29 يوليو 2014

: «خامنئي» يدعو العالم الإسلامي إلى تسليح الفلسطينيين ليواجهوا «الكلب المسعور» إسرائيل


الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي
طهران – الفرنسية
اتهم المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، علي خامنئي، اليوم الثلاثاء، إسرائيل بارتكاب «إبادة» في قطاع غزة، داعيًا العالم الإسلامي إلى تسليح الفلسطينيين.
وأضاف «خامنئي»، في خطابه بمناسبة عيد الفطر، نقله التليفزيون الرسمي في بث مباشر، إن "«كلبًا مسعورًا»، و«ذئبًا متوحشًا»، يهاجم الأبرياء، أطفالا فقدوا أرواحهم البريئة"، مؤكدًا أن "ما يقوم به قادة النظام الصهيوني هو إبادة وكارثة تاريخية"، على حد وصفه.

شيطنة حماس في إعلام العار والسقوط

المصريون
بقلم جمال سلطان
في صناعة الأوهام والخرافات التي انتشرت في الإعلام المصري بعد 3 يوليو كانت هناك محاولة حثيثة لشيطنة حركة حماس التي تدير قطاع غزة ، دون أي سابق إنذار أو مبرر منطقي ، كانت الدوافع في جوهرها هو تصنيف حماس بوصفها فصيلا إخوانيا ، ولما كانت هناك حرب على إخوان مصر والعالم كله بعد الإطاحة بهم في مصر كان من الضروري أن تشمل الحرب حركة حماس ، رغم كل المحاذير الأخلاقية والوطنية التي تجعل هذه المنطقة منطقة حرام شديدة الحساسية ، لم تتدخل حماس في أي شأن من شؤون مصر وكانت حذرة جدا ، ولم يكن هناك أي تعليق من قيادات حماس على ما يحدث في مصر ، لا هجوم ولا انتقاد ولا تأييد ولا اعتراض ، هم يدركون حساسية وضع مصر بالنسبة لهم وأنه لا يجوز الخلط بين الملفات ، وأن قضية فلسطين وتحريرها تبقى أسمى من أي خلافات عربية إقليمية أو داخلية ، ومع ذلك نشطت أجواء إعلامية سوداوية في مصر لتشويه حماس ، ونشطت معها غرف عمليات ولجان سرية لاختراع قصص وحواديت أشبه بحواديت ألف ليلة وليلة ، بلا مبالغة ، عن مؤامرات حماس على مصر ، وحماس التي قتلت جنود مصر ، وحماس التي تورطت في مذبحة رفح ، وحماس التي خطفت الجنود المصريين وما زالت تعتقلهم في أقبية مجهولة في غزة ، وحماس التي اخترقت سيناء أثناء ثورة يناير وضللت المخابرات الحربية والعامة والجيش كله ووصلت بآلياته وكتائبها حتى ميدان التحرير حيث قامت بوضع قناصتها في الفنادق المحيطة وأعلى المباني لاغتيال الثوار في ميدان التحرير ، أي والله ، وحماس التي أرسلت فرقا عالية التدريب لاقتحام السجون المصرية في ليلة واحدة ، من سجون وادي النطرون إلى محاولة اقتحام أبو زعبل إلى سجون الفيوم وأسيوط إلى سجن برج العرب إلى آخره ، وتم نشر هذه الخرافات على نطاق واسع وبإلحاح غريب ، مع استغلال موجة غضب من الإخوان واتساع نطاق الفوضى والهموم فلم يعد أحد ينتبه إلى مثل هذه الترهات التي تنشر عن حماس واعتداءاتها وجرائمها المزعومة ضد الشعب المصري والقوات المسلحة المصرية ، وأصبحت تلك الخرافات مرجعية ذهنية لقطاع كبير من النخبة الموالية للنظام الجديد والمؤيدة للسيسي ، لدرجة أن أي حادثة تقع في أي مكان لأي مصري تنهال اللعنات والسباب بشكل تلقائي على حماس ، فإذا استشهد جندي في سيناء أو في الحدود الليبية فإن حماس ستكون متهمة أو لها صلة ما بالجريمة ، وأي حفلة إعلامية على أي واقعة إرهابية لا بد أن تستحضر بشكل تلقائي "جرائم" حماس ضد الشرطة المصرية والجيش المصري والشعب المصري ، ولم يعد مستغربا أن يستدعي الإعلام المصري الرسمي والخاص الموالي كل ميراث قاموس الهجاء والغضب والكراهية الذي كانت مصر وشعبها تعبر به عن العدو الصهيوني قديما لكي تصبه ـ بنصه وحرفه مع زيادات وتوابل جديدة ـ على حركة المقاومة الإسلامية في فلسطين . وعلى الرغم من أن من يرددون هذا الغثاء والخزعبلات بينهم شخصيات من العيار الثقيل وبعضهم كانوا قيادات رفيعة في الحملة الرئاسية للسيسي وبعضهم صحفيون وإعلاميون كبار ، إلا أنك لا تسمع أي إجابة عن السؤال البديهي : أين هو الدليل على تلك الجرائم المزعومة التي ارتكبتها حماس ، أين هم شهود كل تلك الجرائم ، أين هي الحجة أو المنطق الذي يتيح لك إلصاق جريمة قتل الجنود أو اختطافهم بحماس ، كيف استقام في عقلك أن حماس تستبيح سيناء خلال ساعات وتقتحم كل حواجز الجيش وتضلل كل شبكات المخابرات من أجل أن تزحف على القاهرة والدلتا فتقتحم السجون وتقتل المتظاهرين في الشوارع والميادين ثم تعود إلى قواعدها في غزة سالمة ، لا تجد أي إجابة ولا رد ، ومع ذلك لا يتوقف الهراء والكذب والبهتان ، ولا أحد يفكر في وقف هذا التدهور المخيف في مستوى الإعلام المصري ، حتى بعد أن استبان تحوله إلى ثقل كئيب في قدم الديبلوماسية المصرية يعوقها عن النجاح في أخطر ملفاتها التي ينتظرها العالم منها عادة ، وبعد أن حولت تلك الأجواء مصر إلى خصم وعدو لحماس ففقدت أي قدرة على أداء دور الوسيط ، مما استدعى وزير الخارجية الأمريكي أن يأتي بنفسه ليقوم بالدور . أمس ، نفس هذه المجموعات "المهرتلة" والشخصيات فاقدة العقل والمروءة ، تداولت على شبكة الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي خبرا مفاده أن حركة داعش في العراق قررت أن تغطي صدور الأبقار باعتبار أن الكشف عن أثدائهن فتنة للرجال !! ، وقد توقعت أن هذه العقول الفذة ستتداول غدا الخبر الجديد عن قرار داعش بفرض النقاب على إناث البقر لأن بعضهن يسر الناظرين !! . 
almesryoongamal@gmail.com
twitter: @GamalSultan1

جمال سلطان يكتب : أحاديث مريبة عن قتلى مصريين بمعارك ليبيا

المصريون
قبل ثلاثة أيام نشرت وكالة الأنباء المصرية الرسمية خبرا مفاده أن صاروخ "جراد" أصاب منزلا يسكنه المصريون في منطقة الكريمية في طرابلس بالقرب من المطار ، حيث تدور معارك طاحنة بالأسلحة الثقيلة ، مما أدى إلى مقتل ثلاثة وعشرين عاملا مصريا ممن يعملون في ليبيا ، وقد استندت الوكالة إلى شهادة من أطلقت عليه رئيس الجالية المصرية في ليبيا المدعو علاء حضورة ، بعدها بعدة ساعات أعطى العقيد محمد حجازي المتحدث باسم قوات اللواء المنشق خليفة حفتر تصريحات لوكالات الأنباء ليؤكد الخبر ويقول أن العدد ربما كان ستة عشر مواطنا مصريا قتلوا والباقي أفارقة ، وحمل المسؤولية عن قتلهم للكتائب الإسلامية التي يحاربها هناك ، وبعدها بساعات قليلة تحدثت مصادر الخارجية المصرية ـ بدون ذكر أسماء من تكلموا ـ للصحافة والفضائيات وقالوا أن مصر تتابع التحقيقات في تلك الجريمة مع السلطات الليبية ، وأصدرت بيانا ناشد فيه المصريين العاملين في طرابلس بالتوجه إلى الحدود التونسية من أجل ترحيلهم إلى مصر ، وتم نشر هذه الأخبار على نطاق واسع في الصحافة المصرية الرسمية والخاصة ، والفضائيات الرسمية والخاصة ، قبل أن يخرج المتحدث باسم وزارة الداخلية الليبية في بيان رسمي أمس ليعلن أن كل هذا الكلام محض هراء وأكاذيب ، وأنه لا صحة لمقتل مصري واحد في منطقة الكريمية أو غيرها ، وأن مواطنا مصريا واحدا أصيب بإصابات بسيطة من جراء شظايا صاروخ فيما يبدو ، وانتظرت طويلا بعد التصريحات الصادمة للحكومة الليبية أن يخرج مسؤول مصري ليوضح معنى هذا الكلام ، ولماذا روجوا لهذا العدد الكبير من القتلى المصريين ، فلم أظفر بشيء ، وحتى وقتنا هذا ما زال الأمر لغزا يستعصي على الفهم ، فقط قال وزير الخارجية سامح شكري أن وزارته تتحرى الأمر بعد بيان الداخلية الليبية "حتى لا نقع في الخطأ مرة أخرى" حسب نص كلامه ! .
الأخبار عن تفاصيل الوضع في ليبيا وما يجري هناك شحيحة إعلاميا ، كما أنها شديدة الغموض في فهم الموقف المصري بشكل خاص ، ولكن هناك مؤشرات علنية لا يمكن تجاهل دلالتها عن انحياز السلطات المصرية للواء المنشق خليفة حفتر الذي يخوض معارك طاحنة مع الكتائب الإسلامية التي تعمل من خلال رئاسة أركان الجيش الليبي الشرعي ، كما أن الرجل تحدث كثيرا عن تأييده للسلطة الجديدة في مصر وحربها على الإخوان واعتبر نفسه في ليبيا امتدادا لتلك الحرب وأنه يخدم المسار المصري في ليبيا وأنه عازم على تدمير القوى الإسلامية ونفوذ جماعة الإخوان هناك على النحو الذي حدث في مصر ، والإعلام المصري الرسمي والخاص والخبراء العسكريون الذين يظهرون على الشاشات يتحدثون عن المعركة في ليبيا باعتبارها حرب حفتر على الإرهاب والإخوان والدعم الإعلامي والسياسي والمعنوي العلني أوضح من أن يجهله أحد ، لا داخل مصر ولا خارجها ، وهناك اتهامات مصرية رسمية متتالية ضد القوى الإسلامية في ليبيا تتحدث عن تآمرها على مصر واحتضانها لكوادر إسلامية مصرية مسلحة تنشط على الحدود لتهديد الأمن القومي المصري واختراق الحدود والقيام بأعمال إرهابية ، وصفوها أحيانا بالجيش المصري الحر ، وتحدث إعلاميون مرارا عن أهمية توجيه ضربة مصرية استباقية في الداخل الليبي ، وشارك الرئيس المصري نفسه عبد الفتاح السيسي في حوارات ومشاورات إقليمية بخصوص ما اعتبره التهديد الليبي للاستقرار في المنطقة ، وفي كل الأحوال ، وفي مثل تلك الظروف لا يمكن التقليل من الحضور المصري في الحالة الليبية بصورة أو أخرى ، وخاصة أن ليبيا يلعب فيها الآن أكثر من جهاز استخباراتي دولي وإقليمي .
عندما تكون الأمور متداخلة إلى هذا الحد والغموض سيد الموقف في السياسات والمواقف العملية ، عسكرية وأمنية واستخباراتية وديبلوماسية ، فإن مثل تلك الأخبار عن قتلى مصريين في معارك ، حتى وإن قيل أنهم عمال أصيبوا عرضا من جراء اشتباكات قوى ليبية متناحرة ، لن تكون أخبارا مريحة ، وسيكون ضررها كبيرا ومحرجا للموقف المصري من أحداث ليبيا ، وقد تفتح الباب أمام شكوك واسعة ، تتردد الآن بقوة وخاصة على صفحات التواصل الاجتماعي ، ويزداد الأمر سوءا عندما تتورط جهات رسمية مصرية في تسويق تلك القصص عن القتلى المصريين ، وتصبح الإجابة صعبة على التساؤل البديهي : هل من المعتاد أن يسكن العمال أو يعملون في أحياء تشهد مثل هذه المعارك الدموية بالصواريخ والدبابات والمدفعية ؟!

الاتفاقية المصرية الاسرائيلية لمراقبة غزة "اتفاقية فيلادلفيا".. بقلم المفكر القومى محمد سيف الدولة

هناك من يدعى ان الموقف الرسمى المصرى من الحصار ومعبر رفح، هو موقف مستقل ينطلق من المصالح المصرية والسيادة الوطنية . وهو أمر عار تماما من الصحة، فمشاركة الادارة المصرية فى الحصار المفروض على غزة منذ عدة سنوات، مرجعه اتفاقية مصرية اسرائيلية تم توقيعها فى اول سبتمبر 2005، بعد الانسحاب الاسرائيلى منها، والمعروفة باسم (اتفاقية فيلادلفيا)، وبموجبها انتقلت مسئولية تأمين الحدود مع غزة، وفقا للمعايير والاشتراطات الاسرائيلية، الى الحكومة المصرية، لتضاف بذلك الى أخواتها من اتفاقيات العار المشهورة باسم كامب ديفيد . كما تخضع هذه الاتفاقية لبنود "اتفاقية المعابر الاسرائيلية الفلسطينية"، وهو ما يعنى فى احد بنودها ان فتح معبر رفح مرهون بإرادة اسرائيل وموافقتها.
وخلاصة هذا الاتفاقية المجهولة للكثيرين ما يلى :
· انه بروتوكول عسكرى بالأساس.
· وهو ينص على ان تتولى قوة (اضافية) من حرس الحدود المصرى القيام بمهام امنية محددة فى المنطقة على الحدود المصرية الغزاوية المعروفة باسم ممر فيلادلفي.
· وذلك لان اتفاقية السلام الموقعة عام 1979 منعت وجود اى قوات مسلحة مصرية فى المنطقة المتاخمة للحدود وعرضها حوالى 33 كم ، والتى اطلقوا عليها المنطقة (ج). وسمحت فقط بوجود قوات من الشرطة المصرية مسلحة باسلحة خفيفة .
· وتتحدد مهمة هذه القوة الاضافية فى منع العمليات الارهابية ومنع التهريب عامة و السلاح والذخيرة على وجه الخصوص وكذلك منع تسلل الافراد والقبض على المشبوهين واكتشاف الانفاق وكل ما من شانه تامين الحدود على الوجه الذى كانت تقوم به " اسرائيل "قبل انسحابها .
· وتتألف القوة من عدد اربعة سرايا ، تعداد افرادها 750 فردا ، ينتشرون على امتداد 14 كم هى طول الحدود المصرية مع قطاع غزة. وقد طالبت مصر بان يكون عدد هذه القوات 2500 ، ولكن رفضت اسرائيل، واصرت على العدد المذكور .
· وكالمعتاد قامت اسرائيل بتقييد تسليح هذه القوة (المصرية) الاضافية، وتم ذلك على الوجه التالى :
· 504 بندقية
· 9 بنادق قناصة
· 94 مسدس
· 67 رشاش
· 27 ار بى جى
· 31 مدرعة شرطة
· 44 سيارة جيب
· ولها الحق فى اربعة سفن لمراقبة الحدود البحرية.
· وعدد 8 مروحيات غير مسلحة للاستكشاف الجوى.
· وعدد ثلاثة رادارات برية وواحد بحرى.
· ويحظر على القوة المصرية اقامة اى تحصينات او مواقع حصينة.
· وتخضع القوة المصرية لمراقبة القوات متعددة الجنسية الموجود فى سيناء منذ اتفاقيات كامب ديفيد والتى تمارس مهامها تحت قيادة مدنية امريكية بنص الاتفاقية .
· فيتم مراقبة التزامها بعدد القوات والتسليح والمعدات، و بمدى قيامها بالمهام الموكلة اليها والمكلفة بها فى حماية الحدود على الوجه الذى تريده "اسرائيل" ، وليس اى مهمات أخرى .
· ولقد جرت تفاهمات حديثة فى الشهور الماضية، مجهولة ومحجوبة عن الرأى العام المصرى تم بموجبها السماح لمصر بمزيد من السلاح والقوات، لحماية الأمن المصرى الاسرائيلى المشترك!
· ويعقد الجانب المصرى سلسلة من اللقاءات الدورية مع الجانب "الاسرائيلى" لتبادل المعلومات واجراء تقييم سنوى للاتفاق من حيث مدى نجاح الطرف المصرى فى مكافحة الارهاب.
· ولا يجوز تعديل هذا الاتفاق الا بموافقة الطرفين ، فلكل طرف حق الفيتو على اى اجراء يتخذه الطرف الاخر.
· وقد تم ادخال تعديلات على اتفاق فيلادلفى فى 16 يوليو 2007 بعد احداث انفصال حماس بغزة الذى تم فى يونيو 2007 ، والذى اضيفت بموجبه بنودا جديدة لاحكام الحصار على غزة .
· وكانت الحكومة "الاسرائيلية" قد صرحت اثناء مناقشة هذا الاتفاق الاخير فى الكنيست ان المهمة المحددة والوحيدة للقوة المصرية هى تأمين الحدود على الوجه المنصوص عليه .
· ولقد اصرت"اسرائيل"على توصيف اتفاق فيلادلفى بانه " ملحق امنى " لمعاهدة السلام 1979، وانه محكوم بمبادئها العامة وأحكامها، وذلك لما تضمنته المعاهدة الاصلية من اجراءات عقابية على مصر فيما لو أخلت بالتزاماتها.
***
هذه هى الحكاية الحقيقة وراء الحصار المصرى للفلسطينيين وإغلاق معبر رفح، وعدم فتحه الا بموافقات اسرائيلية، وكما هو واضح فإن المسألة ليس فيها لا أمن قومى مصرى ولا استقلال ولا قرار سيادى ولا يحزنون، بل هى اتفاق أمنى استراتيجى مصرى اسرائيلى ضد غزة !
***
وبعد الثورة وبسبب ضغوط الراى العام وحالة الزخم الثورى، استطعنا ان نخفف بدرجة او بأخرى من القيود المفروضة على غزة وعلى المعبر، ولكن بدون الاقتراب، للأسف الشديد، من المحرمات الأساسية فى الاتفاقية؛ فبقى المعبر محظورا امام حركة البضائع التى اشترطت اسرائيل ان تدخل من معبر كرم ابو سالم (كيريم شالوم)، ولكن حركة الافراد من الفلسطينيين والمصريين شهدت تسهيلات كبيرة وتخفيفا فى القيود، ولا نزال نتذكر حجم وعدد القوافل المصرية التى دخلت غزة بعد عدوان عامود السحاب فى نوفمبر 2012.
وهو ما يعنى ان الارادة السياسية قادرة على خلخلة بنود اى اتفاقيات مع العدو وإضعافها، ولكن لن تستقيم الامور ابدا وتصير على طبيعتها المرجوة، الا بعد التحرر الكامل من كل ما يقيد سيادتنا وقرارانا الوطنى وانتماءاتنا القومية من كل المعاهدات والاتفاقيات.
***
ولكن بدلا من العمل فى هذا الاتجاه، فى الشهور الماضية، بكل منجزات ثورة يناير، على تواضعها، فى تحرير العلاقات المصرية الفلسطينية، وعاد النظام القديم الجديد ليقدم أوراق اعتماده الى الولايات المتحدة ومجتمعها الدولى، بفرض ستار حديدى على غزة وأهلها؛ فقام بهدم الأنفاق (التى لم يهدمها مبارك) مع اغلاق المعبر، مع التحريض ضد كل ما هو فلسطينى، واستبدال العدو الاسرائيلى بالعدو الفلسطينى، وأخيرا وليس آخرا بالانحياز السياسى والأمنى (ويا للهول) الى الجانب الاسرائيلى، فى العدوان الاجرامى الجارى الآن على فلسطين. 
*****
القاهرة فى 27 يوليو 2014

فيديو مسرب من غرفة عمليات طيران المالكي يقول فيه اقصف الاطفال لانهم سنة


مجموعة العراق فوق خط احمر

كاتب اسرائيلي يكتب .. رسالة لصديق عربي : تربينا على العنصرية

مظاهرات يسارية في تل أبيب مطالبة بوقف الحرب على غزة (AFP)
رسالة لصديق عربي
درور فوير
في الحقيقة، أيها الصديق/ة العربي/ة، أنني لا أملك الكثير مثلك، لدي شخص أعتبره صديقًا قريبًا (حتى لو كان بعيدًا على المستوى المادي)، بالإضافة إلى بعض المعارف، وهذا كلّ شيء. ورغم ذلك، في هذه الأيام السوداء التي تتّسم بـ "الموت للعرب"، أكتب لك ولنفسي كنوع من الأمل الغريب، اليائس، الذي قد يساعد في شيء، يبعثر الظلام قليلا. هذا هو تقريبًا الشيء الوحيد الذي أستطيع أن أقوم به، أن أصرّح عن الوقوف بجانبك وبجانب المستقبل المشترك. نعم، من الواضح أنّه يمكن السؤال لماذا الآن، ولكن من المناسب أكثر أن نسأل لماذا ليس الآن. الآن هو دائمًا الزمن الأكثر سوءًا، ولكنه أفضل من أي وقت آخر، أليس كذلك؟ يمكنك دائمًا السكوت. وأنا أعلم أنني سكتتُ بما فيه الكفاية. مثل جميعنا.
ليس لأنّ لديّ، هذه أيضًا حقيقة، الكثير من الأمور الجيدة لأقولها أو شيء ونصف شيء لأعد به. الوضع "خربان". أيضًا لا يمكن أن نقول إنّ تحسّنًا ما يبدو في الأفق. ولكن من جهة أخرى، أخي، ما هو الأفق؟ لا يوجد شيء من هذا القبيل. الأفق خطّ خيالي، يصل بين السماء والأرض، اللتين لا تلتقيان ولم تلتقيا أبدًا. إنّه وهم. وحتى لو كان وهمًا، فأنا أفضل أن أتخيّل أفقًا آخر، أفقًا لا يحوي الكراهية.
وبالطبع فأنا لا أستطيع أن أفهم بماذا تمرّ، ولا أن أتخيّل. وكيف أستطيع؟ هناك تفاوت هائل بيننا، يصرخ صامتًا من كلّ زاوية وفي كلّ مكان. لم أكن في حياتي في وضع كهذا: دائمًا مميّز ضدّي، مستبعد، مشبوه، أنظر فوق الكتفين. ليس لديّ، ولا يمكن أن يكون لديّ، أيّة مزاعم لمن يختار أن يذهب من هنا إلى مكان آخر. أعتقد أنني أيضًا كنت سأقوم بنفس الأمر.
سأقف هنا لحظة وأتوجه لأخواني اليهود: هل كنتم (عذرًا، كنّا) سنستطيع الحياة هكذا؟ هل كنّا مستعدّين لأن نجتاز - وليس ليوم، ولا نصف يوم، ولا لساعة - كلّ ما يمرّ به مواطنو الدولة العرب؟ يعود الأصدقاء مصدومين من باريس: لا يستطيع اليهودي المشي مع قلنسوته، يخاف الإسرائيلي الحديث بالعبرية وهكذا، ولكن تحت أنوفهم يحدث نفس الأمر، بل وأسوأ، ولكنّهم يوجّهون أنظارهم إلى المكان الذي يريحهم: إلى غزة، سوريا، جهنّم.
نحن، الذي ترفعنا كلّ شتيمة "يهودي قذر" يُصرخ بها في العالم إلى السماء، نصمت عندما تصدر هنا (حتى أنني لا أكلف نفسي عناء بتغيير كلمة اليهودي بالعربي). لا يوجد دولة في العالم تميّز ضدّ اليهود كما تميّز الدولة اليهودية ضدّ العرب. إذا صرّح في أيّ دولة أخرى وزير ما ضدّ اليهود كما يصرّح وزيرنا ضدّ العرب، كانت الأرض ستهتزّ.
لا تفعل مع الآخرين ما تكرهه لنفسك، كما نقول نحن. أي نكتة حزينة تلك.
ب.‏ قرأت أعمدة كلّ من سيّد قشّوع، زهير بهلول، ميرا عواد وآخرون في صحيفة "هآرتس" (المكان الوحيد تقريبًا الذي يجري فيه نقاش في الموضوع، حتى لو لم يكن نقاشًا حقيقيًّا، وأقرب للصراخ) وكُسر قلبي إربًا.
اتّهمنا، خوّنّا، شتمنا، انتهكنا، جرّمنا، استنكرنا، أجرمنا، وزّعنا "الموت للعرب" في ملاعب كرة القدم والآن هذا في كلّ مكان، ولكن صرخات "الموت للعرب" أيضًا لا تُلام. أن نلومهم كوزير الخارجية الذي يجلس مسترخيًّا على كرسيّه فسيكون نفاقًا، على أقلّ تقدير. وأنا بالطبع لا أبرّؤهم: اقتلوني، فأنا لا أستطيع أن أفهم كيف يمكن لإنسان أن يصدر هذه الكلمات من فمه، ببساطة لا أستطيع. أليس لديك والدين؟ أليس لديك قلب، ضمير أو دماغ؟ ولكنهم، كما هو معلوم، مجرّد نتيجة. الزهور القبيحة لشجرة عميقة الجذور. لا يمكن إقناعهم ولا يمكن الحديث معهم بشيء، للأسف الشديد، يبدو ذلك ضائعًا. يجب إدانتهم، اعتقالهم، محاكمتهم وحظرهم، وهذا كلّ شيء. ممارسة القوة، هذا ما يفهمونه.
ليس سرّا: وُلدنا، كبرنا وتربّينا على التمييز. إنّها شفافة لدرجة أنّنا، حتى أكثرنا يساريّة، نراها بصعوبة، وإنْ رأيناها نتصرّف كما لو لم نرها. وأنا لا أتحدث على الأمور الكبيرة كالعدالة في التوزيع، الميزانيات، التمثيل إلخ، هذه أيضًا - أو بشكل أساسيّ - هي الأمور الأصغر: الدخول إلى مطار بن غوريون، اللافتات على الطرق، إعلانات "مطلوب متخرّج من الجيش" (للقبول في بعض الوظائف)، النظرات التي توجّه إليهم حين يتحدّث أحدهم العربية بجانبك، وغيرها، وغيرها. كان بالإمكان ملء خمسين صفحة بالأمثلة والشهادات فقط.
نعم، لكلّ شيء يمكن إيجاد مبرّر ما. دائمًا. ولكن هنا أنا أسقط، كالجميع، في الفخّ الأول: بدلا من الحديث إلى الصديق/ة العربي/ة، أتحدث عن وإلى اليهود. الحوار الداخلي مجدّدًا، المتعالي، الذي يجري فوق رؤوس المواطنين العرب. وهو حوار مهمّ للغاية، بطبيعة الحال، ولكن هذا ليس ما أريد فعله الآن، وهو أيضًا ليس ما يبدو لي أنّه مهمّ في هذا الوقت.
ولذلك لن أدخل إلى جميع النقاشات المألوفة حدّ الضجر في الوقت الذي أمشي فيه على الألغام الهشّة: هل يقوم ممثّلوهم في الكنيست بعملهم بأمانة (أعتقد أنّه نعم، ولكن ليس الآن)، هل من الملائم أن تتقدّم الأغلبية إلى الأقلية بالمزاعم والمطالب (أعتقد أنه نعم، ولكن فقط إذا كان منطلق ذلك هو الإنصاف والجوّ الذي ليس مجرّد عصا وجزرة وإنما الشراكة)، النكبة: نعم أم لا، (بالطبع نعم. ماذا، لا؟)، وبالطبع العبارة الأفظع، والتي تتكرّر مرارًا: في سوريا لم تكن تجرؤ على الحديث هكذا، في مصر كانوا سيفعلون بك كذا وكذا، اذهب إلى غزة إلخ (نحن لسنا سوريا ولا مصر).
ولن أجادل (مجدّدًا) بادّعائي بأنّ الدمج الكامل للعرب في المجتمع من شأنه أن يرفع هذه البلاد إلى ارتفاعات لم نرها بعد، كالذي رأيناه مع القدوم إلى البلاد في سنوات التسعينات بل وأكثر، هناك الكثير من الطاقة في انتظار الانفجار، وهناك الكثير من المواهب التي تسعى للتعبير. كلّ من كان يتعالج يمكنه فقط أن يتخيّل ماذا كان سيحدث لو أنّ المواطنين العرب اندمجوا في منظومات أخرى وأغنوها كما فعلوا في منظومة الصحّة.
ولكن في الحقيقة، ليس اليوم. أن نأتي بمزاعم ومطالب من جمهور يسمع كلّ اليوم دعوات مروّعة بموته، فهذا ليس أقلّ من كونه وقاحة ونفاقًا. يمكن لذلك تمامًا أن ينتظر.
المظاهرة في ميدان رابين وسط تل أبيب (Tomer Neuberg/FLASH90)
ج. أريد أن أخبرك، صديقي/تي العربي/ة: من يختار أن يترك؛ فلا معنى لذلك، من يختار الانعزال والانسحاب؛ فهنا أيضًا لا يوجد لدينا الكثير لنقوله ضدّ ذلك. كلّ واحد منّا كان سينسحب أو يهرب.
ولكن أخي، أختي، ربّما رغمّ كل ذلك تبقى؟ ربّما تبقين؟ ليس لديّ فكرة في حياتي عن السبب، وكما هو معلوم، حتى المزاعم الأكثر إقناعًا ليست في جعبتي، نحن في هذا المكان معًا وفي هذه القصة، وهنا المكان والقصة هم شيء واحد. لا أنا ولا أنت سنذهب إلى أي مكان. إنّ مصائرنا متشابكة. في نهاية المطاف، نحن واحد، ليس لنا مستقبل آخر سوى المستقبل المشترك.
لن يبدأ غدًا في الصباح، على ما يبدو وللأسف الشديد، ويبدو أيضًا ليس بعد الأعياد القريبة، ولكن لا مفرّ منه، وقد يكون جيّدا. كلّ خيار آخر فهو خيالي، وذلك دون الدخول للتفاصيل مثل دولة جميع مواطنيها، دولتَين لشعبَين أو الترحيل أو ثلاثة دببة لزهاقا أو سبعة أقزام لسندريلا من الأمم المتحدة. حقّا لا يهمّني جميع ذلك. أعلم أنّ هذا مهمّ، ولكن ولأنّ النقاش حوله يُستخدم فقط كذريعة لعدم فعل أيّ شيء؛ فما الذي يجعلني أتناوله بجدّيّة؟
من الواضح لنا جميعًا أنّ الحياة المشتركة أو التعايش أو أيّا كان اسم ذلك؛ ليس شيئًا يحدث من أنفسنا. التعايش: بالتأكيد ليس في هذه المنطقة، وبالتأكيد ليس في هذا الوقت، وبالتأكيد ليس بين شعبينا الأحمقين، فهو ليس أمرًا سهلا. إنّه أوركيد، ينبغي تدليله، الحفاظ عليه، إعطاؤه ظروفًا جيّدة حتى يزهر ويقوى، أن نسيّجه، أن نحميه ممّن يريد قتله. لا أستطيح التفكير بطريق آخر، ولكنّني سأسعد بسماع الأفكار.
حتّى أنّني في الحقيقة أجرؤ على طلب المزيد: لا تبقوا "فحسب"، بل انتخبوا للكنيست، للبلديّات، ادخلوا اللعبة وغيّروها. أنتم 20%، أدخِلوا 20 عضو إلى الكنيست.
د. وإليكم أيها اليهود: يدّعي كتّاب عرب قديرون - بعضهم ذُكر أعلاه - أنّ العربي يظلّ دومًا عربيّا. وأنا أقول عن ذلك: صحيح جدّا. وهذا هو الجمال! كما أنّ اليهودي بالنسبة إليهم سيبقى دومًا يهوديّا، وهذا جيّد. الجميع يقول: تعالوا نعزّز المشترك، الذي يوحّدنا. ولكنّني أقول: ربّما لا؟ فهذا لم يعمل، ومن يدري ماذا حتى الآن، إذن فبرّما نشدّد على الذي يفرّقنا، ربّما نثني على التعدّد، أو على الأقل نتقبّله؟ لا يمكن ألا نقوم بذلك.
أنت عربي، أنا يهودي؛ رائع للغاية بالنسبة لي. أين نوقّع؟
نُشر هذا العمود للمرة الأولى في موقع "جلوبس". درور فوير هو صحفي، محرّر، مدوّن، كاتب عمود في صحيفة جلوبس وناشط يساري اجتماعي وسياسي يُعتبر من مؤسّسي اتحاد الصحفيين في إسرائيل.

إلى أبطال المقاومة.. في كل بلادي .. شعر: على حتر


ألم تتعلم

شعر علي حتر


عدوي..
عدوي..
ألم تتعلمْ
من الأمر درسا.. يُدَوّي..
ويعلن أنك في وطني..
لن تُخَلّدْ
ألا اعلمْ..

نعم غنني أتألم..
نعم إنني في نزيفٍ بكل ضلوعي..
وكل حدودي..
وتحت دخانك
تحت غبارك
تحت شرارك..
بيتي يهدمْ..

ولكن لتعلمْ
أنا قد أعود لبيتي المخيَّمْ..
وآكل مرا وعلقمْ
ولكن.. حذار حذار..
أنا لست أُهزمْ
ولا أتُحطمْ
أنا النار

قد أشعلت وهجها.. فتوقَّد..
وأنت لهيبك..
مِنْ هَوْلِ بأسي..
ورغم دموعي..
ومن فعل صبري سيُخْمد..
وصرحك يُردمْ..

إذا كان جبنك حربا
لقصفي وضربي..
من البُعدِ.. حربي..
ستغدو بقلبك أعظمْ..

عدوي..
ألا اشهدْ
لدي رجالْ..
تهز الجبالْ
بصمتٍ ولا تتكلمْ
لدي صغارْ
يهزون جندك.. رُعبا وعارْ
لدي كُثارٌ كُثارْ
عدا من تمدّدْ..
عدا من يفاوض جبنا..
ويمشي انحناءً
ويجثو وزمرتَهُ.. في صَغارْ
على النطع سُجًّدْ
عدا من لمثلِكَ عُبَّدْ
وغُلْمٌ وخُدَّمْ..

ألا اسكب لظاك لقهري..
وجفف مياهي.. وبئري
ونهري..
ألا احرق بقايا خيامي..
ودمر صفوف صغاري..
الا اسكب براكين حقدك
في دار أهلي..
وفي رأس طفلي وكُتَاب طفلي..
وفي كل حبة قمح بسهلي..
وصب اللظى من بعيدِ
بعيدٍ وأبْعَدْ..
فأنت الجبان المدجج نارا..
ومالا.. وأزْيَدْ..
وويلك من يوم غِلّي..
فراكِمْ حقودي..
لتندمْ..
لأنّي سآتيك من كل صوب
ومن كل حدبٍ..
وكلِّ حدودِ
ومن باطن الأرض أو فوقها..
سأكسر كل قيودي
وأقلع كل عبيدك عندي..
وآتيك زحفا.. بصدري عارٍ وزندي..
فقيرا طريدا شريدا ومُعْدمْ
فما عاد عندي خيارْ..
لألغي وجودي..
أمام الحشودِ
ودفق الجنودِ
أمام جنونك..
غير امتداد الصراع.. لئلا أُعبَّدْ

28 يوليو 2014

رئيسة وزراء البرازيل تبكي أطفال غزة، وتسحب سفيرها من تل أبيب

 في خطوة وصفها الإعلام العبري بالخطيرة، أقدمت الحكومة البرازيلية على استدعاء سفيرها من تل أبيب احتجاجا على العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، في الوقت الذي قد تحذو الإكوادور وتشيلي حذو البرازيل وفقا لما نشره موقع القناة العاشرة اليوم الخميس.
 وجاء في بيان الحكومة البرازيلية " ندين بشدة الاستخدام غير المتناسب للقوة العسكرية من قبل إسرائيل في قطاع غزة، والذي تسبب بسقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين من أطفال ونساء وكبار السن، والحكومة البرازيلية تعود لتؤكد على موقفها الداعي لوقف إطلاق النار فورا بين الجانبين، ونظرا لخطورة الوضع فان الحكومة البرازيلية صوت لصالح قرار مجلس حقوق الإنسان الذي اتخذ ، واستدعت السفير من تل أبيب للتشاور".
 وأضاف الموقع بأنه جرت مشاورات في الإكوادور وتشيلي بمشاركة وزراء الخارجية، بالنظر في إمكانية تجميد العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية مع إسرائيل بسبب استمرار الحرب على قطاع غزة. وظهرت "دوليما رسيف" رئيسة وزراء البرازيل في صور وهي تبكي أطفال غزة.

فيديو لصابر مشهور حول دور المخابرات الحربية في قتل جنودالجيش وامن الدولة



الانتفاضة الفلسطينية بدأت.. قراءة أولية- معين الطاهر

ليلة القدر التي يصفها الله عز وجل بأنها خيرٌ من ألف شهر اختزلت المخاض الفلسطيني الطويل هذا العام، وكانت فلسطينية بامتياز، إذ هبت فيها رياح الثورة القادمة من ساحل غزة، والمارّة بحيفا والناصرة، على مدن الضفة الغربية وقراها، لتعلن، عبر مآذن الأقصى وسواعد الشباب ومسيرات الجماهير العارمة، عن ولادة انتفاضة جديدة، ولتصبح المواجهة معركة في كل فلسطين، تتصدى للاحتلال والاستيطان.
هي بداية جديدة تؤشر لمرحلة ننفض فيها عن كاهلنا ما علق به من غبارٍ، نجم عن مرحلة اتفاقيات السلام، ودائرة المفاوضات التي لا تنتهي، وثقافته المستسلمة لقدر الاحتلال الجاثم على صدورنا. وتنبش في ذاكرتنا لتعيد إلى وعينا ثقافة المقاومة المتأصلة في الوجدان الفلسطيني.
على وقع وهج المقاومة الباسلة في غزة، تراجعت مفاهيم غريبة، حاولت تشويه الوعي الفلسطيني والعربي، بتحميلها المقاومة مسؤولية ضحايا العدوان، محاولة إقناعنا بأن الكف لا تقاوم المخرز، والدم لا ينتصر على السيف. لتقودنا إلى الاعتراف بعجزنا عن مقاومة العدو، محذرة من "نتائج كارثية" للانتفاضة والمقاومة، ولتسوغ لنفسها استمرار مواقفها المترددة والمرتجفة. تراجعت تلك الأصوات، ليحل مكانها صوت الاعتزاز بالمقاومة، والثقة بها، وبقدرتها على تحقيق شروطها، وعلى الانتصار في معركتها الطويلة ضد العدو الصهيوني، معلنةً، بوضوحٍ لا لبس فيه، عن بداية مرحلةٍ ثوريةٍ جديدةٍ في تاريخ الشعب العربي الفلسطيني، نحو الوحدة والحرية ودحر الاحتلال، من دون قيد أو شرط.
"
هذه الانتفاضة ستكون طويلة، ولكن مستمرة، حتى إنجاز أهدافها
"
حتماً، التاريخ لا يكرر نفسه على الصورة نفسها، حتى لو تشابهت وقائعه، أو تماثلت نتائجه. الظروف الموضوعية والذاتية اختلفت بين الانتفاضتين، الأولى والثانية. اتسمت الأولى بطابعها الجماهيري، وسميت باسم أبطالها، أطفال الحجارة، وتميزت بفعاليات شعبية واسعة، وبإدارة ذاتية، تقودها اللجان الشعبية التي انتشرت في كل المدن والقرى والأحياء. الانتفاضة الثانية، غلب عليها الطابع العسكري، وحلت النخب المقاتلة، خصوصاً في مراحلها الأخيرة، مكان الكتل الجماهيرية. في الذهن، قد ترتسم صورة نمطية للانتفاضة، إلا أنه من الصعب تكرارها بالأسلوب نفسه. لذا، يتوجب على طلائعها أخذ العبر والدروس، واستنباط أشكال التحرك المناسبة، بل وترك المجال للجماهير للإبداع فيها.
الآن، ثمة وضع إقليمي مختلف، وهنالك نهاية لنظام القطب الواحد، وتراجع وارتباك في الدور الأميركي، وزيادة في تأثير المجموعات الإقليمية، ما قد يفتح آفاقاً أمام القوى الشعبية للتحرك. في الوضع الفلسطيني، قد يبدو المشهد أكثر تعقيداً، فمن ناحية، ثمة ما يشبه الإجماع الفلسطيني، الآن، على فشل السياسات السابقة، ما يمهد الطريق أمام استمرار الانتفاضة، والالتفاف حولها، باعتبار أن نهج مقاومة الاحتلال بديلٌ عمليٌ عن نهج المفاوضات، بلا أفق أو نهاية. وبعد أن اتضح أن استمرار النهج السابق يعني ابتلاع المستوطنين الضفة وتحويلها إلى معسكرات معزولة متفرقة مع تهويد كامل للقدس. لكن الانتفاضة، هذه المرّة، تواجه جيش الاحتلال والمستوطنين الذين ناهز عددهم نصف المليون، كما أن ثمة علاقة معقدة قد تجمعها مع السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية، وسط حالة من تآكل الفصائل، وتراجع دورها وقدرتها على التأثير.
إن تراجع دور الأجهزة الأمنية الفلسطينية، أخيراً، عن منع المسيرات وملاحقة الناشطين، لا يعني تراجع دورها الذي ستحدده التطورات اللاحقة. لذا، ينبغي على الناشطين في الانتفاضة إدراك أن استمرار الحراك الشعبي وتصعيده، وإدامة الاشتباك مع الاحتلال، واستمرار الهجوم السياسي، والتحريض الشعبي ضد السياسات السابقة، هو الطريقة المثلى لاستمرار تحييد هذه الأجهزة، بل والعمل على فك ارتباطها بمنظومة التنسيق الأمني، وكسب عديدين من أفرادها إلى جانبهم. وهنا، ينبغي الحذر، كل الحذر، من الدعوات إلى الاشتباك مع أفراد الأجهزة الأمنية، أو مهاجمة مقراتها. إذ قد يدفعها ذلك إلى حائط مسدود، وفيه تشتيت للجهد وابتعاد عن الهدف، وتقسيم للصفوف، وخدمة مباشرة للعدو الصهيوني.
ثمة دروس مستفادة من الانتفاضات السابقة. ولعل أهمهما عدم السماح بظهور المسلّحين في أي فعالية شعبية، أو إطلاق النار فيها، أو أن يطلق أحد المسلحين النار على حاجزٍ في اشتباك الجماهير معه، سواء بالهتاف والاعتصام أو بالحجارة ووسائل المقاومة الشعبية المتاحة، ومثل هذه الأعمال يجب أن تدان علناً ومن الجميع.
العمل المقاوم المسلح يجب أن يكون سرياً، وبعيداً كل البعد عن الفعاليات الجماهيرية، وأن يستهدف ضرب دوريات العدو ونقاط استيطانه، بعيداً عن فعاليات الانتفاضة. وإلا فإن النخب المسلّحة ستحل محل القطاعات الشعبية، وهو ما حدث، في نهاية الانتفاضة الثانية، ما سهل ضرب هذه المجموعات والقضاء عليها، كما أن علنية هذه المجموعات تعطيها دوراً غير مرغوب فيه، في تنظيم حياة المواطنين بعيداً عن الرقابة والمشاركة الشعبية، وهو ما يتنافى مع دورها الأساسي في مقاومة آلة الاحتلال العسكرية والتصدي لها.
إن مشاركة أوسع قطاعات جماهيرية هي الضمان الرئيس لاستمرار الانتفاضة ونجاحها. تنظيم اجتماعات ومسيرات كبرى، وإطلاق طاقات الجماهير في ابتكار وسائلها وأدواتها وطرقها في المقاومة الشعبية، ومشاركة أوسع من المرأة الفلسطينية، وتشكيل لجان شعبية في كل المدن والقرى والأحياء، لتنظيم فعاليات الانتفاضة وتوجيهها، والقيام بالخدمات الاجتماعية اللازمة والضرورية التي قد تعجز المؤسسات الأخرى عن تقديمها، في ظل تصاعد الانتفاضة والقمع الصهيوني لها، ما يفسح المجال تدريجياً لإقامة إدارة ثورية، في مختلف المواقع، يتولى القطاع الشبابي دوره القيادي فيها.
الانتفاضة لم تبدأ في ليلة القدر، فنسماتها تهب على فلسطين في كل حين، وإرهاصاتها توالت من إسقاط مشروع برافر، إلى حملة "لا تتجند شعبك بحميك"، إلى الدفاع عن الأقصى وانتفاضة الخليل والقدس. وتحولت هذه النسمات، الآن، إلى معركةٍ تشمل كل فلسطين، ولن تتوقف حتى ما بعد وقف إطلاق النار في الحرب المشتعلة الآن في غزة. هذه الانتفاضة ستكون طويلة، ولكن مستمرة، حتى إنجاز أهدافها، وستأخذ أشكالاً مختلفة، قد تشتعل أحياناً، ويخال المرء أنها هدأت في بعض الأوقات، لكنها مثل ألسنة النيران التي ترتفع وتنخفض، لكن النار تبقى مشتعلة.
هي مرحلة جديدة في النضال الفلسطيني بدأت، لن تكون فيها فلسطين، ولا المنطقة بأسرها، كما كانت، فما بعد غزة يختلف عما قبلها.
كاتب وباحث فلسطيني، عضو سابق في المجلس الثوري لحركة فتح والمجلس العسكري الأعلى للثورة الفلسطينية، ساهم في تأسيس الكتيبة الطلابية منتصف السبعينات، قائد للقوات اللبنانية الفلسطينية المشتركة في حرب 1978 منطقة بنت جبيل مارون الراس، وفي النبطية الشقيف 1982.