15 سبتمبر 2014

ألم يأن لحماس أن تغير وتبدل وخاصة أن الكُرة بٍملعبها؟


بقلم: رحاب أسعد بيوض التميمي
وأن العالم الأن مُنشغل عن حماس بمحاربة الدولة اﻹسلامية,الله سبحانه وتعالى أنعم عليكم بنصر تستطيعون استخدامه كمكتسبات تضغطون بها وتلوحون بقوة المنتصرعلى السلطة وعلى كيان اليهود,وعلى المجتمع الدولي الفاجر,خاصة بعد أن اعتاد كل أولئك على خذلانكم,
فلماذا إﻹصرارعلى إنتهاج نهج من لا يتعظ بما يذق ويواجه من تحديات؟؟
ولماذا اﻹبقاء على مُسايرة السلطة وأنتم من حقق اﻹنتصار،وهم من كانوا يحاولون تعطيله قرباناً لقادة أعور الدجال،وإنتصاراً ﻷنفسهم المريضة التي تسعى لسحب البساط من تحت أرجلكم حتى ينفردوا بالسلطة؟؟
ولماذا التمسك بمحاولة الصُلح رغم ما تلاقونه منها من غدر وخيانة بدعوى المصالحة بين أﻷشقاء ؟؟
وحتى لا تُتهموا بانكم من يعارض الصُلح ويُعطله,وأنكم غير متطرفون
أنتم غير معذورون ......حسب القاعدة الشرعية
(حسن النية لا يبرر سوء العمل)
وهذا سوء العمل بعينه.
ألم تفهموا القرأن جيداً,القرأن وهدي محمد صلى الله عليه وسلم علمني أن أسامح,أغض النظر ,أتجاوز عن حقي مع أخي وأختي وقريبي وجاري حرصاً على صلة اﻷرحام،وإبقاءاً لوحدة الجسد الواحد حتى لا يتمزق,فإن ثبت أن هناك من يسعى لتمزيق هذا الجسد بالفتنة بين الناس أو باللجوء الى اﻷسحار للإنقلاب على قضاء الله،وأذية الناس وجب هجرُه،
فكيف بمن ثبت ولائه لكل أعداء الدين وساعدهم في حرب اﻹسلام والمسلمين؟؟
إذا كان اﻹسلام جعل الولاء لله فوق أي ولاء،فوق الولاء للوطن،وفوق الولاء للنفس،واﻷبناء،واﻷباء،والدم،فإن تعارض وﻻئي لهم مع الوﻻء لله ورسوله قدمت الولاء لله ورسوله على الولاء لهم،ولم يجيز لي أن أتنازل عن معتقدي ومبدئي حرصاً على سلامة علاقتي بإبني وأمي وأبي وأختي،ولم يجيز لي حتى نصرتهم من باب اﻹنتصار لقبيلتي وعشيرتي إن كانوا على غير الحق,فكيف أوالي من ثبت ولائه لكل كفر اﻷرض؟؟
اﻹسلام علمني أن عروة هذا الوثاق تنتهي عندما يصبح الولاء لغير الله وعندما يصبح الولاء ﻷعداء الدين ..
ألم تسمعوا قوله تعالى
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ*إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاء وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ*لَن تَنفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)]الممتحنه:1-3[
إن كان يجوز عقد صلح مع المحتل يجوزعقد صلح مع عصابة أبو مازن لأن التنسيق اﻷمني بينهم قائم حفاظا وخدمة لأمن اليهود ضارباً بعرض الحائط حقوق ومصلحة الفلسطينين,إذاً هو صلح مع اﻷعداء وليس اﻷشقاء.
وأي شقيق هذا الذي ولائه للمحتل..
وأي شقيق هذا الذي قرراته يملي عليه بها أبناء القردة والخنازير..
وأي شقيق هذا الذي لا يستطيع أن ينصر شقيقه ويرفع عنه الظلم عند مصيبته في المحافل الدولية التي ينتمي إليها ويقدسها..
بل يمتنع أن يخدم أخاه في إدانة هذا المحتل في المحاكم الدولية وهو أكبر شاهد على جرائمه خوفاً من أن يسجل له مظلمة عند أعدائه،وحرصه على علاقاته مع المحتل..
وأي شقيق هذا الذي يتأمرعليكم مع السي سي حتى يتم خنقكم في بيوتكم من خلال المعابر.. وأي شقيق هذا الذي تواطأ ويتواطأ لتهجير الناس من بيوتهم في القدس لنيل رضا المحتل، ضارباً بعرض الحائط سلامة وراحة الفلسطينين وأمنهم,وغير مبالي بقيمة القدس ومقدساتها..
وأي شقيق يحرص على قذفكم بكل الشتائم كحرصه على عدم اﻹساءة للعدو المحتل بكلمة.. وأي صلح جربتوموه ولم تجنو منه إلا الدمار..
ألم تشعروا بعد أنكم أنتم متواطؤن ضد أنفسكم وشعبكم,حينما تصرون على إبقاء الباب مفتوح لمن لا يقدم عليكم إلا بكل شر وانكم تخدمونه من حيث لا تشعرون حينما تصرون على التطبيع معه،رغم تأمره عليكم وعلى معتقداتكم فترفعوا بذلك عنهم غطاء الذل والعار،بدل من أن تقوموا بفضحهم وفضح أعمالهم ونواياهم والتبرؤ منهم ومن ولائهم لأعداء الدين حتى يتم نبذهم والتبرؤ منهم من قبل كل حر
ألم تعلموا أن الصلح معهم مضيعة للوقت وستر لهم منكم وتغطية لجرائمهم .!!! وغسل لنجاساتهم وإدانة لإنفسكم!!!
هل تأملون خيراً ممن عرابه في التعامل معكم المحتل و السي سي وقادة الدجال؟؟
الله سبحانه قسم لكم جزء من اﻹنتصار لعلكم تغيرون وتبدلون وﻷن هناك بلا شك من الجنود من كان خالصاً لله تعالى بعيداً عن ما تنهجون.
هل بقي هناك قهر أو جرائم لم تذوقوها أو مؤامرات لم تتعرضوا لها حتى تحسبوا لها حساب عند أبو مازن والسي سي والمجتمع الدولي؟؟
حصار ولم يُرفع عنكم ولن يُرفع ما داموا باقون...
ذل على الحدود وقهر في المعيشة لن يُرفع ما ما داموا على عروشهم ...
ألم تدركوا بعد أن ذلك مخالف لحسن التوكل على الله,حينما يكون هناك حساب لهؤلاء الشرذمة على حساب شرع الله،عودوا إلى صوابكم وتوكلوا على الله فإنه نعم المولى ونعم النصير دون أن تحسبوا لهؤلاء الشرذمة أي حساب فهم لم ولن يرحموكم،عدا أن خشيتهم فيها تعطيل لنصرالله لكم .
((الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ* فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ)) ]ال عمران:173 [
وإذا كان استغفار نبينا إبراهيم عليه السلام ﻷبيه لم يقبل عندما تأكد أنه عدو لله،وهو والده وأقرب الناس إليه ورغم أنه نبي الله ورسوله لم يتهاون الله في شأن والده إكراماً لنبيه لأن رفع راية الله هي الغاية والمبتغى تتلاشى أمامها أي ولاء وأية راية ألم تقرؤا قوله تعالى حينما نهى الله سبحانه سيدنا إبراهيم عليه السلام عن الدعاء لوالده بعد أن ثبت أن وﻻ ئه كان لغير الله ولأنه علا كلمة المشركين على كلمة الله التي جاء بها سيدنا ابراهيم
((وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ) ] التوبة:114 [
وأين انتم من القاعدة الشرعية التي لا تقبل الذلة مع الكفار وأوليائهم قوله تعالى
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)]المائدة :54 [
وان لم تظهروا العزة ضد كل هؤلاء اﻷعداء اﻷن... فمتى ستظهرونها؟؟
العزة سلاح من أسلحة القوة تستخدم حتى يبقى العدو مترهباً من المسلمين،يحسب لهم ألف حساب،
فكيف تعطلونها في هذا الزمن الذي تكالب به أعداء الله للنيل من اﻹسلام والمسلمين،وأذلوهم ونالوا من كرامتهم؟؟
وكيف تعطلونها أمام هذا العالم الفاجر الذي لا يفهم إلا لغة البطش والقوة،فتشيدون مرة بهؤلاء !! ومرة بهؤلاء !!
ألم تتعظوا مما حصل للأخوان المسلمين في مصر،والثمن الباهظ الذي دفعوه نتيجة مهادنتهم ﻷعداء الله،وأولياء الشيطان،ان تلك المهادنات لم تمنع عنهم بطش المتكبرين،ولم تستعطف عليهم أحد من أوليائهم الجبارين،ولم توقف كيد الكائدين!!
ألم يأن لكم بعد كل ذلك أن تغيروا وتبدلوا وخاصة أن الكرة في ملعبكم وهذا المجتمع وهؤلاء الدجالون لا يفهمون إلا لغة القوة والبطش.
فلماذا لا تستغلون إنشغال العالم بالتأمرعلى الدولة اﻹسلامية،وخوفه الشديد منها،لتحققوا لكم مكاسب وتنتهزوا إنشغاله عنكم،فتمرغوا أنوف أعدائكم وتسودون بها وجه السلطة اللعينة,وتكشفوا عنها لباس الزور والتزييف،وتظهروا أنفسكم بمزيد من القوة ترهبون بها عدو الله وعدوكم وأخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم
( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ)]الانفال:60[
وبالله التوفيق.

نيويورك تايمز: تحول خطير.. المليشيات الشيعية تمتلك قوة جوية لكن أمريكية

ذكر مراسل صحيفة نيويورك تايمز في بغداد تيم أرانغو بتاريخ 1 أيلول 2014 أن القوات الجوية الأمريكية وفرت غطاءً جوياً لمقاتلي الميليشيات الشيعية المتحالفة مع إيران نهاية هذا الاسبوع وامطرت المتمردين السنة المتطرفين بوابل من القنابل الأمر الذي مكن الميليشيات الشيعية المرتبطة بإيران من اختراق دفاعات المتطرفين السنة والوصول إلى قرية آمرلي. وأوضح المراسل أن المعركة في آمرلي شهدت وللمرة الأولى قيام طائرات أمريكية مقاتلة وميليشيات مدعومة من إيران بمواجهة عدو مشترك يتمثل بدولة العراق الاسلامية في العراق والشام. ورأت الصحيفة أنه في حال استمرار مثل هذه العمليات العسكرية فان ذلك سيكون مؤشرا على تحول هائل في موقف الولايات المتحدة من إيران. ومن شأن هذا التعاون أيضا أن يخلق تحالفا في المصالح بين الأمريكيين وعدوهم اللدود السابق من الميليشيات الشيعية التي كان رجالها قد قتلوا العديد من الجنود الأمريكيين أثناء فترة الاحتلال الأمريكي في العراق.
وفي هذا الصدد، يرى المراسل أن العرب السنة وإذا ما وجدوا بأن الولايات المتحدة قد عمدت إلى تعزيز قدرة الميليشيات الشيعية لصالح إيران فانها قد تعرقل المشاركة في الحكومة المرتقبة والتي تشكل الهدف بعيد المدى لتشكيل حكومة وحدة وطنية. لكن الصحيفة لفتت إلى أن السيناريو الأسوأ سيتجسد بالتحاق مزيد من أهل السنة إلى صفوف مقاتلي الميليشيات الاسلامية المتطرفة، وهو الأمر الذي كان ديفيد بترايوس، قائد القوات الأمريكية السابق في العراق، قد حذر منه قبل بضعة أشهر عندما قال أنه “لا يجوز أن تتحول الولايات المتحدة إلى قوة جوية للدفاع عن المقاتلين الشيعة أو إلى طرف في نزاع شيعي ضد السنة”.
أشارت الصحيفة إلى إعلان الولايات المتحدة عن عزمها على مقاتلة قوات داعش في العراق وسوريا، لافتة إلى أنه في الوقت الذي يتوافر فيه ثمة اتفاقا شبه تام في أهداف الولايات المتحدة وإيران بشأن العراق، إلاّ أن أهداف الطرفين تبقى متباينة في سوريا حيث لا يحظى نظام بشار الأسد بدعم الولايات المتحدة. خلص المراسل إلى القول بأن إيران تبقى المستفيد الأكبر من التدخل الأمريكي في العراق حيث ستتمكن من القضاء على نواة دولة اسلامية سنية متطرفة تحاول الظهور على حدود دولة إيران الشيعية.
مجموعة العراق فوق خط احمر

النفاق الدولي: ازدواجية حقوق الإنسان مع المسلمين


انور مالك
ثبت بأدلة دامغة أن المجتمع الدولي يكيل بمكيالين في التعامل مع قضايا المسلمين وبالضبط أهل السنّة، ويهضم كل حقوقهم التي شرّعتها القوانين الدولية ومواثيق حقوق الإنسان، وهذا الأمر يجري حالياً بطرق مفضوحة خصوصاً في سوريا والعراق وفلسطين.
جرّم القانون الدولي قتل المدنيين أثناء الحروب وغيرها، كما جرّم التهجير والتعذيب والتنكيل بالإنسان والحطّ من كرامته الآدمية، ولا يستثني هذا عن ذاك سواء بسبب دينه أو عرقه أو لونه أو جنسيته أو جنسه. ولكن يجري عكس ذلك تماماً في سوريا، حيث قتل أكثر من 190 ألف مواطن أغلبيتهم من المدنيين، هذا أقل تقدير، والذي صدر عن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وتوجد أرقام أخرى تتحدّث عن أعداد فاقت الربع مليون سوري قتلوا خلال هذه الحرب النجسة. وجرى تهجير المدنيين في داخل سوريا وخارجها وبلغ عددهم حوالي نصف الشعب السوري حسب ما أوردته الأمم المتحدة نهاية أغسطس/ آب الماضي. رغم كل ذلك، المجتمع الدولي بقي يتفرج متظاهراً بالعجز أحياناً كأنه يتلذّذ بهذه المأساة الإنسانية التي أجمع العالم على أنها مأساة القرن.
لقد حدثت جرائم ضد الإنسانية في سوريا وتمّ توثيق ذلك من قبل المراقبين الدوليين الذين أرسلتهم الجامعة العربية ثم الأمم المتحدة من خلال أفعال القتل العمديّ والإبادة والاغتصاب، والإبعاد أو النقل القسري للسكان والتفرقة العنصرية، وهي جرائم يعاقب عليها القانون سواء حدثت في وقت السلم أو الحرب. 
كما حدثت جرائم حرب بشتّى أنواعها منها تعذيب الأسرى وإساءة معاملتهم وإعدامهم، وجرائم مختلفة موجهة ضد المدنيين السوريين في كثير من المدن كاغتصاب النساء والتعدّي على الممتلكات الشخصية، والتشغيل والتهجير والتعذيب والقتل الجماعي. كل هذه الجرائم المصنفة في القانون الدولي كجرائم حرب حدثت في سوريا وثبت بالتوثيق المستقل اقترافها من قبل نظام بشار الأسد.
لم يقتصر الأمر على جرائم ضد الإنسانية والحرب، بل ثبت على نظام الأسد ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية من خلال القتل الجماعي المنظّم ضد جماعة محدّدة تتمثل في أهل السنّة بصفتهم الأغلبية الساحقة من السكان. والاتفاقية التي وافقت عليها الأمم المتحدة عام 1948 ووضعت موضع التنفيذ عام 1951 وصادقت عليها أكثر من 130 دولة بينها سوريا، صنّفت كإبادة جماعية بموجب المادة الثانية عدة أفعال ترتكب على قصد التدمير الكلّي أو الجزئي لجماعة قومية أو إثنية أو عنصرية أو دينية، وتتمثل في قتل أعضاء من الجماعة، إلحاق أذى جسدي أو روحي خطير بأعضائها، أو إخضاعها عمداً لظروف معيشية يراد تدميرها المادي كلياً أو جزئياً، وفرض تدابير تستهدف الحؤول دون إنجاب الأطفال داخل هذه الجماعة ونقل أطفال منها عنوة إلى جماعة أخرى. لقد حدث هذا في سوريا وتكرّر كثيراً، وتجلّى أكثر من خلال مجزرة الكيمياوي في الغوطة الذي استهدف جماعة سنّية بقصد إبادتها، وأدّت إلى مقتل الكثيرين من بينهم الأطفال. كما ثبت ذلك في الحصار الذي يضربه جيش الأسد على قرى وأحياء وصل الحال ببعضها إلى أكل الحشيش والقطط وشرب مياه المجاري، ومات الكثيرون من الأطفال والنساء والرجال بسبب الجوع وانعدام التغذية والأدوية.
رغم أن القانون صنّف ما حدث في سوريا كجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب وجرائم إبادة جماعية، إلا أن المجتمع الدولي لم يتحرّك بل ساعدت بعض الدول عبر الأمم المتحدة نظام الأسد الذي يقترف هذه الجرائم وقدمت له الحماية الدولية ومنعت ملاحقته بموجب مواثيق الأمم المتحدة. والأكثر من ذلك أنه يجري استغلال الظروف من طرف أباطرة ومافيا صناعة السلاح من أجل المنفعة الاقتصادية عبر التجارة بأسلحة فتاكة تقدم للنظام كي يواصل حروب الإبادة ضد الشعب السوري، ويجري ذلك تحت رعاية القوى العظمى في العالم.
لقد دمّرت المساجد والكنائس والمدارس والمستشفيات وروضات الأطفال ودور العجزة وملاجئ الأيتام ومخيمات اللجوء والمدن والقرى على رؤوس المدنيين، ولم يتحرّك المجتمع الدولي وظل يكتفي بالتنديد عبر تصريحات تأتي في إطار الاستهلاك الإعلامي، أو لتفادي حرج بعض حكام الشرق والغرب أمام شعوبهم المصدومة من هذه المحرقة التي لم يسبق لها مثيل. 
هذه الانتقائية التي تتنافى مع قيم القانون الدولي، لم تقتصر على سوريا بل نجد ذلك في العراق أيضاً، فمنذ غزو أمريكا له عام 2003 والمواطنون العراقيون وبالتحديد أهل السنّة يتعرّضون لشتى أنواع الجرائم، بينها التي مارسها الأمريكان مباشرة من خلال مجازر جماعية واستعمال الفوسفور الأبيض والأسلحة المحرّمة دولياً، أو من خلال التعذيب في السجون وخير شاهد ما رآه العالم من صور فاضحة لسجن أبو غريب. كما واصلت الحكومة الطائفية المدعومة من أمريكا جرائمها ضد السنّة العراقيين، حيث مارست عليهم شتّى الجرائم ضد الإنسانية من اغتيالات وتفجيرات ضد المدنيين والقتل على الهوية من قبل مليشيات طائفية، والتهجير والاختطاف واغتصاب النساء في المعتقلات. رغم كل ذلك لم يهتم المجتمع الدولي بدوره ولا تحمّلت أمريكا مسؤوليتها الأخلاقية بصفتها المتسبّب في كل ما يحدث، وذلك لإنقاذ هؤلاء من الانتهاكات الجسيمة التي تمارس من طرف الحكومات الطائفية المتعاقبة على قيادة العراق.
صمت المجتمع الدولي على مدار 11 عاماً والمسلمون السنّة يتعرّضون للإبادة الطائفية الكاملة الأركان، ولكنه بمجرد أن تناولت وسائل الإعلام بطريقة مشبوهة ما يحدث مع الإيزيديين والمسيحيين في العراق، تحرّك هذا العالم بازدواجية مقيتة تسيء كثيراً للقانون والشرعية الدولية والمواثيق الأممية التي صادقت عليها أغلب دول العالم. نقول ذلك ونحن دافعنا عن حقوق من ذكرنا وطالبنا بحمايتهم وتمكينهم من كل حقوقهم في المواطنة والعيش والكرامة الآدمية.
العالم الذي انتفض لأجل الإيزيديين والنصارى في العراق، هو نفسه الذي غضّ الطرف عن جرائم أخطر منها مورست على السنّة في العراق وسوريا. وهو العالم نفسه أيضاً الذي يلتزم الصمت تجاه المجازر الصهيونية القذرة في غزة، بل ذهب إلى حدّ دعم حكومة الكيان العبري وهي تبيد المدنيين في مجازر لا يوجد قانوني واحد على وجه الأرض لن يصنّفها كجرائم حرب إن لم تبلغ درجة الإبادة الجماعية. كما أنه العالم نفسه الذي يصمت عن جرائم يتعرّض لها المسلمون في بورما من طرف البوذيين ولأسباب دينية القصد منها إبادة المسلمين فقط. كما أن العالم الذي غضب من سيطرة تنظيم القاعدة على شمالي مالي هو نفسه الذي يسكت عن جرائم إبادة تقترف بحق المسلمين في إفريقيا الوسطى ضمن حملة عرقية ممنهجة.
للأسف الشديد، توجد ازدواجية ونفاق دولي ينتهج في العراق وسوريا وفلسطين وبورما وأفريقيا الوسطى وغيرهم من بلدان العالم، التي يتعرض فيها المسلمون لكل ما جرّمه القانون الدولي وصنّفه ضمن جرائم حرب أو ضد الإنسانية أو إبادة جماعية.
لقد سكت العالم عن جرائم طائفية ترتكبها إيران في سوريا والعراق ويدعّمونها في ذلك، بل تغاضى عن جرائمها في حق أهل السنّة الإيرانيين وأيضاً الشعب الأحوازي المحتل والبلوش وغيرهم، حيث تمارس شتّى الجرائم من تعذيب وقتل وحصار للمدنيين وانتهاكات للأرض والعرض وإعدامات على الهوية، ولكن بمجرد أن ظهر تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" المعروف اختصاراً بـ "داعش"، ومارس وحشية هي أصلاً جاءت كنتيجة حتمية لوحشية أخرى ظلت تقترف بحق أهل السنّة لسنوات طويلة، تحرّك العالم كلّه من أجل القضاء على هذا التنظيم الذي ينتهك حقوق الإنسان ويقترف جرائم الحرب، رغم أن هذا التنظيم صنّف كمنظمة إرهابية، وجرائمه لم تصل بعد إلى جرائم دولة ترتكبها إيران ونظام بشار وملالي العراق... وللحديث بقية.
..
الخليج أونلاين

وزير جزائري سابق: لهذه الاسباب أزاحوا "مرسي"


ال/صد{
استعرض الدكتور محيي الدين عميمور، وزير الثقافة الجزائري الأسبق، اللحظات الأخيرة فى حكم الرئيس المعزول محمد مرسى، وكواليس لقائه مع كاترين آشتون، مبعوثة الاتحاد الأوروبي، قائلاً إن الرئيس الذي أطاح به الجيش "رفض أن يكون طرطورًا".
وأضاف "عميمور"، والذي عمل مستشار إعلامياً لكل من الرؤساء الجزائريين: هواري بومدين ورابح بيطاط والشاذلي بن جديد، أن الدكتور مرسى العالم الهندسي الذي لم تتحمله الهيمنة الغربية على مصر وهي تراه يستردها ويستقل بها؛ لتكتفي من غذائها وسلاحها ودوائها؛ ولتكون مصر النهضة للمصريين؛ فأرسلوا واردتهم "آشتون" لتساومه على أن يعيد تسليم مصر لإدارتهم عبر الحكومة التي اختاروا لرئاستها رجلهم "محمد البرادعي" ليحل محل الوطني "هشام قنديل" بعد أن رأوا تعاونه مع مرسي فترة رئاسة الحكومة واتهموه بالفشل.
وإلى نص المقال الذي نشرته صحيفة "رأي اليوم":
"أكره الرئيس الذي لم يمتلك من رئاسة مصر إلا اسم الرئيس!
بعد سنة من الفشل في حكم محمد مرسي لمصر؛ جاءت مبعوثة الاتحاد الأوروبي”آشتون” لتنقذ مصر من حكمه، فساومته في القصر الرئاسي، حُباً في مصر، وطلبت منه التراجع عن مشروع استقلال مصر في غذائها ودوائها وسلاحها؛ لتظل مصر في الحُضن الغربي متنعمة بالرخاء الاقتصادي ومتسلحة بالتكنولوجيا الغربية؛ وليظل الشعب المصري أقوى شعوب المنطقة صحة وأغناها مالاً وأسعدها حالاً؛ ولتظل مصر للشباب المصري يعمل فيها قبل أن يبيعها مرسي للسودان وقطر وليبيا وفلسطين ؛ فيضطر الشباب المصري للهجرة ليعمل خارج وطنه تحت مذلة الكفالة واستعباد الكفيل!
وقبل أن يحرم مرسي المصريين شربة المياه لصالح إثيوبيا وقبل أن يحرم المصريين من تعمير سيناء جاءت “آشتون” لتقوم بواجبها في حماية مصر من المصريين!
وبعد سنة من تعويق مرسي حتى لا يستقل بمصر عن الحضن الغربي المتقدم ويرمي بها في الحضن الشرقي المتخلف؛ أرسل ساسة الغربيين الكارهين لاستقلال مصر ( ليس كل الغربيين يكرهون الشرقيين) وارِدتهم لتخلص مصر من فشل مرسي الذي راقبوه سنة كاملة. وأدركوا بعد سنة أنهم لو تركوه أكثر من ذلك لنجح في مخططه الاستقلالي الذي يهدف إلى اعتماد المصريين على أنفسهم قبل الأوان وسعيهم لامتلاك غذائهم ودوائهم وسلاحهم!
لقد قرأ الغربيون الكارهون مرسي قراءة لم يقرأها كثير من المصريين، ولم يقرأها كذلك نفر من جماعته.
وأنتم تعلمون أن الغرب يعتمد في قراءاته وقراراته على المعاهد البحثية والمؤسسات العلمية لا على تضليل القنوات الفضائية.
ولقد رأينا جميعا كيف قام الغرب بوضع العقبات والمعوقات أمام مرسي حتى لا يتمكن من الاستقلال بمصر أو إنجاز شيء على الأرض فيفشل ويفشل معه مشروع نهضة مصر على أساس الإسلام؛ ليتبرأ المصريون من الإسلام كحل لمشكلاتهم ومُغَيِّر لأوضاعهم؛ ولتطمئن إسرائيل وأمريكا وأوروبا في الخارج ويطمئن النصارى في الداخل على أن مصر لن تكون للإسلام حتى لا يؤخرها عن ركب العالم المتقدم؛ صرَّح بذلك “تواضروس″ بابا الكنيسة المصرية على القنوات الكنسية قائلا: لن يحكم ـمصر مسلمون يجددون فيها سيرة المحتل عمرو بن العاص الذي احتلها منذ أكثر من ألف وأربعمائة وأربعة وثلاثين سنة؛ بعد أن أعادها الرب إلينا!
وكلنا شاهد أجهزة الدولة ومؤسساتها وهي لا تأتمر بأمر “مرسي” وتعمل على تعويِقه والاستهزاء به والسخرية منه.
وقد بدأت محاولات تعويقه حتى قبل أن يتسلم مهامه كرئيس، مثل: حل مجلس الشعب، وإصدار إعلان دستوري يعوِّق مساره …
لكن مرسي تحرك وبسرعة فائقة على مسارات كثيرة، بـ “اسم رئيس الدولة” لا بأجهزة الدولة، حركة أزعجت نفراً من الساسة الغربيين وأبانت عن قدرة مرسي على استنقاذ مصر من حضن التبعية الغربية ؛ خصوصا بعدما رأوه على الأرض يؤسس لنهضة مصرية تستهدف اعتماد مصر على نفسها لتمتلك غذاءها ودواءها وسلاحها.
لقد انزعج الغربيون الكارهون لاستقلال الشرقيين من مرسي؛ بعدما شاهدوا إنجازاته في مخططه على مدار سنة وهو لا يمتلك من مقومات رئيس الدولة إلا اسم الرئيس.
إن أولئك الغربيين الكارهين لاستقلال مصر عن حضنهم قد اهتموا بمراقبة مرسي سنة كاملة؛ فلم يتحملوا إنجازاته بـ “اسم الرئيس″ الذي فصلوا عنه، بمعونة رجالهم في الداخل، أجهزة الدولة، بل وخططوا لفصله حتى عن جماعته وحزبه اللذَين ناصراه ووقفا وراءه وشدا أزره وساعداه في الخدمات الاجتماعية والصحية والتموينية والبحث العلمي.
*لقد وجدوا أن مرسي بِاسم الرئيس، دون معاونة أجهزة الدولة تحرك على مسار التطهير؛ فأقال بعد شهرين واثني عشر يوما مِن رئاسته ما يقرب من سبعمائة وخمسين قيادة عسكرية وأمنية على أعلى مستوى كان ولاؤها للغرب، لكن تفاجأ مرسي بأن التطهير يحتاج أكثر؛ لأن الفساد لم يكن يتوقف عند هذا العدد، وحتى لا تتهدم المؤسسات؛ طالَب مرسي كل مؤسسة أن تستشعر المسئولية الوطنية وتقاوم المفسدين داخلها ليتم التطهير الذاتي.
*وبِاسم الرئيس؛ عيَّن مرسي وزيراً للإنتاج الحربي ليبدأ إنتاجنا الحربي بعد أن توقف من عهد التآمر الخارجي والداخلي على الوزير الوطني الحر ” أبي غزالة”.
*وبِاسم الرئيس؛ توجَّه مرسي إلى الهند ، كما أعلنت الهند بعد الانقلاب ، واتفق على تصنيع قمر صناعي لتطوير الصناعات الحربية.
*وبِاسم الرئيس؛ اشترى مرسي غواصتين حربيتين لردع العدو الصهيوني، واشترى عددا من السيارات للشرطة المصرية ليرفع شأنها وتبدأ حياة نظيفة تمارس بمهنية أخلاقية عملها في خدمة الشعب وضبط الأمن.
*وبِاسم الرئيس طوَّر مرسي الهندسة المصرية الحربية لتصنع أول سيارة مصرية مائة في المائة وانتهى التصنيع وكان المصريون على موعد في يوليو الانقلاب للاحتفال برؤيتها والافتخار بتملُّكها والانتفاع بها.
* وبِاسم الرئيس؛ خطط مرسي لتنفيذ مرحلة مترو جديدة بهندسة مصرية مائة في المائة.
* وبِاسم الرئيس؛ استدعى مرسي كبرى الشركات العالمية لتتخذ مِن مصر مقراً لمصانعها حتى لا يظل المصريون يعملون خارج وطنهم تحت مذلة الكفالة واستعباد الكفيل.
ودعوة مرسي كبرى الشركات العالمية للاستثمار في مصر يعني نقل التكنولوجيا إلى مصر وانتهاج سياسة الصين في استقدام كبرى الشركات لتبني مصانعها في الصين لتصير النهضة صينية؛ وهكذا أراد مرسي أن تكون النهضة مصرية.
* وبِاسم الرئيس؛ تعاقد مرسي مع ماليزيا وتركيا على إقامة مدن صناعية بتكنولوجيا ماليزية وتركية وبعمالة مصرية ليعمل كذلك المصريون في وطنهم دون مشقة الغربة أو مهانة الكفالة.
* وبِاسم الرئيس؛ قرر مرسي تكريم المرأة المعيلة فرفع حقها في الدولة من أربعة وثمانين جنيها لثلاثمائة جنيه ثم وعدها بسبعمائة جنيها في يوليو الانقلاب وقال: وهذا لا يكفيها وسأظل أزيدها لتكتفي وتستقل بحقها دون أن تحتاج لعطف أو شفقة من أحد.
* وبِاسم الرئيس؛ أسس مرسي لتصنيع طاقة شمسية في صحرائنا الغربية.
* وبِاسم الرئيس؛ راح مرسي يؤسس لمشاريع عملاقة على جانبي قناة السويس ليجعل من مصر سوقا عالمية في صناعة وصيانة السفن وفي تسوق وتسويق منتجاتنا المصرية للسوق العالمية.
* وبِاسم الرئيس؛ أقام مرسي علاقات قوية مع جيراننا في السودان وفلسطين وليبيا؛ ليؤمن حدود مصر بقوة العلاقة مع جيرانها.
* وبِاسم الرئيس؛ انطلق مرسي يقيم علاقات حسن جوار مع إثيوبيا التي قاطعتها مصر لسنوات ليحمي حق المصريين في ماء النيل بعد أن دعمهم مبارك بتوصية إسرائيل على إقامة السد الإثيوبي.
* وبِاسم الرئيس؛ سعى مرسي لتعمير سيناء بعد أن كانت صحراء جرداء.
* ولا ننس التذكير بأن كارهي استقلال مصر افتروا على الرئيس مرسي بأنه باع قطعة من مصر للسودان وقطعة لغزة وقطعة لليبيا وزعموا أنه باع قناة السويس لقطر؛ وإلى الآن لم يظهر الانقلابيون عقود البيع ، فأين هي؟! ولماذا لم يحاكَم الرئيس مرسي بتهمة البيع؟!
* وبِاسم الرئيس؛ بدأ مرسي يمنح أطفالنا في المدارس جهاز تابلت صنع في مصر للمرة الأولى دونت عليه مقرراتهم الدراسية؛ ليربطهم بنهضة وطنهم في صغرهم وليرحمهم من حمل الكتب على ظهورهم.
* وبِاسم الرئيس؛ أسرع مرسي مع وزيره الإخواني” بَاسم عودة” الذي تعاون معه؛ لكفاية المصريين من القمح أساس غذائهم ووعد بكفاية كاملة من القمح المصري خلال عامين، وتحرك على الأرض فأمر ببناء الصوامع واستنهض همة رجال البحث العلمي في تحسين محصول القمح وشجع الفلاح ونزل معه الأرض في موسم حصاد القمح؛ ليشجعه على إنتاجه ورفع سعر إردب القمح وفتح مجالات تسويقه أمام الفلاح.
ولأول مرة نرى التجار يتهافتون على شراء قمح الفلاح المصري ويقيمون شونا لتجميع القمح داخل القرى والأحياء. ولم يكتف بذلك؛ فتعاقد مع السودان على تأجير عشرين ألف فدان جاهزة لزراعة القمح لصالح مصر على أرض السودان كمرحلة أولى.
وحارب الوزير الإخواني مافيا المخابز التي كانت تتجر في دقيق القمح المدعوم وتبيعه علفا لتجار المواشي.
ولأول مرة يحصل المصريون على رغيف خبز يصلح لاستخدام الآدمي.
وكذلك لأول مرة يحصلون على زيت مدعوم معلوم المكونات أصفر اللون مصفى يسر الناظرين.
كما حارب الوزير الإخواني الاتجار في الغاز المدعوم، وحدد سعر اسطوانة الغاز بعشرة جنيهات بعد أن وصل الاتجار بها إلى أربعين جنيها؛ ورحم المصريين من النوم في الطرقات في ليل الشتاء في حضن اسطوانات الغاز الفارغة ليستبدلوها بالممتلئة.
* وبِاسم الرئيس؛ حصَّن مرسي الجمعية المنتخبة لصياغة أعظم دستور عرفته الأمة المصرية وعرَضه على المصريين ليقرءوه قبل أن يستفتوا عليه. وفي عهد مرسي وضع أول دستور مصري تصوغه إرادة المصريين.
* وبِاسم الرئيس؛ استرجع مرسي الحق المصري في امتلاك خريطة المناجم التي توجد في الأرض المصرية والتي رفضت أمريكا وروسيا إعطاءها للمصريين منذ اكتشافها؛ فتعاقد مع الروس على شراكة اقتصادية شريطة أن تتملك مصر هذه الخريطة قبل أي شيء. ولأول مرة تنجح إرادة مصرية ــ بعبقرية الرئيس مرسي التفاوضية ــ أن تمتلك خريطة المناجم المصرية لتبدأ نهضتها في التأسيس للصناعات الكبرى.
والمقال يطول حين يستعرض إنجازات الرئيس″مرسي” الذي لم يمتلك من مقومات الرئاسة إلا “اسم الرئيس″ الدكتور العالم الهندسي الذي لم تتحمله الهيمنة الغربية على مصر وهي تراه يستردها ويستقل بها؛ لتكتفي من غذائها وسلاحها ودوائها؛ ولتكون مصر النهضة للمصريين ؛ فأرسلوا واردتهم “آشتون” لتساومه على أن يعيد تسليم مصر لإدارتهم عبر الحكومة التي اختاروا لرئاستها رجلهم “محمد البرادعي” ليحل محل الوطني “هشام قنديل” الذي أطلقوا عليه كلابهم الإعلامية ليغيِّره “مرسي” بعد أن رأوا تعاونه مع مرسي فترة رئاسة الحكومة واتهموه بالفشل؛ ليأتوا برجلهم الذي ساهم في تدمير العراق؛ ليستكمل دوره في تدمير مصر؛ لتقوم على أنقاض العراق ومصر دولة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات.
ولما رفض “مرسي” عَرض “آشتون” بأن يستكمل مدة رئاسته (طرطورا) ويترك إدارة الدولة لرئيس الحكومة المرتقب تعيينه من الغرب؛ هددته بالسجن قائلة:” إن غيَّرت رأيك فكلمني من السجن”؛ فأعلن الرئيس مرسي اختياره افتداء مصر بحياته جاعلا حياته ثمنا لحرية وطن لا هيمنة لأحد عليه؛؛
لهذا أعتذر إليك معالي الرئيس وأعلن بكل فخر : أُحبك مرسي وأعتز برئاستك.

الفيلم الوثائقي " dirty wars "الحروب القذرة" يفضح قذاره امريكا في العراق واليمن وافغانستان




يسافر المحقق الصحفي (جيرمي سكاهيل) لأفغانستان واليمن والصومال والعديد من الدول الأخرى التي وطأت عليها مدرعات وبارجات وصواريخ الجيش الأمريكي، في أفغانستان يحقق (جيرمي سكاهيل) في تستر الجيش الأمريكي والبيت الأبيض على مقتل أفغان مدنيين على يد القوات الخاصة المشتركة من بينهم نساء حوامل ،ايضا يحاول (جيرمي سكاهيل) كشف النقاب عن اغتيال الشيخ أنور العوالقي وابنة عبدالرحمن الذي لم يتجاوز 17 عاما ، ايضا يقدم الفيلم ان الطائرات بدون طيار لا تفرق بين مدني وغير مدني بل ان الطائرات بدون طاير قاتلت الكثير من النساء والاطفال في افغانستان واليمن ،يقدم الوثائقي أيضًا شهادات مختلفة لعملاء في المخابرات المركزية الأمريكية.

هيو -لوري بوجارد: ​دعونا نكن واقعيين في شراكتنا مع المملكة العربية السعودية لمحاربة داعش


المصدر
يتزامن هذا الأسبوع مع الذكرى الثالثة عشرة لهجمات 11 سبتمبر، عندما قتل تنظيم القاعدة 3.000 شخصًا في نيويورك وواشنطن وشانكسفيل بولاية بنسلفانيا.
خمسة عشر شخصًا من الخاطفين التسعة عشر للطائرات التي استخدمت في الهجمات كانوا سعوديين. وكذلك كان زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن. ومنذ ذلك الحين، والولايات المتحدة تمارس ضغطا كبيرا على المملكة لمكافحة الإرهاب.
كما واجهت المملكة العربية السعودية سلسلة من الهجمات الدراماتيكية التي قام بها تنظيم القاعدة في المملكة نفسها منذ عشر سنوات وأدى إلى مقتل العشرات من الناس. ودفعت تلك التجربة السعودية للعمل بقوة لمنع وقوع هجمات أخرى داخل البلاد وملاحقة الإرهابيين الذين ارتكبوها.
كما منعت المملكة أيضا تدفق الأموال المخصصة للإرهابيين، وعملت على منع الخطب الدينية الداعمة للإرهاب، وسجن وإعادة تأهيل المتشددين. ورغم ذلك، مع مر السنين، اشتكت الولايات المتحدة -لسبب وجيه- أن هذه التعهدات مقيدة بقدرات السعودية وبالسياسة السعودية.
فقيادة البلاد السياسية (العائلة المالكة من آل سعود) والقيادة الدينية (أتباع المنهج الوهابي المتشدد للإسلام السني) تعايشتا في علاقة تكافلية لأكثر من قرنين من الزمان. كما تعتمدان على بعضهما البعض للحصول على الدعم والشرعية بين السكان. وممارسة الكثير من الضغط من أحدهما على الآخر، يعرض سلطة ونفوذ كلا المجموعتين للخطر.
أما اليوم، فهناك شيء واضح: وهو أن القيادة السياسية السعودية تنظر إلى داعش باعتبارها تهديدا مباشرا للمملكة، خاصة بعد الاكتشاف في وقت سابق من هذا العام بأن العشرات من المواطنين السعوديين داخل المملكة، خططوا بالتواطؤ مع أعضاء سعوديين في داعش في سوريا، لاغتيال المسؤولين الدينيين والأمنيين في البلاد.
وأعقب ذلك الاكتشاف أول هجوم يحدث منذ خمس سنوات على الأراضي السعودية من قبل فرع تنظيم القاعدة باليمن (القاعدة في جزيرة العرب). ففي يوليو الماضي، اقتحمت نصف دستة من أعضاء تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الحدود السعودية من الجانب اليمني. وقام اثنين منهما بشق طريقهما إلى بلدة حدودية مجاورة وفجرا نفسيهما داخل مبنى حكومي.
وقبل ثلاثة أسابيع، أعلن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب دعمها لداعش. كما أن هناك بوادر تعاون بين تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وداعش. مع تفاقم التهديد الإرهابي لداعش ضد المملكة العربية السعودية.
ومما زاد الطين بلة، هو أن معظم المهاجمين للحدود السعودية في يوليو الماضي، كانوا قد تخرجوا من برنامج إعادة تأهيل الإرهابيين في المملكة.
ووفقا لمسؤولين سعوديين، فإن واحد من بين كل عشرة من هؤلاء الذين يحضرون البرنامج يعودون إلى التطرف، كما أن اثنين من كل عشرة من المحتجزين السابقين بغوانتانامو الذين يحضرون البرنامج يعودون إلى التشدد. ويعتقد أن نسب الدعم الأيديولوجي لداعش بين المواطنين السعوديين ليست قليلة.
في مواجهة هذا الخطر المتنامي، فقد أظهرت القيادة السياسية السعودية عزمها على في محاربة الدعم الأيديولوجي والمالي والجهادي لداعش، وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب وجماعات أخرى على غرار تنظيم القاعدة في الداخل؛ واتخاذ إجراءات جنائية ضد هؤلاء المتشددين وأنصارهم؛ واستخدام بعض القوة الناعمة لإضعاف دعم داعش من قبل المسلمين الآخرين خارج المملكة.
وتتخذ المملكة العربية السعودية هذه التدابير العلنية مع العمليات السرية في السياق نفسه، بما في ذلك في العراق.
وبينما تسعى واشنطن لإقامة شراكة مع المملكة العربية السعودية في مكافحة داعش، فإنه ينبغي ألا تضع دورا مهما للمملكة، ولا أن تبني توقعات غير واقعية حول مشاركة المملكة في الجيش وفي العمليات العلنية والنفسية وغيرها من العمليات. وحتى تصل واشنطن إلى أفضل نهج للشراكة مع السعوديين بما يخدم مصالح واشنطن الخاصة. يجب أن نفرق بين ما يظهر السعوديون أنهم على استعداد لفعله، وبين ما هم قادرون سياسيا على القيام به.
وسيحدد هذا النهج فوائد وحدود شراكتنا الاستراتيجية مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج الصغيرة، والذين تتلاقى مصالحهم السياسية أحيانا وأحيانا أخرى تتباعد عن مصالح واشنطون وطموحاتها.
وفي هذا الصدد، من المهم أن تضع واشنطون في اعتبارها اثنين من المحاذير الهامة:
الأول هو أنه أبعد من الحرب على داعش، فإنه سيكون من الغباء أن تنظر إلى المملكة العربية السعودية كشريك للمساعدة في العمل نحو حل سياسي عادل بما في ذلك خلق نظام ديمقراطي في العراق وسوريا. فالمملكة العربية السعودية تضاد بشكل صارخ أجندات الديمقراطية وكذلك السلطة السياسية الشيعية في المنطقة. وجهود المملكة لتقويض الحكومة الأكثر تمثيلا في البحرين المجاورة هو مثال على ذلك. حيث ترى القيادة السعودية الديمقراطية على حدودها باعتبارها تهديدا لنظام السلطة المطلقة الذي تدير به البلاد.
والثاني يتعلق بفهم المملكة للإرهاب. فعندما يتعلق الأمر بتحديد من هو الإرهابي، فإن المملكة العربية السعودية لا تفرق بين المسلحين وبين النشطاء السياسيين السلميين. حيث سجنت المملكة مؤخرا داعية حقوق إنسان سعودي على أنه إرهابي.
وفي نفس الوقت الذي تقوم فيه واشنطن بالعمل على توسيع قدرات المملكة العربية السعودية في مجال مكافحة الإرهاب، يجب عليها أيضا أن تواصل العمل نحو ضمان أن القدرات التكنولوجية وغيرها التي تقدمها للملكة لا تستخدم ضد الأشخاص الخطأ، وخاصة دعاة الإصلاح السياسي والمعارضين

13 سبتمبر 2014

نص كلمة "صحفيون ضد الانقلاب" في مؤتمر "حراك" اليوم


نص كلمة صحفيون ضد الانقلاب في تنسيقية حركة "حراك" المناهضة للانقلاب والتى عقدت مؤتمرها اليوم بالقاهرة:
تعلن حركة "صحفيون ضد الانقلاب"دعمها لكل مسارات الشعب المصري في المقاومة السلمية والمبدعة الهادفة لكسر الانقلاب العسكري الدموى وفضح جرائمه وتعرية سلوكياته المشينة,  التى كمم هذا الانقلاب الغاشم بها الافواة وحطم الكاميرات وفقأ الاعين وقتل الابرياء واغتصب الحرائر وحرق الكتب واغلق المساجد ومن قبلها الفضائيات وقضى على حق الانسان الاصيل في التعبير والرفض والمشاركة في صناعة المناخ السياسي الحاكم للبلاد.
وتؤكد الحركة ان كل اشكال الاحتجاج هى حقوق لصيقة بالانسانية , وهى ليست منحة من أحد ولا ينتظر ابدا ان يستجديها المظلوم من الظالم , وان حق الانسان في التعبير السلمى بدءا من الكتابة والتظاهر والاعتصام والاضراب الجزئي والشامل هى ادوات حضارية محمودة للتعبير تعارفت عليها كل امم الارض في العصور الحديثة ودعمتها مواثيق حقوق الانسان في الامم المتحدة , بل أن الهيئات الدولية أمرت الحكومات ليس حماية المحتجين فقط ولكن تلبية المطالب المشروعة منها والخضوع للمسار الديمقراطى في التعامل مع هذه المظاهر الاحتجاجية سواء في التعامل معها او في تلبية مطالبها.
ونظرا لأن مصر تعرضت لانقلاب عسكري غاشم قتل وحرق وسجن وسحل واغرق وخنق وشنق المصريين , وتواترت دعوات القوى الوطنية والثورية لاضراب يوم 14 سبتمبر 2014 , فان الحركة تؤيد هذا الاضراب بكل قوة باعتباره مسلك ديمقراطى للاحتجاج , وتطالب جموع المصريين في داخل الوطن وخارجه الاستجابة الفورية للاضراب والتعامل الجدى معه, دعما للديمقراطية والشرعية الدستورية , ولمنع انزلاق البلاد الى دوامة العنف وغياهب الظلام التى يحاول قادة الانقلاب زج البلاد فيه .
والله غالب على أمره.
حركة صحفيون ضد الانقلاب
القاهرة 13 سبتمبر2014

شعبان عبد الرحمن يكتب: "داعش" مصيدة أمريكية جديدة !

تحالف من أربعين دولة لمواجهة تنظيم مثل " داعش " .. هل هذا يدخل العقل ؟! 
هل أمريكا بجلالة قدرها .. عاجزة عن القضاء علي عدة آلاف من المسلحين .. وهل جيوش المنطقة الجرارة تعجز عن القضاء عليهم ..إن كان حقا مطلوب القضاء عليهم ؟!.
أفهم أن يقوم تحالف من هذا النوع وبهذا العدد لمواجهة تحالف مماثل أو قوة عظمي .. فعندما قررت الولايات المتحدة غزو فيتنام الشمالية شكلت تحالفا من ست دول في مواجهة تحالف من قوي عظمي هي الصين والاتحاد السوفييتي إضافة للبلد المستهدف ( فيتنام الشمالية ) .. أما في حالة " داعش " فقد وصل التحالف الأمريكي إلي أربعين دولة .. العالم كله يقف علي قدم وساق استعدادا للهجوم علي " داعش ".. وكأن " داعش " باتت تدق أبواب البيت الأبيض !!
الهدف الظاهر.. تخليص المنطقة من رعب وهول " داعش الذي "يوشك أن يحرق الأخضر اليابس .. ثم يختفي اسم " داعش" رويدا رويدا لتحل محله حرب شاملة ساحقة لكل القوي والحركات المعارضة للسياسة الأمريكية والاستعمار الأمريكي في المنطقة .. ستكون حربا ساحقة للمكون السني في المنطقة وقواه الفاعلة بل و ساحقة لدول بأكملها وربما تطول دولا مؤيدة لذلك التحالف .
لن ينفض أمر ذلك التحالف حتي يتم تمزيق أراض وتبديد قوي وتمزيق جيوش ونهب ثروات وتأميمها أكثر لصالح المستعمر الأمريكي وساعده الأيمن إيران . تذكروا كل التحالفات التي صنعتها أمريكا من قبل عبر التاريخ وكيف كانت نهايتها ! 
هكذا فعلت أمريكا مع فيتنام الشمالية إذ شكلت تحالفا دوليا ضدها بدعوي الدفاع عن فيتنام الجنوبية وشنت عليها حربا استمرت ثماني سنوات ( 1965- 1973م ) ..سقط فيها مليون ومئة ألف قتيل وثلاثة ملايين جريح ونحو 13 مليون لاجئ ( ويكيبيديا)
ولم تخرج من هناك إلا بعد شفط بحيرات النفط التي اكتشفتها الشركات الأمريكية ولم تبق منها قطرة واحدة .. وضاعت القضية الرئيسية التي أعلنت التدخل بسببها وهي الدفاع عن فيتنام الجنوبية !
هل نسيتم التحالف الدولي الذي شكلته أمريكا ضد أفغانستان عام 2001م بدعوي القضاء علي تنظيم القاعدة بحكم أن ذلك التنظيم هو من دبر تفجيرات 11 سبتمبر ..لقد كان ذلك التحالف مصحوبا بحملة دعائية تم خلالها استحضار عفريت القاعدة ... يومها بشرت العالم بالسلم والهدوء ..وغزت أمريكا أفغانستان وحولتها إلي ركام وقتلت أكثر من خمسين ألف أفغاني وباكستاني ونصبت قواعدها ولم تخرج حتي اليوم .. ولم يتم القضاء لا علي القاعدة ولا علي طالبان ولم يتحقق ..لا سلم ولا هدوء !.
وهل نسيتم التحالف الدولي عام 2007م من 34 دولة ، هي هي نفس دول تحالف اليوم تقريبا ضد داعش ؟ يومها أوصلت الدعاية السوداء العالم ليضع يده علي قلبه شوقا للتخلص من النظام العراقي وما يمتلكه من ترسانة نووية وتحقيق الهدوء والرخاء في المنطقة بأسرها ( راجع التصريحات والدعاية في تلك الفترة ) وغزت أمريكا العراق ولم نسمع أنها وجدت سلاحا نوويا هناك .. فقط ما تابعناه ونتابعه حتي اليوم هو تحويل ذلك البلد إلي خراب وقتل ما يقرب من المليون ونصف المليون عراقي ( صحيفة إنفورمايشين كليرينغ هاوس في إحصائية نشرتها على موقعها الاثنين 4/ 10 / 2011) ثم تسليم البلد لنظام أشد دموية ويقوم بحراسة عمليات النهب الأمريكي المتواصل لنفط العراق وثرواته مقابل عمولة يشفط من خلالها ما يشاء .. ومازالت أمريكا موجودة هناك ولن ترحل !
"داعش".. مصيدة أمريكية جديدة لالتهام المنطقة ..والتحالف الجديد – كغيره - ظاهرة الرحمة بالإنسان وباطنه أفعي تلتهم المزيد دون أن تشبع ! 

أحمد رجب .. أوراق الغرفة (53)


بقلم محمد رفعت الدومي
كتبت قبل أسبوع كلاماً عن الفنان " سعيد صالح " ، كنت أنوي أثناء كتابته أن أروي خبراً تراثياً يتعلق بالشاعرين " جرير " و " الفرزدق "، ابني العم اللذين ملأ العراك اللفظي بينهما الدنيا وشغل الناس في زمانهما، كنبوءة لا يليق التصريح بها باقتراب أجل الممثل " عادل إمام "، ولسبب ما نسيت ، وكان ذلك أفضل، و لحسن الحظ، لم يمرَّ شئ بعد، لذلك، سأروي هذا الخبر، أوالنبوءة التي الآن انطفأت بعد أن سافر فجر الجمعة في مساحات الغياب الكاتب الكبير " أحمد رجب " ليلحق، بعد أقل من شهر واحد، بشريكه في حرفة الصحافة و أوراق الغرفة " 53 " بمبني دار " أخبار اليوم " رسام الكاريكاتير" مصطفي حسين "!
قبل أن أقول ذلك الخبر، و قبل أن أنسي، يجب أن أقول : فوق أسطح أوراق الغرفة " 53 " ولد " فلاح كفر الهنادوه " و " مطرب الأخبار " و " عبده مشتاق " و " عبده الروتين " و " الكحيت " و " عزيز بيه الأليط " و " كمبوره " و غيرها الكثير من الشخصيات التي الآن حية، و سوف تظل، يقيناً، لقد أرسلها " أحمد رجب " عن عمدٍ للخلود!
و الآن، هذا هو الخبر ..
قال " أبو عبيدة " : حدثني " أيوب بن كسيب "، من " آل الخطفى " ، و أمه ابنة " جرير بن عطية "، قال : بينا " جرير " في مجلس بفناء داره بحجر إذا راكب قد أقبل فقال له " جرير " من أين وضح الراكب ؟ قال : من العراق، فسأله عن الخبر فأخبره بموت " الفرزدق " فقال " جرير " :
مات الفرزدقُ بعدما جدَّعته / ليت الفرزدقَ كان عاش قليلا
ثم أسكت ساعة فظننا أنه يقول شعراً، فدمعت عيناه، فقال القوم : يا سبحان الله أتبكي على " الفرزدق "؟! 
فقال : و الله ما أبكي إلا على نفسي، أما و الله إن بقائي خلافه لقليل، إنه قلما كان مثلنا زوجان يجتمعان على خير أو شر و يتهاديانه إلا كان أمد ما بينهما قريباً، ثم أنشأ يقول :
فجمعنا بحمال الديات ابن غالب / و حامي تميم ٍكلِّها و المراجم
بكيناك حدثان الفراق و إنما / بكيناك شجواً للأمور العظائم
فلا حملت بعد ابن ليلى مهيرةٌ / و لا مدَّ أنساع المطي الرواسم
قال " أبو عبيدة " : فما بقي " جرير " بعد " الفرزدق " إلا قليلاً حتى مات!
قالوا، لحق به بعد أربعين يوماً فقط!
غريب هذا الأمر، و يكاد لفرط حدوثه أن يصبح عرفاً دارجاً، قلما كان زوجان يجتمعان علي خير أو شر و يتهاديانه إلا كان أمد ما بينهما قريباً!
و" أحمد رجب " باختصار أعظم كتاب السخرية السوداء في " مصر " علي الإطلاق ثم يتخثر بعد ذلك كل تعريف آخر له إلي مجرد تعليق أو إضافة، بدأ مساره في عالم الصحافة و هو في مرحلة الجامعة، و لقد فضحت لنا زميلته الأقل منه عمراً بعامين " حُسْن شاه " بعضاً من أبعاد شخصيته في ذلك الوقت في حزمة كلمات كاشفة، قالت :
( قابلت " أحمد رجب "، لأول مرة، عندما كان مسؤولاً عن الصحافة بالكلية، و كانت علامات النبوغ واضحة عليه، فكان يعرف من أول يوم فى كلية الحقوق أنه سيصبح صحفيا، فكان يردد : " إن ما يجرى فى عروقى ليس دماءً و إنما حبر المطابع "، و استمرت علاقتى به و كان السبب فى اتجاهى إلى العمل فى الصحافة رغم أننى كنت أتمنى أن أصبح محامية !
كان قد أحب الموسيقي في مرحلة سابقة و أراد أن يصبح عازف كمان، لذلك، التحق بمعهد " جيوفاني "، لكنه أخفق في ترويض الكمان، حتي أن أستاذه نصحه بالتوقف عن دراسة هذه الآلة لأنها لم تصنع من أجله، كانت أصابعه مطبوعة علي عزف من نوع آخر، و هو العزف بالحروف، غير أنه واظب فيما بعد، حسب روايته هو، علي تحديق النظر بعيون الحسد في كل عازف كمان، لقد باشرت هذه الحادثة تربية " عقدة " علي ما يبدو احتفظت بها أعماقه حتي النهاية، جنباً إلي جنب مع " عقدة " أخري، ولدت تعقيباً علي حادثة أخري طبعاً، وهي " عقدة " أطلق عليها هو " فوبيا الحلاقة "! 
نعم، " فوبيا الحلاقة "! 
وهو يروي تفاصيل تلك الحادثة فيقول :
( ذهبت أحلق شعرى و أنا فى المدرسة الابتدائية فدخل رجلٌ صالون الحلاقة وفى يده ابنه فى مثل عمرى، فقص الرجل شعره و حلق ذقنه، و جاء الدور على الولد الصغير فأجلسه الحلاق على منضدة ليقص شعره بينما ذهب الأب إلى الحانوت المجاور بعد أن نفدت سجائره، و جن جنون الأسطى " رشوان " عندما اكتشف أن الرجل ليس أبا الولد الصغير، و أنه اصطحبه من الطريق ليتركه رهينة عند الحلاق باعتباره ابنه ويفر دون أن يدفع الأجرة! 
ولم يكتفِ الحلاق بضرب الولد المسكين الذى لا ذنب له، بل أمسك بى أنا أيضا و هو يصيح : 
- و أنت كمان أبوك فين يا ولاد النصابين؟ 
و لم أدرِ فى مقاومتى أننى كسرت " قصرية " زرع فتحول الحلاق إلى " القصرية " المكسورة و تحولت أنا إلى الشارع أسابق الريح، و من يومها أُصبت بما يمكن أن يسمى بـ " الحلاقة فوبيا "! )
يتضح من هاتين الحادثتين أن أعماق فقيدنا الكبير أعماق غير طاردة كأعماق ذوي الأعماق الهشة، فهي تمتص و تمضغ و تخبئ في جيوبها أدق التفاصيل و تعيشها ثم هي تستخدم، في الوقت المناسب، تلك الأصداء الناجمة عن تداعياتها للسخرية من الحياة ، و من كل شئ ..
بعد تخرجه من الجامعة، بدأ مساره الحقيقي في رحاب الكلمة محرراً بدار أخبار اليوم بـ " الإسكندرية " مع صديقه " محسن محمد " رئيس تحرير الجمهورية فيما بعد، و هو أيضاً، في واحد من أوضح أمثلة " الجينات السياسية " في " مصر" التي في خاطر و فم " أم كلثوم " و المختطفين ذهنياً فقط، زوج الإعلامية " هند أبو السعود " و والد الإعلامية " ميرفت محسن "!
من الجدير بالذكر أن الشيخ " عبد الباسط عبد الصمد "، المقرئ الشهير، كان هو السبب المباشر في شهرة " أحمد رجب "، كما كان " أحمد رجب " السبب في شهرته بقدر مضاعف مئات المرات، و هنا، حدثٌ من الحوادث القليلة التي تجعل المرء يشعر عند الوقوف فوقه بأنه يفتقد الدهشة أحياناً!
بدأت الحكاية عندما سأل أحد العاملين بالإعلانات في ذلك الوقت " أحمد رجب " : 
- عندى قصة حلوة، ينفع تنشرها ؟ 
و أخرج صورة أحد أقاربه، و استأنف كلامه : 
- هذا الرجل يعمل مقرئاً، و هناك امرأةٌ سورية تحبه و تطارده!
و تركت الحكاية صدي طيباً في نفس الصحفي الشاب، و لاحظ، في نفس الوقت، ذلك الشبه الكبير بين ملامح الشيخ " عبد الباسط عبد الصمد " و بين ملامح الممثل العالمي " مارلون براندو "، و كتب أول مقالاته الرئيسية في " الجيل " بعنوان " عبد الباسط براندو "، فأثار بذاك المقال غباراً وصل إلي عقر دار " مارلون براندو " في غضون ساعات قلائل، إذ أعادت مجلة " نيوزويك الأمريكية " نشر المقال! 
و علي السواحل المحلية، ارتفع، تعقيباً علي المقال أجر الشيخ " عبدالباسط عبد الصمد " من " 30 " إلي " 300 " جنيه، ليس هذا كل شئ، إنما، كعادة المصريين، بمجرد أن نمت الأحاديث حول المقال في المقاهي و المساجد و النوادي و الحارات، قام بعض الذين ينشطون أو يتظاهرون بالنشاط في مثل هذه الظروف بصنع تماثيل من الجبس الرخيص للشيخ " عبد الباسط عبد الصمد " أغرقت أسواق المدن الرئيسية في " مصر "، كان الباعة ينادون عليها :
" الشيخ " عبد الباسط براندو " بقرش، معبود الستات بقرش "!
تجاوزت شهرة الشيخ " عبد الباسط براندو " في أسابيع قليلة حدود " مصر "، و صار صوته طَبَقاً لا يليق إلا بموائد الملوك و الحكام، و دعي إلي " سوريا "، و هناك، في المطار، حوصر بالنساء و عدسات المصورين كما يليق بنجوم السينما العالمية، و قلد عدداً من الأوسمة! 
أكثر من كل هذا، لقد صار وجه المقرئ الشاب، بين يوم وليلة، يلتحق بأحلام يقظة كل النساء الناطقات بالعربية من المحيط إلي الخليج في ذلك الوقت برهافة بالغة، نساء " سوريا " علي وجه الخصوص ..
باختصار، استفحل أمر " مارلون براندو الشرق " منذ ذلك اليوم حتي عكف بعض الحاذقين في تربية النقود، تماماً، مثلما حدث في مصر، علي صناعة تماثيل له كانت تباع بكل عملات عواصم الشرق!
ضجة كبري، لم تسكت، في " مصر" علي الأقل، إلا بأمر من " جمال عبد الناصر " شخصياً بعد أن طلب منه " عبد الباسط عبد الصمد "، الخجول، إسكاتها!
لاحظ أن كل هذا الضوء العارم ولد في اسم ذلك المقرئ المغمور بداية من سؤال أحد العاملين بالإعلانات لـ " أحمد رجب "، ما أغرب الدنيا!
حكاية أخري أشد طرافة، رواها " أنيس منصور " في بعض من ذهب الكلام الخاص به، و كانا صديقين، و هذا معروف، و كان " أحمد رجب " يحرر باب " حظك هذا الأسبوع " في " الجيل "، و لأنهما كانا علي وعي تام ببساطة أذهان أغلب المتلقين من الجمهور، جعلا من هذا الباب ساحة مشروعة للمكائد بينهما! 
ذات يوم، لاحظ " أنيس " أن صديقه يوجه من خلال أحد الأبراج رسائل شخصية لأنثي ما يريد الإيقاع بها، و لسبب ما سكت في انتظار فرصة مناسبة، و تغيب " أحمد رجب " يوماً، فطلب من " أنيس منصور " تحرير الباب، و طبعاً، وافق من كل قلبه، ربما، وافق فقط ليوجه رسالة إلي صاحبة ذاك البرج، التي لابد أنها شعرت بالصدمة و اهتزت بداخلها خيوط كثيرة عندما قرأت في برجها لذلك الأسبوع :
- احذري من شخص اسمه " أحمد "، يرتدي قميص أحمر!
سخرية أنيقة، و مثقفون حقيقيون ظرفاء، يكفي لإدراك لزوجة الحضيض الذي وصل إليه الإعلام الآن أن، لا أقول تقارن، استغفر العطر، بل أن يمس ذاكرتك كـ " جعضيضة " عفنة اسم أحد الذين يتسلقون حنجرة المشهد الإعلامي الآن كالغربان الدميمة!
" أحمد رجب " مثقف كبير، و لعل من المحرض علي الدهشة أن نعرف أن السخرية كانت أقل أدواته، هو أيضاً كان شديد الوعي بهذه الحقيقة، و ربما كان وعيه بهذه الحقيقة هو وقود غروره، أو علي وجه الدقة، وقود نزوعه إلي العزلة، و عزوفه الصحِّيِّ عن أن يكون شخصية مفتوحة علي مصراعيها لتجوال كل من يريد التجوال في شوارعها كالكثيرين ..
و ثمة حكاية رائجة تؤكد أن السخرية كانت أقل أدوات " أحمد رجب "، لكنها خرزته التي اختارها من العقد و اشتهر بها، و لها، أحرج بهذه الحكاية كل النقاد المتحذلقين في ذلك الوقت..
و في ذلك الوقت، كان مسرح " اللا معقول " يهيمن علي المشهد الثقافي، وكان باقة من كبار النقاد، و باقة من أعلي أصوات الساحة الأدبية الموازية يرون في مسرح " اللا معقول " النموذج الأكثر صلاحية للمسرح ..
قرر " أحمد رجب " أن يثبت عملياً، و بطريقة اشتعلت عندما نضجت كفضيحة مدوية، بطلان هذه النظرية، وأن يثبت أن " اللا معقول " الوحيد هو أن يكون هؤلاء الأدعياء نقاداً أو كتاباً، من أجل أن يفعل ذلك نشر في مجلة الكواكب مسرحية بعنوان " الهواء الأسود "، ادعي أنها مسرحية لم تنشر من قبل للكاتب المسرحي السويسري " دورنيمات "، و دعا كبار النقاد المروجين لمسرح " اللا معقول " للتعقيب علي المسرحية باعتبارها واحدة من روائع هذا اللون من المسرح، و لقد حدث، و كانت الإشادة من جانب هؤلاء بالمسرحية و بامتداداتها الذهنية الكامنة و بإبداع " دورنيمات " عظيمة و ثرية فاقت كل توقعاته هو شخصياً!
عندما رأي أن دوائر مكيدته قد اكتملت، أخبرهم في لهجة لا تنم عن احترام كبير أنه هو مؤلف هذه المسرحية العبثية، هذا كل شئ، و منذ تلك اللحظة و حتي هذه اللحظة، سكتت أصوات هؤلاء، و انخفضت تصرفاتهم، أو اعتمدوا أساليب أخري لحشو فراغات نفوسهم علي وجه الدقة!
أنا، بصفة شخصية، لا أحب التعاطي مع الأمور، ولا مع الآخرين بهذه الطريقة الرديئة، لكنها تنجح، لا تلمسوا شيئاً ..
الطريف أن تعليقات الكتاب علي هذه الحادثة تشابهت مع شخصياتهم إلي حد مروع ، العقاد قال :
- هؤلاء النقاد المحترمون يجب أن يُساقوا إلى محكمة التزييف لحماية هذه الأمة من وبال دعواهم!
و قال " طه حسين " :
- إنها عقدة الخواجة فعلاً!
أما " توفيق الحكيم "، رائد المسرح الذهني، و أول من اتخذ الغرفة " 53 "، غرفة " أحمد رجب "، مكتباً له، فقال في لهجة كأنما تنم عن غيظ شديد :
- هذا مقلب ظريف و لطيف!
بينما قال " إحسان عبد القدوس " : 
- كل ما نرجوه من السادة النقاد أن يصروا على رأيهم الخطأ، و أن يرفعوا " أحمد رجب " إلى مرتبة الكتاب العالميين! 
المحير أن " صلاح عبد الصبور "، و هو الذي أسال في شعره الكثير من أساطير الإغريق، قال :
- إن هذا أعظم عمل نقدى للنقاد قامت به الصحافة طوال السنوات الأخيرة!
أياً يكن ..
لا يخفي علي أحد المصريين أن " أحمد رجب " كان معارضاً حقيقياً لنظام " مبارك "، و لم يكن كالكثيرين معارضاً من داخل النظام بالأمر المباشر لتجميل الصورة و إضفاء لون غير اللون الأسود من ألوان قوس قزح علي المشهد السياسي، لذلك، كان عدم ظهوره علي شاشة التليفزيون المصري بأمر سيادي، هكذا سمعت، و لعل طرده و محاولة الاعتداء عليه، و الاعتداء التام علي الرسام " مصطفي حسين " أثناء محاولة الزميلين حضور حفل تنصيب " صاحب مصر "، هو ذكري لهذه المرحلة!
مع ذلك، واظب " أحمد رجب " علي حراسة تأييده لـ " نظام يونيو "، أو هكذا يبدو، فلعل وراء الظلال مشاعر أخري محتجزة، و كان هذا سبباً لاعتباره هدفاً مشروعاً للرمي بالنفاق من قبل بعض المحسوبين علي " الإخوان المسلمين "، و هذا لا يجوز، و هذا فقير جداً، و لا أري تعريفاً للديمقراطية أكثر عدالة من " مجتمع يحق لكل فرد فيه أن يختار خرزته من العقد بكل حرية، و دون رقابة الآخرين " ..
ثم، يجب، عند التعامل مع كلمات " أحمد رجب " أن ندرك قبلياً أننا في رحاب ساخر يخبئ في جيوب الكلمات كلمات أخري، مثلاً، حين يقول مخاطباً السيسي :
" عزيزي الرئيس ( السيسي ) نحن لا نهنئك بنا و لكننا نهنئ أنفسنا بك، نحن نعرف أننا سوف نتعبك، و نعذبك، و نسبب لك كثيرا من الحيرة، فنحن نبدو كأسئلة بلا أجوبة، و قد نكف بجوارك عن الأنين، عن أصوات الاستغاثة، و قد يكون عزاؤنا أن أخيرا أصبح لنا ابتسامة، فأنت ابتسامتنا "! ..
و مثلاً :
"ا لآن يا " مصر " أموت مطمئنا عليك، و على أهلي المصريين، إني لا أوصي حاكماً صالحاً بأهلي، و لكن أوصيكم بحاكم ندر وجوده على الزمان، و قال " ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين "!
إنه " أحمد رجب " و الله، صاحب الأصابع التي تقف وراء " فلاح كفر الهنادوه "، هو هو، أو، ربما كان الارتباك قد امتد لذهني فأصبحت لا أستطيع أن أري كالآخرين وراء هذه الكلمات وجهاً آخر لكاتب ساخر آخر، ربما!
و الشئ بالشئ يذكر ..
أتذكر أنني في رمضان العام " 2012 "، في " معرض فيصل للكتاب "، سمعت الإعلامي الأستاذ " حازم غراب "، رئيس قناة " مصر (25) " في ذلك الوقت، يوجه نفس التهمة، تهمة النفاق، للأستاذ " أنيس منصور "، و حكي حكاية سخيفة لا علاقة لها بالسياق أصلاً، لا أتذكرها الآن، و لا أريد هذا بطبيعة الحال، و بعض مما أندم عليه في هذه اللحظة هو التزامي الصمت في تلك الليلة..
أيها السادة ..
يجب، لنصمم معاً جسوراً صحيحة لعبور هذا المنحني الخطير أن ندرك حقيقة مهمة، و هي أن لـ " قوس قزح " ألواناً كثيرة، و أن ندرك، قبل كل شئ، أن ليس كلُّ من اختار أن يقف ضدنا عدواً، و ليس كلُّ من يقف معنا، لكن بطريقته الخاصة، عدواً محتملاً!
يجب أن ندرك أيضاً حقيقة قد تكون باهتة حول أغلب المثقفين! 
المثقفون بشر قبل كل شئ، و كما أن هناك بشر حولنا يفضلون الحياة علي هامش الصراع، أي صراع بين طرفين، و في ظلال الجدران، لحراسة حياتهم و حياة عائلاتهم، أو هكذا يظنون، تآمر الإعلام علي تسمية هؤلاء " حزب الكنبة "، هناك أيضاً من يمكن أن نتآمر علي تسميتهم بـ " أدباء الكنبة "، الأستاذ " نجيب محفوظ " يأتي في مقدمة هؤلاء، مغ ذلك، هو، كان في كل ما كتب مزدحماً بالثورة، لكنه اختار فقط أن يكون كاتباً عظيماً، علي الجانب الآخر، الشاعر " أحمد فؤاد نجم " اختار جدران الزنازين موقداً يغذي الشاعر الذي يسكن جسده علي حافة الثائر الكبير " أحمد فؤاد نجم "، أعظم أعماله استحقاقاً لفخره علي الإطلاق، و كلا المبدعين، في النهاية، قدم مشروعه و اجترح استبصاراته بالطريقة التي رأي أنها تناسبه ..
تخيل، لو كان " أنيس منصور " اختار أسلوب " نجم " مثلاً، و اصطدم بالنظام، من أين كان لنا كتاب جميل مثل " حول العالم في 200 يوم "، تخيل!
ثم، ما هي سعة الموجة التي قد يثيرها قلم كاتب يبرر الديكتاتورية، و هو مرغم بالمناسبة، في وسط سياسي مؤاتٍ فقط لأقلية مشهورة بالميل إلي تبجيل الديكتاتورية و الإشادة بالفساد، لا شئ، ربما يثير القلم أمواجاً من الصخب تثور لها سواحل بعيدة في وسط آخر، كالوسط الفني أو الرياضي أو الثقافي مثلاً! 
و مثلاً، قال " أحمد رجب " ذات يوم :
( إنني أعيش التاريخ وأصنعه، فإنني أحيا في عصر " عبدالناصر"، أنتمي إلي هذا الجيل الذي يشكل معالم التاريخ، و لسوف ينتصر " عبدالناصر "، و لسوف تقرأ الأجيال القادمة للأمة العربية ذات يوم كتاباً واحداً للتاريخ يحكي قصة الدولة العربية الموحدة العظمي، يحكي قصة هذا الرجل الذي قاد الطليعة إلي الأمل!)
من العاري جداً، بطبيعة الحال، أنها كلمات معلبة و مجانية داسها التاريخ بالحذاء، خطابية، أشبه بأشعار الحماسة في أكثر عصور الشعر انحطاطاً، و كرجز الأعراب قبل النزال في الغارات في سالف الأزمان، و هي، قبل كل شئ، كلمات مريضة بالبرودة المجردة، تفضح، بكل بساطة، المشاعر الحقيقية لقائلها، لا شك أننا كنا سوف نسقط من فرط الضحك بالتأكيد إذا أعاد كتابتها قبل أسبوع في " نص كلمة "، و كنا سنصدق أنه يريد السخرية من بشاعة الشرخ الذي تدحرجت فيه مصر من جراء نزوة " عبد الناصر " الشهيرة في يوليو " 52 "، حبيب الملاليم!
لكن، ما دمنا واثقين أن هذه العبارة، ربما، أقدم عمراً من " نص كلمة "، لا يليق بنا الحكم علي قائلها قبل أن نتذكر أنه، مثل كل الناس، كان يريد أن يعيش ..
علي كل حال ..
وداعاً " أحمد رجب "، عابرنا الممتاز، وداعاً ..

12 سبتمبر 2014

اتصالات مجانية عبر الإنترنت من "جوجل"


بدأت "غوغل" منذ الأربعاء باستخدام تطبيقها "هانغ آوتس" لتوجيه الرسائل على أجهزة محمولة لإجراء اتصالات صوتية مجانية أو بكلفة متدنية عبر الإنترنت على غرار خدمة سكايب.
وقال آميت فولاي، أحد مسؤولي "جوجل" على مدونة المجموعة "يسمح هانغ آوتس في الأساس بتوجيه رسائل سريعة أو بدء محادثة عبر تقنية الفيديو بين مجموعة من الأشخاص، لكن أحياناً من الأفضل الاتصال بشخص لنقول له إننا نحبه. ومع النسخة الجديدة للتطبيق بات الأمر ممكناً".
وقد جمعت غوغل بين قدرات خدمتها للاتصالات عبر الإنترنت "غوغل فويس" وبين تطبيق "هانغ آوتس" الذي يعرف نجاحاً كبيراً عبر شبكة التواصل الاجتماعي غوغل للسماح خصوصا بإجراء اتصالات بالفيديو بين مجموعات مجاناً.
وستكون الاتصالات بين مستخدمي تطبيق "هانغ آوتس" مجانية أيضاً، وكذلك كل الاتصالات التي تجرى داخل الولايات المتحدة وكندا على ما أوضح فولاي. والاتصالات عبر هذا التطبيق ستكون ممكنة للأجهزة المحمولة التي تعمل بنظامي "اندرويد" و "آي أو أس" من "آبل".