09 أغسطس 2014

خطاب السيسي: ومحاولة قنص الكلمات الطائرة وجلب المحشور في الأمعاء الغليظة

القدس العربي
سليم عزوز
August 8, 2014
لما استمعت إليه خطيباً، تذكرت فكرتي التي تدور حول حلقة تلفزيونية، يكون ضيوفها من مترجمي الإشارة بدلاً من العمل الروتيني، الذي يحدث في بعض القنوات، من استدعاء محللين سياسيين، وتحميلهم من أمرهم رهقاً، بتحليل مضمون لخطاب مفكك، وغير مترابط، ويحتوي على عبارات غير مكتملة النمو، وكلمات طائرة في الهواء، ليكون دور المحلل أن يستعين بطائرة بدون طيار لالتقاطها من الجو، لمحاولة فهم ما يقوله عبد الفتاح السيسي قبل تحليله.
دور المحلل التلفزيوني، مع الخطابات هو تحليل ما ورد فيها، وقراءة ما بين السطور، لكنه في حالة السيسي يكون بتكوين النص ابتداء وفهم العبارات المرتبكة فيه، واستكمال الكلمات المتقاطعة، وعندما يأتي وقت التحليل قد يقول له المذيع: الوقت يداهمنا يا زلمة، نلقاك في خطاب آخر إن بقيت على قيد الحياة.
فلدى البعض قناعة، بأن الاستماع لخطاب واحد لعبد الفتاح السيسي كفيل بجلب كل أمراض العصر؛ ومن ارتفاع الضغط إلى الإسقربوط. وقد ينتج عنه موت المستمع بالسكتة الدماغية. لكني اختلف مع هؤلاء، فخطاب السيسي مبهج وهو عندي أفضل من البرنامج الإذاعي القديم «ساعة لقلبك»، يكفي أن تستمع له، لكي تشعر بالراحة الأبدية، وكأنك قطعت تذكرة سفر إلى اسطنبول وقضيت يوماً في «البسفور» بالقرب من فيلا خالد الذكر مهند!
لا أعرف من هذا الذي اقنع السيسي بأنه خطيب ومفوه، حتى يقدم على الخطب الارتجالية، فيرهق المحللين وهم يحللون خطاباً نصفه في بطن الخطيب وفي أمعائه الغليظة بالتحديد، يكاد يحدث له تلبكاً معوياً، والربع في فمه محشوراً، بينما الذي خرج هو «الربع الخالي»، فطار منه ما طار في الهواء وبقي منه ما بقي في الأرض!
وفي كل مرة أقول أتوني بنص مكتمل، أفادكم الله، فأكون كمن «ينده ويرد الصدى.. مين حبيبي أنا..»، أو كمن يطلب لبن العصفور!
هيكل الذي كتب خطاب الانقلاب الذي ألقاه السيسي في 3 يوليو/تموز، مريض، وواضح أنه قبل مرضه كان يشعر بأن دوره انتهى، فالسيسي لا يمكنه وقد صار رئيساً أن يقرب هيكل له، وهو الحريص على أن يتفلسف فيشعر من يستمع له بالفارق في المستوى الثقافي، وقد مارس هذا الدور مع المخلوع مبارك في بداية عهده، وطلب منه مبارك أن يوفر نصائحه لنفسه، إذ ظن مبارك لجهله أن «الأستاذ» ينصحه ولم يعلم أنه يستعرض عليه علمه اللدوني. ومشكلة هيكل أنه لا يريد أن يقوم بدور المستشار للرؤساء، فهو يستهدف أن يقوم بدور الوصي على العروش، فنفر منه مبارك كما نفر منه السيسي. وكيف يستمر معه الأخير ومن حوله ينفخون فيه حتى ظن انه نبي مرسل، وربما أعلى من ذلك درجة، فيعامل الله كما لو كان قائده العسكري فيخاطبه بـ «حضرتك». تعالى الله عما يصفون علواً كبيراً.
الخطب غير المكتوبة
لأنه من الواضح أن الذين من حول السيسي «يسبحون بحمده»، جعلوه يصدق أنه بخطبه غير المكتوبة يكون أقرب للناس، فقد أسرف فيها، وقد يكون هذا جائزاً عندما تكون الخطبة مجرد «تأدية واجب»، لكن الأمر يختلف عندما يكون مقدماً على مشروع بحجم تنمية قناة السويس.
لم ينجح عبد الفتاح السيسي في مهمة إفهامنا لما ينتوي فعله، حتى بعد أن اشتغلت قناصاً وصوبت سهامي على الطائر من كلامه، والمحلق في الجو، فقد سقط ميتاً، وتظل القيمة لما هو في بطنه، أو محشوراً في فمه من الكلمات!
هل المقصود هو المشروع العملاق الخاص بتنمية محور قناة السويس؟! والذي كان كفيلاً بأن يكون حجماً وقيمة «مشروعاً قومياً»، لا يقل في القيمة عن بناء السد العالي بل وحفر قناة السويس نفسها، لأنه كان سيجلب للدولة المصرية 200 مليار جنيه سنوياً، وسيوفر فرصة عمل للمتعطلين؟!
أم تراه يقصد مشروعاً ثانياً هو ما تحدث فيه عن حفر قناة جديدة موازية لقناة السويس، وهو ما فهمناه من خطابه؟! أم تراه يقصد المشروعين معاً؟!
كان مرسي في مشروعه أكثر وضوحاً، لا سيما وأن تنمية محور قناة السويس كان مطلباً ورد في أكثر من برنامج انتخابي للمرشحين الرئاسيين، فلم تجد الثورة المضادة ما تعرقله به وتمنع البدء فيه سوى بالدعاية الكاذبة!
كانت الدعاية السوداء للثورة المضادة تستهدف إفشال المشروع، ضمن سياق عام يعمل على إفشال الرئيس مرسي وتقديمه للرأي العام فاشلاً ومهاناً!
الإعلام المنحط عاد وزاد، ولت وفت، في أن مرسي منح المشروع لدولة قطرمما يمثل خطراً على «الأمن القومي المصري».. ولدينا اسطوانة مشروخة اسمها «الأمن القومي المصري»، تطلق فتمثل عملاً هلامياً مانعاً لتحقيق أي قيمة.. والآن يجري الحديث عن أن فتح معبر رفح يهدد الأمن القومي المصري، وقلت على قناة «الحوار» إن إغلاقه هو ما يهدد الأمن القومي المصري، الذي ننتصر له بالانتصار لإخواننا في غزة، وليس بحصارهم وتجويعهم تنفيذاً للتعليمات الإسرائيلية.
في عهد محمد مرسي، كانت قطر هي الحاضرة عندما يتم الحديث عن المخاطر التي تتهدد الأمن القومي المصري، فمشروع التنمية هذا، سيتم منحه لقطر، واحدى الصحف نشرت أن نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين خيرت الشاطر وقع مع القطريين بيع منطقة مثلث «ماسبيرو» على أن يقوموا باستلامه في سنة 2016. وها هو مرسي يتم اختطافه، ويتبين أن حملة الإبادة الإعلامية كانت تقوم على الأكاذيب والفبركة.
مرسي قال إن هذا المشروع وطني، وسيقوم عليه المصريون، فكان «مانشيت الصحف» في اليوم التالي أن الجيش يعترض على المشروع لمخاطره على الأمن القومي المصري.
في تقرير لـ»الجزيرة مباشر مصر»، شاهدنا السيسي في فيديو قديم يصرح بأن الجيش لم يعترض على المشروع. واللافت أن هذه التصريحات لم يتم بثها على نطاق واسع رداً على الأكاذيب التي كان من الواضح أن جهة ما تقف وراءها في إطار حملة الثورة المضادة، لأن أكثر من صحيفة نشرت تحذيرات الجيش. ويبدو أن هذه التصريحات الخاصة بوزير الدفاع كان المستهدف بها أن تصل لمؤسسة الرئاسة فيطمئن فؤاد الرئيس مرسي على إخلاص وزير دفاعه.
ولا أخفي أنني بحكم عملي كنت مهتماً بالتفاصيل في هذه المرحلة، إلا أنني لم أطالع هذه التصريحات إلا عبر «الجزيرة مباشر مصر» مؤخراً. ويبدو أن «مانشيتات الصحف» عن مخاطر مشروع تنمية محور قناة السويس، واعتراض الجيش بدواعي مخاطره على الأمن القومي، لم يكن فقط في إطار حملة «الأذرع الإعلامية للثورة المضادة» لتشويه الرئيس ومنعه من النجاح، ولكنها جاءت أيضاً في سياق الترويج لأن المؤسسة العسكرية هي حامية الحمى، والمدافعة وحدها عن الأمن القومي المصري، للتمهيد لما هو آت.
اللص والمشروع
ما علينا، فالذين فهموا من حديث عبد الفتاح السيسي أن المشروع الذي يتحدث عنه هو ذاته مشروع مرسي القديم، اكتفوا باتهامه باللصوصية. وهو اتهام لا يمثل قيمة، بالنسبة لمن قام بالسطو المسلح على حكم كامل، وقام بانقلاب ليكون رئيساً، فهو مثله مثل من يحملون إثم قتل الحسين الذين جاءوا ليسألون الحسن البصري عن حكم قتل الذبابة في الحرم. فالاتهام هنا بسيط ويدخل في باب اللمم وهو مجرد سرقة مشروع. والسيسي لم يجتنب كبائر الإثم من قبل بسرقته لحكم البلاد والسطو عليه تحت تهديد السلاح.
بيد أن اللافت أيضاً هو ما فهمته، بحسب فهمي للغة الطير، أن مشروع السيسي الأصلي هو حفر قناة موازية لقناة السويس، والمعنى أننا أمام مشروع جديد لم يجر عرضه على المتخصصين قبل أن يتبناه هو، ولدينا عقدة من مشروع «توشكى»، الذي تبناه مبارك، فلم يكن بمقدور المتخصصين إلا الحديث عنه في إطار أنه مشروع عملاق، وكمال الجنزوري الذي يستدعيه السيسي في كل احتفالاته كان رئيس الحكومة في عهد مبارك، واعتبر أن «توشكى» هو «عرض الدولة المصرية»، وأن من يكتب عنه سلبياً ينبغي أن يقدم للمحاكمة، وكذلك فعل مع جريدة «الوفد»! الآن وقف الجميع على أن «توشكى» مشروع فاشل، والفارق بينه وبين مشروع السيسي هو أن هناك دراسات وأبحاثا قديمة كانت تتحدث عن مشروع توشكى في حين أن مشروع القناة الموازية، لم يناقش بشكل كاف ولم نسمع أن لجاناً متخصصة شكلت للوقوف على جدواه!
من تجرأ من المتخصصين وتكلم جاء كلامه يفيد أننا في مواجهة كارثة ستلتهم المال المصري بدون ضرورة. فأحد الخبراء الملاحيين قال إن هيئة قناة السويس قامت بعمل العديد من الدراسات وبالاشتراك مع بيوت خبرة عالمية لبحث جدوى عمل قناة موازية فأثبتت أنه «لا جدوى لها، حيث أن الطاقة الاستيعابية للقناة الحالية كافية تماما لحاجة السوق». 
التسول للصندوق
بحكم خبرتي المتراكمة في فهم منى الشاذلي، والتقاط المحشور في معدتها من كلمات، واصطياد الطائر منه والسابح فوق الغلاف الجوي، فهمت من كلام السيسي أنه يفتقد للممولين لهذا المشروع، لأجل هذا فقد ركز كل جهده في الدعاية لصندوق «تحيا مصر»، المخصص لجمع التبرعات، وبد واضحاً أن الاتجاه في المرحلة القادمة أن يكون التبرع بالقوة الجبرية. ولا أدري لماذا تذكرت حالة هذا المتسول الذي كان يصعد لحافلتنا من أمام محطة جامعة عين شمس في كل صباح، وهو يطلب «حسنة» بصوت جهير، وفي محطة العباسية التالية، يقف قبل نزوله ليشتمنا شتيمة قاسية، حتى صارت خطة عمله معروفة لنا مسبقاً.
دعك من كل هذا فلدي اقتراح لسهرة تلفزيونية يتمثل في أن يتم أخذ مقاطع عشوائية من كل خطب السيسي الارتجالية وعرضها على عدد من مترجمي الإشارة، فان نجحوا في الترجمة، فسأكون قد خسرت الرهان.. وهو « صباع كفتة» لكل انقلابي!
٭ صحافي من مصر

08 أغسطس 2014

اسرائيل شامير يكتب : بيارق مزيفة ، حيل قذرة، وتفكيك العراق

المقالة المهمة كاتبها (اسرائيلي) من أصل روسي ويكتب بالروسية. يتميز بموقفه المناهض للعنصرية الصهيونية وللشوڤينية اليهودية وللدور الذي تلعبه المنظمات اليهودية الداعمة للكيان الصهيوني ووسائل الإعلام التي تملكها أو توجِّهها لغسل الأدمغة وتزوير الحقائق. وبسبب مواقفه تتهمه المنظمات الصهيونية بمعاداة الصهيونية ، وقد ترجم العديد من كتبه الى العربية ، ولكن بلدا مثل فرنسا منع كتبه وحاكم ناشره.
في هذه المقالة يشرح بوضوح ماذا أرادت أمريكا من العراق وكيف تعمل على تفكيكه ، ولماذا ، . مقالة جديرة بالاطلاع.
******************

بيارق مزيفة ، حيل قذرة، وتفكيك العراق

بقلم : اسرائيل شامير
ينحدر المجتمع العراقي شيئا فشيئا الى الفوضى ، والكوميديانات وكتاب السخرية والمعلقون من كل الانواع اثاروا ضجة كبيرة حول عدم كفاءة وغباء قادتنا. ولكن كما قالت صحيفة سبيكتاتور الكندية مؤخرا اذا حدث ان الولايات المتحدة لا يديرها اغبياء "ينبغي على المرء الاستنتاج ان الفوضى والفقر والحرب الاهلية في العالم الاسلامي ، ليس نتائج غير مقصودة، بل هي بالضبط اهداف السياسة الامريكية.
كما في 11 ايلول التي اطلقت "الحرب على الارهاب" فإن عدم الكفاءة هو التفسير (المفضل) ، لسيناريو الكابوس في العراق اليوم. ولكن خطة تقسيم العراق عرقيا وطائفيا موجودة في سجلات منشورة. واحياء لخطط صهيونية مبكرة ، دعا المجلس الامريكي للعلاقات الخارجية مؤخرا لانهاء "دولة العراق غير الطبيعية" بحجة تنوعه الاثني ، يقولون ان العراق هو بناء مصطنع ومزيف ونتاج قرارات استعمارية في بداية القرن العشرين. وهذا ينطبق على الكثير من دول لعالم ولكن مع ذلك تبنى الفكرة مجموعات من (خبراء) لايحلمون بمناقشة وضع اقليم كيبيك، او الباسك او ايرلندة الشمالية. وبشكل نمطي ، اعتبر المحلل السياسي مايكل كلير مؤخرا ان العراق هو "دولة مفبركة من اجل تسهيل الاستيلاء على النفط في المنطقة وان البريطانيين خلقوا "مملكة العراق" الخيالية بلصق ثلاثة اقاليم من الامبراطورية العثمانية وانزلوا عليها بالباراشوت ملكا مزيفا جاءوا به من البلاد التي اصبحت السعودية" . وبقبوله منطق ادارة بوش الكاذب للاحتلال، عزا كلير المقاومة السنية بانها الرغبة في الحصول على حصة في عوائد النفط في التقسيم المستقبلي للبلاد. ومالم يفكر فيه هو ان تكون المقاومة تتجاوز (السنة) او انها قائمة بسبب الوطنية العراقية او الحاجة الى تقرير المصير.
ان السهولة التي يقرر بها الاكاديميون الغربيون اعادة تشكيل البلدان التي يختارونها يعود الى تراث الاستشراق المستمر. ففي اسلوب كلاسيكي يرجع الى القرن التاسع عشر، تقول الطبقة الثرثارة ان العراق ، رغم تاريخ خمسة الاف سنة ، لايمكنه الان من ادارة نفسه وهكذا فإن مصيره يجب ان تقرره قوى خارجية. ان الدولة التي تماسكت وصمدت في 1991 خلال ستة اسابيع من اكبر حملة قصف في التاريخ (التي حسب الامم المتحدة ارجعت العراق الى عصر ماقبل الصناعة) واستمرت هذه البلاد في العيش والصمود لمدة 12 سنة من اقسى واشمل عقوبات فرضت على شعب من الشعوب، اصبح الان في خبر كان، كما يزعم الخبراء الغربيون. ومن اجل تعزيز نظريتهم ، يعاد بث اسطورة العداوات الطائفية القديمة وحجة "التدخل الانساني" ، وتلقم للصحف ووسائل الاعلام التي تنشرها بدون تحر او فحص حقيقة الهجمات (الطائفية) او حتى عرض وجهات نظرالعراقيين العاديين، الذين يلومون الاحتلال وصنيعته الحكومة في احداث الفوضى .

تفكيك العراق
بدأ التحضير للعراق مباشرة بعد العدوان في 1991 مع فرض مناطق حظر الطيران في الشمال والجنوب ، بمعاونة الاعلام الغربي الذي بدأ يتحدث عن البلاد بصفتها ثلاثة اقسام معادية لبعضها البعض.

لقد اقيم المسرح.
أول خطوات تنفيذ الخطة المدبرة لتدمير المجتمع العراقي كان بالنهب المنظم للمتاحف (فقدت 170 ألف قطعة) وحرق المكتبات بعد 2003.
كان هناك جانبان للنهب، الاول عشوائي وفوري، والثاني هو التهريب المنظم للاثار من اوروك ونمرود ونينوى ومسجد النبي يونس.
السرقة كانت تحتاج الى بنى تحتية لوجستية مهيأة، في حين ان بيع الغنيمة صار سهلا بتدمير منظم لكل اراشيف وسجلات المتاحف ، وحين نصح اول رئيس للاحتلال وهو الجنرال جي جارنر بالحفاظ على الجيش العراقي واقامة حكومة تحالف ، أقاله وزير الدفاع رامسفيلد وجاء بخلفه بول بريمر الذي حل الجيش والمؤسسات الوطنية المهمة اضافة الى "اضاعة" 9 بليون دولار من عائدات النفط العراقي .
وقد شكل الجيش الدمية (العميل) من المليشيات الكردية والشيعية ، وهي حركة متعمدة خصيصا لزرع بذور الطائفية . في هذه الاثناء بدأ قتلة مجهولون في اغتيال الاكاديميين العراقيين لإفراغ البلاد من عقولها وبهذا منع العراق من المعافاة.
وحين نشطت جماعات المعارضة المسلحة في البلاد ، حدثت سلسلة من الاحداث التي تحمل طابع عمليات سرية مصممة لإذكاء الصراع الطائفي وتشويه المقاومة العراقية . فيما يلي ملخص لأهم تلك الاحداث المريبة:
بعد 12 سنة من وجودها في العراق ، تستهدف الامم المتحدة
حين انفجرت شاحنة محملة بالمتفجرات عند مقر الامم المتحدة بعد اربع شهور من الاحتلال ، وقتلت فيمن قتلت المبعوث سيرجيو فيرا دي ميلو و 19 آخرين ، شخص بريمر المجرمين كونهم احد اثنين :
"ازلام صدام او مقاتلون اجانب". ولكن على اية حال كان احمد الجلبي أحد عناصر مجلس الحكم قد تسلم انذارا قبل الهجوم بإسبوع، بأن "هدفا سهلا" سوف يهاجم ، ولكنه ليس "سلطة الائتلاف او قوات التحالف" ولكن الامم المتحدة التي سحبت حمايتها في ذلك اليوم ، لم تحذر.(صحيفة آسيا تايمز 20 آب 2003)

كربلاء وبغداد
في تشرين ثان 2003، والمقاومة تنزل الخسائر بقوات الاحتلال، بدأ الاعلام والحكومة المؤقتة بقرع طبول غسيل دماغ طائفي.
بعد اسابيع من التخويف بحرب اهلية، حصلت تفجيرات منسقة قتلت 143 شيعيا في كربلاء وبغداد، ووضع اللوم على "القاعدة" ولكن الصحفي روبرت فسك سأل السؤال البديهي "اذا كانت هناك جماعة سنية عنيفة تريد ان تخرج الامريكان من العراق، لماذا تريد أن تستعدي السكان الشيعة ضدها وهم الاغلبية في العراق؟" لم يجب أحد، واستمرت الهجمات غير المبررة .

الإسكندرية
في بداية شباط 2004 زعمت السلطات الامريكية انها حصلت على رسالة من العراق تسأل "القاعدة" للمساعدة في صنع حرب أهلية. وتقريبا على الفور كما لو انه تأكيد للرسالة ، حدث انفجار قتل 50 من الشيعة في مدينة الاسكندرية. اعلنت الاندبيندانت "الارهابيون يشعلون حربا اهلية" مما يناقض اقوال سكان المدينة الذين ، بدون استثناء ، وصفوا الانفجار على انه قصف جوي "سمعوا صوت مروحية ووشيش صاروخ يهبط قبل الانفجار" والانفجار نفسه ترك حفرة عمقها ثلاثة امتار ، وهو ما يتركه صاروخ وليس سيارة مفخخة (الاندبيندانت 11/2/2004) .

القاعدة في العراق
كما هو حال المنظمة الأم ، لا شيء يبدو حقيقيا بالنسبة لهذه الجماعة حتى 2004 ، لم تنبس القاعدة وهي (سنية) بأي كلمة ضد الشيعة.
ولكن فيما تتصاعد المقاومة العراقية ، طفا الى السطح فجأة الاردني (الميت) ابو مصعب الزرقاوي وهو يدعو الى الحرب ضد الشيعة (الكفار) ، ومضى لشن حملة موازية للهجوم على المدنيين بدلا من جيش الاحتلال . في السنوات التالية ، اينما ارادت القوات الامريكية شن عدوان في العراق ، كان يقال ان الزرقاوي "مختبيء" في تلك المنطقة، ودائما ينزلق من بين ايديهم ويهرب الى منطقة اخرى. في تشرين ثان 2004 دمرت الفلوجة وقتل الالاف من اهلها ومع ذلك كانت المراقبة الامريكية من الشدة ، بحيث انها شاهدت الزرقاوي بساقه الخشبية يهرب من اليوم الأول! كان الزرقاوي مثل سلاح دمار شامل متحرك يظهر عند اللزوم.
وبقيت قصته لا تصدق حتى النهاية ، فإن الصورة التي بثت وهو مقتول ، تظهر جسدا خاليا من الاصابات الا من بضعة خدوش بينما الرجل قتل بقنبلة زنة 500 رطل.
نك بيرغ ومارجريت حسن وفضيحة ابي غريب في نيسان 2004، اصبحت الفلوجة المدينة المقاومة الاولى وتحت سيطرة المقاومة، وفي نفس الوقت أثار الاضطهادالامريكي جيش المهدي في النجف ووجدت الولايات المتحدة نفسها تشن حربا على جبهتين، وبرزت مظاهر التعاطف بين السنة والشيعة حيث تجمع في 9 نيسان حوالي 200 الف سني وشيعي للصلاة في جامع سني في بغداد حيث حذر الخطيب من حرب اهلية يصنعها الاحتلال حتى يطيل امد بقائه. وقد خرجت الى شوارع العالم احتجاجات على قصف الفلوجة، ثم ظهرت صور التعذيب في ابي غريب مما قضى على البقية الباقية من مصداقية امريكا في العالم، ومن اجل مكافحة هذه الدعاية الضارة بدأت جماعات مقاتلة غير معروفة تختطف الاجانب وتصدر فيديوات بشعة عن ذبح هؤلاء الرهائن.
كان اول ضحية هو رجل الاعمال نك بيرغ وقيل ان الزرقاوي هو الذي ذبحه بيده ثأرا لما حدث في ابي غريب. ولكن وسائل الاعلام الخاصة والمستقلة جادلت في صور الذبح وبعد فحص من قبل جراح طب شرعي مكسيكي اتضح ان الرجل في الصورة كان ميتا بالفعل قبل الذبح.
مارجريت حسن عاشت في العراق 30 عاما ومتزوجة من عراقي وقد عملت طوال حياتها في خدمة العراقيين ومعارضة العقوبات والغزو الامريكي البريطاني، وكانت تتحدث العربية جيدا مما يمكنها من الدفاع عن نفسها لو كانت الجماعة التي خطفتها هي جماعة (مقاومة ) حقا، ولكن المجموعة التي خطفتها لم تصرح عن نفسها ولم تطلب اية مطالب ولم تظهر معها على الفيديو واضعة اقنعة على الوجوه او ذكر آيات قرآنية، لاشيء. وفي حين ان كل النساء اللواتي خطفن كان يطلق سراحهن فيما بعد حين يدرك الخطفون انهن لا علاقة لهن بالاحتلال، ولكن ليس مارجريت حسن . ومع ان محكمة عراقية قد حكمت على عراقي اسمه مصطفى سلمان الجبوري اتهم بتسهيل خطفها بالسجن مدى الحياة ، ولكن لا احد حتى الان ، تبنى اختطافها وقتلها.

خيار السلفادور
بعد وقت طويل من بدء ظهور اكوام الجثث على الارصفة ، ضحايا قتلة مجهولين، نشرت مجلة نيوزويك خبرا عن خطة للبنتاغون لاستخدام فرق الموت المكافحة للتمرد للقضاء على المقاومين العراقيين وانصارهم.
وتأكد مايسمى "الخيار السلفادوري" والذي اطلق نسبة لحملة مشابهة في امريكا الوسطى في الثمانينيات ، بالتقارير التالية التي اشارت الى تورط وزارة الداخلية العراقية في فرق الموت.
وفيما يتزايد عدد الضحايا، أبرز الاعلام السائد الاخبار من زاوية متطرفي السنة يستهدفون مدنيين شيعة ابرياء. ولكن الحقائق اظهرت قصة مختلفة. طبقا لتقرير من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ، فإن أغلب هجمات المقاومة (75%) منها كانت موجهة الى القوات الاجنبية ، وهي تتجاوز بكثير اي هجمات اخرى في المسح الذي رتبت فيه الهجمات حسب العدد ونوع الهدف واعداد القتلى والجرحى. وفي تناقض شديد عن الصورة التي يقدمها الاعلام السائد، فإن الاهداف المدنية كانت تشكل 4.1% من الهجمات فقط.
وبعد خروج 300 الف من جماهير الشيعة وهي اكبر مظاهرة في بغداد منذ 1958 تساءل السيد جنيد علام "هل كان سيخرج الى الشارع هذا العدد من الشيعة احتجاجا على الاحتلال لو كانوا يعتقدون ان المقاومة المسلحة التي يكثر فيها السنة كانت تهدف الى قتلهم؟" (موقع left hookبقلم م. جنيد علام في 18 نيسان 2005)

السيارات المفخخة
شهد عام 2005 تصاعدا في عمليات السيارات المفخخة ومعظمها موجه الى اهداف مدنية . ورغم انه قيل ان شبكة الزرقاوي لا تزيد عن 1000 شخص في العراق ولكن يبدو كأن لديه معين لاينضب من الرجال المستعدين للتضحية بأنفسهم للجهاد. ولكن كان هناك تفسير آخر.
(يأتي الكاتب بأمثلة عن قصص تفخيخ الأمريكان لشاحنات يفتشونها ويدسون فيها عبوات دون ان يعلم صاحبها ويرشدونه للذهاب الى مناطق معينة ويفجرون الشاحنة عن البعد.
يشير الى مصادر: مدونة د.عماد خدوري ومدونة ريفربيند)
القوات الخاصة البريطانية (ساس) في البصرة
يتحدث الكاتب عن واقعة الرجلين الذين يرتديان ثيابا عربية في مركبة محملة بالمتفجرات واعتقالهما من قبل القوات العراقية ثم اقتحام القوات البريطانية للسجن والافراج عنهما.
أزمة الرهائن الكاذبة
في السنة الثالثة للاحتلال اصبحت خطط تدبير فوضى طائفية اكثر وضوحا. في احدى الوقائع ابلغت شرطة بغداد قادة جيش المهدي بان مسلحين قرب قرية المدائن كانوا يحتجزون 150 مدني شيعي . وحين ارسل جيش المهدي مقاتلين الى تلك المنطقة للتفاوض لاطلاق سراحهم ، اطلقت عليهم النار وفقدوا 25 رجلا وقال مساعد في جيش المهدي "اعتقد ان هذا كان كمينا واطلاق النار كان كثيفا جدا"، مضيفا ان المهاجمين استخدموا قناصة واسلحة آلية ثقيلة. ولم يكن اهالي المنطقة على علم بأزمة الرهائن المفترضة ولم يكتشف اي رهائن هناك .
سامراء والحرب الأهلية "
ألا يمكن ان يكون هذا شيئا جيدا ؟"
رغم ان غسيل الدماغ الطائفي كان مؤثرا بوضوح ولكن العراقيون استمروا في طرد فكرة الحرب الاهلية.
في اعقاب تفجير القبة الذهبية في سامراء ، ارتفع معدل القتل الطائفي في العراق الى درجة كبيرة وكان المسؤولون عن التفجير كما شهد حراس الجامع يرتدون زي الحرس الوطني حسب.
والقوات المشتركة العراقية الامريكية التي كانت تقوم بدوريات في المنطقة المحيطة ، ساعدوا هجمات الميليشيا على مسجد سني في "رد فعل" مدبر مسبقا.
كان رد فعل معظم العراقيين العاديين مختلفا تماما. وطبقا لسامي رمضاني "لم تكن اي من مسيرات الاحتجاج الفورية موجهة ضد الجوامع السنية . وقرب المسجد المفجر نفسه، شارك السكان السنة مع الاقلية الشيعية في المدينة في ادانة الاحتلال واتهموه بمسؤوليته عما حدث. في الكوت قامت مسيرة يقودها جيش المهدي في حرق الاعلام الامريكية والاسرائيلية. في مدينة الصدر ببغداد خرجت مسيرة هائلة ضد الاحتلال. ولكن الاعلام الغربي استمر في التشبث بكل واقعة منفردة كدليل على تفكك اجتماعي لايمكن علاجه. وقد كتب دانيل بايبس شاعرا بالارتياح لأن الصراع الطائفي يقلل الهجمات على القوات الامريكية حيث يقاتل العراقيون بعضهم بعضا. ثم بثت شبكة فوكس للانباء تصريحاته بعنوان على الشاشة يقول "اللجوء للحرب الاهلية ؟ حرب اهلية شاملة في العراق. هل يمكن ان تكون شيئا جيدا ؟"
التاريخ باعتباره سرا
مفتاح تبرير الهجمة الاستعمارية على العراق هو انتاج لا ينقطع من الأكاذيب. والصهيوني توماس فريدمان شبه عراق صدام بما كانت عليه الاباما من تفرقة عنصرية ايام شنق السود على الأشجار، حيث كان يعتبر الشيعة والاكراد في منزلة اقل من البشر. ولم يفكر فريدمان اثناء تحليله في الاشارة الى حقيقة ان وزير الصحة كان كرديا وان اثنان من الشيعة شغلا منصب رئيس الوزراء (سعدون حمادي ومحمد الزبيدي) او ان نائب الرئيس كان مسيحيا. في واقع الأمر ان العراقيين كانوا نادرا ما يسألون عن ديانة او عرق القادة والمسؤولين. لم يكن ذلك مما يهمهم.
في اثناء ذلك كانت الاشاعات تجد صدى لدى منظمات (حقوق الانسان) حول قيام النظام العراقي بقتل 70 الف انسان كل سنة بدون ان يلاحظ احد. ولكن رغم كل ما يقال عن النظام، فإن الزائر الذي كان يمر في بغداد في التسعينيات لم يكن يرى دبابات او مفخخات او اختطافات او ضربات جوية او نقص في الوقود او الكهرباء او معسكرات اعتقال كبيرة . وكما قال مايك وتني "لم يكن لصدام نية تفكيك الدولة والجيش والمؤسسات المدنية ، ولا نهب المتاحف او قتل المدرسين والمفكرين ، او التطهير العرقي للمسحييين والسنة ، او اثارة العنف بين المذاهب.
لم يكن لصدام خطط زيادة سوء التغذية ولا تخفيض تدفق الماء النظيف ولا قطع الكهرباء او ازالة شبكة الحماية الاجتماعية زيادة الفقر والبطالة، او وضع العراقي ضدالعراقي في معركة ضارية للبقاء.
لم يتبن صدام نظرية المحافظين الجدد حول الدمار الخلاق، التي دفعت بشعب كامل الى الفوضى بتخريب النسيج الاجتماعي العراقي وادت بالناس الى اللجوء الى الميليشيات من اجل أمانهم. "
ان الحقيقة هي ان اقتراب ذروة الانتاج النفطي العالمي تهدد في اضعاف القوة الامريكية ومن هنا لم يكن يسمح لعراق صدام ، وهي دولة نفطية غنية ومستقلة في اهم بقعة ستراتيجية في العالم ان تستمر في البقاء.
ولكن المقاومة الشرسة للاحتلال اجبرت الولايات المتحدة الى اللجوء الى خطتها البديلة (رسميا لم يكن لديها خطة بديلة) . في هذه الخطة يحدث شيء مثل الخطة التي اقترحها عوديد ينون لبلقنة البلاد.
ينبغي تفكيك الدول المستقلة القائمة ، الى دويلات ضعيفة اقرب الى المحميات. التفاصيل قد تختلف ولكن تفكيك يوغسلافيا خدم بدون شك كنموذج.
كتبت ديانا جونستون "في التسعينيات لم يعد المجتمع الدولي الذي تقووده الولايات المتحدة مهتما ببناء الأمم، بل أن تدمير الدول كان هو الشكل المناسب للتوافق مع متطلبات العولمة الاقتصادية (كتاب "حرب الأغبياء الصليبية: يوغسلافيا والناتو واوهام الغرب" للكاتبة ديانا جونستون 2002). ومن اجل هذه الغاية ،ـ في العراق كما في يوغسلافيا، تحالفت الولايات المتحدة مع "مفككي الدول" و زعماء الطائفية، وهي تنادي علنا باحترامها للسيادة الوطنية.
ومن ازالة اي سوء فهم، اوضح منظرو المحافظين الجدد بقولهم "التوترات الطائفية "الطبيعية" سوف تتصاعد في غياب دولة قمعية لاخضاعهم. ولهذا السبب ، وتحت قيادتهم الحميدة (المحافظين الجدد) سوف يترك العراق ليتحلل الى مكوناته الاثنية.

العراق يقاوم
بعد قصف العراق في 1991، كان اعلان جورج بوش الاب عن "نظام عالمي جديد" من الهيمنة الامريكية، تبنت منابر السياسة الخارجية، فكرة الغاء الدول.
في الواقع، إن فرض نموذج التقدم الغربي على العالم بعد الحرب العالمية الثانية هو الذي انهى استقلال الدول التقليدي. 
الايديولوجية (الجديدة) كانت ببساطة الاعتراف بالحقائق على الارض.
بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، توقع دعاة فكرة اللا دولة وهم يحتفلون بذلك الانهيار، اقتراب (نهاية التاريخ) الذي سيرى كل شعوب العالم تندمج في حياة استهلاكية رأسمالية مدينية معولمة.
وهكذا فإن "التنوع الفوضوي للثقافات والقيم والمعتقدات التي كانت سببا للصراعات في الماضي" سوف تزول بعملية التوحد السياسي والثقافي. مازال الوقت مبكرا لتخمين نهاية لهذه الرؤية الهاذية، ولكن في كل انحاء العالم ، يكافح الناس لصنع مستقبلهم ، بدون الاستماع الى نصيحة الصفوة المتفوقة.
في العراق، الوعي بالصورة الكبيرة اكبر منه في اي مكان آخر. ولهذا لم يتحقق الانهيار في صراع طائفي شامل. وبينما تتصاعد المقاومة المسلحة في صراعها ضد الولايات المتحدة فهي ايضا تواجه الارهابيين الجهاديين السلفيين ، وهناك حلية تعلق في الرقبة اصبحت شديدة الرواج بين العراقيين تراها على الارصفة وفي التلفزيون في اعناق المذيعات وهن يقرأن نشرة الاخبار، الحلية بشكل خارطة العراق.
وحين بثت محطات التلفزيون صور الشباب الذي يحمل الكلاشينكوف ويقف كتفا لكتف في مواجهة اقوى جيش في العراق في الفلوجة، كانت الصور ترمز لمقاومة اسطورية. ولكن الى جانب المقاومة المسلحة، فإن الصحفيين والمفكرين والنقابات والعراقيين من كل الطبقات وكل في مجاله، يواجهون الهيمنة العسكرية الشركاتية. وعلى كل انسان ذي ضمير ان ينضم اليهم.

فيديو خطير .. ضابطة CIA : دبرنا احداث 11 من سبتمبر واضطرابات اليمن والعراق

اذا كنت تريد معرفة حقيقة أحداث 11 من سبتمبر في امريكا فان رواية ضابطة الاتصال في المخابرات الامريكية والتى شكلت حلقة اتصال بين المخابرات الامريكية والعراقية قلبت كل المفاهيم التى روج لها الاعلام.
فالسيدة سيوزن لنداور ضابطة الاتصال بالاستخبارات الأمريكية قررت ان تخرج عن صمتها ولم يعجبها ماتفعله حكومتها بشعوب العالم  فتقدمت الى الكونجرس لتدلي بشهادتها فرفضوا وأغروها بالمال فرفضت ثم حاولوا إغتيالها بحادثتي سيارة فنجت ثم حكموا عليها بالسجن خمسة وعشربن عاما وبضغط من الرأى العام الامريكى وهيئة الدفاع خرجت بعد عام وقررت الانتقام والاعتراف بما عرفته وشاهدته في ستة حلقات اسمع ماقالته عن الاحداث وعن سفينة كول في اليمن وعن حادثة لوكربي التي اتهموا ليبيا "وشهد شاهد من أهلها"
ويدور ملخص الفيديوهات حول : 
*وكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA) خاضعة للموساد الإسرائيلية!!
*أحداث برج التجارة والطائرة ولوكيربي والمدمرة كول وأسلحة الدمار الشامل في العراق من صنع الموساد الإسرائيلي
*شركات تأمين يابانية دفعت سبعة مليارات دولار تعويضات برج التجارة لرجل الأعمال الأمريكي (لاري سلفرس تاين) وهو صهيوني صديق لشارون وكان وقع عقد التأمين قبل شهر من التفجيرات وتجاهل التأمين مع الشركات الأمريكية التي يملكها اليهود لتحميل التأمين على الشركات اليابانية 
*رجل الأعمال هذا كان يفطر يوميا في مكتبة بمركز التجارة ولم يتغيب عن العمل الا يوم التفجير فقد تغيب مع ولديه 
** الخلاصة :
١١ سبتمبر ومدمرة كول وطائرة لوكيربي وأسلحة الدمار الشامل احداث اصطنعها الموساد لتبرير التدخلات الأمريكية لمصلحة إسرائيل.

الحلقة الاولى
في الحلقة الأولى تروي سوزان لينداور -- ضابط ارتباط لدى الـ CIA سابقا -- قصة تجنيدها من قبل الاستخبارات الأمريكية في مطلع تسعينات القرن المنصرم وتوضح لماذا وقع الاختيار عليها هي بالذات لإقامة اتصالات سرية مستمرة مع موظفي الممثلية العراقية والليبية في الأمم المتحدة. كما يدور الحديث عن حادثة تفجير طائرة "بان أميركان" في سماء لوكربي حيث تبين لينداور من كان يقف حقا وراء هذه العملية, ما يدحض تماما الرواية الرسمية حول تورط نظام القذافي في هذه الحادثة.
الحلفة الثانية

في الحلقة الثانية تتحدث سوزان لينداور -- ضابط اتصال لدى CIA -- عن لقائها مع ريتشارد فيوز المشرف عليها من CIA في أبريل عام 2001 الذي طلب منها التوجه إلى الدبلوماسيين العراقيين في الأمم المتحدة وإخبارهم بأنهم يبحثون " عن أية معلومات استخبارية تخص التحضير لخطف طائرات ركاب... المطلوب معلومات عن طائرات يمكن تلغيمها بالمتفجرات"... وأنهم يعتقدون بأن "هدف الإرهابيين ربما هما البرجان التوأمان لمبنى مركز التجارة العالمي... وأن يحدث مثلاً صدام بالطائرات للمباني أو استخدام الطائرة كقنبلة لضربها...". وتروي لينداور ماذا كانت رسالة القادة العليا في الولايات المتحدة إلى العراق وما هي الشروط التي وضعتها لتفادي الحرب التي تم الاعداد لها قبل أحداث سبتمبر 2001. ثم تتحدث لينداور بشكل مستفيض عن اتصالاتها الشخصية والمستمرة بكبار المسؤولين الأمريكيين سعيا منها لإقناعهم باتخاذ إجراءات أمنية طارئة ووضع منظومات دفاع جوي على سطح برجي مركز التجارة العالمي ورفع مستوى الخطر الأمني إلى أقصى درجة. 

الحلقة الثالثة

في الحلقة الثالثة المخصصة لأحداث الحادي عشر من سبتمبر تتحدث سوزان لينداور عن اتصال ضابط CIA المشرف عليها ريتشارد فيوز بها الذي قال لها أن "هناك من قام بتصوير الطائرة الأولى وهي تصطدم بأحد برجي مركز التجارة العالمي. وتبين لاحقا بعد توقيفهم والتحقيق معهم من قبل FBI إنهم على اتصال بالموساد. كانوا يقفون غير بعيد عن مباني مركز التجارة وينتظرون منذ الصباح مزودين بكاميرات، وعلى استعداد في أي لحظة لبدء تصوير اصطدام الطائرات بناطحات السحاب! ". ثم تتحدث لينداور عن محاولة تجنيدها من قبل الموساد وهي في طريق العودة من العراق وبحوزتها ملفات سرية للغاية، حيث عرضوا عليها مبلغا ضخما مقابل تسليمها.

الحلقة الرابعة

في الحلقة الرابعة تتحدث سوزان لينداور عن "سيارات (الفان) الغريبة" التي كانت تدخل المرآب الخاص بمباني مركز التجارة العالمي قبيل وقوع أحداث سبتمبر. و"كانت تحمل مواد متفجرة زرعت في أماكن محددة من البرجين" حسب كلام ضيفتنا. وتتحث لينداور عن المصدر الذي أخبرها بتسجيلات كاميرات المرآب التي رصدت دخول السيارات وتم التكتم عليها من قبل أجهزة الأمن الأمريكية. 

الحلقة الخامسة

في الحلقة الخامسة تتحدث سوزان لينداور عن اعتقالها من قبل عناصر FBI بعيد مطالبتها بالمثول أمام لجنة التحقيق في أحداث 11 سبتمبر 2001 التي عقدها الكونغرس الأمريكي، حيث تم اعتقالها دون توجيه أي تهم رسميا لها اعتمادا على ما عرف بقانون المواطنة (باتريوت أكت). وتقول لينداور إن الغرض من اعتقالها كان اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية حيث كان جورج بوش الأبن مرشحا لولاية ثانية، لذلك لو سمحوا لها بالتحدث أمام الكونغرس حول التحذيرات والمعرفة المسبقة بأحداث سبتمبر لما تمت إعادة ترشيح بوش الابن لولاية ثانية. وقيل لها بشكل مباشر: " ستبقين رهن الحبس حتى الانتخابات. وبعد الانتخابات، أي بعد أن تهدأ الضجة السياسية، سوف نجد وسيلة لتبرئتك. ولكن عليك أن تلزمي الصمت. إذا لزمت الصمت ولم تزعجي أحداً ولم تثرثرى بشيء سنسحب كل الاتهامات ضدك بعد الانتخابات مباشرة"... ثم تروي لينداور تفاصيل مثيرة حول الرشى الكبيرة التي حصل عليها مشرفاها بول هوفن وريتشارد فيوز مقابل سكوتهما.

الحلقة السادسة

في الحلقة الخامسة والأخيرة تتحدث سوزان لينداور عن سجنها في قاعدة عسكرية دون توجيه أي تهمة لها لمدة سنة ونصف. كما تكشف الأسباب التي جعلت القضاء الأمريكي يرفض بشكل قطعي طلبها في اجراء جلسات قضائية علنية ويتهمها بالتطرف الديني وهوس المعاداة للنظام الاجتماعي السياسي القائم في الولايات المتحدة. من جهة أخرى تتحدث لينداور عن الحملة الواسعة التي نظمها المدونون والإذاعة البديلة دعما لها ما ساعد في إيصال قضيتها إلى الرأي العام وإجبار القضاء الأمريكي على التراجع. في الختام تروى لينداور قصة حادثتين تعرضت لهما بعد خروجها من السجن بكفالة لم يكن ثمة أي شك في أنها كانت محاولات لتدبير حادث سير يودي بحياتها على أن تبدو وكأنها حادثة مأساوية اعتيادية.

عميد متقاعد برهان إبراهيم كريم : عدوان إسرائيل على غزة كشف الكثير

بوليفيا تقطع علاقاتها مع إسرائيل وتعتبرها دولة إرهابية بسبب عدوانها الهمجي على غزة. بينما رد الدول العربية والاسلامية خجول وعلى استحياء ومن خلال وسائط الاعلام فقط. تبنت موقف بوليفيا كل من البرازيل والإكوادور وفنزويلا وكوبا، وحتى أن تشيلي وسلفادور وبيرو سحبت سفراءها من إسرائيل. ووزيرة بريطانية استقالت، بسبب موقف حكومتها من العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين. و شهدت المدن الأميركية والأوروبية خروج مظاهرات حاشدة, صدمتها صور القتلى والمشوهين والثكالى من الفلسطينيين, وحجم الخراب الذي حول بعض الأحياء والمزارع والحقول إلى أطلال وأنقاض. حتى أن أحد المتظاهرين الإنجليز اممن تجمعوا أمام سفارة إسرائيل في لندن, حمل لافتة كتب عليها عبارة تقول: إن لوم حماس على استخدامها الصواريخ ضد الأهداف الإسرائيلية، لا يختلف في شيء عن لوم امرأة لأنها ثارت لشرفها وصفعت من اغتصبها. مما أحرج وأربك أنظمة كثيرة, وأربك واشنطن, وهيئة الأمم المتحدة وأمينها العام السيد بان كي مون. فالحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة كشفت حقائق كثيرة, والتي يمكن تلخيصها لكل مسلم وعربي وحر بالنقاط والأمور التالية: 
· الموقف المخزي لهيئة الأمم المتحدة وأمينها العام ومجلس الأمن من هذا العدوان. فعدوان إسرائيل على مدن وقرى فلسطينية يقطنها عزل وتكتظ بالنساء والأطفال وكبار السن والمرضى, والعدوان على الأونروا( منظمة هيئة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين) والتي ناهز عمرها على 66 عام, والدموع المنهمرة من عيني مسؤول الأونروا في غزة الذى انفجر باكياً على شاشات التلفزة ، وهو يتحدث عن تعمد إسرائيل قصف المدرسة التابعة للمنظمة الدولية في غزة, لم تحرك ضمائر رئيس وأعضاء مجلس الأمن الدولي والأمين العام للانتصار لمسؤول أممي عن الأونروا أعتدي عليه وعلى منظمته بوحشية ودم بارد. رغم أن الأونروا والأمم المتحدة أبلغت إسرائيل 16 مرة بأنه منشآت الأونروا تؤوي مدنيين عزلاً, لاذوا بها احتماء من العدوان الهمجي والقصف الوحشي الذي طال كامل القطاع بحيث لم يعد فيه من مكان آمن. ومواقف اللامبالاة هذه من رئيس مجلس الأمن الدولي والامين العام ومساعديه دليل على أن المنظمة بمؤسساتها وأعضائها وأمينها العام ومساعديه وطاقمها من الموظفين دورهم ربما هو محصور في استهداف دول لا تنصاع لأوامر واشنطن وإسرائيل, ولضمان أمن ومصالح واشنطن وإسرائيل وحلفائهما فقط.
· السكون المفجع الذي ساد العالمين العربي والاسلامي خلال العدوان على غزة. فلا إدانات رسمية علنية لإسرائيل, ولا سحب للسفراء (كما فعلت بعض دول أمريكا اللاتينية), ولا مجتمع مدنياً تحرك, ولا مظاهرات خرجت، ولا مساعدات إغاثية قدمت إلا في حالات استثنائية ولأهداف استعراضية لكسب ود جماهير هذه الدول وتهدئة غضب الشارعين العربي والاسلامي. ولا تأنيب أو انتقاد لمواقف واشنطن الداعمة للعدوان الإسرائيلي. فرد الفعل في العالمين العربي والاسلامي مخيب للآمال على كافة الأصعدة، من الأنظمة, والنخب, والشارع, وسائط الاعلام العربية والاسلامية. وحتى رد الاعلاميين الذين يدعون العروبة او الاسلام أو المنهمكون بدعم ما يسمى بالربيع العربي والدفاع عن قيم الحرية كان ملتوي ومخجل ومخزي.
· استخفاف واشنطن بالمشهد العربي والاسلامي. والذي لخصته صحيفة نيويورك تايمز بمقال لمراسلها دافيد كير كباتريك. ونشرته في عدد 30/7/2014م بعنوان الزعماء العرب يلتزمون الصمت ويعتبرون حماس أخطر من إسرائيل. ومما قاله المراسل:أن ذلك الاصطفاف العربي إلى جانب إسرائيل يحدث لأول مرة في تاريخ الصراع. وأن جهود بعض الزعماء العرب انحصرت بضرورة إنقاذ حياة الضحايا المدنيين الذين يدفعون ثمن الصراع دون تمييز بين الفلسطينيين. ورجل كنيسة وقس فلسطيني, قال:في الولايات المتحدة الأمريكية، هناك كنائس لها نفس توجهاتنا، سحبت استثماراتها ،وهي ضخمة، من 3 شركات أمريكية ، تتعامل مع الصهاينة. لأنهم لا يريدون أن تكون استثماراتهم ملطخة بدماء الفلسطينيين. وختم حديثه بقوله: أتحدى أية دولة عربية أو إسلامية، أن تسحب استثماراتها من الشركات التي تتعامل مع الصهاينة.
· موقفي كل من الجامعة العربية ومنظمة التضامن الاسلامي جاء أقل بكثير جداً من الموقف المتواضع والخلبي للمفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة.
 فموقف كل من هاتين المنظمتين بدا أنه انعكاس لمواقف زعماء الدول العربية والإسلامية التي تشوبها الصراعات والنزاعات والخلافات بسبب تضادها من مجريات أحداث ما يسمى بالربيع العربي, والتي يبدو أن تجاوزها بات صعبا ومن المستحيل. وهذا التناقض واضح للعيان في مواقف الفضائيات كالعربية والجزيرة من الأحداث.
· الدول التي أدانت وقاطعت إسرائيل رؤسائها نساء و يقودها يساريون. في حين أن قوى اليمين وأغلب قوى اليسار في العالمين العربي والإسلامي باتت كما يبدوا جزءاً من تحالفات متناقضة بخصوص الشأن للفلسطيني الربيع العربي وعدد من القضايا والأحداث. حتى إن صحيفة الأهالي المعبرة عن حزب التجمع المصري, نشرت بتاريخ 23/7/2014م مقالة لأحد الكتاب أعتبر أن تأييد المقاومة خيانة وطنية.
· والعدوان الإسرائيلي الهمجي جاء في الوقت التي ترأس فيه إسرائيل لجنة حقوق الإنسان المختصة بتصفية الاستعمار التابعة للأمم المتحدة. وإسرائيل هي من تستعمر فلسطين وسجلها في مجال حقوق الانسان حالك بالسواد وحافل بجرائم ضد الانسانية وجرائم الحرب. وواشنطن وتل أبيب ولندن وباريس قد يعملون على استصدار قرار دولي يحظر المقاومة ويطالب بنزع سلاحها. وجاء في تصريحات وزير الخارجية كيري وممثلة بلاده لدى الأمم المتحدة سوزان رايس أن تسوية الأزمة الراهنة, ووقف العدوان الإسرائيلي على غزة يجب أن يقترن بنزع سلاح المقاومة الفلسطينية.
· وبذريعة أمنها القومي تنتهك إسرائيل جميع المواثيق والأعراف والقوانين. فرغم الدعم العسكري والسياسي لإسرائيل من واشنطن ودول أوروبا لدعمها. إلا أنها تصر أن تقود كل هؤلاء في كل حروبها واعتداءاتها بذريعة حماية مصالحها وأمنها القومي.
· والمساحة الحقيقية لقطاع غزة هي 555كم2, بينما هي حالياً362كم2. فإسرائيل سرقت منه المائتي كيلومتر بموجب اتفاقية الهدنة عام 1949م. وبمقتضاها تم تحديد خط الهدنة كما لو أنه سوراً يحيط بقطاع غزة. واقترح الإسرائيليون أن تقام منطقة عازلة بين الطرفين بحدود مائتي كيلومتر اقتطعت من المساحة التي خصصت لقطاع غزة. ورغم النص على أن الخطوط الموضوعة مؤقتة, وأنها لا تؤثر على اتفاقية الهدنة الرئيسية، إلا أن إسرائيل سطت على المساحة المقتطعة وضمتها, ومسحت خطوط الهدنة التي يفترض أن تكون المرجع الأصلي للحدود. ومع ذلك لم يثار الموضوع.
· واتفاقية كامب ديفيد واتفاقية أوسلو تخدمان في كثير من بنودهما إسرائيل. ومن يراجع هذه الاتفاقيات يجد ان كل من مصر والسلطة الفلسطينية ملزمتان بمحاربة السلاح الفلسطيني وضرورة نزع السلاح الفلسطيني واعتبار عنصر المقاومة الفلسطينية إرهابي.
· والدعوات إلى التهدئة مع إسرائيل تعلو, بينما التهدئة ممنوعة بخصوص الازمات والخلافات والصراعات التي تعصف العرب والمسلمين. مع أن التهدئة مع إسرائيل قال عنها أستاذ فلسطيني: كل المعارك التي ربحناها في المعركة، خسرناها بعد التهدئة.
· والمواقف العجيبة لواشنطن وبعض العواصم العربية والاسلامية من العدوان. فمنهم من تحرك كوسيط لإبرام هدنة أو أتفاق لوقف العدوان. فالوسيط الأميركي يؤيد إسرائيل في عدوانها ويعتبره دفاعاً عن النفس وحرب على الإرهاب. وباقي الوسطاء أعجز من أن يدافع عن حق, أو يدين عدو ينتهك الشرائع والقوانين والمواثيق الدولية وشرعة الأمم المتحدة,، أو أن يفرط بحقوق حلف الناتو الجاثم على أراضيه, كرمى لأخ عربي أو مسلم أو صديق. ومن رضي لأرضه القواعد العسكرية لا يمكنه أن يطردها من بلاد الغير. و كيري يصر على وساطة تركية قطرية بينما, ونتنياهو يصر على وساطة مصرية. والوسيط يجب أن يتصف بالنزاهة والحيادية ويضمن الحقوق.
· والاجتماع الذي عقد في باريس يوم ٢٦ يوليو بمشاركة وزراء دول عربية وإسلامية والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا. انتهى هذا الاجتماع إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يلبى الاحتياجات الأمنية الإسرائيلية، والاحتياجات التنموية الاقتصادية والاجتماعية الفلسطينية، بحسب ما أعلنه وزير خارجية فرنسا، لوران فابيوس.
· وحرب المزايدات لا تتوقف. فالبعض يقف على عظام الشهداء لا ليرقبوا العدو، إنما ليرجموا دولة أو نظام أو زعيم. أو يمشي في الجنازات ليس مواساة لأهل الشهيد، إنما ليسيء لغيره. أو يقول: هذا متواطئ أو عميل, أو عدو لقضايا العرب والمسلمين.
· والشيطنة الاعلامية التي تمارسها وسائط الإعلام الصهيوني والإسرائيلي ومعها بعض وسائط الاعلام الدولي والعربي والاسلامي, والتي يقصد منها تحقيق الأهداف التالية:
1. الاهتمام بالأصوات الاسرائيلية المنتقدة لنتنياهو ومنها كلام أبن كاسبيت كبير المعلقين في صحيفة معاريف الاسرائيلية وكلام ناحوم بارنيع في يديعوت أحرونوت.والذين اعتبرا: أن إسرائيل باتت في مواجهة جيش حماس المنظم والمدرب والمسلح والحازم، القادر على إطلاق مئات وآلاف الصواريخ على تل أبيب والقدس وأهم المدن الإسرائيلية، وإغلاق مطار بن غوريون لمدة ثلاثة أيام. وأن حديث إسرائيل الحديث عن استغاثة حماس من أجل وقف إطلاق النار، ادعاء غير صحيح. وأخطاء نتنياهو في التعامل مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وأن حركة حماس والوضع الإقليمي يجران إسرائيل إلى مواضع لا تريدها، الأمر الذي من شأنه زيادة التباعد الدولي في تأييدها. والتحقيق في كفاءة الجيش الإسرائيلي وإدارة المعركة, وتحديد أوجه القصور التي ظهرت فيها, ومواصلة حماس بتحدي جبروت الجيش الإسرائيلي طوال أكثر من شهر. والقلق من تدهور العلاقة مع الحليف الأمريكي, ومن أسلوب نتنياهو بتحويل الرئيس أوباما من صديق إلى عدو لإسرائيل. وإن الضباط في مقر هيئة الأركان في تل أبيب يعلمون أنه يوم يتوقف إطلاق النار في الجنوب فسيبدأ إطلاقها في تل أبيب والقدس. وماذا علمتم وماذا لم تعلموا عن الانفاق, وكيف تعاملتم بشأنها. والنقاشات التي ستبدأ في الجيش الإسرائيلي في اليوم التالي ستنحصر في عدد من القضايا المتعلقة بتأخير العملية البرية, وإلى أي مدى أضر القصف وإطلاق القذائف بالعملية؟ وهل المستقبل كامن في الأنفاق وليس في القذائف الصاروخية؟. ومع أن هذه الأصوات لم تندد بالعدوان ولا بجرائم الجيش الإسرائيلي. إلا أن بعض وسائط الاعلام اعتبرتها أنها أصابت رئيس الوزراء نتنياهو هو وفريقه بمقتل. وأنها أحدثت شرخا قوياً في الداخل الإسرائيلي, وهزيمة مدوية لإسرائيل. وكأن هدفهم طمس حجم الخراب والدمار والعدد الكبير للضحايا والذي يستوجب محاكمة حكومة إسرائيل في محاكم جرائم الحرب الدولية. على الأقل انتصاراً لهذه الضحايا, ومعاقبة مرتكبيها كما أمر الله رب العالمين.
2. تشويه صورة المقاومة أو تجريمها. وذلك من خلال أنها لو أحنت رأسها للعاصفة، لما جرى ما جرى. ولما تحول قطاع غزة من سجن إلى مقبرة. وحركات المقاومة الوطنية الفلسطينية معذورة بكل الطرق التي تتبعها مع العدو الصهيوني. لأنهم يواجهون مغتصب للأرض والحقوق والمقدسات, ويقتلع الفلسطينيين من أرضهم, ويهجرهم خارج فلسطين على مدار الساعة منذ أكثر من سبعة عقود. وأجهض كل محاولات الوصول إلى تسوية للقضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي , بما فيها المفاوضات الفلسطينية واتفاق أوسلوا الذي مضى عليه أكثر من 20 عام.
3. ترهيب وإخافة العرب والمسلمين مما تجره عليهم حركات المقاومة الوطنية من مآسي بسبب معارك التحرير التي تخوضها ضد عدو مغتصب للأرض.
 وتجاهل حقيقة أن الحروب ومعارك التحرير تقاس بخواتيمها وليس ببداياتها وجولاتها. وإحصاء الضحايا ضروري من أجل محاسبة الجناة وحث المقاتلين لتحقيق حلمهم وحلم من سبقوهم من الشهداء. لا الشماتة, أو نوع من الحفاوة بالموت وتشجيعاً عليه بالمجان, أو لاعتباره بداية الطريق إلى الهزيمة.
4. تقزيم اَضرار العدوان الوحشي على غزة من قبل إعلاميين ووسائط الاعلام العربي والإسلامي حين ينقلون الخسائر بالأرواح على أنها أعداد فقط, والخسائر بالبنية التحتية كمناظر فقط. فالواجب المهني والوطني والانساني يقتضي توثيق كل حادثة استشهاد أو جريمة ارتكبت أو ترتكب بحق مدنيين أو منشأة استهدفت ودمرت. وذلك من خلال زيارة أهل الشهيد أو الضحية أو المنشأة من قبل وفود إعلاميي الفضائيات. وتوثيقها وتوصيفها وإجراء المقابلات في مكان حدوثها, ومتابعتها مع المنظمات الانسانية والدولية لملاحقة مرتكبيها. بدل من الأسلوب المتبع من نقلها كخبر أو صورة فقط.
ما آل إليه واقعنا العربي والاسلامي وما وصلنا إليه من هذا الدرك مرعب ومخيف وغير مريح على الاطلاق. فالمطلوب مواجهة إسرائيل لأنها العدو الذي يستهدف العرب والمسلمين.
السبت: 9/8/2014م 

فيديو جديد وخطير لمجرزة الشجاعية



د.عواطف عبدالرحمن : مصر وفلسطين .. تساؤلات مُلحة


الحياة اللندنية النسخة: الورقية - دوليالجمعة، ٨ أغسطس/ آب ٢٠١٤ (٠١:٠ - بتوقيت غرينتش)

كان لقدر مصر أن جعلها تحتل موقعاً قيادياً في العالم العربي في مواجهة الكيان الصهيوني منذ صدور وعد بلفور في 1917 وصولاً إلى قرار التقسيم في 1947 ثم التزامها الكامل خلال الحقبة الناصرية بمساندة الشعب الفلسطيني سياسياً وعسكرياً لاسترداد حقوقه الوطنية المشروعة.
وموقف مصر في مواجهة الكيان الصهيوني لم يكن نابعاً فحسب من إيمانها بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في حماية أرضه وتراثه الوطني بقدر ما استند إلى الاقتناع الراسخ لدى مصر الرسمية والشعبية بخطورة تهديد الكيان الصهيوني للأمن القومي المصري الذي ضحت مصر بـ 150 ألف شهيد دفاعاً عن حقها في حماية حدودها وأمنها القومي ضد الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة في حروب 1948، 1956، 1967.
ولا شك في أن تراجع مصر عن ذلك الهدف الاستراتيجي وخروجها من دائرة الصراع العربي الإسرائيلي بتوقيعها اتفاقيات الصلح والاستسلام للشروط الأميركية الإسرائيلية في كامب ديفيد 1978، ومعاهدة السلام 1979 مما كانت له آثار كارثية على مجمل الوضع العربي والمصري والفلسطيني، إذ ساعد على استمرار نهج التسوية والاستسلام الذي تجسد في الاتفاق الإسرائيلي الفلسطيني في أوسلو 1993 واتفاقية السلام الإسرائيلية الأردنية عام 1994، وأصبحت إسرائيل تملك اليد العليا في إدارة مصير ومستقبل الشعوب العربية، ولم يكن ذلك ميسوراً إلا بمساندة أميركا وتواطؤ النظم الحاكمة العربية.
ومن هنا ظهر التحول الذي جعل مصر تواصل دورها القيادي، ليس دفاعاً عن الحقوق المصرية والفلسطينية والعربية بل إذعاناً وخضوعاً للإرادتين الأميركية والإسرائيلية وتحقيقاً لمصالحهما على حساب الحقوق الوطنية والتاريخية للشعوب في مصر وفلسطين وسائر العالم العربي.
وهناك إجماع من الباحثين على أن الحل الذي قبلته مصر الرسمية للقضية الفلسطينية (في ظل حكم السادات) لم يكن حلاً مصرياً أو عربياً أو فلسطينياً. وإذا كانت هزيمة 1967 أدت إلى تدشين الحقبة النفطية، فإن أبرز نتائج الانتصار في حرب 1973 أدت إلى انطلاق عصر التسوية وتدشين حقبة الهيمنة الإسرائيلية.
ومن هنا يبرز السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح: ماذا حقق نهج التسوية لكل من القضية الفلسطينية والأمن القومي المصري؟ وتنبثق من هذا السؤال تساؤلات أخرى تبدأ بمصر وهل استطاعت بعد مرور 35 عاماً على اتفاقية كامب ديفيد ومعاهدة الصلح مع إسرائيل أن تحتفظ بسيادتها كاملة على سيناء في ظل الشروط التي نصت عليها اتفاقية كامب ديفيد ومعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، وفي ظل الاتفاق الأمني الذي وقعته إسرائيل مع أميركا في كانون الثاني (يناير) 2009 والذي يؤكد أن مصر ليست لها سيادة كاملة على أرض سيناء ومياهها الإقليمية ومجالها الجوي؟
وبالنسبة إلى القضية الفلسطينية: ماذا تحقق بعد مرور 21 عاماً على اتفاق أوسلو؟ لقد تجاهلت إسرائيل الحقوق الفلسطينية المقننة دولياً بما في ذلك حقهم في إقامة دولة مستقلة ذات سيادة، كما استبعدت أهم القضايا وأخطرها (اللاجئون – القدس – المستوطنات والحدود والسيادة) وذلك مقابل اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بوجود إسرائيل من الناحية الشرعية والقانونية، وليس فقط من الناحية الواقعية. ويتوج هذه التساؤلات السؤال الأهم هل نجحت اتفاقيات التسوية التي وقعتها إسرائيل مع كل من مصر ومنظمة التحرير الفلسطينية والأردن، في إحلال السلام في المنطقة العربية، أم أصبحت تمثل عقبة كبرى تعترض طريق السلام الحقيقي؟
إن قدر مصر يفرض عليها استحالة الاستمرار في موقف الصمت والإنهاك الدائم للقوى الشعبية بهدف تجنيب الفئة الحاكمة أي عواقب قد تتعرض لها إذا ظهرت أية ردود أفعال لا تقرها أميركا، لأن تداعيات تلك السلبية دائماً ما تكون في صالح القوى الطاغية ويزداد على أثرها سخط الشارع العربي يوماً بعد يوم، كما يرتفع الجدار الذي يفصل الشعوب العربية - وفي قلبها الشعب المصري - عن القيادة السياسية المصرية.
ولكي تصل مصر إلى الفاعلية المتوقعة يجب أن تعالج جوهر المشكلة الذي يكمن في انعدام وجود أوراق ضغط مؤثرة في يدها تستطيع استخدامها للمناورة والتأثير في العملية السياسية، علماً بأن ورقة القوة العسكرية ليست هي الوحيدة القادرة على إحداث التغيير، بل قد تكون أقلها تأثيراً. وأكبر دليل على ذلك فشل الحروب كافة التي شنتها أميركا، القوة الأعظم عسكرياً، في فيتنام والعراق وأفغانستان، وفشل روسيا في أفغانستان والشيشان. فهناك العديد من الأوراق الأكثر تأثيراً من ورقة السلاح مثل القوة الاقتصادية المتمثلة في النهوض التكنولوجي والصناعي والاكتفاء الذاتي في الغذاء وتفعيل الإصلاح السياسي الحقيقي وإقرار العدالة الاجتماعية، فضلاً عن التمسك بالثوابت الوطنية والقومية.
* كاتبة مصرية

07 أغسطس 2014

زعيم اليهود الحريديم: أنقذنا يا سيسي.. إسرائيل تنهار

انهم يريدون نزع سلاح المقاومة وسرقة انتصار ابناء القطاع مقابل اعمار وسلام اقتصادي مغشوش

عبد الباري عطوان
تجري حاليا مفاوضات القاهرة حول ترتيب وقف نهائي لاطلاق النار في قطاع غزة وسط تكتم شديد، لكن وجود توني بلير مبعوث لجنة السلام الدولية وممثلين عن السلطة لا يبعث على الاطمئنان مطلقا، خاصة بعد ان سربت صحف اسرائيلية تقارير تفيد بأن هناك مقترحا المانيا بريطانيا فرنسيا يجري بحثه حاليا يرتكز على اساس اعادة اعمار القطاع مقابل نزع سلاح المقاومة.
بلير طبق الحيل نفسها في ايرلندا الشمالية عندما كان رئيسا للوزراء وبدأ مسيرته في تّجريد الحزب الجمهوري الايرلندي من سلاحه من خلال “هدن” صغيرة، تكبر بمرور الوقت، مع ضخ مليارات الدولارات لاعادة البناء وتوفير فرص العمل للعاملين، واشراك الجميع من الكاثوليك والبروتستانت في عملية سياسية وما يؤدي الى نسيان الحقوق التاريخية في نهاية المطاف.
***
فلسطين ليست ايرلندا الشمالية، فهناك فوارق في طبيعة الصراع وجذوره، وان كانت هناك قواسم مشتركة محدودة، لا مجال لسردها، وبلير الذي عمل على تدمير العراق وليبيا وافغانستان، ولم يحقق تقدما ولو ميليمتر واحد في عملية السلام يريد ان يحول قطاع غزة الى نموذج مشابه للضفة الغربية بحيث يغرق ابناؤه في الاستشمارات والسلام الاقتصادي وتستمر السلطات الاسرائيلية في ابتلاع الارض.
الرئيس محمود عباس الذي اقسم بانه لن يسمح بانتفاضة ثالثة، ولا يريد العودة الى صفد، ويعتبر التنسيق الامني مع الاسرائيليين مقدسا، سيدفع باتجاه نزع سلاح المقاومة، وتحويل فصائلها الى احزاب سياسية، وقطاع غزة الى كيان منزوع الدسم.
اسرائيل افتعلت هذه الحرب، ومارست اعمال القتل والتدمير على نطاق واسع من اجل تيئييس ابناء القطاع، ووصولهم الى درجة من الاستسلام تدفعهم للتخلي عن سلاح المقاومة، ولكن ابناء القطاع وقيادته ليسوا على هذه الدرجة من السذاجة وقصر النظر، او هكذا نأمل.
الشعب الفلسطيني انتصر في هذه الحرب رغم التضحيات الكبيرة التي قدمها، واجتماعات القاهرة تريد سرقة هذا الانتصار في وضح النهار، فما قيمة الاعمار اذا جرى تدمير الصواريخ والانفاق، والصناعات العسكرية، وماذا سيفعل قادة المقاومة مثل اسماعيل هنية، ومحمود الزهار وخليل الحية ورمضان شلح وزياد النخالة وكل رموز المقاومة الآخرين؟ هل سيفتحون دكاكين في “سوق فراس″ ام ينخرطون في اعمال “البزنس″ الاخرى، وماذا سيفعلون بالاموال وهم الذين انخرطوا في الجهاد من اجل تحرير فلسطين من البحر الى النهر.
وعندما يقرر وزراء خارجية عرب الذهاب الى غزة في اطار وفد برئاسة السيد نبيل العربي امين عام الجامعة العربية، فان هؤلاء سيذهبوا مثل السياح الاجانب، لالتقاط الصور امام البيوت المدمرة، وتوقيع مجموعة من الصكوك لاعادة بناء ما دمرته اسرائيل.
لا اعرف كيف سيستقبل ابناء قطاع غزة هذا الوفد، ولكن ما يمكن ان نتكهن به ان استقبالهم لن يكون افضل من استقبال وزير صحة السلطة امام مستشفى الشفاء، حيث عبر اهالي الضحايا عن مشاعرهم تجاه هذه السلطة ووزرائها بالطريقة التي تليق بهم.
***
الآن فقط فهمنا اسباب تعطيل عمليات الاعمار للقطاع على مدى السنوات العشر الماضية، فهذه العمليات تنتظر الضوء الاخضر اي تسليم سلاح المقاومة، وسط تواطؤ عربي ملحوظ ومتفق عليه مع اسرائيل، والآن فهمنا اغلاق معبر رفح لاشهر، وتشديد الحصار لدرجة الخنق ضد مليوني فلسطيني.
قادة المقاومة الفلسطينية اكدوا انهم لن يتنازلوا مطلقا عن سلاحهم، لا جزئيا او كليا، ولكن ما نخشاه هو الضغوط العربية والدولية المتعاظمة، والاغراءات التي يقدمها “عرب الشيكات” والوعود الكاذبة بالتسوية التي سيقدمها بلير وسفراء الدول الاوروبية.
ندرك جيدا ان المقاومة تعيش ظروفا صعبة، وان اهل القطاع يريدون العيش بكرامة، ولكن كل مليارات دول الخليج مرفوقة بنظيرتها الاوروبية لا تساوي صاروخ قسام يضرب تل ابيب وبيث الذعر والرعب في نفوس المستوطنين.
الامهات لم يقدمن ابناءهن شهداء من اجل تحويل القطاع الى “سنغافورة”، وانما من اجل ان يكون هانوي اخرى او جنوب لبنان آخر، ففلسطين ليست القطاع ولا الضفة، فلسطين من النهر الى البحر.
معظم ابناء القطاع عاشوا في خيام ومعسكرات اللجوء وما زالوا انتظارا ليوم العودة القادم حتما، وعليهم ان لا يسمحوا للسماسرة العرب والاوروبيين سرقة دماء شهدائهم

مقال مهم لـ"منار الشوربجي" تكشف فبركة الاعلام المصري لكتاب هيلاري كلينتون

ما الذي حدث للعقل والمنطق في مصر..هيلارى كلينتون وكتابها!

الثلاثاء 05-08-2014 21:49
هى الأقاويل التى نسبت مؤخرا، فى مصر، لهيلارى كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، بمناسبة صدور كتابها الأخير. والحقيقة أن بعض تلك الأقاويل بلغت فى نزقها درجة اللامعقول حتى إننى أشعر بصدمة حقيقية حين أجد من يوليها اهتماما ناهيك عمن يصدقها. لكننى لم أكن لأجرؤ على مناقشة تلك الأقاويل إلا بعد أن اقتنيت الكتاب وقرأته. والكتاب، الوحيد بالمناسبة، الذى صدر لهيلارى كلينتون مؤخرا، عنوانه «الخيارات الصعبة»، بمثابة مذكراتها فى الفترة التى قضتها وزيرة للخارجية.
ومن بين الأقاويل الزاعقة التى نشرت على لسان هيلارى كلينتون كان أنها وعدت مرسى بإعلان دولة الخلافة فى 5 يوليو 2013 ! وقد نشر على لسانها فى صحفنا التى نقل عنها للأسف صحفيون كبار أنها قالت «كان كل شىء على ما يرام. وفجأة قامت ثورة 30 يونيو، فتغير كل شىء، كنا على اتفاق مع الإخوان على ضم حلايب وشلاتين للسودان وفتح الحدود مع ليبيا من جهة السلوم وإعلان الدولة الإسلامية فى سيناء يوم 5 يوليو 2013 وكنا ننتظر الإعلان رسميا كى نعترف بها نحن ودول الاتحاد الأوروبى، وفجأة تحطم كل شىء أمام أعيننا دون سابق إنذار».
ولا يوجد بالكتاب نهائيا أى من هذا التزييف.
وأنا لا أعرف كيف يمكن لأحد، حتى دون أن يقرأ الكتاب أن يصدق كلاما من هذا القبيل. فالذى فبرك هذا الكلام لم ينم إلى علمه أن هيلارى كلينتون لم تكن وزيرة للخارجية فى 30 يونيو، وبالتالى لم تكن تملك سلطة «وعد» مرسى ولا الاعتراف بالدولة الإسلامية ولا يحزنون! ثم ما علاقة منح حلايب وشلاتين للسودان وفتح السلوم على ليبيا بإعلان دولة الخلافة فى سيناء؟ إلا إذا كان المفبركاتى سيفتح الدول الثلاث على بعضها لاحقا!! ثم «أمريكا» تعلن الخلافة الإسلامية؟ وعلى حدود إسرائيل؟ ما الذى حدث للعقل والمنطق فى مصر؟!
وأنت لا تجد أيضا أثرا فى الكتاب لما قيل على لسان هيلارى كلينتون من أن مظاهرات 30 يونيو «دبرها الجيش».
لكن كتاب كلينتون يسهم، عبر تقديم وقائع بعينها، فى هدم أسطورة صنعها البعض وصدقها فى مصر وهى أن ثورة يناير مؤامرة أمريكية. فالكتاب قدم من الوقائع ما يوضح أن 25 يناير فاجأت أمريكا وأربكتها. وقالت كلينتون إن الإدارة وقتها «اهتمت بالمبادئ» لكنها خشيت من وصول الإخوان المسلمين للسلطة لو انهار نظام مبارك، ولم تشأ أن تبدو أمام حلفائها فى الخليج بمظهر من تخلت عن حليفها القديم.
ويحوى الكتاب أيضا ما يفند أسطورة دعم أمريكا للإخوان، حيث تروى بوضوح ما يؤكد أن العلاقة مع مرسى كانت علاقة براجماتية مع رئيس منتخب. فأمريكا صاحبة مصالح حيوية ومن ثم ستتعامل مع أى من كان فى الحكم فى مصر، رغم أنها كانت متوجسة طوال الوقت من الإخوان. وقد قالت هيلارى كلينتون نصا فى كتابها إن «الإخوان المسلمين فشلوا فى أن يحكموا بشكل شفاف وجامع، واصطدم مرسى مرارا بالقضاء وسعى لتهميش معارضيه السياسيين بدلا من أن يبنى إجماعا وطنيا واسعا، ولم يفعل الكثير لتحسين الوضع الاقتصادى، وسمح باستمرار اضطهاد الأقليات بما فى ذلك الأقباط». وتلك ليست لغة ولا لهجة من يدعم الإخوان أو يتعهد لهم بإعلان دولة الخلافة الإسلامية.

عقبالنا .. تعليق 440 ملصق على الحافلات بتل أبيب ضد العنصرية والعدوان على غزة

اليسار الإسرائيلي خلال مظاهرة عارمة في تل أبيب ضد العنف في غزة (Flash90/Yossi Aloni)
المصدر
في يوم الإثنين الماضي، بمناسبة يوم الصيام اليهودي التاسع من آب، والذي يشمل من بين أمور أخرى محاسبة النفس على الكراهية والانقسامات بين الشعب، وعلى خلفية الخلاف الشديد في فترة العملية القتالية في غزة، خرجت بلدية تل أبيب في حملة ضدّ التحريض، العنصرية والعنف.
قامت في تل أبيب خلال الحرب في غزة عدة مظاهرات، واندلع في معظمها خلاف عنيف بين المتظاهرين من اليسار الذين دعوا إلى وقف العملية، وبين المتظاهرين من اليمين الذين وصفوهم بالخونة.
مُلصَقات تدعو ضدّ التّحريض، إثارة الفتن والعنصرية (Facebook)
"على ضوء التطرف في الخطاب العام، في المظاهرات وفي الشبكات الاجتماعية وبمناسبة التاسع من آب، علّقنا اليوم في جميع محطات الحافلات الـ 440 في المدينة شعارات تدعو الشعب إلى خطاب متسامح"، هذا ما كُتب في صفحة البلدية في فيس بوك. "نحن ندعوكم للانضمام إلينا وتبديل صوركم الشخصية لرسالة واضحة: لا للتحريض، لا لإثارة الفتن، لا للعنصرية".
رئيس البلدية أيضًا، رون حولدائي، قام بقدوة شخصية وغيّر صورته الشخصية في صفحته الرسمية في فيس بوك، ورفع منشورًا كُتب فيه:
"حان الوقت لإيقاف العنف. مساء التاسع من آب، جميعنا نقول: لا للتحريض، لا لإثارة الفتن، لا للعنصرية. الخطاب مهم، والخلاف جزء من المجتمع.
لا يجوز لنا أن نتدهور إلى التهديد والوعيد، فقوتنا في الديمقراطية الإسرائيلية: حقّ كل شخص في التعبير عن رأيه دون خشية أو خوف".