الملكة رانيا العبدالله تكتب : غزة : صناعة «ديستوبيا» عصـرنا الحالي

ترجمة الدستور الاردنية عن موقع هفنغتون بوست العالمي
«ديستوبيا»: مكان خيالي يعيش فيه الناس بتعاسة وخوف؛ حيث لا يعاملون بعدل؛ مستقبل يُعامل الناس فيه بتجرد من الإنسانية، عالم يشبه الكابوس يتسم بالبؤس والخراب والظلم والأمراض والاكتظاظ.
في العادة، مجتمعات «ديستوبيا» تظهر على صفحات الأعمال الروائية، مثل رواية «ألعاب الجوع The Hunger Games» ورواية «المختلف Divergent». تصدمنا تلك الروايات بمجتمعات لا حريات فيها ولا عدالة، قائمة على الحرمان ولا قيمة ولا حُرمة للحياة البشرية فيها.. تدفعنا تلك الصفحات لنتخيل مجتمعاً يُجبر فيه الناس على أقصى درجات التحمُل – وعادة يقتلون إن لم يتحملوا.
أليس كل ذلك خيالا؟ ينتهي مع آخر صفحة.
لا...
أكثر روايات «ديستوبيا» المفجعة في عصرنا ... ليست خيالاً. بل حقيقة يعيشها أناس حقيقيون.
إنها غزة. أكثر مكان مأساوي للعيش فيه على الأرض.
في الوقت الذي يحارب فيه بعض الناس في العالم الفقر أو العنف أو الظلم أو الخوف أو الجوع أو نقص الرعاية الصحية أو تكبيل حرية الحركة أو السجن أو البطالة المتفشية أو المراقبة المستمرة أو انعدام الأمن أو نقص الأساسيات أو اليأس أو التعليم الضعيف أو العزل القسري أو تجاهل حقوقهم الإنسانية أو حسرة فقدان من يحبون، في غزة أكثر من 1,8 مليون شخص يحاربون كل ذلك يومياً.
على مرأى من مجتمع دولي غير مبالٍ إلى حد كبير.
نساء وأطفال ورُضّع وكبار بالسن وذوو احتياجات خاصة وأبرياء، منذ ثماني سنوات يحاربون ذلك الظلم كل يوم تحت حصار اسرائيلي، يكافحون للعيش ولا يعيشون..
شاب فلسطيني عمره 17 عاماً، داخل السجون الاسرائيلية، وصف المأساة اليومية التي يتحملها أهل غزة بقوله:»كأنك مجرد ظل، غير قادر على التحرر والعيش. ترى نفسك ممددا على الأرض ولكنك لا تستطيع بث الحياة في ذلك الظل».
ببساطة: موت بطيء.
من المستحيل أن تدرك المأساة التي يتحملها أهل غزة ما لم تعش الحصار الخانق والهجمات يوماً بعد يوم. هذا و 70% من سكان غزة لاجئون.
تعجز الكلمات عن وصف معاناتهم وأحوالهم. وكل ما أقدمه هنا هو لقطات من واقعهم.
تخيل أن تُحبس في أرض صغيرة قاحلة، طولها بالكاد 25 ميلا، وعرضها بين 3 الى 7 أميال.
تخيل أن يحتاج طفلك رعاية صحية طارئة لا تستطيع عيادات غزة أن توفرها. يوماً بعد يوم، تنتظر على الحاجز دون أن تعرف إن كان اليوم سيُسمح لك ولطفلك بالعبور للوصول الى الرعاية التي يحتاجها.
تخيل تنشئة أطفال دون توافر الماء، وسط تسرب الصرف الصحي، وانقطاع الكهرباء لما يزيد عن 12 ساعة يومياً. أو الاعتماد على الطرود الغذائية من الأونروا لتبقى عائلتك على قيد الحياة.
والآن، تخيل أن الناس في غزة يعيشون إضافة إلى كل ذلك تحت قصف يومي.
أكثر من ربع الذين استشهدوا في الأسبوعين الماضيين .. أطفال ... مائة وواحد وستون طفلاً. المئات غيرهم أصيبوا وتيتموا. عشرات الالاف من العائلات تشتت.
تخيل وبينما تجلس مع عائلتك حول مائدة الطعام تُعطى دقائق لتخلي منزلك قبل أن يقصفوه.. صواريخ تسوي منزلك بالأرض. صور لا تعوض لأجدادك، ذهبت. رسومات لأبنائك عندما كانوا صغاراً، دُمرت. أوراقك الرسمية، فُقدت. تاريخك الشخصي إنمحى.
تخيل محاولة إنقاذ أرواح في مستشفى أجهزته متآكلة وبالكاد تتوافر فيه الأدوية والمستلزمات الطبية. أن يلتصق حذاؤك بالدم الذي على الأرض. وبعدها ... يُقصف المستشفى.
غزة «بحالة صدمة».
ما يريده أهل غزة هو ما يريده كل واحد منا. فرصة لعيش حياة طبيعية بكرامة وأمان، وبناء مستقبل يمكن لأبنائهم أن يزدهروا به، ويحلموا ويحققوا إمكانياتهم. يجب أن يُسمح لهم بذلك.
في البداية، يجب أن يتم وقف إطلاق النار، لكنه ليس الحل الوحيد. لا يمكن أن نسمح بالعودة الى الوضع السابق الجهنمي: معركة يومية للبقاء على قيد الحياة. يجب وبسرعة أن يتبع وقف إطلاق النار جهد عالمي حقيقي لإعادة الحياة لظلال غزة، فتح الحواجز، مراعاة الحقوق، ضمان الحرية، إصلاح البنى التحتية، إعادة الحركة التجارية، تجهيز المدارس، ترميم المستشفيات... على الجروح أن تُشفى وعلى الأمل أن يُزهر.
ولن يحدث ذلك دون تظافر جهود المجتمع الدولي. يجب أن يصروا على حياة كريمة لأهل غزة. كل واحد فينا يستطيع القيام بشيء، لزيادة الوعي .. لنبذ العنف .. للتبرع للأونروا.
استمرار الصمت في وجه الظلم اللامتناهي يجعل من مجتمعنا الدولي مثل آكلي الفستق في أرض رواية «ألعاب الجوع»، بأصوات التشجيع والهلهلة وهز الرأس على كل محاكمة جديدة وكل وفاة جديدة.
هل سنقف متفرجين بينما تتعزز أساسات «ديستوبيا» عصرنا أمام أعيننا؟ أو ستوحدنا إنسانيتنا المشتركة وتدفعنا للعمل لإنقاذ أهل غزة؟ في إنقاذنا لهم، إنقاذ لإنسانيتنا.

يعرض لأول مرة هذه هي اخلاق ثوار العشائر الابطال في مدينة الموصل

مصطفى منيغ يكتب: بلا أساس "السيسي" لها ساس

باستثناء المتفاني، في الرضوخ للركن المنحني، المُخَصَّص لاستقبال التهاني، من مالكي (خارج الأرض المحتلة) أعلى المباني، المصطفين (مَن هم مثله) عن مذلة الأول بعد الثاني، ولا أحد منهم يستحق أن يكون فلسطيني ، فالأخير تهابه جدران الحِصْنِ المُحَصَّن ، المحروس بأشرس ذئاب المغلقة أبوابه بأغلى مزلاج ابتكرته تكنولوجية اليابان ، أزراره عيون تنقل لمن في الداخل صورة وما تحت هندام هذا الهزبر المغوار الإنسان ، وتخشاه بنادق مصوبة نحو جبهته المرصعة بالتقوى والإيمان ، وترتعش من سماع صوته طبول دواخل الآذان ، وتفر من حياله ما تفتخر به دولة إسرائيل من فرسان ، وتصطك عوارض وزراء في حكومة لا عمل لها غير التخطيط بالمكر وما يفرز من سموم كلما اتجه بقسَّامه يذكرها بالاختيار الوحيد المتروك لها رغما عن أنفها: فتح المعابر ، أو أن تحفر لنفسا بنفسها ألعن القبور في أحقر المقابر .
... الجو تغيَّر ، "كيري" عاد لواشنطن حيث المقر ، والاستقرار على ما اتخذته السعودية من قِبَلِ حليفها "نظام السيسي" كقرار ، أن تُتْرك "غزة" ب"حماسها"حتى تنهار ، أو ترضخ لمبادرة هي المحور، ليس قبلها أي خيار ، الإخوان عليهم بالاندثار ، أن يذوبوا ولا يُتْرَك لهم أثر، مصر السيسي قالت بهذا ولا تريد لحكمها المطلق لا جدال ولا معارضة ولا حوار، ولا توقف لإطلاق النار .
..."كيري" قدَّم خدمة للعرب دون أن يدري بقيمتها ، وبغير أن ينتبه لأبعادها حتى"السيسي"(لقربه من الحدث وهندسة ما يعطيه الشرعية الدولية في التدخل كقوة إقليمية تتهيأ لأخذ زمام الأمور حينما يستقر "الشرق بلا وسط" في خريطته المستقبلية ، الظَّاهِرُ منها يؤكد التغيير الجذري في المساحات الأرضية، وشكل الحكم المناسب لتلك المرحلة، التي لن يكون فيها من شاخ عظمه ولا من لا يتحرك حتى لسانه للنطق بجمل صحيحة) بالرغم مما يحيط به من فلاسفة ومحللين وخبراء مدنيين وعسكريين ، رحل كيري دون أن يعلق بكلمة يبرر بها للمراقبين سبب رفع اليد الأمريكية عن ملف "غزة"، وهذه المرة بالكامل ، الضربة المدروسة بعناية "مخابراتية" جيدة ، موجهة للسيسي دون غيره ليحُدَّ من كيفية معالجته للأمور بفرض المزيد من الليونة حتى تتم المسرحية المشخصة بالأطراف الثلاثة ( السعودية / مصر/ إسرائيل) ، وأن تُحترم أمريكا في إخراجها للعمل الدرامي ، بكيفية تجعل المتفرج لا يمل ، مهما كان وكيفما كان ، من الحركة التدميرية على الأرض الفلسطينية بشطريها الضفة والقطاع ، وأشلاء الأطفال والنساء والشيوخ تتطاير بفرط مجازر تُرتكب والأمين العام لهيأة الأمم المتحدة حاضر على جزء منها في را م الله يحتسي القهوة المطبوخة كما يريدها عباس، الظاهر على محياه أنه ينام جيدا خلافا لصديقه نتنياهو، الذي إن ركزت في وجهه تهيأ لك أنه سيسقط أرضا من قلة النوم ، إذ الورطة التي وضع نفسه وكل يهود العالم فيها ، لم تحسب ل "القسَّام" عظمته وتفوقه وغالبا انتصاره على جيش جرار تصرف أمركا وأوربا المليارات تلو المليارات على تسليحه ومده بما يزيد عن حاجاته، ليكون مستعدا وقادرا على جعل الشرق العربي يدين بملة أمريكا وحلفائها ، خاضعا عن مذلة لعربدة إسرائيل ، صامتا عن رغباتها في التوسع على حساب الفلسطينيين أولا ، ولو لمسافة كيلومتر واحد في السنة . (للمقال صلة)
*مدير نشر ورئيس تحرير جريدة الأمل المغربية
عضو الأمانة العام ة لحزب الأمل
المحمول : 00212675958539

مجازر غزة… أين العروبة؟ أين الدين؟ أين الانسانية؟

رأي القدس
وسط صمت اقرب الى التواطؤ، وللمرة الرابعة قصفتاسرائيل الخميس مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) لجأ اليها نازحون في بيت حانون (شمال غزة) ما اسفر عن مقتل حوالي 15 فلسطينيا واصابة 200 آخرين.
واكتفى الاتحاد الاوروبي بالدعوة الى «تحقيق سريع»، وليس واضحا اي تحقيق يريدون خاصة بعد التصريحات الواضحة لمدير الاونروا بيتر كراهنبول التي قال فيها «ان هذه المأساة تظهر مجددا انه ليس هناك اي انسان في امان في غزة». اي ان ما يحصل في غزة اصبح نوعا من الابادة الجماعية. بالاضافة الى ان القانون الدولي يجرم اي قصف لمناطق مدنية حتى وان ثبت وجود اسلحة فيها، وهو ما تنفيه المقاومة، ولم يتوفر اي دليل عليه.
فيما اعلنت السعودية عن مساعدة قيمتها 100 مليون ريال (25,7 مليون دولار) مخصصة لمواجهة اعباء نقص الادوية والمستلزمات الطبية العاجلة لعلاج الجرحى والمصابين في قطاع غزة، لكنها لم توضح كيف سيتم توصيل هذه المساعدة في ظل العدوان واغلاق البنوك والحدود معا. 
اما الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي فالقى خطابا مرتجلا استغرق عشرين دقيقة بمناسبة ليلة القدر بعد ساعات قليلة من المجزرة، الا انه لم يتسع لبضع كلمات يدين فيها ذبح ابناء غزة، بالرغم من ان شيخ الازهر الذي سبقه في الحديث كان ادان المجازر بوضوح وقال: «الكيان الصهيوني ما كان يجرؤ على المجازر لشعب غزة لو أن العرب كانت لهم كلمة واحدة وكانت فلسطين تحت راية واحدة، وعلى هذا الكيان المتغطرس أن يعلم أن القضية الفلسطينية ليست حكرًا عليهم، وإنما الهم الأول للعرب والمسلمين».
اما الرئيس الفلسطيني الذي «عدل خطابه السياسي» ليتفق مع نهج المقاومة قبل يومين، ونجح في توحيد المطالب الفلسطينية في ورقة واحدة، فمازال مطلوبا منه اتخاذ اجراء لمحاسبة اسرائيل على ما ترتكبه من جرائم حرب في غزة.
وحسب خبراء قانونيين فان المطلوب من عباس هو ان يوجه خطابا رسميا الى المحكمة الجنائية الدولية يمنحها فيه حق الولاية القانونية على ما يحدث في غزة. وحينئذ يستطيع الشعب الفلسطيني بما يملك من كوادر قانونية وحقوقية كفوءة ان يفتح ابواب الجحيم القضائية على المسؤولين الاسرائيليين، بفضل ما يملك من توثيق قانوني للجرائم والمجازر الاسرائيلية.
للأسف لقد فشل العالم، في اتخاذ موقف قانوني او اخلاقي انصافا لأهل غزة الذين قدموا اكثر من ثمانمئة شهيد وخمسة الاف جريح حتى الآن واغلبهم من الاطفال والنساء والمسنين. اما الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي فلم يكتفيا بسقوطهما الاخلاقي، بل جعلا الضحية في مكان الجاني، وأدانا الصواريخ الفلسطينية بينما مازالا يغضان الطرف عن نتائج هذا «الهولوكوست الاسرائيلي» في غزة. 
لكن هل يجب ان نلوم العالم او الغرب حقا بينما بعض العرب والمسلمين، كادوا ان يكونوا متورطين في هذه المجازر، إما بالصمت والتعتيم الاعلامي والسياسي، أو المواقف السياسية السلبية التي تمنح اسرائيل غطاء اخلاقيا لجرائمها؟
لن نتحدث هنا عن قيام عباس بحل السلطة والغاء مسار أوسلو العقيم الذي منح اسرائيل رخصة للقتل، أو سحب السفيرين المصري والاردني من تل ابيب، او طرد سفيري اسرائيل من القاهرة وعمان او حتى «ازعاجهما» بمجرد استدعاء بروتوكولي لابلاغهما بالاحتجاج على قصف البيوت ومدارس الاونروا في غزة، ولن نتحدث عن موقف عربي موحد أو شبه موحد بمطالبة أو حتى مناشدة حلفاء اسرائيل للضغط عليها. لكن فقط نسأل ما الذي ينتظره العرب لاقامة جسر اغاثة جوي لاغاثة غزة وقد اصبحت منطقة منكوبة، خاصة بعد ان طالبت منظمة الصحة العالمية أمس الجمعة باقامة ممر انساني لاجلاء الجرحى وتقديم الادوية والعلاج اللازم.
أي أمة عربية أو اسلامية هذه التي تتفرج على بعض ابنائها يذبحون في هذه «الأيام المباركة» التي من الواجب فيها على كل مسلم ان يهتم بالضعفاء والمظلومين والمحتاجين. اي «ليلة القدر» يحتفل بها بعض القادة العرب، فيما يصمون آذانهم عن المذبحة القريبة في غزة، بل وماذا بقي من الدين نفسه و«الجسد الواحد الذي اذا اشتكى منه عضو..» ؟ واذا لم يبق لدينا دين ولا عروبة، فهل جفت الانسانية والنخوة في العروق الى هذا الحد؟
رأي القدس

مقابلة الموت في غزة بالتشفي والنكاية والصمت وقلب الحقيقة رأساً على عقب

 
بقلم نواف ابو الهيجاء
ما يجري من ردود أفعال يرقى الى مستوى الفضيحة على الأصعدة كافة، عربياً وإسلامياً وإنسانياً. ولذا، فالمعايير تنقلب،
وعلى الفلسطينيين التصرف وفق المعطيات التالية: لهم ان يقاتلوا وان يموتوا دفاعا عن النفس في مواجهة حرب الإبادة، وألا ينتظر أي منهم موقفا قوميا جدياً من أي جهة، فمن كان يستطيع مشغول بمشكلاته الداخلية. ومن كان لا يريد تحمل المسؤولية، وجد عذرا أقبح من ذنب ليتنصل منها.
بعد نحو أسبوعين من «عرس الدم» الفلسطيني في قطاع غزة، يظل عنوان ردود الفعل العربية محصورا بالتشفي والصمت أو حتى بقلب الحقيقة رأساً على عقب. فمنهم من تصرف على أساس ان أهلنا في القطاع كلهم «حماس» وبالتالي كلهم «إخوان مسلمون»، ولا بأس من درس دموي جديد يتلقاه الفلسطينيون بأولادهم وأطفالهم ونسـائهم وشيبهم وشبانهم، ومنهم من اكتفى بقمع أي ردة فعل ممكنة في عواصم عربية عرفـت تاريخـيا بكونها مناصرة للحق العربي في فلسطين.
لم تكن ردود الأفعال «العربية» الرسمية في السابق (وقبل ما يسمى «الربيع العربي») لتصل الى ما وصلت اليه اليوم في ظل نتائج هذا «الربيع العجيب» الذي استل من العروبة عربها ومن الإنسانية إنسانها واكتفى إما بكلمات تافهة وباردة تدين الطرفين القاتل والمقتول، وإما بالصمت الدال على التشفي. ولم ترف جفون أي من الحكام وهم يرون صور القتل والمجزرة وتحول أهل القطاع الى أشلاء ممزقة وبيوتهم الى أكداس من رماد.
حتى الحس الإنساني فقد لدى الكثير من الأدعياء. وارتقى موقف بعض الأوروبيين والأميركيين الى أعلى من مواقف بعض العواصم «العربية»، كما أن تغطية الحدث إعلاميا كانت في حالات كثيرة أكثر موضوعية من الإعلام المحسوب علينا كعرب.
واذا توقفنا عند مصر، لرأينا العجب في الإعلام وفي المواقف، من إحكام الحصار على المليون وثمانمئة الف فلسطيني من أهلنا في القطاع، والسلطة هناك تحسبهم كلهم ليس على حركة «حماس» فحسب، بل على جماعة «الإخوان المسلمين» ايضا. وهذا أمر ينسحب على مواقف عرب الخليج والمحيط كذلك.
الدم الغزي رخيص جدا هذه المرة. ورائحة الشماتة والنكاية تفوح وتزكم الأنوف. أما «الجامعة العربية»، فهي بحركتها اليوم تمنّي النفس المريضة بمزيد من الدمار والموت لأهل القطاع، ولا مانع لديها من رفع السقف المتهاوي لتساوي بين الفلسطيني المذبوح والصهيوني الغازي.
والمؤلم أن الفلسطيني وجد نفسه اليوم في موقف لم يتصوره حتى في أحلك الظروف، انه وحيد مثل مركز دائرة. وعليه أن ينافح ويتلقى سهام الموت من هنا وسهام الغدر من هناك وسهام الصمت من كل صوب. حتى السلطة الفلسطينية تتصرف وفق حسابات الربح والخسارة: السلطة والكرسي والمنفعة في جانب، وكسب أصوات الشارع في جانب، وعدم التفريط بما تمنحة الدول الاجنبية من مساعدات في جانب ثالث، وعدم التخلي عن اشتراطات «اوسلو» والتعاون الأمني في المقدمة من جانب رابع.
ما يجري من ردود أفعال يرقى الى مستوى الفضيحة على الأصعدة كافة، عربياً وإسلامياً وإنسانياً. ولذا، فالمعايير تنقلب، وعلى الفلسطينيين التصرف وفق المعطيات التالية: لهم ان يقاتلوا وان يموتوا دفاعا عن النفس في مواجهة حرب الإبادة، وألا ينتظر أي منهم موقفا قوميا جدياً من أي جهة، فمن كان يستطيع مشغول بمشكلاته الداخلية. ومن كان لا يريد تحمل المسؤولية، وجد عذرا أقبح من ذنب ليتنصل منها.

خليفة جاب الله يكتب : المتآمرون على غزة

حالة من الغثيان والاشمئزاز والصدمة انتابتنى وأنا أتابع ردود أفعال بعض الإعلاميين والصحفيين المصريين إزاء العدوان الإسرائيلى على أشقائنا فى قطاع غزة، فلم أكن أتصور أن يأتى اليوم الذى أرى أو أسمع فيه إنسان مصرى أو عربى وهو يعلن انحيازه الكامل وتأييده للعدوان الصهيونى الوحشى على إخواننا فى غزة، مهما كانت توجهاته السياسية ومهما بلغت درجة كرهه لحركة حماس.
تبارى بعض هؤلاء الإعلاميين فى إعلان تشفيهم وسعادتهم بالعدوان الإسرائيلى على أهل غزة، دون خجل، وكأنهم يشاركون فى ماراثون للتحريض ضد إخواننا الذين يتعرضون لحرب ابادة وتطهير عرقى.
مذيعة فى إحدى القنوات الفضائية اعتبرت أن الواجب يحتم على الجيش المصرى أن يهرع لمساعدة الجيش الإسرائيلى فى القضاء على حركة حماس، وأخرى اعتبرت أن ما جرى هو لعبة من حماس التى استفزت إسرائيل، لكى تحصل على تعاطف العرب والمسلمين وقالت: دماء الفلسطينيين الأبرياء فى رقبة قادة حماس، دون أن تتفوه بكلمة واحدة ضد قوات العدو الصهيونى.
الطامة الكبرى أن إحدى مذيعات التليفزيون المصرى الرسمى، الذى يعبر عن موقف الدولة والنظام الحاكم الذى أفرزته أحداث 30 يونيو 2013، قالت موجهة حديثها لأهالى غزة: «ما تتقتلوا ولا تروحوا فى داهية ..واحنا مالنا». وانتظرنا أن يتم تحويل هذه المذيعة للتحقيق، ذرا للرماد فى العيون، على ما اقترفت من جرم، ولكن فوجئنا بأن مسؤولى التليفزيون قرروا تعيينها، بعد أن كانت تعمل بعقد مؤقت طوال سنوات، وكأنهم يكافئونها على فعلتها، وتوالت مثل هذه التصريحات من صحفيين وإعلاميين وسياسيين بأسلوب ممنهج وسيمفونية متناغمة ومحبوكة تديرها جهات مجهولة من وراء الكواليس.
نعم هذه الحملة لم تحدث مصادفة أو اعتباطا، وإنما هى مؤامرة تتم بشكل منظم، وعن قصد ومع سبق الإصرار والترصد، سواء من جهات داخلية معروفة بعدائها للمقاومة ولحركة حماس وللإسلاميين بشكل عام، أو من جهات خارجية يحركها اللوبى الصهيونى العالمى، سواء بشكل مباشر أو عبر وسطاء.
هذا اللوبى يمتلك شبكة عنكبوتية معقدة تنتشر فى معظم دول العالم بما فيها الدول العربية، ويبدو أن هذا اللوبى وجد ضالته فى ثلة من أنصار «30 يونيو» وبعض المروجين لها ممن يناصبون الإسلاميين العداء فجمعت المصلحة بين الطرفين سواء بقصد أو بالمصادفة.
يعمل هذا اللوبى على تغيير الثوابت العربية الراسخة داخل وجدان الشعب المصرى والشعوب العربية منذ عقود، ليحول الكيان الصهيونى من عدو يجب مواجهته إلى دولة جارة ثم دولة صديقة، ويحول الفلسطينيين من إخوة وأشقاء يجب مساندتهم إلى إرهابيين يستهدفون أمن مصر ثم إلى أعداء، ويروجون لفكرة وقوف مصر على الحياد مما يحدث فى غزة وفى المنطقة العربية، لكى يعزلوا مصر عن محيطها ودورها ومواقع نفوذها، وهو ما ييسر على إسرائيل التغلغل والسيطرة على البلاد العربية وتحقيق حلم إسرائيل الكبرى.
تحركات هذا اللوبى ليست جديدة وإنما ممتدة منذ إنشاء الكيان الصهيونى، وإذا عدنا بالذاكرة إلى عقدين من الزمان سنرى كيف قاد هذا اللوبى حملة منظمة داخل مصر وعدد من الدول العربية لإقناعنا بقبول التطبيع مع إسرائيل، واستخدموا عددا من المثقفين والإعلاميين المصريين والعرب الذين زاروا إسرائيل لكسر حاجز المقاطعة التى تفرضها الشعوب العربية على الكيان الصهيونى، ثم عادوا إلى بلدانهم ليروجوا للتطبيع، ولكن الشارع المصرى والعربى كان عصيا على هذه المؤامرة والحملة المشبوهة.
وإذا كان هذا اللوبى فشل فى معركة التطبيع فإنه تمكن من تحقيق اختراقات فى مجالات أخرى، وعلى وجه الخصوص المجال الإعلامى، حيث تمكن من تغيير صورة إسرائيل فى الإعلام العربى من «العدو الصهيونى» إلى «العدو الإسرائيلى» ثم «جيش الاحتلال الاسرئيلى» ثم «الجيش الإسرائيلى» وأخيرا «دولة إسرائيل»، كما تجلت ثمرات هذا الاختراق فى هؤلاء الإعلاميين الذين يجهرون اليوم بتأييدهم للصهاينة فى عدوانهم على إخواننا فى غزة.
إن ما ارتكبه هؤلاء الإعلاميون هو جريمة كاملة الأركان كانت تستوجب المحاكمة لو تمت فى ظل نظام سياسى آخر غير الذى يدير مصر حاليا، وليس مكافأتهم، لأنهم جهروا بخيانتهم لعروبتهم ودينهم وللثوابت القومية والدينية التى ترسخت عبر الأجيال، فضلا عن أنهم فقدوا إنسانيتهم أيضا لأنهم يباركون هذه المجازر البشعة ضد الأطفال والنساء، دون أن تحرك أشلاء وجثث الضحايا ساكنا فيهم.
فإذا كانت الخيانة هى إفشاء أسرار ونقل معلومات للعدو، فإن ما يقوم به هؤلاء الأشخاص هو أخطر ألف مرة مما يقوم به الخونة والجواسيس لأنهم يحاولون تضليل شعب بأكمله لكى يرتمى تدريجيا فى حضن عدوه ويتخلى عن ثوابته.
أيها المتعاطفون مع العدو الصهيونى، إن عداوتكم لحركة حماس والمقاومة الفلسطينية، لا تبرر الارتماء فى حضن العدو الإسرائيلى، لأن بحار الدم بين الشعب المصرى والصهاينة لم تجف حتى اليوم، فهل نسيتم 5 حروب خضناها ضد إسرائيل فى 1948 و1956 و1967 و1973، إضافة إلى حرب الاستنزاف التى استمرت 6 سنوات، وهل نسيتم دماء آلاف الشهداء الذين سقطوا برصاصات الغدر الإسرائيلية خلال تلك الحروب، ألم تسمعوا بآلاف الأسرى المصريين العزل من السلاح الذين ذبحتهم العصابات الصهيونية بدم بارد خلال حرب 67، بل ودفنت المئات منهم أحياء فى صحراء سيناء دون مراعاة لأى اعتبارات إنسانية أو قانونية، هل نسيتم مجزرتى بحر البقر وأبوزعبل، هل أصبح الصهاينة أصدقاءكم وأحباءكم وتحول الفلسطينيون وأهالى غزة المظلومون والصامدون إلى أعداء؟
إذا كنتم قررتم التخلى عن كل هذه الثوابت أو بعتموها بثمن بخس دراهم معدودة، فسيكون لزاما علينا أن نتصدى لكم ونفضحكم.. سنعتبر أن كل من يجهر بدعمه لإسرائيل ويؤيد عدوانها وإبادتها لإخواننا الفلسطينيين فى غزة أو فى الضفة الغربية متآمرا وعضوا فى اللوبى الصهيونى، وسنعلق على صدره شارة مكتوبا عليها «خائن لدينه ووطنه وأمته»، سواء كان الهدف المعلن للقذائف الصهيونية هو حركة حماس أو فتح أو الجبهة الشعبية أو الجهاد الإسلامى، سواء كان من يواجه إسرائيل، مسيحيا أو مسلما، أو سنيا أو شيعيا.
فى ظل هذا الوضع الملتبس الذى يراد فيه خلط الحق بالباطل، لا وقت لدينا كى نفرق بين من يرتكب ذلك بدافع كرهه لحركة حماس أو لأنه مغرر به، وبين الذين يقومون بذلك بالتنسيق مع عملاء اللوبى الصهيونى بشكل مباشر، ففى هذه الأوقات يجب أن نكون حاسمين وواضحين، لا مجال للمواربة والحلول الوسط.

مستشار بمركز مونتجمري : ليبيون يعثرون على جثة جندى مصري يحارب مع حفتر


فجر الدكتور سعيد عفيفى، المستشار القانونى بمركز مونتجمرى للدراسات القانونية، مفاجاة من العيار الثقيل، حيث كشف النقاب عما أسماه "فضيحة بجلاجلللسيسي فى ليبيا"
ونقل عفيفى، عن شخص ليبى ومقيم فى طرابلس، يدعى (مختارالبرعصى) قوله أنه كان فى واجب عزاء لأحد الجيران فى منطقة (زاوية الدهمانى) القريبة من ميدان الشهداء فى طرابلس. وكان العزاء لأحد القتلى فى معارك دارت منذ فترة حول مطار طرابلس الدولى بين قوات موالية للمنشق (خليفة حفتر) والقوات الحكومية.
وتابع: "عندما أتوا بالجثة من المشرحة صمم أهل المتوفى على ضرورة غسل الجثة. وبين جدال هذا وذاك بشأن الغسل، فهناك من يقول أنه شهيد ولا يتعين غسله بل يدفن بملابسه. وبين من يصمم على غسله لأن القتال كان بين مسلمين. فإحتكموا إلى إمام المسجد الذى قال بضرورة الغسل لأن الشهادة تكون فى سبيل الله لمن كان يدافع عن دينه وعرضة وأرضه."
أضاف: "وعند البدء فى غسل الجثة صدم الجميع بأن المتوفى ليس هو الشخص صاحب العزاء. فدخل على الجثة عم المتوفى وأخيه. وخرجوا قائلين هذه الجثة ليست لأبنهم وأن الملابس التى يرتديها الجندى ليست ملابس الجيش الليبى."
وأردف: "وبتفتيش الجثة تبين أن الجثة بها وشم صليب على اليد اليمنى مما يؤكد أن الجثة هى لجندى مسيحى. و حيث أن كل سكان ليبيا من المسلمين وليس بها أى مسيحى. فقد قال بعض الحضور أن هذه الجثة ترجع للمجموعة التى كانت تقاتل مع قوات حفتر والتى أتت من مصر لمساندته.
وقد أبلغ أهل المتوفى قيادة الجيش الليبى بما شاهدوه على حثة إبنهم وأنه ليس إبنهم، وقد أتى بعض الضباط من الجيش الليبى وأخذوا الجثة إلى مكان مجهول."
وختم حديثه قائلا: "أنا أنقل هذه الشهادة كما هى وعلى الإخوة المسيحيين إذا كان لديهم قتيل ممن قيل بأنهم قتلوا فى الوادى الجديد التأكد من جثة إبنهم."

 موضوعات ذات صلة:
تفاصيل مثيرة حول مجزرة الفرافرة.. وشكوك حول مقتلهم فى ليبيا

ديفيد هيرست: ما سر العلاقة الوثيقة المعلنة اليوم بين إسرائيل والسعودية؟

ديفيد هيرست / كاتب بريطاني رئيس تحرير موقع (Middle East Eye)
هناك أياد كثيرة وراء الهجوم الذي يشنه الجيش الإسرائيلي على غزة. ذلك أن أميركا لا يسوؤها تعرض حماس للضربات العسكرية.
ومع توالي مشاهد المذبحة في شوارع حي الشجاعية، قال جون كيري في برنامج "لقاء الصحافة" في قناة آن بي سي يوم الأحد أن إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها، وقال السفير الأمريكي لدي إسرائيل دان شابيرو للقناة الإسرائيلية الثانية إن الولايات المتحدة ستسعى لمساعدة القوى المعتدلة على أن تصبح طرفا أقوى في غزة وهو ما يعني السلطة الفلسطينية.
ومصر كذلك لم يقهرها الحزن أيضا، فقد حمل وزير خارجيتها سامح شكرى حماس مسؤولية سقوط قتلى من المدنيين بعد رفضها لوقف إطلاق النار.
ولا يبالي نتنياهو بأي من الطرفين بقدر ما يهتم بالشريك الثالث غير المعلن في تحالفه الآثم لأنهما لا يستطيعان إعطاءه الغطاء الذي يحتاج إليه لعملية عسكرية بهذه الشراسة.
ولا يمكن أن يأتي هذا من أب يفرك يده قلقا على مصلحة أبنائه ولكنه عاجز مثل الولايات المتحدة. هذا الإذن لا يمكن أن يأتي إلا من شقيق عربي.
يأتي الهجوم على غزة بتكليف ملكي سعودي. هذا الأمر الملكي ليس سوى سر مكشوف في إسرائيل، ومسؤولو الدفاع السابقون والحاليون يتحدثون عن ذلك بارتياح.
وقد فاجأ وزير الدفاع الإسرائيلي السابق شاؤول موفاز المذيع في القناة العاشرة بقوله إن إسرائيل يجب أن تحدد دورا للسعودية والإمارات العربية المتحدة في نزع سلاح حماس.
وعندما سئل ماذا يعني بذلك، قال إن الأموال السعودية والإماراتية يجب أن تستغل لإعادة بناء غزة بعد تحويل حماس إلى طرف لا يشكل خطرا.
قال اموس جيلاد، الذي كان يتولى أمر الاتصالات بين وزارة الدفاع الإسرائيلية ومصر في عهد مبارك، وهو الآن مدير قسم السياسات والعلاقات السياسية العسكرية في وزارة الدفاع، للأكاديمي جيمس دورسي في الآونة الأخيرة:
"كل شيء مفهوم. لم يعلن أي شيء. ولكن تعاوننا الأمني مع مصر ودول الخليج فريد. إنها أفضل فترة للعلاقات الأمنية والدبلوماسية مع العرب".
الاحتفال متبادل، فالملك عبدالله أشاع أنه اتصل هاتفيا بالرئيس عبد الفتاح السيسي للموافقة على مبادرة مصرية لوقف إطلاق النار لم يبلغوها إلى حماس، وهذا ما جعل "جيروزالم بوست" تنسب إلى محللين قولهم إنهم يتساءلون ما إذا كانت هناك ولو نية صادقة وراء مقترح وقف إطلاق النار.
مسؤولو الموساد والمخابرات السعودية يجتمعون بانتظام: اجتمع الطرفان في الفترة السابقة مباشرة لعزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي وهما على اتفاق تام بشأن إيران سواء في الإعداد لضربة إسرائيلية مع مرور الطائرات عبر المجال الجوي السعودي أو تخريب البرنامج النووي الحالي.
ويقول مصدر مطلع إن السعوديين يمولون الجزء الأكبر من حملة إسرائيل المكلفة جدا ضد إيران.
لكن، لماذا ترتبط السعودية بهذه العلاقة الحميمة مع إسرائيل؟
على مدى عقود كان هناك شعور مماثل لدى الدولتين عندما تنظران حولهما: الخوف. كانت ردود أفعالهما متماثلة.
شعرت كل دولة بأنها لا تستطيع تأمين نفسها من الدول المجاورة لها إلا من خلال غزوها (لبنان، اليمن) أو من خلال تمويل حروب وانقلابات بالوكالة (سوريا، مصر، ليبيا). لديهما أعداء أو خصوم مشتركون: إيران، تركيا، قطر، حماس في غزة، والإخوان المسلمون.
ولديهما حلفاء مشتركون أيضا: المؤسسات الصناعية العسكرية في أمريكا وبريطانيا ورجل فتح القوي ومكسب الولايات المتحدة، محمد دحلان، الذي حاول أن يبسط سيطرته على غزة في يوم من الأيام وسيكون جاهزا على الأرجح عندما يتطلب الأمر ذلك في المرة القادمة.
الفارق اليوم هو أنه لأول مرة في تاريخ الدولتين يوجد تنسيق معلن بين القوتين العسكريتين. ابن شقيق الملك عبدالله، الأمير تركي بن فيصل بن عبدالعزيز، كان هو الوجه الظاهر في هذا التقارب وكانت أول علاماته هو نشر كتاب لأكاديمي إسرائيلي في السعودية.
سافر الأمير إلى بروكسل في شهر مايو / ايار لمقابلة الجنرال اموس يادلين، رئيس المخابرات السابق الذي اتهمته محكمة في تركيا بالضلوع في اقتحام السفينة مافي مرمرة.
يمكن القول بأنه لا يوجد ما يضير في رغبة الأمير تركي في التغلب على محرمات قديمة وأن دوافعه سلمية وتستحق الإشادة.
يؤيد الأمير تركي بشدة مبادرة سلمية تستحق الإشادة اقترحها الملك عبد الله. كان يمكن لمبادرة السلام العربية التي أيدتها 22 دولة عربية و 56 دولة إسلامية أن تكون أساسا للسلام لو لم تتجاهلها إسرائيل قبل 12 عاما.
تحدث الأمير تركي بقدر كبير من الاهتمام والحماس عن فرصة السلام في مقالة نشرتها صحيفة هآرتس وقال فيها:
"كم سيكون باعثاً على السرور دعوة ليس الفلسطينيين وفقط وإنما أيضا الإسرائيليين لزيارتي في الرياض. يمكنهم هناك أن يزوروا منزل أجدادي في الدرعية الذي عاني على يد إبراهيم باشا من نفس المصير الذي عانت منه القدس على يد نبوخذ نصر والرومانيين".
إنها الوسائل وليست الغاية التي تفضح التكلفة الحقيقية لهذا التحالف. ترويج الأمير تركي لمبادرة السلام العربية يأتي على حساب تخلي المملكة عن دعمها التاريخي للمقاومة الفلسطينية.
وقد أشار جمال خاشقجي، المحلل السعودي الذي يتمتع بشبكة واسعة من العلاقات، إلى هذه النقطة عندما تحدث ضمنيا عن عدد المفكرين الذين يهاجمون فكرة المقاومة:
"من المؤسف أن عددا من هؤلاء المفكرين هنا في السعودية أعلى من المتوسط. إذا استمر هذا الاتجاه فسيدمر زعم المملكة المشرف بأنها تعطي الدعم للقضية الفلسطينية وتدافع عنها منذ عصر مؤسسها الملك عبد العزيز آل سعود".
إن السلام سيكون موضع ترحيب من الجميع وخاصة غزة في الوقت الحاضر. إن الوسيلة التي ينتهجها حلفاء إسرائيل في السعودية ومصر لتحقيق ذلك، من خلال تشجيع إسرائيل على توجيه ضربة قاصمة لحماس، يدعو إلى التساؤل عما يجري فعلا.
إن الملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز والد الأمير تركي كان يمكن أن يشعر بقدر كبير من الغضب إزاء ما يلحقه نجله باسمه.
هذا التحالف السعودي الإسرائيلي ملطخ بالدماء... دماء الفلسطينيين وقد تجاوز عدد من أريقت دماؤهم في الشجاعية يوم الأحد المائة.

المخابرات الأمريكية: بعد 10 سنوات لن يكون هناك "إسرائيل"

الناصرة- المركز الفلسطيني للإعلام
توقع تقرير جديد للمخابرات الأمريكية، تلاشى دولة الكيان في عام 2025م، وأوضح أن اليهود ينزحون إلى بلادهم التي أتوا منها الي فلسطين، منذ الفترة الماضية بنسبة كبيرة، وأن هناك نصف مليون إفريقي في الكيان سيعودون إلى بلادهم خلال السنوات العشر القادمة، إضافة إلى مليون روسي وأعداد كبيرة من الأوروبيين.
وأشار التقرير الذى أعدته 16 مؤسسة استخبارية أمريكية، وهو تقرير مشترك تحت عنوان (الإعداد لشرق أوسط في مرحلة ما بعد إسرائيل)- إلى أن انتهاء دولة الكيان في الشرق الأوسط أصبح حتما قريبا.
وأشار التقرير إلى أن صعود التيار الإسلامي في دول جوار دولة الكيان، وخاصة مصر، قد أشعر اليهود بالخوف والقلق على حياتهم، وجعلهم يخشون على مستقبلهم ومستقبل أولادهم؛ لذا فقد بدأت عمليات نزوح إلى بلادهم الأصلية.
وأوضح التقرير أن هناك انخفاضًا في معدلات المواليد الصهيونية مقابل زيادة سكان الفلسطينيين، وأنه يوجد 500 ألف صهيوني يحملون جوازات سفر أمريكية، ومن لا يحملون جوازات أمريكية أو أوروبية فى طريقهم إلى استخراجها، كما صرح بذلك القانوني الدولي فرانكين لامب، في مقابلة مع تلفزيون برس PRESS.
البديل سيكون دولة متعددة العرقيات والديانات، وستطفأ فكرة الدولة القائمة على أساس النقاء اليهودي، التي لم يستطع قادة الكيان تحقيقها حتى الآن.
التقرير السري الذي اختُرق وجرى الاطلاع على فحواه، أعربت فيه المخابرات المركزية الأمريكية CIA فيه عن شكوكها فى بقاء دولة الكيان بعد عشرين عاما.
الدراسة تنبأت بعودة اللاجئين أيضا إلى الأراضي المحتلة؛ ما سيفضى بدوره إلى رحيل ما يقارب مليوني صهيوني عن المنطقة إلى الولايات المتحدة خلال الخمس عشرة سنة القادمة، كما تنبأت الدراسة بعودة ما يزيد عن مليون ونصف صهيوني إلى روسيا وبعض دول أوروبا؛ هذا بجانب انحدار نسبة الإنجاب والمواليد لدى الصهاينة مقارنة بارتفاعها لدى الفلسطينيين؛ ما يفضي إلى تفوق أعداد الفلسطينيين على الصهاينة مع مرور الزمن. وأشار لامب إلى أن تعامل الصهاينة مع الفلسطينيين، وبالذات فى قطاع غزة، سوف يفضي إلى تحول في الرأي العام الأمريكي عن دعم الصهاينة خلافا للخمسة وعشرين سنة الماضية. وقد أُعلم بعض أعضاء الكونجرس بهذا التقرير.
فى أحدث تصريحاته المثيرة للجدل، قال هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكية سابقا وأحد أبرز منظري ومهندسي السياسة الخارجية الأمريكية، والمعروف بتأييده وبدعمه المطلق للكيان؛ إنه بعد عشر سنوات لن تكون هناك دولة الكيان؛ أي في عام 2022 دولة الكيان لن تكون موجودة. وقد حاولت مساعدة كيسنجر (تارابتزبو) نفى هذه التصريحات بعدما أثارت استياء صهيوني ورعبها، إلا أن (سندي آدمز) المحررة فى صحيفة (نيويورك بوست) أكدت أن مقالها الذي نشرت فيه هذه التصريحات كان دقيقا، موضحة أن كيسنجر قال لها هذه الجملة نصًّا. وسبق لرئيس جهاز الموساد سابقا (مائير داغان) القول فى مقابلة مع صحيفة (جيروزلم بوست) في أبريل الماضي عام 2012: "نحن على شفا هاوية، ولا أريد أن أبالغ وأقول كارثة، لكننا نواجه تكهنات سيئة لما سيحدث في المستقبل".
موقع المجد الأمني

صحفي أمريكى : ترحيل اليهود الأكراد من إسرائيل وإيران إلى شمال العراق

 
كشف الصحفي الامريكى واين مادسن عن معلومات بالغة الأهمية والخطورة حول سعي "إسرائيل" الحثيث للتمدد في العراق استناداً إلى إدعاءات توراتية مرتبطة بما يسمى "اسرائيل الكبرى" من خلال شراء الأراضي في شمال العراق، وأشار إلى مسؤولية "الموساد" في تهجير المسيحيين هناك من خلال ارتكاب عمليات قتل لحملهم على الرحيل وشراء أراضيهم، وجاء في التقرير الصحافي لمادسن الذي نشره موقع "أون لاين جورنال" .
يبدو أن شهية الاطماع الاستعمارية التوسعية ل "إسرائيل" لا تحدها حدود، فنوايا الهيمنة الكاملة على الضفة الغربية وقطاع غزة والاحتفاظ بمرتفعات الجولان السورية للأبد، إلى جانب التغلغل والتوسع في جنوب لبنان، غدت معروفة للجميع، والآن يبدو أن أنياب "اسرائيل" المفترسة تتهيأ لالتهام اجزاء من العراق، بزعم من جانب "الاسرائيليين" بأنها جزء من "إسرائيل" الكبرى بحسب كتبهم المقدسة .
وتشير تقارير إلى أن "إسرائيل" لديها خطط لترحيل آلاف اليهود الأكراد من "إسرائيل"، وتشمل هذه الخطط المهاجرين الأكراد في إيران، وتنوي "إسرائيل" توطين كل المرحلين في الموصل ونينوى، على أن تتم عمليات ترحيل وتوطين اليهود الأكراد في العراق تحت غطاء زيارة أضرحة ومزارات يهودية مقدسة، ووفقاً لمصادر كردية، يعمل "الاسرائيليون" سراً مع حكومة كردستان الإقليمية لتنفيذ مخطط إلحاق ودمج اليهود الأكراد بمناطق عراقية بإشراف حكومة كردستان الإقليمية .
وقد لاحظ أكراد، وعراقيون مسلمون وتركمان أن الأكراد "الاسرائيليين" بدأوا بعد الغزو الأمريكي في العام 2003 - يشترون أراضي في كردستان العراق، ويعتبرونها عقارات يهودية تاريخية .
ويبدي "الإسرائيليون" اهتماماً خاصاً بضريح "ناحوم" في القوش، و"جوناه" في الموصل وكذلك معبد دانييل في كركوك .
كما يسعى "الإسرائيليون" أيضاً للمطالبة بعقارات يهودية خارج الإقليم الكردي، تشمل ضريح حزقيال في قرية الكفل في محافظة بابل بالقرب من النجف، ومعبد إزرا في العزاير في محافظة ميسان، بالقرب من البصرة، ويقع الاثنان "الضريح والمعبد" في مناطق جنوب العراق .
وينظر "الاسرائيليون" الذين تدفعهم شهوة التوسع لهذه الأضرحة والمعابد، باعتبارها جزءاً من "إسرائيل" الكبرى مثلها مثل القدس والضفة الغربية، التي يطلقون عليها "يهودا والسامرة" .
وذكرت المصادر الكردية والعراقية أن الموساد "الاسرائيلى" يعمل جنباً إلى جنب مع الشركات "الإسرائيلية" و"السياح" لدعم المطالبة "بالعقارات" اليهودية في العراق . وقد ظل "الموساد" يعمل منذ مدة على تدريب قوات البيشمركة العسكرية الكردية .
وتشير التقارير إلى أن مرتزقة أجانب يساعدون "الإسرائيليين" على تحقيق أطماعهم ومآربهم في العراق، وهؤلاء المرتزقة يتلقون أجورهم من الدوائر الأمريكية المسيحية الإنجيلية، التي تدعم فكرة "الصهيونية المسيحية" .
ويقول عراقيون وطنيون أن فصائل كردية بارزة تدعم التغلغل "الإسرائيلي" في العراق، ويعتبر الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه الرئيس العراقي جلال الطالباني من أبرز داعمي التغلغل "الإسرائيلي" في العراق . ويعمل قباد الطالباني (ابن جلال الطالباني) ممثلاً "لحكومة كردستان الإقليمية" في واشنطن، حيث يعيش مع زوجته شيري كراهام، وهي بالمناسبة يهودية .
ويدعم الحزب الكردستاني الديمقراطي الذي تزعمه مسعود البارزاني، أنشطة الاستحواذ على الأراضي العراقية التي ينخرط فيها "الاسرائيليون" حالياً وتقول التقارير أن بينجريفان البارزاني (أحد أبناء مسعود البارزاني الخمسة) متورط بشدة مع "الاسرائيليين" .
وقد تمكن "الاسرائيليون" والمسيحيون الصهاينة، من دخول العراق عبر تركيا ليس عبر بغداد .
ومن أجل إخلاء الأراضي التي يطالب "الاسرائيليون" بملكيتها، دبر عملاء "الموساد" ومعهم مرتزقة الصهاينة المسيحيين هجمات إرهابية على المسيحيين الكلدانيين، خصوصاً في نينوى، وإربيل، والحمدانية، وبارطلا تلسقف، وبطنايا، وبعشيقه، والكوشفين، وأوقرا، والموصل .
وهذه الهجمات التي يدبرها ويشنها "الاسرائيليون" وحلفاؤهم، يشار إلى إليها غالباً على أنها مسؤولية تنظيم القاعدة .
والهدف النهائي ل "الإسرائيليين"، هو إفراغ المناطق المسيحية في الموصل وجوارها من سكانها، ومن ثم المطالبة بالأرض باعتبارها أراضٍ أو مناطق يهودية توراتية بزعم أنها تشكل جزءاً من "إسرائيل الكبرى" .
وتعتبر العملية "الإسرائيلية" - المسيحية الصهيونية إعادة لعمليات الإخلاء والتهجير القسري، التي حدثت للفلسطينيين تحت الانتداب البريطاني لفلسطين بعد الحرب العالمية الثانية .
في يونيو/حزيران ،2003 زارت بعثة "اسرائيلية" الموصل وقال أعضاؤها إن "اسرائيل" تعتزم وتعمل على تأسيس هيمنة "اسرائيلية" على ضريح جوناه في الموصل، وضريح ناحوم الذي يقع في الأراضي المنبسطة حول الموصل ( أي سهل الموصل ). وقالت البعثة "الاسرائيلية" ان البارزاني يدعم "الاسرائيليين" لتحقيق مآربهم .
وذكر "الاسرائيليون" أن الحجاج الايرانيين اليهود، والحجاج "الاسرائيليين" سيسافرون عبر تركيا إلى منطقة الموصل وسيستحوذون على الأراضي التي يعيش فيها العراقيون المسيحيون .