05 يناير 2015
د.شكري الهزَّيل يكتب : حالة مرتزقة : التحالف الدولي يلُغ دوما في الدم العربي!!
منذ مطلع التسعينات والعرب يعيشون في دوامة حروب دمويه ومدمره ومنذ ذلك الحين لعب ويلعب ما سمي ب" التحالف الدولي" المزعوم دورا رئيسيا في شن الحروب على دول العالمين العربي والاسلامي فيما لعبت و ما زالت تلعب امريكا دور المؤطر لإطار وتركيبة واهداف هذا التحالف او بالاحرى هذه التحالفات التي تحمل زورا لقب " الدولي" وهي في الحقيقه تحالفات امريكيه امبرياليه ومشتقاتها من المحميات الامريكيه في الخليج اللتي أطَّرتها امريكا في بداية الثمانينات من القرن الماضي في اطار ما يسمى ب"مجلس التعاون الخليجي" وهو المجلس الذي يقوده النظام السعودي الخاضع والتابع بالكامل للأوامر والتوجهات الامريكيه في المنطقه العربيه وبالتالي لم يصبح مجلس التخابر الخليجي منذ زمن خنجرا في خاسرة العالم العربي فحسب لا بل انه يقوم بدور المشاركه العسكريه والماليه في دعم وتمويل جميع الحملات والغزوات الامريكيه التي تستهدف ا المشرق والمغرب العربي من جهه ويقوم بتوفير الدعم اللوجستي للقوات الامريكيه والغربيه عبر القواعد العسكريه المقامه في منطقة الخليج وخاصة في السعوديه وقطر من جهه ثانيه..الجاري منذ العدوان على العراق عام 1991 ومرورا بحصاره وقتل اطفاله وتدمير بنيته التحتيه وحتى احتلاله عام 2003 هو ان الدول الخليجيه الرجعيه والعميله تقوم بمقايضة حفاظ امريكا على عروش هذه الدول مقابل الدعم المطلق لكل المخططات الامريكيه حتى لوكانت على شاكلة كارثيه و مدمره مثلما ماجرى للعراق واحتلاله عام 2003 وتدميره دولة وشعبا حتى يومنا هذا..
النظام الدكتاتوري السعودي ينضم دوما ودائما الى التحالفات الامريكيه التي تستهدف العالم العربي بحجة محاربة الارهاب او من دون هذه الحجه وعبر العربده المباشره كما فعل مجرم الحرب جورج بوش حين احتل العراق عام 2003 بدعم من النظام السعودي وانظمة مجلس التخابر الخليجي...نظام قطَّري خائن تحميه امريكا يختبئ وراء وفي طيات ما سمي ب" الربيع العربي" وينضم للتحالف الغربي والامريكي الذي دمر ليبيا دولة ووطنا وشعبا.. النظام السعودي ومجلس التعاون يجهضان الثوره اليمنيه ويلتفان عليها باتفاق هش نتيجته بانت عام 2014 بانهيار الدوله اليمنيه واستيلاء الحوثيين على صنعاء واجزاء واسعه من اليمن...النظام السعودي يلتف على الثوره المصريه بثوره مضاده ما زالت تداعياتها الوخيمه حاصله في مصر وامتدت منذ زمن لتحاصر قطاع غزه المحاصر اصلا منذ عدة اعوام..النظام السعودي ومعه امريكا والغرب يخربون الثوره السوريه ويزرعون الفوضى والحرب الاهليه والطائفيه التي حصدت ارواح مئات الالوف من السوريين وشردت الملايين...لبنان الذي كوَّته نيران الحرب الاهليه في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي يقف اليوم ايضا على حد شفرة الحرب الاهليه..عن دور النظام السعودي في التلاعب باسعار النفط عبر اغراق السوق بزيادة الانتاج والتصدير من اجل المصالح الامريكيه فحدث بلا حرج ففي تصريح للرئيس الامريكي اوباما يوم الاثنين الماضي اعترف الرئيس الامريكي في حديث لاذاعة “ان بي آر” " ان انخفاض اسعار النفط بنسبة تزيد عن خمسين في المئة قرار سياسي جاء لفرض ضغوط على الاقتصاد الروسي واضعافه، وليس له اي علاقة بمواجهة تصاعد الانتاج من النفط الصخري، الذي بات يشكل تهديدا مباشرا لنفط “اوبك” وحصتها في الاسواق العالمية مثلما اكد علي النعيمي وزير النفط السعودي...اوباما قال بالحرف الواحد “ان قسما من تحليلنا كان يقوم على ان الشيء الوحيد الذي يبقى اقتصادهم (الروس) هو سعر النفط وان فرض عقوبات سيجعل الاقتصاد الروسي هشا وغير قادر على مواجهة الصعوبات الضخمة التي ستنتج عن تقلب اسعار النفط”... واضح ان امريكا اوعزت للنظام السعودي بزيادة انتاج النفط وهذا ماقاله بصراحه، السناتور جون ماكين المرشح الرئاسي السابق حين قال " يجب ان نشكر المملكة العربية السعودية على جهودها لتخفيض اسعار النفط وبما يؤدي الى الحاق الضرر بالاقتصادين الروسي والايراني"...طال "عمره" لو طلبت منه امريكا قصف مكه المكرمه لقام بهذا العمل واتهم ايران ودول اخرى حتى يبعد الشبهات عن ذاته؟!!
التحالف او التحالفات الدوليه والقوى الدوليه ودول التحالف ومشتقاتها من مسميات هي اطر معاديه للامتين العربيه والاسلاميه وتلغ دوما في الدم العربي ودم المسلمين بشكل عام منذ عقود من الزمن وحتى يومنا هذا التي تستعمل فيه حجة " محاربة الارهاب" لإستباحة الاوطان العربيه وقتل شعوبها بهذه الذريعه او تلك حيث سبق ظاهرة تنظيم "القاعده" وتنظيم " الدوله اتهام صدام حسين زورا بدعم الارهاب لتبرير غزو العراق 2003 ومن قبله اتهمت حركة طالبان بالارهاب والتورط في احداث سبتمبر لتبرير غزو افغانستان 2001 والنتيجه اليوم في نهاية 2014 فشل الغزو وقتل وتشريد ملايين العراقيين والافغان واستمرار الحرب الطائفيه والاهليه في هاتين البلدين..الانجاز الوحيد هو عقد معاهدات " امنيه وعسكريه" بين امريكا والحكومة العميله في خضراء بغداد في العراق وبين امريكا والغرب الامبريالي والحكومه العميله في كابول افغانستان فيما الحرب مستعره ومستمره في العراق وافغانستان الى ما لا نهايه؟!!
صمت الغرب وعلى راسه امريكا عقد من الزمن على الجاري في العراق وخاصة في حقبة حكم الطائفي نوري المالكي الذي اراد تحويل العراق الى مقاطعه تابعه لايران عبر تهجير وتهميش المكون العربي السني والشيعي الى حد ما وفرض حكم طائفي على جميع مفاصل الدوله الطائفيه التي انشاها المالكي وثلته في العراق بدعم من الاحتلال الامريكي والنتيجه الحاصله كانت وما زالت حرب طائفيه وتحشيد طائفي مهد له المالكي بدعمه للميليشيات " الشيعيه" التي وضعت في بوز المدفع في محاربة القوى والمحافظات العربيه السنيه لابل ان ميليشيات المالكي قامت وما زالت تقوم بتطهير طائفي في بغداد ومناطق عده في العراق وارتكبت اشنع الجرائم بحق مكونات اساسيه من الشعب العراقي وبالتالي الفرز الطائفي الذي امتد فيما بعد الى الحرب في سوريا كان اساسه واساس بدايته هو الاحتلال الامريكي الذي اعتمد على الطائفيه وفرق تسد ومقولة " الفوضى الخلاقه" التي تتطيح اليوم بوجود بلاد الشام وبلاد الرافدين العربيتيين..هذا اللذي جاري اليوم هو نتيجه مباشره لجرائم التحالف الدولي اللذي قادته امريكا وشارك فيه النظام السعودي وانظمة مجلس التخابر بالاضافه لايران التي استلمت رسن العراق منذعام 2003 عبر حلفاءها الطائفيين في العراق؟!
مرة اخرى يعود التحالف الدولي الى الفضاء العربي من بوابة محاربة " داعش" في هذه المره وداعش هذه عبَّر منتسبيها ومقاتليها من وعَبر معابر ومطارات تركيا والدول العربيه الاخرى الى سوريا والعراق بهدف محاربة قوات النظام السوري والنظام العراقي, لكن ما لم ينتبه له الكثيرون في بداية الازمه السوريه هو ان المخابرات الغربيه والعربيه والتركيه سهَّلت وصول ودخول المجاهدين والقوى الاسلاميه اللذي يعتبرها الغرب" متطرفه" الى سوريا بهدف التخلص من اكبر عدد ممكن من المجاهدين في المعارك مع قوات النظام السوري والميليشيات االمتحالفه معه وهذا بالفعل ماحصل حيث قتل عدد كبير من المجاهدين ومنتسبي قوات الجيش السوري في الثلاثة الاعوام الاخيره لكن تدفق المجاهدين وزيادة عددهم خرج عن سيطرة المخابرات السعوديه والامريكيه والغربيه لتصبح الحاله خارجه عن السيطره بمعنى تحول سوريا الى قبلة المجاهدين من كل العالم الاسلامي والعالم ككل وهؤلاء المجاهدين الذي انضم اكثريتهم الى تنظيم الدوله الاسلاميه كانوا يملكون الخبره العسكريه والقتاليه اكثر بكثير من الفصائل الاخرى في المعارضه السوريه لابل ان تنظيم الدوله عندما ثبت له موطأ قدم في محافظة الرقه مع امتداد جغرافي واسع لداخل العراق قد اصبح يملك المال والعتاد والمقاتلين الكثر من اجل تحقيق حلم " دولة الخلافه" وهو حلم كان وما زال يدغدغ مشاعر الكثير من الاسلاميين المجاهدين حول العالم الذين قدموا الى سوريا والعراق لتحقيق هذا الحلم عبر الانضمام الى قوات تنظيم " الدوله الاسلاميه" التي روجت لمشروعها اعلاميا ونفسيا وسياسيا افضل بكثير من باقي فصائل المعارضه السوريه ومن بينها ايضا جبهة النصره التابعه لتنظيم القاعده الذي انبثق منه ايضا " تنظيم " الدوله الاسلاميه"!!
بناءا على ماذكر اعلاه يظهر بوضوح ان مرجعية اسباب ما يسمى اليوم بالارهاب هو مسلكية " التحالفات الدوليه" العدوانيه والتخريبيه التي سلكتها هذه التحالفات نحو الشعوب العربيه منذ العدوان على العراق وإحتلاله بحجج كاذبه وواهيه دلت ودلَّلت على عدم اهتمام امريكا وحلفاءها بالنتائج وانعكساتها على شعوب الدول والمنطقه العربيه ككل..بوش وبلير ارادوا فقط احتلال العراق واسقاط نظام صدام حسين والاستيلاء على نفط العراق ولم يهمهم لا من بعيد ولا من قريب النتائج والعواقب فيما بعد وهذه النتائج المدمره حاصله اليوم في العراق وسوريا بوجود عشرات الفصائل الطائفيه من بينها السنيه والشيعيه وليست " داعش" فقط والغريب ان "داعش" المحسوبه على العرب السنه هي فقط المستهدفه من قبل ما يسمى بالتحالف الدولي بينما الفصائل الطائفيه الشيعيه ومن بينها حزب الله اللبناني المتحالفه مع النظامين السوري والعراقي ليست هدفا من اهداف هذا التحالف الذي تشارك فيه قوات وطائرات النظام الاردني والنظام السعودي والنظام القطري والنظام الاماراتي والنظام الكويتي والنظام المغربي والنظام البحريني.. لاحظوا معنا ان جميع هذه الانظمه العربيه المرتزقه التي تشارك في التحالف ضد داعش هي انظمه دكتاتوريه تضطهد الشعوب العربيه من جهه وهي السبب الرئيسي لوجود ما تسميه امريكا ومرتزقتها ب " الارهاب" من جهه ثانيه وبالتالي تبدو الامور اليوم بالمعكوس وعجيبه وغريبه الى حد ضبابية الرؤيه وعدم التمييز بين الضحيه والجلاد وبين الارهاب ومسبباته الذي يزعم ما يسمى بالتحالف الدولي انه يحاربه الان في سوريا والعراق..لا..الحقيقه ان امريكا ومرتزقتها العرب "عرب لورنس..اوباما" الجدد يحاربون من اجل بقاء عروشهم وبقاء الاحتلال الامريكي في الخليج العربي والاحتلال الصهيوني في فلسطين.. يريدون صد داعش قبل ان تدق ابوابهم وتدك عروشهم...يصنعون الارهاب ومن ثم يحاربونه .. لاحظوا كيف تستبيح الطائرات الاجنبيه الاجواء السوريه والعراقيه دون حسيب او رقيب... لا سياده ولا حدود ولا مياه اقليميه.. وطن مباح ومستباح والمهم سيادة الرئيس وجلالة الملك؟؟
منذ التسعينات والوطن العربي يدور في فلك مرمى نيران التسميات والمسميات.. التحالف الدولي...دول التحالف.. الشرعيه الدوليه.. القرارات الدوليه... البند السابع.. التحالف ضد الارهاب.. مناطق الحظر الجوي.. المعارضه المعتدله.. الخ, واللافت ان منظومة المرتزقه العربيه شاركت وتشارك امريكا والغرب في كل هذه التحالفات التي اطاحت بالدوله العراقيه والدوله السوريه والدوله الليبيه والدوله اليمنيه وما زال الحبل على الجرار في ظل الحرب الدائره على داعش وهي الحرب التي ستستمر طويلا وستستنزف المشرق والمغرب العربي..مشاركة الانظمه العربيه في التحالف ضد داعش فضحت هذه الانظمه والسؤال المطروح : كيف يسقط طيار اردني شاب في اسر " داعش" وعلى مدى عقود لم يطير طيار اردني واحد في اجواء فلسطين؟..انظمه تابعه تحركها امريكا كيفما شاءت لابل ان عقيدة جيوش هذه الانظمه ليست مرتبطه بالعداء لاسرائيل والدفاع عن الوطن لابل بالدفاع عن النظام وحلفاءه فقط....
حالة مرتزقه : التحالف الدولي وكل مشتقاته من المسميات الامريكيه يلُغ دوما ودائما في الدم العربي...ملايين القتلى والجرحى والمشردين في العالم العربي.. هذه الملايين ضحايا التحالفات الدولية التي تقودها امريكا والغرب وتشارك فيها انظمة المرتزقة العربية..طائرات مرتزقة امريكا من الانظمة العربية موجهة ومبرمجة لان تطلق النار فقط على الشعوب العربية وليست على اعداء الامه العربيه...نحن الان في اخر ايام العام 2014 الذي كان حافلا باحداث الماسي والكوارث الوطنيه العربيه لنقول للشعوب العربيه ومعها شعوب العالم الحر: كل عام وانتم بخير والعام القادم وانتم ونحن جميعا نحتفل بزوال انظمة المرتزقه وكوابيس التحالفات الدوليه لنؤكد على ان الشعوب الحره قادره على تقرير مصيرها وهزيمة من لا تريد ان يحكمها سواء " داعش" او غيرها فيما المرتزقه لا تصبوا إلا لهزيمة الشعوب وجعلها ملحق من ملاحق التوجهات الامريكيه والصهيونيه في العالم العربي؟!!
04 يناير 2015
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)