18 أغسطس 2014

د.علاء الدين عباس يكتب: كشف ما خفي من اللهو الخفي

شاهدت قديما فيلما أمريكيا من أفلام الأكشن وكان البطل عميلا للمخابرات الأمريكية وقد أوكل إليه رئيسه مهمة كشف عصابة خطيرة تهرب مخدرات وأسلحة للبلاد بغية إثارة القلاقل وعمل اضطرابات وبعد صراع طويل مع أفراد العصابة ومطاردات حبست أنفاسنا يكتشف البطل في نهاية الفيلم أن أفراد العصابة هؤلاء مجموعة من المساكين قد تم إرهابهم وخطف ذويهم ووضعهم في معتقلات سرية وقد ضغطوا عليهم للتهريب حتى يطلقوا سراح أقاربهم ويكتشف البطل أيضا أن رئيس العصابة والرجل الخفي هو نفسه رئيسه في جهاز المخابرات السرية وهو الذي كان يتسبب في إفشال المهمة كلما أوشكت علي النجاح وهكذا يجد البطل في نهاية الفيلم أن الصورة كانت مقلوبة تماما وان أعدائه هم أصدقائه والعكس بالعكس.
واليوم لو بحث ضابط مبتدئ عن هذا اللهو الخفي والذي يتسبب في كل ما تعانيه مصر من اضطراب وتشرذم وانقسام فسيضع أصبعه مباشرة علي المجرم والذي هو عبارة عن سلسلة متصلة ومترابطة يجمعها مصلحة واحدة ويحدد توجهها مصير مشترك، هذه السلسة هي خماسية النكد والخراب.
الموساد- الفلول- سجناء بورتو طرة- أمن الدولة المنهار - بعض ضباط المجلس العسكري.
أما هؤلاء المرتزقة من البلطجية والمخمورين وأدعياء الثورة فما هم إلا أدوات في أيدي الخماسي السابق.
الموساد والذي شكل شبكة علاقات تمتد من جهاز أمن الدولة ورجال الأعمال أصحاب المصالح في العهد البائد ورموز إعلامية مغرضة وقد ذكر نائب رئيس الموساد جانبا من المؤامرة في كلمته في حفل خروجه علي المعاش عندما قال .. لقد وضعنا في مصر ما يكفل تدميرها لخمسين سنة قادمة.
الفلول من النظام السابق من رجال أعمال وتجارة أثروا في العهد البائد فمثلا موقعة الجمل الأولي عام 2011م انظر من مولها ودفع بالغوغاء والسذج لهذه المواجهة الدامية وموقعة بورسعيد عندما تكتشف لجنة تقصي الحقائق والتي شكلها مجلس الشعب الطيب والذي لم ير من الجبل إلا قمته فقط تكشف اللجنة أن أربعة رجال من فلول النظام السابق مثل الحسيني أبو قمر عضو مجلس الشعب عن الحزب الوطني ببور سعيد وجمال عمر صاحب محلات العروسة وقريب سوزان مبارك وغيرهما وقد استأجروا أتوبيسات حملت بلطجية وقتلة من الدقهلية ودمياط وأدخلتهم إستاد بور سعيد ووزعتهم بين جمهور المصري وعلي الجانب الآخر يأتي طارق بك (وهو اسمه الحركي) لضابط المهمات القذرة بجهاز مباحث أمن الدولة ليدفع ببعض بلطجيته وسط جماهير الأهلي ويرفعوا راية مسيئة عن شعب بور سعيد الزبالة والذي لم يخرج رجاله .. هل منطقي أن جمهور زائر وأقلية ترفع مثل هذه الراية الاستفزازية في وسط جمهور هادر غاضب متحفز..؟؟؟ وهل من المنطق أن يندفع جمهور فرح و فائز علي خصمه اللدود وأن يعمل القتل والذبح بمثل هذه الهمجية الحقود والغيظ المتلمظ ..؟؟ لو تمكن المحققون من القبض علي الشابين اللذين رفعا الراية وسألا عمن كتب العبارات المستفزة سيصلون لطارق بك .. ولكن كيف عرفت أنا طارق بك ..؟
لو عدنا للمظاهرات والتي قام بها أمناء الشرطة حول الداخلية من عدة أشهر واستمعنا للأمين الذي كان يعمل مع طارق بك وكيف كان يوكل إليه المهمات القذرة من حرق السيارات واختطاف المعارضين والضرب والتعذيب ولو سال عاقل نفسه اليوم أين أختفي جهاز مباحث امن الدولة والذي كان يعمل علي مدار اليوم ويمسك بمفاصل الدولة سيقول ساذج لقد تحول لجهاز الأمن الوطني والسؤال الذي لن يجيب عليه أحد .. ما هي وظيفة جهاز الأمن الوطني اليوم بالضبط وكيف يقضي ضباطه أوقاتهم وما هي المهمات الموكلة لهم .. لو أجابنا أحد بصدق فسنعرف السر فيما يحدث في بر مصر اليوم.
الكثير من المعلومات متوافرة لدي التحريات العسكرية والمخابرات والتي تعرف دبة النملة ولكن المشكلة أن بعض ضباط المجلس العسكري الحاكم متورط بشكل أو بآخر في جرائم أو بامتيازات مالية وبمركز وسلطة ومن الخطر بمكان سحب هذه الامتيازات وتجريدهم منها.
هذه الخماسية النكدة من الموساد والفلول وسجناء المزرعة وأمن الدولة وبعض العسكر هم اللهو الخفي والذي يجثم علي صدر مصر.
والحل .. ما هو الحل ..؟؟
مجلس الشعب المنتخب هو النقطة الشرعية الوحيدة الآن بعد الثورة ويجب أن ندعمها ونؤازرها بل وننفث الخبث عنها من بعض أعضائها المغرضين والذين يتمنون هدمها من الداخل بعد أن أفرزت الانتخابات الحرة تشكيلا ليس علي هواهم هم ومن يؤازرهم.
لابد من تدعيم مؤسسات الدولة بإنهاء انتخابات مجلس الشورى وبعده مباشرة الإعداد لانتخاب رئيس جمهورية بإرادة شعبية حقيقية.
وبعد ذلك لابد من عودة العسكر لثكناتهم والعمل علي كتابة دستور توافقي ومتماسك يصلح لنا ولمن يأتي بعدنا.
وأري أن نتحمل بصبر وأناة لكل ما يستجد من جرائم وفتن واضطرابات ونحن نخوض غمار بناء الدولة وألا تشدنا الرغبة في حساب المخطئين والقبض علي الفاسدين والتنكيل بالخارجين والمتآمرين عن هذه الغاية الكبرى وهي بناء مؤسسات الدولة وتسكين أفرادها في أماكنهم المناسبة أما تشكيل حكومة وطنية ثورية وإعادة هيكلة أجهزة الأمن والاستخبارات وترتيب البيت الإعلامي والبدء في وضع الحلول الاقتصادية الناجعة فلن يتأتي قبل استلام زمام الدولة والهيمنة علي مقدراتها لأنهم قديما قالوا في الأمثال ( لا رأي لمن لا طاعة له ).
جدة – 4-2-2012

هذه دروعنا التي يجب أن نتسلح بها ضد من اغتصب ونهب وقتل ونال من كرامتنا،كما يريد لنا أعدائنا

بقلم:رحاب أسعد بيوض التميمي
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ*إن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاء وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ*لَن تَنفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ))]الممتحنة:1- [3
هيئات ومنظمات أُنشئت حماية ﻷمن الكيان اليهودي،ومحاربتنا ونحن كلما ضاقت بنا الدنيا لا نلوذ إﻹ بها.
أمم متحدة(ضدنا)ومجلس أمن لحماية أمن( كيان يهود)ونحن رغم ذلك لا نستجير إﻹ به ليرفع كيده عنا.
جامعة الدول العربية التي أنشئت في العام 45 تمت الدعوة إليها من قبل وزير خارجية بريطانيا أنتوني إيدن المهتم بأمرنا!!بعد أن ضمنت بريطانيا زراعة الكيان اليهودي في فلسطين.
ومؤتمر العالم اﻹسلامي(منظمة المؤتمر الإسلامي)في العام 46 الذي تمت الدعوة إليه بعد سقوط الخلافة العثمانية على يد أتاتورك عام 24،وما انشق عنه من رابطة العالم الإسلامي التي عملت وتعمل على هدم أهم معاني المجد والقوة والعزة والكرامة وهو(الجهاد)وإستبدالها بمعاني الذل واﻹستسلام وهو الحوار،من خلال إيجاد من يتبنى ما يُسمى الفكر اﻹسلامي الوسطي الحديث الذي ينبذ الإرهاب(الجهاد)،ويفعل لغة الحوار،في إنقضاض واضح وصارخ على تعاليم اﻹسلام وأساس بنيانه من خلال هذا الحوار،الذي يحمل في ظاهره الرحمة وفي باطنه العذاب والذل والهوان،فهي منظمات لم يقصد من إنشائها العمل على فتح باب الدعوة إلى الله للالتقاء على كلمة التوحيد لنجدة البشرية كما دعا الله تعالى في كتابه
((قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ )]أل عمران:64 [
وإنما سعي من خلالها إلى استغلال الحوار للوصول إلى التطبيع مع الصهيونية من خلال تعطيل الجهاد،وتفعيل حوار الأديان,وما تبع ذلك من الدعوات المتكررة لعقد القمة العربية الشكلية التي يجتمع بها الرؤساء العرب لتخدير الشعوب،كلما دعت الحاجة ليس من أجل اتخاذ قرارات رادعة ومستعجلة لنصرة قضايا الأمة،وإنما للتغطية على تأمرهم بالشجب واﻹدانه ضد كل زلزال تتعرض له الأمة من قبل أعدائها ولرفع الحرج عن أنفسهم أمام العالم ,وعودة إلى جامعة الدول العربية التي دعا إلى إنشائها أنتوني إيدن التي تجتمع مع وزراء خارجية الدول العربية كلما طرأ طارئ لمناقشة أخر المستجدات،والتي يشهد لها أنها لم تحقق أي إنجاز يُذكر,فهي لم تخرج عن لغة الهدوء والحوار منذ نشأتها ولم تحقق إلا الدعاية الإعلامية ﻹسم مفرغ من أي محتوى من الاتحاد أو القوة،فقد أثبتت ولائها الكامل لسادتها،وكان عمرو موسى بفترة توليه أمانتها العامة عدة دورات خير دليل على تواطئها وتخاذلها بأسلوبه الناعم الوضيع,فسياستها قائمة على نبذ العنف والإرهاب وتبني لغة الهدوء والحوار دائماً وأبداً أمام قتل الأطفال وهتك الأعراض،وهدم البيوت!!
هل بعد هذا التواطؤ تواطؤ؟؟
لقد شهد لكل هذه الهيئات تواطئها وخذلانها لقضايا الأمة،بل والتأمر على قضايا المسلمين منذ نشأتها،فهي كلها أنشئت لتدعيم نسيج قيام دولة العنكبوت التي فرضت علينا،وتم الترويج لها حتى تصور الناس أن هذه الهيئات قوانينها مقدسة لا أحد يستطيع الخروج عنها,فهي تحت إشراف قوى عظمى مرعبة،فتم التسليم بها تسليماً مطلقاً والدعوة والاستنجاد بها فوراً عند كل مصيبة تحل علينا,فكانت كمن يستجير بالرمضاء من النار،وتحقق هدفها وهو أن يتخدر الأغلبية وينسى العوام القضية الرئيسية وهي قضية فلسطين وينسوا معها الجهاد ويؤمنوا أن ليس لها حل إلا الحوار مع هذه المنظمات الخارقة،والتي فاقت القدرة الإلهية كما كذب المكذبون ونجم المنجمون.....
ونحن الذين سُلبت منا عقولنا وإرادتنا من أجل المُدعية(إسرائيل)خُدرنا وأصبحنا ننبذ العنف ونعتبر الجهاد يُديننا أمام هذه المنظمات التي هي أشد قدسية في قلوبنا للأسف من القوانين الإلهية،نطلب النجدة منها عند كل مشكلة وكل حرب تشنها أمريكا وكيان اليهود وأعوانهم من قادة اﻷمم المتحدة علينا،وندعو لعقد إجتماع طارئ لمجلس اﻷمن،وتعقد اﻹجتماعات وتخرج دائما قراراتها نجدة ﻷمن كيان اليهود وإدانة للإرهاب،ودائما يُستخدم حق النقض الفيتو لتعطيل أي قرار يُدين كيان اليهود,ويتم تجيش الجيوش وإرسالها هنا وهناك لمحاربة من يحمل في فكره الجهاد ضد الكيان اليهودي كما فعلت في أفغانستان وفي العراق وكما عملت على فتح(معتقل جوانتانامو) لمعاقبة من تعتبرهم إرهابيين،ثم نعاود الكرة مرة أخرى ونأمل من جديد بمن حفر ومكر لنا في عُقر دارنا أن ينصرنا في إجتماع أخر لمجلس اﻷمن،وهكذا نحن لا نقطع اﻷمل نستجدي العطف ممن أذلنا وأهاننا وأكل وشرب من لحمنا ودمنا،ونأمل أن يتطلع لنا ونطرق بابه دائما أملاً في قبول الاستجارة بنا لديه،
وهكذا تم استدراجنا،تقييدنا،إخضاعنا لقوانين دولية تتحكم برقابنا،تراقبنا،تفرض العقوبات علينا،لا تخرج في أفضل قراراتها خدمة لنا عن لغة الحوار والهدوء،والشجب والإدانه خدمة لمصالح كيان اليهود أولاً،وخدمة لمصالح الأمريكان والأوروبيين ثانيا وطعنآ في معتقداتنا، ونحن دخلنا وكر الذئب بأرجلنا ﻷن حُكامنا هم صناعة هذه اﻷمم,لقد زرعوا فينا أن القوانين الدولية هي فوق القوانين اﻹلهيه وصرنا نتهم من يخرج عليها بأنه إرهابي همجي وهذا ما أرادوه لنا،صرنا نؤمن أن لغة الحوار والشجب أقوى من لغة الرصاص ضد الصواريخ وضد كل أشكال العنف،وهذا ما تبنته قوانينهم لغسل أدمغتنا،حتى أصبح معيار الرقي والتحضر هو الالتزام بالمبادئ الدولية وأي خروج عليها وصف بالإرهاب والهمجية حتى ينقلب الناس على الجهاد ويتبرؤوا منه,لقد سُلبت منا عقولنا وتم تخديرنا وغسل أدمغتنا كل ذلك خدمة لكيان اليهود،لقد استُنزفنا ماليا وجسديا وفكريا واستُنزفت صحتنا وعافيتنا كل ذلك خدمة ﻷمن ذلك البيت الوهن،بيت العنكبوت حتى أصبحنا المُروجين اﻷوائل بالخضوع للقوانين الدولية،والتبني ﻷفكارها في حياتنا
من اجل ذلك معركتنا لن تحقق ما تصبو إليه حتى تتحررعقولنا من القيد الذي أحيط بها،ونقوم باﻹنقلاب على كل هذه الهيئات والمنظمات والكفر بها كفرا مطلقا،ونؤمن إيمانا مُطلقا أن الولاء لها يعني الولاء للكفار وهذا الولاء يخرج المسلم من اﻹسلام,فليس هناك ولاء إلا لله ورسوله والمؤمنون والله المستعان.

المتحدث باسم الدعوة السلفية: الكنيسة ستنشئ فضائية اسلامية!!ّ

17 أغسطس 2014

متصل يحرج وائل الابراشى بخصوص أكذوبة المخابرات "كتيبة حلوان"


صحفية اسرائيلية صديق مبارك الإسرائيلي في الطريق للسجن لتلقيه رشوة من "الكنز الإستراتيجي"؟

مصير مماثل؟ من المرتقب أن تقدم الشرطة لائحة اتّهام ضدّ فؤاد بن إليعازر، وزير الدفاع الأسبق والمقرّب من حسني مبارك، بتهم تتعلّق بغسل أموال ورشاوى. قد يفلت فؤاد من العقاب بسبب حالته الصحّية

حتى ما قبل شهرين كان عضو الكنيست بنيامين (فؤاد) بن إليعازر مرشّحًا رائدًا لمنصب رئيس دولة إسرائيل. ولكنّه أجبر قبل أربعة أيام من الانتخابات على الإعلان عن انسحابه من المنصب، بسبب قرار الشرطة في فتح تحقيق ضدّه، في أعقاب معلومات وصلت لفرع التحقيقات.
تم التحقيق مع بن إليعازر، الذي كان يومًا ما وزيرًا للدفاع ورئيسًا لحزب العمل، في الشهرين الأخيرين للاشتباه به في تلقّي مبالغ تصل الملايين من رجال أعمال، والآن، حين وصل التحقيق إلى مراحله الأخيرة، تقرّر الشرطة أنّ هناك أدلّة كافية لتوجيه الاتهام وستوصي بتوجيه لائحة اتّهام ضدّه بتهمة غسيل الأموال والتهرّب من دفع الضرائب، ومن الممكن أن تشتمل أيضًا على جرائم الرشوة.
ويُذكر أنّه مع بدء التحقيق اكتشفت الشرطة نقل 400 ألف دولار من حساب رجل أعمال ثريّ إلى حساب بن إليعازر، بالإضافة إلى صرافة شيك بقيمة 350 ألف شاقل قام بها عضو الكنيست عند صرّاف في تل أبيب. وعُثر أيضًا على خزينة شخصية امتلكها فؤاد في بنك القدس وفيها ما يزيد عن نصف مليون دولار نقدًا. وفقًا للاشتباه، فقد استخدم بن إليعازر أموال الرشوة في تمويل منزل "البنتهاوس" الذي اشتراه في يافا بقيمة تسعة ملايين شاقل (نحو مليونين ونصف مليون دولار). وقد ادّعى فؤاد في دفاعه أنّ الأموال التي تلقّاها كانت هي قرض كان يخطّط لإرجاعه، وأن الشيك تلقّاه من ابنه، رجل الأعمال الناجح في الولايات المتحدة.
ومع استمرار التحقيق ظهر اشتباه بأنّه حين كان يشغل منصب وزير في الحكومة، تلقّى فؤاد مئات الآلاف من الشواقل من رجل أعمال آخر، وبالمقابل ساعده في تنفيذ معاملات عقارية في مصر، مستفيدًا من علاقاته الجيّدة مع قيادة مصر، ومع الرئيس الأسبق حسني مبارك، والذي كان معروفًا باعتباره صديقه المقرّب.
ومن المفارقات، يبدو الآن أنّ مصير كلا الصديقين سيكون مماثلا، في حال تمّت محاكمة فؤاد وأخذه إلى السجن فعليّا. والذي من المتوقع أن يقرّر محاكمة فؤاد هو المستشار القضائي للحكومة، الذي من المفترض أن يأخذ بعين الاعتبار في قراره السنّ المتقدّمة لفؤاد (78) وأيضًا حالته الصحّية الإشكالية.

عاصفة غضب في تل أبيب بسبب زواج مسلم من يهودية!!

الزوجان يتوجهان إلى المحكمة في محاولة أخيرة لمنع مظاهرة نشطاء اليمين المتطرف خارج حفل الزفاف; الرئيس الإسرائيلي: أتمنى للعروسين الصحة والراحة والفرح

المصدر
لم يكن في إسرائيل أبدًا زفاف أثار عاصفة سياسية كبيرة كهذه. ينشغل الإعلام - المؤسسي وخصوصًا شبكات التواصل الاجتماعي - في الأيام الأخيرة بالزفاف الذي من المتوقع أن يقام الليلة بين مسلم ويهودية، محمود منصور (26)، عربي مسلم، واختيار قلبه مورال ملكا (23)، وكلاهما من سكّان يافا.
بدأ كل شيء قبل أسبوع، حين نشر نشطاء اليمين المتطرف في الفيس بوك الدعوة للزفاف المختلط، والذي من المتوقع أن يجري في قاعة حفلات في وسط إسرائيل، داعين إلى منع الزفاف والوصول للتظاهر ضدّه. "جريمة حدثت في إسرائيل"! كما كتب: "نحن لن نصمت وسنأتي للاحتجاج. تعالوا مع لافتات ومكبّرات الصوت. باسم الإله سنفعل ذلك وسننجح! شاركوا الجميع! مع الأسف هذا حقيقي".
وكان من بادر إلى هذه الخطوة هو منظّمة "لهفاه"، والتي تعمل على منع الزواج والعلاقات بين اليهود والعرب، وخصوصًا اليهوديات مع المسلمين. بعد نشر الدعوة، وبعد أن تم إغلاق صفحة الفيس بوك التابعة للمنظمة في أعقاب تقارير أرسلها متصفّحون بخصوص محتوى عنصري؛ تمّ افتتاح صفحة خاصّة لمنع حفل الزفاف، ولكن في الوقت الراهن أغلقتْ هي الأخرى.
في هذه الأثناء، يستمرّ العريس والعروس في الحفاظ على التفاؤل، ويعلنان بجميع الوسائل الممكنة انّهما لا يخافان ولن يدعا التهديدات تدمّر فرحتهما. ومن المتوقع أن يحتفل الزوجان الليلة بزفافهما في قاعة في مركز البلاد مع 800 مدعو وتحت حراسة مشدّدة من حراس الأمن والشرطة. وقد تمت الطقوس الدينية - الإسلامية مؤخرًا، بعد أن كانت مورال يهودية، أسلمتْ قبيل زواجها من صديقها في السنوات الخمس الأخيرة.
باستثناء استئجار الحراس، فقد قدّم العريس والعروس طلبًا إلى المحكمة طالبين الحصول على أمر بمنع المضايقة من أجل منع نشطاء اليمين من التظاهر خارج حفل الزفاف. وقررت المحكمة بالسماح للمظاهرة المخطط لها، بعد موافقة الطرفين على القيام بها على بعد 200 متر من قاعة الزفاف.
. "آمل أن يأخذ القاضي الأمر بالاعتبار ويأتي لصالحنا"، كما قال العريس هذا الصباح. "إذا لم يفعل كذلك، سنستمر كالعادة وسنواصل بذل الكثير من الجهد، دون إيلاء الاهتمام بالمتظاهرين العنصريين". أضاف منصور أنّ "الكثير من اليهود اتصلوا بي ووصلوا إلى منزلي لدعمي. أنا أقدّر كل إنسان يحترم قرارنا. فليقوّهم الله". وقد افتتحت في هذه الأثناء مجموعة مضادة في الفيس بوك، وهي تدعم حقّ الزوجين بتحقيق حبّهما كما يرغبان، بل ودعت النشطاء للمجيء وإقامة مظاهرة ضدّية مقابل نشطاء اليمين.
وقال الرئيس الإسرائيلي المنتخب، رؤوفين ريفلين، أن خطأً أحمر يمر بين حرية التعبير والاحتجاج والتحريض. " قرر الشاب محمود وقرينته مورال الزواج بحرية في دولة ديمقراطية.
التحريض ضدهم يثير للقلق". وأضاف: أتمنى للعروسين الصحة والراحة والفرح.
أكّد محمد، والد العريس، قائلا: "نحن لا نخاف من شيء. المظاهرة لا تؤدي إلى شيء، سيأتي جميع المدعوّين لمشاركتنا فرحتنا في حفل الزفاف.
أنا فخور بابني العزيز، وسنستمر في أن نكون بجانبه مدى الحياة". والدة العروس أيضًا، والتي أجرت مقابلة صباح اليوم مع عدد من برامج أحداث الساعة، أعربت عن دعمها للزوجين واختيارهما، ولكن من الجدير ذكره أن والد العروس يعارض العلاقة واختار ألا يأتي إلى يوم الزفاف.

15 أغسطس 2014

معن بشور يكتب : بقايا الماضي ... أم طلائع المستقبل

(مهداة إلى أبطال المقاومة في ذكرى الانتصار على العدوان)
14/8/2014
في يوم من أيام حزيران 1992، وكان كل شيء في المنطقة يشي بتردي الأوضاع بدءا من حرب الخليج الأولى التي أحدثت انقساما مدوياً في الصف العربي، وأدت إلى تدمير بلد بحجم العراق ووضع شعبه تحت الحصار، وتمكنت الإدارة الأمريكية أن تفرض على الدول العربية المشاركة في مؤتمر مدريد لتسوية نهائية للصراع مع العدو الصهيوني وان تفرض على منظمة التحرير الفلسطينية أن تشارك في ذلك المؤتمر من خلال الوفد الأردني.
في ذلك اليوم زار وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية الدكتور علي اكبر ولايتي لبنان وسط تسريبات إعلامية تفيد أن أحد أهم أسباب الزيارة هي "ضبضبة" حزب الله في لبنان بهدف التكيف مع الجو السائد في المنطقة، والتقى الوزير آنذاك – الذي أصبح مستشارا لمرشد الثورة الإسلامية السيد علي خامنئي – ممثلي القوى الوطنية والإسلامية اللبنانية وكان بينهم السيد حسن نصر الله (المنتخب حديثاً أميناً عاماً لحزب الله)، وكذلك "الوزير" نبيه بري، لم يكن قد انتخب بعد رئيساً للمجلس النيابي، والوزير وليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، والأمناء العامون لأحزاب وتنظيمات وطنية وقومية ويسارية بات أكثرهم فيما بعد نائباً أو وزيراً.
لم استطع في ذلك الاجتماع أن أخفي قلقي ومخاوفي مما كنت اسمعه وأقرأه، بل كنت أريد تبديدهما بشكل نهائي فقلت للوزير ولايتي:
"لقد قرأنا وسمعنا أن لزيارتكم علاقة بإقناع حزب الله بالتخلي عن المقاومة والانخراط في العمل السياسي اللبناني، وبغض النظر عما سمعت وقرأت، ورغم انه ليس لي علاقة بحزب الله وقادته آنذاك، بل ربما كان نشاطي "القومي العربي" مثيراً للشكوك والريبة آنذاك في بعض أوساط الحزب، لكنني أود أن أقول للذين يقولون لكم أن المقاومة في لبنان هي من بقايا مرحلة انتهت، أن حزب الله ومقاومته هما من طلائع المستقبل الذي ستتغير على يدها معادلات وتسقط أوهام ويندحر الاحتلال".
لمحت يومها بعض الاستغراب في وجه الدكتور ولايتي، والاندهاش في عيون كثير من الحاضرين الذين فوجئوا بهذا الكلام، وفوجئوا أكثر بصدوره عمن يعتقدون انه يقف في مكان بعيد فكرياً وسياسياً عن حزب الله.
لكنني استطردت قائلاً:" نعم يا معالي الوزير، ندرك أن الظروف التي نمر بها ظروف صعبة وقاسية، وان قطار التسوية هو القطار الوحيد في المنطقة، وان من لا يركب فيه يصبح خارج المعادلة، بل خارج المنطقة بأسرها، لكنني اعتقد أن بإمكاننا أن نقلب الطاولة على المعسكر الأمريكي – الصهيوني عبر بناء جبهة شرقية منيعة ممتدة من الناقورة في جنوب لبنان حتى طهران في قلب إيران مروراً بدمشق وبغداد، متجاوزين كل خلاف أو تناقض أو تناحر من اجل حشد الطاقات لمواجهة عدو الأمة كلها".
وبعد الجلسة، حرص الدكتور ولايتي أن ينفرد بي على هامش الاستراحة لكي يعرف مني أكثر عن أسباب قلقي، وعن آفاق رؤيتي، وقال لي يومها بصوته الهادئ: "أطمئن، فمقاومة المشروع الصهيوني بالنسبة لنا هي مسألة عقائدية، ووحدة الإقليم هي احدي ابرز غاياتنا وعناوين إستراتيجيتنا".
حين اذكر اليوم تلك وقائع الجلسة الهامة أدرك بالطبع أن التزام الجمهورية الإسلامية بالمقاومة اللبنانية، كما بالمقاومة الفلسطينية، لم يكن بسبب ملاحظاتي المتواضعة، ولكن لكي ندرك اليوم جميعاً، ونحن نرى تموز الفلسطيني يعانق تموز اللبناني، أن التناوب في المواجهة بين المقاومتين اللبنانية والفلسطينية، (بل بينهما وبين المقاومة العراقية للاحتلال، وكل مقاومة عربية وإسلامية)، سيبقى رغم كل الصعوبات والمؤامرات والتضحيات هو عنوان مرحلة ليست المقاومة فيها من بقايا ماضٍ، بل هي استمرار لتصميم نعتز به وندخل من خلال المقاومة إلى رحاب العصر والمستقبل في آن...
في العيد الثامن لانتصار لبنان المقاوم (شعباً ورئيساً ومقاومة وجيشاً)، وفي خضم انتصار جديد يخرج من رحم البطولات والتضحيات في غزة، نتطلع إلى وعي عربي متجدد يرفض أن ينزلق أهله إلى مهاوي الاحتراب والتعصب والتمذهب والتوحش ويسقطون في مزالق الابتعاد عن أولوية مواجهة العدو الرئيسي للأمة.
في هذا العيد يحق لنا أن نستمد من وهج النصر في تموز 2006 حكمة نراجع معها مساراتنا جميعاً، وان نمتلك كلنا شجاعة نتخلص بها من أخطاء وإساءة تقدير وقعنا بهما، ومن أي حساسيات فئوية أو ذاتية أغرقت بعضنا أحياناً، فننتصر على أخطائنا وأمراضنا تماماً، كما انتصرنا على أعدائنا ومحتلي أرضنا.

14 أغسطس 2014

العفو الدولية : مجزرة رابعة احلك أيام مصر. ومحاكمات انصار الشرعية جائرة جدا

أصدرت العفو الدولية تقريرين بخصوص مصر اولهما بخصوص المحاكمات الجائرة والثانى بخصوص ذكري  رابعة.
اولهما
مصر: استمرار المخاوف باحتمال إصدار أحكام جماعية بالإعدام حتى بعد تنحي قضاة محاكمة المشاركين في أحد الاحتجاجات المؤيدة لمرسي
مع صدور الخبر العاجل الذي تحدث عن تنحي ثلاثة قضاة في قضية محاكمة جماعية أخرى في مصر، لا يزال القلق يعتري منظمة العفو الدولية حيال استمرار المحاكمات الاستعراضية التي يعقبها إصدار أحكام جماعية بالإعدام، منوهةً أن هذه المحاكمات قد أصبحت مع الأسف علامة تجارية سيئة وُسمت العدالة المصرية بها.
وأعلنت هيئة المحكمة المكونة من ثلاثة قضاة عن تنحيها قبيل الجلسة المقررة اليوم للنظر في قضية حُركت ضد 494 شخصا، وذلك على خلفية الاعتراضات التي أثارها محامو المتهمين. وسوف تحدد محكمة استئناف القاهرة هيئة جنائية أخرى للنظر في القضية في موعد لاحق. ويمكن أن يُحكم على غالبية المتهمين بالإعدام، وذلك في إجراء هو أقرب ما يكون إلى "مسرحية مبالغ فيها" حسب ما حذرت المنظمة.
وتأتي المحاكمة على خلفية الاحتجاجات التي وقعت يومي 16 و17 أغسطس/ آب 2013 في ميدان رمسيس بالقاهرة والتي خلفت 97 قتيلا، قضى معظمهم جراء تهور قوات الأمن في استخدام القوة. وتضم مجموعة المتهمين في هذه المحاكمة 12 قاصرا احتُجزوا رفقة البالغين، وذلك في مخالفة صريحة للقانون المصري.
وفي معرض تعليقه على الموضوع، قال نائب مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمنظمة العفو الدولية، سعيد بوميدوحة: "لا تكاد هذه المحاكمة تعدو كونها مجرد مسرحية مبالغ فيها. ويظهر أن المحاكم المصرية قد اعتادت في الآونة الأخيرة إصدار أحكام جماعية بالإعدام بناء على أدلة واهية وعقب إجراءات تقاضي يشوبها العوار الشديد. ويبرهن ذلك كله على أن المحاكمات التي يعقبها إصدار أحكام إعدام جماعية بحق المتهمين فيها قد أضحت علامة تجارية سيئة مسجلة باسم مصر".
واتُهم أكثر من 400 متهما من مجموع المتهمين(494) في هذه المحاكمة بارتكاب القتل العمد والشروع فيه، وهي جرائم يُعاقب عليها بالإعدام عادة وفق أحكام القانون المصري. وأُسندت إلى الباقين تهم ارتكاب جرائم تتضمن إتلاف الممتلكات العامة والاحتجاج دون ترخيص ومهاجمة قوات الأمن وعرقلة عمل المؤسسات الوطنية.
ويوجد بين المتهمين قيد المحاكمة 12 طفلا، بينهم إبراهيم حلاوة، الذي يحمل الجنسيتين المصرية والأيرلندية؛ وكان إبراهيم في السابعة عشرة من عمره فقط وقت إلقاء القبض عليه، ولكنه بلغ سن الثامنة عشرة بعد ذلك. ولقد قامت منظمة العفو الدولية بفحص شامل لتفاصيل قضيته.
وكان إبراهيم وشقيقاته الثلاث بين الذين أُلقي القبض عليهم عقب لجوئهم إلى أحد المساجد. وأُصيب بطلق ناري في يده عندما اقتحمت قوات الأمن المسجد ولكن لم يُتح له الحصول على الرعاية الطبية لعلاج إصابته وكان كل ما حصل عليه هو علاج بسيط وفره أحد المتواجدين في نفس الزنزانة والذي تصادف أنه طبيب. كما احتُجز إبراهيم في المكان المخصص للبالغين، وذلك بما يخالف قانون الطفل في مصر الذي ينص على ضرورة احتجاز الأطفال في مراكز الحجز المخصصة للأحداث وفصلهم عن الكبار.
ولقد توصلت منظمة العفو الدولية إلى استنتاج مفاده أن إبراهيم حلاوة هو سجين رأي احتُجز لا لشيء سوى لممارسته سلميا الحق في حرية التعبير عن الرأي. وتدعو المنظمة بالتالي إلى إطلاق سراحه فورا ودون شروط وإسقاط جميع التهم المسندة إليه.
وقال بوميدوحة: "ما حالة إبراهيم إلا واحدة من العديد من حالات الظلم التي تخرج فصولها المحاكم المصرية. وتظهر عزم الحكومة على الإطاحة عرض الحائط بالالتزامات المترتبة عليها وفق القانون الدولي".
وبحسب ما ورد في التقارير الصحفية، فحتى فضيلة المفتي، وبوصفه أرفع شخصية دينية في البلاد، قد رفض المصادقة على أحكام الإعدام الصادرة بحق قيادات جماعة الإخوان المسلمين منوها بعدم وجود ما يكفي من أدلة تعزز من صحة التهم المسندة إليهم. كما نُقل عن المفتي قوله أن التهم التي وجهتها النيابة قد اعتمدت كليا على التحقيقات وإفادات ضباط جهاز الأمن القومي.
وبحسب ما جاء في ملف القضية التي تنظر المحكمة فيها اليوم، وتسنى لمنظمة العفو الدولية الاطلاع عليها، ثمة 100 شاهد في القضية، معظمهم من ضباط شرطة هم أو المسؤولين الحكوميين.
واختتم سعيد بوميدوحة تعليقه قائلا: "لجميع المتهمين الحق في الحصول على محاكمة عادلة دون اللجوء إلى فرض عقوبة الإعدام. ويجب أن تجري المحاكمة بحضورهم كي يكونوا قادرين على سماع مرافعة الادعاء والطعن فيها وإبراز دفاعهم شخصيا أو من خلال المحامي. كما يتعين أن يكون بمقدروهم استدعاء الشهود النفي واستجواب شهود الإثبات".

خلفية
وقعت الاحتجاجات يومي 16 و17 أغسطس/ آب 2013 في ميدان رمسيس بالقاهرة؛ وجاءت دعما للرئيس المعزول محمد مرسي وكانت سلمية في البداية. إلا أنه وعقب وقوع صدامات مع قوات الأمن، حاول المحتجون الاحتماء داخل مسجد الفتح وأغلقوا أبوابه ومكثوا في الداخل طوال الليل. وأطلقت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع إلى داخل المسجد، الأمر الذي أدى إلى وفاة امرأة اختناقا.
ووقع تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن من المحيط الخارجي للمسجد ولكن ادعت قوات الأمن أن المحتجين قد شاركوا فيه. إلا إن مندوبي منظمة العفو الدولية الذين كانوا متواجدين في المكان حينها قالوا أنه لا يمكن أن يكون المحتجون قد أطلقوا النار على قوات الأمن كونهم قد أحكموا إغلاق أبواب الجزء الداخلي من المسجد عليهم.

وثانيهما
عقب مرور عام كامل على المذبحة التي شهدت مقتل أكثر من 600 محتج على أيدي قوات الأمن المصرية في يوم واحد، فلم تتم ملاحقة ولو ضابط واحد جنائيا على خلفيتها. وفي الأثناء اتخذ نظام العادلة الجنائية في مصر منحى المسارعة في إلقاء القبض على أنصار مرسي ومحاكمتهم وإصدار الأحكام بحقهم عقب محاكمات جماعية جائرة جدا. وأُدين 232 منهم وحُكم عليهم بالإعدام وأوصت المحاكم بإصدار أحكام بإعدام أكثر من ألف آخرين.
وكان الباحث في الشؤون المصرية بمنظمة العفو الدولية، محمد المسيري، أحد الشهود على المذبحة في ميدان رابعة العدوية، وما انفك منذ ذلك الحين يشارك في أنشطة حملات المناصرة الداعية إلى تحقيق العدالة.
استيقظت على اتصال هاتفي وردني في السابعة صباحا؛ وقال المتحدث على الطرف الآخر من الخط: “لقد بدأت”.
لقد كان ذلك هو اليوم الذي كنت أخشاه منذ أن بدأت الاحتجاجات بتاريخ 28 يونيو/ حزيران 2013. وبعد شهر ونصف من الاعتصام، نفد صبر قوات الأمن المصرية. فاتصلت بأحد معارفي الذي كنت أعلم أنه متواجد في الميدان فرد قائلا حينها: “إن الرصاص الحي ينهمر علينا بشكل عشوائي”. وأضاف قائلا: “لقد بدأت قوات الأمن بفض الاعتصامين في ميداني رابعة العدوية والنهضة”. وكان بوسعي أن أسمع صدى صوت إطلاق الرصاص عبر الهاتف.
فهُرعت رفقة أحد زملائي العاملين مع منظمة العفو الدولية إلى موقع الاعتصام في ميدان رابعة العدوية. وحاولنا الدخول إليه من جميع الاتجاهات – ولكن استحال علينا ذلك جراء إطلاق النار وقنابل الغاز المسيل للدموع. وحاولنا أن نسلك المخرج من شارع نصر الذي صنفته وزارة الداخلية يومها على أنه “ممر آمن” ولكن كان الرصاص يتطاير في كل مكان هناك. وكان المصابون ملقون الأرض وهم ينزفون في كل شارع، ويُسحبون إلى مداخل البنايات في محاولة من المسعفين لعلاجهم.
وفي حوالي الساعة الحادية عشرة صباحا، دخلنا مسجد السلام الكائن في الشوارع الخلفية القريبة من ميدان رابعة. وتم تحويل المسجد إلى مستشفى ميداني، وشاهدنا ثماني جثث على الأقل قُتل أصحابها جراء إصابتهم بالرصاص في منطقتي الرأس أو الصدر. ثم بدأ جلب الجرحى واحدا تلو الآخر إلى المسجد، وقد أُصيب معظمهم بالرصاص الحي في الجزء الأعلى من الجسم. ولقد نزف معظم الجرحى حتى الموت في غضون 5 إلى 10 دقائق من جلبهم إلى المسجد، ليُصار إلى تسجيتهم إلى جانب الجثث لأخرى المسجاة في إحدى زوايا المسجد.
وشاهدت أحد المحتجين الذي دخل المسجد حاملا جثة صديقه بين يديه. وأخبرنا كيف تعرضا للهجوم قائلا: “لم تبد قوات الأمن أي رحمة تجاهنا. فلقد أطلق عناصرها قنابل الغاز المسيل للدموع والخرطوش طوال أول 45 دقيقة من عمر المواجهة؛ ثم استخدموا الذخيرة الحية بشكل عشوائي. بل لقد أطلقوا النار على الذين كانوا يحاولون مساعدة الجرحى. ولست أدري أي دين هذا الذي يملي عليك أن تطلق النار على الأبرياء وتقتلهم؟”
وأذكر مشاهدة رجل آخر في أوائل العشرينات من عمره وقد جاءوا به إلى المسجد محمولا عقب إصابته برصاصة في وجهه. وظل ينزف من أنفه وفمه إلى أن تُوفي. وبعد دقائق من وفاته، اتصلت والدته به على هاتفه النقال. ولكن قد فاتتها آخر فرصة للحديث مع ولدها قبل أن يفارق الحياة.
ثم حاولنا التحرك من مسجد السلام إلى أقرب مستشفى كبير، ولكن منعنا الجنود من ذلك قائلين لنا: “أن الوقت ليس مناسبا الآن”.
ولم أتمكن من إدراك حجم المذبحة المرتكبة إلا في اليوم التالي. فلقد اتضحت معالمها عقب قيامنا بزيارة المشرحة والمستشفيات ومسجد الإمام، بوصفها المواقع التي تم نقل جثث قتلى ميدان رابعة إليها.
وتزعم الشرطة أنهم كانت لديها القدرة على التمييز بين المحتجين السلميين والعنيفين منهم. وقال أحد ضباط الأمن المركزي لمنظمة العفو الدولية: “لدينا مركبات تتمتع بتقنية عالية (الشيردا) ومزودة بكاميرات بوسعها تقريب صورة الأجسام من على بعد مسافة تصل إلى 8 كم”. وأضاف قائلا: “بهذه الطريقة استطعنا من التمييز بين المحتجيين السلميين والمسلحين عندما لجأنا إلى استخدام القوة”.
ولكن اتضح مما رأيناه لاحقا أن الشرطة لم تكن قادرة فعلا على التمييز بين المحتجيين السلميين والمسلحين.
في المشرحة
ثمة ممر يؤدي إلى بوابة المشرحة من الشارع الرئيسي – ويبلغ طول الممر حوالي 400 متر وكان مكدسا بالجثث والسيارات التي تحمل المزيد من الجثث بانتظار تشريحها. وكانت الجثث ملقاة في الخارج تحت حر شمس القاهرة اللاهب في أغسطس/ آب. وشاهدت أقارب المتوفين وهم ينتحبون وينهمكون في وضع قوالب الثلج على جثث أحبتهم كي لا تتعفن في هذا الجو الحار، سائلين المولى أن يمنحهم الصبر.
وأما داخل المشرحة، فلقد عمت الفوضى، حيث تناثرت جثث المتوفين في كل مكان، بل وحتى داخل مكتب مدير المشرحة. ووقت وصولنا إلى هناك كان موظفوها قد انتهوا من إجراء تشريح لحوالي 108 جثث. وكان ينتظرهم القيام بإجراء مماثل لمائة جثة أخرى.
ولقد تأثرت كثيرا لرؤية أسرة الصحفية والمحتجة حبيبة عبد العزيز التي قُتلت جراء إصبتها برصاصة حية في صدرها وهي تحاول استلام جثتها. وكنت قد تحدثت مع الصحفية حبيبة في الأسبوع السابق لمقتلها، وقالت لي حينها:
“لست من الإخوان المسلمين ولا أنتمي للجماعة… بل أنا أحتج هنا لأنني لا أريد أن أرى الجيش يعود إلى سدة الحكم. ولن أغادر هذا الاعتصام إلا جثة هامدة أو بعد إعادة مرسي إلى منصبه… فلقد أدليت بصوتي لصالحه وكانت تلك أول مرة يحدث صوتي فيها فرقا… فلا يحق للجيش أن يستبعد صوتي ويطيح برئيس منتخب ديمقراطيا”.
ولم تكن حبيبة مسلحة أثناء فض الاعتصام، فهي كانت تعارض بحزم أي شكل من أشكال المظاهرات العنيفة. وما هي إلا مثال على المئات من المحتجين السلميين الذين قُتلوا ذلك اليوم.
ثم غادرنا المشرحة قاصدين مسجد الإمام القريب من ميدان رابعة في مدنية نصر إحدى أحياء القاهرة الكبرى.
في المسجد
كانت رائحة الموت والجثث المتحللة تفوح من المسجد. حيث كانت الجثث مكومة فوق بعضها على أرضية المسجد، دون أن يجد المرء موطئ قدم للسير فيه. ولحظة وصولنا المسجد، أحصينا وجود 98 جثة فيه. ووثق سجل وُضع في زاوية المسجد عدد الجثث التي جُلبت إلى المسجد قبل أن يقوم ذوو المتوفين باستلامها. وبلغ إجمالي عدد جثث القتلى 267 جثة.
وكانت هناك جثث لنساء وأطفال بين القتلى. وفي مشهد مكرر، فلقد قُتل معظمهم جراء إصابته بالذخيرة الحية في منطقة الرأس أو في الجزء العلوي من الجسم.
وعلى نحو مرعب، لاحظنا وجود ست جثث متفحمة في المسجد، وقد أُشعلت النار في بعض أصحابها وهم أحياء فيما أُحرقت الجثث الأخرى بعد وفاة أصحابها. وكانت بعضها متفحمة إلى درجة يصعب معها التعرف على هوية أصحابها، وتساءل الحاضرون كيف يمكن لذويهم التعرف عليهم.
واخبرنا الأطباء أن قوات الأمن قد أحرقت تلك الجثث وهم داخل الخيام، أو عندما قامت بإضرام النار في المركز الطبي. ووصف أحد الأطباء المعاملة الذى تلقاهاعلى يد قوات الأمن عقب إقتحامهم للمبنى قائلا: “ضربني أحد أفراد قوات الأمن على ظهري بعقب بندقيته ودفعني باتجاه السلالم. وبعد أن غاردت المركز مع الباقين، أضرمت قوات الأمن النار في المركز”.
وقال عامل آخر من العاملين في مجال الخدمات الطبية:
“كانت قوات الأمن تقتحم المركز الطبي عندما شاهدت قناصة على أسطح المباني القريبة من المركز وقد ارتدوا زيا أسودا. ثم أجبرتنا قوات الأمن على مغادرة المركز الطبي عنوة واضطُررنا لترك المرضى والجثث وراءنا. وآمل أنهم لم يكونوا في الداخل عندما أضرمت قوات الأمن النار بالمركز الطبي.”
وأعلن المجلس القومي لحقوق الإنسان أن عدد القتلى قد بلغ 632 شخصا، ويقول أن غالبيتهم من المتظاهرين السلميين الذي علقوا وسط تبادل إطلاق النار.
وأقر بعض محتجي رابعة العدوية لمندوبي منظمة العفو الدولية أنهم قد استخدموا الحجارة وقنابل المولوتوف الحارقة وأضرموا النار بعربات الشرطة للحيلولة دون قيامها بفض الاعتصام. وما من شك أيضا أن أنصار مرسي قد لجأوا عقب فض الاعتصامين إلى استخدام العنف، بما في ذلك استخدام الأسلحة النارية وشنوا هجمات على مبنى محافظة الجيزة وأقسام الشرطة وعناصر قوات الأمن.
ولكن ذلك لا يمنح قوات الأمن ضوءا أخضر كي تفتح نيرانها العشوائية على المحتجين كيفما اتفق.
وطوال السنة الماضية، عكفت منظمة العفو الدولية على مناشدة الحكومة المصرية كي تجري تحقيقا محايدا ومستقلا في استخدام قوات الأمن للقوة المفرطة يوم 14 أغسطس/ آب. وعلى الرغم من توافر الأدلة الدامغة التي تثبت تورط الجيش المصري في قتل المحتجين، فلم تتم محاكمة ولو ضابط واحد من ضباط الأمن على أفعاله في إحدى أكثر الحوادث دمويةً في تاريخ مصر الحديث. وتُعد هذه الحقيقة لوحدها إهانة للبشرية. ويجب على مصر أن تقاضي المسؤولين عن ذلك وجلبهم للمثول أمام العدالة.


*قلم محمد المسيرى، الباحث فى الشؤون المصرية بمنظمة العفو الدولية

أول عملية اختراق لإذاعات حكومية من تنفيذ حركة المقاومة الشعبية - مصر - الخميس 14 - 8 - 2014

في تطور نوعي للنشاط الثوري ضد الانقلاب العسكري في مصر، نشرت حركة المقاومة الشعبية بمصر نبأ تمكن “المقاومون” في الحركة من اختراق بث إذاعتين حكوميتين بمدد تراوحت من نصف ساعة إلى ساعة، وإذاعة خطاب ثوري للشعب وذلك بداية من الساعة الخامسة مساء الخميس.
وبحسب البيان المعلن عبر صفحتها الرسمية فإن نقاط العمل كانت عبر صلاح سالم مرورا بالاتحادية، تم اختراق بث الإذاعة الرسمية (راديو مصر) 88.7 وإذاعة بيان ثوري.
وتم اختراق “كوبري أكتوبر و كافة المناطق المحيطة به، العباسية وغمرة ورمسيس و شبرا و التحرير، تم اختراق إذاعتي 88.7 و 90.90″.
كما تم اختراق “المناطق المحيطة بالطريق الدائري، موقف العاشر و المؤسسة وطريق الاسكندرية الزراعي وميدان لبنان و المحور ، تم اختراق بث راديو مصر 88.7″.
ونوه البيان إلى أنه “جاري رفع تسجيلات الاختراق والتحضير لعمليات شبيهة أقرب مما يتصور النظام القاتل”.
يشار إلى انه تم تدشين حركة المقاومة الشعبية – مصر عبر بيانها الأول صباح الخميس في الذكرى الأولى لمذبحتي رابعة والنهضةن والذي أعلنت فيه عن تكوين مجموعات ردع عسكرية والتئام تلك المجموعات بمحافظة القاهرة موحدة على طريق الحركة وتحت اسم: (مجموعة الشهيد محمد حلمي – القاهرة )، استمع للبيان:

المفكر الاسلامى فهمي هويدي يكتب: وثيقة الفساد الكبير

هذه قصة تصلح موضوعا لفيلم سينمائي مثير يصور الحياة الباذخة لأسرة مبارك الذين عاشوا حياة أمراء النفط، فاعتبروا مال الدولة ملكا لهم واغترفوا منه بلا حساب. وتفوقوا على أمراء النفط ليس فقط في أنهم فعلوها بغير نفط، ولكن أيضا في لجوئهم إلى الاحتيال والتزوير لتغطية نفقاتهم.
أتحدث عن التقرير الحافل والمدهش الذي أعده الباحث الحقوقي حسام بهجت وبثه موقع «مدى مصر».
إذ أورد فيه كمًا كبيرا من المعلومات الصادمة التي تصور بعضا من جوانب تلك المرحلة السوداء من تاريخ مصر، (لعلمك ليست هذه هى المفاجأة البحثية الأولى للرجل؛ لأن له بحثا آخر ربما كان أكثر أهمية، أثبت فيه بالتواريخ والأسماء ان أكثر من 90% من قرارات إخلاء سبيل «الجهاديين» الذين كانوا في سجون مبارك أصدرها القضاء العسكري والقوات المسلحة وليس الدكتور محمد مرسي).
اعتمد البحث الذي نحن بصدده على ملف قضية الفساد المالي التي اتهم فيها مبارك وأفراد أسرته، وهو يقع في أكثر من ألفي صفحة.
كما اعتمد على شهادات أشخاص انتدبوا للعمل في القصر الرئاسي وكانت وظيفتهم الحقيقية هي تلبية طلبات وتكليفات الرئيس والهانم وابنيها، وزوجتي الابنين.
وتلك الطلبات لم تكن لها صلة بالقصور الرئاسية المملوكة للدولة؛ لأنها تتبع وزارة الآثار وليس رئاسة الجمهورية، ولكنها كانت تتعلق بالممتلكات الخاصة لأفراد الأسرة، من منازل ومزارع ومكاتب.
وهذه التكليفات شملت الترميمات والتشطيبات وتغيير الديكورات، كما شملت شراء الأجهزة الكهربائية وقطع الأثاث ومستلزمات المطابخ.
وكان من بين الطلبات الأولى التي تلقاها الضابط رفيع الرتبة الذي عين مشرفا هندسيا على المقار الرئاسية، أمر من الهانم بشراء خمس ثلاجات ألمانية لكل واحدة بابان. وأمر من مبارك نفسه لشراء مقعد خاص له ولحفيديه الصغيرين.
وكانت التعليمات واضحة في ضرورة إخفاء طبيعة تلك المشتريات، وتصويرها على أنها تكاليف لأعمال صيانة وهمية لأبراج الاتصالات المنتشرة في أنحاء مصر، بغرض توفير خطوط اتصال آمنة مع رئيس الجمهورية.
رغم أن التحقيقات الأولية أشارت إلى أن عملية الفساد هذه برزت منذ عام 1990، أي بعد تسعة أعوام من تولى مبارك للسلطة، إلا أن عدم توافر وثائق تكشف عن حجم الأموال المنهوبة في تلك المرحلة المبكرة جعل النيابة التي تولت التحقيق في الأمر تركز على التجاوزات التي حدثت في الفترة من عام 2003 وحتى 2011.
وقد قدرت النيابة المبالغ التي تم إنفاقها على الممتلكات الخاصة للأسرة في تلك الفترة وحدها بنحو 125 مليون جنيه، تم الاستيلاء عليها من أموال دافعي الضرائب.
وقد زورت مستندات صرفها كي تبدو وكأنها نفقات صيانة مراكز الاتصالات الرئاسية.
وطول الوقت كانت عمليات التنفيذ وترتيب الأوراق والمستندات تتم من خلال شركة المقاولين العرب.
من أهم شهود القضية الضابط المهندس ذو الرتبة الرفيعة عمرو خضر الذي عين للإشراف الهندسي على المقار الرئاسية وضابط آخر كبير بالرقابة الإدارية، اسمه معتصم فتحي الذي كان مع نخبة من زملائه مسؤولين عن التحقيق في فساد الوزراء ورؤساء الهيئات العامة.
ما جرى بعد ثورة 2011 كان كفصل مثير آخر في القصة.
ذلك أنه بعد سقوط مبارك تقدم معتصم فتحي ببلاغ إلى النائب العام اتهم فيه مبارك وكبار معاونيه بالفساد، تحديدا في مجال تخصيص أراضي الدولة والوحدات السكنية. لكن البلاغ لم يتحرك طوال فترة حكم المجلس العسكري.
وبعد انتخاب الدكتور محمد مرسي جدد صاحبنا بلاغه إلى النائب العام ووجه اتهامه إلى رئيس الرقابة الإدارية بالتستر على نظام مبارك،وظهر على التليفزيون قائلا إن هناك 14 واقعة فساد محددة قدمها ضباط الرقابة، ولكن رئيس الجهاز منع التحقيق فيها.
حينذاك استدعى معتصم إلى رئاسة الجمهورية وأوصل شهادته التي أسفرت عن عزل رئيس الجهاز من وظيفته وتعيين آخر مكانه.
التحقيقات التي جرت مع عمرو خضر كشفت عن مفاجأة؛ ذلك أن الرجل أرشد المحققين إلى شقة في التجمع الخامس بأطراف القاهرة كان قد احتفظ فيها بصناديق احتوت على 1007 فواتير بالمبالغ التي أنفقتها أسرة مبارك على ممتلكاتها الخاصة،ذلك أنه لكي يحمى نفسه ويؤمنها كان قد قام بتصوير الفواتير الأصلية، ومع كل واحدة نظيرتها المزورة والوهمية التي صرفت على أساسها قيمة المشتريات.
وكانت تلك الفواتير من أهم الأدلة التى جرى الاعتماد عليها في إدانة مبارك وأسرته.
في التقرير وقائع كثيرة فضحت بذخ الأسرة الذي كان يغطى بأموال دافعي الضرائب:
ديكورات مكتبي علاء وجمال اللذين أدارا منهما أعمالهما الخاصة،وتجهيز فيللا جمال التي اشتراها في القطامية،
والجناح الذي بناه المقاولون العرب في قصر العروبة للحفيدة التي ولدت في عام 2010،
والمكتب الخاص الذي خصصته الهانم لنفسها في فندق سيتي ستارز كونتننتال والفيللات الخمس التي امتلكتها الأسرة في شرم الشيخ.
وصولا إلى مزرعة جمال وعلاء على طريق الاسماعيلية التي تتمدد على 25 فدانا،ومدفن الأسرة الفاخر الذي بناه المقاولون العرب بعد وفاة حفيد مبارك.
هذا هو القدر الذي يمكن نشره من وقائع التقرير المثير الذي أشك في ان صحفنا «الحرة» تستطيع نشره كاملا.
وعلى من يريد أن يغامر بالاطلاع على الكلام غير المباح فيه أن يبحث عن نصه الموجود على شبكة التواصل الاجتماعي، وليتحمل من جانبه مسؤولية مغامرته.