محمد رفعت الدومي يكتب: بيت النتَّاش
رغبة الهروب إلي الركن تتفاقم ، أصوات داخلية مرتعشة تنمو بصوت مسموع علي أسوار العزلة تشكل جملاً أشبه بالجزر المنعزلة ، مثلها لا يمكن أن تصدر إلا عن نفس ممزقة ، هي الأخري أشبه بالجزر المنعزلة..
هل نجحوا في ترميم جدار الخوف القديم؟
هل دخل المصريون مرة أخري إلي حظيرة العسكر؟
الإجابة عن هذا السؤال "تونس" ، دائماً الإجابة هي " تونس" ، ولا يفوتني هنا أن أرسل أحر التهاني للإخوة هناك بنذر الديمقراطية التي تتهيأ ، لقد نجوا أو كادوا ، مع هذا ، أسأل كل القوي الايجابية في الطبيعة أن تجعل بين "تونس" وبين دولارات النفطيين سداً من النار..
من جهة أخري ، وبنفس القدر ، ربما كانت الإجابة عن هذا السؤال "العراق" ، وتبقي للطرف الآخر الدخيل ، ربما لعام قادم أو أقل ، فقط ، رفاهية الخيار..
يجب أن أقول هنا أن هذا الطرف الآخر ، إذا أراد أن ينجو من الشرخ الذي يسعي إليه بعصبية شديدة ، لابد له من إرادة قوية للإبحار في العمق الحقيقي للمشهد الغير معقد علي الإطلاق ، والاستعانة بالتاريخ كمؤثر ذهني مبهر لإضاءة كل زواياه المعتمة ، و لسوف يكتشف ببساطة الماء أنه يسير بخطوات متهورة في طريق خاطئ ليس به موطأ لجسر واحد للعبور إلي الماضي دون خسائر باهظة ، ونهاية فاحشة مضرجة بالدم علي نحو أكيد ..
فالثورة حتماً سوف تنتصر ، شاء من شاء وأبي من أبي ، أقصد ثورة "25 يناير" طبعاً ، ذلك أن الثورة قبل كل شئ فكرة ، والفكرة فينيق ، مرشحة للانبعاث من تحت الرماد في أي وقت ، وكل وقت ، ما دام ثمة - ولو شخص واحد - يؤمن بها كفكرة بيضاء ، الأمثلة علي ذلك لا تعد ولا تحصي ، مثلاً:
"الحركة الحوثية" في "اليمن" بدأت في "صعدة" منذ عقدين وبعض العقد برجل واحد ، وهو "حسين الحوثي" ، أو رجلين علي وجه الدقة ، وها هي الآن ترج الرعب في قامة "اليمن" كلها وأبعد من "اليمن " بآلاف الأميال، صحيح أن الدوران في الفشل سيكون مصير الحوثيين في النهاية ، لكن ، صحيح أيضاً أن جمرتهم لن تتحول إلي رماد قبل أن تغير الكثير من شخصية "اليمن" كدولة أولاً ، وبطبيعة الحال ، كمجتمع قبل كل شئ..
ومثلاً..
جماعة "الإخوان المسلمين" الآن تعود بالأساس إلي فكرة نبتت في ذهن متوقد تصور أن أستاذية العالم ممكنة ، ذاك "حسن البنا" ، وها هي الفكرة الآن حية تمد جذورها في معظم دول العالم ، بل وصلت إلي سدة الحكم في "مصر" فعلاً..
كما أن السيد "باراك أوباما" ، أهم شخصية الآن تسعي فوق هذا الكوكب البائس ، هو ذروة النقطة لحلم أبيض داعب ذات يوم ذهن رجل أسود اللون يسمي "مارتن لوثر كينج" ، استوعب القانون العميق للحياة ، فأطلق ذات يوم صيحته الشهيرة في غير موسمها:
- لديَّ حلم..
فلم يلهم السود إمكانية ميلاد عالم جديد فحسب ، وإنما ألهمهم الحاجة إلي ميلاد ذلك العالم..
والآن..
ليس من السهل على الذين لم يمروا بهذا الاختبار أن يدركوا تماماً ماذا يعني ألا يذوق المرءُ من جراء الذعر طعمَ النوم بمعناه المتعارف عليه ، بل هو نوم ملاحق ومشوبٌ بأفكار سوداء من كل جانب!
ليس من السهل أن يدركوا ماذا يعني ألا يعيش الإنسان حتي في ظلال أبسط قيم الحرية ، إنما الديكتاتورية بكل تجلياتها وصورها ، حيث الخوف هو الرياضة الوطنية ، وحيث لا صوت يعلو فوق صوت الدولة البوليسية بكامل أدواتها ، وبكامل عنفوان لهجاتها المتشفية..
ذلك الشعور بالبهجة في إذلال العاجزين لا يجب الاستهانة به!
وككل ليالي "مصر" ، ليلة أخري مزدحمة بالأحداث العصبية..
في مثل هذه الليالي الدامية تصل الأرواح البيضاء ذروة هشاشتها ، تتوالي الأحداث طازجة وحية، أصداء متضاربة وملتبسة حول حادث "33" جندياً مصرياً من أبناء البسطاء سافروا في مساحات الغياب جراء تفجير كمين "الخروبة" بـ "شمال سيناء"، "33" هدفاً حراماً تم العصف بأرواحهم نخباً لمعركة لا ناقة لهم فيها ولا جمل..
يحاصرني الآن هاجس قذر بأن أخي قد يكون من بين الضحايا المؤجلين ، أوشك علي الاختناق ، فألوذ بـ "الريموت كنترول" لتحريك الأفق الخانق ، يصافح أذنيَّ علي الفور صوتُ الفنان "جمال سليمان" ينبعث من برومو مسلسل " سيدنا السيد " حاداً ومؤلماً:
- بلد ايه يا افندي ؟.. أنا هنا البلد ذاتها..
نعم ، الكل في واحد ، "90" مليون رقبة في رقبة ، ليس من الغريب إذاً أن يرد هذا المعني ، " الكل في واحد" ، في نشيد الموتي عند قدماء المصريين ..
يتنحي صوت "جمال سليمان " خلف صوت الفنان "جمال عبد الناصر" يتردد دون خجل من برومو مسلسل "الصفعة":
- اسرائيل بتصدر الوهم عن أرض الوعد!
لا تعليق ، فإن في الصمت السلامة أحياناً..
والآن ، قليل من السلام النفسي يستحوذ مع أصوات كورس تتردد من خلفية مسلسل "الخواجة عبد القادر" بأبيات "الحلاج":
- ما لي وللناس كم يلحونني سفهاً / ديني لنفسي .. ودين الناس للناس ..
فضائية أخري وإعلان لوزارة الصحة:
- طعَّموا أطفالكم مع كل حملة لنحافظ علي بلدنا خالية من شلل الأطفال!
تعصف بي رغبة لست أدري هل هي رغبة في الضحك أم في البكاء ، وأتسائل بصوت مسموع ، ما فائدة أن تكون "مصر" خالية من شلل الأطفال ما دام أفقها ، بشتي صوره ، مشلولاً؟
بمعني آخر ، ما فائدة الأرجل السليمة في بلادنا؟ ، هل فقط ليكون المصريون لائقين لخدمة الجيش؟
قناة مهجورة أخري ، وأحد الغربان الذين أتي بهم الغزاة المحليون ليتسلقوا حنجرة الإعلام ويزيفوا وعي المصريين يصرخ من كل أعماقه ، بلهجة تحريضية ، وبحقد حقيقي:
- عاوز أشوف دم للركب!
المشكلة الحقيقية أن هذا الفأر الفضائي كريه الرائحة لا يغرد خارج السرب ، إنما هو يتبرز كلماته هذه من خلال موجة من السفاهة والجنون ، هي الأعنف علي الإطلاق ، تضرب "مصر" من رأسها حتي قدميها ، وبلا هوادة..
تنتابني رغبة في القئ ، تزداد حدة عندما أقرأ عن غير عمد علي شريط القناة التالية هذا الإعلان:
- الدكتور "يوسف فتوني" ، أعظم الفلكيين في العالم ، معالج روحاني ، يساعدك علي فك السحر ، وجلب الحبيب ، وفك المربوط ، والقرين ، وأم الصبئان.....
هل نحن نعيش حقاً في دولة؟
ومتي يحق لنا أن نطلق تسمية دولة على هذه الدولة وليس على تلك؟
نحن نستطيع بسهولة أن نقول عن دولة لا تحترم الحريات بالقدر الكافي بأنها دولة مستبدة ، لكن لا نستطيع أن نقول عن دولة تؤمن بأن أبسط ألوان الحرية ترفٌ لا يستحقه مواطنوها ، وهي لا تحرك ساكناً في نفس الوقت ، لوقوعهم أهدافاً مشروعة للدجالين إنها دولة مستبدة ، بل نقول إنها ليست دولة علي الإطلاق ، إنما تجمع بشري علي حافة الصدفة الجغرافية ، لا أكثر ولا أقل..
فضاء آخر مسكون بفيلم "بيت النتاش"، بطولة "شرفنطح " و "زينات صدقي" و "شادية" و "اسماعيل ياسين" و "عبد السلام النابلسي" و "عبد الفتاح القصري"، أدهشني أن أكتشف علي الفور أن ذاكرة صباي لم تزل تحتفظ بالخطوط العريضة لهذا الفيلم الجميل الذي الآن لا يثيرني..
وسأكتشف بعد قليل أن الفيلم من انتاج عام "1952"، ما أغرب هذه المفارقة ، إنه إرهاص مبكر والتقاط لوحي شديد الدقة بالمأساة التي الآن ، وانطلاقاً من ذلك العام الأسود ، تعيشها "مصر"..
المعلم "غندور" يخدع "نفوسة العراقية"، ويزوِّر عقد شراء قطعة أرض لصالحه ، ثم ، بدافع خوفه من أن يفتضح الأمر ويسقط تحت طائلة القانون - أيام كان القانون لا يرتفع عن الأرض غابات من الأميال - يصارحها برغبته في الزواج منها ، لكنها تشترط ألا يحدث هذا قبل زواج ابنتها "ملبسة"..
وفي محاولة ماكرة للقفز فوق هذا الشرط ، يقترح "غندور" أن يزوج "ملبسة" من ابنه "ميمي"، أو "عبد السلام النابلسي"، صحيح أنه حل مقنع ، لكن ، صحيح أيضاً أن الحياة ليست بسيطة إلي هذا الحد ، فلولا تقاطعاتها الحادة لما كان لها جمال ولا قيمة ، إنها الصراع ، الاشتباك ، ذلك المخاض العسير لوجه القادم من رحم الاختلاف ، وهذا فقط ما أحبط كل مخططات المعلم "غندور"!
لقد كانت "ملبسة" متيمة بحب ابن خالتها "سكر" ، تاجر اللب العائد من "السودان"، إنه "اسماعيل ياسين" طبعاً ، الشئ الوحيد الذي اتفق علي حبه كل نزلاء الفندق الممتد من المحيط إلي الخليج الفارسي!
وككل نهاية سعيدة ، سوف يردد الكورس في نهاية الفيلم:
بيت النتاش عمره ميعلاش ...
وكلامه كلام واحد غشاش ...
عمر الغالي ما كان ببلاش ...
وسوف لا نجد ، مهما أطلنا التنقيب عن غالٍ ما هو أغلي من الدم..
لذلك ، يحق لي أن أؤكد:
- عمر الدم ما كان ببلاش!
اسألوا التاريخ عن تعريف الدم المراق خارج القانون ، سوف يجيبكم بأنه نسغ الحياة لكل الثورات عبر العصور الإنسانية ، فاطمئنوا ، إنكم علي الدرب المؤدي لاكتشاف الحرية أرض "مصر" ، مع ذلك ، ولسوف أستعير هنا سؤال تردد علي لسان "ريتشارد قلب الأسد" في فيلم "الناصر صلاح الدين":
- لكن ، بكم من الضحايا؟
بكم من الضحايا ، هذا هو السؤال المتطلب..
صحفيون ضد الانقلاب : السلطة تسعي لـ"تقنين تكميم الافواه" والنقابة تشارك في الجريمة
قفزت حرية الاعلام والصحافة في مصر قفزة قوية وغير مسبوقة ولكن الى الخلف لتغوص بمصر في دياجين الظلمات والاعلام الموجه الذى لا يتناسب مطلقا مع عصر السماوات المفتوحة ووسائل الاعلام الاجتماعى والحرية التى نشدتها ثورةشعب مصرفي 25 يناير وذلك تحت دعاوى واهية وهو ما بدا واضحا من الاجتماع المريب بحزب الوفد مؤخرا الذى عقدته قوى الاعلام الحكومى السلطوى وما تمخض عنه في شكل اعلام فاشي اقصائي يضرب حرية الصحافة والاعلام في مفتل
وتري حركة "صحفيون ضد الانقلاب- صدق" ان مشاركة ضياء رشوان نقيب الصحفيين في مثل هذا الاجتماع المريب يعد عملا سياسيا بامتياز ما كان ينبغي لنقيب نقابة الرأى ان يكون ابرز حاضريه خاصة ان الهدف المعلن وراء هذا الاجتماع هو مواجهة ما اسموه بـ"الارهاب" في "خطاب اعلامى موحد" وهو ما يعيدنا الى عصر الاعلام الموجه الذى ما كان يجب على نقيب الصحفيين ان يكون متواجدا به والمنوظ به الدفاع عن حرية الصحافة وليس االسعي الى خنقها.
وتؤكد الحركة أن التوجة الذى دعا اليه الاجتماع هو ما يمارس بالفعل منذ الانقلاب العسكري في يوليو 2013 ولا حاجة لعقد مؤتمر للحث عليه.وتشدد الحركة ان هذا التوجه السلطوى سيبوء بالفشل لأنه يخالف روح العصر وسيكلل كل من دعا لهذا التوجه بالعار.
وتعبر " صدق" عن اندهاشها من استمرار مسلسل الاستحواذ وتغييب القطاع الاكبر من الصحفيين وصدمهم بقرارات فوقية او صادرة بصورة شكلية من صحفيين يبدون مستقلين ولكنهم من "كتبة السلطة" مؤكدة أن قرار محلب، بإنشاء لجنة للتشريعات الإعلامية يعد مخالفا للدستور والذي نص من خلال المادة 70 بضرورة أخذ رأي نقابة الصحفيين، فيما يخص التشريعات المتعلقة بالصحافة وان التعجل في المضى بهذه اللجنة مع ما سبقها من اجتماع حزب الوفد يعنى ان السلطة تضمر مزيدا من تكميم الافواة وتقنين هذا الاجرام.
وتطالب الحركة بمشاركة جميع الصحفيين في تشكيل هذه اللجنة وعموم الشخصيات والحركات الرافضة للانقلاب العسكري وتأمينهم من سيف الجلاد ليبدون رأيهم في مستقبل مهنتهم , وان التسرع لانجاز هذا الامر وسط تغييب قطاع كبير من الصحفيين ترهيبا وسجنا لا يخدم ابدا حرية الصحافة. ويضمر نية سيئة للصحافة والصحفيين
وتؤكد الحركة ان حرية الصحافة تبدأ بالقصاص لشهداء الصحفيين واطلاق سراح السجناء منهم واعادة المفصولين الى اعمالهم وتعويضهم عن التعسف الذى لاقوه جراء البطش الذى تستخدمه سلطة الانقلاب مع تشجيعهم لقول رأيهم بكل حرية دون عقاب بدنى او معنوى وهو الاجراء الاولى الذى كان ينبغي الاقدام عليه بدلا من الاسراع لسلق قوانين تقنن عملية تكميم الافواه وكسر الاقلام وقتل الصحفيين.
وتعيد الحركة تاكيدها على مطالبتها مجلس ادارة صندوق التكافل بالتراجع عن القرار السياسي الذى اتخذه باستثمار 15 مليون جنيه في مشروع قناة السويس الجديدة" وتحملها المسئولية كاملة عن اموال المودعين.
حركة صحفيون ضد الانقلاب - صدق
القاهرة - 29 اكتوبر 2014
عاشت حرية الصحافة
وتسقط القوانيين المكممة للحريات
أنا لم أخلق ﻷغض النظر بقلم:رحاب أسعد بيوض التميمي
أنا لم أخلق ﻷغض النظرعن طعن اﻹسلام في ظهره،وأقف شاهد زوراً على من يتأمرون عليه،وأساهم في تجهيز نعشه،لكي يدفن على أعين البشر.
أنا لم أخلق ﻷرى أمتي تستباح بيضتها،وتنتهك حرماتها ثم أغض النظر.
أنا لم أخلق ﻷغض النظرعن كل أنواع الظلم،وعن أشكال الفساد،ثم أام وكأن شيئاً لم يكن قد حصل.
أنا لم أخلق ﻷكل وأشرب،وغيري يرتفع.. ويرتفع ..حتى وصل القمر.
أنا لم أخلق ﻷغض النظرعن الحاكم وأفعاله،وأدعو بطول عمره،وإن كان دون البشر.
أنا لم أخلق ﻷطبع مع أعداء أمتي ..وأكون سبباً في تمرير واقع مرير لكي أغض النظر.
أنا لم أخلق ﻷغض النظرعن كل الجرائم،وأقول لنفسي يا نفس أنما أنت،وبعدك فلتحرق النار كل البشر.
أنا لم أخلق لأكون دون البشر في الحق والعدل واﻹنصاف وما يستقيم به حال البشر. أنا لم أخلق ﻷداري كل ذنب،وكل خطيئة يرتكبها البشر.
أنا لم أخلق ﻷغض النظرعن كل المتكبرين والمتعجرفين وعن كل الكهنة والسحرة، وأسايرهم وأبررمساندتهم ببعد النظر.
أنا لم أخلق ﻷُساند الظالمين وأغض النظرعن ظلمهم كما يفعل أغلب البشر.
أنا لن أكون سبباً في انتشار الظلم،وتفشي الفساد بدعوى غض النظر.
أنا خلقت حراً.. لا لكي أستعبد من قبل البشر.
أنا خلقت حراً ﻷنصر الحق ولكي أكون فوق كل اولئك الذين يغضون البصر,ﻷن ربي أبى علي أن أذل أو اقهر.
السجن 30 عاما لرئيس طائفة الـ "21 امرأة" في إسرائيل
جوئيل رتسون قبل سماع حكمه (Motti Kimchi/Flash90)
يؤاف شاحام والمصدر
حكمت المحكمة الإسرائيلية في تل أبيب ظهر اليوم بالسجن 30 عاما على زعيم "طائفة النساء" المدعو جوئيل رتسون، بعد إدانته بجرائم جنسية خطيرة بحق 21 امرأة احتجزها. وأثارت قصة "جوئيل رتسون" اهتماما واسعا في إسرائيل لغرابتها والقضايا والشائكة التي أثارتها ومنها مسألة العبودية في إسرائيل وحرية الإرادة.
وكانت المحكمة المركزية الإسرائيلية قد أدانت جوئيل راتسون في شهر سبتمبر (أيلول) هذا العام بارتكابه عدة جرائم جنسية. تمت إدانته، من بين إدانات أُخرى، بالاغتصاب وارتكاب جريمة سفاح القربى بحق ستة من زوجاته. إلا أنه تمت تبرئة راتسون من تهمة احتجاز النساء في ظروف أشبه بالاستعباد.
وقد مارس رتوسن نشاطاته الشاذة في تل أبيب على مدار ثلاثين عامًا قام خلالها بجمع عدد من النساء التائهات صغيرات السن اللواتي فقدن مستقبلهن. فقام بإبعادهن عن عائلاتهن واستعبدهن لنفسه. حيث ولدن له ما لا يقل عن أربعين طفلا.
في البداية كان هذا الأمر مجرد إشاعة . يتداوله بعض الجيران وبعض السكان جنوبي تل أبيب، حيث علموا عن مجموعة من النساء اللاتي يسكنّ معًا، وينجبن كلّهن من رجل واحد يسيطر ويفرض سلطته عليهن. لكن قبل ما يقارب العشر سنة، كشف راتسون عن فرقة النساء الخاصة به، حتى علمت بها كل إسرائيل. وحسبَ قوله فإن نسوته يسكنّ في أربعة منازل مختلفة.
"أنا إنسان كامل"
كان كأنه ساحر، طبيب إلهي، إنسان روحاني، قائد وعشيق في نفس الوقت. كان هو الحل لجميع المشكلات بالنسبة للفتيات. هو المسيح المنتظر الذي يتكلم عنه الناس، قد جاء لكن لم يُذاع أمره بعد. في اليوم الذي يقرر فيه أن يكشف عن نفسه، ستُزلزل الأرض،هذا ما قالته إحدى زوجاته خلال المقابلة.
الاسم "جوئيل" يعني في العبرية: المخلّص، الإنسان الذي يُخلص ويحرر الناس. وقد أُطلق على كل واحد من أولاده اسمًا شبيهًا باسمه: جوآليا، سيدنا جوئيل، جوآلي، مجد جوئيل وغيرها من الأسماء. وقد وَسَم جوئيل نساءه بوسم فظيع، حيث أجبرهن على رسم وشم صورة لوجهه على أذرعهن.
"أنا إنسان كامل، لديّ كل المواصفات التي تريدها المرأة"، قال راتسون خلال مقابلة مع التلفزيون الإسرائيلي قبل عدة سنوات. وقد كان على النساء اللاتي اخترن العيش معه أن يُطعنه في غير واحد من القوانين التي سنّها: مثل عليهن أن يلبسن في البيت لباسًا متواضعًا، يمتنعن عن التدخين و شرب الكحول و أكل اللحوم.
"أنا لا آكل اللحوم، لذلك هنّ أيضًا يتوجب عليهن عدم أكلها"، قال راتسون، وأضاف: "عليّ أن أكون لهنّ قدوة حسنة". كذلك فقد حرّم راتسون على نسائه التحدث مع رجال غرباء، وحتى النظر إليهم. بل بلغ الحدّ إلى أن منع بعضهن من محادثة آبائهن وإخوانهن. "عندما تكونين معه، تشعرين بعدم وجود رجل آخر في العالم غيره"، كما قالت إحدى نسائه.
في المساء عندما يزور راتسون جميع نسائه وأولاده، كانت النساء ينتظرن بلهفة مَن ستكون سعيدة الحظ التي سيختار راتسون قضاء ليلته معها. ففي نظرهن كان قضاء ليلة معه كأنه قضاء ليلة مع ابن الإله.
جوئيل راتسون (Yossi Zeliger/Flash90)
الكتاب المقدس
كانت الأوامر كأنها نظام قوانين للمجتمع، وكان على النساء أن يردّدن القوانين عن ظهر قلب في كل يوم
الوثيقة الفظيعة التي اعتبرنها النساء كأنها كتابًا مقدّسًا كانت "كتاب العائلة" لراتسون، وهذه الوثيقة حوت عشرات الأوامر التي عليهن أن يمتثلنها. وحدّدت الطريقة التي يجب أن تتعامل النساء بها مع بعض من جهة، ومع راتسون من جهة أخرى. كانت الأوامر كأنها نظام قوانين للمجتمع، وكان على النساء أن يردّدن القوانين عن ظهر قلب في كل يوم.
من ضمن القوانين والأوامر، كان التالي:
ممنوع منعًا باتًا أن تكون هناك محادثات فارغة لا أهمية لها بين النساء، التحدث للضرورة فقط ويكون الحديث ذا أهمية معتبرة. وحتى لو كان الموضوع مهمًا فعليهن ألا يُطلن الحديث لغير الحاجة. من تقترف هذه المخالفة تُقاضى بدفع مبلغ 400 شيكل.
ممنوع أن تجلس المرأة في البيت دون عمل مع وجود الكثير من الأمور التي تنتظرها للعمل، كغسل الأطباق، التنظيف، مراقبة الأولاد، الترتيب المنزلي، وغيرها من الأعمال. والتي تتكاسل عن القيام بهذه الأعمال ستُغَرّم بمبلغ 200 شيكل.
ممنوع تحت أي ظرف من الظروف أن تتضاحك النساء وتتلاعب فيما بينهن. والغرامة على هذه المخالفة 300 شيكل.
يُمنع القيل والقال في البيت وعلى الهاتف وفي الرسائل.
من تعاني من اكتئاب أو مشكلات نفسية أو جنون لن تُعفى من واجباتها البيتية، فليس من حقها إهمال البيت، ولا إهمال أولادها. ومن تتنصل من مسؤوليتها فتنتظرها غرامة بقيمة 500 شيكل.
قائد أم مجرم؟
لكن بقى السؤال: ألم تعش النساء مع راتسون بكامل اختيارهن دون أن يجبرهن أحد؟ ألم يصدّقن بالفعل أنه مسيحهن المخلص؟ يدّعون في النيابة الإسرائيلية أنّ السيطرة على النساء تُعدّ مصادرة لحرياتهن، وإن لم تكن هذه السيطرة حسّية أو بواسطة حبس جسدي. فحتى لو وافق إنسان أن يكون عبدًا لإنسان آخر، لا يعطي ذلك شرعية لأي إنسان أن يستعبد الآخرين.
وصلت هذه القصة العجيبة إلى نهايتها قبل أربع سنوات. قامت شرطة إسرائيل بتوقيف راتسون بتهمة استعباد زوجاته وقيامه بعدد من المخالفات الجنسية مع نسائه وأولاده. بعد توقيفه تم إخلاء المنازل الأربعة التي سكنت بها النساء مع الأولاد وتم نقلهم إلى مؤسسات للنساء اللاتي يتعرضن للعنف، حيث يحاول خبراء النفس مساعدة النساء والأولاد لتحسين حياتهم بعد ما مرّوا بتفكيك منازلهم
بعد توقيفه تم إخلاء المنازل الأربعة التي سكنت بها النساء مع الأولاد وتم نقلهم إلى مؤسسات للنساء اللاتي يتعرضن للعنف، حيث يحاول خبراء النفس مساعدة النساء والأولاد لتحسين حياتهم بعد ما مرّوا بتفكيك منازلهم.
صحفيون محسوبون على السلطة ينتفضون ضد اتجاه السلطة "تقنين"الاعلام الموجه
بعد اجتماع دام أكثر من ساعتين بحضور 20 شخصية من رؤساء التحرير الصحف القومية والحزبية والخاصة والخروج ببيان للتأكيد على دعمهم لكل الإجراءات التي ستتخذها الدولة لمواجهة الإرهاب، وثقتهم في مؤسسات الدولة على مواجهة الإرهاب، مشددين على حرصهم على حرية الكلمة، وتحقيق أهداف ثورة 25 يناير رافضين محاولات التشكيك في مؤسسات الدولة، سرعان ما خرجت بعض الأصوات الرافضة لذلك الاجتماع برمته، مؤكدين أن ما يحدث في الفترة الحالية ما هو إلا محاولة لتأميم الصحافة وقمع الحريات والصحافة الحرة ومرحلة لمصادرة المهنة نفسها.
وتساءل عضو مجلس النقابة معقبًا على ما تم إصداره، هل يتحول الصحفى لكاتب تقرير لحماية المجتمع من مخاطره استكمالا لبناء دولة "البصاصين" التي بدأ تأسيسها في الجامعات بشهادات من قياداتها؟! مشابهًا تلك الموجة الجديدة بما حدث في عهد هتلر من الإعلام الذي غسل أدمغة والأمر للتعهد بالتفتيش في ضمائر زملائهم عبر التعهد بمنع تسلل أصحاب الرؤى التحريضية للصحافة.
وهو ما أكده خالد البلشى، عضو مجلس نقابة الصحفيين ورئيس تحرير جريدة الوادى، أن البيان الصادر من رؤساء التحرير ما هو إلا إعلان رسمى لتأميم الإعلام ومصادرة حرية الصحافة وينقلنا من مرحلة مصادرة الصحف وتقييد حرية الصحافة إلى مصادرة المهنة نفسها ولكن بأيدى أبناء صاحبة الجلالة.
وأكد البلشى في تصريحات صحفية، أن ما يحدث عودة إعلام التعبئة العامة بدعوى الحرب على الإرهاب وتمثيل لقتل لمهنة الصحافة والإعلام بأيدى ممارسيها والمحسوبين عليها والذين قرروا بإرادة كاملة وبمختلف اتجاهاتهم تحويل أنفسهم من ممارسى مهنة لحزب سياسي يدعم برنامج الرئيس غير المعلن وغير الواضح المعالم بما يعنيه ذلك من منع أصحاب الرؤى الأخرى أو حتى من يريدون تحسين شروط ما يجرى ومصادرة آراء المعارضين لهذا البرنامج الذي لم تتضح معالمه حتى الآن.
وشدد البلشى على أن البيانات التي خرجت في الفترة الأخيرة من المؤسسات الإعلامية والصحفية تعطى شيكًا على بياض للنظام الجديد ورئيسه ليفعل ما يريده، قائلًا: "كل شيء تم إعلان الموافقة عليه باعتباره جزءًا من البرنامج الذي أعلن بيان رؤساء التحرير تبنيه والحمد لله، وكان أولى بهم دمج أنفسهم في صحيفة واحدة توفيرًا للنفقات طالما اتفقوا على كل شيء.. بما فيه دعم ما يوحى به السيد الرئيس مستقبلا".
وتساءل عضو مجلس النقابة معقبًا على ما تم إصداره، هل يتحول الصحفى لكاتب تقرير لحماية المجتمع من مخاطره استكمالا لبناء دولة "البصاصين" التي بدأ تأسيسها في الجامعات بشهادات من قياداتها؟! مشابهًا تلك الموجة الجديدة بما حدث في عهد هتلر من الإعلام الذي غسل أدمغة والأمر للتعهد بالتفتيش في ضمائر زملائهم عبر التعهد بمنع تسلل أصحاب الرؤى التحريضية للصحافة.
ونادى خالد البلشى، أن مواجهة الإرهاب لن تتم إلا بصحافة حرة تكشف مواطن الخلل وتفضح الإرهابيين ومخططاتهم وليس بالتغطية عليها وتحويل مهنة الصحافة إلى ملف أمنى آخر، والصحفيين إلى مخبرين في بلاط الجهات الأمنية الإرهاب والفاشية كلاهما يتغذى على الآخر وكلاهما ينمو ويتضخم بالفشل والتعمية على الفاشلين.
فيما سخر خالد داود، المتحدث الإعلامي باسم حزب الدستور، مقترحًا بأن نغلق كل المحطات التلفزيونية وكل الصحف، ونكتفى بمحطة واحدة وجريدة واحدة لضمان أن يقوم الإعلام بدوره في توحيد الشعب ومكافحة الإرهاب والالتزام بما يريده الرئيس السيسي.
وأضاف داود، في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "ولكى لا يتم استضافة أي مشككين أو مغرضين أو أعداء للوطن تتعبوا نفسكم ليه وتعملوا اجتماعات لأصحاب القنوات الخاصة ورؤساء تحرير الصحف برعاية نقيب الصحفيين".
كما أبدت حركة "صحفيون ضد قانون التظاهر" عن دهشتها ورفضها القاطع للبيان الذي أصدره عدد من رؤساء تحرير الصحف، والذي تراه تأميما اختياريا للصحافة، وترويضًا للسلطة الرابعة، وتسليمًا لحرية الصحافة للسلطة الحاكمة بزعم مكافحة الإرهاب رغم أن القاصي والدانى يعلم أن مجرد التطبيق الفاعل لميثاق الشرف الصحفى كاف لمواجهة أي خروج عن قواعد و آداب المهنة أو أي تحريض على العنف، إلا أن المقصود للأسف الشديد هو النيل من حرية الصحافة.
وأضافت الحركة، في بيان لها، أن الاجتماع يقوم بقصف الأقلام ومصادرة كل الآراء التي تخالف توجهات السلطة الحالية هو وصمة عار في جبين الصحافة، وسابقة لم تحدث في تاريخ الصحافة المصرية منذ نشأتها، فلم يحدث أبدا، قبل هؤلاء، أن اختار الصحفيون بأنفسهم مصادرة حريتهم في الرقابة والكتابة، ولم يحدث أبدا قبل هؤلاء أن تم تسليم الصحافة على طبق من ذهب لسلطة مستبدة تستخدم ذريعة الإرهاب، المدان والمرفوض، في مصادرة كل أشكال الحريات وعلى رأسها حرية الصحافة.
الاشتراك في:
التعليقات (Atom)















