31 مارس 2012

إسقاط أوهام إستقلال قضاء تحكمه الديكتاتورية


*محمود عبد الرحيم:
من أكبر الأوهام التى صنعها نظام الحكم الديكتاتوري في مصر الذي لم يسقط بعد، وأستطاع للأسف أن يروج لها ويقنع بها كثيرين، أن "للسلطة القضائية قداسة"، وأنه "لا تعقيب على أحكام القضاء التى هي عنوان الحقيقة"، وأن "القاضي منزه عن الهوى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه"، وأن "قضاء مصر شامخ ومستقل وهو أخر حصون المجتمع، فإذا سقط، ضاع الجميع"، وما إلى ذلك من شعارات وصور ذهنية تم صنعها بعناية، لتتحول مع الوقت ومع إلحاح الدعاية السلطوية إلى صور نمطية، وأصنام تُعبد دون مناقشة أو تقييم لمدى صدقيتها، والغرض واضح جدا وهو إخفاء تغول السلطة التنفيذية ومؤسسة الحكم على السلطة القضائية، والسيطرة علي شئون القضاء والتدخل حتى في إصدار أحكام تمس مصالح الممسكين بمقاليد الأمور، وإسكات أية  أصوات تطالب بإستقلالية القضاء، أو تكشف إنحرافات تقع بين جنباته، وتسيس قطاع كبير من رجاله، وجلعهم يسيرون في ركاب السلطة، ويقدمون لها حماية قانونية عند اللزوم.
وحين يصرح المجلس العسكري وريث حكم الرئيس المخلوع مبارك بأنه فوض رئيس حكومته الجنزوري بكل صلاحيات رئيس الجمهورية فيما عدا شئون الجيش والقضاء، فهذا اعتراف واضح بتبعية القضاء لمؤسسة الحكم،
فضلا عن كون الرئيس أو من يحل محله هو الذي يعين رئيس المجلس الأعلى للقضاء وكل رؤساء الهيئات القضائية، إلى جانب وجود وزير بالحكومة من السلك القضائي مهمته إدارة شئون مؤسسة القضاء بكل تفاصيلها المالية والإدارية.
بالإضافة إلى إنتداب قضاة لأعمال إدارية بالوزارات الحكومية المختلفة أو بمؤسسة الرئاسة أو برئاسة لجان انتخابية بمزايا مالية تدخل في إطار ضمان الولاء، ناهيك عن اختيار ذوي مؤهلات الطاعة لمناصب وزارية أو لمواقع قيادية بالحكم المحلي.
فعن أية استقلالية للقضاء نتحدث؟ وأية نزاهة يمكن الوثوق فيها في ظل هذه المعطيات والتداخل بين السلطتين التنفيذية والقضائية.
وثمة شواهد عديدة تكذب أساطير النزاهة، وأن عين العدالة في مصر معصوبة العينين لا تميز بين حاكم ومحكوم، أو بين ذي حيثية وبين فقير معدم، أو أن مؤسسة القضاء لم يصبها ما أصاب كل مؤسسات الدولة في مصر من فساد وتخديم على سلطة مستبدة وفاسدة.
فيكفي أن نتوقف عند أحكام صدرت بحق قضاة تقاضوا رشاوى مثلا، أو يكرسون للمحسوبية وعدم تكافؤ الفرص في التعينات القضائية والتوسط لأبنائهم وأقاربهم بشكل علنى، أو إلتصاق قضاة بالمجلس العسكري ودعمه في مواقف عديدة من بينها تجريم الإضراب الذي هو حق دستوري أصيل، ناهيك عن وقائع تزوير للانتخابات شارك فيها قضاة، وتم فضحهم من قبل تيار الاستقلال بالقضاء الذي يمثل شاهد من أهلها لا يمكن التشكيك فيه، وربما الضرر الذي لحق بهؤلاء القضاة الشرفاء، وتعرضهم للسحل في الشوارع على يد رجال الأمن، وتقديمهم للجان تأديبية دليل آخر على هيمنة السلطة التنفيذية على القضاء، والتنكيل بأي صوت يغرد خارج سرب التبعية وخدمة السلطان.
ولعل وقائع "قضية التمويل الأجنبي" وما شاهدته من مهازل بدءا من عدم ترك مهمة التحقيق للنائب العام، وأنما إنتداب قضاة تحقيق يقومون مع قوة من الشرطة والجيش بمداهمة مقرات مؤسسات المجتمع المدني، مرورا بتنظيم مؤتمر صحفي يتحدث فيه قضاة التحقيق للرأى العام عن قضية لم يتم البت فيها في مخالفة للأعراف القضائية وقاعدة أن "المتهم برئ حتى تثبت إدانته"، وفي إطار حملة دعائية لها أهداف سياسية واضحة، وإنتهاءً بجمع هيئة المحكمة في وقت متأخر من الليل، وإستدعائهم من منازلهم ليصدروا قرار بسفر المتهمين الأجانب بعد احتجاج واشنطن على منعهم من السفر، ثم  خروج رئيس محكمة الاستئناف عبد المعز إبراهيم ليتحدث عن أن القضية مجرد جنحة وليست جناية، ويبرر قرار رفع الحظر وتنحية المحكمة، وبالمناسبة هذا القاضي ذاته هو المشرف على اللجنة العليا للانتخابات البرلمانية وعضو اللجنة الرئاسية، ما يلقي بظلال من الشك أيضا  على نتائج الانتخابات ويفسر صمته على الجرائم والانتهاكات التى شابتها، والاختراقات المفزعة للقانون الانتخابي لصالح التيار الديني المتحالف مع المجلس العسكري، والذي كان يراد له أن يكتسح، عبر تزييف إرادة الناخبين، الانتخابات للحديث بأسم الأغلبية التى تُستغل الآن لفرض الأمر الواقع، والسيطرة على الجمعية التأسيسية للدستور، وعرقلة تقدم الثورة للأمام لصالح إعادة إنتاج النظام الفاسد المستبد، وتوفير حماية لجنرالات مبارك والتصالح مع رموز العهد البائد.
وليس ببعيد عن هذا السياق المزدحم بالشبهات والشكوك، الاصرار على أن يشرف على الانتخابات الرئاسية رئيس المحكمة الدستورية العليا الذي جاء به مبارك والذي عليه علامات استفهام عديدة، وتحصين قراراته، بدلا من أن تكون تلك المحكمة وغيرها مستقلة عن هذا العمل الاداري لتكون مرجعية للحكم على الطعون والمخالفات، ما يقدم قرينة أخرى على تداخل السلطات، فضلا عن مؤشرات على إمكانية التزوير، وتوفير غطاء قانوني يحول دون إحباط محاولات السلطة الانتقالية تزييف إلارادة الشعبية أو تزويرها، وفرض أحد رجالها على الشعب.
ويمثل ملف محاكمة رموز النظام السابق وما شابها من تباطؤ مقصود، وتمييز واضح للعيان للمجرمين، ومعاملتهم كما لو كانوا مازالوا في السلطة بتوقير وتدليل، والافراج  المتتالي عن الضباط المتهمين في جرائم قتل الشهداء أو منحهم أحكاما مخففة، والتغاضي عن رفض جهات رسمية تقديم أدلة ووثائق، أو حتى مراعاة الصلاحيات الممنوحة للقاضي بأن يحكم ليس فقط بالأوراق التى أمامه، وأنما ما يستقر في وجدانه ويشكل عقيدته، كل هذا يؤشر لغياب العدالة وقبلها غياب الاستقلالية وتسيس القضاء المصري.
وفي المجمل، كل هذه المعطيات تدفعنا إلى القول إن الثورة التى دفعنا ثمنها دما من خيرة أبناء الوطن، لم تحقق أهدافها بعد، طالما أن القضاء لازال تابعا لسلطة جنرالات مبارك، ويتم توظيفه لحماية مصالحه على حساب مصالح الوطن والمواطن، الأمر الذي يدفعنا إلى ضرورة تفنيد إدعاءات استقلال القضاء، وأنه محصن ضد النقد، وأن أي انتقاد له يعني هدم الحصن الأخير للمجتمع، فتلك دعاوى الديكتاتورية وأنصارها الانتهازيين، وعلينا أن نحتشد كقوى ديمقراطية مدنية من أجل تطهير هذه المؤسسة، التى هي ملك لنا جميعا، ونطالب بإسقاط رموز فسادها، ونحن نناضل ضد إكمال إسقاط النظام الفاسد المستبد، حتى نأمن على العدالة والحقوق التى حتما ستضيع تحت قضاء تابع، وقضاة يقولون للسلطان سمعا وطاعة.
*كاتب صحفي مصري
Email:mabdelreheem@hotmail.com

على هامش "قمة بغداد"... رسالة من صدام حسين


خاص لشبكة البصرة
 بسم الله وبعد :
تحية عربية مباركة لمن يستحقها، وتحية الإسلام العظيم لمن يؤمن به حقا ويتمثله حقا، وتحية لنشامى أمتنا العربية العظيمة وماجداتها، تحية من عند الله طيبة مباركة.
ومفتتحا لابد لي - وأنا رئيس الجمهورية العراقية والقائد الأعلى لقواتها المسلحة- أن أحيي بإكبار شعب العراق العظيم، وقواه الحية، وطلائعه ومجاهديه، من أبناء بعثه الوقور، ورجال قواته المسلحة،... الذين لم يغادروا خنادقهم، ولم يسلموا بنادقهم، وما نكصوا على أعقابهم، وما بدلوا تبديلا.
 أيها الرفاق الأشاوس
يا أبناء المثنى وشرحبيل والقعقاع وعمرو وسعد
يا خلاصة عصر الجهاد والفتوحات
يا سيوف النصر والتمكين ورايات العز والشموخ
أيها العرب الخالدون
شعب الرافدين العظيم
أخاطبكم، وأنا هنا في العالم الذي ذهبت إليه- كما تذكرون- شامخ الرأس، مرفوع الهامة، مؤمنا بالله وبأمتكم، وقد سمعت أن "القادة العرب" يجتمعون عندكم في بغداد الرشيد والكبرياء والعزة والسؤدد، وقد كان من المفترض أن أخاطب "القادة" إذا كانوا حقا قادة للعرب، غير أنني لم أرفى وجوههم نضرة العروبة، ولا ألقها، ولا كبرياءها، ولا نورها الذي تمشى به في الأرض، منذ أن شرف الله الأرض بأن خلق لها أمة كريمة نقية رائعة عظيمة، ختم بأعز رجالها وأغلاهم وأنقاهم وأرفعهم رسالات السماء كلها، لتزداد عظمة مع عظمتها، ما هذه وجوه القادة والزعماء، ولا هذا ماؤها، ما هذه كبرياؤهم، ما هذه أخلاقهم، ولا طينتهم، ولا قاماتهم الفارعة حد المشانق والسماء!!
نعم، قررت مخاطبتكم - أيها المواطنون العرب الشرفاء وأهلي العراقيين الأنحاب- فليس من شيمتي أن أخاطب شذاذ آفاق جمعتهم العمالة والنذالة والخيانة، وصنعهم البترول والدولار، وركبت "رجولتهم" في عواصم الظلم والتعسف والبغي، من واشنطن إلى لندن مرورا بباريس.
إن قيادة قطر عربي تتنافى مع تدميره وإذلاله وتسليمه للأجانب، أيا كانوا وأينما كانوا، وليس عربيا شريفا من يستظل بطائرة أجنبية لاستمطار ثورة وهمية، ولا من أتى على ظهر دبابة ليبيع الأرض والقضية والمبدأ.. وليس زعيما شهما من يدعى تمثيل بلد مدمر، مستباح الكرامة والسيادة، عديم الحرية..

أيها العرب العظماء
أدرك أنكم تعرفون- يقينا - أنها ليست بغداد هذه التي يتنادى إليها اليوم "ملوك الطوائف" ويجتمع فيها أمراء السلب والنهب والقتل، وتدنس أرضها مخالب "العجماوات"، ورطانة "الأعاجم"، وعبدة "النار" والمال والجسد، وأقدام "العلوج"، و"عبيد السخرة"، وتنقل إليها"شتلات" ربيع الدم والعمالة والتعري، الذي يسمونه زورا "الربيع العربي"..!!
ليست هذه بغداد التي يتحكم فيها "المجوس" و"المغول" ويحكمها نيابة عنهم المولدون والمدجنون وباعة الأرض والعرض والدين والانتماء، ليست هذه بغداد، وليست هذه "فراتها" ولا هذا "دجلتها"، لا هذه خيولها المسرجة، ولا هذه سيوفها المسلولة، ولا هذا لبان الكبرياء والشرف الذي ارتضعته سائغا من أيام "الرشيد" الخالد.. ما هذه بغداد التي ألفناها عرين كبرياء، وتهجيناها دارا للحب والسلام..!!

أيتها الجماهيرالعربية العظيمة
إذا كانت هذه حلقة مظلمة دموية من التاريخ العربي، بيعت فيها الأوطان، وقتل فيها الرجال، وأهينت فيها النساء، واحترق النخيل، وأعدمت كل الخيول، وأبيدت الجيوش، و ديست فيها الكرامة، وجلل الذل والقهر فيها بيت المقدس، واغتصبت فلسطين، وحورب حملة الفكر والهم والقضية، وأعطيت "القيادة" لرهط من المنافقين والمشعوذين والشعوبيين والخونة، فإن أمتكم التي عاشت مع كل ظلم مجدا جديدا، وأنبتت دماء رجالها - عبر التاريخ- أجيالا لا تعرف الانحناء لغير الله، ستنهض بدماء رجالها، وأشلاء أطفالها، وركام مدنها، لتكتب فجرا، وتصنع خيوطا لشمس قادمة، فقدر هذه الأمة المناضلة المكافحة أن تكون كالشجرة، تنمو وتكبر وتتمدد وترتفع، مهما كانت درجة التقطيع الذي تتعرض له..

أيها الإخوة
أيها الرفاق
لقد استقبلت الموت - كما تذكرون وكما لن تنسوا أبدا- بوجه صبوح وبنفس مقبلة غير مدبرة، لكي تدرك أجيالكم أن لديكم قيما وحضارة وتاريخا ومجدا وكبرياء، تهون في سبيلها أعناق الرجال كل الرجال، وأن لأمتكم رجالا وقفوا أرواحهم على عليائها ورفعتها، ولقد تعودت - منذ بداية كفاحي في سبيلكم- أن أكون في المقدمة وأن يتساوى عندي- من أجلكم ومن أجل رفعة أمتكم ومجدها- حبل المشنقة مع كل نياشين التتويج والتكريم، وأنا فخور بأن الله جلت قدرته وفقني في لحظات عصيبة هي - في جوهرها - استخلاص لمعادن الرجال، للثبات على كلمة التوحيد، وعلى الشعار الخالد الذي يستحق ليس فقط أن تحترق أوطاننا كلها، ولكن أيضا أن نموت من أجله جميعا رميا بالرصاص، أو بحبل المشنقة، أو حتى بالصلب والتقطيع والصعق، "عاشت أمتنا العربية المجيدة ذات الرسالة الخالدة وعاشت فلسطين حرة أبية من النهر إلى البحر ومن الجنوب إلى الجنوب".

شعب العراق
لقد حاربت من أجلكم بشجاعة، ولست نادما على ذلك، حاربت "الصفويين" و"الشعوبيين"، و"عبدة النفط" في دويلات "المزارع الكرتونية" الخائنة المارقة والمحكومة من عائلات هجينة مستجلبة، استمرأت دوما عقوق الأرض التي آوتها وحضنتها، لتتحول إلى خنجر مسموم ينزرع في خاصرة المشروع القومي العربي الذي بشرنا به حربا وسلاما، في السراء والضراء وحين البأس، ومتنا من أجله، وتلونت أجسادنا وأوطاننا بالدم، وتمنطقت بالحديد والنار دفاعا عنه، حاربت الخيانة والصلف والعربدة، حاربت الكيان الصهيوني البغيض، ودماء رجالي العراقيين الشم رسمت دائما الخط الأحمر – بالأشلاء- من بغداد مرورا بدمشق وعمان وبيروت، وحتى أسوار القدس، وأنا مدين لكتل الرجال واللهب والنار والحديد العراقية التي ضجت حد السماء دفاعا عن الأمة العربية المجيدة أرضا وعرضا وكرامة..
لقد حميت حماكم، شمالا وجنوبا، غربا وشرقا، وحيثما وجد شعب عربي يسام الخسف أو يعتدى على حرماته، واسألوا عنى ضفاف المحيط عند البوابة الغربية، واسألوا "الأحواز" و"الفاو" و"خانقين" واسألوا فلسطين، واسألوا كل شبر عربي، فسيأتيكم الجواب بأننا حمينا المضارب، وانتصرنا للعزة القعساء برجالنا وسلاحنا، وبأصواتنا التي ظلت مرتفعة حتى يوم أزفت آزفة المشنقة، فرأيتمونا- كما يجب أن نكون- صبر عند اللقاء، لا نهاب الموت، لانفرط في حق،ولا نستبدل الخنادق بالفنادق، ولا القبور بالقصور، ولا نسلم أرضنا ولا شعبنا تحت أي ظرف من الظروف، ولقد رأى عدونا منا ما يكره، كما رآه يوم التقى برسولنا العظيم، وصحبه المجاهدين الأخيار..لقد رضينا بقضاء الله ضاحكين مستبشرين بلقائه يوم الحج الأكبر،ولم نجلس مع المخلفين والعاجزين والمرتعشين، في الصفوف الخلفية، فالموت يعرفنا أيام تطاير الرؤوس، وأيام تبلغ القلوب الحناجر، وأيام يميز الله الرجال من أشباههم، ويميز المؤمنين من المنافقين والخونة، وتلك بصماتنا محفورة بدمائنا في ساحات الوغى، وميادين الجهاد، ولقد كتب الله علينا موت الرجال العرب كأحسن ما يكون، كما كتب لنا أن نعيش أحرارا كما خلقنا أول مرة..

أيها العرب العظماء
لا تبتئسوا، احترق العراق، واحترقت ليبيا واليمن وسوريا والسودان، وستحترق كل الأرض العربية، وستسامون الخسف والابتلاء، وتذوقون الذل والظلم والمهانة، باسم التحرر أحيانا، وباسم التدين أحيانا أخرى، بل حتى باسم دولة الخلافة ف"أبو لهب"، و،"أبورغال"، و"ابن العلقمي"، و"أبولؤلؤة"، و"أبرهة"، و"أبوغبشان" و"ابن سلول"، و"مسيلمة"، و"هولاكو"، و"ابن سبأ"، و"الشيخ النجدي"، يتربصون بكم الدوائر منذ الأزل، ولكن دماءكم وأشلاءكم هي السماد الذي سينبت "الربيع العربي" الحقيقي من أرضكم، لا من سماوات "الناتو" ولا من علب النفط في "الخليج"، ربيع أبلج تتوحد فيه الأمة، وتستعيد ثرواتها وثوراتها، وتشرق فوق أرضها شموس الحرية والعدل والوحدة والكرامة..
قد يقهرونكم عاما، أو عقدا من الزمن، أوقرنا كاملا، ولكن ثقوا بأنكم الأعلون إن كنتم مؤمنين بأمتكم ورجالها وتاريخها وعطائها وقيمها المشتركة..
وللمجتمعين في بغداد تحت حراب الأمريكيين والفرس المجوس، أقول لقد ارتقيتم مرتقي صعبا، فتلك الكراسي أكبر منكم، وأرض العراق التي تتسللون نحوها - غيلة وغدرا وسفالة - تحتقركم لأنها معجونة بقرون من الجهاد والتضحية، وتقشعر تحت أقدامكم النجسة عمالة وخيانة وشعوبية، فلتلك الأرض العزة والمجد والخلود، ولكم الخزي واللعنة والزوال.
 وختاما أيتها الجماهير العربية المغلوبة على أمرها مؤقتا اصبري وصابري وجاهدي ورابطي، فما هو إلا صبر ساعة، وتعود كل الخيول، ويعود جيش محمد، وتعود فيالق الرجال العرب متدفقة بنور الله والإسلام الخالد، ومعها وجوه خبرتموها أيام زلزل يقين بعض الرجال، و تشظت الأوطان لهبا وموتا ودمارا، رأيتموها ضاحكة مستبشرة أوقات المشانق والابتلاء، منها وجه الفقير إلى رحمة ربه صدام حسين المجيد، ووجه رائع لعمر المختار، ووجوه مضيئة لرجال عرب آثروا الموت دائما على الذل والقهر والخيانة والتولي يوم الزحف..
ولبغداد العظيمة التي تعرفنا ونعرفها، تحبنا ونحبها، والتي تبكى بصمت شوقا إلينا وترتجف قبورنا حنينا لتحريرها والانتصار لها من بغاث العملاء والخونة والشعوبيين الجدد، أقول اهدئي أيتها الحبيبة والعظيمة واليتيمة... امسحي دموعك حتى لا يراها الغرباء و تحملي وتجملى ف"كل خطب يهون"..
والسلام على من اتبع الهدى
 المهيب الركن صدام حسين المجيد
رئيس جمهورية العراق والقائد الأعلى للقوات المسلحة العراقية
تراب العراق الطاهر/28/3/2012

زنا ( المحارم ) في قمة بغداد


صلاح المختار
كثيرا ما نرى الاشياء على غير حقيقتها لأننا نكتفي بقراءة العنوان "مثل أمريكي"
 تعمدت ان لا اكتب عن قمة الجواسيس قبل انعقادها لكي لا يقال اننا نستبق الاحداث رغم علمنا بتلك الاحداث مسبقا ، لان للشيطان اسم واحد وهو الشيطان مهما بدل ملابسه ومكياج وجهه ، وسواء رقص بعصا عمر البشير او بسيف امير قطر فهو يبقى كما كان شيطانا رجيما . ولعل ابرز الجواسيس خونة الشعب والامة هو عمر حسن البشير الذي تعمد حضور القمة في حين ان الاغلبية الساحقة من الملوك والامراء والرؤوساء لم يحضروا وارسل بعضهم سفيرا الا ان البشير حضر شخصيا القمة في خطوة لا يمكن فصلها عن تاريخه وخياناته الوطنية والان يرتكب الخيانات القومية .

البشير خائن مزدوج : خائن للامانة حيث غدر برفاقه بخسه واهان معلمه ومربيه حسن الترابي ، فقدم مؤشرا على انه مستعد لفعل اي شيء يحقق له الفائدة وليس للسودان ، وخائن للامة لانه قبل ان يبيع العراق بحضوره قمة العار . باع جنوب السودان بموافقته المسرحية على الانفصال رغم انه ربط شرعيته طوال سنوات طويلة بالمحافظة على وحدة التراب السوداني . فمن يخون السودان ويغدر بمعلمه ورفاقه لا يمنعه شيء من الغدر بالابعدين . واشكر الله انني لم انشر مقالا كتبته دفاعا عن البشير حينما طلبته المحكمة الجنائية الدولية لانني كنت وقتها متشككا بدوره وميالا الى الاعتقاد بانه دمية امريكية صهيونية ولكن بدون حسم ، اما بعد انفصال الجنوب وبمباركته الشخصية وحضورة الشخصي احتفالات الانفصال فانني تيقنت انه جاء للسلطة بدعم امريكي وصهيوني ليحقق واحدا من اهم اهداف اسرائيل وهو فصل جنوب السودان ثم بعد ذلك يلعب دوره الخياني على المستوى العربي .

الان علينا ان نعيد النظر بتقويم كل ماحصل في الوطن العربي في ضوء ما يجري الان من احداث اذ ليس من الحكمة ان لا نقوم بتحليل ما حدث واستخلاص الدروس خصوصا وان العدو لا يتورع عن الاعلان رسميا عن خططه وخطواته ، والبشير وكما اكدت مواقفه خصوصا الموافقة على فصل جنوب السودان لم يكن الا حصان طروادة مدعوم امريكيا وصهيونيا من اجل تمزيق السودان اولا ثم اداء دور تخريبي في الوطن العربي .

ولذلك لم يكن غريبا ان ينفرد هو دون غيره من كل الرؤساء والملوك بحضور قمة العار في بغداد المحتلة ، فبالرغم من ان غيره رفضوا الحضور ، مع ان بعضهم اقدم من البشير في العمالة لامريكا والصهيونية ، فانه بصلافة من يريد ان يثبت انه بيدق بيد امريكا حضر القمة ولم يتابعه اوكامبو الذي كان يهدد باعتقاله كلما سافر ، ولكن هذه المرة لم نسمع اي صوت لاوكامبو وهو يطلب من حكومة المالكي تسليم البشير لسبب معروف حتى للجاهل وهو ان البشير حقق ويحقق الكثير من اهم اهداف امريكا واسرائيل وفي مقدمتها فصله لجنوب السودان والان توسع نطاق خيانته الوطنية لتصبح خيانة قومية بحضوره لمؤتمر الزنا بالمحارم في بغداد .

مع رفع شعارات دينية في السودان والمطالبة بتطبيق الشريعة الاسلامية على جنوب السودان غير المسلم بدأت مؤامرة تقسيم السودان تتحول الى عمل ممكن التنفيذ بعد ان كانت هدفا بعيد التحقق ، فقط عندما اصبح الجنوب تحت التهديد باسلمته بالقوة ونفذ التهديد بحرب ضروس تحولت حركة الجنوب من الحالة المطلبية الاصلاحية ضمن حدود السودان الى المطالبة بالانفصال لتجنب الاسلمة . هذه حقيقة تاريخية لا مجال لانكارها ، وتحت غطاء اضطهاد اهل الجنوب من غير المسلمين تحولت قضية الجنوب الى قضية عالمية مدعومة من اطراف عديدة وليس من قبل اسرائيل فقط . والسؤال المهم هنا هو التالي : من حقق هذه التحول الخطير ؟ انه وصول الاسلامويين للحكم في السودان بانقلاب دبره احد اقدم ( رجالات ) الغرب والصهيونية حسن الترابي وتلاميذه وعلى راسهم الضابط عمر حسن البشير ، فهؤلاء حالما وصلوا للسلطة بدأوا بمحاولة اسلمة الجنوب بالقوة ، وسالت الدماء واحرقت الثروات وارتكبت مجازر كانت وظيفتها الاساس هي جعل بقاء الجنوب ضمن السودان امرا مستحيلا .

الاسلامويون بقيادة الترابي هم مهندسوا تقسيم السودان ، ورغم توزيع الادوار بين الترابي وتلاميذه بعد الانقلاب الذي قاده البشير ضد الترابي وعزله عن الحكم ، الا انهم حققوا تكامل ادوارهم ، فالترابي اخذ يدعو لدعم الانفصال نكاية بالبشير تلميذه العاق ، والبشير قبل بالانفصال للحصول على المباركة الامريكية والاسرائيلية وتجنب اسقاط نظامه ، وهكذا راينا البشير والترابي يعملان سوية ومن موقعين مختلفين لاجل ضمان فصل الحنوب . هنا لابد من التذكير بان فصل جنوب السودان هو احد اركان المخطط الصهيوني القديم ، فقد كانت اسرائيل منذ تاسيسها تعمل على فصل جنوب السودان ، ولكن هذا الهدف لم يتحقق في ظل الانظمة غير الدينية في السودان التي كانت وبغض النظر عن طبيعتها لا تميز بين مسلم ومسيحي ووثني ، ولذلك كانت مطاليب اهل الجنوب هي المساواة مع اهل الشمال لا غير ، وهنا جاء دور الاسلامويين لتحقيق الهدف الاسرائيلي عبر ممارسة ضغوط شديدة باسم تطبيق الشريعة الاسلامية على اهل الجنوب ، فوجد من ارتبط باسرائيل الحجة والسبب للانتقال من مطلب المساوة ضمن السودان الى مطلب تقسيم السودان ، اذن لولا حكم الاسلاموييين لما حصل هذا التحول الخطير ، ذلكم هو الدرس الكبير وتلك هي الحقيقة المرة المدمرة .

هل يذكرنا هذا بشيء خطير اخر ؟ نعم انه يذكرنا بان الفتن الطائفية في الاقطار العربية لم تظهر وتتفجر وتكبر الا بعد وصول خميني للسلطة واصراره على نشر ما اسماه ب ( الثورة الاسلامية ) التي تسببت في اشنع حرب بين بلدين اسلاميين هما العراق وايران ، ثم نشرت الفتن الطائفية من خلال اصرار ايران الملالي على نشر التشيع الصفوي بكافة الوسائل ، مما قدم كل المبررات للطرف الاخر ، وهو الطرف الطائفي السني ، لخوض صراع طائفي الطبيعة والهدف ، وهكذا دخلت الامة العربية مرحلة التورط في صراعات ثانوية بين الطوائف والاديان وغيب ذلك الصراع الحقيقي والرئيس بين حركة التحرر الوطني العربية والاستعمار الغربي والصهيونية . وبعد غزو العراق توفرت ادلة عملية ووثائق ومواقف تثبت بان التيارات الاسلاموية كانت خيول طروادة للاحتلال بعد ان قامت بدور الداعم الرئيس للاحتلال في العراق ومنها تشكلت كل حكومات الاحتلال ، وبميليشياتها دعم الاحتلال واستمر طوال التسع سنوات الماضية وابيد اكثر من مليوني عراقي وشرد اكثر من سبعة ملايين عراقي من ديارهم بعد ان بدا القتل على الهوية الطائفية والعرقية في العراق .

ان محاولة تقسيم العراق ونشر الفتن الطائفية كانت من عمل التيارات الاسلاموية سنية وشيعية بدعم وتشجيع امريكيين واضحين جدا ، وان فصل جنوب السودان ما كان له ان يحصل وتتوفر البيئة التي تدعمه لولا وصول الاسلامويين للسلطة في السودان بقيادة حسن الترابي ، وهذه حقائق لم يعد احد يستطيع انكارها او القفز من فوقها ، وهي تقدم لنا الدليل الحاسم على ان امريكا واسرائيل لهما مصلحة اساسية وستراتيجية في وصول الاسلامويين للسلطة في الاقطار العربية لس لانهم عملاء ، فهذا موضوع اخر ، بل لان تكوينهم الفكري وتربيتهم الطائفية تجعلهم اسرى نزعات متطرفة دينية وطائفية تتغلب على المصلحة الوطنية والقومية وتدفعهم لتصفية اي طرف اخر ينافسهم وتوفر لديهم الاستعداد لقبول دعم اي طرف يعدهم بدعم وصولهم للحكم ، كما حصل ويحصل في مصر وتونس الان .

بعد كل هذا هل نطلب من البشير الذي كان ومازال اداة تقسيم السودان الرئيسة ان يكون حريصا على العراق وشعبه وهويته ؟ ان البشير بعقلية المرعوب من المحكمة الجنائية الدولية بعد وضعه تحت تهديد كبير اصبح يريد باي طريقة استبعاد التهديد بما في ذلك تقديم تنازلات كان لا يتوقع انه سيقدم عليها حتى في الكوابيس ، لكن شبح اوكامبو وتهديدات امريكا واوربا حركت في البشير الاحساس بضرورة الحفاظ على النفس حتى لو كان ذلك على حساب الوطن والدين . والبشير بموقفه الخياني في السودان وبموقفه الخياني على المستوى العربي يؤكد بان الاسلام يستخدم غطاء لتقسيم الاقطار العربية ودعم غزوات اعداء العرب والمسلمين بكافة الونهم واشكالهم .

ان الدرس الاكبر لخيانة البشير والترابي اللذان تغير كل شيء فيهما الا الخيانة والاصرار على تمزيق السودان ، هو ان التيارات الاسلاموية بغالبتها تشكل الاحتياطي الستراتيجي الاهم لامريكا والصهيونية . لذلك على الاسلاميين الوطنيين ، وهم الاغلبية الساحقة ، تبني موقف يميزهم عن الخونة من الاسلامويين عن طريق اختيار سياسات واضحة في وطنيتها وقوميتها دون التخلي عن الاسلام ، وهذا ما تفعله فصائل مجاهدة في العراق التي تقاتل الاحتلال وتصون وحدة العراق الوطنية وهويته القومية تحت الراية المشتركة والثنائية راية العروبة والاسلام التوأمان اللذان لا يمكن فصلهما ، وان فصلا اصطناعيا بدأ مسلسل الكوارث .
 Almukhtar44@gmail.com
* شبكة المنصور

بالفيديو .. هيئة التصنيع العسكري في جيش رجال الطريقة النقشبندية تنتج صاروخ النصر


نص بيان البعث الاردني حول قمة مطار بغداد واحلام الشرعية المفقوده



شبكة البصرة

قرب مطار بغداد وفي اجواء ارهابية لا تمكن القائمين عليها او المشاركين فيها من تجاوز حدود ذلك الموقع وبدعوة من خليفة (بريمر) العميل المجرم المالكي المسمى رئيس وزراء العراق يتوافد بعض مندوبي جامعة الانظمة العربية لعقد اجتماع لهم اعتبروه استضافة لقمتهم المشبوهه المدانه حيث يأمل المالكي اعتبار هذا اللقاء الهزيل تغطية لشرعيته وللنظام العميل الذي ورثه عن اسياده الاطلسيين الذين جاءوا به وبأمثاله على ظهور دباباتهم للاطاحة بمنجزات الجماهير العراقية ونهب مقدرات العراق وتقتيل وتشريد ملايين العراقيين تحت عناوين الديمقراطية المزيفة امريكيا ومباديء حقوق الانسان المزورة دولياً.

يأمل العميل المالكي من هذا المؤتمر الهزيل ان يحصل على نوع اي نوع من الشرعية فيما معظم من يحضروه لا يتمتعون هم انفسهم بأي شرعية فعلية الا اذا كانت ادارة اوباما ومن تحالف معها في حلف الناتو (وقدسية) ودعمه لللوبي الصهيوني التي عبر عنها اوباما منذ ايام قادرة على تجاوز ارادة الامة العربية والايعاز لزبائنها في المنطقة العربية لمنح المالكي وامثاله تلك الشرعية الزائفة.

وفي ظل الظروف السائدة في المنطقة بعد عقد زمني من الغزو البربري للعراق المستمر جهراً او سراً والتسلط الامريكي الصهيوني الصفوي على مختلف جوانب مقدراته البشرية والمادية وتخريب بنيته التحتية والفوقية واستمرار توغل وتنفيذ سياسة الفوضى (الخلاقة...) الامريكو صهيونية في مختلف الاقطار العربية وبضمنها فتح المنافذ امام بعض قيادات انظمة الحكم المتسلطة على شعوبها للنمو والتضخم واستثمارها ثروات الارض العربية للتآمر والتدخل في شؤون اقطار عربية اخرى للشعور بالقدرة او التحكم بمصائر شعوبها الامر الذي ترتب عليه انهيار بعض مظاهر الحدود الدنيا للوحدة او في العلاقات بين الانظمة العربية التي لم يعد تلاقي مندوبيها عند مطار بغداد كافياً لاعطاء بعض الشرعية المفقودة لا للمضيف ولا حتى للضيوف انفسهم وبعد ان فقدوا ابسط مباديء الشرعية الوطنية من قبل إثر تخليهم جميعاً بينما يتضاعف عن اي دور حقيقي لهم في قضية العرب المركزية والاولى القضية الفلسطينية وعن مزاعمهم في العمل لاجل الحفاظ على المقدسات الاسلامية والمسيحية وحقوق الشعب العربي الفلسطيني في العودة الى وطنه وارضه غضب الجماهير العربية وتفاعلاتها باتجاه تحقيق طموحاتها حتى في اقطار النفط وهو يشكل عاصفة هوجاء لم تعد الانظمة اياها قادرة على الوقوف في وجهها حتى لو استقوت بالقوى الاجنبية الغاشمة.

لقد اثبت شعب العراق وطلائعه الثورية بمشاركة بطولية طلائعية من مناضلي البعث ومجاهدي الشعب اقتدارهم على قهر الغزو الاحتلالي وارغامه على الانسحاب يجر وراءه اذيال الخيبة ولقن الغزاه دروساً واضحة للعالم لا يمكنهم نسيانها وان كان ما اوكلوه لعملائهم امثال المالكي من ادوار لا تزال قائمة بحكم الظروف والمعادلات المحلية والاقليمية، ولعل قرار المجرم العميل المالكي الاخير بنقل رفات بطل الامة الخالد الرفيق صدام حسين من مقامه بعد ان اصبح محجاً لاحرار العراق خير دليل على مدى الرعب الذي يسيطر على ذلك المالكي الخائن ومن يوالونه في خياناته وحقده على حرية واحرار شعب العراق.

ان حزبنا – حزب البعث العربي الاشتراكي – قد اكد في استخلاصاته لمنطلقاته ومنذ اشهاره عام 1947 على ان الامة هي مصدر السلطات ومشروعيتها مثلما كان يتوقع بأن الطموحات القومية في تحقيق وحدة الامة واسترداد حقوقها المغتصبة واستعادة دورها الحضاري التاريخي لا بد له من منازلة طويلة وشرسه مع اعدائها وفي ظروف دولية معادية تحتاج الى عزيمة ونضال ثابت مستمر واذا كان البعض اعتقد او يعتقد واهماً بان حصول اي انحسار او انتكاسه ستكون آخر المطاف او انه باستغلاله لمثل هذه المعطيات المضاده يكون قادراً على قهر ارادة الامة او الحصول على مشروعية وجوده من اطراف هم لا يملكون المشروعية اصلاً حيث ان فاقد الشيء لا يعطيه لذلك فإنه بمواجهة الارادة القومية لن يحصد الا الفشل واللعنة التاريخية منضماً الى قافلة ابو رغال وابن العلقمي وتابعيهم الى النهاية.
 عاش نضال امتنا لتحقيق الوحدة والحرية والاشتراكية
والخزي والعار للعملاء المجرمين المتآمرين مع اعداء الامة ضد طموحاتها
وليسقط مؤتمر مندوبي قمة الانظمة العربية على ارض مطار بغداد
والله اكبر... الله اكبر... الله اكبر وليخسأ الخاسئون

القيادة العليا الاردن – عمان 29/3/2012

دور نظام مبارك في الإفساد المالي والإداري والسياسي



الدكتور عادل عامر
أن الفساد ليس جديداً فله جذوره التاريخية في مصر والمنطقة العربية ، وأن المفسدون هم أناس مرضى وذوي نزعة هدامة للمجتمع والأمة ومن الواجب محاسبتهم دينياً وخلقياً وقانونياً حتى يكونوا عبرة لغيرهم ، أن هناك أشكال للفساد وله الكثير من التعريفات لكنه يعني سوء استخدام السلطة لتحقيق غرض خاص أو خصوصي للفاسد ، وقد عمل الكثيرين من مسئولي الحكومة المصرية على إتباع مجموعة من أشكال الفساد منها الاستيلاء على أراضي الدولة بمقابل رمزي أو استخدامها في مقابل رمزي رغم أن هذه الأراضي هي ملك للشعب ، رغم أنه قد بيع الكثير منها بأبخس الأثمان أو استؤجرت لصالح جهات خارجية بأبخس الأثمان أيضاً ، كما عمل الكثير من الفاسدين على تبديد المال العام من خلال الخصخصة وقد قدرت أسعارها بأقل من ثمنها الحقيقي ، بحيث يستفيد من يوقع العقد أو يساهم فيه ، بضرورة الاهتمام بهذا الملف لأنه ملف خطير ويجب إعادة النظر بهذا القانون (قانون الاستثمار) لما فيه من ثغرات تضر بالشعب ، بحيث يؤدي ذلك إلى الاستفادة المثلى من القطاعين الزراعي والصناعي ، ومحاسبة من أضر في هذين المجالين ، مثلما فعل رئيس الوزراء المصري السابق عاطف عبيد الذي عمل على إهدار 6 مليار جنيه مصري بسبب إيقافه لمشروع توشكا الذي بدأه رئيس الوزراء المصري السابق له كمال الجنزوري ، فكان فعله هذا هو انتقام شخصي وإهدارا للمال العام ، كما عمل صاحب شركة إيماك حسين سالم الذي كانت تربطه صداقة بنجل الرئيس المصري المخلوع جمال حسني مبارك ، عمل على تصدير الغاز لإسرائيل وفق عقد جعل سعر المتر المكعب بأقل من السعر العالمي بثلاث أضعاف ، ولذلك يجب إعادة النظر في هذا العقد وأن يعرض على البرلمان الجديد بعد الانتخابات المقبلة لتعديله ، كما يجب أن تعاد الأراضي المستولى عليها أو المباعة بغير ثمنها أو يدفع ثمنها الحقيقي من خلال لجنة حقوقية إدارية تقدرها وتقدر ما قيم عليها من مشاريع سكنية أوسيا حية ، أن المجلس العسكري المصري الذي يحكم مصر حالياً يستطيع إقرار بيانات حول ذلك ، من دون اللجوء للمحاكم لأن القوانين لا تجيز العقود التي تضر بالشعب المصري ،فسحب التراخيص وتغريم الفاسدين والمتاجرين بحقوق الشعب ، والمضرين للبيئة من خلال إقامتهم لمشاريع قريبة من نهر النيل وإلقائهم النفايات فيه مما سبب الكثير من الأذى للسكان ، وكل هذه التراخيص قامت بسبب الفساد الإداري في عهد الرئيس المخلوع مبارك .
أن الفساد السياسي هو أخطر ما واجهه الشعب المصري في عهد مبارك وكان الداء الأكبر الذي ولَّد مجمل الداءآت في المجتمع المصري وفي الإدارات المختلفة ، وأهم صور ذلك الفساد كان:
1- تزوير إرادة الشعب من خلال انتخابات مزورة غير شفافة وفيها الكثير ممن يسمون بالبلطجية رغم أن هذا النظام كان يغطي تلك الانتخابات بإشراف قضائي مزور ، وكان مبارك يعمل كل هذا من أجل أن تستمر الطبقة المستفيدة في ولائها له وبما يستمر بترغيبها بوصول نجله جمال إلى كرسي الرئاسة فيما بعد .
2- الاحتكار السياسي: وذلك بالتحكم بالقرار السياسي دون أي اهتمام برأي جميع فئات الشعب، فتحكم المستفيدين بالقرارات السياسية بما يضمن تحقيق مصالحهم واستمرارهم في الحكم كان له الدور الأكبر في إهمال رأي الشعب والوقوف ضد مصالحه.
3- عدم تنفيذ أحكام القضاء والتحايل عليه وإضعافه وعسر تنفيذه ، وانعدام العدالة ، وتغول جهاز مباحث أمن الدولة في كل القرارات الإدارية والتعيينات في الدولة من أساتذة جامعات ومدرسون والسلك الدبلوماسي وفي الإدارات المختلفة في الدولة ،والتصنت على محاضرات جميع الكليات ، ومتابعة أي آراء تعارض سياسة النظام ، والتصنت على الهاتف والانترنت ، وإبعاد الكفاءات والمؤهلات الجيدة ، في أجهزة الدولة المختلفة بحيث لم يبق سوى المفسدين والمتخلفين من أبناء المسئولين المفسدين أنفسهم وهذا مما أثر على القرارات السياسية والإدارية في مختلف إدارات الدولة .
4- ظهور الفساد الإداري بين ضباط الشرطة والنيابة والقضاء ، بحث أصبح هؤلاء يقومون بعمل كمائن من أجل الحصول على الرشوة ،وظهور مبدأ المجاملة والمحسوبية في التعيينات .
أن أهم أسباب الفساد هي:
1- غياب الديمقراطية مثل وجود برلمان قوي يستطيع مساءلة الحاكم ورئيس الحكومة والوزراء وأي من إداريي الدولة.
2- عدم احترام القانون وسيادة مقولة أن الشاطر هو من يستطيع الالتفاف على القانون، والخاسر هو الذي ينصت للقانون، وبالتالي عدم وجود شفافية ولا ثواب أو عقاب.
3- غياب آلية محاسبة الفاسد والمفسد مما يؤدي إلى الاستبداد ، فالفساد والاستبداد صنوان وهما وجهان لعملة واحدة .
4- عدم الخوف من العقاب ما دام المفسد له علاقات كثيرة مع الكثير من أجهزة الدولة ، حيث المحسوبية لها الدور الأكبر في حمايته من عقاب القانون .
أنه لابد من انتخابات دورية برلمانية أو إدارية أو رئاسة وأن لا تتدخل الحكومة بالترشيحات أو الانتخابات والتعيينات إلا من خلال اللجنة القضائية المكلفة بإدارة هذه الانتخابات بشرط أن تكون السلطة القضائية منفصلة بشكل نهائي عن أي من السلطتين التنفيذية والتشريعية ، كما يجب أن تدار الأحزاب السياسية دون أي تدخل من النظام السياسي حولها وأن تأخذ مطلق الحرية في ممارسة حقوقها المشروعة ، وأن يقام مجتمع مدني من خلال جمعيات أهلية ولا مانع أن تأخذ تلك الجمعيات أمولاً من الخارج شريطة أن تساهم في بناء المجتمع المدني وعدم استيلاء مسئولي هذه الجمعيات على أي جزءاً من تلك الأموال ، كما يجب أن يتحلى مسئولي النظام السياسي بالحضارة الديمقراطية وقيمها من خلال التسامح وتشجيع ذوي الكفاءات والمؤهلات دون النظر إلى الدين أو الطائفة أو الإقليم أو العشيرة أو الجنس وسيادة مبدأ المساواة بين الأفراد ، كما يجب على النظام السياسي المساعدة في نشر القيم الديمقراطية فلا يمكن أن نقيم ديمقراطية من دون ديمقراطيين ، وبالتالي مع الوقت ستشيع القيم الديمقراطية بين الأفراد والجماعات والأحزاب فالممارسة الديمقراطية في المدرسة والكنيسة والمسجد والمؤسسات والأحزاب والجمعيات والأسرة لها دورها في بناء الديمقراطية من خلال انتخاباتهم الجزئية فيها ، ومقاومة مبدأ زواج المال بالسياسة فالمفروض ألا يتدخل المسئول أو الحاكم بالتجارة حتى لا يؤدي ذلك إلى تدمير المجتمع والاقتصاد معاً ، ومحاربة تركز الثروة بيد أقلية مستفيدة معينة لإدارة المشاريع الاقتصادية ، والتأكيد على تغيير الثقافة السلبية في المجتمع مثل مبدأ أمشي جنب الحيط ، أستر الله يستر عليك ، بما يخلق ثقافة عدم فضح المفسدين ، فمن الواجب أن يكشف أي مواطن عن مواطن الفساد لأن مسؤولية الوطن هي مسؤولية كل مواطن ومواطنة في الدولة .
***أن الفساد السياسي هو أكثر أنواع الفساد الذي يهز المجتمع لأنه تجسيد لكل ماهو سلبي ومؤسسة للشرعية وتراجعي لمعدل الانجاز وتبديد وإهدار للموارد وتراجع لقيم العامل المنتج وتحقيق للثروات من دون مجهود ، وتدهور لمعدل الإنتاجية الفردية وكل ذلك سيؤدي إلى الإحباط واليأس والغضب مما يؤدي إلى إضعاف المشاعر الوطنية والقومية وهذا سيؤدي إلى تدمير الاقتصاد والدولة ، وأن جرائم الفساد لا تسقط بالتقادم وسداد جزءا من الأموال المنهوبة لايمنع من المحاسبة .
قد صدقت مصر وجميع الدول العربية اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد عليها عام 2005، حيث تضمنت تلك الاتفاقية عدة أمور أهمها: الجريمة المنظمة والكسب غير المشروع و كيفية استرداد الأموال المنهوبة
أن هذه الاتفاقية ملزمة لكل من وقع عليها ومن الممكن تعقب السرقات والسارقين وناهبي أموال الشعب أو مهربي أمواله أو مستغلي النفوذ السياسي لإنشاء صفقات مشبوهة أو ممهدي الطرق لتجار المخدرات والمتعاونين معهم في غسيل الأموال ، كما تحتوي هذه الاتفاقية على قوانين تدين هذه الأعمال وتفرض عقوبات على مرتكبيها من مصادرة أموالهم أو التحفظ عليها سواء كانت أموالاً سائلة أم عقارات وشركات وأسهم ، ويستطيع النائب العام في الدولة المنهوبة أن ينسق عمله مع الانتربول الدولي لملاحقة المجرمين الذين نهبوا من أموال شعوبهم ، كما يستطيع النائب العام الأمر بالتحفظ على أموال هؤلاء المجرمين عندما تكون تلك الأموال في أحد البنوك الموجود داخل الدولة حتى ولو لم يكن ذلك البنك يتبع الدولة ، كما يستطيع أن يربط هذا الجرائم بغسيل الأموال لأن المجرم في هذه الحالة لا يستطيع أن ينفقذ من جريمة غسيل الأموال حتى لو أفلت من سرقة أموال الشعب ، وتسترد الأموال منه ويسجن 7 سنوات على الأقل .
أن هناك عدة طرق أخرى لاسترجاع الأموال التي نهبها نظام الرئيس المخلوع مبارك وأعوانه وتنطبق هذه الطرق على كل الناهبين لشعوبهم من حكام ومسئولين وهذه الطرق هي:
الطريقة الأولي : مبادرة اسمها ستار
أطلق البنك الدولي والأمم المتحدة مبادرة في عام 2008 مبادرة تسهل علي الحكومات في الدول النامية استعادة الأموال المسروقة ونقلها زعماء فاسدون إلي دول غنية.وأطلق عليها مبادرة ستار ، وتهدف مبادرة استعادة الأموال المنهوبة إلى تشجيع الدول الغنية علي إعادة هذه الأموال إلي الدول النامية ومساعدة هذه الدول علي استثمارها في برامج اجتماعية وفي مشروعات لمكافحة الفقر ، وتدعو إلي ألا يكون هناك ملاذ آمن لمن يسرقون من الفقراء وحتى الآن تواجه الدول النامية مشكلات قانونية ومشكلات أخري فيما يتعلق باستعادة مثل هذه الأموال من دول غنية.
 ويقدر البنك الدولي إن ما بين تريليون دولار و1.6 تريليون دولار يجري تهريبها عبر الحدود سنويا من عائدات أنشطة إجرامية وفساد وتهرب ضريبي.ونحو 25 في المائة من الناتج المحلي المجمل للدول الإفريقية يضيع بسبب الفساد كل عام أو ما تبلغ قيمته نحو 148 مليار دولار.
ووصف وقتها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في مؤتمر صحفي المبادرة بأنها ستكفل إعادة الأموال المنهوبة إلي أصحابها الحقيقيينوقال "فلنجعل معا هذه المبادرة رادعا قويا لمن تسول لهم أنفسهم سرقة أموال عامة ولنستخدمها في تقوية قدرة الحكومات علي تحسين معيشة ملايين من الناس".
يهدف البنك الدولي،  ومكتب الأمم المتحدة لمحاربة المخدرات والجريمة من هذه المبادرة، التي تم إطلاقها إلي استعادة الأموال التي يُتهم الحكام المتورطون في الفساد والرشوة بنهبهاكما تهدف إلي استغلال هذه الأموال في إنشاء مشروعات تحتاجها البلدان المنهوبة للاعتماد علي نفسها، وتطوير اقتصادها.وتعتمد المبادرة من أجل نجاحها علي تضييق الخناق علي اللصوص ليس في بلدانهم حيث يمتلكون كل السلطات، وإنما في الأماكن التي يهربون إليها أموالهمومن فوائد هذه المبادرة أنها تسقط إي حصانات سياسية أو دبلوماسية يتمتع بها مهرب الأموال حتى لو كان رئيس جمهورية وما زال في موقعهوتعتمد علي طلب من الحكومة المصرية بالتحفظ علي هذه الأموال والممتلكات في بلدان العالم الأعضاء في البنك الدولي حتى يتم إجراء تحقيق في حجم هذه الثروات وكيفية الحصول عليها وهذا لم يتم في الحالة المصرية لان الحكومة المصرية الحالية مازال بها شخصيات متورطة في إعمال فساد وأبرزهم سامح فهمي وزير البترول الذي رفض بشدة في العام الماضي الانضمام إلي التحالف الدولي لمكافحة الفساد في الصناعات الاستخراجيه
أو إن تطلب احدي الدول المصدقة علي اتفاقيه الأمم المتحدة لمكافحه الفساد من الأمم المتحدة والبنك الدولي بالتحفظ علي هذه الأموال لتعرضها لإضرار جراء الفساد التي ارتكبه هولآء الفاسدون خاصة لو إن شركات دولية أجبرت علي دفع أموال غير مشروعة في مصر مقابل منحها امتيازات خاصة أو لحصولها علي موافقات قانونية لبدء العمل.
وهذه الشركات عليها إن تبادر بان تعلن عن هذه المبالغ قبل إن تكتشف فتقع فريسة عقوبات دولية في برنامج حوكمة الشركات التابع للبنك الدولي وهنا دور هام للجاليات المصرية في الدول الغربية للضغط علي هذه الشركات وملاحقتها قضائيا حتى تكشف عن هذه المبالغ.
الطريق الثانية :  وهو ما قامت به تونس في الأيام الأخيرة ولعب فيه التونسيون المقيمون في فرنسا وبلجيكا دورا مهما في تجميد ثروة بن علي وسبقوا الحكومة التونسية المؤقتة عندما سارعوا بتقديم بلاغات إلي المدعي العام في كل دولة أوربية وكان المدعي العام في بروكسل قد قام بإجراء تحقيق شامل حول ممتلكات عائلة بن علي في بلجيكاوفي فرنسا تم وضع اليد فعلا علي الطائرة الخاصة للرئيس التونسي السابق بن علي ، ويعد دانيال لوبي المحاميوعضو من منظمة الشفافية الدولية، وهي منظمة دولية تضع خارطة شاملة للفسادهذا المحامي الفرنسي يطارد أموال الدكتاتوريين، وقد أقنع بلجيكا وفرنسا مؤخرا للعمل علي مصادرة ممتلكات بن علي المكتسبة بطرق غير مشروعة والتي يتوفر عليها في هذه البلدانوعلي الجالية المصرية في أوروبا ومنهم الشرفاء الذين يمكنهم الاتصال بهذا المحامي فورا واستخدام القانون الأوروبي في محاكمة مجرمي النظام وعلي رأسهم أسرة مبارك وتقديم بلاغات جنائية ضدهم لارتكابهم أعمال عنف وقمع وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ويتم بمقتضاها مصادره هذه الأموال أولا ثم منعهم من الدخول إلي الدول الأوروبية خاصة وان عدد من هؤلاء المفسدة موجود في دول أوروبية حاليا وكانت عملية استرداد الأموال المنهوبة من سويسرا صعبة حتى عام   2009 قررت المحكمة السويسرية استرداد 6 ملايين دولار من أموال الدكتاتور المتوقي موبوتو سيسي سيكو في زائير (الكونغو حالياًوأفراد أسرتهوكانت هذه الأموال منذ سقوط نظام موبوتو مجمدة في حساب مصرفي سويسريكانت الحكومة الكونغولية تريد استرجاعها ولكن القاضي السويسري حكم بأن الطلب جاء متأخرا وأن النظام في الكونغو كان ضعيفا جدا.
واسند القانوني الثاني في سويسرا هو قانون دوفالييه وزير المالية السويسري السابق وبمقتضاه ومن فبراير الماضي لم تعد أموال الطغاة السابقين آمنة في الحسابات البنكية في سويسراهناك الآن قانون في سويسرا يسمح بإرجاع الأموال إلي الحكومة الشرعية وليس لعائلات الديكتاتور السابقهايتي هيالدولة الأولي التي تستفيد من قانون دوفالييه الجديد، وستتلقي الحكومة الهايتية ما يقرب من 4.4 مليون يورو من الأموال المجمدة في المصارف السويسرية العائدة لعائلة "بابا وبيبي دوكدوفالييه.و في الآونة الأخيرة أصبحت القضية من ضمن مسئولية مجموعة العشرين G20 للعمل علي استرداد الأموال غير المشروعة.
وقد أعلن دانيال لوبيك منذ يومين انه سيقوم بمتابعة ثروة ال مبارك وقام بتقديم بلاغ إلي المدعي العام الألماني للقبض علي مبارك في حاله توجهه إليألمانيا بغرض العلاج بتهمه ارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان واستخدم مادة في القانون الألماني وكل القوانين الأوروبية وهي امتداد الولاية القضائية للقضاء الأوروبي لجرائم ترتكب خارج الدول الأوروبية وهي المواد التي استخدمتها منظمات حقوق الإنسان الدولية في مطاردة مجرمي الحرب الإسرائيليين في أوربا وعدد من دول العالم وهي الطريقة التي استند إليها المدعي السويسري في تجميد الأموال والأصول المحتملة لمبارك و20 من حاشيته في سويسرا ومنهم أصدقاؤه الذين هربوا إليه هناك وعلي رأسهم حسين سالم.
الطريقة الثالثة:وهي استخدام الآليات الواردة في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد وهذه الآليات في يد النائب العام المصري وهو سلطه التحقيق في هذه الجرائم وإحالة جميع الفاسدين إلي القضاء المدني الطبيعي لمحاكمتهم ثم يتقدم بطلب رسمي للامين العام للأمم المتحدة لاستعادة الأصول والأموال المهربة والمملوكة للفاسدين في الخارج وهذه إلية طويلة وتحتاج إلي جهد من النيابة العامة المصرية والقضاء المصري بجانب إن النيابة لاتستطيع التحقيق مع أسره مبارك والمقربين منهم بسبب الحصانة السياسية والصلاحيات الدستورية الممنوحة للرئيس ومنها تعيين النائب العام نفسه وقيادات السلطة القضائية كلها، وهذه الطريقة لن تجدي حتى لو تنحي الرئيس مبارك وخرج مثل زين العابدين بن علي لأنها تحتاج إلي وقت طويل، لذا فالطريقة الثانية هي الأسرع والأسهل خاصة وان المجتمع المدني المصري مطالب بتحريك المجتمع المدني الدولي لتقديم بلاغات سريعة حول حجم الأموال المهربة وحشد الجاليات المصرية في الخارج للإبلاغ عن هولآء الفاسدين والتقدم بطلبات إلي البنوك للإفصاح عن ثروات هؤلاء والتقدم بطلبات لمعرفة ممتلكاتهم باستخدام قوانين حرية تداول المعلومات المعمول بها في أوروبا.
أن هناك قوانين صارمة ضد هؤلاء الذين سرقوا أو نهبوا أموال الشعب أو استغلوا مناصبهم للحصول على صفقات مشبوهة أو كان لهم دور في تنفيذ وساطات لصفقات مشبوهة ولكن لايوجد قانون اسمه قانون إفساد الحياة السياسية لأن مبارك ألغى قانون المدعي العام الاشتراكي حتى يسهل عليه التحكم في سرقة أموال الشعب دون محاسبة ، ودون أي رادع له ولأي من مواليه وأتباعه ، أن على أبناء الشعب المصري الإبلاغ عن كل انتهاكات أو سرقة أموال أو تهريب أو عقد صفقات مشبوهة للنائب العام ، أو رئيس إدارة المحكمة الإدارية لمحاسبة الفاسدين قبل فوات الأوان ، ومنعهم من التصرف بأموالهم حتى لا يفوتوا على القضاء الفرصة للحيلولة دون تصرف المجرم الفاسد بالممتلكات فمن الممكن أن يحجز عليه لكن يستطيع التصرف بحيث يجعل الشركة أو المصنع لا يساوي سوى قيمة الأرض المقام عليها ، كما يجب على الشعب والنيابة الإدارية وكل أجهزة الدولة التحري على المجرمين ومراقبتهم الإدارية ، ولابد من إعادة النظر في أجهزة الرقابة الإدارية لأنها كانت وفق نظام محدد استطاع المجرمون النفاذ منه ، أن كل جريمة سياسية تستطيع أن تكيفها جنائياً ولكن عندما تتوافر الإرادة الصادقة، فنستطيع محاكمة الرئيس المخلوع مبارك مثلاً بتهمة الفساد أو القتل أو استخدام الغاز الفاسد ضد أبناء الشعب المصري المتظاهر وأي من هذه التهم تؤدي للإعدام .
****إن الصفقات المشبوهة التي قام بها أفراد نظام الرئيس المخلوع مبارك من المفسدين والفاسدين من مشاركات صورية في مشاريع وأخذ أنصبة على القروض وعمولات على الصفقات وتهرب من الضرائب وكل ذلك من خلال إرادة النظام من سياسيين وإداريين متسلطين على مقدرات البلاد أن النظام تعاون مع جهات خارجية لسرقة أموال البلاد واستخدم الرشوة وعمل على نشرها ، وعض الطرف عن المشروعات المضرة بالبيئة أن الحكام العرب كانوا يتوافدون على البنوك الأوربية وخاصة السويسرية لوضع الأموال التي نهبوها من شعوبهم وفق طرق سرية مثل مشفرات الصوت والأرقام السرية والأسماء الصورية الرمزية ، وإذا ما مات أحدهم تصادر هذه الأموال لصالح تلك البنوك بعدما تنقضي مدة محددة تحددها قوانين تلك الدولة ، كما استعمل بعضهم أسلوب وضع أموالهم من خلال أسهم متصورين أن هذا هو نوع من أنواع الإخفاء بحث يستطيع ورثتهم بعدهم الاستفادة منها بعد موتهم ،كما عمل آخرون على وضعها على شكل سبائك ذهبية ، وقد استعانوا بذلك بسماسرة دوليون متخصصون بذلك ، أن من فضائح الغرب أنه قد شجع هؤلاء السارقين على سرقة أموال شعوبهم ، ولتفادي تورط هذه الدول في عمليات النهب اقترحت هذه الدول لتخلي مسؤوليتها من هذه الجرائم باتفاقية وضعتها في الأمم المتحدة لمنع تهريب هذه الأموال عام 2003 وصدقت عليها حوالي 150 دولة منها جميع الدول العربية ، ولكن للأسف لم تلتزم بها كل الأنظمة العربية وظلت هذه الاتفاقية حبراً على الورق ، أن دول الاتحاد الأوربي وسويسرا قررت التحفظ على أموال السارقين لشعوبهم لفترة محددة ريثما تتشكل حكومة مدنية تعمل لاسترجاع هذه الأموال أن هناك اجرءآت فنية إدارية يمكن أن يتدرب عليها المهتمون باسترجاع الأموال المنهوبة وفق اتفاقية جديدة في 2007 ، أن الكثير من الدول استطاعت استرجاع أموالها المنهوبة وإن تأخر الحصول عليها بعض الشيء مثل استرجاع الأموال المنهوبة في الفلبين من قبل الرئيس الفلبيني المخلوع ماركوس حيث استمرت 14 عام ، أن الآثار المنهوبة تعامل معاملة الأموال في الحصول عليها . كنا شأننا شأن جميع الشعوب نأمل أن تبدأ مع الثورة مرحلة تطهر وتطور سياسي واجتماعي وثقافي وسلوكي، فلا نكتفي بخلع حاكم أو إسقاط نظامه، ولكن نبدأ بمراجعة للذات وتنقيب وحرث للتربة المصرية، بحثاً عن تلك العناصر التي سمحت لكافة صنوف الفساد أن تنمو وتترعرع في أرضنا على مدى ستة عقود على الأقل، إن لم يكن على مدى قرون يصعب حصرها.
لم نتصور بالطبع أن تحدث عملية التطهير المرتجى فجأة وبنفس السرعة والزخم الذي اندلعت به الثورة، فالتغيير العميق في حياة الشعوب يخضع للسنن خاصته، رغم أن الثورات تكون نقطة بداية قوية لانطلاق قوى التغيير، مصحوبة باستعداد لدى الجماهير المؤيدة والمساندة للثورة لإعادة حساباتها، وبالقابلية للتخلي عن بعض مما اعتادت عليه كجزء عضوي من حياتها، بل وعن جزء ولو قليل مما اعتبرته في السابق من قبيل البديهيات والمسلمات، وربما أيضاً من المقدسات.
الأمر في مصر الآن ليس أمر استعجال لثمار الثورة على المستوى الشعبي، سواء السلوكي أو الثقافي والقيمي، لكن ما يقلق أو حتى يثير الجزع هو أن نشهد لحظة البداية، والمفترض أن تكون مفعمة بالحماس والتطهر، فنجدها على العكس تماماً، لحظة رواج لشتى أنواع الفساد، فنجد الشعب وصفوته الذي يصرخون ليل نهار مطالبين بمحاكمة مبارك ونظامه على فسادهم السياسي، وليس فقط على جرائم قتل متظاهرين وفساد جنائي أو مالي، نجدهم ضالعين في إنتاج وصناعة فساد سياسي أشد هولاً من ذاك الذي ساد. . نجد المتاجرة والنفاق للمجلس العسكري، ونجد الصفقات المحلية والعالمية المريبة للجماعة صاحبة الشعبية والأغلبية البرلمانية، فيتفاقم التزييف والخداع على جميع المستويات، بدءاً من القمة التي ترفدها القاعدة بفيض لا ينقطع من محترفي النفاق والتدليس.
نجد كافة وسائل الإعلام مقروءة ومسموعة ومرئية، وكأنها قد سقطت جميعها فجأة في بركة الفساد، نفاق ومتاجرة وأخبار كاذبة وتقارير مزيفة ومفبركة، مانشيتات تزعق بما يختلف جذرياً عما يحمله متن الخبر، وتحريف لأحاديث يدلي بها البعض، غير البعض إلي يتبرأ مما أدلى به بالفعل من أقوال، ومتاجرة من وسائل الإعلام برموز التحريض على الكراهية، تسولاً للقراءة أو المشاهدة، ومعها تدفق الإعلانات على القنوات الفضائية والجرائد الناعقة بكل ما هو غريب وشاذ، هذا ما تفعله النخبة، فماذا نقول عمن نسميهم عامة يفتقدون الوعي والأهلية؟!!هل نحن بسبيلنا لفترة انكفاء وتدهور، أم فترة استعادة وعي ثوري تؤتي ثمارها ببطء ولكن بإصرار وثبات؟. . ذلك هو السؤال!! مسكين وبائس هو الشعب الذي يقوم بثورة، ليستبدل أولياء أمر فاسدين بمن هم أشد منهم فساداً. . ربما كان الشعب الفاسد لا يستطيع أن يفرز غير الفساد حتى لو كان يضيق به، فهل هذه هي حقيقتنا، أم هي فترة فقد اتزان مؤقت، تعود لنا بعدها الروح أو الوعي؟!!الآن أصبح "النفي" سيد الأخلاق، مواقف وتصريحات وتحركات يعقبها مباشرة "النفي"، بهذا تفعل ما تريد وتنجو من أي حساب، هذا هو الآن تكتيك رجال الله أصحاب الأغلبية الكاسحة بالبرلمان، وهو ذات التكتيك الذي تنسب براءة اختراعه إلى ابن البلد المصري، والذي كفل له أن يعلن للعالم وبكل فخر" "إحنا اللي دهنا الهوا دوكو"!!. . فهل هذه هي السياسة في عهد سيادة وتمكن العسكر وأصحاب الفضيلة؟!أيضاً القنوات الفضائية القبطية تمارس بنجاح باهر رسالتها المقدسة بعملية محو عقول الأقباط وليس تغييبها. . هي مصممة على تحويلهم إلى قطيع من البلهاء، يزغرد ويصفق لطلعة البابا ونكاته المقدسة، التي لم تعد مستساغة حتى للكثيرين من المخدرين بهالة قداسته!!. . في هذا الوقت العصيب الذي تمر به مصر والأقباط، يتمادى الأنبا شنودة وأساقفته وقنواتهم الفضائية في تزييف وعي الأقباط ومسح كل ذرة عقلانية في جماجمهم، وتغييبهم في عوالم أسطورية مفارقة للواقع. .

-- 
* دكتور في الحقوق و خبيرفي القانون العام