أفراد أسرة عراقية قال فيها “بإعتقادي ان العراقيين ليسوا من صنف البشر”.
واضاف جرين المسجون حالياً في ولاية أريزونا الأمريكية “لا توجد كلمات يمكنها ان تصف مدى كراهيتي للعراقيين في ذلك الوقت، لقد عاملتهم كما لو أنهم ليسوا من البشر”.
وجاءت تصريحات جرين في محاولة لتبرير جرائمه التي ارتكبها عام 2006 مؤكدا أن وصفه لمشاعره يعد الآن جزءا من الماضي خصوصا أن الجنود الامريكيين في العراق تعرضوا لضغوط نفسية هائلة.
وألقى الجندي الأمريكي باللوم على جيش بلاده خاصة بعدما لقي اثنين من زملائه مصرعهما ولم يتصرف الجيش معهما بصورة لائقة ولم يقدر مشاعر الحزن لدى زملائهما في الوحدة العسكرية.
الوكالات

هل صحيح أن "العسكر" يحكمون مصر لمدة ستين عاما؟ -محمد عبد الحكم دياب



محمد عبد الحكم دياب

مع سيطرة اليمين المذهبي والطائفي ولا أقول الديني، والليبرالي الانعزالي ولا أقول التحرري حسب معناه في الأصل الانكليزي، وكذلك اليمين البوليسي ولا أٍقول العسكري؛ منذ سيطرة هؤلاء على شؤون الثورة والحكم في مصر شاع قول بأن رئاسة محمد مرسي تنهي "حكم العسكر" الذي دام ستين عاما، حسب الزعم الشائع، وأتوقع تحالف هذا الثالوث لتصفية الحساب مع الثورات التي مرت بمصر على مدى القرنين الأخيرين واقتلاع جذورها، ولن تكون ثورة 25 يناير استثناء.

وفي مناخ يعمل على عودة الثورة المضادة بثياب "الثورات الملونة"، التي نسجتها الأجهزة السرية في معاملها وغرفها السوداء، وأعطت إشارة البدء لعملاء شرق ووسط أوروبا؛ على أمل إنتشارها في باقي أنحاء العالم. ولم يعرف عن هذا الثلاثي منفردا أو مجتمعا أن أيد ثورة في يوم ما، والخوف على ثورة يناير المجيدة من كيده، واستمرار محاولاته التي لا تتوقف لصبغها بتلك الصبغة المضادة.

وقد تعثرت محاولات فك ارتباط ثورة 25 يناير بالثورة المضادة، وهو ارتباط قائم حتى الآن، وأبقى على آليات وهياكل منظومة الاستبداد والفساد والتبعية على حالها، ولم يجرؤ مسؤول مدني أو عسكري طوال المرحلة الانتقالية على المساس بمصالح المنتمين لهذه المنظومة، ولم يستطع أي منهم التصدي للخلايا التي استيقظت لتعيث في الأرض فسادا إلى أن صارت شريكا في تحديد مسارها وضبطه وكلها من المدنيين والبلطجية وجهاز أمن الدولة المنحل ورجال الأعمال.

ماذا يعني استمرار الحكم العسكري لستين عاما؟ وإذا ما كان الأمر كذلك فما الذي حال بينه وبين أن تكون مهمته الأساسية القتال وتجييش المواطنين وتدريبهم وإعدادهم للدفاع عن بلدهم وأنفسهم وحدودهم؟، ولماذا لم توظف اقتصاديات المجتمع وإمكانياته وثقافته لذلك الغرض؟ وإذا كان هناك بعض من هذا حتى حرب 1973، فهل هذا قائم الآن؟

ولتوضيح المقصود؛ لنتناول مثلين؛ أحدهما تاريخي والآخر معاصر. أما التاريخي هو مجتمع اسبرطة، وكان جزءا من منظومة المدن اليونانية القديمة، ووجود "دولة المدينة"، نتيجة تقسيم البلاد إلى مدن تجارية كبرى؛ أقامت علاقاتها ونظمها الداخلية والخارجية على قواعد الدولة المستقلة، لكنها كانت أقرب إلى الإمارة الصغيرة.

والمثل الثاني معاصر، وهو المجتمع العسكري الصهيوني، ويتشبه بالمجتمع الاسبرطي مع اختلاف الزمان والمكان، وبفارق واضح في أن أهل اسبرطة أصحاب بلد ومواطنون، أما اليهود فهم مستوطنون مهاجرون؛ يرعاهم من أتى بهم وهيأ لهم الأرض باقتلاع السكان العرب منها.

وتعد اسبرطة النموذج المباشر للمجتمع العسكري، الذي بُني وتشكل على العسكرة والجندية الكاملة لمواطنيه الذكور، وكانت محور ما عداها من أعمال وأنشطة، ولم تعترف اسبرطة إلا بالقوة، وتميز مواطنها بلياقته البدنية ومهاراته القتالية وقدراته العسكرية، ويذكر الباحث محمد علي البدري في دراسة له نشرت في تموز/يوليو 2011 أن اسبرطة اعتمدت على أبنائها الأقوياء منذ الطفولة "فلم يكن هناك مكان للضعفاء أو ذوي الاحتياجات الخاصة"، والمولود الضعيف يتعرض للوأد من ذويه، مفسحا المجال للأصحاء لإلحاقهم بالمدارس العسكرية، وتلاميذها كانوا يعزلون عن المجتمع لسنوات حتى يكتمل تدريبهم وتأهيلهم للقتال. وكان النظام السياسي والقانوني لاسبرطة في خدمة العسكرة. وخضع لملوك منتخبين من السادة، الذين ينتخبون بدورهم من يتولون الرقابة والتشريع، وبقي المجتمع الإسبرطي صامدا حتى ضعف عسكريا وتلاشت دولته ونظامه السياسي.

ولبى النظام الاقتصادي الاسبرطي استحقاقات العسكرة واحتياجات الجندية، بما فيها النقاء العرقي، وما عرف تاريخيا بـ"السمو الذاتي" فلم يكن الاختلاط ولا امتزاج دماء السكان مسموحا به، مع ما حمل من عنصرية وتمييز بين الطبقات الرئيسية الثلاث؛ طبقة السادة من المواطنين الأحرار، والصناع والتجار والحرفيين، الذين يتمتعون بنصف مواطنة، والعبيد ولا يتمتعون بحقوق تذكر، ويعملون بالسخرة لفلاحة الأرض والأعمال الدونية. أما السادة فلهم الجندية والحكم والأعمال الرفيعة.

وتراث اسبرطة الثقافي والفكري لا يكاد يذكر؛ مقارنة بتفوقها العسكري. وكان ذلك على العكس من أثينا بإنتاجها الفلسفي والفكري والعلمي الغزير، وهي التي أختارها الغرب أساسا لحضارته المعاصرة، مع إنكاره لتأثيرات الحضارات المصرية والبابلية والفينيقية والعربية والفارسية والصينية.

أما النموذج الصهيوني فقام على الجمع بين العسكرة والتمييز العنصري، وهي حالة معيارية وقياسية، حيث أنّها الوحيدة الباقية القائمة على عاملين أساسيين هما الدور والبنية. فالدور هو دور الشرطي والبلطجي المسلّح، والبنية لمجتمع هو في حقيقته ثكنة عسكرية كبيرة كل من يعيش فيها مقاتل تحت الطلب، ولها شكل الدولة، التي أنشئت لخدمة الدور والبنية المذكورين. وتتخفى وراء واجهة "ديمقراطية" وخطاب عدواني عن "الأمن المهدّد" بشكل دائم؛ تبريرا لايديولوجية العسكرة وتنظيم السكان المدربين والمسلحين في وحدات قتالية في جيشها العامل أو الاحتياطي. ويتداول الحكم في هذه الثكنة (الدولة) جنرالات ومجرمو حرب وجواسيس ومخربين، ومن يصبح قاتلا يمسي زعيما لحزب سياسي أو رئيسا لجماعة مدنية أو أكاديميا في جامعة.

ومن مهام المجتمع العسكري الصهيوني العدوان الدائم على الوطن العربي وتمزيقه، وفصل مَشْرِقه عن مغربـه، وتحويله إلى فسيفساء ودويلات وكانتونات يمكن إخضاعها، وتمكين الآلة العسكرية الصهيونية من العمل بسرعة على جبهات الشمال والشرق والجنوب، وتوجيه ضربات "وقائية" ضدها. ووضع المجتمع العسكري الصهيوني خططه المحكمة للعدوان المستمر باسم الدفاع عن النفس؛ بالإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتهجير.

ويلعب الاقتصاد دورا مهما في تعزيز العسكرة، فيوفر التمويل اللازم لإبقائها مجتمعا للمهاجرين والمستوطنين، وتسليحه وتدريبه وإعالته. واعتماد العون الخارجي؛ بالمال والمهاجرين بتخصصاتهم المتنوعة، واستثمارهم في الصناعات الدقيقة والمتقدمة، والصناعات الصاروخية والجوية والإلكترونية والبتروكيماوية (وكان للعالم المصري أحمد زويل دور بالغ الأهمية في تطوير الصواريخ الصهيونية)!. والعسكرة هدف أول وأخير للاقتصاد الصهيوني.

تضافرت مختلف العوامل الاقتصادية للحفاظ عليه، فحلت مشكلة ضيق المساحة الزراعية بالتوسع والاستيطان، وشح المياه بالاستيلاء على مياه اليرموك والليطاني والأردن، ونفس الشيء حدث مع المواد الخام والأولية؛ تحصلت عليها من الأراضي العربية المتاخمة. وقد انعكست تلك العوامل الاقتصادية، على ما يسمى بنظرية "الأمن الإسرائيلي"، وعن طريقها ضمنت التدفق المالي المستمر من الخارج، وغطت نفقات العسكرة والحروب الدورية بالمعونات والتعويضات والتبرعات والتجارة الخارجية. وحققت الحد الأقصى من المخزون الإستراتيجي، في المواد والاحتياجات الرئيسية. وضغطت فترة التعبئة العامة إلى أقل مدة ممكنة، أو نظمتها على مراحل متتالية، واعتبرت الحرب الخاطفة ضرورة اقتصادية، تحتم بدء الحرب وإنهاؤها في أقصر مدة ممكنة. وتوفير الحماية الكاملة لمراكز الإنتاج الاقتصادية الحيوية، وكفالة استمرار سير العمل فيها بأقصى طاقة، أثناء الطوارئ والحروب، ونقل الحرب بعيداً عما يعرف بـ"أرض إسرائيل". واستغلال واستثمار الموارد المستولى عليها في الأراضي العربية المحتلة، لسد النقص الذي يعانيه الاقتصاد منها، وتغطية نفقات الاحتلال باستنزاف هذه الموارد إلى أقصى درجة ممكنة. (النفط المصري من خليج السويس، وموارد المياه العربية، عقب حرب يونيو 1967).

وترتبط عقيدة العسكرة بالسياسة الخارجية، وعنها يقول شيمون بيريز أن الدولة الصهيونية في حاجة إلى علاقات خارجية، لتبني قوتها العسكرية لتوفر الأمن لنفسها، كما أن الأمن يمكنه أن يسهم في العلاقات الخارجية كذلك.

ويعتقد دافيد بن غوريون أن العسكرة والسياسة الخارجية، وجهان لعملة واحدة، وفي غياب أحدهما لا يكتمل الآخر، إذ يقول: "يعتمد دفاع إسرائيل (بمعنى العسكرة المستمرة) على رفعة شأننا وعلو كعبنا في الحلبة الدولية. إن الشؤون العسكرية والخارجية أمران متشابكان، لا يمكن لأيهما أن يكون العامل الحاسم بمفرده في البلاد، وذلك لسبب مهم هو أن استطاعتنا، أو عدم استطاعتنا، الحصول على الأسلحة الثقيلة المناسبة لتجهيز جيشنا، يعتمد على علاقاتنا الدولية، وهي دون روابط صداقة سياسية، تصبح الأداة الرئيسية للدفاع عن دولتنا الصغيرة، أي - جيشنا - أداة ضعيفة".

هذان نموذجان واضحان للدولة والحكم العسكري، وحين ننتقل إلى مصر نسأل؛ هل هي دولة عسكرية على شاكلة أي من النموذجين؛ الاسبرطي القديم؟ أم الثكنة العسكرية على الطراز الصهيوني الحديث؟

والفترة المدموغة بالعسكرة هي من 1952 وحتى الآن، ومرت بجمهوريتين؛ أحداهما ثورية مستقلة وفاعلة. عبرت عن تطلعات المظلومين والمحرومين والمنتجين والمبدعين، ليس في مصر وحدها إنما على اتساع الوطن العربي وإفريقيا والعالم الإسلامى وآسيا وأمريكا اللاتينية، وإن قادها عسكريون إلا أنهم كانوا ثوارا قادهم زعيم كان ملء السمع والبصر، والثانية جمهورية فاشية أسسها وأدارها مقامر؛ سلم مصر، وتنازل عن أوراقها لصالح الأمريكان وأعطاهم 99% منها، واستمر بها من جعل من نفسه كنزا استراتيجيا لعدو شعبه وأمته، وترك اللصوص والسماسرة ووكلاء الاحتكارات الأجنبية وأنصار التطبيع ينهبونها ويذلون شعبها، فباعوا كل شيء وتركوها تستجدي العون والغوث.

والناس تترقب ظهور جمهورية جديدة.. فهل يستمر مرسي بالجمهورية الثانية بحكم دوائر المصالح والرؤى المحيطة به؟، أم ينتصر لنفسه ولجذوره البسيطة وما تربى عليه، ويؤسس لجمهورية ثالثة تحرر المواطن من الفقر والاستغلال وتُخلص الوطن من التبعية والصهينة؟ وتمد بصرها عبر حدودها فلعلها تتحسب للمخاطر المتربصة بها من كل جانب.

ولا يهم رداء الثائر.. هل هو كاكي أم جلباب أو ملابس حديثة؟ وكذلك لا يختلف الرجعي والمُطبع إذا ما ارتدى قبعة أو عمامة أو سروالا. فالشكل والمهنة لا يغيران من طبيعة الإنسان، والإنسان بما يحمل من مبادئ، وبما يتخذ من مواقف، وما يختار من حلفاء وأقران.

واللجوء للحلول الأمنية والإجراءات الاستثنائية عمل بوليسي حتى لو حمل من يمارسه كل نياشين الكون العسكرية على صدره، أو حمل غيره الكعبة على كتفه، فالثائر الحق يهب حياته للثورة، وهو أول من يضحي وآخر من يستفيد، وليس المهم شكله ولا ملبسه أو مهنته.
ومصر ليست مجتمعا عسكريا وإن حاربت المحتل، وما زال التعامل الأمني (البوليسي) هو الأصعب، والانتماء للمؤسسة العسكرية أساسه رغبة وتطوع، وتجنيد إجباري، وذلك لا يعني تجييش المجتمع أو عسكرته، وقوانين الطوارئ والقيود التي وضعت على المواطنين فرضتها منظومة كاملة للاستبداد والفساد والتبعية، بكل ما فيها من تنوع مدني وعسكري وشرطي، والخراب إذا ما عم لا يجب التعامل معه بانتقائية، ولا بمنطق تصفية الحسابات، وإذا كانت الجمهورية الأولى ثورية مستقلة، فإن الجمهورية الثانية كانت ساداتية مؤمركة ومباركية مصهينة، وبين الجمهوريتين بون شاسع.