05 نوفمبر 2014

تركي الجاسر يكتب: الإخوان المسلمون .. أين الخلل؟

 
ملأت الجماعات الإسلامية الدعوية بعض الفراغ بعد سقوط الخلافة، وتفاوتت في تأثيرها الاجتماعي والسياسي، ونفعت كثيرا في حماية الهوية الإسلامية والأخلاق والبناء الاجتماعي. وتميزت جماعة الإخوان المسلمين، منذئذ، كأبرز جماعة وأكثرها انتشارا على مدى ثمانين عاما(١).
وساهمت الجماعة في إعداد أجيال كاملة من الكوادر المنضبطة سلوكا وعقيدة، وكان لها دور في تبطئة مد التغريب والفساد في معظم الدول العربية، ومساهمة ضخمة في المشاريع الإغاثية والتربوية. كما قدمت للساحة العلمية والثقافية والفكرية والمهنية والأكاديمية، عددا كبيرا من الكفاءات المتميزة التي أثبتت جدارتها(٢).
لكن على مستوى التمكين الحقيقي، أصيبت الجماعة بالجمود في مرحلة مبكرة، وبقيت خاضعة للتقلبات السياسية، متأثرة بها وغير مؤثرة فيها، ورضيت لنفسها أن تكون تحت رحمة الأوضاع الأمنية بالكامل، رغم انتشارها الواسع(٣). كما إنها عجزت عن تجاوز الإنجاز الذي قدمته في مرحلة معينة، وفشلت في مواكبة الأحداث بما يوازي حجمها، وأخفقت في استثمار الفرص التاريخية رغم وجود الكوادر المؤهلة(٤). وما حصل بعد الربيع العربي، كان اختبار الفرصة الأخيرة التي أثبتت أن الجماعة لم تكن بالمستوى الذي يكافئ المرحلة(٥).
لماذا -والجماعة بهذا الحجم والتاريخ- تعاني من هذا العجز السياسي والشيخوخة الحركية؟
يمكن معرفة الأسباب بتأمل طبيعة الجماعة وتركيبتها الحركية، وطريقة تعاملها مع التحديات، وأسلوبها في رسم الخطة، وإدارة النشاط. وبعد شيء من الجهد الذهني في هذا التتبع، يمكن الخروج بمجموعة من الملاحظات التي قد تفسر هذه الشيخوخة الحركية(٦):
الحزبية السياسية وخط فاصل عن المجتمع 
حين انطلقت جماعة الإخوان بعد سقوط الخلافة، لم يكن لها منافس يذكر في الطرح الشمولي؛ لأن كل الأطروحات وقتها كانت إما جهودا فردية، أو جمعيات متخصصة لهدف محدود (٧). طرح الإخوان الشامل أبرَزَ الجماعة كمشروع قوي، لكنه في نفس الوقت أوقع الجماعة في اعتقاد لم تكن تقصده، وهو احتكار الانتماء الرسالي للإسلام.
رغم أن الجماعة لم تدّعِ في يوم من الأيام أنها تحتكر تمثيل الدين نفسه، لكنها بقيت مدة طويلة من الزمن تعتقد أنها الوحيدة المؤهلة لتحمل مسؤولية إعادة تمكين الإسلام. كانت الجماعة تتحدث بهذا الاعتقاد بشكل صريح، إلى أن ظهرت التيارات المنافسة وفرضت نفسها(٨). ومع أن الجماعة توقفت عن التصريح بذلك، إلا أن التوجه النفسي لقيادات الجماعة بقي يحمل كل معاني هذا الاحتكار.
ترك هذا الاعتقاد أثرا استراتيجيا في علاقة الحركة بالمجتمعات في أن جعلها كتلة متميزة عن بقية المجتمع. ورغم أن الشخصيات الإخوانية لطيفة ومقبولة وناجحة مهنيا وعلميا واجتماعيا، فإن الجماعة لم تنجح في أن تذيب روحها في المجتمع، ومن ثم لم تستفد من فطرية المجتمعات في حب الإسلام.
ولهذا السبب، تجد كثيرا من المجتمعات تتعاطف مع الإخوان وتحترم كوادرها، لكنها في نفس الوقت تنظر للإخوان كحزب مستقل عن المجتمع، وليس تيارا يسري فيه. بمعنى أن المجتمعات رغم احترامها لكوادر الإخوان، فإنها تنظر لجماعة الإخوان ككتلة مفصولة بخط واضح ومتميز(٩).
الحزبية الحركية وأولية التنظيم على الدعوة 
هناك توجهان للمشاريع الحركية في العمل السياسي، تبعا لمدى انسجام رسالة المشروع الحركي مع المجتمع.
التوجه الأول: هو في الانغلاق الحزبي، وجعل التنظيم مقدما على الرسالة العامة، والخطاب الداخلي مختلفا عن الخطاب الخارجي للمجتمع.
التوجه الثاني: هو في اعتبار الخطاب الخارجي هو الأساس، وجعل التنظيم خادما لهذا الخطاب، دون أي اختلاف بين الخطاب الخاص والعام.
التوجه الأول يليق بالأحزاب التي لا تستطيع ترويج رسالتها علنا، بسبب وجود إشكالات تمنع ترويج هذه الرسالة لعامة المجتمع، لمخالفتها ثقافة المجتمع. وهذا التوجه يليق بالأحزاب غير الدينية التي تسعى لتضخيم تنظيمها، إلى أن تصل إلى مرحلة تسيطر فيها على السلطة، فتتحول من تنظيم مغلق إلى سلطة متحكمة، تفرض رأيها بالقوة(١٠).
وإلى أن تحصل هذه السيطرة على السلطة، يبقى النشاط العام عند هذه الأحزاب حزمة من الحيل لخدمة التنظيم، إما كمظلة لصيد وإقناع الأفراد بالتنظيم، أو باختراق مؤسسات عسكرية وأمنية، أو إنشاء مؤسسات مالية وإعلامية داعمة. والأحزاب التي تحتاج لهذا التوجه مضطرة لأن تعمل بهذه الطريقة؛ لأنها لو بادرت بنشاط معلن بكامل رسالتها، لاحترقت بسبب مصادمة المجتمع وثقافته ودينه(١١).
التوجه الثاني يليق بالحركات أو الجماعات التي لها أهداف خادمة لثقافة المجتمع وانتمائه وهويته، مثل الجماعات الإسلامية.
في هذا التوجه يكون النشاط العام والتنظيم متداخلين بلا إشكال؛ لأن النشاط العام لن يتصادم مع المجتمع، ولا مع تطلعاته، وتفكيره، ووجدانه، بل من الطبيعي أن يكون التنظيم خادما للنشاط العام، لأن الأصل في هذه الجماعات هو خدمة الإسلام، وليس خدمة الجماعة.
يفترض -والحال هذه- أن تكون جماعة الإخوان ممن يتبنى التوجه الثاني، فهي تحمل رسالة إسلامية عامة شاملة بكل معنى الشمول، مما يجعلها منسجمة كليا مع تطلعات ووجدان المجتمعات. ولكن مع الأسف الشديد، انغمست الجماعة في التوجه الأول، فأصبح النشاط العام خادما للتنظيم بطريقة فائقة الحزبية.
يمكن إدراك ذلك من الناحية العملية، إذا رأينا عجز الجماعة عن توظيف الآلاف من الكوادر الإسلامية التي لا تنتمي لها، لخدمة أهداف الجماعة(١٢)، كما يمكن ملاحظة إصرار الجماعة على تحويل المؤسسات التي هيمنت عليها إلى مظلات اقتناص الشباب للتنظيم فقط، وليس لتحقيق الهدف الذي من أجله تأسس المشروع الدعوي أو التربوي.
ومع الأسف الشديد، أصرّت القيادات التقليدية على تغليب ما يسمى بـ”العمل الخاص” على “العمل العام”، ويقصد به اعتبار زيادة حجم التنظيم أهمّ من الدعوة العامة. بمعنى أن هدف نشاط الجماعة، هو تضخيم التنظيم، وإكثار عدد المنتمين “المبايعين”، ويؤجل هدف خدمة الإسلام نفسه إلى أجل غير مسمى(١٣).
المشكة الأكبر أن الجماعة حين تورطت في التوجه الأول، لم تفعله بقصد اختراق المؤسسات الصلبة في الدولة، بل تراكم الحال بها هكذا، وتوارثت الأجيال واقعا غير مقصود. وبهذه الطريقة، فلا هي التي حققت مراد التوجه الأول واخترقت مؤسسات عسكرية ومخابراتية وتحولت لحزب قوي، ولا هي التي سيطرت على المجتمع بمنهجية التوجه الثاني(١٤).
الحزبية الدينية وتقديس كلام غير المعصوم 
جماعة الإخوان لم تطرح نفسها كجماعة متخصصة بهدف تربوي أو اجتماعي أو إغاثي أو خيري، ولم تطرح نفسها بصفتها مختصة بقطر معين أو زمن معين، بل هي تعلن بلا تردد أنها تحمل راية الإسلام بمفهومه الواسع موضوعيا (الشمول) وبشريا (العالمية). فالجماعة تتبنى الإسلام برسالته التربوية، والعبادية، والأخلاقية، والاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية، وتتبناه في كل مكان في العالم بلا حدود جغرافية، ولا بشرية، ولا زمنية(١٥).
والاستنتاج المنطقي الطبيعي لهذا الطرح، هو أن جماعة الإخوان تتبنى الإسلام نفسه بثوابته الكبرى، وبمرجعيته الكاملة، ومصادره المحددة، ومنهجيته الدقيقة، ومواقفه المعروفة. وتبعا لذلك، يفترض أن تكون منهجية ومرجعية وثوابت الإخوان، هي نفس منهجية ومرجعية وثوابت الإسلام بلا إضافة ولا حذف. لكن هل هذا هو الحال؟
عند تتبع أدبيات الحركة، يتبين أن جماعة الإخوان وضعت لنفسها ثوابت (الأصول العشرين، وأركان البيعة، والوصايا العشر، وغيرها) و أعطتها قدسية توازي قدسية ثوابت الإسلام الكبرى.
هذه الثوابت الإخوانية ليست مرتبطة بمرحلة التأسيس، ولا بمكان معين، ولا بظرف معين، بل لازمت الجماعة مكانا وزمانا، فلا تكاد تقرأ تعريفا للجماعة، إلا وتجدها منصوصا عليها، ولا يكاد ينتمي شخص للإخوان، إلا ويلزم بحفظها عن ظهر قلب (١٦).
لو قال الإخوان إن هذه الأصول والأركان ليست إلا اجتهادات في ترتيب المنهجية والثوابت الإسلامية، وأنها مجرد كلام نكتبه اليوم ونعيد صياغته غدا، لم يكن في ذلك تعارض مع المنهج الإسلامي، لكن أن تصبح كتابات حسن البنا -رحمه الله- والإصدارات الأولى للإخوان، نصوصا مقدسة من الناحية العملية، فهذا هو الذي أدى للتداخل بين مفهوم الإسلام ومفهوم الإخوان.
ومهما اجتهدت جماعة الإخوان في الترويج لنفسها بأنها تمثل الإسلام نفسه، فلا يمكن لها أن تحقق ذلك وهي مستمرة في تقديس ثوابتها الخاصة. ولذلك، فـ “التمييز” لمنهج الإخوان الخاص عن منهج الإسلام العام، يرسم في الذهنية الشعبية خطا فاصلا بين عامة المسلمين وبين الإخوان، ويصورهم في وجدان الناس تجمعا متكتلا على ذاته، في حزبية دينية غير مقصودة.
صحيح أن التربية الإخوانية تشجع أفراد الإخوان على الانصهار في المجتمع، لكن ممارستهم كـ”كيان” بعيدة جدا عن هذا الانصهار، ولا تزال متشبثة بما يبقيها في حالة التكتل المعزول. هذه الحزبية الدينية تضاعف أثر الحزبية السياسية والحركية، وتؤكد صورة الإخوان في الوجدان العام، كجماعة عاجزة عن الذوبان في المجتمع، أو تذويب المجتمع فيها.
العجز الاستراتيجي والفشل في التخطيط ومواكبة الأحداث 
لا يمكن لجماعة أن تنجح إلا أن يكون لها رؤية واضحة لكل ما تريد، ومعرفة بذاتها وقدراتها، ومعرفة بالبيئة التي تعمل فيها، وخططا شاملة ومرحلية. بعبارة أخرى؛ لا يمكن لجماعة أن تنجح إلا أن يكون لديها استراتيجية واضحة في رسم أهداف قابلة للقياس، ومعرفة القدرات الذاتية بدقة وتفصيل، ومعرفة القوى المؤيدة والمعارضة، وكل العوامل المؤثرة في تحقيق الخطة.
وجماعة مثل الإخوان بحجمها الكبير وهدفها الكبير أيضا، يفترض أن تكون سباقة في رسم الاستراتيجية ووضوحها لقياداتها وأفرادها. فهل وضعت الجماعة أي استراتيجية؟
لا يمكن العثور على أي دليل على الاستراتيجية بهذا المعنى في أدبيات الحركة، فهل وُضعت الاستراتيجية بشكل سري ولم تنشر؟ مر على الحركة قرابة قرن كامل، وتكشفت أوراقها وملفاتها ورواياتها، وتحدث قياديوها بالتفصيل عن تجاربهم، ولم يطلع أحد على أي استراتيجية، بل حتى باستقراء تاريخ الإخوان وتجربتهم الحركية والتربوية والسياسية، لا يمكن العثور على أي أثر غير مباشر لاستراتيجية مرسومة من قبل الجماعة.
ومن باب التأكيد القطعي على غياب الاستراتيجية عند الإخوان، سعى مجموعة من المهتمين لسؤال قيادات الجماعة تحديدا عن الاستراتيجية، فلم يجدوا إلا جوابا واحدا يردده كل الإخوانيين: “الفرد ثم الأسرة ثم المجتمع ثم الدولة”.
يبدو أن صناع القرار في الإخون بترديدهم هذه العبارة، لم يدركوا أن الاستراتيجية مفهوم تطبيقي إداري، وليس مفهوما شعاراتيا دعويا. وإصرار الإخوان على اعتبار هذه العبارة طرحا استراتيجيا، دليل على عجز صناع القرار عند الإخوان، عن إدراك معنى الاستراتيجية والتفكير الاستراتيجي. ومع الأسف الشديد، فإن من يناقش قيادات الإخوان عن خططهم الاستراتيجية، يخرج دائما بهذا الانطباع، لا فهم ولا إدراك لمفهوم الاستراتيجية التطبيقي الإداري(١٧).
غياب الاستراتيجية أدى للعجز عن تحديد الهدف الكبير القابل للقياس والأهداف المرحلية، كما أدى للعجز عن معرفة القدرات الذاتية الظاهرة والكامنة، والعجز عن معرفة القوى الأخرى، والأحداث، وتحديد المواقف منها (١٨). وغياب الاستراتيجية المدروسة، يعني بالضرورة استبدالها باستراتيجة الأمر الواقع، بمعنى أن يحس الأفراد أنهم يحققون أهدافا معينة، من خلال تكرار أساليب وسياسات دأبوا عليها.
والجماعة دأبت على تقديس وسائل وأساليب دون مبرر منطقي، ولا تحديد الهدف الذي تحققه هذه الوسائل؛ فأصبح الهدف يُفتعل افتعالا من أجل تبرير هذه الوسائل. وإذا طبقنا هذا الاستقراء على الإخوان، اكتشفنا أن الجماعة إنما تسعى في وسائلها للمحافظة على بقائها أولا، وتضخيم ذاتها ثانيا، وهذا ليس إلا تأكيدا لظاهرة الحزبية الحركية.
قد يعترض البعض أن الجماعة نفذت مشاريع دعوية، وخيرية، وتعليمية، وسياسية، وهذا صحيح، لكن مثل هذه النشاطات إما أن تكون أعمالا جانبية أقل أولوية من تحقيق هدف استراتيجي قوي، أو تكون موجهة أصلا لخدمة التنظيم، وذلك بتوفير مظلات لدعوة الناس للجماعة لتأكيد الحزبية. أما إذا كان فيها تميز نوعي، فعادة ما يكون القائمون عليها أشخاصا محسوبين على الإخوان وليسوا منهم، فافت إبداعاتهم وإنتاجهم قدرة الجماعة (١٩).
ولو قُدّر لحركة الإخوان التي لديها من الكوادر والانتشار والمقدرات ما لديها، أن تعيد تقويم ذاتها وقدراتها، وتعيد صياغة أهدافها بشكل علمي، وتدرس بيئتها من جديد، ثم تبني استراتيجة كاملة بناء على ذلك، لربما نجحت في إحداث تغييرات هائلة بسبب إمكاناتها (٢٠). لكن ما الذي منع الإخوان من تطوير استراتيجيتهم كل هذه العقود من السنين، رغم وجود ما يدعوهم لذلك، ورغم تطور علم الاستراتيجيات والتخطيط؟ الإجابة في الفقرة التالية.
التخلف الإداري والجمود على “طمام المرحوم”
حين أنشأ حسن البنا الجماعة، وضع لها لوائح إدارية تفصيلية يبدو أنها كانت تناسب ذلك الظرف، بل ربما كانت متقدمة على كثير من الأحزاب والمؤسسات الأخرى آنذاك. لكن هذه اللوائح، كان فيها مشكلة بنيوية أنها غير خاضعة للتغيير والتعديل والتطوير مهما كانت الظروف. ومثلما قدس الإخوان منهجهم (أركان البيعة والأصول العشرين)، فقد قدسوا هذه اللوائح ورفضوا تغييرها رغم كل التغييرات في العالم وتوسع حركة الإخوان وانتشارها (٢١).
ومن البديهيات المعروفة في علم الإدارة، أن أي نظام إداري لا يخضع للتجديد سوف ينتهي الأمر به للجمود، ومن ثم العجز عن مواكبة الأحداث، وأخيرا للفشل الكامل. وفضلا عن الأحداث الكثيرة التي كان يفترض أن تجبر الجماعة على مراجعة لوائحها، فإن علم الإدارة نفسه تطور بشكل كبير، وتمكن خبرائه من استثمار التجربة البشرية في علم ديناميكي متجدد. وتجاهلت جماعة الإخوان هذا التطور في علم الإدارة وكأنه لا يعنيها بشيء رغم الصيحات المتكررة من كثير من المنتمين إليها (٢٢).
وإضافة للعجز عن مواكبة التطور في علم الإدارة، فقد كانت هناك مشكلتان بنيويتان في نفس اللوائح الإدارية للإخوان، تجعل الانطواء والجمود أمرا حتميا.
المشكلة الأولى: جعل الهيكل الإداري متمحورا حول وحدة التنظيم الأساسية وهي “الأسرة”.
والمشكلة الثانية: صياغة اللوائح بطريقة ترسخ سيطرة القدماء في التنظيم، وتمنع تجديد الدماء وتغيير المسؤولين.
المشكلة الأولى سببها أن الإمام حسن البنا كان مسكونا بالتربية الفردية، بسبب انتشار الجهل، وتفشي المفاهيم الدينية والاجتماعية الخاطئة، وضعف الشعور بالمسؤولية عند عامة الناس.
ولهذا السبب، جعل الخلية التنظيمية الأساسية أو ما يسمى بـ “الأسرة” الركن الأهم في التقسيم الإداري للنشاط الإخواني. بمعنى أن صارت كل الترتيبات الإدارية الأخرى (السياسية والإعلامية والمالية، إلخ) تابعة للتوزيع التنظيمي الأساسي، القائم على توزيع “الأسر” (٢٣).
وبهذه الطريقة، أصبح هرم التنظيم الأساسي منطلقا من “الأسرة” وخادما لها، وهذا ما رسخ مفهوم تقديس التنظيم نفسه، وأكد مصيبة الحركة في عجزها الاستراتيجي، والتزامها بتطويع كل نشاطاتها لخدمة التنظيم. ربما لا يلام البنا في وقته أن أعطى للأسرة كل هذه الأهمية بسبب الواقع الصعب، لكن أن يبقى لمفهوم الأسرة كل هذا التقديس رغم كل التغييرات التي حصلت؛ فهذا هو العجز المقصود والفشل بعينه.
أما المشكلة الثانية فربما لها تفسير مشابه، وهو أن البنا كان يريد للتنظيم أن يبقى خاضعا للعناصر الواعية والمطلعة، والتي تتمتع بعلم وتجربة، وهي عناصر قليلة في ذلك الوقت. ولهذا السبب، صيغت اللوائح بطريقة تجعل من المستحيل على أي فرد في التنظيم أن يقفز المراحل، مهما اجتمع فيه من الصفات القيادية. كما صيغت اللوائح بما يمنع مراجعة أو تقويم، أو محاسبة القدامى من قبل المستجدين مهما بلغت قدرات وملكات ومواهب المستجدين.
ولهذا السبب، أصيبت جماعة الإخوان -عن غير قصد- بما يشبه الاستبداد وتسلط الأجيال القديمة ومقاومة التجديد وعدم القدرة على استيعاب وتحمل المبدعين. كما أدى هذا الواقع الإداري، إلى تراكم عدد من التقليديين الجامدين في المراكز العليا للجماعة، مما ساهم في شيخوخة الجماعة تبعا لشيخوخة القيادة. وإذا راجعت قائمة من يصل لمكتب الإرشاد ومن يصل لسدة المرشد العام، ورصدت طريقة اتخاذ القرارات، أدركت دقة هذه الملاحظة، بل إن بعض من مر على منصب المرشد العام، كان لا يحمل من التأهيل إلا التقدم عمريا عن الباقين (٢٤).
هذا الارتباط بفكر إداري عتيق، أدى بالضرورة إلى أن تحاصر الحركة نفسها -رغم حيوية رسالتها- بسور أو غلاف من التخلف الإداري، ومن ثم الجمود والشيخوخة بشريا وحركيا. وهذا بدوره أدى إلى ترسيخ الدولابية، وتحول الجماعة إلى ماكنة كبيرة متخمة بالإمكانات، لكن غير قادرة على استثمارها، وعاجزة عن التفاعل مع الأحداث بطريقة منتجة. لكل ذلك، فإن ضعف الاستراتيجية الذي ذكر أعلاه نتيجة طبيعية لهذا التخلف الإداري عند الإخوان.
هل يمكن إصلاح جماعة الإخوان؟
تقادم النظام الإداري عند الإخوان حتى اجتمع في سدة المسؤولية شخصيات عصيّة على التغيير، ومصرة على التشبث بالموروث، ولهذا السبب فإن الأمل بإصلاح الإخوان من خلال القيادة مستحيل، لكن كيف يمكن تغيير القيادات، والنظام الإداري لا يسمح بذلك؟
لا يوجد إلا حل واحد، وهو تحرك الكوادر الوسطى أو القواعد بطريقة فيها تمرد حقيقي على الموروثات، وإصرارهم على عمل استراتيجي مدروس، وإعادة تشكيل إداري مبني على أهداف قابلة للقياس، ومعطيات وظروف المرحلة القابلة للتوصيف (٢٥).
..
الهوامش :
صحيفة التقرير

04 نوفمبر 2014

ناسا: اقترب شروق الشمس من المغرب

نشرت صحيفة "ديلي ميل " البريطانية تقرير عن وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" حذرت فيه من اقتراب انقلاب الحقل المغناطيسي الأرضي وهو ما يؤدي بالتالي إلى شروق الشمس من المغرب بدلا من المشرق، بالإضافة إلى اختفاء التكنولوجيا كما نعرفها اليوم.
وأكدت الصحيفة أن المجال المغناطيسي للأرض لم يعد قويًا مثلما كان في السابق بعدما تزايدت نسبة ضعفه 10 مرات عما كان من قبل خلال السنوات الماضية، وذلك خلال الـ6 شهرر الماضية فقط.
كما أكدت الوكالة الأوروبية أنها تراقب وتتابع عن كثب هذه التغيرات منذ العام 2002.
ومن المعروف أن الأقطاب المغناطيسية للأرض تتغير مرة كل مئات الآلاف من السنين، حيث إن هذه التغيرات جزء من دورة محددة.
ولكن الملفت في هذا التقرير هو المعدل السريع لضعف المجال المغناطيسي الأرضي لأن المعدل الطبيعي هو أن ينخفض بنسبة 5% كل 100 عام، إضافة إلى ان البيانات الجديدة تؤكد انخفاضه الآن بمعدل 5% كل عشر سنوات فقط، وهو ما ينذر بكارثة في القريب العاجل.
ويقول العلماء حسب التقارير الواردة أنه "يعني أن البوصلة سوف تتوجه إلى الجنوب بدلا من الشمال للمرة الأولى منذ ما يزيد عن مائة ألف عام، وبالتأكيد سوف يؤثر ذلك على شبكتي النقل والمواصلات والاتصالات، وبالتالي فوضى كبيرة لا حصر لها بعد انقراض متوقع للتكنولوجيا لفترة لا يعلم مداها إلا الله”.


صحفيون يجمعون توقيعات لمقاضاة "رشوان "لانحيازه لتكميم الصحافة

تعيش نقابة الصحفيين المصريين حالة من الغليان بسبب حضور نقيب الصحفيين ضياء رشوان مؤتمرا في حزب الوفد يدعو الى تكميم افواه المعارضة وتأميم الكتابة بحجة محاربة الارهاب وينتظر ان يعقد اليوم الاربعاء 5 نوفمبر 2014 مؤتمرا صحفيا حاشدا لادانة ارهاب الصحفيين.
فيما قام صحفيون اخرون بجمع توقيعات لبيان اعده الزميل ابو المعاطى السندوبي يطالب باحالة ضياء رشوان للمحاكمة بسبب مشاركته في هذه المهزلة وهذا نص البيان:
نحن الصحفيين الموقعين هنا نطالب بإحالة نقيب الصحفيين ضياء رشوان إلى لجنة التحقيق النقابية، بعد انتهاكه الصارخ لكل القواعد والتقاليد الصحفية في الدفاع عن حرية الصحافة، وقد تبنى في اجتماعه الأخير برؤساء تحرير الصحف الحكومية والخاصة الدعوة إلى قمع حرية الصحافة وتكميم أفواه الصحفيين، مؤيدا سيادة الصوت الواحد المؤيد فقط للسلطة التنفيذية، وفي الوقت نفسه استعداء أجهزة الدولة، خاصة الأمنية، ضد كل الصحفيين المخالفين والمعارضين للسياسات االمختلفة للحكومة.
ومن الطبيعي أن موقف النقيب المناؤى لحرية أدائنا الصحفي وتصريحه لرؤساء تحرير الصحف العامة والخاصة بتوقيع العقوبات الجزائية على زملائنا الصحفيين المخالفين لما اتفقوا عليه في اجتماعهم المشؤوم، واتهامهم بأن اختلافهم فى تقييمهم لسياسات الحكومة يمثل نوعا من تأييد الإرهاب يفقده بالكامل تمثيله للجماعة الصحفية، ويجعله بالفعل ممثلا للسلطة التنفيذية، التى لم تعينه نقيبا للصحفيين، بل انتخبناه نحن الصحفيين.
ولذا فإن تخليه عن دوره النقابي طواعية من أجل تحقيق مصالحه الخاصة بالعمل في خدمة السلطة التنفيذية يدفعنا إلى المطالبة بالتحقيق معه؛ لخيانته أمانة تمثيلنا كصحفيين مهنيين، نختلف فى رؤيتنا وتحليلنا لسياسات السلطة التنفيذية، ولكننا لا نستعديها ضد زملاء لنا، فهذا لم يحدث في تاريخ نقابتنا، ولن نسمح بحدوثه على يد هذا النقيب الذي يسعى إلى إحداث انقسام سياسي بين الزملاء، بينما نرى نحن أن وحدتنا النقابية هي الدعامة الأساسية لبقائنا أصحاب مهنة مستقلة، ليست عرضة للاستئجار من قبل أي سلطة أو قوى سياسية
عاشت حرية الصحافة 
وعاشت نقابتنا مستقلة

العسيري لـ"ألمصريون": مفاعلات الضبعة تتعرض لمؤامرة "صهيو أمريكية" من مزدوجى الجنسية

المصريون - حوار- تهاني عبدالسلام
مستشار هيئة المحطات للشئون النووية لـ"المصريون":
- إسرائيل هجمت على مصر في 1967 لإيقاف مشروع البرنامج النووي المصري
- رفض السادات للشروط السياسية الأمريكية للتفتيش على المنشآت العسكرية عطل البرنامج النووي
- مصر بحاجة لأمر مباشر مماثل لقرار بناء السد العالي لتنفيذ البرنامج النووي
- علماء الطاقة الشمسية يروجون لتخصصهم ويهاجمون الطاقة النووية عن جهل
- الضبعة تحتمل نفايات 20 محطة نووية وليس 8 محطات فقط
- كفاية المحطات الشمسية 25% من الشعاع المسلط عليها وكفاية المفاعلات النووية 90%.. والمرايا الشمسية بحاجة للمسح كل 48 ساعة
- لن ندفن نفايات المفاعلات النووية تحت الأرض وسنضعها في مبان خرسانية
- إسرائيل تسببت في وجود نشاط زلزالى لدفن نفاياتها النووية على الحدود المصرية
- على الدولة أن تكون جادة في المشروع النووي أو تحل الهيئات النووية توفيرا للنفقات.

كشف الدكتور إبراهيم العسيري، مستشار هيئة المحطات للشئون النووية، عن أن المفاعلات النووية المصرية تواجه مؤامرة صهيوأمريكية برعاية مزدوجي الجنسية، مبينًا أن إسرائيل هجمت على مصر في 1967 لإيقاف مشروع البرنامج النووي المصري، وأن رفض السادات للشروط السياسية الأمريكية للتفتيش على المنشآت العسكرية عطله، مؤكدًا أن مصر بحاجة لأمر مباشر مماثل لقرار بناء السد العالي لتنفيذ البرنامج النووي.
وأشار العسيري، في حواره مع "المصريون" إلى أن علماء الطاقة الشمسية يروجون لتخصصهم ويهاجمون الطاقة النووية عن جهل، مبينًا أنه لا توجد دولة تحتاج لتنمية اقتصادية تعتمد عليها، فكفاية المحطات الشمسية 25% من الشعاع المسلط عليها وكفاية المفاعلات النووية تصل لـ90%، والمرايا الشمسية بحاجة للمسح كل 48 ساعة، قائلاً إن أمريكا أنشأت محطة شمسية على مساحة 14.5 كيلومتر مربع لإنتاج 123 ميجا بتكلفة 3300 مليون دولار لتغذية 140 ألف مسكن.
وإلى نص الحوار:
**فيالبداية.. مصر بدأت في البرنامج النووي منذ عهد جمال عبدالناصر ورغم كراهيته للغرب إلا أننا لم نحقق شيئًا، فهل تعتقد أن الإرادة السياسية لها دور في ذلك؟ ولماذا لم يتعامل عبدالناصر مع البرنامج النووي مثل السد العالي؟
الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية وإسرائيل لا تريد أن تمتلك مصر تكنولوجيا الطاقة النووية، حتى إذا كانت للأغراض السلمية، وتوجد أقوال إسرائيلية تؤكد ذلك، وقد بدأت الإجراءات لإنشاء محطة نووية ببرج العرب سنة 1964، ولكن حرب 1967 قامت، ويعتبر من ضمن أغراضها إيقاف مشروع البرنامج النووي المصري، وبالفعل توقف المشروع لأن عبدالناصر كان يحتاج أموالًا لتسليح الجيش.
**ولماذا لم يستكمل الرئيس الراحل محمد أنور السادات البرنامج النووي بعد انتصار أكتوبر؟
بعد حرب أكتوبر قام نيكسون بزيارة مصر، واتفق مع الراحل أنور السادات على إقامة محطتين نوويتين في مصر، فتقدمت ثلاث شركات أهمها شركة "جنرال إليكتريك" و"وستنج هوس"، وقبل التوقيع على العطاءات قدمت أمريكا شروطًا سياسية، يحق لها بموجبها التفتيش على أي منشأة في مصر، فرفض السادات التفتيش على المنشآت العسكرية، وبالتالي تعطل المشروع، ولأن السادات ذا حنكة ودهاء أعلن عن نيتنا في إنشاء ثماني محطات نووية، وأن أي دولة تريد المشاركة يمكن أن نتفق معها بالأمر المباشر بحيث تبني محطتين نوويتين، وكانت فرنسا أول دولة تقدمت وجاءت شركة "سيفراتو" الفرنسية، وهي أكبر شركة لدراسات المواقع على مستوى العالم، فاختارت 23 موقعًا بعيدًا عن نهر النيل وبحيرة ناصر.
**ولكن معظم المحطات النووية بفرنسا تقع على الأنهار وأين المواقع الـ23 التي تم اختيارها؟
هذا صحيح .. ولكنهم فعلوا ذلك مراعاة للحالة النفسية للمصريين، أما المواقع فقد اختاروا من بينها ثلاثة مواقع فقط على البحر الأحمر وموقع الضبعة، وقاموا بإجراء دراسات تفصيلية عليها حتى انتهوا إلى اختيار موقع الضبعة.
**وهل يعقل أن تختار شركة فرنسية موقعًا تقيم فيه فرنسا محطة نووية وهو غير صالح؟
استحالة بالتأكيد .. خاصة وهي تملك مثله، ولقد صرح "ديجال ديكسركو" بأن إسرائيل هي التي اختارت الموقع، وأنه سيقام عليه مفاعل شبيه بتشرنوبيل، وهو ليس له أي علاقة بتشرنوبيل، فهذا مفاعل معادل مضغوط، ويوجد 83 محطة نووية تحت الإنشاء أكثر من 70 منها من هذا النوع من التعادل، وهذا يقتل الاحتكار من جهة، ويؤكد أن الماء المعادل المضغوط أكثر الأنواع أمانًا، ومنذ إنشاء هذا المفاعل سنة 1954 وحتى الآن لم يحدث فيها حادثة تصادم واحدة، أما مفاعل تشرنوبيل فمن النوع الجرافيت مجرد من الماء.
**الشارع لا يرى الضغوط الأمريكية والإسرائيلية ولكن يرى المتخصصين كالدكتور محمد عصمت زين الدين الذي قال إن المناقصة كبلت أيدي مصر لأنهم أصبحوا مسئولين عن منحنا الوقود فهل إذا حدثت أي ضغوط سياسية يمنعون عنا الوقود ويصبح المفاعل مجرد هيكل؟
يوجد بشركة مصر للطيران الكثير من الطائرات التي نحصل لها على وقود من الخارج، ويوجد في الشوارع المصرية كم من السيارات ذات الصناعة الأجنبية، فلماذا لم نخش هذه التبعية، ولماذا أهدرنا عصر الصناعة الذى أنشأه جمال عبدالناصر، فنحن لم نعد نملك سوى شركة المراجل البخارية، التي عادت للعمل أما باقي المصانع فتباع للمستثمرين الأجانب، التي تقوم بهدمها وبيعها أراض، فقديما كانت الهند ترسل علماءها للتدريب في مفاعل أنشاص، ولقد أصبحت الآن قوة نووية، ونحن بسبب أناس مغرضين يشككون في البرنامج سواء بقصد أو بغير قصد لم ننفذ البرنامج حتى الآن.
**البعض أصبح ينادي بالقرار المباشر بعيدًا عن المناقصات كما فعلت الجزائر فهل تعتقد أننا في الوقت الحالي نحتاج إلى قرار سياسي بالأمر المباشر أم نحتاج إلى مناقصة كما حدث في السبعينيات؟
هذا متروك للقيادة السياسية.
**وما هو الأفضل من وجهة نظرك كخبير في الطاقة الذرية؟
لقد اتخذ رأينا في هذا الموضوع وأنا منحتهم رأيي كتابة، فللمناقصة ميزة وللأمر المباشر ميزة، فالأمر المباشر يوفر الوقت ويختصر سنة ونصف السنة، وهذا القرار لا تأخذه الهيئة حتى لا تتهم بأنها حصلت على "سبوبة"، فكل من يدافع عن الطاقة يتهم بهذا المنطق الغبي، وهذا حدث معي في السابق، أما المناقصة فتجعلك تختار أفضل التصميمات التي تتقدم، وتكون قادرًا أثناء التفاوض على الحصول على مواد فنية أفضل، إلا إننا نفتقد الوقت فهذا الأمر سينفق سنة ونصف، لذلك أعتقد أننا بحاجة إلى أمر مباشر، ولابد أن تتخذ القيادة السياسية هذا القرار كما فعل الرئيس جمال عبد الناصر في قرار بناء السد العالي.
**نحن الآن نواجه أزمة طاقة، ورغم ذلك لا نرى إلا مجموعة من خبراء الطاقة المختلفة التي تتصادم وتتناحر فلماذا هذا الصدام في وقت نحتاج فيه بشدة لإيجاد حل؟
استراتيجية وزارة الكهرباء تنص على ضرورة الاعتماد على محطات الطاقة النووية لتوفير الحمل الأساسي، ثم استخدام محطات الفحم، ولقد ذكرت وقتها أنه يجب توافر المعايير الدولية للحفاظ على البيئة وصحة الإنسان، خاصة أنها يمكن أن تؤمن الطاقة للحمل الأساسي، ثم ندعمهما بالطاقة الشمسية والرياح والحرارة الجوفية وطاقة المخلفات والكتلة الحية، فنحن لسنا ضد الشمس أو الرياح، فالعكس هو الصحيح، لذلك أقول دائما إنها مؤامرة، فكل من يروج للطاقة الشمسية يسيء للطاقة النووية، فيرددون أن الطاقة الشمسية أرخص رغم أن تكلفة المحطة 7 مليارات، ويبررون ذلك بأنها توفر 900 مليون سنويًا، كما يقولون إن عمر المحطة النووية 4 سنوات رغم أن عمرها 160 سنة وقد تزيد، ثم يشيعون أن إنشاء الضبعة سيتسبب في زلزال ينتج عنه كارثة نووية ستكون أكبر من "فوكوشيما".
**قد يكون الأمر جهلًا منهم وليس مؤامرة؟
هي مؤامرة بالتأكيد .. فمتخصص الطاقة الشمسية لا يحق له التحدث عن الطاقة النووية، لأنه لا يفقه فيها شيئًا، فأنا أتحدث عن الطاقة الشمسية لأنني أقوم بتدريسها، بالإضافة إلى أن خبراء الطاقة الشمسية يعلمون جيدا أنه لا توجد دولة واحدة في العالم تعتمد على الطاقة الشمسية، لكنهم يريدون تجربة ذلك في مصر وكأنها حقل تجارب، فأي دولة تحتاج لإقامة تنمية اقتصادية وصناعية لا تعتمد على الطاقة الشمسية، لأنها طاقة متغيرة وتحتاج لمساحات كبيرة، فتوجد خمسة مصادر تأتي قبل الطاقة الشمسية هي البترول والغاز والفحم والنووي والمساقط المائية، فألمانيا تنتج 46% من طاقتها اعتمادًا على الفحم، و15% من الغاز الطبيعي، وتريد أن تكمل احتياجاتها بالطاقة الشمسية.
**وتوجد أيضا الطاقة الجوفية؟
نحن لدينا مصادر طاقة جوفية جيدة جدًا.
**ولكننا لا نستخدمها؟
لا نستخدمها لأنه يوجد عيب في الحرارة الجوفية، فالمكان الذى يوجد به بخار تحت ضغط هو الذي نصنع فوقه قناة ليخرج البخار إلى التوربين، أي لا نكون قادرين على بناء محطات كبيرة.
**إذا من يتحدث عن أن الحل في الطاقة الشمسية أو النووية وحدها خطأ؟
بالتأكيد.. هى عوامل مشتركة ومكملة لبعض، ولتجميع المصادر ولتأمينها.
** لكن المتلقي البسيط يسأل عن مصير النفايات، فهل يوجد موقع يحتمل نفايات ثمانى مفاعلات في الضبعة؟
يوجد ما يحتمل نفايات عشرين محطة؛ فالنفايات المتوسطة والمنخفضة الإشعاع لا توجد بها أي مشاكل، فمفاعلات الماء المعادل المضغوط يكون ضغط المياه أعلى من الدائرة الأخرى، وهذا عبارة عن مبرد حراري.
** خبراء الطاقة الشمسية يؤكدون أن المحطة الشمسية أقل تكلفة أكثر ميزة؟
هذا غير صحيح .. فتكاليف إنشاء محطة الطاقة النووية أقل من الغاز والفحم والرياح والمساقط المائية، كما أن العمر الافتراضي للمحطة الشمسية تصل إلى 15 سنة في مصر لأن طبيعة الجو مترب، فرغم أن الدول الأوروبية غير متربة إلا أنه يجب مسح المرايا الشمسية كل 48 ساعة، حتى لا تقل الإنتاجية للنصف، أما بالنسبة للكفاية فكفاية المحطة الشمسية 25 % من المسلط عليها، بينما كفاية المحطة النووية 90 %، وأحدث محطة شمسية على مستوى العالم وهي التي افتتحت هذا العام في أمريكا قدرتها العظمى 392 ميجا والمتوسط 123 ميجا، ولا يوجد فيها تخزين طاقة، أي تعمل في النهار فقط، وتكفي لتغذية 140 ألف مسكن، ونحن نؤيد فكرة استغلال الطاقة الشمسية في تغذية المساكن والشركات والمساجد والكنائس والشوارع والمحال التجارية لكنها لا تصلح للمصانع.
** وهل توجد أماكن للنفايات التي ستخرج من ثمانى محطات نووية في الضبعة لدفنها والتخلص منها؟
النفايات ثلاثة أنواع، منها المنخفضة التي تتعلق ببلاطي التفتيش النووي، فإذا غسلت انتقلت النفايات إلى المياه، فنضع الماء الملوث في خزانات حتى تنتهي الإشعاعات الموجودة فيها، ثم تتصرف بطريقة عادية، أما إذا كانت البلاطي ورقية فتحرق وتكبس في مكابس توضع في براميل، أما النفايات متوسطة الإشعاع فهي الفلاتر التي توضع لإخراج الهواء من غرف المفاعل للخارج، وعندما ينتهي عمرها الافتراضي توضع في مكابس ثم توضع في البراميل، والعالية المستوى الإشعاعي وهو الوقود النووي الذي يتغير كل سنة أو سنة ونصف، فهو يأخذ أسطوانتين، ويوضع فوقه قاعدة خرسانية داخل مبنى خرساني، أي لا يؤثر في المياه الجوفية لأننا لا ندفنه تحت الأرض، رغم أن السويد وفنلندا تدفن النفايات.
** يوجد ثمانية ثقوب ظهرت نتيجة دفن إسرائيل للنفايات بدون معالجة على الحدود المصرية وهذا أدى إلى وجود نشاط زلزالي محدود؟
هذا ما تقوم به إسرائيل، لكن استراتيجيتنا لا تقوم على دفن النفايات النووية تحت الأرض، والمدافن في بلجيكا في مبنى خرساني عادي فوق الأرض.
** هل توجد دراسة غير دراسة موقع الضبعة لتأمين النفايات والتخلص منها؟
مراعاة لنفسية المصريين لن ندفن نفايات نووية تحت الأرض، وسنضعه في مبنى خرساني موجود داخل الضبعة، ومَن يقول إن رياح المحطات النووية ستفسد الدلتا لم ير المحطات الفرنسية أو الولايات المتحدة الأمريكية، أما مَن يقول إن ألمانيا تغلق محطاتها وتسعى لألمانيا الخضراء، فألمانيا لا تحتاج إلى تنمية اقتصادية، وهى تملك 46 % من الكهرباء من الفحم.
**ألمانيا تولد 46 % من الفحم هل توجد لدينا إحصاءات عن كمية الطاقة التي نولدها؟
الكهرباء التي نولدها 90 % منها من الغاز، و10 % من السد العالي، ولأننا لا نملك غازًا، تحدث مشاكل كثيرة.
** لقد أعلنت وزارة الكهرباء نيتها في افتتاح ميناء بسفاجة وأنها سوف تستورد سفينة تسييل الغاز في سبتمبر القادم فهل تعتقد أن هذا اقتصادي؟
الغاز المسال هو نفس الغاز الطبيعي لكنه مضغوط جدًا حتى يكون مسالاً، وبالتالي يكون النقل أوفر، والسفينة كل وظيفتها أن تقلل الضغط على الغاز فيتحول لغاز طبيعي مرة ثانية، المشكلة أن مَن يقول إن الطاقة الشمسية أفضل من الطاقة النووية هم مجموعة من مزدوجي الجنسية، ويقومون بمؤامرة على مصر حتى لا نقوم بالمشروع النووي، ويوجد مصريون يساعدون في ذلك.
** البعض يدعي أن محطة الكريمات محطة طاقة شمسية رغم أنها ليست كذلك؟
هذا غير صحيح .. فالمحطة لا يوجد بها أكثر من 140 ميجا، و20 ميجا فقط طاقة شمسية، وهي ليست بالطاقة الشمسية وإنما بخار يحرك توربينات، وإذا لم تتوفر الشمس يحركوها بالغاز الطبيعي، إنما الخلايا ميزتها وجود تخزين بها.
** البعض يتهم الوكالة بأنها كانت أحد الأذرع التي أسقطت البرنامج النووي في مصر، فهل الوكالة والدكتور محمد البرادعي ساعدا على تخويف النظام المصري من الطاقة النووية، خاصة أنه شكك أكثر من مرة في موقع الضبعة؟
لقد قال الدكتور محمد البرادعي إنه لا يتخيل أن تقوم دولة بعمل مشروع نووي دون دراسة جدوى، رغم أن دراسات الجدوى تم تحديثها أربع مرات، وآخرها سنة 2005 بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي كان يرأسها.
** معنى ذلك أنه شكك في البرنامج بالفعل؟
ليس البرادعي فقط فأحد أعضاء المجلس أيضًا تحدث عن البرنامج النووي دون أن يعي ما يقول، بل وشكك في العلماء المصريين، ويشيع حاليًا ضرورة أن نولد 90% من الكهرباء من الطاقة الشمسية.
** ما أعلى دولة في العالم في استخدام الطاقة الشمسية؟
الطاقة الشمسية على مستوى العالم كله 0.5%، والطاقة النووية 17%، وطاقة الرياح 1%.
** وما دور الوكالة الدولية للطاقة الذرية؟
نحن نتعاون معها في أشياء كثيرة، حتى في تحديث دراسة الموقع استعنا بخبراء من الوكالة، وشهدوا الدراسات وأنكروا صلاحيتها، وساعدونا في أشياء كثيرة في المشروعات.
** معنى ذلك أن الفترة التي كان موجودًا فيها البرادعي هى الفترة التي لم يكن فيها تعاون؟
قد يكون .. فهذا شيء لا يمكن أن أجزم بها، لكن التعاون موجود مع الوكالة منذ فترات طويلة.
** الاستشاريون من بيوت الخبرة حصلوا حتى الآن على مليارات فما الذي توصلنا إليه في المناقصة؟
هم حصلوا على مبالغ كبيرة وليس مليارات، ولو لم تكن الدولة جادة في تنفيذ المشروع النووي المصري فأنصح بحل جميع الهيئات النووية توفيرًا لنفقاتها، فلا يوجد داع لتبديد أموالها، بما في ذلك هيئة المحطات النووية.
** الدكتور البرادعي تحدث عن ضرورة توقيعنا على البروتوكول حتى...؟
مقاطعًا.. مازال حتى الآن التصديق على البروتوكول الإضافي اختياريًا، وتوجد دول كثيرة لم تصدق عليه.
** لقد ندمنا على تصديقنا على اتفاقية حظر الأسلحة النووية؟
لقد صدقنا عليها لأننا كنا نريد أن ننشئ محطة نووية في الثمانينيات.
** العالم المصرى مهمل منذ 60 سنة وأصبحنا نفتقد للكوادر فكل مَن تم تدريبهم هربوا للخارج؟
هذا صحيح .. فنحن بدأنا في تدريب الكوادر منذ الستينيات، وهم لم يعد في استطاعتهم القدرة على العمل، لذلك إما يذهبون لدولة عربية بحثًا عن الرزق أو دولة أجنبية، فدفعتي التي كانت تتكون من أربعين فردًا لم يتبق منهم إلا أربعة فقط، والباقي يعمل في أمريكا وفرنسا وكندا وبريطانيا، ونحن مازلنا ندرب الشباب، وإذا لم نبدأ في مشروعنا النووي سيرحلون، وكأننا ننفق على تدريبهم ليعملوا بالخارج.
** البعض يتحدث عن مشكلة الشبكة الموحدة هل الدول المتقدمة لديها شبكة موحدة توزع الكهرباء على البلد كلها أم لديها أكثر من شبكة؟ وهل نحتاج إلى شبكة جديدة؟
الشبكة الحالية تعمل جيدًا، ولا يوجد بها أى مشكلة، ولولا وجود خبراء حقيقيين في مصر لما استطاعوا حل مشكلة يوم الخميس، وقد حدثت هذه المشكلة في كاليفورنيا ونيويورك.
** ما النصيحة التي تراها هل تعتقد أننا بحاجة إلى إرادة سياسية أم بحاجة لوزارة في الطاقة النووية مثل وزارة السد العالي؟
لا يجب إقامة وزارة للطاقة النووية في الوقت الذي لم نبدأ في تنفيذ المشروع، فيجب أن ننفذه أولا ثم إذا ظهر أى شيء يحتاج لإقامة وزارة يمكن تكوينها، فلا يجوز أن نبدأ بتكوين الوزارة ونزيد في الإنفاق قبل أن نبدأ في المشروع نفسه، حتى لا نفعل مثل رواية دولة عموم الزير.
** وما النصيحة التي توجهها لكي نخرج من الأزمة؟
أناشد القيادة السياسية سرعة اتخاذ قرار البدء في تنفيذ المشروع النووي المصري لإنتاج الطاقة الكهربائية، وتحلية المياه مستقبلاً.

عبد العزيز مجاور يكتب : من قتل الجنود المصريين؟

مدرعات للجيش المصري في شوارع القاهرة (8 يونيو/2014/الأناضول) 

العربي الجديد - عبد العزيز مجاور*
حدث، في الأسبوع الماضي، هجوم من مهربين على دورية إسرائيلية، فما كان منها إلا أن صدت الهجوم، وقتلت ثمانية من المهربين، وجرح ثلاثة جنود. لعل الخبر يبدو عادياً وطبيعياً، ولم تقف عنده وسائل الإعلام كثيراً، لأن الأصل أن هذا هو المتوقع من الجنود، وأن النتيجة تبدو منطقية لجاهزية الجيش وامتلاكه ما لا يمتلكه الأفراد والعصابات، ولم يخرج علينا قادة الصهاينة بشعاراتٍ مثل (تحيا إسرائيل).
في المقابل، تعرض الجنود المصريون لعدة هجمات في الأعوام الثلاثة الماضية، أسفرت عن قتل عشرات من الجنود، وعدم إصابة الفاعلين بأذى، ففي الفرافرة في الوادي الجديد، تم قتل أكثر من 20 جندياً في يوليو/ تموز الماضي، وقبلها، في المكان نفسه، قتل ستة جنود على أيدي مهربين، وفي 5 أغسطس/ آب الماضي، تم الهجوم على دورية في مرسى مطروح، فأسفرت عن مقتل ضابط وأربعة مجندين، وفي سيناء حدثت مذبحة رفح (1) وبعدها رفح (2)، ثم فاجعة الأسبوع الجاري التي قتل فيها أكثر من 30 جندياً، وفي كل مرة، تكتفي قيادة الجيش وقادة الانقلاب بالشعارات الجوفاء في حب مصر وتحيا مصر، للمداراة على الفشل الذريع، من دون تقديم أي قائد عسكري للمحاكمة، أو حتى إحالته للتقاعد، ومن دون أن يحدثونا عن أسباب عدم جاهزية الجيش، وضعفه في صد الهجمات المتتالية في أماكن مختلفة (الوادي الجديد، مطروح، سيناء). بل على العكس، كان التصريح الفضيحة أنهم يتوقعون وقوع مزيد من الشهداء، ويبشرون الشعب بمزيد من الدماء، وفي الوقت نفسه، يعترفون بفخر بتصفية المواطنين في سيناء بالمئات، كما قال قائد الانقلاب، في بيوتهم، باعتبارهم تكفيريين وإرهابيين.
والسؤال ليس فيمن يقف وراء الهجمات، أو من نفذها؟ ولكن كيف فشل الجيش في صد تلك الهجمات؟ وكيف فشلت مخابراته في توقعها؟ وهل يقتصر تدريب الجيش على قتل الأبرياء، وتصفيتهم في بيوتهم فقط؟ وهل لا يستطيع الجيش صد أي هجوم سوى المعلن عنه مسبقاً، وبفترة لا تقل عن ثلاثة أيام حتى يستعد؟ وإذا كان حل المشكلة في تهجير أهل سيناء، فهل سيتم تهجير أهل الوادي الجديد ومطروح، وكل مكان يفشل فيه الجيش عن حماية جنوده؟
فإذا علمت أن تصنيف الجيش المصري بهذه الحالة، ووفقاً لموقع جلوبال فاير بور GFP، هو أقوى الجيوش العربية، فلا غرابة أن ترى الجيش السادس عربياً، وهو الجيش اليمني، ينهار في صنعاء في 48 ساعة أمام الحوثيين. وحتى لا يستغرب القارئ من الترتيب، عليه أن يعلم أن عوامل القوة يتم حسابها وفقاً لعوامل، منها مقدار الإنفاق على الجيوش وعدد السكان وعدد المجندين، وبالطبع، لا حدود للانفاق في مصر في ظل ميزانية سرية لا يطلع عليها ولا على سبل إنفاقها أحد، بخلاف المنشور في الموقع المشار إليه، والبالغ 4.4 مليارات دولار، ميزانية سنوية (31.5 مليار جنيه).
وهناك بدهيات ومسلمات قد يغفل عنها بعضهم، ويتناساها العسكريون عمداً، حتى يدلس على الشعب، ويبرر تقصيره وفشله، أولها أن وظيفة الجيوش تكمن في حماية حدود الدولة من أي أخطار خارجية، أي أن الأصل وجود تلك التهديدات، وليس حالة الاسترخاء، فإذا جاء عدو، ظهرت عورات الجيش، وارتفع عويلهم، بدلاً من مقاومة هذا الخطر. ومن العار على الجيش المصري أن يدعي، مثلاً، في قضية اقتحام السجون، أن بضع عشرات سيطروا على حدود مصر، إبان ثورة يناير، وقطعوا المسافات من سيناء حتى القاهرة، ليفتحوا السجون، ثم يعودوا مرة أخرى إلى سيناء، ويعبروا إلى خارج حدود مصر في أمان وسلام، فهذا يناقض بدهية وظيفة الجيش.
كما أن معيار نجاح الجيوش يكمن في صد العدوان الواقع عليها، وليس البحث عن مرتكب الجريمة بعد حدوثها، ولا يصبح مثل الطالب الذي يفشل في حل أي سؤال في الاختبار، فيبحث عمن وضع الأسئلة، لينال منه. والأموال التي يتم إنفاقها على الجيوش ليست إلا لهدف واحد، هو رفع استعدادها لصد الهجمات، وليس لمنعها من المنبع. وتكرار الفشل في صد كل الهجمات التي تمت على وحدات من الجيش المصري، في ثلاث سنوات متتالية، ليس له سوى تبرير واحد فقط، يكمن في فشل قيادته، وتحملهم بدماء الأبرياء من الجنود من الفرافرة إلى رفح.
ومن البدهيات والمسلمات أن تصفية الأبرياء وقتلهم في سيناء سيزرع الحقد في قلوبهم، ويزيد من حالة اغترابهم عن وطنهم الذي لم يقدم لهم شيئاً سوى طلقات الأباتشي التي تنهال فوق رؤوسهم، وإن استخدام قائد الانقلاب كلمة (تصفية) اعتراف رسمي ودليل دامغ على أن قتل المصريين في سيناء يتم بلا مقاومة، وبأحكام مسبقة تمت من دون قضاء ولا محاكمة، ولو كان هناك نائب عام في مصر لفتح تحقيقاً فورياً ليظهر للرأي العام أسماء المقتولين، وظروف قتلهم، ومن أعطى الأوامر بتصفيتهم، ومن حكم عليهم بأنهم تكفيريين وإرهابيين. ومشكلة مصر ليست في سيناء، بل في زرع الانقلاب العسكري الحقد والكراهية في قلب كل مصري حر، تجاه من يعتقل بناته ويقتل أبناءه، ويستبيح أموالهم وأعراضهم، ومن استهان بالشعب، وأخطأ قراءة التاريخ، فقفز على الحكم بالدبابة والمدفع، ويظن أن عجلة الزمان قد تدور إلى الخلف.
لابد من محاسبة كل المسؤولين عن القصور الأمني في مصر، بداية من قائد الانقلاب ومدير المخابرات ووزير الدفاع، ووصولاً إلى أصغر قائد قصّر في عمله. أما عن القرارات التي تعاقب أهل سيناء بفرض حالة الطوارئ، وحظر التجول عليهم، فلا جديد فيها، ولن تكون حلاً، فمصر كلها تحت الطوارئ والقهر منذ انقلاب يوليو 2013، وأهل سيناء يتم قتلهم يومياً وتهدم عليهم بيوتهم بلا قانون ولا قضاء، وكل يوم يتحفنا المتحدث العسكري بقتل العشرات، من دون أن يسأله أحد كيف قتلوا، والحديث عن تهجير أهل سيناء هو إعلان فشل جديد لقادة الانقلاب.
المسؤول عن قتل الجنود هو من جعل الجيش يترك وظيفته على الحدود، لينشغل بالسياسة والاقتصاد وعلاج الإيدز بالكفتة. ومن جهل موقع الجيش الحقيقي، فأمرهم بالوقوف لحماية قصره، والاعتداء على طلاب الجامعات، وحماية حدود ميادين القاهرة، وليس مستغرباً أن نجد قريباً من ينادي بتهجير سكان شارع طلعت حرب، لحماية ميدان التحرير.
*كاتب مصري، دراسات عليا في العلاقات الدولية، له كتاب "عام من الثورة المضادة"، ومقالات منشورة.

فضيحة .. منظمات صهيونية تشارك في جلسات مؤتمر تنظيم الاعلام المصري


تحت عنوان "تجارب عالمية ورؤي مصرية " يُقام الان مؤتمر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بقاعة طيبة بفندق سيميراميس برعاية اتحاد الإذاعة والتلفزيون بالتعاون مع مؤسسة فريدريش ناومان. ومن ابرز حضور المؤتمر رجلا الاعمال نجيب ساويرس والسيد البدوى صاحبا حزب المصري الديمقراطى الاجتماعى والمصريين الاحرار للأول والوفد للثانى.
الغريب ان منظمة فريدريش ناومان هى مؤسسة صهيونية زرعها صفوت الشريف فى الاعلام وقام الزملاء بالاذاعات الاقليمية من قبل بطردهم ورفضوا تسليمهم تسجيلات لبرامج عن القرى المصرية لشكهم أنها معلومات تستخدم فى عمل مخابراتى 
ومع هذا ظلت فريدريش ناومان لها مقر فى اتحاد الإذاعة والتليفزيون واضافوا لها مؤسسة فريدريس أَيبرت التى تذهب للاقاليم بحجة تدريب الإعلاميين فى الإذاعات الأقليمية 
ومن المنتظر أن يناقش المؤتمر في ثاني أيامه التجارب الإعلامية العالمية والرؤية المصرية تجاهها على أن يتضمن المؤتمر كلمة لكل من "البدوي" و"ساويرس" حول آرائهم للتشريعات الإعلامية والهياكل المنظمة للعمل الإعلامي!!!
*************
وفي هذا روابط لزملاء توضح خطورة هذه المنظمات الصهيونية في مصر

مؤسسة فريدريش ناومان في إسرائيل
المؤسسة في منطقة حوض المتوسط
المؤسسات الشريكة في إسرائيل
أنشطة الحوار المشتركة
** ** ** 
اللى فات ده كان عمل المنظمة المشبوهة داخل الكيان الصهيونى و فكرتها حول السلام و حول الكيان الصهيونى و حول التطبيع مع الكيان الصهيونى
ساحاول جاهدا انى اجيب اسماء المنظمات و الجمعيات و المراكز الحقوقيه الى شغاله مع منظمة فريدريش ناومان الصهيونيه داخل مصر .. و اللى يعرف اسم يقول
** ** **
اول منظمة تتعامل مع المنظمه المشبوهة
مؤسسة حرية الفكر و التعبير
دورة حوكمة الجامعات و مجموعة من الندوات و المؤتمرات بمشاركة المنظمه المشبوهة
من على موقع المنظمة فى مصر http://www.facebook.com/note.php?note_id=175835272566
ورشة حوكمة الجامعات من على موقع المؤسسة بالتعاون مع المنظمه المشبوهة http://afteegypt.org/index.php?newsid=31
الخبر على جريدة اليوم السابع
** ** ** 
حزب الجبهة الديموقراطية
تتمثل علاقة حزب الجبهة مع المنظمه المشبوهة فى اقامة ندوات و مؤتمرات بمشاركة المنظمة المشبوهة و كذلك اقامة العديد من ورش العمل و العمل المشترك بين الحزب و المنظمة المشبوهة
المنظمة المصرية لحقوق الانسان http://ar.eohr.org/
حملة المنظمة المصرية لإطلاق حرية الجمعيات الأهلية ولتعديل قانون الجمعيات في محافظات مصر http://www.eohr.org/ar/press/2008/pr0325-2.shtml
** ** ** 
اتحاد المحامين الليبراليين
سلسلة من الندوات بعنوان الليبرالية و تحديات المستقبل
** ** ** 
الجمعية المصرية لشباب الأعمال
** ** ** 
التحالف المصري من اجل نزاهة المجتمع المدني
** ** **
احذروا التعامل مع قائمة المشبوهين الاتيه المتعاملين مع المنظمه المشبوهه
تقارير المشاركين المصريين في دورات الأكاديمية الدولية للقيادة
** ** ** 
المعهد المصري الديمقراطي
ورش عمل مع المنظمة المشبوهة حول الليبرالية الشبابية http://egyda.org/?p=59

فيلم أمريكي قصير يثير ضجة في الأوساط الكنسية في العالم



قراءة في خرجات شيوخ الأزهر الفقهية بين الدين و السياسة

بقلم المصطفى موشريف .
كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن الخرجات الإعلامية والغير مسبوقة لشيوخ الأزهر ،والتي أثارت عدة تساؤﻻت حول الهدف منها والسياق الذي وردت فيه،آخر هذه الخرجات ما صرح به الشيخ "علي جمعة"عندما أقر بصحة الزواج بدون عقد مكتوب مع الإكتفاء بعبارة "زوجتك نفسي".،لكن المثير في هذه الفتاوي هو إبتعادها بعض الشيء عما يروج على خشبة المسرح المصري من أحداث درامية،والخوض في مسائل فقهية تثير الفتنة بين العرب، ولعل أبرزها قيام الشيخ"يوسف عيد"أمين عام الفتوى بالأزهر بإصدار فتوى مفادها أن إحتفال المغاربة بعيد الأضحى باطل وعليه فإن صيامهم يوم عرفة باطل وكذلك الشأن بالنسبة لصلاة العيد.
وبالعودة إلى أهل الإختصاص في هذه المسائل الفقهية يعتبر الأستاذ "مصطفى بن حمزة " رئيس المجلس العلمي بوجدة و عضو المجلس العلمي الأعلى أن المغرب يجمع بين إعتبار الإمكان الفلكي القطعي وتحقق الرؤية فعلا داخل ذلك الإمكان،وأن الخلافات الفقهية لا يجوز أن تكون موضعا للإنكار تبعا للقاعدة الفقهية كما إعتبر أن المفتي إقترف خطأ فادحا بإبطاله لعيد الأضحى لأنه ثلاثة أيام و أن الفتوى في أصلها تمر عبر عدة مراحل وإجراءات قبل إطﻻقها.
الغريب في هذه الفتوى أنها تزامنت مع موجة من التحامل المجاني على المغرب من مصادر إعلامية مجسدة في المذيعة " الخياط"وفنية كذلك مع الفنان "يوسف شعبان" إضافة إلى المصادر السياسية المتعددة ،كما أنها إستهدفت المغرب فقط دونا عن أربعة عشرة دولة إسﻻمية مما يدل على أنهافصلت على مقاس المغرب بغرض الإساءة إليه وقضاء مآرب شخصية.
إذا تأملنا قليلا هذه المسألة سنجد أن العداء المصري للمغرب ظهر بعد حدوث الإنقلاب العسكري وتولي عبد الفتاح السيسي مقاليد الأمور في مصر،لأن العديد من الفعاليات المغربية بما فيهامن أحزاب وحركات المجتمع المدني ساندت الرئيس المنتخب محمد مرسي،وتضامنت مع حركة الإخوان المسلمين وحملة رفض الإنقلاب إبان إعتصامات رابعة والنهضة.مما أوحى للسلطات المصرية الجديدة بفكرة مهاجمة المغرب وإستهدافه في أمنه الروحي وخصوصيته المذهبية على إعتبار أن الحكومة المغربية مكونة من الإسلاميين الموالين لحركة الإخوان المسلمين، متناسين أن تسيير الشأن الديني بالمغرب موكول لمؤسسة أمير المؤمنين والمجلس العلمي الأعلى.
من جهة أخرى تجمع العديد من الأبحاث والدراسات على فكرة أن مؤسسة الأزهر إنسلخت عن دورها التقليدي المتمثل في التعليم والتربية و الإفتاء ودراسة العلوم الشرعية و أصبحت أداة سياسية طيعة في يد كل من يتقلد زمام الحكم في مصر ،وأصبحت تقوم بما عجزت عنه الأطراف السياسية في بعض الأحيان،طبعا العالم العربي والإسلامي كله يتذكر كيف جلس مفتي الديار علي جمعة على يمين السيسي وهو يتلو بيان الإنقلاب العسكري ،وكيف أيد مشايخ الأزهر سلطات الإنقلاب أثناء فض إعتصامات رابعة والنهضة .الآن الأزهر يقوم بمهامه الديبلوماسية الموكولة إليه وذلك بتصدير الفتن وإثارة النعرات والفتن هنا وهناك ، مما يعطي الإنطباع بأن هذه المؤسسة أصبحت جزءا من المؤسسة العسكرية،وهنا الكل سيتذكر معي جملة طريفة قالها الشيخ الراحل عبد الحميد كشك سنوات التسعينات "شيخ الأزهر سنة 2010 سيكون برتبة لواء".!!!

د. حلمي القاعود يكتب :الأعراب يحاربون الإسلام

صوّر لي خيالي الريفي الساذج أن تقوم الجامعة العربية والأمم المتحدة ، بعقد جلسات عاجلة تناقش فيها ما يقوم به الأعراب في الجزيرة العربية من إنفاق سفيه لأموال المسلمين لقتل المسلمين في بلاد الربيع العربي وغيرها وحرمان شعوبها المتطلعة إلى الحرية والعدالة والكرامة من حقوقها الإنسانية المشروعة !
ولكني صحوت من خيالي الريفي الساذج على الصورة القائمة والقاتمة في الجامعة العربية والأمم المتحدة . الجامعة العربية تتكوّن من حكام معظمهم عدو لله ورسوله والمؤمنين ، وموال للصليبيين القتلة واليهود النازيين الغزاة ، فكيف لهم أن ينحازوا إلى الشعوب العربية وتطلعاتها ، وهم يتلقون أوامرهم من الصليبيين واليهود بقمع شعوبهم وإذلالها؟
الأمم المتحدة يهيمن عليها الصليبيون القتلة واليهود الغزاة ، وهم الذين يوجهون القرارات لقهر الشعوب العربية والإسلامية ، وطوال تاريخها ما نفذت الأمم المتحدة قرارا لصالح العرب والمسلمين و، وإن كانت تنفذ القرارات الظالمة لهم المقيدة لإرادتهم ، المضيعة لحقوقهم وممتلكاتهم !
يقود آل سعود وآل زايد بقية الأعراب لمحاربة الإسلام عن طريق دفع الأموال للخونة والعملاء الموالين لهم ، وتزويد الصليبيين وبالتالي اليهود بالمليارات التي تشغّل مصانع السلاح الصليبي واليهودي ، وتموّل الحروب الوحشية ضد المسلمين تحت لافتة محاربة الإرهاب والتطرف والجماعات المتشددة مثل القاعدة وطالبان والدولة الإسلامية وجبهة النصرة وأنصار الشريعة وفجر الإسلام وغيرها .
الصليبيون واليهود- تحت هذه اللافتة - قتلوا أكثر من مليون مسلم في أفغانستان ، وأكثر من مليوني عراقي في أرض الرافدين ، والألوف في فلسطين ، فضلا عمن قتلوا بلاعدد في مالي وإفريقية الوسطى والصومال والسودان وليبيا وسورية ولبنان واليمن السعيد !
هؤلاء الملايين الذين قتلهم الصليبيون واليهود لم يكن من بينهم إرهابيون أو متطرفون أو متشدّدون كما يزعمون ، بل كانوا مواطنين أبرياء مسالمين ، منهم مئات الألوف من الأطفال والنساء والعجائز .
تمويل الحروب الصليبية اليهودية لا يتم من خزائن الغزاة المكتظة ، ولكنها أموال المسلمين التي ينفقها سفهاء الأعراب على هيئة عقود سلاح وصفقات دفاع ومشاركات حرب ، تنعش الاقتصاد الصليبي وتابعة اليهودي .
عندما أزهر الربيع العربي في تونس ، كان ملاذ الطاغية الآمن مع عائلته في قصور آل سعود ، وحين لحقه ربيع مصر هربت القيادات الفاسدة واللصوص تتقدمهم الأموال إلى دبي ، والأمرنفسه بالنسبة لليمن وليبيا وسورية حيث وجد اللصوص الفسدة حضنا دافئا لدى آل زايد !
لم يكن ذلك الأمر المهم ، ولكن الأهم كان الإغداق المالي على جذور الفساد والخيانة التى بقيت في أوطان الربيع ولم ترحل مع الكبار . لقد أطلق عليهم الثوار اسم الفلول ، وقام هؤلاء الفلول بأدوار خيانية حقيرة أسهمت في إجهاض الثورات ، وللأسف كان اليساريون الناصريون والشيوعيون ، والليبراليون والطائفيون والمرتزقة على رأس من خانوا وغدروا ، وركبوا جنازير الدبابات الانقلابية ، بعد أن خدعوا الثوار الحقيقيين وقدموهم لقمة سائغة للانقلابيين ، وأشعلوا نار الفتنة في كل مكان ، وساعدتهم أجهزة الإعلام الأعرابية المباشرة وغير المباشرة في ضخ كميات من الكذب والتزييف والتدليس غير مسبوقة في التاريخ .
في مصر على سبيل المثال تم ضخ أموال مهولة لتمويل التظاهرات ومجموعات البلاك بلوك وتخريب المنشآت ، والاعتصامات وقطع الطرقات لتأجيل الاستحقاقات الانتخابية ، وعندما ضغط الثوار الحقيقيون بمظاهراتهم الضخمة كانت الانتخابات التشريعية والرئاسية فرصة غير مسبوقة تم فيها استخدام المال الخليجي مع المال المصري المنهوب من عرق الكادحين للتأثير على الناخبين وتغيير النتائج ، فرأينا شخصيات فاسدة وأحزابا كرتونية وفلول الحزب الوطني ، فضلا عن بعض السلفيين ، ينفقون أموالا باهظة على الدعاية ورشوة الناخبين وتوفير وسائط النقل في المدن والقرى إلى لجان الانتخابات ، فضلا عن أجهزة الدعاية التي أنشئت بطرق مريبة وأشخاص مريبين وكانت تخسر المليارات دون أن تشكو أو تتذمر أو تتوقف !
أفاد كثيرون من الأموال الحرام واستطاع المعادون للثورة من الكبار والصغار أن يتحركوا على الأرض في أمان وقد انتفخت كروشهم ، وحققوا ما لم يحلموا به من مال وثروات .. وهو ما مكنهم من القيام بدورهم الخسيس في الإعداد لجريمة الانقلاب ، ويكفي أن نعلم أن ثمن التوقيع على استمارة "تمرد " مثلا كان يتراوح بين مائتي وخمسمائة جنيه في القرى، وهو ما مكن بعض المدمنين والصعاليك أن يقودوا سيارات فخمة وينشئوا بيوتا فارهة ويتصدروا المشهد السياسي والإعلامي !
ماحدث في مصر يحدث مثله في ليبيا واليمن وسورية ، وكانت الانتخابات التونسية التشريعية مؤخرا ؛ فاضحة للمال الخليجي الذي أنفقه الأعراب على الأحزاب الموالية للنظام الاستبدادي وأحزاب اليسار الانتهازي من أجل إسقاط الأحزاب الإسلامية ، وهو ما تمثل في فوز حزب معاد للإسلام يضم أشتاتا من الكارهين للثورة ومعهم فلول النظام المنهار واليسار الملوث !
تصوري أن قيادات الأعراب لن تترك تونس تمضي في مسيرتها مع ما قدمه الإسلاميون من تنازلات كبيرة ومؤلمة ، لسبب بسيط ، وهو أن الأعراب لا يريدون للإسلام أن يعيش حرا في بلاد المسلمين ، ويريدون أن يفرضوا إسلاما شكليا لا روح فيه ، يكرس العبودية لحكام طغاة مستبدين خاضعين لسادتهم الصليبيين والصهاينة ، فلا انتخابات ، ولا دستور ، ولا تغيير ، ولا مساءلة ، ولا عدل ، ولا مساواة بين المواطنين ، ولا مشاركة بين القيادات والشعب .
لقد وصل الفجور مؤخرا ببعض الأعراب أن يموّل لصالح مستوطنين صهاينة شراء منازل فلسطينية فى القدس المحتلة بأموال إماراتية ، كما حدث فى بلدة سلوان المقدسية التي تعرض بعض أهلها لخديعة، وقيل لهم: إن البيع يتم لمستثمرين إماراتيين يريدون إعمار المدينة المقدسة أ
أظن أن الشعوب لم تعد تنطلي عليها لعبة الإسلام الشكلي وهياكله التي يقيمها الأعراب لخداع الناس وإيهامهم أنهم يدافعون عن الإسلام وينشرونه بينماهم يحاربونه ويوالون أعداءه . وفي الوقت ذاته أخذ الناس يعلمون أن هناك من يموّل صربيا عدوالإسلام بالمليارات في استثمارات تصب في خانة تقوية أعداء الإسلام ، وهناك من يمول الرجل الطيب (!) بشار الأسد ليقتل مزيدا من شعبه ، ومن يموّل فرنسا لتقتل شعبيْ مالي وإفريقية الوسطى المسلمين ، وهناك من يبث عشرات الفضائيات التي تحارب الإسلام والأخلاق ، وتروج للخونة والصليبيين واليهود ، ومن ذكاء الشعوب أنها سمتها بالفضائيات العبرية .

توماس فريدمان: ماذا عن الفشل في فهم أهمية “شيوعيّة” فيتنام و”جهاديّة” داعش؟

 
نشر في : الخميس 30 أكتوبر 2014
في شهر مايو، زرت فيتنام والتقيت بطلاب جامعات هناك. وبعد أسبوع من إحاطتي بالمحبة من قبل الفيتناميين، الذين قالوا لي كم هم معجبون بأمريكا ويريدون العمل أو الدراسة فيها وإن لديهم أصدقاء وأقارب يعيشون في الولايات المتحدة، لم يكن بمقدوري إلا أن أتساءل: “كيف تعاملنا مع هذا البلد بطريقة خاطئة تمامًا؟ كيف وصلنا في نهاية المطاف إلى حرب مع فيتنام، كلفت الكثير من الأرواح، واقتادتهم إلى أحضان عدوهم الأبغض، وهو الصين؟”.
وأنا أعلم أن هذه القصة طويلة ومعقدة. ولكنّ جزءًا كبيرًا منها كان الفشل في فهم أن جوهر الدراما السياسية في فيتنام كان النضال القومي ضد الحكم الاستعماري، وليس احتضان الشيوعية العالمية، وهو التفسير الذي يفرض علينا.
الفيتناميون الشماليون كانوا على حد سواء شيوعيين وقوميين، وهم لا يزالون كذلك. ولكن السبب الرئيس لفشلنا في فيتنام هو أن الشيوعيين تمكنوا من تسخير الشعور القومي الفيتنامي بفعالية أكثر بكثير من حلفائنا الفيتناميين الجنوبيين، والذين كان كثيرًا ما ينظر إليهم على أنهم فاسدون أو غير شرعيين.
تمكن الفيتناميون الشماليون من الفوز بالمزيد من دعم الفيتناميين ليس لأن معظم الفيتناميين صدقوا ما قاله ماركس ولينين، ولكن لأنهم كانوا ينظرون إلى هو شي مينه، ورفاقِه الشيوعيين، على أنهم واقعيون قوميون بطريقة أكبر.
وأنا أعتقد بأن شيء من هذا يحدث الآن مرة أخرى، وعلى قدم وساق، في العراق وسوريا. “الدولة الإسلامية”، أو داعش، لم تكن قادرة مع نواة صغيرة من الجهاديين على اغتنام الكثير من المناطق السنية غير الجهادية في سوريا والعراق بين عشية وضحاها تقريبًا لأن أكثر السنة في العراق وسوريا اقتنعوا فجأةً في رواية الإسلاميين في داعش حول الخلافة.
معظم العراقيين والسوريين السنة لا يريدون تزويج بناتهم إلى متعصب شيشاني ملتح، وليس هناك سوى ما هو أكثر من عدد قليل منهم يصلي خمس مرات في اليوم.
لقد احتضن هؤلاء داعش لأنهم تعرضوا للتعذيب بصورة منهجية من قبل الأنظمة الموالية للشيعة، والموالية لإيران، وهي: نظام بشار الأسد في سوريا، ونظام رئيس الوزراء العراقي السابق، نوري المالكي. ولأنهم ينظرون إلى داعش كوسيلة لإحياء القومية السنية، وإنهاء القمع الشيعي.
والتحدي الذي تواجهه الولايات المتحدة في العراق يتمثل في محاولتها هزيمة داعش من خلال تحالف ضمني مع سوريا وإيران، اللتين يقوم حلفاؤهما الشيعة المحليون بالقتال في العراق وسوريا. وينظر إلى إيران من قبل العديد من السنة السوريين والعراقيين على أنها “المستعمر” الذي يحاول الهيمنة على العراق لإبقائه ضعيفًا.
وهكذا، ولتخوفها من الشيوعية، تدخلت أمريكا في الحرب الأهلية في فيتنام وأخذت مكان الاستعمار الفرنسي. فهل لتخوفنا من هاجس الجهادية وهجمات 9/11، نحن نتدخل الآن لتقوية إيران في سوريا والعراق؟
هل الجهادية بالنسبة للقومية السنية هي كما كانت الشيوعية بالنسبة إلى القومية الفيتنامية: حركة فكرية مخيفة تطلق ردود فعل عاطفية في الغرب ومعززة عمدًا بفيديوهات قطع الرؤوس، ولكنها تخفي وراءها حركة قومية أعمق هي إلى حد ما شرعية وشعبية في سياقها؟
أتساءل عما كان سيحدث لو لم تشارك داعش في الهمجية، ولو أنها أعلنت: “نحن الدولة الإسلامية. ونحن نمثل مصالح السنة السوريين والعراقيين الذين تمت معاملتهم بوحشية من قبل الأنظمة الفارسية في دمشق وبغداد.
إذا كنت تعتقد بأننا قتلة، اذهب إلى جوجل وابحث عن بشار الأسد والبراميل المتفجرة، أو عن الميليشيات الشيعية العراقية وقتل السنة.سترى ما واجهناه بعد أن قمتم أنتم الأمريكيين بالمغادرة. هدفنا هو تأمين مصالح السنة في العراق وسوريا. نحن نريد دولة سنية مستقلة في العراق، مثلما لدى الأكراد كردستان، مع الحصول على حصتنا من ثروة العراق النفطية”.
كان من الممكن أن يمد هذا داعش بدعم هائل من السنة في كل مكان. مجلة داعش، “دابق”، نشرت مؤخرًا مقالًا بعنوان: “تأملات في الحملة الصليبية الأخيرة”، كتب من قبل معهد الأبحاث الإعلامية للشرق الأوسط، ويجادل بأن حرب أمريكا على داعش تخدم مصالح أعداء أمريكا: إيران وروسيا.
ويقتبس المقال عن استراتيجيين أميركيين من أن “الحزام الشيعي الذي خلقته إيران من طهران عبر بغداد إلى بيروت” يشكل تهديدًا أكبر بكثير من داعش.
إذًا، لماذا قطعت داعش رأس اثنين من الصحفيين الأمريكيين؟
لأن داعش هي تحالف من الجهاديين الأجانب والقبائل السنية المحلية وضباط الجيش العراقي السابق في عهد حزب البعث. وأظن أن الجهاديين الذين يقودون التنظيم كانوا يريدون جر الولايات المتحدة إلى “حملة صليبية” أخرى ضد المسلمين.
تمامًا مثلما فعل أسامة بن لادن. وذلك لتجنيد وجذب المسلمين من مختلف أنحاء العالم، وللتغلب على نقطة ضعفهم الرئيسة، وهي أن أكثر السنة في العراق وسوريا انجذبوا إلى داعش لأنها ببساطة وسيلة لعودة طائفتهم، وليس لأنهم يرغبون حقًا بإسلام جهادي ومتزمت. وليس هناك طريقة أفضل لجعل العلمانيين السنة العراقيين والسوريين يلتحمون مع داعش من قيام أمريكا بقصفهم كلهم معًا.
لا بدّ من احتواء داعش قبل أن تزعزع استقرار دول مثل الأردن، وكردستان، ولبنان. ولكن تدميرها سيكون صعبًا، لأنها لا تركب فقط على موجة الخلافة والخيال الجهادي، ولكن أيضًا على موجة المظالم القومية السنية العميقة.
فصل هذين الأمرين عن بعضهما البعض هو أفضل وسيلة لهزيمة داعش. ولكن الطريقة الوحيدة لفصل السنة عن الجهاديين هو تعليم السنة والشيعة على تقاسم السلطة، وبناء ترابط صحي. فرص تحقيق هذا منخفضة جدًا. وآمل أن يكون الرئيس أوباما قد فكر بهذا.