08 يونيو 2012

ماذا بعد الهجوم على الإخوان!؟



 علاء بيومي
تراجع شعبية الإخوان المسلمين في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية المصرية تحدي كبير لا يخص الإخوان وحدهم، فسريعا ستجد القوى السياسية المصرية أن عليها أن تعيش خارج ظلال الهجوم على الإخوان.

بمعني أن تراجع شعبية الإخوان في الفترة الأخيرة سيترك فراغ سياسي وجماهيري كبير يجب أن تملئه قوى أخرى، وفشل القوى السياسية المصرية في ملئ هذا الفراغ والصعود لمواقع القيادة بشكل يقنع المصريين سوف يفضح عيوب تلك القوى وأمراضها، وسوف يمثل بداية لمرحلة انحسار تراجع شعبية الإخوان، لأنه سيكشف أن عيوب الإخوان – التي سلطت أضواء سياسية وإعلامية كثيرة عليها في الفترة الأخيرة - ليست حكرا عليهم، وكيف أن كثير من القوى السياسية المعارضة للإخوان تعاني نفسهم عيوبهم وربما أكثر.

فالقوى السياسية المصرية هاجمت الإخوان بسبب طبيعتهم المزدوجة بين الحزب والجماعة، وبسبب ضعف قدرتهم على التوافق السياسي، وبسبب أخطاء ارتكبها بعض قادتهم عند الحديث للإعلام وفي الدوائر السياسية.

ولو نظرنا حولنا لوجدنا أن القوى السياسية المصرية تعاني من جميع العيوب السابقة بدرجات مختلفة قد تفوق أحيانا كثيرة معاناة الإخوان.

فالقوى السياسية المحسوبة على النظام القديم تمارس نفاقا سياسيا كبيرا في هجومها على الإخوان، فهي أصل مشاكل السياسة المصرية والقوى السياسية المختلفة، فعلى مدى عقود فشل نظام مبارك وأتباعه في تطوير أنفسهم أو في السماح لغيرهم بالمشاركة واكتساب الخبرة وبناء قوى سياسية حقيقية تفيد المصريين.

وبالطبع لا يخفي على أحد أن نظام مبارك استخدم ومازال يستخدم الدين لأغراض سياسية، بل أنه لا يتورع أحيانا عن اشعال نار الطائفية لتحقيق أهدافه رغم شعاراته الليبرالية والعلمانية الزائفة، كما أن النظام بنى نفسه على نقيض من قاعدة التوافق السياسي، فهو يجيد فقط مبدأ فرق تسد، فهو يجيد ضرب القوى السياسية ببعضها، ويرفض مشاركة المعارضة ولو في أقل القليل.

وإذا كانت القوى السياسية تشتكي من ضعف تمثيلها في البرلمان وفي المبادرات الأولى لتشكيل تأسيسية الدستور في ظل سيطرة الإخوان والسلفيين على البرلمان فعليها أن تتذكر أن نظام مبارك حكم خارج إطار القانون والدستور لعقود وسوف يستمر في ذلك لو عاد إلى الحكم.


أما القوى السياسية الوطنية أو المحسوبة على الثورة فصعودها إلى السطح لابد وأن يكشف عن كثير من عيوبها، فهي أقل تنظيما من الإخوان، وأقل تماسكا، واقل إنتاجا للقيادات السياسية، واقل قدرة على التوحد والمشاركة، فالإخوان دخلوا المرحلة الأولى من الانتخابات الرئاسية بمرشح واحد أو اثنين على الأكثر إذا افترضنا أن عبد المنعم أبو الفتوح مرشح إخواني منشق، في المقابل دخل التيار اليساري بأربعة مرشحين دفعة واحدة وهم حمدين صباحي وخالد علي وهشام البسطويسي وأبو العز الحريري، وذلك على الرغم من ضعف تمثل اليساريين في البرلمان وعلى المستوى الجماهيري.

هذا يعني أن صراع النخبة السياسية الليبرالية واليسارية مع الإخوان يخفي خلفه صراع أكبر بين القوى السياسية العلمانية (الليبرالية واليسارية) وبعضها.

أضف إلى ذلك أن القوى الوطنية المحسوبة على الثورة تعاني من عيب خطير أو ربما قاتل وهو أن بعضها يفضل اللجوء إلى العسكر واستخدامهم كأداة ضغط على القوى الوطنية الأخرى وعلى رأسها التيار الديني (الإخوان والسلفيين)، ويصعب وصف دوافع هؤلاء خارج مصطلحات كالانتهازية أو ربما الميكيافيلية السياسية، وبالطبع موقفهم مرفض ولابد وأن ينتبه له المصريون عاجلا أم أجلا ويحاسبون تلك القوى عليه، وأعتقد أن الشعب المصري في إطار عمليه إعادة تعريف لمصطلحات للقوى الوطنية والثورية والمساندة للديمقراطية، وقريبا سوف يعاد تعريف بعض القوى المصرية التقليدية (التي ادعت معارضة حكم مبارك ثم ارتمت في أحضان العسكر) بشكل يضعها جماهيريا خارج إطار القوى الثورية والوطنية.

القضية الأخرى التي تستحق الانتباه هي أن الهجوم على الإخوان لا يمكن أن يمثل استراتيجية في حد ذاته،  فالمواطن العادي قد يعارض أو يساند الإخوان، ولكنه في النهاية يريد من يقدم له بديل حقيقي سواء الإخوان أو غيرهم، بمعنى أن الهجوم على الإخوان قد يفلح في تراجع شعبيتهم لفترة، ولكن لو لم تقدم القوى السياسية الأخرى بديل مقنع فسرعان ما سينقلب السحر على الساحر ويرى المواطن العادي أن الإخوان كانوا أفضل لأنهم على الأقل معروفين وأكثر تماسكا من غيرهم.

فالقوى السياسة المهاجمة للإخوان مطالبة بتقديم بدائل سياسية حقيقية وقيادات ومؤسسات قادرة على مساعدة الناس وتوافق سياسي يجمع ولا يفرق ويحتوي الجميع بما فيهم الإخوان والسلفيين، فمن النفاق أن تهاجم القوى السياسية الليبرالية واليسارية التيار الديني لأنه لا يشاركها في السلطة في حين أنها ترفض الإخوان والسلفيين إلى حد الكراهية أو الاستعلاء أحيانا وترفض التعامل معهم.


وإذا كانت القوى السياسية غير الإخوانية تفتقر لهذه المقومات – كما هو ظاهر حاليا – فمن الأفضل لها أن تتوقف فورا عن مهاجمة الإخوان لأن الناس سوف تنتظر منهم أن يرتقوا إلى مستوى النقد واللحظة وأن يقدموا بديلا حقيقيا يتلافى عيوب الإخوان وأخطائهم.
وفي النهاية يبدو أن الخطأ الرئيسي الذي يمكن أن تقع فيه أية قوى سياسية مصرية في الوقت الحالي هو الانفراد بالسلطة أو حتى الظهور بمظهر المنفرد بالسلطة أو الساعي للاستحواذ عليها، لأن مشاكل المصريين كثيرة للغاية، والناس في حالة ثورة، والتحديات هائلة ولن يتمكن أي فصيل أو تكتل من مواجهته سريعا، لذا الأفضل للجميع البحث عن صيغة للشراكة تحميهم جميعا.

ولكن للأسف يبدو أن القوى السياسية المصرية تعاني من ميراث الاستبداد والذي علمها الأنانية وعدم المسئولية وغياب التفكير المؤسسي والعقلاني، وهذا يعني أن كثير من القوى السياسية لن تتمكن سوى من نقد بعضها وتشويه الأخرين إلى حين، ولن يؤدي ذلك إلا إلى إصابة جزء كبير من المصريين بالقنوط السياسي، وسوف تنحسر موجة الهجوم السياسي على الإخوان عاجلا أم أجلا ليحل محلها فراغ سياسي كبير يصعب أن يملئه أحد، والله أعلم. 

 – 8 يونيو 2012

لا تقل لي قاطع ... وإياك أن تقاطع



أخذ يصرخ في وجهي بحنق بينما تكاد تنفجر العروق في عنفه الذي استحال للون أحمر كما لو أنه ذبح فعلا ً .. اتهمني
بالنفاق وبأنني لا مبدأ عندي ولا فكر أو فهم لما يدور الآن .. ثم عاد ليبرئني من النفاق ليتهمني بالطيبة والبلاهة ويذكرني بأنني أتناسى كل الأخطاء والأفاعيل وإن وصلت لحد الجرائم من أي شخص بمجرد أن يقابلني بابتسامه أو يصافحني .. أخذ يدلل على ذلك بحكايات نسيتها فذكرني بها وأخرى لا أستطيع تذكرها حتى وإن حاول .. ثم خرج من كل ذلك بأنني مجرد إمعة أسبح مع التيار !!! وأنني بلا لون ولا طعم ولا رائحة ... كان ثائراً جداً .. حانقاً جداً .. لأنني لم أجعلة يستطيع الصلاه ولم انتظر قبل دخولنا للمسجد وأخبرته أنني سأنتخب مرسي ..!!قال لي مقولة ريم ماجد (الان علي ان اختار بين من ينتمي لمن ” قتل القتيل ومشي في جنازته” وبين من ينتمي لمن” وقف متفرجا على القتيل وهو يقتل ولم يكتف بالفرجة بل امعن في تشويهه والتحريض عليه، ثم سار ايضا في جنازته” وكلاهما الان “بيحلف برحمته !!! ") أخذ يذكرني بسخريتهم منا تارة ورمينا بالباطل تارة أخرى .. يعيد الى ذهني لحظات صعبة رأينا فيها انقلاب من كنا نعتبرهم رفاق ميدان وإخوة ثورة صافية نقية من كل غل وكبر .. فإذا هم يواجهوننا بغلٍ لا نفهمة واستعلاء لا نستطيع بأي حال تقبله .. وإذا هم ينحازون لأعداء ثورتنا فينصرونهم علينا ويرفعونهم الى مصاف لا يستحقونها بحيث تتجاوز أحذيتهم أعناقنا فيسحقونها سحقاً بتأييد ومباركة إسلامية .. وفتحوا الباب لمدعي سلفية هي منهم براء لينالوا من أعراض الثائرات والثوار على حد سواء .. ويلقون التهم على شباب الألتراس الذين ذبحوا من الوريد الى الوريد دونما ذنب إلا أنهم خرجوا لتشجيع فريقهم ما اعتبره هؤلاء أشباه المشايخ ذنباً يستحقون عليه القتل ولا حول ولا قوة الا بالله .. وجلس الكتاتني يستمع باهتمام بالغ لترهات وحماقات فهذا يطالب بإعادة الختان ( هو حد حاشك ياعم الحاج ؟؟ ) وذاك يطالب بإلغاء الخلع وثالث يطالب بإلغاء تعليم الانجليزية ... وحولوا بحماقة بالغة أبو حامد لبطل ثوري قومي وهم يتكالبون عليه ويحاولون تكميم فمه حتى لا يدافع ولو بكلمات لا تروي ظمآن ولا تداوي جريح .. الا أنهم أبوا أن يسكتوا عنها .. وملأوا اليوتيوب وصفحات التواصل الاجتماعي بهجوم جله افتراء وكذب وتضليل ( كيف استحلوه !! ) على الثوار والثائرات المظلومين المقهورين المسحوقين بلا نصير ولو بكلمة حق .. ولو بنداء لوقف الذبح . أفعندما تدور الدائرة عليهم .. وعندما تكون مشيئة الله أن يذوقوا ما ذقناه وأن يتجرعوا ما سقونا إياه ... أيليق أن نتبعهم .. بل ونرفعهم .. بل ونعيد لأيديهم سلاحاً قتلونا به مرات ومرات .نعم يا صديقي .. علينا أن نفعل ذلك .نعم علينا نصرتهم .. لأن علينا أن ندفع عن أنفسنا الأذى جميعاً .أتراك لو هاجمت عصابة من السفلة والمجرمين دارك . قاصدين مالك وعرضك وأهل بيتك وشرفك وكرامتك ... فلم تجد من يتصدى لها معك إلا جاراً واحداً .. وافقك مرة وخالفك مرات .. ونفعك مره وآذاك مرات .. وإن كان لا يحبك .. وإن كنت لا تحبه .. الواقع أنه الوحيد معك في هذه المعركة .والواقع أيضاً أن من عولت عليهم من قبل قد خذلوك بتفرقهم وأنانيتهم وقصور نظرتهم وفجر ما يطلبونه منا بأن نضعهم على كراسي ضيعوها بكل ما أوتوا من حماقة ونزق والواقع أيضاً أن أهلى واهلك الذين ندعي محبتهم والعمل لرفعتهم قد يئسوا منا جميعاً بعد أن انهكهم المشوار وطالت عليهم المسافة وبعدت عنهم حاجاتهم بأكثر مما كانت بعيدة .. فهم بشر ونحن بشر نحتاج لملبس ومأكل وكهرباء ومياه وصرف صحي وأمن يحمي بناتنا وأولادنا وزوجاتنا ويحمينا ... فهاهم كما ترى .. يتطلعون لعصابة تسرقهم وتأتيهم بالفتات بعد أن افتقدوه وضاع منهم .. أنظر يا أ  خي لهذا البقال يضع صورتين لشفيق .. أمسكت بيده وجذبته منها واتجهت لمحل البقالة كانت سيدة قد جاوزت الخمسين جف جلد وجهها .. فسألتها أوضعتم أنتم هذه الصورة أم أتاكم بها آخر .. فقالت بتحدي .. نحن وضعناها .. وكادت أن تقول شيئاً يبدو غاضباً ولكنها آثرت الصمت وأغلقت فمها عنوه والتفتت عنا .. هناك في الناصية المقابلة مقهى علقت على جدرانها صور لشفيق في كل مكان . حتى غطت المرايات .. الناس في الشارع يتصايحون يتبادلون كافة أنواع الاتهامات .. بدءاً من السذاجة الى العمالة والخيانه .مرسي جاري الذي جرحني وضايقني ... أما هؤلاء فاعدائي الذين قتلوا الأحبه الأبرياء وأحرقوا عيونهم وأقعدوهم بين مشلول وأعمى ومبتور الأعضاء ..لا تقل لي " قاطع " فلن يقاطعهم الشعب المسكين الذي أضناه العوز والفقر ومطالب العيال .. لا تقل لي قاطع ... ليأتيني شفيق بشرطه من قطاع الطريق وبلطجية المال والسياسة ومرتزقه وسماسرة وقوادين يحيطونني من كل جانب فلا أستطيع فكاكاً ... سأنتخب مرسي فإن أسقطوه حارب معي معركتنا الكبرى وإن نجح خرجنا عليه نقومه ولو بحد السيف .. فهو ليس بأفضل من سابقيه سواء كانوا خلفاء راشدين أو عتاه متجبرين ... لا تقل لي قاطع .. وإياك أن تقاطع ... إياك
المصدر

الرئيس أحمد شفيق يفتتح مؤتمره الانتخابى بالسلام الجمهورى



د.يحيى القزاز
الآن الساعة الخامسة مساء يقيم رئيس وزراء مبارك المخلوع مؤتمرا جماهيريا يفتتحه بعزف السلام الجمهورى. هذه أول مرة فى التاريخ يفتتح مرشح رئاسى مؤتمره الانتخابى بالسلام الوطنى للدولة، هل هذه رسالة مزدوجة مقصودة وموحية المعنى لخصومه؟ أم أنه تأكيد على أنه الرئيس القادم من رحم نظام مبارك، أو هو مبارك بوجه مغاير يؤكد على رئاسته للدولة، وما الانتخابات إلا جولة عابرة مضمونة النتائج؟! هل يعى الإخوان الدرس؟ نحن أمام تزوير ممنهج يأتى بشفيق رئيسا، نتمنى أن تسحب جماعة الإخوان مرشحها حتى لا تمنح شفيق شرف المنافسة، وتعزل عنه شرعية انتخابات كاذبة، وإن فعلت وفاز شفيق فستكون الإخوان ضالعة فى فوز شفيق، ويتأكد ضربها للثورة مرتين الأولى عندما تخلت عن الثورة وسارعت إلى انتخابات برلمانية والثانية عندما كانت تعرف التزوير المسبق فى انتخابات الإعادة للرئاسة وأصرت على خوضها كى يفوز شفيق وتمنحه شرعية تؤكد حسن سير نظام مبارك وبلطجية الثوار. رجاء من الإخوان أن تسحب مرشحها قبل فوات الأوان حتى لا تكون شريكة فى طعن الثورة أكثر من مرة. لا بديل عن عزل شفيق وانتصار الثورة.

الخامسة مساء الجمعة 8 يونية 2012

07 يونيو 2012

«قاضي التوريث» يعلن الحرب على «نواب الشعب»


الشروق - محمد شوشة
«الرجل زجّ بالقضاة في معركة لا ناقة لهم فيها ولا جمل»، هكذا لخّص المستشار أشرف زهران، أحد رموز تيار الاستقلال القضائي، المؤتمر الصحفي للمستشار أحمد الزند، رئيس نادي القضاة، والذي خصصه لإعلان الحرب المفتوحة على «برلمان الثورة»، المنتخب بإرادة شعبية، شهد العالم بحريتها ونزاهتها.

الزند هاجم نواب الشعب على موقفٍ بدا واضحًا مدى اتساقه مع الإرادة الشعبية، الرافضة للأحكام على الرئيس المخلوع ونجليه و7 من أركان داخليته، والتي شعر فيها رجل الشارع بضياع دم الشهداء، لكن رئيس نادي القضاة كان له رأيه الخاص.

مواقف الزند المدافعة عما زعم أنه «كرامة القضاء»، تتسق مع مواقفه المتتالية من حركة الشارع الثائر، فهو الذي نفى نزول القضاة إلى ميدان التحرير أثناء الثورة، وقال في تصريحات تليفزيونية، إنهم لا يمثلون قضاة مصر، ولا يجب مشاركتهم مع «الغوغاء والعامة».

والزند، الذي وقف ليهاجم التيارات الإسلامية المشكلة لأغلبية البرلمان، هو نفسه الذي صرح في فبراير الماضي، خلال لقائه مع الداعية السلفي محمد حسان، بأن: «القضاة يتحرّقون شوقًا لليوم الذي يحكمون فيه بأحكام الشريعة الإسلامية»، مُرجعًا السبب في عدم قدرتهم على فعل ذلك من قبل، بأنهم لم يكونوا أصحاب المجلس التشريعي.

وتواصلت تصريحات الزند ضد الثوار بعد الثورة؛ فاختار «الخيانة» لتكون الصفة التي قرر إلصاقها بكل من يهاجم المجلس العسكري، معلنًا أنه من مؤيديه؛ «لأنه هو الدرع الحامية لهذا الوطن»، على حد تعبيره، لكنه لم يتورع عن الدعوة لتبني ياسر الجندي، أحد نواب الحزب الوطني المنحل، تكريم أسر الشهداء من المواطنين والشرطة، دون أن يوضح إن كان نواب النظام البائد من «الدروع الحامية لهذا الوطن أم لا».

والزند الذي يقف اليوم مدعيًا الدفاع عن استقلال القضاء، هو نفسه الذي تصدى بكل قوة، لمشروع قانون أعده المستشار أحمد مكي لاستقلال القضاء بعد الثورة، ودعا لجمعية عمومية لمواجهة هذا المشروع، رافضًا الاستجابة لمظاهرات نظمها آلاف الثوار أمام دار القضاء العالي ضد تأخر تطهير القضاء، والمطالبة بالاستقلال الكامل له، حيث فضل تقديم مشروع قانون ينظر لاستقلال القضاء على أنه «مجرد مطلب فئوي»، بحسب وصف سعيد محمد، رئيس لجنة الإعلام في مشروع قانون استقلال القضاء، الصادر عن لجنة المستشار أحمد مكي.

ولا ينس المصريون للزند، أنه أبرز المدافعين عن التوريث في السلك القضائي، وشن هجومًا حادًا على أوائل خريجي كليات الحقوق، الذين تظاهروا أمام دار القضاء العالي في سبتمبر الماضي؛ للمطالبة بحقهم الطبيعي في التعيين بالنيابة العامة، مدافعًا عن حصول أبناء القضاة «الأقل منهم في المجموع» على أماكنهم، واصفًا المتظاهرين بـ«الغوغاء»، ووصف من يهاجم أبناء القضاة بأنهم «حاقدون وكارهون»، مؤكدًا أنه «سيظل تعيين أبناء القضاة سنة بسنة، ولن تكون قوة في مصر، تستطيع أن توقف هذا الزحف المقدس إلى قضائها».

مواقف الزند العنترية دفاعًا عن القضاة، لم تظهر عندما تعاملت قوات الأمن مع شيوخ القضاة في وقفتهم الشهيرة أمام جبروت نظام مبارك بإهانة، وكأنهم مسجلون خطرًا، وحشدوا لهم عشرات الآلاف من جنود الأمن المركزي والقوات الخاصة وقوات مباحث أمن الدولة، وقتها اختفى أحمد الزند ولم يكن له أي صوت، إن لم يكن مشجعًا لسلوك النظام ضد القضاة.

كما لم يُدلِ الزند بتصريح واحد في مواجهة تزوير الانتخابات في 2010، ولم يلوح حينها بوقف الإشراف القضائي على الانتخابات، وعندما تعرض المستشار وليد الشافعي، للاحتجاز من قبل رئيس مباحث البدرشين، أثناء منعه تسويد البطاقات في إحدى اللجان بدائرة مركز البدرشين، قال الزند، إنه تصرف «لن يمر مرور الكرام»، لكنه مر، رغم أن الحزب الوطني المنحل كذّب الواقعة من الأساس، كما لم يقف بوجه الحزب، حين وصف في بيان رسمي القضاة الذين تحدثوا عن تزوير الانتخابات بالكذب والتلفيق!
جريدة الشروق

"مكانش العشم".. مصر تعاتب من يريدون اجهاض ثورتها بالتصويت لشفيق


نص البيان الختامي لملتقى القبائل الليبية في بني وليد




الخميس 7-6-2012

 بسم الله الرحمن الرحيم   " وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا" صدق الله العظيم

إنطلاقاَ من المسئولية الوطنيه والتاريخيه والواجب الشرعي ومن مبدأ الحرص على وحدة الصف الليبي وكذلك إيماناَ منا بحُب ليبيا والايمان بكرامه الليبين فوق أرضهم وتجنيباَ للوطن الغالي من أي شر ومن خطر الإنزلاق إلى هاويه الإنقسام والفتنه والتبعيه لأي جهه كانت, اجتمع عدد من القبائل الليبية الشريفة في مدينة بني وليد في 7/6/2012 واعلنوا البيان التالي.

نحن القبائل الشريفة المُتَجَذِّرة في عمق التاريخ والممتدة جغرافيا من اقصى الجبل الغربي والجميل ورقدالين الي سرت في وسط ليبيا الحبيبة مرورا بجبال ترهونة وبني وليد الي عمق الصحراء في الجنوب الليبي.
نحن المتطلعون بثقة الي مستقبل بلادنا من خلال الدولة المدنية الديمقراطية التي تختفي فيها كل مظاهر السلاح نؤكد عقدنا العزم على إشاعة ثقافة التسامح والتنوع ونزع فكر العصبية والارهاب ونؤكد على الاتي.
أولا. إن هذا التجمع يؤكد على أن ليبيا دولة واحدة مستقلة ذات سيادة لا تتجزأ ويتعهد هذا التجمع القبلي بالوقوف بحزم أمام جميع المخططات الرامية الي تفتيت ليبيا وتجزئتها.

ثانيا. ان هذا التجمع يؤكد على أن جميع الليبيون نسيجا واحدا متساوون جميعا امام القانون ولا يجوز التمييز بينهم بسبب الأصل أو الجنس أو الرأي السياسي أو الوضع الاجتماعي وتنبذ هذه القبائل المجتمعة كل مظاهر التهميش والإقصاء لأي طائفة أو شريحة داخل المجتمع الواحد.

ثالثا. إن هذا التجمع يؤكد على أن القضاء هو الجهة الوحيدة المخولة لإقرار الحقوق بعد قيام الدولة المدنية كما يؤكدون نبذهم ووقوفهم بقوة امام اللجوء الي العقاب الجماعي كالتهجير وحرق البيوت والحرمان من الخدمات امتثالا لقوله تعالى" وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى " صدق الله العظيم

رابعا. إن هذا التجمع يؤكد ويدعم مبدأ المصالحة الوطنية الذي يهدف الي التخلص من الآثار السلبية للحرب
وما نشأ عنها من مآسي ويطالب أن يسبق أي حوار بين الأطراف المتنازعة بوادر تظهر حسن النوايا كوقف الاعتداء ووقف عمليات القبض العشوائية وتحرير الأسرى والكف عن الحملات الإعلامية. ونؤكد على ما ورد في بيان الملتقى الأول للقبائل الليبية في بني وليد.


خامسا. يتم تشكيل لجنة من كافة القبائل المشاركة في هذا الملتقى لإعداد مشروع ميثاق شرف يعرض في الملتقى القادم.

القبائل المشاركة في المؤتمر:.
 الحرارات -ورفلة سرت- المشاشية -القدادفة -ورفلة بني وليد -الحساونة -السعفات -رقدالين -النوايل -الحميدات -أولاد بريك -المقارحة -معدان طرابلس -هوارة المايا -العمامرة - القديرات -قماطة -العجيلات -الربايع -تاورغاء -ورشفاتة -ترهونة -وريمة

                الملتقى الثاني للقبائل الليبية
 المنعقد ببني وليد يوم الخميس الموافق 7/6/2012

تظاهرة حاشدة شهدتها بعض المدن العراقية تُحمل المجتمع الدولي الانتهاكات التي حصلت في العراق

حمدين صباحى: لم ولن ألتقى أحمد شفيق



الوفد - أحمد حمدى ورنا يسرى :
حملة حمدين صباحى المرشح السابق لرئاسة الجمهورية لقاء مرشحها بالفريق أحمد شفيق المرشح الرئاسى خلال زيارته لمدينة الإسكندرية بفاعليات ذكرى خالد سعيد.

وأشارت حملة حمدين صباحى إلى أن المرشح السابق كان مع عدد من أعضاء حملته للمشاركة فى فاعليات ذكرى خالد سعيد فى الاسكندرية اليوم، وسافر صباحى مع أعضاء حملته فى أتوبيس، مشيرا إلى أن الخبرالكاذب يؤكد وصول صباحى بسيارته لمكان لقاء شفيق.
وسخرت الحملة من الشائعات التى تطلق على مرشحها قائلة "عندما تمر ساعتان بدون شائعة على حمدين صباحى ينتابنا القلق على مروجى الشائعات، وعلى احساسهم بخطر شعبية حمدين صباحى عليهم".
كما قال صباحي عبر حسابه الشخصي على "تويتر": "لم ولن التقي الفريق شفيق لا اليوم ولا لاحقاً. موقفي ثابت من جولة الإعادة، لن ادعم إعادة إنتاج نظام مبارك ولا استكمال هيمنة التيار الإسلامى".

تفاصيل خطة الأمن الوطنى لمراقبة الـ«فيس بوك» و«تويتر» واختراق حسابات النشطاء والمتظاهرين



رغم السقوط «النظرى» لجهاز أمن الدولة عقب سقوط نظام السابق الرئيس المخلوع حسنى مبارك وإطاحة ثورة يناير به، وإصدار وزير الداخلية السابق اللواء منصور العيسوى قراره بحل الجهاز وتشكيل جهاز الأمن الوطنى بديلا له فى 15 مارس 2011، أى بعد ما يزيد على الشهر بقليل، فى أعقاب تنحى الرئيس السابق مبارك، وهجوم المتظاهرين على مقار «أمن الدولة» بمختلف المحافظات، فإن الواقع العملى يؤكد أن «الجهاز البديل» الذى وصفته قيادات الداخلية وقت إنشائه بأنه «جهاز معلوماتى» يختص بحماية الوطن من مخاطر الإرهاب والجاسوسية، خصص إدارات لمراقبة «الثوار» و«المعارضين» ونشطاء الحركات السياسية ومتابعة أنشطتهم، خاصة على صفحاتهم بمواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك وتويتر» ومواقع «يو تيوب، وماى سبيس، وفيلكر»، وذلك بهدف جمع قاعدة معلومات عن المشتركين المعارضين للسياسات التى تتخذها الدولة.

الجهاز خصص أيضا إدارات لمراقبة النشاط الدينى، ورصد الفكر الشيعى فى مصر وإدارة للإعلام والفكر، فيما تظل إدارة متابعة شبكة الإنترنت الأكثر نشاطاً فى «جهاز الأمن الوطنى» أمن الدولة سابقاً، حيث يقوم فريق كامل من أعضاء الأمن الوطنى بتحليل ومراقبة آلاف الرسائل والتدوينات التى ينشرها النشطاء فى مصر على الشبكتين الأشهر «فيس بوك، وتويتر» وغرف المحادثة «الشات» والمدونات على الإنترنت، بهدف تجميع المعلومات والتقارير الحية عن اتجاهات الرأى العام نحو قضايا مختلفة.

وبحسب مصادر فإن ضباط الأمن الوطنى يقومون بمراقبة صفحة «كلنا خالد سعيد» وهى الصفحة الأوسع انتشاراً بين مجتمع النشطاء السياسيين على شبكة «فيس بوك» والتى يتجاوز أعداد المشتركين فيها أكثر من 2 مليون عضو ويشرف عليها الناشط السياسى وائل غنيم، ومنها تنطلق دعوات للمسيرات الاحتجاجية الرافضة لسياسات المجلس العسكرى وقرارات الحكومة، كما يراقب ضباط الأمن الوطنى، الصفحة الخاصة بـ«الاشتراكيين الثوريين» إحدى الحركات الثورية التى تصدرت المشهد فى المظاهرات الاحتجاجية والتى يدعو أعضاؤها إلى التظاهرات غير السلمية، كما أنها صاحبة الدعوات إلى الاحتكاك بجنود الجيش فى المسيرات والمظاهرات الاحتجاجية، كما يركز ضباط الأمن الوطنى على مراقبة صفحات «6 إبريل» و«الجبهة الحرة للتغيير السلمى» و«شباب من أجل العدالة والحرية»، و«حركة الائتلافات الثورية الإسلامية».

وعلى صعيد مراقبة الصفحات الخاصة بالأحزاب والتيارات الدينية التى تأتى فى المرتبة الثانية بعد الحركات الثورية، يركز ضباط الأمن الوطنى على مراقبة الصفحات الرسمية لحزب «النور» الذراع السياسية للدعوة السلفية والصفحة الرسمية لحزب «الحرية والعدالة» الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، وصفحات الشباب الإسلامى مثل صفحات شباب الدعوة السلفية وصفحات الشباب الإخوانى والتى دائماً ما تأتى المواد المنشورة بها بناء على توجيهات من التظيم الإدارى لجماعة الإخوان المسلمين، وهو ما ظهر مؤخرا مع إثارة شائعات عن حل مجلس الشعب، حيث ظهرت صفحات الإخوان فى مظهر المعارض للمجلس العسكرى وانتشرت الكتابات الرافضة لبقاء المجلس العسكرى والتى تدعوه للرحيل الفورى، فيما يقوم ضباط الأمن الوطنى بمراقبة الحسابات الشخصية أيضا للنشطاء البارزين أمثال: وائل غنيم وعلاء عبدالفتاح ونوارة نجم ووائل عباس على موقع «تويتر».
خطة أخرى يتبناها ضباط الأمن الوطنى وتقوم على إنشاء حسابات شخصية وهمية لأشخاص غير حقيقيين وإرسال طلبات صداقة إلى أعضاء الحركات السياسية والائتلافات الثورية حتى إذا ما وافق الأعضاء على طلب الصداقة يكون بإمكان ضباط الأمن الوطنى التعرف على كل جديد داخل الحركات والائتلافات الثورية، كما يقوم الضباط بإرسال طلبات التتبع والتعقب، «فولو» على شبكة «تويتر» لرصد كل جديد يحدث على الشبكة الأكثر تداولاً على نطاق شبكات التواصل الاجتماعى بعد «فيس بوك».

من ناحية أخرى يبدو أن جهاز الأمن الوطنى وعى الدرس جيدا باستحداثه وتطويره آليات متابعة المشهد السياسى، وأدرك الجهاز ما تغافلت عنه قيادات جهاز أمن الدولة المنحل فى عهد الرئيس السابق ووزير داخليته حبيب العادلى من تقارير حذرت من أن انفجارا يوشك أن يقع فى البلاد، فلم يكن يخطر ببال رجال مباحث أمن الدولة فى المقار الأربعة الأكثر شهرة سواء فى رئاسة الجهاز بمدينة نصر أو فى مقر قطاع القاهرة بلاظوغلى بوسط القاهرة، أو فى ضاحية الدقى فى مقر جابر ابن حيان، أو أحدث مقارهم فى 6 أكتوبر أو على مستوى كل فروع الإدارات بالمحافظات أو حتى المكاتب المختلفة بالمراكز والأقسام، أن يكون «أ- ه» الضابط الذى لم يتجاوز منتصف الثلاثينيات من عمره على حق عندما خلص من تقريره الذى حمل على غلافه عبارة «هام جدا وسرى للغاية»، أن الخطورة القادمة على مصر وعلى نظامها القائم فى ذلك الوقت قادمة من مجموعة من الشباب لا تزيد أعمارهم على منتصف العشرينيات، ويلجأون فى تجمعاتهم إلى آلية جديدة هى غرف الدردشة الإلكترونية والتى تطورت فيما بعد، بظهور أكبر وأهم موقع اجتماعى هو فيس بوك، ومن بعده تويتر، ثم فليكر وغيره من المواقع.

التقرير رصد فى سطوره قيام العديد من الشباب باستخدام آليات جديدة مع حركة التطور التكنولوجى فى مجال الاتصالات من استخدام الدردشة والتواصل الاجتماعى فى تبادل الأفكار السياسية المختلفة، وأشار إلى أن مجموعات من الشباب بدأت تتواصل بعد النجاح الذى حققوه من خلال الدعوة إلى إضراب 6 إبريل عام 2008، كما لفت إلى أن الخرائط الاجتماعية الخاصة بالشباب بدأت تتغير، وبدا واضحا أن المستخدمين من طبقات اجتماعية ثرية، وكانوا فى مرحلة البحث عن آلية جديدة تتيح لهم نشر ما يرون أنه معبر عنهم ويعكس آراءهم بكل وضوح، حيث اكتشفوا فى البداية أن إنشاء موقع إلكترونى خاص بهم لنشر أفكارهم ربما تكون كلفته المالية فوق طاقتهم، فضلا عن أنه حتى لو توافرت هذه التكلفة فإنه يفترض أنهم كانوا سيلجأون لإحدى شركات الاتصالات لإنشاء الموقع، والتى هى بالأساس على اتصال «بدوائر أمنية» بحكم عملها، إلى جانب أنه من السهل الوصول إلى الموقع الإلكترونى والتأثير عليه، إما بحجبه أو التشويش عليه، فكانت فكرة اللجوء إلى «المدونات» أو البلوجز، وهى عبارة عن صفحات إلكترونية مبسطة يمكن التعامل معها وكتابة آراء ورفع صور عليها، وكانت أشهر المدونات آنذاك «منال وعلاء»، و«الوعى المصرى»، وغيرها، وبالتوازى كانت هناك مجموعات من الشباب تقوم بالبحث والتواصل مع آخر مستجدات التكنولوجيا للوقوف عليها وكيفية تحقيق أكبر انتشار لأفكارهم.

جهاز الأمن الوطنى يسعى إلى تعظيم وتأكيد ما كان قد بدأه جهاز أمن الدولة قبل عدة سنوات من تثقيف ضباطه، حسب معلومات أكيدة من خلال حضورهم دورات حول الأيديولوجيات المختلفة حال متابعتهم لأحزاب أو حتى قراءاتهم فى أدبيات جماعة الإخوان، حتى إن بعضهم كان يطلق لحيته، ويؤم المصلين فى صلاة الفجر فى بعض المساجد التى كانت تتم متابعتها بشكل دقيق، ودراسة تأثير الفيس بوك ومواقع التواصل الاجتماعى كمصادر للمعلومات المهمة، وأصبح آلية قوية للتحرك وحشد الأنصار وكسب المؤيدين من خلال استحداث بعض الإدارات بما يضمن مواكبة حركة التقدم المرعب فى عالم الاتصالات والتكنولوجيا، وهو ما كشفته الوثائق التى جرى العثور عليها داخل الجهاز، ولم يتم إتلافها بمعرفة الثوار الذين اقتحموا مقار أمن الدولة، وفى النهاية ظل الهدف واحدا من أمن الدولة إلى الأمن الوطنى، وضع مصر كلها تحت المراقبة.
نقلا عن اليوم السابع

نصيحتى للإخوان .. بقلم د . رفعت سيد أحمد



بعد الأحكام الصادمة على الرئيس المخلوع (مبارك) ووزير داخليته ، والتى برأت ولديه ومساعدى الوزير الستة ، فى الوقت الذى أدانت فيه مبارك والعادلى ، خرج الإخوان المسلمين بقوة يدعون إلى الثأر لدم الشهداء وللتظاهر المليونى المستمر ، حتى موعد جولة الإعادة لانتخابات الرئاسة، مع دعوة الناس – وهنا مربط الفرس الإخوانى الذكى – لانتخاب د. محمد مرسى لأنه مرشح الثورة الذى سيقتص لدم الشهداء (!!) . ولاشك أن الثأر لدم الشهداء هو دعوة حق ، ولكن هل أراد بها الإخوان بالفعل ، تحقيق العدالة ، أم أنهم أرادوا – كما أشاع مخالفيهم – (الباطل) وهو هنا الانتهازية السياسية وركوب لحظة الغضب الشعبى من الأحكام وتجيرها لمصلحة مرشحهم للرئاسة ؟! ، وبعد أن يفوز ساعتها لن يلتفت لا إلى دم الشهداء ولا إلى الثورة ، فقط سيلتفتون إلى جماعتهم غير المرخصة ، وغير الشرعية .. هكذا يقول أعداء الإخوان ، ومخالفيهم ، فأين الحقيقة ؟ وبماذا ننصح الإخوان ، ونحن من المحبين لهم ؛ فى هذا المنعطف التاريخى الكبير الذى تمر به مصر ، وجماعة الإخوان ؟ .
دعونا نسجل الآتى :
أولاً : إننا ممن يؤمنون يقيناً أن الإخوان فصيل وطنى مهم ، لا تستقيم الحياة السياسية بعد الثورة ، من غير مشاركته الرئيسية فى صناعة القرار ، وتنفيذه ، وهو فصيل ضحى بالمال وبالنفس وقدم تضحيات مشهودة فى عهد الرئيس السابق سجناً وحصاراً بل واستشهاداً ، ومن هنا نحن نرفض تماماً الدعوات المطالبة بإقصائهم،إذ فضلاً عن كونها غير واقعية لأننا نتحدث هنا عن فصيل وطنى له شعبيته وحضوره ، فهى دعوات غير أخلاقية وغير منصفة ، وتسىء إلى الثورة التى شارك فيها الجميع ، ومن حق هذا الجميع أن يجنى ثمارها وفى مقدمته الإخوان بشرط أن يكون هو الآخر على نفس الدرجة من الوعى والإيثار وحب رفاق الثورة وألا تغلب عليه روح الاستحواذ ، كما بدت فى العديد من المواقف خلال الـ 18 شهراً التالية لثورة يناير .
ثانياً : إذا كنا نؤمن بوطنية الإخوان وشعبيتهم وأحقيتهم فى جنى ثمار الثورة مع كافة القوى الوطنية ، فإن من واجبنا تجاههم كرفاق معارك وطنية ضد استبداد النظام السابق أن ننصحهم بالآتى :
1 – لا داعى لأن يتذاكى الإخوان على الشعب وقوى الثورة ، وأسر الشهداء ، بإدعاء أن نزولهم الجديد للميدان هو من أجلهم وليس من أجل الجولة الثانية لانتخابات الرئاسة ، فكل الشواهد تؤكد ذلك ، وهذا بالمناسبة ليس عيباً ، فإستثمار الأحداث الطارئة فى معركة انتخابية شرسة مع أحد رموز النظام البائد ، أمر جائز ، شريطة الصدق فى قول ذلك ، والوفاء بالعهود ، وهو أمر لن يتحقق من غير أن يعتذر الإخوان عن أخطائهم السابقة داخل وخارج مصر ، داخلها مع كافة قوى الثورة التى استبعدوها ولم ينسقوا معهم إلا عند الحاجة ، وخارجها مع أخطائهم بتأييد ثورات الـ C.I.A فى المنطقة والتى لم يكتفوا بتأييدها المعنوى بل ودعموها رغم علمهم أن الله لم يجعل للمؤمن من قلبين فى جوفه ، فإما أن تكون ثائراً وأما أن تستقبل جون ماكين وكيرى وتدعم ثورات حلف الناتو فى ليبيا وسوريا ويخرس ضميرك ولسانك أمام ثورات اليمن والقطيف والبحرين ، إن نقد الذات وأخطائها هو أول طريق التصديق لتصريحات الإخوان بأنهم سيقتصون لدم الشهداء ويحكمون مصر بالعدل والمشاركة وليس المغالبة وركوب موجات الغضب الشعبى كل حين .
2 – ثم إن توقيع الإخوان على ما سمى بـ (وثيقة العهد) التى أعدتها القوى الوطنية المصرية ونشرت بنودها مؤخراً ، ينبغى أن يسبق الجولة الثانية للانتخابات ، فكل تصريحات ومليونيات وألعاب الفهلوة السياسية لن تجدى أمام شعب ، وقوى ثورية لُدغت من جحر الإخوان خلال الـ 18 شهراً (بدء بالإعلان الدستورى ومروراً بمجلس الشعب وانتهاء بالدستور) ، إن التوقيع على شروط الحركة الوطنية المصرية مع الدراسة الجادة لفكرة (تشكيل مجلس رئاسى حقيقى) ، مستقل من رموز وطنية مصرية مشهود لها بالكفاءة وحب الوطن ، لا حب (الفضائيات) ؛ يعد من الأمور المهمة التى على الإخوان أن يبادروا بالأخذ بها ، وألا يتذاكوا على الناس ، ويبيعون لهم الكلام فقط دون التوقيع الكتابى على (وثائق) ، فى ظنى ، بقدر ما ستطمئن الشعب ، ستخدم الإخوان أنفسهم، لأن التركة ثقيلة ، ومن الذكاء السياسى إشراك كل القوى الوطنية فى حملها مع الإخوان .
3 – على جماعة الإخوان أن تجد وفى أسرع وقت ، حلاً لشرعية وجودها كجماعة غير مرخصة ، ولا داعى للتلاعب بالألفاظ والتخريجات القانونية عن (جماعة) أكبر من الوطن؛ فإن هذا لم يعد يقنع أحداً ، فى بلد شب شعبه عن الطوق ، وبلغ فى وعيه مقاماً عالياً .
* ثمة نصائح أخرى ، كثيرة ، يحتاج الإخوان إلى أن يسمعوها خاصة من محبيهم ، سنعلنها لاحقاً ، فصديقك من صدقك لا من صدقك ، كل أملنا أن يتلقى الإخوان النصيحة بتواضع الثوار وحكمة الشيوخ ويعملون بها قبل يوم السبت القادم (16/6/2012) ، يوم انتخابات الرئاسة وإذا ما تم ذلك ، فإننا بالتأكيد يوم الاثنين 18/6/2012 سنبارك لمحمد مرسى رئاسة مصر ..اما اذا حدث العكس فأبشروا بمحنة  وفتنة تصغر  امامها كل محنكم السابقة، فهل يدرك الإخوان دلالة اللحظة التاريخية ، وأهمية قبول النصح !! .  

E – mail : yafafr@hotmail.com