مؤشر الديمقراطية لموقع الشعب : سلطة الانقلاب تعيد إنتاج سياسات أثبتت فشلها في قمع طلاب الجامعات

خاص – الشعب
اتهم "مؤشر الديمقراطية" الحكومة المصرية الحالية بأنها "تعيد إنتاج سياسات أثبتت إخفاقها في وقف الحراك الطلابي بالجامعات، ومؤكده أن "الإقصاء السياسي للطلاب هو مفتاح الانتفاضات الطلابية الكبرى" بحسب تاريخ مصر علي مر العصور.
وشدد علي "استحالة فصل العمل السياسي عن الحركة الطلابية ولن تستطيع سلطة وقف مظاهرات الطلبة"، وأن "سياسات الدولة الحالية في التعامل مع الحراك الطلابي لن تؤتي سوى بانتفاضة طلابية كبرى".
وزعم التقرير: "إن مواجهة الحراك الطلابي والوهن السياسي للأحزاب المدنية سمح لسيطرة الإسلام السياسي على الحركة الطلابية"، وقال أنه يجب الوقف الفوري للمواجهات الأمنية والإفراج عن الطلبة المعتقلين الذي بلغ عددهم 70 في أول يومين للدراسة، وإعادة النظر في اللائحة الطلابية، وأن تكون من الأولويات أجندة التفاوض بين الدولة والطلاب.
وقال أن ما يجري حاليا في العام الدراسي 2014، هو تكرار لمشهد الحراك الطلابي 2013 الذي تمثل في المواجهات الأمنية والتقييد التشريعي والإقصاء السياسي والتشويه الإعلامي، وهي أهم أدوات الإدارة المصرية في التعامل مع الطلاب.
نفس ممارسات عام 2013
قال التقرير: "واجهت الإدارة المصرية حالة من الحراك الطلابي خلال العام 2013 حيث نظم الطلاب أكثر من 3000 احتجاج طلابي تخللهم أكثر من 600 حادثة عنف خلال العام الدراسي الماضي، الأمر الذي دفع الإدارة المصرية لإعادة إنتاج مجموعة من السياسات التي رأت أنها ربما تكون حوائط صد لهذا الحراك الطلابي السلمي منه أو العنيف، لكن تلك السياسات لم تفرز سوى المزيد من الاحتقان والمواجهات التي أعتقل على أساسها حوالي 70 طالبا خلال أول يومين من العام الدراسي الحالي".
وقال أن "الدولة المصرية أعادت إنتاج سياسات أثبتت إخفاقات تاريخية في التعامل مع طلاب الجامعات عبر المواجهات الأمنية والتقييد التشريعي والإقصاء السياسي للطلاب والتشويه الإعلامي للحراك الطلابي و"البتر الاجتماعي للطلاب بالسماح بتجسسهم علي بعضهم البعض.
المواجهات الأمنية تولد مقاومة طلابية عنيفة
التقرير شدد علي أن الحركة الطلابية المصرية بدأت منذ أكثر من 120 عاما في العمل على القضايا الوطنية، بداية من مقاومة الاحتلال وحتى مقاومة الدكتاتورية والرجعية المحلية، الأمر الذي يؤكد على أن التصدي الأمني الذي يحدث الآن للنشاط الطلابي والذي اعتقل خلاله على أكثر من 70 طالب خلال أول يومين من العام الدراسي الحالي تحت مسميات وحجج مختلفة.
وتحدث عن صرف الملايين على التعاقد مع شركات الأمن الخاصة والكمائن المستفزة أمام الجامعات والتي حولتها لما يشبه مناطق عسكرية ومناطق عمليات حربية، ووصفته بأنه "لا يعد سوى امتدادا لسياسات القمع الأمني التي انتهجتها دولة الحكم في مصر ضد الطلاب, ورغم كافة تلك المواجهات الأمنية مع الطلاب، إلا أنها لم تستطع يوما صدهم عن ممارسة أنشطتهم، بل إنها أعطت الحركة الطلابية المزيد من التكتيكات والخبرة والحشد والمصداقية، وعززت من ضعف كل نظام حاول انتهاج سياسة المواجهات الأمنية، .
وشدد علي أن المواجهات الأمنية للنشاط الطلابي تدفع بالدولة للمزيد من الخسائر البشرية والاقتصادية، وكذلك الدفع بالطلاب للمزيد من التنظيمات السرية الانتقامية والتي ستستهدف الانتقام من رموز سلطات الدولة وخاصة الأمنية منها، رغبة في الخلاص من قمع تلك السلطات.
التقييد التشريعي أداة للقمع
واتهم "مؤشر الديمقراطية" الإدارة الحالية للبلاد باستخدام التشريعات المقيدة للحريات مثل قانون التظاهر، بالإضافة للائحة العمل الطلابي الجديدة التي أحدثت شرخا واضحا بين إدارة الدولة وبين الطلاب، وإنتاج الدولة لسياسات التقييد التشريعي للنشاط الطلابي والتي بدأت منذ قانون 22 لسنة 1929 والمسمى بقانون "حفظ النظام" والذي أصدرته وزارة محمد محمود، لقمع الحراك الطلابي بعد تعطيل الحياة النيابية عام 1928 ، وكذلك التمهيد للانقلاب الدستوري الحاصل في الفترة من 1930-1933 ، ومرورا بلائحة السادات في 79، وتعديلاتها في عصر مبارك 1984.
وقالت أن قانون محمد محمود لم ينتج عنه سوى انتفاضة طلابية 1935، ولوائح السادات ومبارك لم تعمل سوى على تدمير النشاط الطلابي داخل الجامعة و السماح لجماعة الإخوان وتيارات الإسلام السياسي السيطرة على العمل الطلابي، وينطبق الأمر حاليا على قوانين التظاهر واللوائح الطلابية الحالية والتي لم تنتج سوى المزيد من الدماء والاعتقالات والفوضى.
وشددت علي أن "أية محاولة تقييد تشريعي للحراك الطلابي سوف تواجه إما بتحدي تلك التشريعات وخرقها عمدا، أو زيادة الاحتقان الذي سينتج انتفاضات طلابية وسعة، وفي كل الأحوال سيولد المزيد من المواجهات العنيفة بين إدارة الدولة وبين الطلاب .
إقصاء الطلاب مفتاح الانتفاضات
وقال مؤشر الديمقراطية أن وقف العمل السياسي بالجامعات والتهديد بمحاكمة من يسيء لرئيس الدولة وحل الأسر الجامعية ، وغيرها من القرارات التي حاولت بكافة الأشكال إقصاء الطلاب الجامعين المعارضين للإدارة الحالية من العمل السياسي بالجامعة وتقييد حرية التظاهر والتنظيمات الشبابية خارج الجامعة بشكل يمثل خنقا واضحا لكافة متنفسات العمل السياسي للطلاب، لا يضع أمام الطلاب سوى خيارات خرق تلك القرارات علنا والوقوع في مواجهات مع السلطة أو الاتجاه للعمل السري.
وقد كشفت التجارب التاريخية القديمة والحديثة صحة تلك النظرية ، حيث كانت كل محاولة لحصار العمل الطلابي السياسي تنتهي بانتفاضات طلابية ومواجهات فارقة، منها انتفاضات الطلبة 1935، 1946 (حادثتي كوبري عباس ) و 1968 والتي رضخت لها دولة ناصر، وحركة الطلاب 1972 ودورهم في انتفاضة الخبز 1977 ضد دولة السادات وكل الحركات الرافضة لمبارك انتهاءا بقيادتهم لثورة أطاحت بمبارك. "لذا فإن الحصار السياسي للطلاب لن ينتج عنه سوى المزيد من المواجهات والاحتقان بين الإدارة المصرية والطلاب ، ولن ينتج عنه سوى خسارات سياسية للإدارة المصرية، والمزيد من المكاسب لمعارضيها وأعداؤها وخصومها السياسيين والدوليين" .
التشويه الإعلامي للطلاب أداة فاشلة
أشار تقرير "مؤشر الديمقراطية" لما ذكره مقدمي البرامج على واحدة من أكثر الفضائيات انتشارا، من تحريض علي الطلاب، تعليقا منه على بيان لطلاب الجامعات، بقوله: "لن نعبر ولن تعبر الدولة المصرية سوى على أجسادكم"، والذي ليس سوي جزء من سياسات متعمدة لتشويه الحراك الطلابي السياسي على مر العصور.
وقال أن هذا التشويه "وصل لذروته في العام الدراسي 2014 ، ليتهم الطلبة بالعمالة والإرهاب والبلطجة ، ويتم وصم كل من يعارض الإدارة الحالية وتصنيفه على أنه منتمي لجماعة إرهابية ، ناهيك عن سياسات واضحة تقصي المتحدثين باسم الطلاب ومصالحهم وتبرز دعاية سلبية لكل احتجاجاتهم وتحركاتهم، في حالة تناسي واضحة أن الطلاب الجامعيين يمثلون المكون الأساسي لنجاح أي كيان إعلامي، وأن لديهم من الوسائل الإعلامية الحديثة ما يمكنهم من قيادة حملات إعلامية كاملة ضد كل من يروج ضدهم، و أن تلك السياسة هي امتداد لسياسات قمع الحراك الطلابي وأساسا لشحن الطلاب وإحداث المزيد من العنف ."
البتر الاجتماعي يشعل نار العنف
ونوه "مؤشر الديمقراطية" إلي أن البتر الاجتماعي للطلاب "مجرد خطوة لإشعال نار العنف "، مشيرا لتفاخر رئيس جامعة الأزهر في غرة العام الدراسي 2014 "بتجنيد جواسيس من بلدياته لمراقبة الطلاب" ظنا منه أن هذا دوره الوطني والقومي، وتصريحات رجال الدولة والتعليم حول تصنيف الطلاب لمتعاونين يتم تجنيدهم لمراقبة الطلاب المشاغبين أو الإرهابيين، مما عكس سياسة واضحة للتصنيف والتفرقة بين الطلاب أنفسهم.
وقال أنه خلال العام الدراسي 2013 حدث ما يقارب من 100 حالة اشتباك بين الأهالي والطلاب، وصنفت الإدارة المصرية الأهالي المشتبكين مع الطلبة على أنهم "المواطنين الشرفاء"، بينما جرى تصنيف الطلاب على أنهم "مجرمون"، بالإضافة لبعض الشحن الإعلامي ضد الحراك الطلابي وتوفير غطاء شرعي من إدارة الدولة للمواطنين الشرفاء لملاحقة الطلاب المجرمين على حد وصف الدولة.
وقالت أن هذا يعكس "انتهاج الدولة لسياسة بتر اجتماعي للطلاب وشحذ لباقي قطاعات المجتمع ضدهم ومحاولة إلقاء كافة مشكلات الأمة على عاتق الحراك الطلابي خارج الجامعة أو داخلها، وتلك السياسية لا تمثل إلا أداة لتوسعة فجوة الخصام المجتمعي في مصر، و عائقا أساسيا أمام أفكار المصالحة الوطنية و شحذ الجهود ناحية البناء لا القمع الهدم والفرقة".
حقائق عن الحراك الطلابي
وشدد مؤشر الديمقراطية علي أنه "يجب على الدولة مراعاة عدد من الحقائق عند التعامل مع الحراك والحريات الطلابي" منها :
1- أن نشأة الحراك الطلابي كانت من أجل العمل الوطني وما لبث أن أصبح عملا وطنيا طلابيا ينتهج مسارات سياسية وتثقيفية، لذا فإن فكرة فصل العمل السياسي عن النشاط الطلابي هي كفصل روح عن جسد، وهي فكرة مستحيلة التطبيق عمليا في الواقع المصري .
2- أن التظاهرات و الإضرابات والمسيرات وغيرها من وسائل الاحتجاج والتظاهر هي الأساس الذي قام عليه نشاط الحركة الطلابية ولن تجدي محاولات قمع التظاهر خاصة لدى الطلاب، وعلى إدارة الدولة تنظيم هذا الحق و ليس منعه أو قمعه بأي وسيلة .
3- أن ظهور وسيطرة الإسلام السياسي وجماعات الفكر المتطرف على العمل الطلابي لم تأت سوى في فترات الوهن الحزبي و السياسي في مصر، أو بمساعدة من الإدارة المصرية لإضعاف والقضاء على الجماعات الطلابية المعارضة للإدارة.
4- أن أكثر فترات ازدهار الحركة الطلابية وإنتاجها كانت فترات العمل السياسي المنظم والمشترك بين الطلاب المنتمين للأحزاب المدنية، وأن الطلاب كانوا المحرك الأول للحياة الحزبية ونشر المفاهيم والأيديولوجيات الديمقراطية داخل وخارج المجتمع الجامعي .
5- أن الحراك الطلابي رغم ضخامته وقوته إلا أنه قوة زئبقية لا يمكن لسلطة أو إدارة التحكم بها أو قمعها أو إحكام السيطرة عليها، ولكنها قوة تمثل إضافة حقيقية لأي إدارة تنصت لها وتشاركها في عمليات الإصلاح والبناء، وأن هناك علاقة طرديه واضحة بين منح الحراك الطلابي المزيد من الحريات وبين استقرار الأنظمة والحكومات، مثلما أن أي تقييد للحريات الطلابية هو أحد العوامل الأساسية لزعزعة استقرار أي نظام إداري أو حكومة.
نصائح لحل الأزمة
وقدم مؤشر الديمقراطية نصائح لحل الأزمة بين الطلاب والدولة تتمثل في "البدء في عملية تفاوض جادة وحقيقية تجمع ممثلين عن إدارة الدولة – الاتحادات الطلابية – قطاع التدريس بالجامعات – المنظمات المدنية العاملة في مجال حقوق الطلبة والحقوق والحريات المدنية والسياسية – الإعلام ، بهدف الوقف الفوري للمواجهات الحالية بين الدولة والطلاب ، والجلوس على مائدة تفاوض من أجل حماية وإقرار الحريات الطلابية مع حماية الجامعات من العنف والفوضى وأعمال الشغب ، وحماية حقوق كافة الطلاب في تلقي المعلومة في جو ملائم". ودعا لأن تبدأ المفاوضات أجندتها بالنظر في الخطوات التالية:
· إيقاف المواجهات الأمنية مع الطلاب وإعادة النظر فيما يخص التعاقدات الخاصة بشركات الأمن ودور قوات الأمن في تنظيم عملية حماية الأمن داخل وخارج أسوار الجامعة دون تحويها لمعسكرات مخابراتية أو أمنية .
· العفو عن كافة الطلاب المعتقلين تحت قضايا تخص مشاركتهم في أنشطة واحتجاجات طلابية وإعطائهم فرصة أخرى للتعليم عوضا عن الزج بهم بين المسجونين الجنائيين .
· إعادة النظر في اللائحة الطلابية .
· تنظيم العمل الطلابي وتشجيعه بما يصب في صالح تنمية العملية التعليمية والعمل الوطني الهادف لبناء الدولة والمواطن المصري.

عمرو حمزاوي: غدا هامش جديد للديمقراطية فى مصر


لا مبادئ فى كلمات الأسطر التالية، ولا أثر لقناعتى الشخصية بأفضلية الديمقراطية وصون حقوق الإنسان والحريات على بناء الاستبداد وتجديد السلطوية. كلمات الأسطر التالية لا تحمل إلا مجموعة من الملاحظات المستمدة من الدراسات الفلسفية والعلوم الاجتماعية والسياسية بشأن موارد واقتصاد القمع وتداعياته.
لممارسات القمع ولانتهاكات حقوق الإنسان وللإجراءات المقيدة للحريات موارد مؤسسية ومادية ومعنوية تستخدمها، ونتائج تبتغى تحقيقها هى إخضاع المواطن وتهجيره من المجال العام والسيطرة على المجتمع وضمان استمرار منظومة الحكم/ السلطة والحفاظ لحلفائه على مواقع الثروة والنفوذ والامتيازات.
هكذا يفسر، مثلا، الفيلسوف الفرنسى ميشيل فوكو تحولات الحكم/ السلطة فى المجتمعات الأوروبية الغربية فى القرنين السابع عشر والثامن عشر وبها استبدلت ممارسات التعذيب العلنى لإخضاع المواطن وفرض طاعة الحاكم بقوانين وممارسات عقابية طبقتها مؤسسات وأجهزة الدولة كما شارك بها مؤسسات عامة ومصالح خاصة كان لها مواقع مجتمعية مختلفة – من المؤسسات الدينية إلى المصالح الاقتصادية والتجارية والمالية.
هكذا يفسر، أيضا، الكثير من الفلاسفة والمؤرخين وباحثى العلوم الاجتماعية والسياسية الألمان اعتماد النازى على تكنولوجيات متطورة (بمعايير ثلاثينيات وأربعينيات القرن العشرين) لتنفيذ جرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية والقتل وممارسات القمع بصرامة إدارية وبكفاءة «اقتصادية» عالية جوهرها معادلة «استخدام موارد أقل وتحقيق نتائج أفضل» غير الأخلاقية – ولم تكن محارق الغاز لليهود الألمان والأوروبيين إلا وليدة هذه الحسابات والمعادلات.
هكذا يفصل، ثالثا، بعض باحثى العلوم الاجتماعية والسياسية والعلاقات الدولية فى عوامل سقوط الاتحاد السوفييتى السابق وتحولات الكتلة الشرقية حين اختلت العلاقات بين أضلاع مثلث القمع والانتهاكات واستخدمت تصاعديا الموارد المؤسسية والمادية والمعنوية لإخضاع المواطن والسيطرة على المجتمع والحفاظ على منظومات الحكم/ السلطة وأهملت قضايا التنمية المستدامة والتقدم الشامل على نحو رفضت معه قطاعات شعبية واسعة مواصلة الاستكانة «للقبضة الحديدية» وتحركت للمطالبة بحرياتها الشخصية والمدنية بعد أن انحسرت حقوقها الاقتصادية والاجتماعية.
هكذا تفهم، رابعا، مراحل التحول الديمقراطى المتتابعة فى جنوب أوروبا وفى شرق آسيا وفى أمريكا اللاتينية وفى القارة الإفريقية وفى البلدان العربية التى تصاعد بها خلال السنوات الماضية الطلب على الحقوق والحريات فى ارتباطها الوثيق بتورط الحكام فى استنزاف الموارد المختلفة وفى تشويه البنى والتفاعلات الاقتصادية ذات الملكية العامة والخاصة بغية إخضاع المواطن والسيطرة على المجتمع وما ترتب على ذلك من ممارسات قمعية وانتهاكات متزايدة استحال تنفيذها على مدى زمنى متوسط أو طويل ومن أزمات مجتمعية شاملة دفعت الناس إلى البحث عن التغيير وطلبه فى سياقات ديمقراطية.
وهكذا، يعيد الحكم فى مصر الكرة بالتوسع فى استنزاف موارد مؤسسات وأجهزة الدولة وفى استهلاك طاقات وإمكانيات «حلفائها» بين النخب الاقتصادية والمالية والإعلامية لتمرير ممارسات قمعية وانتهاكات للحقوق وللحريات لكى تخضع المواطن وتسيطر على المجتمع وتفرض السلطة الانضباطية - ولنا فى الجامعة اليوم نموذج مؤلم. إلا أن الحكم يتجاهل حقيقة أن الاختلالات بين أضلاع مثلث القمع والانتهاكات حاضرة بالفعل ومرشحة للتصاعد، وأن التداعيات معروفة ومتوقعة.
غدا هامش جديد للديمقراطية فى مصر.

وائل قنديل يكتب: مصر الطلبة.. ومصر الطبلة

بكل فخر يتحدث رئيس جامعة القاهرة عن نجاعة "المنظومة الأمنية" التي تحكم الجامعة في بداية العام الدراسي، من دون أن ينبس ببنت شفة عن "المنظومة التعليمية".
الرجل أستاذ للقانون، ولطالما مارس طنيناً زاعقاً عن استقلالية الجامعة في أزمنة غابرة، وتمسّح في منصات الخطابة عن أهمية جلاء الأمن عن الجامعات، لكنه الآن صار يتحدث، ليس باعتباره عميدا سابقا لكلية الحقوق، وإنما كعميد أركان حرب في المؤسسة الأمنية، فلا يجد غضاضة في أن يباهي بشدة الإجراءات الأمنية التي أجبرت الطلاب على دخول الجامعة قفزاً من فوق أسوارها. 
رجل القانون يتحدث باعتزاز عن إنجازه التاريخي بضبط "الطبلة" التي كان الطلاب يتظاهرون على إيقاعاتها ضد احتلال شركة استخبارات خاصة للحرم الجامعي، فيقول في مداخلة تلفزيونية "لم نتمكن من القبض على هؤلاء الطلاب وتسليمهم للشرطة؛ بسبب المساحة الشاسعة للجامعة، لكننا تمكنا من مصادرة "الطبلة" التي كانت بحوزتهم". 
تصريح رئيس الجامعة يعبر بإيجاز دقيق للغاية عن حالة مصر الآن، المقسومة إلى مصرين: "مصر الطلبة" أو "الورد اللي فتح في جناين مصر" بتعبير شاعر الغضب الراحل أحمد فؤاد نجم.. و"مصر الطبلة" التي يمثلها رئيس جامعة القاهرة وزملاؤه في كتيبة رؤساء الجامعات المعينين بقرارات من المؤسسة الأمنية، والذين يبدعون في فنون الطبل والزمر لجنرالات الانقلاب، من الجيش والشرطة، حتى إن بعضهم لا يخجل وهو ينحني وينثني في وضعية الركوع لتقبيل يد مدير الأمن العام، أو يتباهى بأنه موظف أمن قبل أن يكون مسؤولا عن التعليم الجامعي، ويعلن بلا استحياء عن نجاحه في تجنيد عدد من الطلاب لأعمال التجسس والرقابة على زملائهم. 
غير بعيد عن هؤلاء، أساتذة جامعة ومثقفون وأدباء من نوعية الروائي يوسف زيدان يطلقون الصيحة تلو الصيحة، مطالبين الحكومة بإغلاق الجامعات لمدة عامين على الأقل. هكذا في كلمة واحدة يريدون إلغاء التعليم في مصر لمدة سنتين دراسيتين، كي لا يقضّ هتاف الطلاب الغاضبين مضاجع طبالي وزماري الانقلاب. 
ليذهب التعليم إلى الجحيم إذن، لينعم السادة حاشية السلطان برغد العيش في "مصر الطبلة" المغلقة المجففة، منزوعة الحراك، ممنوعة من الكلام والتعبير والمعارضة، وليهنأوا بمصر الصامتة صمت القبور، بعد امتلائها بجثث المعارضين ومن يفكرون في المعارضة وإزعاج جماعة الانقلاب، أو تهجير المحتجين على المشيئة الأمنية من الطلاب وأهاليهم، قسريا إلى "أي داهية" كما نعق عدد من مقدمي برامج الفضائيات الليلية.. وإذا لم يكن هذا هو المعنى الكامل للتمييز في المواطنة والتطهير العرقي، فماذا يكون الفصل العنصري؟ 
إن عقلية الغلق التي تحكم مصر الآن تضرب المثل في الغباء السياسي والفكري، ولا تريد أن تتعلم أبدا، فقد أغلقوا الميادين بذريعة القضاء على المظاهرات، فاشتعلت القرى النائية والشوارع الجانبية بمسيرات لم تتوقف على مدى 17 شهرا، كما جربوا إغلاق ملاعب الكرة في وجه الجماهير، وألغوا موسما رياضيا كاملا، فأضافوا زخما إضافيا من الغضب. وها هو النظام القمعي يواصل إبداعاته في الاستغباء من خلال التلويح بإغلاق الجامعات، ليقدم دليلا إضافيا على فشل مصر الرسمية المغلقة على عجزها وتخبطها. 
إن كل يوم في عمر الغضب النبيل ضد جريمة الانقلاب على ثورة يناير، يكشف مدى هشاشة المنظومة الانقلابية، التي تثبت يوميا أنها "طبل أجوف" تماما كأسطورة "فالكون" التي قدموها مثل بطل خارق منفوخ العضلات الأمنية، ثم تهاوت مع أول اختبار.

عبد الباري عطوان: مهرجانات الفرح باعتراف البرلمان البريطاني بدولة فلسطينية ضحك على ذقون الفلسطينيين

الخوف من دولة البغدادي الاسلامية هو سبب اعادة اعمار قطاع غزة والعودة للمفاوضات.. ومهرجانات الفرح باعتراف البرلمان البريطاني بدولة فلسطينية ضحك على ذقون الفلسطينيين.. وهذه هي اسبابنا!
 
عبد الباري عطوان
من يتابع الضجة الاعلامية الكبرى التي تسود المنطقة العربية هذه الايام والمتمحورة حول اعتراف السويد بالدولة الفلسطينية، وتصويت البرلمان البريطاني المتوقع غدا (الاثنين) للامر نفسه يعتقد ان هذه الدولة قائمة فعلا، ولا ينقصها غير هذه الاعترافات فقط.
المسألة وبكل بساطة لا تتعدى كونها “حقنة” تخديرية اخرى للشعب الفلسطيني والعالم الاسلامي بأسره، تذكرنا بتجارب ووعود مماثلة كثيرة جدا صفقنا لها بحرارة، وبنينا عليها آمالا عريضة، وانتهينا بخيبة امل وخديعة الواحدة تلو الاخرى في اطار مسلسل طويل من الاهانات والاكاذيب، ويبدو اننا سنظل نلدغ من نفس الثعبان ومن نفس الجحر طوال الوقت، وممنوع علينا ان نصرخ الما والا فنحن ارهابيون.
عندما اراد جورج بوش الاب “تخدير” العرب قال انه سيحل القضية الفلسطينية بعد اخراج القوات العراقية من الكويت، وخرجت القوات فعلا، وجرى تدمير معظمها ذبحا بصواريخ الطائرات الامريكية وهي منسحبة ذليلة من الكويت في شباط (فبراير) عام 1991، على طريق المطلاع المؤدي الى البصرة، وفشل مؤتمر مدريد للسلام الذي عقده الرئيس بوش في زفة دولية وعربية، والشي الوحيد الذي اسفر عنه هو صدق نبوءة اسحق شامير رئيس الوزراء الاسرائيلي الذي رأس وفد بلاده بأنه سيظل يتفاوض لاكثر من عشرين عاما دون ان يتنازل عن مليمترا واحدا من الاراضي المحتلة، ودون ان يتوقف لحظة عن مواصلة الاستيطان.
حاول خلفه بيل كلينتون الشيء نفسه، وعقد مؤتمر آخر للسلام في كامب ديفيد عام الفين ليتبين لنا ان الهدف منه “تسويق” دولة فلسطينية “مسخ” بدون سيادة وبدون القدس عاصمة لها، وعندما جاء جورج بوش الابن، واراد غزو العراق واحتلاله تعهد باقامة دولة فلسطينية مستقلة قبل نهاية ولايته الاولى عام 2005، وبعد الانتهاء من حكم صدام حسين، وانتهت الولاية الاولى والثانية وجرى اعدام صدام حسين ورفاقه، وتدمير العراق وتفتيته طائفيا، وتقسيمه جغرافيا، وتحويله الى دولة فاشلة والدولة الفلسطينية ما زالت في رحم الغيب، بل لم تبق اراض لكي تقام عليها.
***
الآن حلت “الدولة الاسلامية” وخطرها على الغرب وحلفائه في المنطقة مكان صدام حسين، وخطره، ولان هذه الدولة باتت تستقطب الشباب العربي المحبط، وتحقق الانتصار تلو الانتصار وتستولي على المزيد من الاراضي (آخرها عين العرب) في سورية والعراق رغم الضربات الجوية المكثفة، عادت امريكا وحلفاؤها الغربيون الى اسطوانة الدولة الفلسطينية المستقلة، المشروخة مرة اخرى، وللأسف تجد من يصدقها من ابناء جلدتنا، والرئيس الفلسطيني محمود عباس والمجموعة المحيطة به على وجه الخصوص، ويعتبرون مجرد هذا الاعتراف “الرمزي” الذي لا يفرض اي التزام على الارض انتصارا كبيرا يستحق التصفيق والرقض في ميدان المنارة في رام الله طربا له، تماما مثلما رقص بعض المخدوعين بسياساته عندما عاد من الامم المتحدة قبل عام مزهوا بحصوله على دولة مراقب، ووعدنا بأنه سيستخدم هذا الانجاز لمطاردة مجرمي الحرب الاسرائيليين وهو ما لم يفعله ولن يفعله، “ولو بدها تشتي لغيمت”.
الغرب يعرف جيدا نفسية العرب والمسلمين، مثلما يعرف ان “الاشياء الصغيرة تبث السعادة في العقول الصغيرة”، مثلما يقول المثل الانكليزي الشهير، ولهذا بدأت الاعترافات تتوالى وتتسع، وبدأت معها مهرجانات الفرح في اكثر من عاصمة عربية، وتناسلت معها المقالات والتصريحات حول اهمية هذا الاختراق السياسي العظيم.
الامر وبكل بساطة هو انه مثلما نجحت حركة المقاومة الاسلامية “حماس″ في مليء “الفراغ الجهادي” الذي خلقته حركة “فتح” بتخليها عن المقاومة بوقوعها في مصيدة “السلام المغشوش”، فان هناك مؤشرات على بروز ظاهرة الاسلام المتشدد في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة الذي يهدد بمليء الفراغ الذي سيترتب على “اعتدال” حركة حماس المتوقع، وميلها نحو “الحل التفاوضي” وتسليمها السلطة بالكامل في قطاع غزة لتيار اوسلو بعد ان انهكها وحكمها الحصار الاسرائيلي العربي الخانق، ووجود توقعات امريكية باستمرار الحرب ضد “الدولة الاسلامية” و”ارهابها” لاكثر من ثلاثين عاما.
لنفترض جدلا ان خطة اعمار غزة التي تبحث في مؤتمر القاهرة ليس لها علاقة بالخوف من “الدولة الاسلامية” وتمددها مثلما يجادل البعض، فان السؤال الذي يطرح نفسه حول الثمن الذي تريده امريكا من الفلسطينيين وحركة حماس على وجه التحديد مقابل هذه الاموال التي ستدفعها لاعادة الاعمار والدول الغربية الاخرى، هل هو رأس المقاومة، هل هو نزع سلاحها، ام ماذا تريد؟ لان لا شيء تدفعه امريكا بدون مقابل، ثم لماذا لم تمثل الفصائل الفلسطينية المقاومة في هذا المؤتمر مثل “حماس و”الجهاد”، والجبهة الشعبية والديمقراطية وغيرها، وهي الفصائل التي صمدت وانتصرت على العدوان الاسرائيلي الاخير.
المعلومات الواردة من قطاع غزة والضفة تفيد ان تنظيمي “الدولة الاسلامية” و”جبهة النصرة” يحظيان بتأييد كبير في اوساط الشباب الاسلامي الفلسطيني المحبط من “فتح” و”حماس″ معا، وان خلايا تابعة للتنظيمين بدأت تتبلور وتنمو خاصة في “الخليل” ومحيطها في الضفة الغربية ومدينة رفح في القطاع، وهذا ما يفسر حالة الهلع الغربية الحالية التي تتمثل في الضغط على حكومة نتنياهو لتخفيف الحصار والسماح لعدد اكبر من العمال من الضفة وقطاع غزة من العمل داخل ما يسمى بالخط الاخضر، وتنظيم مؤتمر دولي يشارك فيه وزراء خارجية 30 دولة لاعادة اعمار قطاع غزة بدأ اعماله اليوم في القاهرة برئاسة جون كيري وزير خارجية امريكا ورعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
الدول الغربية وعلى رأسها امريكا ادركت ان الحصار على القطاع بدأ يعطي نتائج عكسية تماما، ولهذا جرى التحرك بسرعة لامتصاص حالة الغضب المتفاقمة الناجمة عنه، وعن العدوان الاسرائيلي الاخير الذي ادى الى استشهاد اكثر من الفي انسان ربعهم من الاطفال، وتشريد اكثر من مئتي الف آخرين من جراء تدمير منازلهم، من خلال ضخ بضعة مليارات من الدولارات كرشوة لاعادة احياء عملية السلام واعادة السلطة الى مائدة المفاوضات بشروط اسرائيلية بعد ان ملّ المفاوضون الفلسطينيون من “البطالة” وباتوا يحنون للقاء نظرائهم الاسرائيليين.
الرعب من الاسلام السياسي المتشدد هو الذي يقف وراء كل هذه التحركات الدبلوماسية الغربية، وليس براعة الرئيس محمود عباس، او الجهود العربية الرسمية، فالعرب نسوا فلسطين، وصمتوا على تقسيم الاقصى، مثلما صمتوا على تقسيم الحرم الابراهيمي، وتغول الاستيطان، بل وتواطأوا علنا مع العدوان الاسرائيلي الاخير على قطاع غزة، ومن يقول غير ذلك يخدع نفسه ويعيش في عالم آخر غير عالمنا.
المنطقة العربية تقف الآن على فوهة بركان، واسرائيل باتت محاصرة بالفوضى والتطرف والدول الفاشلة او شبه الفاشلة، واحتمالات تسخين او حتى اشتعال جبهة جنوب لبنان، وجنوب غرب سورية واردة بل ربما حتمية، والغرب لا يهمه غير اسرائيل وامنها الذي يحظى بالاولوية بالنسبة اليه.
للذين يهللون للاعتراف البريطاني بالدولة الفلسطينية الوهمية نقول ان هذا الاعتراف بلا اي قيمة حقيقية، وان ديفيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا الذي ادار وجهه عن ذبح الاطفال الفلسطينيين في قطاع غزة، واعتبر هذا الذبح حق اسرائيلي شرعي في الدفاع عن النفس، لا يمكن ان يؤيد قيام الدولة الفلسطينية عمليا، فالغرب لا يتحرك الا عندما تتهدد مصالحه، مثلما يحدث في العراق وسورية حاليا، وهو ليس جمعية خيرية، ولا يعير اي اهتمام للضعفاء الاذلاء.
عندما يحرك هؤلاء طائراتهم للتصدي للعدوان الاسرائيلي، مثلما فعلوا لحماية الاكراد في اربيل وعين العرب، وبادروا بقصف الدبابات الاسرائيلية التي تزحف نحو قطاع غزة، وتقتل الابرياء العزل، وتمنع الطيران الاسرائيلي من سحق الاطفال على شاطيء مدينة غزة، في هذه الحالة فقط، نقول ان هناك تغييرا حقيقيا بات يتبلور في السياسات الغربية نحو القضية الفلسطينية واهلها، اما غير ذلك فضحك على الذقون.
***
نذّكر الذين يهللون لاعتراف البرلمان البريطاني بدولة فلسطينية بأن بريطانية هي المسؤول الاول عن كارثة فلسطين، وان وعد بلفور الذي صدر قبل مئة عام، واكرر قبل مئة عام، اعطى الفلسطينيين الحق في اقامة وطنهم ودولتهم على قدم المساواة مع اليهود، وان قرارات التقسيم الصادرة عن الامم المتحدة كرست هذا الحق ايضا رغم اجحافه، فماذا حدث بعد ذلك؟ الاستمرار في دعم العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني وبطرق اكثر شراسة، والهاء الفلسطينيين والعرب بخطوات صغيرة مثل دولة عضو مراقب، او حل الدولتين، مقابل القاء السلاح والتجاوب مع كل الشروط الاسرائيلية.
شكرا للسويد وللبرلمان البريطاني، نحن مللنا من “الحقن التخديرية” والحركات البهلوانية ولا نريد اعترافكم هذا الذي لا يقدم ولا يؤخر، وانما يكشف ان هناك من يعتقد اننا ما زلنا اغبياء وسذج، يمكن خداعنا والضحك علينا بسهولة، فاذا كان البعض منا اغبياء ويتمتعون بذلك، ويفتقدون الى الحد الادنى من الكرامة والوطنية ويرضون بالصغائر فان الغالبية الساحقة من الامة وشبابها ليسوا كذلك، والايام بيننا.

تركيا ترفض استخدام أمريكا لقواعدها ضد “الدولة الاسلامية” واردوغان يهاجم امثال “لورانس العرب” الجدد في الشرق الاوسط

انقرة ـ اسطنبول ـ (أ ف ب) – قال مصدر حكومي تركي لوكالة فرانس برس الاثنين ان تركيا لم تبرم “اتفاقا جديدا” مع الولايات المتحدة يجيز فتح قواعدها امام طائرات التحالف الدولي التي تشن غارات على اهداف تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا والعراق.
وقال المصدر طالبا عدم كشف هويته “لا يوجد اتفاق جديد مع الولايات المتحدة بخصوص انجرليك”، في اشارة الى القاعدة الجوية الواقعة جنوب تركيا.
والاحد اعلن مسؤول اميركي في وزارة الدفاع طالبا عدم كشف هويته ان حكومة انقرة سمحت للجيش الاميركي باستعمال منشآتها لشن غارات على تنظيم الدولة الاسلامية.
وشدد المصدر الحكومي التركي ان “موقفنا واضح، ليس هناك اتفاق جديد”، مذكرا بان الاتفاق الساري حاليا بين تركيا والولايات المتحدة لا يسمح للجيش الاميركي بالوصول الى قاعدة انجرليك، قرب اضنة (جنوب) الا ليقوم بمهمات لوجستية او انسانية.
واضاف ان “المفاوضات مستمرة على اساس الشروط التي وضعتها تركيا سابقا”.
وترفض تركيا في الوقت الراهن الانضمام الى التحالف العسكري الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لان الغارات الجوية ضد مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية قد تعزز معسكر الرئيس السوري بشار الاسد العدو اللدود للحكومة التركية الاسلامية المحافظة.
واشترطت السلطات التركية قبل المشاركة اقامة منطقة عازلة ومنطقة حظر جوي في شمال سوريا وتدريب وتسليح مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة واعادة التأكيد على ان الهدف هو قلب نظام دمشق.
ومن جهة اخرى شن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان هجوما غاضبا الجمعة على امثال “لورانس العرب” الجدد الذين قال انهم مصممون على احداث الاضطرابات في الشرق الاوسط.
ولورانس العرب هو الضابط البريطاني تي.اي لورانس الذي ساعد القادة العرب في ثورتهم ضد قوات الامبراطورية العثمانية في الصحراء في الحرب العالمية الاولى.
ولا يزال لورانس يعتبر بطلا في بريطانيا والعديد من الدول العربية خصوصا بعد النجاح الذي لقيه الفيلم الذي يروي قصتة في الستينات.
الا ان اردوغان اوضح انه يرى الضابط البريطاني الذي اشتهر بارتدائه الملابس العربية، على انه رمز للتدخل الخارجي غير المرغوب فيه في المنطقة التي يجب ان يكون لتركيا نفوذ فيها.
وقال اردوغان في كلمة متلفزة في جامعة في اسطنبول ان “لورانس كان جاسوسا بريطانيا متنكرا في زي عربي”.
واضاف “يوجد الان العديد من امثال لورانس الجدد المتطوعين المتنكرين في زي الصحافيين ورجال الدين والكتاب والارهابيين”.
واكد “ان واجبنا يقتضي ان نشرح للعالم انه يوجد امثال لورانس في الوقت الحاضر خدعتهم منظمة ارهابية”، دون ان يحدد تلك المنظمة.
ولم يتضح ما اذا كان هجوم اردوغان موجه لجهة معينة، الا انه موجه الى القوى الخارجية التي يشعر بانها ترغب في اضعاف تركيا وزعزعة الشرق الاوسط.
كما هاجم في كلمته حزب العمال الكردستاني المسلح وكذلك حليفه السابق وعدوه الحالي رجل الدين التركي المنفي فتح الله غولن.
وقال “انهم يصنعون اتفاقات سايكس بيكو وهم يختبئون وراء حرية الصحافة وحرب الاستقلال او الجهاد” في اشارة الى الاتفاقية بين بريطانيا وفرنسا لتقسيم الدولة العثمانية الى مناطق نفوذ.
وكان لورانس يعمل وسيطا بين القوات البريطانية والزعماء العرب خلال الثورة العربية ضد الحكم العثماني. وقتل في حادث دراجة نارية في 1935.
وتاتي تصريحات اردوغان فيما تسعى تركيا للحفاظ على الاستقرار الاقليمي وسط تقدم تنظيم الدولة الاسلامية في القتال ضد الاكراد في مدينة كوباي السورية على الحدود مع تركيا.
وقال اردوغان “كل نزاع في هذه المنطقة تم التخطيط له قبل قرن” عندما كان يتم اعادة ترسيم الحدود في الشرق الاوسط بعد الحرب العالمية الاولى.
واكد “ان دورنا هو وقف ذلك”.

واشنطن بوست: أمريكا لن تنطق بكلمة عن "سحق الديمقراطية" في مصر

اعدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية تقريرا حول الانتهاكات وحالات القمع التي تحدث في مصر بعنوان "الولايات المتحدة لن تنطق مجددا بكلمة عن قمع مصر" وذلك بعد مؤتمر اعمار غزة والذي ظهر فيه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري متملقا للنظام المصري.
وأشارت الصحيفة إلى أن الآن أصبح مألوفا مشهد وزير الخارجية جون كيري وهو يتملق النظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ويتغاضى عن انتهاكاته الشديدة لحقوق الإنسان.
وقالت إنه في يوم الأحد الماضي، كان كيري في هذا المشهد في القاهرة مجددا، قائلا في مؤتمر صحفي إنه يكرر التأكيد على دعم بلاده القوي لمصر في الوقت الذي تجري فيه إصلاحات هامة، وإنه ناقش مع نظيره المصري سامح شكري "الدور المحوري لوجود مجتمع مدني نشط وصحافة حرة وإجراءات تجري وفق القانون."
إلا أن كيري، بحسب الصحيفة، لم ينطق بكلمة واحدة بشأن حملة النظام المصري الحالية لسحق كل ما تبقى من هذه المؤسسات (المجتمع المدني والصحافة والقانون)، حيث يشير العديد من مراقبي حقوق الإنسان إلى أن هذه الحملة من القمع هي الأسوأ في مصر على منذ أكثر من نصف قرن.
وتابعت القول إنه ربما يكون كيري قد بخل ولو بقول كلمة بشأن المعتقلين أحمد دومة ومحمد سلطان الذين نقلا إلى المستشفى على خلفية تدهور حالتهما الصحية قبل وصول كيري للقاهرة، وسناء سيف التي تم تأجيل محاكتها، شأنها في ذلك شأن سلطان الذي لم تتم محاكمته أصلا، قبل وصول كيري للقاهرة بيوم واحد.
ولفتت الصحيفة إلى أن سناء سيف مضربة عن الطعام شأنها في ذلك شأن عدد كبير من السجناء السياسيين، وغالبيتهم من الليبراليين والعلمانيين الذين ساعدوا في قيادة ثورة 2011 وناضلوا من أجل تأسيس ديمقراطية.
وقالت إن كل هؤلاء لم يسجنهم إلا النظام الذي يصفه كيري بأنه "لا يزال شريكا هاما للولايات المتحدة."
واعتبرت أن نظام السيسي بتأجيل محاكمتي سناء سيف ومحمد سلطان ربما يكون قد تجنب على الأقل إذلال كيري الذي سبق طالب خلال زيارة للقاهرة في يونيو الماضي بإطلاق سراح ثلاثة من صحفيي قناة الجزيرة معتقلين في مصر، وتم في اليوم التالي إصدار أحكام بالسجن ضدهم ولفترات طويلة على خلفية اتهامات تافهة.
وأشارت إلى أن كيري أصدر بيانا للاحتجاج على هذه الأحكام، إلا أن الثلاثة، الذين من بينهم مواطن أمريكي وآخر مصري-كندي، لا يزالون داخل السجن.
وقالت إنه بدلا من الإشارة إلى السجناء السياسيين، اتفق كيري مع السيسي على أن القضية المحورية لمستقبل مصر هي "الاقتصاد"، مضيفة أن هذه النتيجة الهينة تتغافل عن حقيقة أن الإصلاحات المادية (بما في ذلك خفض الدعم وجذب الاستثمارات الأجنبية) لن تثمر في ظل وجود نظام يسجن الآلاف سياسيا وينكر الحقوق الأساسية.
واختتمت بالقول إن في ظل عدم مواجهته للاستبداد الجديد في مصر، يساعد كيري على ضمان أن تظل مصر فقيرة غير مستقرة، وإيجاد أرض خصبة للتطرف، وهو ما يجعل الولايات المتحدة عدوا في نظر المصريين الباحثين عن تغيير حقيقي.
المصدر - شعب مصر

الحدق يفهم ..موقع اسرائيلي: السيسي أكثر زعيم عربي محبوب في إسرائيل منذ وفاة الملك حسين

قال الصحفي الإسرائيلي "أمير تيبون" في مقال على موقع "walla”، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي وزعماء آخرين بالمنطقة، على استعداد لاتخاذ خطوة جديدة وتاريخية في منظومة علاقتهم بإسرائيل، مع تجاهل القضية الفلسطينية، أو على الأكثر التسليم الصامت، بحقيقة عدم وجود حل لهذه المشكلة.
وأضاف في مقال بعنوان "اكتملت المراهنة.. السيسي أعاد لكيري تورد خديه"، أن توجه الرئيس المصري المباشر لإسرائيل، خلال مؤتمر إعمار غزة أحيا الآمال لدى وزير الخارجية الأمريكي، بإمكانية أن يقود السيسي مع دول عربية معتدلة، "شبكة دعم" لأي خطوة مستقبلية على الساحة الإسرائيلية - الفلسطينية، بإمكانها أن تقدم لإسرائيل مكاسب طويلة المدى.
وأكد أن فرص استئناف العملية السياسية كانت حتى أمس معدومة تقريبًا، لاسيما في ضوء الفشل الذريع لجولة المحادثات السابقة التي أدارها كيري، مشيرًا إلى أن "تجند السيسي، أكثر زعيم عربي محبوب في إسرائيل منذ وفاة الملك حسين" يحسن تلك الفرص.
وقال تيبون في الوقت الذي تنكر البيت الأبيض للرئيس المصري، حافظ وزير الخارجية تحديدًا على قناة اتصال مفتوحة معه، تجند السيسي لصالح العملية السياسة أثار حماسة كيري مجددًا، لكن من غير المؤكد إن كان كافيًا للتقدم للأمام.
خلال حملته الانتخابية للرئاسة المصرية، سئل الجنرال عبد الفتاح السيسي إن كان ينوي زيارة إسرائيل حال انتخابه رئيسًا، أو دعوة رئيس الحكومة الإسرائيلي لزيارة مصر، السيسي لم يستبعد زيارة كهذه، لكنه سارع للتوضيح: ”أولاً يعطي الإسرائيليين القدس كعاصمة للفلسطينيين"، وأضاف: "لدى إسرائيل فرصة حقيقية للسلام مع الفلسطينيين، سلام يفتح باب الأمل في المنطقة بأسرها".
في إسرائيل كان هناك من رفض كلام السيسي، وزعم أنه لا يعدو أن يكون مجرد كلام في الهواء الطلق، التعاون الأمني الوطيد بين إسرائيل ومصر، الذي وصل لذروة غير مسبوقة في فترة حكم الجنرال الثوري، تسبب في انبهار بعض كبار زعمائنا، حيث اعتقدوا أن السيسي وزعماء آخرين بالمنطقة على استعداد لخطوة جديدة وتاريخية في منظومة علاقتهم بإسرائيل، مع تجاهل القضية الفلسطينية، أو على الأكثر التسليم الصامت بحقيقة عدم وجود حل لهذه المشكلة.
كرر السيسي ظهيرة أمس ( الأحد) كلامه الذي قاله خلال الحملة الانتخابية، لكن هذه المرة بشكل أكثر حسمًا، حيث دعا إسرائيل أمام المشاركين في المؤتمر الدولي لإعادة إعمار غزة للعودة للمفاوضات مع الفلسطينيين انطلاقًا من مبادرة السلام العربية، كان هذا التوجه المباشر والأكثر وضوحًا من قبل زعيم عربي لإسرائيل منذ سنوات. وعلى عكس ما اعتدنا سماعه من الجيران، كان إيجابيًا نسبيًا، دون اتهمات وتشهير.
الكثيرون من الحاضرين في المؤتمر الدولي تحمسوا لحديثه، لكن كان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الأكثر حماسة بالتأكيد. فمنذ عدة أسابيع يحاول الوزير النشيط والمهموم إحياء العملية السياسية بالمنطقة، على أمل أن يمكنه الدرس الذي تعلمه من الفشل السابق من الوصول لنتائج مختلفة، ويراقب كيري باهتمام التصريحات المبهمة لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو حول التقارب بين إسرائيل والدول العربية، ويعتقد أنها "تبقى منفذًا للتقدم". توجه السيسي المباشر للإسرائيليين جعل خدود كيري تتورد، ودفعه للانجراف في ساعات المساء حتى التصريح بشأن "تقدم حقيقي" في المسألة السياسية.
سيحسب لكيري أن يقال إنه فهم إمكانية توثيق التعاون مع الرئيس المصري، قبل وقت طويل من شركائه بالمستوى الأعلى في الإدارة الأمريكية. خلال الشهور الأولى من حكم السيسي، وفي وقت دفع البيت الأبيض نحو تجميد العلاقات مع مصر على خلفية الانقلاب العسكري العنيف، لم يتردد كيري في لقاء الجنرال السيسي ووزير خارجيته للتباحث بشأن قضايا إقليمية.
خلال عملية "الجرف الصامد" دفع كيري ثمن إصرار الإدارة على إعطاء زمام الوساطة لتركيا وقطر، حيث تمت إهانته في تفتيش أمني لدى دخوله قصر الرئيس بالقاهرة. ومثلما استطاع التغلب على الإهانة والبصقات التي تعرض لها في إسرائيل، كذلك مع الرئيس المصري،غفر إهانته، ومنح (في وقت متأخر) تغطية كاملة لجهود الوساطة المصرية - التي أدت إلى الوقف الحالي لإطلاق النار في الجنوب.
يدرك كيري أن بإمكان الرئيس المصري قيادة مجموعة من الدول العربية المعتدلة - معظمها دول مشاركة في التحالف الأمريكي ضد تنظيم الدولة الإسلامية ( داعش) - كي توفر "شبكة دعم" لأي خطوة مستقبلية على الساحة الإسرائيلية -الفلسطينية، فمن ناحية يمكنها الضغط على رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن لإبداء مرونة، ومن جانب آخر بإمكانها أن تقدم لإسرائيل مكاسب طويلة المدى، أكبر بكثير مما يمكن أن يقترحه الفلسطينيون وحدهم، وقد تطرق رئيس الحكومة نتنياهو لسيناريو كهذا في خطاب أدلى به منذ نصف عام في اجتماع ايباك، وقتها تحدث للمرة الأولى في حياته عن "ثمار السلام" التي يمكن لإسرائيل قطفها في المنطقة برمتها.
كانت فرص استئناف العملية السياسية حتى أمس معدومة تقريبا، لاسيما في ضوء الفشل الذريع لجولة المحادثات السابقة التي أدارها كيري. تجند السيسي، أكثر زعيم عربي محبوب في إسرائيل منذ وفاة الملك حسين، يحسنها قليلا.
المشكلة الرئيسية هي انعدام الثقة والريبة بين نتنياهو وأبو مازن، التي تزايدت بعد الخطاب العدائي للزعيم الفلسطيني في الأمم المتحدة، ويحظى الزعيمان بمنظومة علاقات ممتازة مع الرئيس المصري، لكنهما غير مستعدين للنظر في أعين بعضهما البعض، وطالما لم تحل هذه المشكلة، فمن الصعب أن يقود الكلام المتفائل لتقدم حقيقي.
المصدر - شعب مصر

نيويورك تايمز: السيسي يقمع ويعتقل الطلاب خشية أن يسقطوا نظامه كما فعلوا بمبارك

واصلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، هجومها على سلطة الانقلاب بقيادة عبد الفتاح السيسي.
وذكرت الصحيفة أن الجامعات المصرية لعبت دوراً هاماً في ثورة 25 يناير 2011 , عندما وحدت الشباب الإسلاميين واليساريين والليبراليين ضد الرئيس المخلوع حسني مبارك.
وأضافت الصحيفة في تقرير نشرته عبر موقعها الإلكتروني في 14 أكتوبر أن النظام الحالي في مصر يخشى أن تتوحد أطياف المعارضة ضده، ولذا ضيق الخناق على الجامعات بكافة السبل, وقام باعتقال عشرات الطلاب مع بداية العام الدراسي الجديد, بهدف سحق المعارضة, ومنع المظاهرات المناهضة له.
وتابعت: «السيسي أصدر مرسوما يمنحه السلطة لتعيين رؤساء الجامعات ورؤساء الأقسام، كما صدر قانون بفصل أي طالب يشتبه في اشتراكه في أي نشاط سياسي دون الحق في النقض على القرار, بالإضافة إلى تعاقد الجامعات مع شركة أمن خاصة، وتزويد مداخلها ببوابات إلكترونية».
واستطردت الصحيفة: «رغم كل هذه الإجراءات القمعية, وتحول الجامعات إلى سجون كبيرة, خرجت مظاهرات في معظم جامعات مصر, ووقعت اشتباكات بين الطلاب وأفراد من شركة الحراسة الخاصة, التي تعاقد معها نظام السيسي».
وكانت «نيويورك تايمز» نشرت أيضاً افتتاحية نارية في 8 أكتوبر هاجمت فيها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظامه الجديد، ودعت واشنطن والبيت الأبيض الى تغيير سياساتهما تجاه القاهرة، فيما كان العنصر الأكثر لفتاً في تلك الافتتاحية أنها تأتي بعد أيام على أول زيارة للسيسي الى نيويورك وأول خطاب يلقيه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وتعتبر «نيويورك تايمز», التي تحمل لقب «السيدة العجوز» واحدة من أهم المؤشرات على المزاج العام لدى النخبة في الولايات المتحدة، كما أن الصحيفة تؤثر في صناعة القرار الأمريكي وخاصة المتعلق بالسياسات 
المصدر شعب مصر

المفكر القومى محمد سيف الدولة يكتب: فى الإعمار سمٌ قاتل فاحذروه

عنوان المؤتمر هو إعمار غزة، ولكن هدفه الرئيسى على الأغلب الأعم هو اختراق غزة، ونزع سلاح المقاومة، وتمكين جماعة اوسلو والتزاماتها وترتيباتها من استرداد السيطرة والسلطة هناك، لتدير القطاع على غرار إدارتها للضفة الغربية، ادارة من الباطن لصالح اسرائيل وأمنها.
وهو الأمر الذى تم التأكيد عليه بوضوح فى كل كلمات الوفود الرئيسية المشاركة فى المؤتمر، حيث أكدوا جميعا على ضرورة تمكين السلطة "الشرعية" من إحكام سيطرتها على غزة كشرط للإعمار.
انه مؤتمر ينعقد على أرضية الأجندة الاسرائيلية ولو لم تحضره اسرائيل بنفسها، مؤتمر يستهدف وضع الخطط والآليات الدولية والإقليمية والعربية، لتنفيذ وتفعيل المطالب الاسرائيلية التى فشلت آلتها الحربية فى تحقيقها.
***
ان الدولتين الراعيتين للمؤتمر وصاحبتى الدعوة الرئيسة له، هما مصر كامب ديفيد المنوطة بمراقبة غزة منذ 2005، والنرويج التى استضافت واحتضنت مفاوضات اوسلو عام 1993، التى عصفت نتائجها بـ 80 % من الحقوق الفلسطينية.
أما أهم الدول الكبرى المشاركة، فهى الولايات المتحدة الامريكية والمملكة المتحدة وفرنسا بالإضافة الى الاتحاد الاوروبى، وكلها باركت العدوان الصهيونى الاخير على غزة، ودافعت عن حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها، وطالبت بنزع سلاح غزة.
وهى ذاتها من أهم الدول المانحة التقليدية للسلطة الفلسطينية المشهورة باسم "المانحين"، التى دأبت على توظيف منحها وأموالها لتصفية القضية الفلسطينية على امتداد أكثر من عشرين عاما.
وغالبية الدول المشاركة الاخرى، ان لم تكن جميعها، من الدول المعترفة باسرائيل، صراحة أو ضمنا، المباركة لاتفاقيات اوسلو، المصرة على ان الممثل الشرعى الوحيد للشعب الفلسطينى هو السلطة، المدينة او الرافضة للمقاومة وسلاحها ومواقفها الوطنية والسياسية.
وغالبية المنظمات المشاركة، هى اما من المنظمات التابعة والمرتبطة بالحلف الاستعمارى الغربى الامريكى الراعى لاسرائيل القائم منذ الحرب العالمية الثانية، مثل صندوق النقد والبنك الدوليين، واما من المنظمات التابعة للأمم المتحدة التى تمثل الأداة الدولية الرئيسة فى تصفية القضية الفلسطينية على امتداد ما يزيد عن نصف قرن، واما هى منظمات منزوعة السيادة والقرار والتأثير مثل جامعة الدول العربية.
***
اما عن الإشارات والرسائل التى سبقت عقد المؤتمر فمتعددة :
يأتى على رأسها بالطبع الاساس الذى سيقوم عليه المؤتمر، وفقا لتصريحات أهم الدول المشاركة، وهو القرار 1860 لمجلس الأمن الصادر عام 2009 والذى تضمنت نصوصه ما يلى :
· (( وإذ يشير إلى عدم إمكانية التوصل إلى حل دائم للتراع الإسرائيلي -الفلسطيني إلا بالوسائل السلمية....))
· ((وإذ يؤكد من جديد حق جميع دول المنطقة في العيش في سلام داخلحدود آمنة معترف ﺑﻬا دوليا......))
· ((ندعو الدول الأعضاء إلى تكثيف الجهود الرامية لتوفير الترتيباتوالضمانات اللازمة في غزة من أجل الحفاظ على وقف دائم لإطلاق الناروصون الهدوء، بما في ذلك منع الاتجار غير المشروع بالأسلحة والذخيرة...))
***
وقبل ذلك كان المشروع الذى قدمته كل من فرنسا وألمانيا وبريطانيا عن رؤيتها للاعمار، بان يتم تحت اشراف دولى ومنع تسليح حماس او فصائل اخرى وتشكيا الية دولية لمنع دخول المواد الممنوعة للقطاع وضمان عدم وصول مواد مثل الاسمنت والحديد الى المنظمات الارهابية واستخدامها فقط لإعادة تأهيل غزة، وضرورة عودة السلطة الفلسطينية والرئيس محمود عباس الى القطاع وإمكانية عودة بعثة المساعدة الحدودية للاتحاد الاوروبى لمعبر رفح الى جانب الحرس الرئاسى الفلسطينى، وفقا لاتفاقيات المعابر الفلسطينية الاسرائيلية الاوروبية المصرية الموقعة فى 2005.
وهو ما يتوافق تماما مع كل التصريحات الصادرة من ابو مازن بعد العدوان، والتى ركزت على توجيه النقد الحاد الى الاوضاع فى غزة وحكومة الظل فيها، وتحميلها مسئولية العدوان الصهيونى، والـتأكيد على ضرورة توحيد القرار والسلاح والسيطرة على المعابر تحت قيادة السلطة الفلسطينية وحدها.
***
ثم ما صرح به مسؤولون أميركيون كبار الجمعة 10 اكتوبر من التشكيك في أن يفي هذا المؤتمر بطلب الفلسطينيين بالحصول على أربعة بلايين دولار لإعادة بناء قطاع غزة، قبل ان تطمئن الدول المانحة الى استعادة السلطة الفلسطينية للسيطرة على القطاع الذى تهيمن عليه حماس حاليا.
***
بالإضافة الى ما قامت بهد اسرائيل بعد العدوان من حشد للتأييد الدولى لارسال مئات من المراقبين الدوليين(الجواسيس) الى غزة لمراقبة حركة الاعمار هناك، وضمان عدم وصول أموالها الى ايدى المقاومة، والحيلولة دون استخدام مواد البناء فى اعادة تشييد الانفاق مرة اخرى.
***
ومن ذلك ايضا التصريح الذى ادلى به رامى الحمد الله رئيس الوزراء السلطة الفلسطينية فى السابع من سبتمبر الماضى قبل ان يتراجع لاحقا، لتبرير عدم صرفه لمرتبات الموظفين فى غزة، حين قال ((تم تحذير الحكومة والبنوك العاملة في الأراضي الفلسطينية أنه في حال دفع هذه الدفعات لحكومة حماس السابقة في غزة سيتم مقاطعة الحكومة والشعب الفلسطينى، وسيتعرض النظام المصرفي الفلسطيني لإشكالية كبيرة تهدد الوضع الفلسطيني العام))
***
أضف الى ذلك بعض التصريحات الاسرائيلية الأخيرة على وجود اتفاق وتعاون مصرى اسرائيلى لعدم دخول بعض المواد الى غزة مثل الأنابيب والمخارط ومعدات لف الحديد و السماد و ما يمكن استخدامه في تصنيع الصواريخ لغزة.
ناهيك بالطبع عن الدور المصرى التقليدى فى مراقبة غزة وفقا لاتفاقية فيلادلفيا الموقعة عام 2005، وما أضيف اليه مؤخرا من تعميق وتكثيف التنسيق الامنى المصرى الاسرائيلى، والذى ظهرت آثاره بجلاء فى هدم الأنفاق تحت الأرض مع إغلاق المعبر فوق الارض فى سابقة لم يفعلها مبارك ذاته.
وهو الدور الذى أكده عبد الفتاح السيسى فى كلمته الافتتاحية لمؤتمر الاعمار، حين أكد على أن الاعمار يقوم على محورين (شرطين)؛ أولهما هو التهدئة الدائمة، والثانى هو ممارسة السلطة الشرعية لصلاحياتها فى القطاع.
***
ان الأجواء التى ينعقد فيها مؤتمر الاعمار تذكرنا بذلك الحشد الدولى الرهيب الذى ضم 70 دولة فى شرم الشيخ فى مارس 1996، بقيادة الرئيس الامريكى بيل كلينتون وحسنى مبارك، تحت عنوان براق هو "القمة الدولية لصانعى السلام فى الشرق الأوسط"، والذى كان فى حقيقته اجتماع طارئ لنجدة اسرائيل والتصدى للعمليات الاستشهادية الفلسطينية التى نجحت فى إيقاع خسائر فادحة فى صفوفها .
***
ان تداعى كل هذا العدد من الدول، وعلى الأخص الدول المعادية لفلسطين والمناصرة لاسرائيل، تحت مظلة مزعومة هى اعمار غزة الذى دمرتها اسرائيل، هو تداعى مريب ومضلل، خاصة بعد حجم التجاهل الذى لاقته القضية الفلسطينية من ذات هذه الدول فى الدورة الاخيرة للجمعية العامة للامم المتحدة المنعقدة بالأمس القريب.
وعلى كل القوى "الوطنية" الفلسطينية والمصرية والعربية، أن تنتبه وتحترس من أن تستدرج الى المشاركة فى تحالف دولى آخر لاختراق غزة ونزع سلاحها وإكراهها على الدخول فى التسوية والاعتراف باسرائيل وتصفية المقاومة، وتوظيف الأموال والمنح والمعونات والدولار لتحقيق ما عجز عنه السلاح الصهيونى بالحرب.
*****
القاهرة فى 14 اكتوبر 2014

فاروق جويدة يكتب: الإعلام الأسود

الإعلام الأسود كتاب للزميل حسام عبد الهادى نائب رئيس تحرير مجلة روز اليوسف صدر فى هدوء واختفى فى ظروف غامضة ولم يعرف احد شيئا الا اننى حصلت على نسخة منه ومعها إهداء من الكاتب يقول فيه حين سكت أهل الحق عن الباطل توهم أهل الباطل أنهم على حق وهى كلمة لسيدنا على كرم الله وجهه ..
وكتاب الزميل حسام عبد الهادى إذا صحت البيانات والأرقام والأحداث والأشخاص فيه فإن مكانه ليس المكتبات أو باعة الصحف والمجلات والكتب ولكن مكانه الحقيقى هو مكتب سيادة النائب العام .. الكتاب يتحدث عن قضايا الفساد فى الإعلام المصرى وكيف تكونت الفضائيات المصرية وما هى مصادر تمويلها والعلاقة بين رؤوس الأموال وتجار الاراضى ورموز العهد البائد وهذه الفضائيات .. ويتحدث الكتاب بالوقائع والأسماء والأرقام عن الإعلاميين الذين يعملون فى هذه الفضائيات والعلاقات المشبوهة بين الإعلام ورأس المال والفلول التى اسقطت ثورة يناير وشوهتها امام الرآى العام المصرى .. ولم ينس أن يتحدث عن جرائم السينما المصرية وأفلام المقاولات وتجارة اللحوم وحالة الإسفاف التى تعانيها السينما المصرية أن الزميل يضرب مثلا واحدا فريدا فى تاريخ السينما المصرية وهو فيلم صلاح الدين الذى أخرجه الراحل يوسف شاهين وانتجته آسيا بعد ان باعت كل ما تملك من أجل أنتاج الفيلم واشترك فى كتابته كل من يوسف السباعى مؤلفا للرواية ومشاركة عبد الرحمن الشرقاوى ونجيب محفوظ وعز الدين ذو الفقار ومحمد عبد الجواد ومحمد عمارة فى كتابة السيناريو ومراجعته وفى المقابل ماذا تقدم الأفلام المصرية الآن من تجارة اللحوم وكتاب السيناريو فى أفلام المقاولات ..الكتاب اذا صدقت رواياته وما فيه من الوقائع سيكون وثيقة تاريخية لعهد من الفساد المالى والاعلامى والاخلاقى فى الاعلام المصرى فى السنوات الاخيرة ويجب ان يأخذ مكانه للتحقيق فى وقائع كثيرة من الفساد ونهب المال العام والزواج الباطل بين السلطة ورأس المال ودور الإعلام المصرى فى كل هذه الجرائم. كتاب خطير ظهر فى السر واختفى فى ظروف غامضة.