22 يوليو 2014

اسطورة حماس تتصدر صحف اسرائيل اليوم .. وكاتب يؤكد انها حركة لا تهزم

الافتتاحيات 

هآرتس – افتتاحية - 22/7/2014 

خطر ليبرمان 

بقلم: أسرة التحرير 

دعوة وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان لمقاطعة المحلات التجارية العربية التي تضرب احتجاجا على حملة "الجرف الصامد" هي فعل تحريضي انتهازي وخطير آخر من معمل انتاج رئيس اسرائيل بيتنا، الذي يثبت بانه لا يتردد في امتطاء موجات التوتر والقلق هذه الايام كي يجني ربحا سياسيا في أوساط الجمهور اليميني المتطرف. ومن أجل هذا الهدف مستعد ليبرمان لان يشعل الخواطر، أن يحرض المواطنين على بعضهم البعض وان يدوس على مبادىء اساسية للنظام الديمقراطي. 
للفلسطينيين من سكان اسرائيل، مثلما لكل المواطنين الاخرين، الحق الكامل في التعبير عن الاحتجاج ضد سياسة الحكومة، ولا سيما عندما يعبر الناس عن احتجاجهم بطريقة غير عنيفة مثل اغلاق المحلات التجارية. 
ان مبادرة ليبرمان، التي ينسى انه وزير كبير وليس مجرد استفزازي سياسي، هي استمرار طبيعي لموجات تشريعية مشابهة، بادر اليها هو ورفاقه في الحكومة القائمة وتلك التي سبقتها وهدفها اسكات النقد والتحريض ضد الاقليات. فقوانين مثل "قانون المقاطعة" ومشاريع قوانين مثل "قانون الجمعيات" تعد بعقاب مؤطر، ضمن امور اخرى من خلال فرض عقوبات اقتصادية على من ينتقد سياسة الحكومة، وقوانين مثل "قانون النكبة" ومشروع قانون "المتبرعين للدولة" تساهم في تشويه صورة الفلسطينيين في اسرائيل. 
على خلفية هذه السياسة، لا غرو أن الخطاب الاسرائيلي يوجد في احدى نقاط الدرك الاسفل له، وهو مفعم بدعوات الاسكات والعنف. والرسالة التي تنقل الى المواطنين هي أن انتقاد الحكومة يترجم في نهاية المطاف الى ضرر مباشر بالمنتقدين – ان لم يكن أذى جسدي مثل احراق الفتى الفلسطيني محمد ابو خضير، فأذى اقتصادي أو مهني. مثال على ذلك يمكن أن نجده في حالة شركة "مانو للسفن" التي أقالت الممثلة اورنا بناي بعد أن لقبت نفسها ساخرة بانها "يسروية هاذية تحب العرب"، وأعربت عن تألمها على موت مواطنين في الطرفين ومعارضتها للحرب. 
هذا التحريض، الذي يتدحرج من اوساط حكومة اسرائيل الى داخل المجتمع، يعد في نهاية المطاف أيضا للعنف الجسدي الذي ينتشر في المظاهرات هذه الايام، والتي في اثنائها يهاجم نشطاء اليمين المتظاهرين الذي يحتجون على سياسة الحكومة، بهتافات "الموت للعرب" و "الموت لليسرويين". 
ان التحريض العنصري الذي ينشره ليبرمان، وليس للمرة الاولى، هو جزء من موجة عكرة تهدد صورة دولة اسرائيل. على أعضاء الحكومة، وعلى رأسهم بنيامين نتنياهو أن يشجبوا تماما هذه الاقوال والتنكر لمبادرات وزير الخارجية الخطيرة. 
*****************

يديعوت – مقال افتتاحي – 22/7/2014 

ضغط عسكري ومداورة سياسية 

بقلم: يوفال ديسكن 

(المضمون: تحتاج اسرائيل الى حل استراتيجي للازمة الحالية يشمل الدخول العميق الى داخل المنطقة المأهولة من غزة مع الاتجاه نحو تسوية سياسية طويلة - المصدر). 
لن تنتهي المعركة على حماس في الفترة القريبة دون مداورة سياسية مع المداورة البرية التي ينفذها الجيش الاسرائيلي.
وحتى لو تم احراز وقف اطلاق نار في الايام القريبة فسيعبر عن عدم حسم عسكري حقيقي ويستعمل ساعة الضبط استعدادا للمواجهة التالية. 
من الواضح أن لاسرائيل قوة عسكرية وقدرة على الثبات أكبر مما لحماس بما لا يقبل المقارنة.
والجبهة الداخلية مستعدة لأن تدفع الثمن كي تُحل مشكلة الصواريخ للأمد البعيد، والقبة الحديدية تؤدي عملا ممتازا وتساعد في قدرة الجمهور على الصمود، وعملية تدمير أنفاق الهجوم ضرورية جدا – والمستويان السياسي والامني يتصرفان الى الآن بحذر يقتضيه القتال في ميدان معقد جدا. 
لكن المشكلة الأهم هي أن حماس ليس لها ما تخسره لأن وضعها سيء جدا.
فهي في أزمة شديدة مع مصر وليس لها حليف حقيقي ما عدا قطر وتركيا اللتين تبحثان عبثا عن صلة بالأحداث، ووضع حماس وقطاع غزة الاقتصادي في اسوأ أحواله، فهي غير قادرة على أن تدفع الرواتب الى رجالها وعمال الجمهور في القطاع – والشعور بالعزلة والحصار أعمق مما كان من قبل.
وأشد من ذلك أن عملية المصالحة التي كانت من وجهة نظر حماس عملا استراتيجيا يرمي الى تحسين حالها والحصول على الشرعية فشلت الآن. 

مشكلات حماس 
دُفعت حماس في السنة الاخيرة الى وضع يائس من وجهة نظرها وهي مستعدة لأن تدفع ثمنا باهظا (ولا سيما من القتلى من أبناء شعبها) لتحرق أوراق اللعب الاستراتيجية مجددا. وقد وجدت اسرائيل نفسها تُجر الى ازمة استعدت لها حماس استعدادا جيدا في السنوات الاخيرة من جهة عسكرية، وهي التي تستغل استغلالا قاسيا كل نقاط ضعف القطاع لاسقاط الحصار والعزلة الدولية ولتحرز انجازا مهما ايضا في الساحة الفلسطينية الداخلية. 
لكن حماس تلاقي عدة مشكلات وهي أن رد اسرائيل قاسٍ جدا، والقبة الحديدية تمنع الى الآن انجازا حقيقيا برغم مقادير الصواريخ المطلقة ومداها المذهل. وهكذا أخذت حماس تُدفع الى وضع ليس لها فيه اجراء يكسر التعادل حقيقي ولم يبق لها سوى أن تعتمد على الاستمرار على قدرة اطلاق النظام الصاروخي تحت الارض وعلى بحث يائس عن انجاز تستطيع أن تعرضه على أنه استراتيجي: من تسلل الى بلدة مدنية وتنفيذ مذبحة في مدنيين الى اصابة شديدة لقواتنا واختطاف جندي أو جنود أو مدنيين الى اصابة قذيفة صاروخية تفضي الى مصابين كثيرين في اسرائيل. وأنا أرى أن حماس ستوافق على تليين موقفها كثيرا اذا أدركت فقط أن استمرار حكمها لقطاع غزة موجود على شفا خطر وجودي. 
تملك حكومة اسرائيل خيار الاستمرار بل تعميق العملية البرية الى داخل المناطق المأهولة حيث يختبيء قادة حماس وحيث تُخبأ قواعد الاطلاق في داخل الارض. ويستطيع ضغط عسكري فعال كهذا أن يقلل كثيرا بل أن يوقف تماما اطلاق القذائف الصاروخية (ويتعلق ذلك بالطبع بمساحة المنطقة المأهولة التي ستنقل الى سيطرة الجيش الاسرائيلي)، وأن ينشيء بالنسبة لدولة اسرائيل عددا من الخيارات لانهاء الازمة يمكن أن تراوح بين احتلال كامل وتطهير للقطاع وبين وقف العملية في الوقت الذي تبدأ حماس فيه الشعور بالضغط وتوافق على قبول الشروط التي تعرض عليها. 
يمكن أن تتم هذه العملية في مرحلتين: مرحلة السيطرة الاولى على الارض التي يمكن أن تستمر بضعة اسابيع، ومرحلة تطهير الارض التي سيطرنا عليها من المخربين، من الانفاق والصواريخ ومختبرات التخريب وخطوط انتاج الوسائل القتالية – ويمكن أن تطول بضعة أشهر الى سنة أو سنتين بحسب مساحة الارض التي سيتم معالجتها. 
يمكن أن نتفهم عدم حماسة الحكومة لتعميق العملية في مناطق مكتظة بالسكان من القطاع. فهذا تحد عسكري وانساني وسياسي من الطراز الاول، وسيكون له ايضا ثمن بشري مؤلم جدا. لكنني أعتقد مع ذلك أنه يمكن احراز انجازات حقيقية في هذه العملية لأنه حتى لو وجدت في رأيي جيوب مقاومة شديدة في بعض الاماكن فان قدرة الذراع العسكرية لحماس على الصمود في مواجهة مباشرة مع الجيش الاسرائيلي أقل كثيرا مما يميلون الى اعتقاده. والمشكلة هي أنه من غير هذه العملية سينشأ وضع راهن اشكالي جدا يعني سفك دم متبادلا دون قدرة على الحسم. 
كلما مر الوقت سيحكم الجمهور في اسرائيل على انجازات الحكومة لا بحسب عدد بيوت نشطاء حماس والجهاد الاسلامي التي دُمرت، ولا بحسب عدد الانفاق الذي دُمر، ولا بحسب عدد قواعد اطلاق الصواريخ التي فُجرت، ولا بحسب النسبة بين المصابين من السكان الفلسطينيين والسكان الاسرائيليين. 
يريد الجمهور في اسرائيل قبل كل شيء وقف اطلاق نار مستقرا وطويلا مع حل استراتيجي للتهديد الصاروخي ولتهديد أنفاق الهجوم ولتهديد الارهاب الشديد من قطاع غزة. وأنا أقدر أن هذه المرحلة التي يبدأ الجمهور فيها – وبصدق كبير – يسأل اسئلة صائبة قد أخذت تقترب بخطى واسعة. 

خطر الوضع الراهن 
يجب على اسرائيل أن تحرز انجازا مهما جدا قبل أن تبدأ تعقيدات مثل نشوء جبهات اخرى في يهودا والسامرة، ومظاهرات احتجاج من مواطني اسرائيل العرب أو حتى اشتعال الجبهة الشمالية. ولا يقل عن ذلك خطرا أن التفويض الدولي النسبي الذي تحظى به دولة اسرائيل الى الآن قد يتلاشى سريعا. 
يوجد في الوضع الذي نشأ عدد من الخيارات غير السهلة من جهة عسكرية: فاخراج القوات البرية من القطاع سيُرى انجازا لحماس ولن يُقرب انهاء الازمة؛ وإبقاء القوات في المنطقة غير المأهولة سيجعل هذه القوات عرضة للهجمات ولن يؤثر في الوضع؛ والاستمرار على توسيع العملية لمواجهة حصون حماس في المنطقة المأهولة ينشيء ضغطا كبيرا على حماس لكن يصاحبه مصابون كثيرون. 
موقفي هو أنه يجب علينا من بين هذه الخيارات أن نوسع العملية البرية لأنه لا يجوز أن تنتهي العملية الى الوضع الراهن. ولاحداث ضغط فعال على حماس في الجبهة كلها فهناك مكان لتوسيعها وتعميقها نحو جنوب القطاع خاصة الى منطقة خانيونس ورفح، فهي منطقة يمكن عزلها عسكريا بصورة أفضل كثيرا وفصلها عن شمال القطاع، والسيطرة على خانيونس وعلى رفح وتطهيرهما من البنية التحتية الارهابية. وستكون لهذا العلاج ايضا تأثيرات معنوية في حماس في شمال القطاع. ويجب في نفس الوقت زيادة الضغط من الارض ومن الجو على شمال القطاع لكن دون أن يُعمق في هذه المرحلة الدخول الى مناطق مكتظة بالسكان. 
الاستراتيجية المناسبة في الوضع الحالي ذات رأسين: ففي الجانب العسكري يجب الاستمرار وزيادة الضغط كثيرا، ويجب في موازاة ذلك انشاء مسار سياسي مهم. وكلما أصبح الضغط العسكري على حماس أشد تأثيرا زادت القدرة على تنفيذ العملية السياسية. ومهما يكن الامر فان العملية السياسية المقترحة معقدة جدا وليس نجاحها مضمونا، لكن الطرف المبادر قد تنتظره مزايا حقيقية ايضا في حال فشل المبادرة ايضا. 
يجب أن تكون مبادرة كسر التعادل موضوعة في الوقت المناسب أمام حماس بمنزلة حبة بطاطا ساخنة توجب عليها اتخاذ قرارات مهمة جدا. فاذا قبلت المبادرة التي سأفصلها بعد ذلك نكون قد كسبنا واذا رفضت فسيسوء وضعها أكثر. 
يجب أن تقوم المبادرة السياسية على ثلاثة عوامل مهمة. الاول وهو أكثرها ضرورة – مصر، والعامل الثاني المراد جدا هو السلطة الفلسطينية ورئيسها أبو مازن، والعامل الثالث الحاسم هو الجامعة العربية والمجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
ويجب أن تشتمل المبادرة في الأساس على صفقة منطقها هو: "عمق التفضلات والحوافز للقطاع كعمق نزع السلاح"، وتقوم على العناصر التالية: 
العنصر الامني: 
1- وقف اطلاق نار مطلق زمنا طويلا. 
2- وقف متبادل لجميع انواع الهجمات (ويشمل ذلك الاغتيالات والتصفيات المركزة). 
3- التجريد التدريجي للقطاع من السلاح المائل المسار على اختلاف انواعه. 
4- وقف انتاج الوسائل القتالية و/ أو تهريبها. 
5- اغلاق انفاق الهجوم والتهريب. 
6- رقابة دولية على ما ذكر آنفا. 
العنصر المدني: 
1- رفع الحصار الاقتصادي والبري والبحري عن القطاع بصورة كاملة (ويشمل فتح كل المعابر وإعمال ميناء غزة وهو ما سيُمكن من ادخال السلع والوقود وسائر الحاجات الفلسطينية تحت رقابة دولية). 
2- توسيع منطقة الصيد لتصبح 12 ميلا. 
3- حرية حركة للسكان الفلسطينيين في المناطق الحدودية من قطاع غزة دون مناطق فاصلة. 
4- تنفيذ خطة دولية لاعمار قطاع غزة تُنسق وتنفذ مع حكومة الوحدة الفلسطينية (مع الخضوع لقبول شروط الرباعية) وبقيادة أبو مازن. 
ويجب أن تكون هذه العناصر أساس المبادرة السياسية التي تبادر اليها دولة اسرائيل وتضعها الجامعة العربية أو عدة دول عربية على الطاولة بدعم من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي. وعلى حسب المبادرة كما قلنا آنفا وبمقتضى تجريد القطاع من القدرات العسكرية، ستُمكن اسرائيل ومصر من تسهيلات كثيرة للحصار وحياة سكان القطاع، ويتم البدء بخطة اعمار كبيرة للقطاع هي غاية مناسبة تتسق ايضا مع المصلحة الاسرائيلية البعيدة الأمد. 
وهكذا توضع حماس على قرن المعضلة المعقدة جدا من وجهة نظرها وتضطر الى أن تُبين لماذا هي ليست مستعدة لقبول اقتراح سخي جدا يعد بتحسين ضخم لوضع القطاع في مقابل نزع اسلحتها والحظوة بشرعية دولية وبخطة إعمار عظيمة لقطاع غزة. ولمضاءلة الارتياب وعدم الثقة يجب أن يكون التنفيذ تدريجيا ومشروطا على نحو يتم تحديده مسبقا وتحت رقابة دولية. 

اسرائيل ستكسب فقط 
مع شيء من الرؤيا يمكن أن تصبح هذه المبادرة السياسية بعد ذلك أساسا مهما للتقدم الى تسوية اقليمية يُحل في اطارها بعد ذلك الصراع الاسرائيلي الفلسطيني. 
أقول من معرفتي الشخصية إن المنطق الذي يقود على نحو عام قيادة حماس السياسية الشرهة المقطوعة عن الواقع لن يفضي بالضرورة الى التسوية المطلوبة. لكن اذا صُرفت هذه المبادرة بحكمة فلن يكون لدولة اسرائيل ما تخسره بها بل ستكسب فقط. 
واذا رفضت حماس الخطة رفضا باتا واستمرت على المواجهة العسكرية فانه يجب على دولة اسرائيل أن تُظهر التصميم على المضي حتى احتلال كامل للقطاع واسقاط سلطة حماس. وهذا سيناريو لن يكون فيه منتصرون حقيقيون، ففي هذا القتال سيوجد مصابون كثيرون جدا من الطرفين، وفي نهايته سيسقط حكم حماس وتحتاج دولة اسرائيل الى أن تبقى هناك سنة أو سنتين كي تطهر المنطقة من عناصر الارهاب ومن البنى التحتية الارهابية الكثيرة التي بنيت فيها. 
اذا احتجنا الى ذلك فانه يحسن أن نبدأ التفكير الآن ايضا في سيناريوهات النهاية السياسية لهذه العملية. ويجب على اسرائيل لذلك أن تكف عن سلوك النعامة والغموض الاستراتيجي. عليها أن تحدد بشجاعة حدودها وعليها أن تضع خطة سلام صادقة تتساوق مع المصلحة الاساسية وهي نيل حدود معترف بها وثابتة والحفاظ على اسرائيل يهودية وديمقراطية. وكما يجب على اسرائيل أن تستعمل قبضة فولاذية لمواجهة الارهاب عليها أن تمد يدها الاخرى لتسوية سياسية. 
******************

التقارير والمقالات 
يديعوت – مقال - 22/7/2014 

نفس طويل 

بقلم: اليكس فيشمان 

(المضمون: عندما يدخل الجمهور الاسرائيلي والجمهور الفلسطيني الى مرحلة التآكل، لا يوجد اي سبب في العالم يجعل الجمهور الاسرائيلي هو الذي يكسر اولا – فالثمن الذي تدفعه غزة كل يوم أعلى الاف المرات - المصدر). 
كل حرب، وليس مهما كم تدربت لها – تجبي في الاوائل الاولى رسوم تعليم، ولا سيما من الجنود الذين هذه هي معركتهم الاولى. هذه ظاهرة كونية. وقد دفع الجيش الاسرائيلي في الايام الاربعة الاولى من القتال على الارض في غزة رسوم تعليم باهظة جدا. كلما كان الجندي أكثر تجربة وخبرة، فان انتقاله من ميدان التدريب الى ميدان المعركة يكون أسرع. هذا صحيح للقادة وللجنود البسطاء على حد سواء. وكلما مر الوقت – يفترض بكمية الخسائر أن تنخفض. والجيش الاسرائيلي على ما يبدو لا يزال في مرحلة دراسة ميدان المعركة في قطاع غزة. 
بين القتلى والجرحى يبرز عدد الضباط في مستويات عالية جدا، حيث يدور الحديث عن مستوى ميداني للكتائب والالوية. هؤلاء الضباط هم العمود الفقري لالوية سلاح المشاة. الالم فظيع وكبير، ولكن هذا هو القول الاشد بالنسبة للقوة المقاتلة: القادة في المقدمة. لم يعد هناك قادة يقودون الجنود بينما يجلسون في الجبهة الداخلية امام الشاشات. 
في غزة احصي حتى يوم امس نحو 550 قتيل، منهم 170 اعتبروا بيقين كمخربين – ولا يزال لم يتم اخراج كل الجثث من تحت الانقاض في الشجاعية. 43 في المئة من اراضي قطاع غزة، نحو النصف – اعتبرتها الامم المتحدة "مناطق نار" أي مناطق دعا الجيش الاسرائيلي السكان فيها الى هجرها قبل أن يطلق النار عليها. 2.300 مبنى سكني دمر تماما، وعدد النازحين في القطاع تجاوز عشرات الالاف منذ الان. وسمحت اسرائيل لوكالة الغوث باستخدام المدارس أو غيرها من المنشآت لاستيعاب اللاجئين، والوكالة من جهتها قدمت للجيش الاسرائيلي نقاط الاشارة الى هذه المباني ورفعت علم كبيرا للامم المتحدة كي لا يصاب بأذى السكان الذين يصلون الى المبنى. غير أن هذا ايضا ليس كافيا وعدد اللاجئين يتزايد. اضافة الى ذلك فان 1.2 مليون من اصل 1.8 مليون نسمة من سكان القطاع لا يتلقون الماء بشكل منتظم، وليس لهم قدرة وصول الى شبكات المجاري. 80 في المئة من سكان القطاع مربوطون بالكهرباء فقط على مدى أربع ساعات في اليوم، و 1.1 مليون نسمة في القطاع يعيشون فقط على الغذاء الذي يأتي من منظمات الاغاثة المختلفة. هكذا بحيث أن الان، عندما يدخل الجمهور الاسرائيلي والجمهور الفلسطيني الى مرحلة التآكل، لا يوجد اي سبب في العالم يجعل الجمهور الاسرائيلي هو الذي يكسر اولا – فالثمن الذي تدفعه غزة كل يوم أعلى الاف المرات. 
ثمة حاجة الى نفس طويل، على الاقل لبضعة أيام اخرى. اذا كانت جملة الطباخين الذين ينبشون في العصيدة السياسية لن ينجحوا في انتاج صيغة تؤدي الى وقف النار، سيقف الجيش امام عدة امكانيات. الاولى هي التمسك بالقاطع الذي تم الاستيلاء عليه والاستعداد لحرب تآكل، بكل آثارها – بما في ذلك فتح خطوط تموين، الدخول الى نمط الخط الفاصل، تغيير القوات وما شابه. فالجنود يوجدون في القتال منذ 96 ساعة متواصلة، والطبيعة تفعل فعلها. ومع ذلك، فان استبدال هذه القوات بقوات احتياط معناه اعادة بدء مرحلة رسوم التعليم، الامر الذي من المتوقع أن يكون اختبارا آخر للحصانة الوطنية لدى الجمهور الاسرائيلي. وهذا الاختبار سيتعاظم فقط اذا ما تقررت الامكانية الثانية، التي هي توسيع مناطق سيطرة الجيش الاسرائيلي في القطاع واستمرار الحركة بهدف جباية ثمن باهظ من حماس والضغط عليها للوصول الى تسوية سياسية. امكانية الخروج من طرف واحد لا تبدو معقولة في الظروف الحالية. 
في هذه الاثناء يوجد أكثر من مؤشر على أن كل الاطراف تستعد منذ الان لليوم التالي لوقف النار. فالمصريون يتعرضون لضغط شديد لفتح معبر رفح في اطار الاقتراح لوقف النار الانساني الطويل – الاقتراح الذي سيحمله الامين العام بان كي مون الى القاهرة. ويرفض المصريون فتح المعبر خشية أن تستغل اسرائيل ذلك كي تلقي عليهم بملف اقتصاد غزة، ولهذا فهم يطالبون بتعهد في أن يبقى معبر كرم سالم مفتوحا. 
في اسرائيل ايضا يتحدثون منذ الان بتعابير مساعدة ابو مازن والسلطة الفلسطينية في مشروع اعادة بناء قطاع غزة في اليوم التالي لوقف النار. ينبغي الافتراض بان هذا المشروع سيكلف به في نهاية المطاف نائب رئيس الاركان اللواء غادي آيزنكوت او منسق اعمال الحكومة في المناطق اللواء يوآف (فولي) مردخاي، الامر الذي يدل على أن في اسرائيل يفكرون بحل سياسي في مركزه الفهم بان على ابو مازن ان يعود الى القطاع، على الاقل في كل ما يتعلق بالادارة المدنية. 
بالمقابل، فان الجدال الذي يثور حول ما يسمى هنا "قصور الانفاق" منقطع عن الواقع. فالمخابرات "الشاباك" المسؤولة عن جمع المعلومات الاستخبارية داخل القطاع، تتابع نشاط الانفاق منذ سنوات طويلة، وفي شعبة الاستخبارات "امان" ايضا وفي قيادة المنطقة الجنوبية تشكلت طواقم خاصة لهذا الموضوع. وبالنسبة لقسم من الانفاق كانت صورة كاملة، وبالنسبة لقسم أكبر كانت صورة جزئية، ولكن الموضوع عولج كل الوقت. القوات التي دخلت الميدان كانت تعرف اين يبدأ النفق، ولكن لم تعرف دوما اين ينتهي. هنا كانت غير قليل من المفاجآت، بما في ذلك نفق وصل الى مدخل غرفة الطعام في احد الكيبوتسات. وعليه فان الانشغال المركزي للقوات في المناطق الفاصلة في غزة هو لحماية رجال الهندسة الذين يعملون على العثور على مسارات الانفاق وتدميرها. اما حماس من جهتها فتبحث عن نقاط الضعف في القوات المدافعة وتهاجم بنار القناصة، الصواريخ المضادة للدبابات، آر.بي.جي والنار من الجحر. كما تجري هناك معارك هجومية من مسافات قصيرة. طالما ينشغل جنود الهندسة في تدمير الانفاق، توجد حاجة الى كميات كبيرة من القوات لحمايتهم – ما يولد احتكاكا أعلى واصابات. وهذه المهمة ايضا يفترض أن تنتهي في غضون يومين – ثلاثة ايام. وبالتوازي، يلتصق رجال المخابرات بقادة الالوية وينقلون في الزمن الحقيقي معلومات تكتيكية عن التهديدات في محور الحركة. 
ان المسؤولين عن معظم الاخطارات بهجوم المخربين عبر الانفاق هم رجال المخابرات، وذلك لان منظومات الرقابة لا تلاحظهم الا عندما يخرجون من الثغور. المخابرات تعاطي اخطارا طويلا كافيا يسمح للقوات بالاستعداد وانتظار المخربين – هكذا حصل في كرم سالم، في نتيف هعسرا، في صوفا، في كيسوفيم وفي نير عام أمس ايضا. وبالفعل، كان الجيش جاهزا لقاء المخربين أمس وقد صفوا من الجو وبنار مقاتلي "الناحل". والان توجد حاجة فقط للفحص كيف حصل أن قوة اخرى دخلت الى خط النار، رغم الاخطار، وقتل اربعة جنود. 
******************
هآرتس – مقال - 22/7/2014 

لا يستطيع الجيش الاسرائيلي أن يهزم حماس 

بقلم: سامي ميخائيلي 
أديب ورئيس جمعية حقوق المواطن في اسرائيل 


(المضمون: كل يوم يمر في هذه المعركة العبثية بين اسرائيل وحماس يُعرض اسرائيل لخطر القضاء على ديمقراطيتها وانسانيتها وسيطرة القوى الظلامية منها عليها - المصدر). 
كنت أستمع في يوم الجمعة للراديو فانتا­بني حزن مازجته دمعة. فقد أُجري لجندي عربي لقاء صحفي في طريقه من ميدان القتال الى بيته في الجليل لقضاء عطلة سبت قصيرة.
وقد أنشد نشيد المدح للعلم الاسرائيلي ولدولة اسرائيل واخلاص الجندي العربي للجيش الاسرائيلي.
وقال إن ابنه الشاب جندي ايضا ولم يحصل على عطلة فهو منغمس في القتال في غزة.
وقد أخذوا من ابنه الهاتف المحمول، ومنذ ذلك الحين لم تسمع أمه وأبوه الذي يُجرى معه اللقاء في الراديو، لم يسمعا كلمة منه.
وهذا واقع هاذٍ. وحصل حفيدي العزيز ايضا على عطلة سبت قصيرة. وهو يخدم الآن في سلاح البحرية قبالة ساحل غزة. وفي ايام القتال هذه كلها ضعفت أعصاب أمه وأبيه المظلي السابق وأعصابي أنا ايضا. وقد عاصرت بسبب سني المتقدمة عددا من حروب الانسانية السخيفة من حرب اسبانيا الى عملية الجرف الصامد. 
حكمت على نفسي بالصمت منذ الثامن من حزيران 2014 لأنني كنت في شلل بسبب الاهتمام بحفيدي. وأنا أنقض هذا الصمت لا بسبب الجندي العربي الاسرائيلي الذي يهتم بابنه الجندي ولا قلقا على حفيدي بل من خوف على مصير اسرائيل بعد هذه الحرب. في نهاية الاسبوع احتل جيش باروخ مرزيل مركز الكرمل في حيفا، وهذا ما فعله ايضا حينما هيّج شوارع العفولة وهذا ما فعله أشباهه حينما هجموا على متظاهرين يطلبون السلام في تل ابيب. يرى كثيرون أن باروخ مرزيل بطل شمشوني، أما الجندي العربي الاسرائيلي من الجليل ومعه عرب ويهود يدعون الى وقف القتال فيعتبرون خونة. ولم يُخضع الجيش الاسرائيلي الى الآن بلدة ما في غزة، لكن باروخ مرزيل مستعينا بالجرف الصامد والجو الحماسي الذي سبقها، ينجح في تخويف مدن في اسرائيل. 
تعلمني تجربتي أن الحرب – كل حرب – مرض. وكما لا توجد أمراض مقدسة لا توجد حروب مقدسة ايضا. إن سلطة بنيامين نتنياهو المضعضعة والشقاق بينه وبين شركائه من اليمين أحدثا هذا الهياج الحربي. ورفض نتنياهو للمسيرة السلمية عزل اسرائيل في الساحة الدولية. وقد رأيت أول بذور الحرب في العرض المخيف والتمثيلية المثيرة للقشعريرة للرد على الاختطاف والقتل الفظيع للفتية الثلاثة في الضفة. ويبدو أن جنرالي سيمو نتنياهو لم يدع أي وزير أو صاحب منصب آخر يجري لقاءات صحفية مع وسائل الاعلام مدة اربعة ايام. وقد سمع صوته عاليا وهو صوت مشحون بالقدَر. وصوت طبول وأعلام تُعد القلوب للنار وأعمدة الدخان. 
ستكون نتائج الحرب اذا استمرت كارثية لاسرائيل. إن باروخ مرزيل لم يفصل الملابس العسكرية بعد لسراياه لكن تهديده المظلم قد يتحقق اذا واصل بنيامين نتنياهو نهجه الذي كان في بدايته جزءً من موجة تحريض أفضت الى قتل رابين. وقد أضاعت هذه الحرب منذ زمن طريقها. زعموا لنا في البداية أنه يجب أن يعاقب منفذو قتل الفتية الثلاثة في الضفة عقابا شديدا. وقيل لنا بعد ذلك إنه ينبغي انهاء اطلاق الصواريخ من غزة. وبرغم أن مطر الصواريخ أصبح طوفانا فقد أصبح ثانويا في نظر قادة الحرب الكبار، وأصبحت الانفاق اليوم هي الهدف الرئيس. إن شعبا كاملا يُقاد في غفلة من مرحلة الى مرحلة. 
وفي هذا الوقت تسحق قيم اسرائيل الانسانية والليبرالية تحت أقدام كتائب باروخ مرزيل وأشباهه.
ويكشف عدد القتلى في الجانب الآخر عن ميل مريض في المجتمع الاسرائيلي الى الانتقام. وقد اصبح أكثر من مليون ونصف مليون مواطن عربي اجانب بل مريبين في داخل اسرائيل.
وديس صوت الحكمة. وتُصب عليه جامات التنديد والشتم والعنف. ويعلم الجميع أن الجيش الاسرائيلي لم يعد قادرا منذ زمن على أن يهزم حماس، فالخسائر باهظة هنا وهناك والعدوان يستمر بعضهما على سفك دم بعض. وفي كل يوم تستمر الحرب فيه قد تهزم اسرائيل باعتبارها دولة ديمقراطية ويفضي الى بروز سلطة كتائب وعقداء على اختلافهم. 

******************
هآرتس- مقال - 22/7/2014 

القاهرة لم تكن بعيدة عن غزة أكثر مما هي اليوم 

بقلم: تسفي برئيل 

(المضمون: تجري المفاوضات في مسارين، واحد يتعلق بمصالح مصر حيال حماس والاخر يأتي لارضاء الطرف الاسرائيلي - المصدر). 
"أرفع قبعتي أمام اسرائيل... وأقول للجيش، للشعب وللقيادة الاسرائيلية – أنتم رجال". هكذا تحمس توفيق عكاشة، المحرر الرئيس لصاحب محطة التلفزيون المصري "الفراعين". وصحيح انه يوجد لعكاشة حساب شخصي طويل مع الاخوان المسلمين الذين اغلقوا محطته في عهد حكمهم، ولكن مثل هذه الاقوال لم تصدر علنا في مصر منذ أجيال. 
لا شك أن الخطاب الرسمي والعام في مصر اقرب لاسرائيل منه حماس، والقاهرة أقرب الى القمر مما هي الى حي الشجاعية في غزة، ولكن من السابق لاوانه الفرح على تغيير الخطاب الذي يملى من فوق. مثل هذا الخطاب يمكنه أن ينقلب رأسا على عقب في لحظة واحدة. 
مصر غارقة منذ يوم أمس في حداد وطني يشغل بالها اكثر بكثير من تقتيل اكثر من 400 فلسطيني في غزة.
 فمقتل 22 جندي مصري قرب الحدود الغربية على ايدي عصابات ارهابية لم تتضح هويتها بعد دحرت النقاش العام في موضوع غزة. ولكن مصر تواصل التمسك بموقفها في انها هي فقط، وليس تركيا او قطر أو كلتاهما، تدير المفاوضات الدبلوماسية لوقف النار. وليست تركيا وقطر وحدهما وضعتا على بؤرة الاستهداف السياسي للرئيس السيسي. فواشنطن هي الاخرى تلقت منه سهما مباشرا عندما أوضح السيسي عشية وصول كيري الى القاهرة بانه لا يعتزم الوصول الى القمة الامريكية – الافريقية التي دعي اليها كي يلتقي الرئيس اوباما. 
الى هذه القمة، التي ستنعقد في 5 آب سيبعث السيسي برئيس الوزراء ابراهيم محلب ووزير الخارجية سامح شكري. وقد نشبت الضغينة بين القاهرة وواشنطن منذ زيارة وزير الخارجية جون كيري الى القاهرة في 22 حزيران، بعد أن ترددت الولايات المتحدة طويلا في منح السيسي الشرعية قبل الانتخابات. وقد تعاظمت عندما نشر السيسي اقتراحه لوقف النار دون أن يستشير الولايات المتحدة على الاطلاق، وأكثر من ذلك عندما تبين له بان الادارة الامريكية تؤيد المبادرة القطرية التركية. 
الحساب العسير للسيسي مع واشنطن، قطر وتركيا وان كان لا يجمد المساعي الدبلوماسية التي تتواصل بلا انقطاع. ولكنه يدفع بحماس الى زاوية غير معروفة تحرم فيها قيادة المنظمة من كل دعم عربي أو ايراني. وهو لا يدير اتصالات مباشرة مع الحكم المصري، ومتعلق الان بقدرة الاحداث القاسية في غزة على تحقيق انعطافة في الرأي العام العربي والدولي – الذي لا يسارع الى الحماسة. 
ان الحذاء الذي تضعه مصر على رقبة حماس يبدو ملموسا ايضا في النفي الجارف من جانب الناطقين الرسميين في مصر للنبأ الذي يقول ان مصر دعت قيادة حماس الى التفاوض وان حماس رفضت الدعوة. خالد مشعل، الذي يتواجد في قطر كان يفترض ان يلتقي امس بمحمود عباس، سيدعى الى مصر فقط اذا ما وافق على صيغة الاقتراح المصري أو على صيغة اخرى توافق عليها مصر. 
بالاساس، على مشعل أن يوافق على الرقابة المصرية الحصرية على تطبيق وقف النار، والتخلي عن مطلبه برقابة دولية وبالاساس أمريكية على فتح معبر رفح. وفي مصر يوضحون بان فتح معبر رفح، الذي فتح في هذه اللحظة امام عبور الجرحى فقط، سيتم بشكل يضمن الا يبدأ الاف الفلسطينيين باغراق مصر. 
باقي الشروط، مثل رفع الحصار، تحرير السجناء، السماح بدفع الرواتب لموظفي حماس عبر البنوك الفلسطينية، الاذن بالصيد والاذن لاقامة ميناء، هي شروط تتعلق باسرائيل – وليس لمصر في هذه اللحظة نية للحديث باسمها او لاقناعها للموافقة. وبالذات محمود عباس كفيل بان يطرح حلولا جزئية، هناك من يعتقد بانه سيوافق على تحرير رجال حماس المحبوسين في السجون الفلسطينية واقناع اسرائيل بالسماح له بدفع الرواتب. 
وبالتالي، اضطرت المفاوضات الدبلوماسية الى ان تدار في مسارين متوازيين: واحد هو بين مصر وحماس في المواضيع المتعلقة بمصالح مصر، اما الثاني فيأتي لارضاء اسرائيل. ونقطة الاتصال بينهما توجد في مسألة معبر رفح والتي تنسق فيها حاليا اسرائيل ومصر، بينما تعتبر حماس كمن يفترض أن تقبل ما يتفق عليه بين الدولتين. 
لقد أثبتت حماس في الماضي، سواء حيال اسرائيل في اتفاق التهدئة من العام 2012 أم في اتفاق المصالحة مع مصر، بانها عند الضائقة تعرف ايضا كيف تقدم التنازلات الضرورية كي تحافظ على بقائها. والسؤال هو كم من الوقت سينتظر خالد مشعل الى أن يقترح صيغة معدلة للاقتراح المصري، صيغة يمكنها أن تقبل من اسرائيل ومصر وتعرض حماس كمن صاغت "الاقتراح المظفر". 

************

هآرتس – مقال - 22/7/2014 

في مكان لا ناس فيه 

بقلم: يوسي سريد 

(المضمون: خمس نساء اسرائيليات شجاعات يعارضن التيار الرئيس الاسرائيلي المحرض والمهيج والداعي الى الانتقام بشعورهن بالعار والخزي لما تقترفه اسرائيل والشعب الاسرائيلي من أفعال - المصدر). 
هذه مقالة شكر غير عادية. فالمقالة تشكر أورنا بناي وشيرا غيفن وغيلا ألمغور واحينوعم نيني وميرا عواد – وهن خمس نسوة شجاعات تواطيء قلوبهن ألسنتهن، وهن يصدقنن القول. وقد كن نسوة في مكان لا ناس فيه. ونحن نشكر ايضا نساء ورجال آخرين – أخيار ليسوا كثيرين – تخلوا عن حق الصمت وأدوا واجبهم للدولة والمجتمع. فاذا نسيتهم الآن فلن ينساهم التاريخ الذي يتذكر برغم سنه الكبيرة جدا. 
أعلم من تجربتي أنهن يشعرن الآن بأنهن متروكات – وحدهن تماما – ولا يشعرن بأنهن مسكينات. فهن واثقات بأنفسهن لكن عزلتهن يجب أن تضايقنا. إن كل من يحجمون عن التعبير عن آرائهم من المؤكد أنهم سيحجمون عن تأييد رأيهن. ألم تؤثر فينا دائما "نساء ذوات عِلم"؟ وكيف حدث أن أصبحن فجأة ساحرات، يخرجون لصيدهن هن خاصة. 
هل نيني وغيفن وعواد وبناي وألمغور أقل حبا لاولاد سدروت وزيكيم؟ وهل هن أقل قلقا على الجنود مهما كانوا؟ وهل ميري ريغف أكثر حبا واهتماما لهم؟ يقولون إنه يوجد حب وتكافل في الحرب فما هو بالضبط ذلك الحب؟ أما الكراهية في مقابله فهي أوضح كثيرا وهي تفسر نفسها بصوت جهير. 
كنت أتوقع أن تخرج امرأة واحدة اخرى اسمها ليمور لفنات التي تم الاتفاق أنها وزيرة الثقافة ايضا – ووزيرتهن – أن تخرج للدفاع عنهن. ولا يجب عليها أن توافق على كل كلمة، لكن يجب عليها أن تحمي حقهن وواجبهن أن يقلنها؛ لكن ما علاقة وزيرة الثقافة بثقافة الحوار. وكان يمكن أن نتوقع من وزير التربية شاي بيرون ايضا أن يبدي رأيا مناسبا لكنه يملأ فمه بالحديث عن "اسرائيل التي تنتقل الى صف أعلى" وعن "تعليم مهم". وهكذا يتحول "صه إنهم يطلقون النار" الى "صه إنهم يعلمون" ويعلمن. 
إن كل واحدة من الخمس تنبأت باسلوبها. ومع ذلك يوجد بين كلامهن جامع مشترك، فهن في لحظة ما خجلن من اسرائيليتهن، كلهن معا وكل واحدة على حدة في الأساس. فقد خجلت إحداهن حينما بدأت روح الانتقام تغطي هذا البلد وتخيفه؛ وخجلت الاخرى حينما قُتل اربعة اولاد كانوا يلعبون على الشاطيء في غزة؛ وخجلت ثالثة حينما ضرب زعران متظاهرين ضربا شديدا وكان رجال الشرطة يقفون متنحين كما كانت الحال في اعمال تنكيل سيئة الذكر؛ وخجلت الاخيرة حينما قُتل بدو وجرحوا مثل مواطنين شفافين غير معترف بهم في "مناطق مفتوحة". فهل أعوزتنا في المدة الاخيرة فرص للخجل؟. 
إنني أنا ايضا امتلأت خجلا حينما سمعت في هذا الاسبوع لواءً في الخدمة الاحتياطية أو لواءً بقرش يدعو في التلفاز الى محو حي كثير السكان من فوق الارض؛ وخجلت ايضا أن رأيت في منتدى في القناة الثانية مجرم حرب سابق قد دُعي لتقديم المشورة في الحرب الحالية؛ وخجلت أيضا لأنني دسست أنفي فيما كُتب في صحيفة الدولة وهو أن ابن رئيس وزراء سابق، وهو طراز من البشر مريب في حد ذاته، أوصى "بتسوية الحي كله بالارض". "لا ننزع البراغيث عن كلب إلا بغمس الكلب كله في المادة المطهرة"، نبح ذلك الكاتب مثل كلب ضال يسيل لعابه. 
الشكر لكن أيتها الصديقات لأنكن لا تخفن. فمن الواضح "أنهم يخافون" ولولا ذلك لما انقضوا عليكن بغضب شديد. فالخوف يتكلم من حناجرهم وهم غير متأكدين من عدالتهم. 
الشكر لكن لأنكن تُصررن على رأيكن، ولا تندمن ولا تعتذرن، وترفضن الاستسلام لحماس وللغوغاء المحليين. 
إنهم لا يهددون فقط حياتكن وحياة أبناء عائلاتكن، بل يحاولون ايضا العدوان على مصدر عيشكن. لكنكن برهنتن من قبل أكثر من مرة على أن غضبكن أقوى وأهم من مقاعدكن. قرأت أمس في صحيفة "اسرائيل اليوم" أن شركة "مينو للملاحة" – وتوجد شركة كهذه – قد استقر رأيها على التخلي عن أورنا بناي وعن خدماتها وعروضها. فرجال الاعمال في البحر هم أول من يلاحظون اتجاه الرياح السيء، فتتجه سفنهم الضعيفة الى مياه ضحلة وهم يتبولون خشية الجمهور. 
تفحصوا أنفسكم وقولوا: ألم تشعروا قط شعور الخجل بما تقترفه أيدينا أو بالنشيد الذي نقوله؟ اذا كان الامر كذلك فربما هذه هي اللحظة. 

************

معاريف – مقال - 22/7/2014 

القنبلة القطرية 

بقلم: ايلي أفيدار 

(المضمون: اذا كانت الولايات المتحدة تريد أن تسترجع مكانتها في المنطقة فان الخطوة الاولى يجب أن تكون حل المشكلة القطرية. لقد حان الوقت لوضع عقود النفط والغاز جانبا (للقاعدة العسكرية توجد بدائل). القنبلة القطرية يجب تفكيكها الان - المصدر). 
في ظل الانباء القاسية أول أمس وقعت حادثة دبلوماسية على نحو ظاهر: بالذات عندما وصل ابو مازن والامين العام بان كي مون الى الدوحة للعمل على وقف النار، قال مصدر قطري كبير لوكالة "رويترز" ان الامارة "لن تمارس الضغط على حماس" كي تلطف حدة مطالبها وتوافق على وقف النار. هذا التصريح، الذي اوضح عدم اهتمام قطر بوقف القتال كان مجرد تعبير آخر على المكانة الجديدة للامارة كأحدى الجهات المتطرفة والاستفزازية في الشرق الاوسط. 
قطر هي اليوم محرك عدم الاستقرار الاقليمي، سواء من خلال الملايين التي تسكبها على مجموعات متطرفة ام ببث "الجزيرة". والازمة المالية، التي تدفع فيها قطر حماس الى تعميق القتال هي مجرد طرف الجبل الجليدي. من كانت ذات مرة دولة معتدلة وجهتها نحو الغرب، اصبحت بقيادة الامير تميم بن حمد آل ثاني قنبلة موقوتة. آل ثاني الذي صعد الى الحكم قبل سنة فقط، هجر سياسة التوازنات التي انتهجها أبوه، وباسم الاسلام يستثمر مال الامارة الهائل في تنمية محافل تسعى الى اشعال الشرق الاوسط كله. واذا ما حاكمنا الامور حسب أحداث الاسابيع الاخيرة، فان خطته تتقدم على نحو جيد. 
بوليصة تأمين أمريكية 
على خلفية القتال في غزة يبدأون في اسرائيل بالاستيقاظ على التحدي القطري. أما في الادارة الامريكية بالمقابل فلا يزالون نائمين. ادارة اوباما تعمل منذ سنين في خلاف مع دينامية الشرق الاوسط. تراهن على اللاعبين غير الصحيحين. تخون حلفائها، تترك لمصيرهم محمييها وتحمي المحافل الهدامة. قطر، كما ينبغي الفهم، هي مرعية وربيبة أمريكا. ومن خلف العلاقة الغريبة تقف، مثلما هو الحال دوما، مصالح اقتصادية وعسكرية خاصة. 
ان تاريخ الفصل الحالي في علاقات الولايات المتحدة – قطر بدأ في 1955 عندما أطاح الامير حمد بن خليفة آل ثاني بأبيه واستولى على الحكم في الامارة. بن خليفة، الذي خاف من ثورة مضادة بدعم من السعودية وباقي دول الخليج، سارع الى الاذرع الامريكية، أعلن لهم الولاء التام ولم يمتنع عن الطرفين المتطرفين: قد أقام علاقات مع اسرائيل وسمح لنا باقامة ممثلية في الدوحة العاصمة، ومول اقامة القاعدة الامريكية العوديد، غربي الدوحة، بمبلغ خيالي يصل الى 2 مليار دولار (هذه هي القاعدة الامريكية الوحيدة خارج حدود الولايات المتحدة والتي لم يمول الامريكيون اقامتها). 
لقد كان التواجد الامريكي ولا يزال بوليصة تأمين للحكم القطري ولضمان الا يغزو نطاقها جيرانها فيسقطوا حكمها. عند مراجعة السلوك القطري، ينبغي أن نتذكر بان كل يوم يبقى فيه الحكم في الدوحة هو بفضل واشنطن. 
الى جانب بوليصة التأمين العسكرية، اشترت قطر لنفسها سلاحا هجوميا خاصا في شكل شبكة "الجزيرة". وكانت "الجزيرة" خليطا من التطرف الديني، التآمر السياسي والمقاييس الصحفية الشرعية، ولا سيما بمستويات العالم العربي. ويكفي الاشارة الى أنه لغرض اقامة الشبكة اشترت قطر معظم عاملي الـ "بي.بي.سي" بالعربية، كي نفهم لماذا تعتبر "الجزيرة" هيئة اعلامية جدية في العديد من الدول الغربية. 
من لم تنطلي عليها هذه المناورة ابدا هي دول الخليج. وهي تمنع حتى اليوم شبكة الاخبار القطرية من فتح مكاتب لها في نطاقها. ومؤخرا، بدأت مصر ايضا تقيد عمل "الجزيرة" بل وحكم على صحفيين من الشبكة بالسجن. 
وبالتوازي مع إقامة "الجزيرة" وتوثيق التحالف العسكري مع الولايات المتحدة، منح الامير حمد بن خليفة الشركات الامريكية عقود تنمية واستخراج للنفط والغاز، رسخت الدعم الامريكي لنظامه. وفي عهد حمد عرفت قطر بفضل "سياسة التوازنات": العلاقات مع اسرائيل الى جانب دعم حماس؛ الرعاية الامريكية والعلاقات مع طالبان؛ عضوية في مجلس التعاون الخليجي الى جانب علاقات تقارب مع العدو رقم واحد – ايران. 
لقد جعل هذا النهج قطر احدى الدول الاكثر كرها لدى زعماء العرب. فمصر مبارك مقتت القيادة القطرية، وسوريا الاسد الاب ايدت محاولة الانقلاب لمؤيدي الامير المخلوع. وكانت "الجزيرة" ولا تزال الداعمية الاكثر حماسة لحركة الاخوان المسلمين في مصر وليس صدفة ان الداعية المتطرف في العالم السني، يوسف القرضاوي، يتواجد في قطر منذ الستينيات. وسنعود لاحقا للقرضاوي. 
لقد ساعد الدعم القطري للجهات والانظمة المتطرفة للعالم الاسلامي النظام لتسويغ علاقاته الوثيقة مع الغرب في نظر الجماهير العربية. والا كيف يمكن شرح حقيقة أن مصر تهاجم في كل يوم على علاقتها المركبة مع واشنطن، بينما في قطر يتجول الجنود الامريكيون ومن اراضيها اديرت حرب الخليج – ناهيك على المليارات من المال الاسلامي الذي سكب على شراء المونديال وعلى فرق كرة قدم اوروبية – ومع ذلك فان القاهرة هي التي تعتبر العميلة وليس الدوحة. 
غير أنه قبل سنة صعد الى الحكم تميم بن حمد آل ثاني ووضع حدا للتوازنات. من الان فصاعدا الاتجاه القطري كان واحدا ووحيدا. 

لا معنى للتوازنات 
خلافا لابيه، فان تميم بن حمد آل ثاني هو مسلم متزمت. ويصفه عارفوه انفسهم بانه متطرف. وكان قضى صباه في حملات في ارجاء افريقيا سعى فيها الى ادخال سكان القارة الوثنيين الى الاسلام. والمرجعية الروحانية المركزية في حياته هو الشيخ المتطرف القرضاوي. 
بتأثير القرضاوي، لا يرى آل ثاني الكثير من المعنى في التوازنات. فهو مؤيد متحمس للاخوان المسلمين، مؤيد متحمس لحماس، وهو مستعد لان يصطدم بمصر عندما تمنع هذه تحويل الاموال من قطار الى القطاع. وفي الايام التي كانت فيها ايران ايضا منقطعة الاتصال بحماس بسبب تأييد الأخيرة للمعارضة السورية، بقيت قطر هي الممولة الوحيدة لحماس، والتي تتواجد قيادتها في الدوحة. 
لا تستهدف المساعدة القطرية لغزة بناء البنى التحتية وأجهزة التعلم، بل لتمويل الاحتياجات الارهابية الصرفة. ومنذ الان تندم اسرائيل على ادخال كميات هائلة من الاسمنت الى القطاع كانت لها حاجة مزعومة لاعادة البناء وتنمية غزة، بينما استخدمت عمليا لتحصين الانفاق الهجومية الخاصة بحماس. كما ان قطر هي المصدر الاساس للرواتب ولميزانية مشتريات الذراع العسكري لحماس. 
كي نفهم كم دفعت قطر بمواقف حماس الى التطرف، يكفي ان نراجع سلوك المندوبة الايرانية في غزة – منظمة الجهاد الاسلامي. فالجهاد، التي اعتبرت ذات مرة منظمة متطرفة أكثر، اصبحت هي شبه الراشد المسؤول في غزة، التي تطرح مواقف اكثر برغماتية من حماس وتقبل الوساطة المصرية. وقرر رئيس الجهاد الاسلامي علنا بان على مصر أن تقود الجهد للوصول الى وقف النار. اما حماس، بالهام من قطر، فتعارض. 
من يسمح بهذا التطرف هي الولايات المتحدة. فقطر لا تزال متعلقة ببوليصة التأمين الامريكية. ولكن في واشنطن يجدون صعوبة في فهم التقلبات في الشرق الاوسط، بل وأكثر من ذلك يجدون صعوبة في الرد عليها كما ينبغي وفي الوقت المناسب. والنتيجة هي التآكل المستمر في المكانة الامريكية في المنطقة. 
لقد كشف مصدر مصري النقاب أول أمس عن أن وزير الخارجية الامريكي جون كيري ألغى زيارة اخرى كان سيجريها الى القاهرة واشار الى أن هذه هي المرة الاولى في غضون أقل من اسبوع يؤجل فيها كيري زيارة مخطط لها في اللحظة الاخيرة. امريكا، التي فقدت المرساة المصرية، سعت لان تكون ذات صلة في الازمة الحالية، ولكن احدا غير حماس لا يحتاج خدماتها. ووقف النار يوجد في الملعب المصري، وليس في الدوحة أو في أنقرة. ويبدو في هذه الاثناء أن السيسي غير معني بدور امريكي في الازمة، حتى وان كان كيري في النهاية سيصل الى المنطقة. ويمكن ان نرى في ذلك جزء من مسيرة اعادة تربية يجريها لواشنطن منذ أن اطاح بمرسي. 
اذا كانت الولايات المتحدة تريد أن تسترجع مكانتها في المنطقة فان الخطوة الاولى يجب أن تكون حل المشكلة القطرية. لقد حان الوقت لوضع عقود النفط والغاز جانبا (للقاعدة العسكرية توجد بدائل). قطر ليست الامارة اللطيفة التي اشترت باريس سان جيرمان أو قميص برشلونا، بل عاصمة ارهاب وتآمر. الدوحة هي المحرك خلف الهجمات على الحلفاء الحقيقيين للولايات المتحدة في المنطقة. 
السعودية، الكويت، اتحاد الامارات والبحرين أعلنت منذ الان عن قطر كدولة تعرض أمنها للخطر. ويدعي المطلعون من الخليج بانه لن يبعد اليوم الذي تفقد فيه السعودية صبرها وتبعث الى قطر بلواء من الجنود مثلما فعلت مع البحرين، رغم احتجاجات واشنطن. في حينه ستقف الولايات المتحدة امام معضلة حقيقية، ولكن هذا قد يكون متأخرا. القنبلة القطرية يجب تفكيكها الان. 

***************
هآرتس – مقال - 22/7/2014 

لماذا يُقتل جنود الجيش الاسرائيلي؟ 

بقلم: إيال عوفر 

(المضمون: يجب على اسرائيل أن تنهي ما يخدم مصالحها في غزة وأن تخرج دون أن تخدم مصالح مصر أو السلطة الفلسطينية - المصدر). 
ضرب المحلل المصري الطاولة بحذائه ونعت الاسرائيليين بأنهم "أبطال" لأننا نضرب حماس. وفي ذلك ما يفرح جدا بادي الرأي – فها هو ذا العالم العربي يعترف بـ "عدالتنا" آخر الامر. لكن لا يجوز لنا أن نُبلبل، ففي تاريخ الشرق الاوسط ما لا يحصى من الصراعات من حرب ايران والعراق في ثمانينيات القرن الماضي الى صراع الاسد الحالي مع داعش – وهي صراعات يتمنى فيها كبار قادة استخباراتنا "نجاح الطرفين". إن مصر في هذه المرة هي التي تنظر متنحية واسرائيل وحماس تضرب احداهما الاخرى، وتتكلفان الاضرار الاقتصادية والعسكرية، وتخسران حياة ناس – ومصر هي التي تربح من هذا الصراع الذي لا حل له. 
"لا توجد حرب أكثر من هذه عدلا"، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. ومن السهل أن نوافقه على ذلك حينما تسقط الصواريخ في الوسط وتُحفر الانفاق الى قرب غرفة الطعام في الكيبوتسات الحدودية. لكن السؤال هو من يربح ايضا من هذه الحرب وتخدم مصالح من. وللاجابة عن هذا السؤال يجب أن نعود الى سنة 2005 وهي السنة التي انفصلت فيها اسرائيل عن غزة بادي الرأي. كيف حدث أننا ما زلنا غارقين في الرمل الغزي بعد "الانفصال" بتسع سنوات وبعد "غزة وأريحا أولا" بعشرين سنة؟. 
يتناول كثيرون الصراع الاسرائيلي الفلسطيني وكأنه دين له مصورون يطلبون ضحايا من البشر. وقد حاول وزير خارجية امريكي أو رئيس حكومة اوروبي أكثر من مرة أن يحدثونا كيف ستُحل مشكلاتنا بمثل هذا الاعتقاد الوثني. وعندنا ايضا باللغة العبرية نفوس خيرة تنتقل من منتدى الى منتدى تدعو الى اعتقادها: "باتفاق فقط – وباعادة حكم أبو مازن لغزة فقط ستهدأ هذه البلاد اربعين سنة". وينشيء لنا اصحاب مصالح أكثر احكاما نسيجا شرق اوسطي كاملا يجب على اسرائيل فيه أن تهتم بمصالح مصر والسلطة الفلسطينية وغيرهما باعتبار ذلك شرطا ضروريا لـ "حل" المشكلة الغزية. وقد ذكرنا وزير الخارجية المصري هذا الصباح بقوله: "مصر وحدها هي التي تحدد كيف سيفتح معبر رفح". 
فهل يمكن أن تكون المصلحة المصرية المتعلقة بهذا المعبر في مركز النيران التي نتلقاها من غزة منذ كان الانفصال؟. 
حينما اخترق مليون غزي في بداية 2008 السياج الحدودي في رفح وخرجوا في حملة شراء واسعة في سيناء، كان ذلك أول تحقيق لطموحهم الى الحرية وهذا هو كابوس مصر الأكبر. كانت المصلحة المصرية منذ أيام اتفاق السلام في 1979 أن تدع غزة للاسرائيليين بصفتها مشكلة مرتبطة بالضفة وبدولة اسرائيل لا بمصر. 
حان الوقت لتدرك اسرائيل أنه في العقدة التي تسمى الشرق الاوسط لا توجد حلول سهلة، وأن المسارات التاريخية قد تستغرق مئات السنين الاخرى قبل احراز استقرار. ويمكن أن تُعرف المصلحة الاسرائيلية في غزة تعريفا بسيطا جدا فهي: 1- الهدوء الامني و2- تجريد غزة من الصواريخ (التي هُربت اليها عن طريق مصر في العقد الاخير) و3- فصل مسؤوليتنا المدنية/ الاقتصادية عن غزة. وتستطيع اسرائيل أن تنال هذه الاهداف بسلوك مُركز يُبين للمصريين أنهم يتحملون وحدهم فقط المسؤولية السيادية عن منع التهريب من سيناء. ولا يجوز أن ندع مصر تتهرب من هذه المسؤولية وأن تلقيها على اسرائيل أو على "قوات أبو مازن في معبر رفح". 
من سيحكم غزة؟ الحقيقة أن ذلك ليس من شأننا، فتجربة الماضي في لبنان والتجربة العراقية في العراق ايضا تبرهنان على أنه ليست لجهة خارجية سلطة اخلاقية أو قدرة سياسية على فرض سلطة على سكان يبلغون ملايين. وحينما نرسل أبناءنا ليقتلوا ويُقتلوا في غزة – فانه يوجد تسويغ واحد فقط يمكن أن نعمل به هو المصلحة الاسرائيلية وحقنا في العيش في سكينة. وإن العلاقات بين غزة ومصر أو دور أبو مازن في غزة لا يمكن أن يكونا السبب الذي يجعل أما عبرية ترسل أبناءها الى ميدان القتال. وليست علاقات اسرائيل الاقتصادية بمصر أو أرباح شركات الطاقة الاسرائيلية من التصدير الى غزة ومصر، ليست ذريعة الى استمرار الغرق في رمال غزة. ينبغي أن ننهي ونخرج وألا نعمل لأجل آخَر
************

المقتطف


الخبر الرئيس – الجرف الصامد – هآرتس: 
موجة تسلل من أنفاق الارهاب: عدد الجنود القتلى منذ بداية الحملة ارتفع الى 25 – في قطاع غزة: 505 قتلى 
موجة محاولات تسلل قامت بها حماس من خلال الانفاق الهجومية الى الاراضي الاسرائيلية: فقد قتل أمس ضابط في الجيش الاسرائيلي وثلاثة جنود في اشتباك مع اكثر من عشرة مخربين تسللوا من نفق بين كيبوتس نير عام وسديروت. وقتل المخربون العشرة في الاشتباك. وفي ساعات المساء اعلنت حالة تأهب عالية في منطقة سديروت وطلب من سكان الكيبوتسات المجاورة البقاء في منازلهم. وبالاجمال قتل أمس سبعة جنود ونحو 120 فلسطينيا. 
ي الجيش الاسرائيلي يقدرون بان الضغط الشديد الذي يمارس على الانفاق ميدانيا في القطاع يدفع حماس لبذل الجهود للقيام بالعمليات عبر الانفاق المتبقية. وفي الجيش يعترفون بان المعلومات الاستخبارية عن الانفاق الهجومية ليست كاملة. وحتى الان كشف 13 نفق داخل القطاع قسمها الشرقي يمر من تحت الحدود مع اسرائيل، وأكثر من نصفها فجرت ودمرت. 
واعترف قائد المنطقة الجنوبية سامي ترجمان أمس بانه "لا توجد قبة حديدية لتهديد الانفاق" وانه حتى اليوم لم يتبلور حل عملياتي وتكنولوجي كامل لهذه المشكلة. 
هذا وتستأنف المسائل الدولية لوقف القتال اليوم، مع وصول الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ووزير الخارجية الامريكي جون كيري. وسيلتقي الاثنان في القاهرة وبعد ذلك سيأتي بان الى اسرائيل ويلتقي برئيس الوزراء ووزير الدفاع. وسيعود الطرفان الى البحث في الاقتراح في الاعلام عن وقف نار انساني على أمل أن يكون ممكنا التقدم لاحقا نحو وقف نار كامل وفقا للمبادرة المصرية. 
* * * * 
يديعوت – من ايتمار آيخنر وآخرين: 
الجيش الاسرائيلي: لا للتوقف الآن 

يدعو مسؤولون كبار في الجيش الاسرائيلي القيادة السياسية عدم وقف حملة "الجرف الصامد" الان. 
تصل الاتصالات الدبلوماسية لوقف النار بمبادرة وزير الخارجية جون كيري والامين العام بان كي مون الى ذروتها. فالادارة الامريكية تضغط على اسرائيل للوصول الى وقف للنار على أساس تفاهمات "عمود السحاب"، ولكن في اسرائيل يصرون على تسويف الوقت من أجل اكمال العملية لتدمير الانفاق. ثلاثة وزراء في المجلس الوزاري على الاقل يعارضون وقف الحملة في هذا الوقت ويعتقدون بانه يجب مواصلتها بل وتعميقها. 
في ضوء رفض حماس قبول المبادرة المصرية يبلور الامين العام للامم المتحدة اقتراحا بديلا هو الاعلان عن وقف نار على مرحلتين: وقف نار انساني لـ 48 ساعة، يصبح لاحقا وقف نار عام. اضافة الى ذلك تحصل حماس على عدة "سكاكر" اخرى – مثل التعهد بمساعدات مالية دولية – وكذا ايضاحات بشأن ما ستحصل عليه في الاتفاق النهائي. كما تتعاظم الاحتمالات في أن يتفق في كل تسوية على أن تحصل السلطة الفلسطينية على السيطرة على معبر رفح. وقد التقى ابو مازن امس في قطر مع رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل، وبحث معه المبادرة الجديدة. 
وأفادت شبكة "الميادين" بانه يوجد توافق أولي على وقف النار في غزة. وحسب التقرير، سيكون هذا هدنة انسانية بعيدة المدى تتضمن بندا لرفع الحصار عن غزة ولكن دون تحديد موعد محدد لفتح المعابر. اما مسألة محرري صفقة شاليط فتنقل الى عناية مصر. 
ويقدر مسؤولون كبار في اسرائيل بانه اذا وافقت حماس على المبادرة، سيكون ممكنا الاعلان عن وقف النار ابتداء من الغد أو بعد غد. ويقول مسؤولون في اسرائيل ان الريح التي تهب من جهة رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الدفاع يعلون هي الوصول الى وقف للنار وعدم الوصول الى احتلال القطاع. ويتحدث مسؤولون في اسرائيل منذ الان عن أنه "يمكن وقف الحملة حتى لو لم نصفي كل الانفاق حتى آخرها". ومع ذلك في اسرائيل يوجد تخوف من ضغط متصاعد من جانب الولايات المتحدة لقبول الشروط لوقف النار، دون ضمانات تضمن تجريد القطاع لاحق. ومع ذلك ثلاثة وزراء في المجلس الوزاري على الاقل – ليبرمان، بينيت واردان – يعارضون وقف الحملة في هذا الوقت ويعتقدون بانه يجب مواصلتها بل وتعميقها. 
* * * * 

هآرتس – من براك ربيد وآخرين: 
يعلون: اسرائيل تريد لقوات عباس أن ترابط في المعابر كجزء من وقف النار 

صرح وزير الدفاع موشيه بوغي يعلون أمس في نقاش في لجنة الخارجية والامن بان اسرائيل تريد أن ترابط قوات الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) في معابر الحدود في غزة، مع التشديد على الجانب المصري من معبر رفح. وذلك كجزء من كل اتفاق لوقف النار ينهي حملة "الجرف الصامد". 
والى جانب ذلك، صرح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو امس بان الحملة ستتسع حتى تحقيق اهدافها. وقال: "الجيش الاسرائيلي يتقدم في الميدان حسب الخطط، والحملة ستتسع حتى يتحقق الهدف – إعادة الهدوء لمواطني اسرائيل لفترة طويلة"، قال نتنياهو واضاف: "الانجازات على الارض واضحة. وأنا معجب بالعملية لضرب الانفاق، فهي تحقق نتائج تتجاوز توقعاتنا". 
وأفاد نواب شاركوا في المناقشات بان ضابطا كبيرا في شعبة الاستخبارات أطلع لجنة الخارجية والامن بعد يعلون على أن حماس مستعدة لقبول عودة قوات عباس الى المعابر. 
كما أشار يعلون في الجلسة الى أن اسرائيل منفتحة على اقتراحات مختلفة لحل مسألة تحويل الاموال من جهات مختلفة الى غزة لغرض دفع رواتب موظفي الحكومة. وحسب تقديرات شعبة الاستخبارات فان ازمة الرواتب كانت أحد العوامل التي دفعت حماس لتصعيد المواجهة مع اسرائيل لصد الانتقاد الداخلي في غزة. 

* * * * 

معاريف – من ياسر عقبي وآخرين: 
ليبرمان يدعو الى مقاطعة المحلات التي شاركت في اضراب العرب – فأثار عاصفة سياسية 

نشبت عاصفة في الساحة السياسية في أعقاب دعوة وزير الخارجية افيغدور ليبرمان لمقاطعة المحلات التجارية العربية الاسرائيلية التي شاركت أمس في الاضراب التجاري والذي نظم بسبب "المذبحة في الشجاعية". 
وبعد ساعات من نشر بيان لجنة المتابعة العربية كتب وزير الخارجية ليبرمان في صفحته على الفيسبوك يدعو الى عدم الشراء من المحلات التجارية في الوسط العربي التي تشارك في الاضراب العام تضامنا مع سكان غزة وضد حملة "الجرف الصامد". وقد لاقى تعقيب ليبرمان آلاف الاعجابات وردود فعل عاطفة. 
وردا على الانتقاد الذي اطلقه نواب عرب ويساريون قال النائب دافيد روتم من حزبه ان "دعوة نائب في اسرائيل للحداد في اعقاب "المذبحة في غزة" في الوقت الذي يضحي جنود الجيش الاسرائيلي بحياتهم في الحرب ضد الارهاب – هو مثال آخر على التطرف في المواقف وفي اعمال القيادة العربية في اسرائيل. ودعوة وزير الخارجية تأتي لازمة وطبيعية". 

* * * * 

معاريف – من يوفال بغنو: 

مبادرة اخرى لوزير الخارجية – فحص امكانية منع بث "الجزيرة" في اسرائيل 

أعلن وزير الخارجية افيغدور ليبرمان أمس عن أنه يدرس امكانية منع بث شبكة تلفزيون "الجزيرة" من اسرائيل. وتبث الشبكة لكل العالم العربي والمحيط وممولوها يوجدون في قطر التي هي الممول الاساس لحماس في السنوات الاخيرة. والشبكة معروفة بالتغطية المناهضة لاسرائيل على نحو واضح. 
في لقاء أجراه ليبرمان مساء أمس مع وزير خارجية رواندا قال: "ان شبكة "الجزيرة" هي العمود الفقري المركزي في منظومة الدعاية والاعلام لحماس. وقد هجرت حتى المظهر السطحي لوسيلة اعلام مصداقة وهي تبث تحريضا مناهضا لاسرائيل، الأكاذيب وتهيج وتشجع الارهابيين. وقد بدأنا منذ الان فحصا لنشاط ومكانة "الجزيرة" انطلاقا من النية لعدم السماح لها بعد اليوم العمل في اسرائيل". 
وأضاف ان "في حالة "الجزيرة" هذه ليست مسألة اعلامية بل مسألة تتعلق بنشاط ذراع لمنظمة ارهابية تقاتل في هذه اللحظة ضد اسرائيل". 
وهاجم وزير الخارجية قطر بحدة قائلا: "لقد اصبحت قطر مشكلة عالمية. فهي تشكل العمود الفقري الاقتصادي لمجموعات الارهاب الاكثر تطرفا، وهي تمول ضمن آخرين حماس، وتقدم ملجأ لخالد مشعل". 

المفكر القومى محمد سيف الدولة يكتب :الانحياز المصرى لإسرائيل

Seif_eldawla@hotmail.com
·مصر تهدم الانفاق، واسرائيل تهدم الانفاق (حتى مبارك لم يهدمها)
·اسرائيل تغلق معابرها، ومصر تغلق رفح
·رفح مغلق امام الفلسطينيين، وطابا مفتوح امام الاسرائيليين
·مصر تتهم الفلسطينيين بالارهاب وتهديد أمنها القومى، وكذلك تفعل اسرائيل
·تصريحات كثيرة على أن نزع سلاح المقاومة الفلسطينية هو هدف مصرى اسرائيلى مشترك
·الاعلام المصرى الخاضع للنظام يتبنى الرواية الاسرائيلية فى العدوان، ويكاد يكون خطابه متطابقا مع الاعلام الاسرائيلى مع بعض الفروق فى الصياغات
· مصر تقدم مبادرة للتهدئة، ترفضها المقاومة، و تقبلها اسرائيل فورا
·واسرائيل ترفض اى وسيط للتهدئة غير مصر
·مصر تشن حملة على المقاومة لرفضها للمبادرة، فى غياب اى حملة مماثلة ضد العدوان الصهيونى.
***
معاريف الصهيونية: ((أهم نتيجة للحرب على حماس هو تعزيز الشراكة الإستراتيجية مع مصر.))
معاريف: ((مصر وإسرائيل تنسقان لليوم التالي للحرب وستحرصان على عدم استفادة حماس من مشاريع إعادة إعمار غزة))
هاآرتس: ((أن المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وغزة، صاغها وفد من المخابرات ووزارة الخارجية المصرية مع وفد أمنى إسرائيلى، دون أى مشاركة من الفصائل الفلسطينية، ما حدا بحركة المقاومة الإسلامية، وبقية الفصائل، إلى رفضها))
((مصرواسرائيل تلعبان مع المقاومة لعبة الشرطى الطيب والشرطى الشرير)) اليكس فيشمان ـ يديعوت أحرنوت
((إذا كان يتعين أن تنجح الوساطة، فإنه يتعين أن يكون واضحًا أن هناك وسيطًا واحدًا فقط وأن اسرائيل تريد أن تكون مصر هي الوسيط )) مسئول اسرائيلى لجيروزاليم بوست
***
((السيسي يشارك وجهة النظر نفسها مع واشنطن وإسرائيل عن كون حماس منظمة إرهابية وتهديداً استراتيجيّاً))
((يمكن لواشنطن الاعتماد على السيسي كشريك لعزل حماس))
((السياسة المزدوجة حيال غزة تشبه سياسة حقبة الرئيس المصري السابق حسني مبارك لكن مع اضطلاع مصر بدور دبلوماسي أصغر بكثير خلال الأزمات))
اريك تراجر ـ معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى 
***
(("مصرالسيسي" ترى في حركة حماس تهديدا، وأن إغلاق الأنفاق إلى رفح أغلق "أنبوب الأكسجين" الاقتصادي لها، وباتت تجد صعوبة في التسلح بصواريخ جديدة))ـإليعيزير مروم ـ الجنرال الاحتياط وقائد سلاح البحرية الإسرائيلية سابقا ـ صحيفة "معاريف"
***
((ان الجيش الاسرائيلى يعتبر الجيش المصري شريكا قويا، لأنهم ملتزمون تجاه اتفاقيات كامب ديفيد))
من شهادة مارتن ديمبسى ـ رئيس الاركان الامريكى ـ امام الكونجرس فى 18 يوليو 2013
***
((سبب الإفراج عن الطائرات الأباتشى لمصر، هو أنها ستساعد الحكومة المصرية فى التصدى للمتطرفين الذين يهددون الأمن الأمريكى والمصرى والإسرائيلى)) البنتاجون
((معاهدة السلام فى وجدان الشعب المصرى)) السيسى للاعلاميين المصريين
***
اذن نحن أمام شبه تطابق بين الموقف المصرى الرسمى وبين الموقف الاسرائيلى، ولكن هل هذا موقفا جديدا للنظام المصرى ؟
لا بل هو موقف قديم، ولكن لم يبلغ أبدا هذه الدرجة من التعاون والتنسيق والتحالف.
أما انه قديم، فذلك لأن النظام المصرى منحاز فعليا الى اسرائيل منذ 1979، بموجب اتفاقيات كامب ديفيد:
·فلقد اعترف بشرعية وجودها على أرض فلسطين 1948 التى تمثل 78% من ارض فلسطين،
·وبأن من حقها أن تعيش داخل حدودها الآمنة (التى هى حدود فلسطين)،
·والتزم بأن تكون للمعاهدة أولوية على اتفاقيات الدفاع العربى المشترك (المادة السادسة ـ الفقرة الخامسة)،
·وأن يلتزم بالسلام مع اسرائيل بصرف النظر عن اى حروب أو أفعال بين اسرائيل وبين اى طرف عربى(المادة السادسة ـ الفقرة الثانية)،
·والتزم بان يمنع ويجرم اى فعل او تحريض او اثارة ضد اسرائيل (المادة الثالثة ـ الفقرة الثانية)
***
وعلى امتداد 35 عاما، التزم النظام المصرى بانحيازاته الى اسرائيل، فى كل الحروب والاعتداءات التى قامت بها ضد فلسطين او لبنان أو أى قطر عربى، فى لبنان 1982 و1996 و2006 وفى فلسطين 1987 و2000 و2009.
ولم يتغير الموقف الا قليلا بعد ثورة يناير، وبفضل الراى العام الشعبى قبل أى شئ آخر، وهو ما ظهر بجلاء اثناء الاعتداءات الصهيونية على غزة فى ابريل 2011 وفى نوفمبر 2012، وعلى مصر فى اغسطس 2011 ، وفى تخفيف القيود على معبر رفح.
***
ولكن ما لبث ان عاد النظام تحت ادارة السيسى ليمارس التزامه الأمين والمقدس بكامب ديفيد وملحقاتها، ولكن بدرجة غير مسبوقة هذه المرة، الى الحد الذى أصبحنا نتكلم فيه عن "الأمن المصرى الاسرائيلى المشترك"
وليظهر المشهد وكأن النظام القديم الجديد، يقدم أهم أوراق اعتماده، الى امريكا واسرائيل ومجتمعهما الدولى، ليس فقط بالصمت والحياد، بل بالانحياز والمساعدة والتنسيق والتمهيد والتبرير للعدوان، من خلال هدم الأنفاق مع اغلاق المعبر، والتحريض الاعلامى ضد كل ما هو فلسطينى، واستبدال العدو الصهيونى بالعدو الفلسطينى، بالاضافة الى، وهو الأهم، ضرب وحصار القوى الوطنية المصرية المعادية لاسرائيل، والتى طالما تظاهرت وانتفضت غضبا ضد كل الاعتداءات الصهيونية المماثلة فى السابق.
*****
القاهرة فى 20 يوليو 2014

21 يوليو 2014

استاذ علوم سياسية يدلل على ان السيسى قتل جنود الجيش فى حادث الوادى الجديد



تفاصيل مثيرة حول مجزرة الفرافرة.. وشكوك حول مقتلهم فى ليبيا


كتب - حسام عبد العزيز
لا أستبعد أن يكون الجنود المقتولون فى الوادى الجديد قد شاركوا في مهام قتالية لصالح قوات حفتر وأن النظام افتعل قصة المهربين أو الإرهاب وذلك في ضوء هذه القرائن الآتية:
- شنت وسائل الإعلام حملة ضارية فى أبريل وزعمت وجود ما يسمى بالجيش المصري الحر الذي يتلقى تدريبات في ليبيا.
- نشرت مواقع ليبية في نفس الشهر صورة لضابط قوات مسلحة خاصة دخل إلى بنغازي بطريقة غير شرعية وألقي القبض عليه هناك، وربط محللون بين هذا العسكري المصري وتفجيرات بنغازي وقتها.
- صرح مسؤول مصري لصحيفة الشروق بأن ليبيا صارت العدو الأول للأمن في مصر.
- كتب ديفيد هيرست بصحيفة هافينغتون بوست مقالا عن إلحاح السيسي على الغرب التدخل بزعم أن شرق ليبيا صار مكانا لتدريب الجهاديين.
- كتبت جوديث ميلر تقريرا في فوكس نيوز عن طلب السيسي من الولايات المتحدة طائرات أباتشي لمواجهة الجهاديين قرب الحدود مع ليبيا.
- تصريح حفتر لوكالة عين ليبيا بأن السيسي عرض عليه المساعدة في انقلابه الفاشل.
- تعرضت نقطة حدودية بتاريخ 31 مايو إلى هجوم أسفر عن مقتل ضابط وخمسة مجندين. قال وقتها المتحدث العسكري في بيان على صفحته بفيسبوك أن الضحايا قتلوا “على اثر استهدافهم من قبل بعض المهربين والخارجين عن القانون أثناء تنفيذ إحدى الدوريات بمنطقة جبلية بالواحات”. وأكدت الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري، أنه جاري تكثيف جهود البحث لضبط الجناة. وبالطبع لم يتم ضبطهم إلى الآن.
تزامن هذا الهجوم مع معارك عنيفة بين الثوار وقوات حفتر ونجا الأخير من محاولة اغتيال. وصرح حفتر لصحيفة المصري اليوم بأنه يوافق على توجيه مصر ضربة عسكرية بغرض تأمين حدودها ولو كانت داخل ليبيا.
خبر من بي بي سي البريطانية
- تكرر نفس الهجوم في نفس النقطة الحدودية وقالت وسائل الإعلام في البداية إن مهربين قتلوا مجندين مصريين ثم تغيرت التصريحات إلى وصف ما حدث بالهجوم الإرهابي. تزامن هذا الحادث مع اشتباكات بمطار طرابلس بين الثوار وقوات حفتر.
خبر من اليوم السابع المصرية
خبر من بي بي سي البريطانية
- اكتشف أهالي أحد المجندين اكتشفوا أن الجثة التي عاينوها تخص شخصا آخر. نشرت الخبر صحيفة المصري اليوم واليوم السابع والوطن.
ملحوظة: كل معلومة بالمقال معها رابط المصدر بالخط الازرق
*********************************
الصحفية شهد منصور :
افضحوا الكلب عميل الصهاينه

مئات المجندين المصريين الان في ليبيا والعجيب والغريب أنهم يعتقدون أنهم في مرسى مطروح وأماكن تمركزهم في طرابلس التى وصلوا اليها عبر البحر بعد شحنهم في مخازن العبارات
اتصل مجند من كفر الدوار حاصل على شهادة في الرماية بأخيه وأخبره أنهم في ليبيا ولم يخيروا وعندما سئلوا عن السبب هددوا بالقتل وقيل لهم هنا تقاتلوا أو تموتوا وأنهم محاصرون
عائلة المجند عندما ذهبوا اليوم الى معسكر العكريشة يسئلون عن إبنهم قيل لهم أنه قد هرب وهذا يؤكد أنهم اخذوهم للقتال الى جانب حفتر ثم كتبوا في دفاتر الاحوال انهم هربوا ووجودهم في ليبيا بعد هروبهم لا يحمل الحكومة مسئوليتهم من وجهة نظرهم
وصلت لهذه الدرجة من التدنى والانحطاط .. يباع شباب الوطن لمن يدفع 
ألهذا الحد يخشى السيسي من سقوط حفتر وهو مرعوب من فكرة وصول السلاح والمقاتليين الاسلاميين من ليبيا اذا ما انتصروا على حفتر
*************************************
استاذ علوم سياسية يدلل على ان السيسى قتل جنود الجيش فى حادث الوادى الجديد
مستشار بمركز مونتجمري : ليبيون يعثرون على جثة جندى مصري يحارب مع حفتر

فيديو مروع عن مجازر اسرائيل في غزة



Israeli sniper killing wounded civilian

20/7/14: International and Palestinian volunteers accompanied Civil Defense and other rescue crews, as well as family members, into Shujaya, in an attempt to locate survivors of overnight and ongoing shelling by the Israeli army. A young Palestinian man, in a green t-shirt, who hoped to reach his family's home, was shot by an Israeli soldier while crossing an alley between buildings. Two additional rounds struck him as he lay injured on the ground.

افتتاحيات الصحف الصهيونية : حماس تنتصر .. وجيش نتنياهو يغوص في الوحل


هآرتس – افتتاحية - 21/7/2014 

الحذر، ورطة 

بقلم: أسرة التحرير 

تشهد الاعداد المتزايدة من القتلى والجرحى بين جنود الجيش الاسرائيلي – مقتل 13 جنديا في الليلة الماضية، ينضمون الى خمسة قتلوا منذ بداية القتال – و 400 قتيل فلسطيني حتى الان، قسم كبير منهم مواطنين أبرياء، بمن فيهم الكثير من الاطفال – تشهد على أن "الجرف الصامد" هي حرب حقيقية، وليست حملة خاطفة في قطاع غزة. 
ان الاهداف الاولية والمعلنة لاسرائيل – تحقيق الهدوء وتعطيل الانفاق الهجومية – آخذة في الضبابية. ثمة خوف من أن يحتل مكانها تطلع آخر، لخصه وزير الخارجية افيغدور ليبرمان بقوله القصير "السير حتى النهاية". ومعنى هذا التطلع هو أن يكون من شأن "الجرف الصامد" ان تستبدل بنموذج جديد من "الصنوبر الكبير"، تلك الخطة التي أغرقت اسرائيل في الوحل اللبناني على مدى نحو عقدين. فالرمال الغزية الناعمة، التي سهلت على حماس حفر أنفاقها، قد تظهر كرمال متحركة لجنود الجيش الاسرائيلي. 
يمكن التخمين بأنه مع انتشار نبأ عدد الجنود القتلى ستثور روح الثأر التي ميزت الجمهور بعد اختطاف وقتل الفتيان الثلاثة وان تجد الحكومة، التي يدفع بعض من اعضائها على اي حال نحو معركة شاملة، صعوبة في الصمود في وجه الضغط.هذا الميل الخطير يجب وقفه فورا، محظور أن يصبح احتلال غزة هدفا، ولا ينبغي انتظار "صورة النصر" الخيالية اياها، التي تبرر هي فقط انهاء الحرب. 
لم تبدأ المواجهة العنيفة بين اسرائيل وغزة قبل 14 يوما، وهي لن تنتهي بعد اسبوع. هذا جزء لا يتجزأ من النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني الذي لن يأتي حله من خلال العثور على الانفاق والقتل الجماعي للمواطنين. ولا يمكن ان يكون هنا نصر. 
يخيل لاسرائيل أنها تتمتع بائتمان عربي ودولي يسمح لها بمواصلة القتال. وهي توجد ظاهرا في الطرف "المحق" في ضوء النار الصاروخية المتواصلة على مدنها، ولكن مع تكاثر صور الفظاعة من غزة، وحجوم الكارثة الانسانية، من شأن هذا الائتمان ان يظهر قصير الاوان. 
على اسرائيل أن تساعد الوسطاء، ولا سيما المصريين على تحقيق حل دبلوماسي مناسب، والا تخشى اعطاء التسهيلات التي يمكنها أن تساعد السكان في غزة. واسرائيل ملزمة بان تقيد مدى تواجدها في القطاع، وان تلتصق بالاهداف الاولية التي أعلنت عنها، وأن توقف المعركة ما أن تكون هذه تحققت. محظور علينا الغرق في رمال غزة. 

*****
يديعوت – مقال افتتاحي – 21/7/2014 

بنت جبيل غزة 

بقلم: ناحوم برنياع 

(المضمون: إن نشوة الجمهور الاسرائيلي أول أمس تحولت الى خشية وخوف على مقاتلي الجيش الاسرائيلي بعد أحداث أمس في الشجاعية - المصدر). 
إلتقينا أمس في احدى القطع من حدود غزة بين بيت حانون وجباليا، وقد هيأت غزة المصاحبة الموسيقية بسقوط قذائف مدافع الجيش الاسرائيلي واطلاق قذائف الدبابات وراجمات الصواريخ من عيار 120 ملم التي أطلقها الفلسطينيون على اسرائيل. وارتفع دخان أسود فوق بيوت قصفت. 
إنه أحد القادة في ذلك الميدان؛ وليس هو حليق الذقن وعيناه حمراوان بسبب قضاء ايام بلا نوم، فجسمه يعمل على الأدرينالين. وقد خرج من الشجاعية حيث شاهد من قريب قتال جنود . ويقول إن عددا من القتلى اصدقاؤه. ويتحول الحديث معه سريعا جدا الى حوار للذات. 
يقول: "إن الشجاعية مكان معقد. ويحاذي جبل علي منطار، وهو أعلى مكان في قطاع غزة، هذا الحي. وقد صعب الامر على نابليون هناك وكذلك على اللنبي؛ وعلى لواء المظليين بقيادة رفول في 1967؛ وكان صعبا ايضا في "الرصاص المصبوب". فليست الفروق في الارتفاع فقط هي التي تجعل القتال صعبا بل الرمل العميق ايضا. ويسيطر التل على كيبوتس ناحل عوز سيطرة مطلقة. 
"يبدو أنه يوجد في الشجاعية أكبر تركيز للانفاق في القطاع. فالحي مكتظ والبيوت عالية بعضها من خمسة طوابق أو ستة. وقد شارك في الهجوم مع دبابات ومدافع ايضا. وهرب كثير من السكان وبقي عدد منهم، فرجال حماس يهددونهم بالسلاح وقد رأيت ذلك بأم عيني. نثرنا عليهم منشورات دعتهم الى الخروج؛ وأعلمناهم بالهواتف وأطلقنا النار على أطراف المنطقة المفتوحة، وأطلقنا النار على مسافة قريبة من البيوت. ولم نستطع أن نفعل أكثر من ذلك. فخرج كل ذي عقل وبقي من بقي. 
"إن حرب الجيش الاسرائيلي للقضاء على تهديد الأنفاق ليس عملية هجومية بل هي ضربة مانعة وعملية دفاعية واضحة. وهم في بلدنا يستعملون كلمة استراتيجية كثيرا جدا. حتى إن إبعاد شخص ما عن برنامج "الأخ الاكبر" هو عمل استراتيجي. لكن الانفاق تستحق هذا الاسم فهي بنية تحتية استراتيجية حقيقية. كشفنا هذا الاسبوع عن نفق قرب احدى البلدات شمالي غلاف غزة. وقد حُفر على عمق 27 مترا، أي أكثر من سبعة طوابق، وبني كل شيء من الاسمنت المسلح يضاف اليه الاسمنت الثخين وحديد البناء. وكان الحديد جديدا. وبحسب تفصيل المقادير في نفق سابق كشفنا عنه استطيع أن أقول بيقين إن هذا النفق فيه 800 طن من الاسمنت على الأقل. فيمكن بناء برج بهذه الكمية. 
"تخيل أن يتخذ شخص ما من حماس قرار أن يُخرج في ليلة مظلمة ما بغتة خلية صاعقة عن طريق كل الانفاق وأن تخرج في حملات قتل في بلدات غلاف غزة. لست أعلم كم نفقا لحماس لكن لا شك في أنه كانت توجد بنية تحتية متشعبة على طول القطاع كله من الطرف الشمالي الى الطرف الجنوبي. إن حماس خطيرة، فلا يجوز أن تُترك في يدها هذه الوسيلة القاتلة. وما لم نجد طريقة للعثور على الانفاق وتدميرها من بعيد فلا مناص سوى أن نعالجها من الداخل. اخطأت حماس خطأ شديدا حينما طورت الامور بحيث أصبحنا في الداخل نكشف عن أنفاقها. فقد فقدت كنزها الاستراتيجي. 
"صحيح أنه قُتل محاربون كثير هذه الليلة وقد يُقتلون بعد ذلك، لكن فكر في البديل. كيف كنا سننظر في عيون اعضاء قرية زراعية أو كيبوتس في غلاف غزة لو تسللت خلية فقتلت عشرات من رفاقهم. والآن وقد أصبحنا نعلم أن الانفاق موجودة لا نملك امتياز تركها على حالها". 
في الطريق من مكان اللقاء مررنا بدبابات مركباة وضعت في اماكن حساسة على طول الحدود لمنع التسلل. وقد أثنى على رجال الاحتياط من اللواء الذين جُندوا بالأمر 8 وحضروا كرجل واحد ونقلوا الدبابات على جنازير عشرات كثيرة من الكيلومترات، ولم تصدر عنهم كلمة شكوى واحدة. وقال: "لا يمكن أن يُدار الامر القومي كبرنامج يُحاكي الواقع". 
غضب القائد. "أين كل اولئك الذين قالوا لي قبل بضعة اسابيع فقط، وقد سبق ذلك الجدل في الميزانية العامة، إنني آكل بالمجان"، قال. "وأين ذلك الرجل في محطة الوقود الذي قال لي، أنت تملأ خزان الوقود على حسابي، فليأتوا الى هنا! ولنراهم!". 
وقال: "لا تستطيع الدولة أن تسمح لنفسها بجيش لا ينتصر". 
وحينما سألته كيف العائلة قال لي إنه تحدث بالهاتف الى ابنه إبن التاسعة فقال الولد: "يا أبي حلمت بأنك مت". وأوضح لي أن ذلك كان حلما فقط. 
كانت الليلة بين السبت والاحد صعبة على نحو مميز، وليلة قاسية. وكل حادثة كلفت حياة مقاتلين تُعطى تفسيرا مستقلا فبعضها نتاج طبيعي للقتال وبعضها ثمرة أخطاء. لكنها تشكل وحدة واحدة في شعور المواطنين في الجبهة الداخلية. 

شفافون للعدو 

أمس استعدت القوات لتقدم آخر مُقدر الى داخل المنطقة المأهولة، فالانفاق تجذبها الى الداخل. وهو يتحدثون عن اسبوع أو اثنين لكنهم يعلمون أنه لا يوجد أكثر من يومين أو ثلاثة اذا كان الامر متعلقا بالمستوى السياسي في اسرائيل. ففي يوم الثلاثاء، غدا، سيصل الى هنا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون. واذا نجح في إتمام صفقة وقف اطلاق نار فستستجيب حكومة اسرائيل لها. 
وعزز وزير الدفاع هذه الرواية حينما أشار اشارة خفية في المؤتمر الصحفي في الكرياه أمس الى أنه اذا تم احراز وقف اطلاق نار في غضون يومين أو ثلاثة فان الجيش الاسرائيلي يستطيع القضاء على أكثر الأنفاق. وسواء أقصد يعلون موعد إنهاء العملية أم لا، فان الرواية قد نشأت. تخشى حكومة اسرائيل أن تتورط في غزة، فهي تريد أن تخرج في أسرع وقت ممكن. 
وهذه الخشية لها ما تقوم عليه كما أثبتت ليلة الـ 13 قتيلا من جولاني. إنها حكومة واعية ومسؤولة لا تسيطر عليها نشوة لحظية ولا شهوة انتقام، وهي تستحق المدح. لكن ما هو أقل استحقاقا للمدح أن الجميع ومنهم حماس يعرفون مخاوف القيادة العليا للحكومة، فحكومتنا شفافة للعدو. 
وفي خلال ذلك فان حماس هي التي تحدد متى وكيف تنتهي هذه المواجهة العسكرية. فاذا استقر رأي حماس على أنه أفضل لها في الظروف الحالية أن تقامر وأن ترفض الاتفاق الذي يُعرض عليها وأن تستمر على القتال، فسيصعب على حكومة اسرائيل أن تأمر بوقف اطلاق النار من طرف واحد. وسيستمر سفك الدماء المتبادل الى المحطة التالية. إن النُذر القاسية من الشجاعية ولّدت بطبيعة الامر عاصفة مشاعر في الجبهة الداخلية، فقد اتجهت قلوب المواطنين الى الجيش الاسرائيلي وتمنت نفوسهم انجازا ونصرا. وكانت عروض رئيس الوزراء ووزير الدفاع ورئيس هيئة الاركان ترمي الى بث الثقة ويبدو أنها نجحت بهذا المعنى. 
لكن لا يستطيع أي مؤتمر صحفي ناجح أن يغطي على 13 جنازة. وسيتم تذكر الليلة المرهقة لجولاني في الشجاعية في تاريخ هذا اللواء في نفس واحد مع المعركة في بنت جبيل في تموز 2006. فقد خسر اللواء 8 مقاتلين وقادة في معركة تعقدت. وقد التقيت مع الجنود في الشارع الشمالي القديم حينما خرجوا من هناك وقد صعب عليهم أن يتغلبوا على ذلك. وقد عزاهم بني غانتس الذي كان آنذاك قائد الذراع البرية بالجملة التالية: "خرجوا في جولاني من حالات أقسى، وستخرجون من هذا ايضا". وسيحتاجون الى عزاء مشابه بعد أحداث الشجاعية.

من نشوة الى خوف 

وكذلك حال الجبهة الداخلية المدنية ايضا، فالاشاعات عن القتلى في الشجاعية سببت اكتئابا ثقيلا محا دفعة واحدة نشوة ايام العملية الاولى. وأسهم في الاكتئاب ذلك الهياج في الشبكات الاجتماعية. وامتنع متحدث الجيش الاسرائيلي عن نشر النبأ بسبب صعوبة الوصول الى احدى العائلات وبسبب مشكلات التعرف على الهويات. وفي ذلك الوقت نشر جنود من الحاخامية العسكرية في مواقعهم الواتس آب صورة التوابيت التي أُعدت للضحايا – برج توابيت. 
على حسب تجربة الماضي، تأتي بعد موجة المشاعر الاولى موجة ثانية أقل تأثرا وأكثر شكاً. وسيدرك الناس الذين صاحوا بكل سياسي عرض لهم "إضربوهم بقوة"، سيدركون أن هذا الضرب له ثمن، وسيختلط الغضب على حماس بالخشية على حياة المقاتلين، وهي خشية تكون احيانا جد شخصية على الابن والصهر والصديق في العمل. 
إن اعضاء المجلس الوزاري الامني المصغر يعرفون هذا المسار من تجربتهم، وهم يعلمون أن نشوة أول أمس وخوف أمس ينضجان ليصبحا غضب الغد.
 فقد حدث ذلك في حرب لبنان الثانية وفي الرصاص المصبوب وعمود السحاب. ولا يحصن أي شيء الجرف الصامد من مصير مشابه. ففي النهاية تواجه كل الحكومات معضلة ذلك الشخص الذي وعد بأن يعلو الى سطح السيرك ويقفز منه الى أسفل. وحينما تسلق وعلا بقي في أعلى، فصاح به الجمهور إقفز. فأجاب: لا يوجد ما يُقال عن القفز لكن السؤال كيف أنزل من هنا. 

ألف أم 

تم أمس انشاء مستشفى لجرحى فلسطينيين في داخل المبنى الكبير الخالي أكثره في معبر إيرز. وقد أُتم المبنى في يوم واحد. وهو محصن ومقوى ومُعد لـ 12 سرير علاج لكنه مهيأ للاتساع اذا احتيج الى ذلك. وسيعمل فيه اطباء اطفال ونساء وعائلة. وستعمل الى جانبه صيدلية ومختبر. وقد اتصل رجال الادارة بمنظمات دولية مثل الصليب الاحمر وبجهاز الصحة في البلاد. وكان جرحى أوائل يوشكون أن يأتوا من احدى القرى في شمال القطاع. 
هذا جيد للدعاية الاسرائيلية وللشعور الطيب في الجيش الاسرائيلي، ومن المؤكد أنه سيصور تصويرا جيدا، وقد ينقذ كما نأمل حياة عدد من المواطنين الغزيين الذين أصيبوا خطأ في القتال. 
إن اللواء بولي مردخاي، منسق العمليات في المناطق، هو الذي أثار الفكرة، فقد ظهر اللواء مردخاي قبل بضعة ايام في قناة الـ بي.بي.سي بالعربية واقتبس هناك مثلا عربيا يدوي في الجيش الاسرائيلي كله: "ألف إم تبكي ولا إمي تبكي". والآن سيعالج الجيش الاسرائيلي بفضل مبادرة الجنرال أولاد ألف الأم.

*************
معاريف الاسبوع – مقال - 21/7/2014 

مؤشرات العرج 


بقلم: بن كسبيت 

(المضمون: يجب أن نستمر الى الامام، لا يوجد سبيل آخر. من لا يعرف كيف ينتصر في مثل هذه الحرب، فليس له حق وجود في هذا الحي - المصدر). 
يوم قاس مر أمس على جولاني، على الجيش الاسرائيلي، على دولة اسرائيل، على قلوبنا المتفطرة جميعا، على فرض أننا نحن لسنا جدعون ليفي، اورنا بناي، وكل باقي الرفاق الذين يعتقدون بانه من الافضل الاستسلام لحماس. يوم ينبغي فيه العض على الشفتين، ذرف دمعة والمواصلة. عدم التأثر بـ "المذبحة في الشجاعية"، لان هذه مذبحة اجرتها حماس لمواطنيها. نقطة. عدم التأثر من تهديدات حماس المستمرة. عدم التراجع، عدم التردد وعدم التلبث، بل المواصلة الى الامام، إذ ليس لا سبيل آخر، ليس لنا امكانية اخرى. من لا يعرف كيف ينتصر في مثل هذه الحرب، ليس له حق وجود في حينا. 
مشكلتي مع هذا اليوم كانت في نهايته. ها هو ما قاله موآف فاردي، المراسل السياسي (الممتاز) للقناة 10، في نهاية النشرة أمس: نتنياهو ويعلون يؤشران لنا منذ الان الى السبيل، كيف سيكون ممكنا الخروج من الحملة بعد يومين أو ثلاثة. الاقتباس ليس دقيقا، أم الجوهر فنعم. لقد أجمل فاردي المؤتمر الصحفي لرئيس الوزراء ووزير الدفاع أمس. 
وبالفعل، فان من يؤشر الى السبيل للخروج حتى قبل بدء الدخول، لا يمكنه أن ينجح. فما يبدأ بالتلعثم، ينتهي بالعرج. حماس تعرف بل وتعول على ان اسرائيل لا تسير حتى النهاية. وهي تخاف السير حتى النهاية. تتردد، ليست مغلقة على نفسها، دخلت فقط كي تعالج الانفاق، وبعد ذلك انجرت قليلا لتعالج البنى التحتية هنا وهناك أيضا، وتواصل جر الارجل في القطاع الذي بصعوبة يمكن لعرضه ان يحتوي لواء دبابات. 
عندما يكون هذا سلوكك، فانك تصبح هدفا للقنص. لا يوجد جيش في العالم يمكنه أن ينتصر في حرب عصابات ضد ارهابيين مدربين ومسلحين داخل أرض مدينية مكتظة كأرض غزة. كل جيش في العالم سيتعرض للعبوات والصواريخ وسينزف جنوده في مثل هذا الوضع. نحن لم نخترع ذلك. الامريكيون اكلوا هذا سنوات في العراق وفي افغانستان الى أن يئسوا وغادروا. الروس اختطفوا هذا في افغانستان الى أن هربوا. 
للامريكيين وللروس يوجد الى اين يمكن لهم أن يغادروا أو يهربوا، أما نحن فلا يوجد. اذا هربنا من حماس، فانها ستطاردنا. وقد جاءت منذ الان. الانفاق، لو لم تكتشف الان، لجعلت جنوب البلاد جحيما. بهذا المفهوم، وقعت لنا في هذه الحملة معجزة كبرى. فالمعلومات الاستخبارية، برأيي، لم تكن. أنا لا أتذكر أحدا، في أكثر الاستعراضات سرية وانغلاقا، يتحدث عن مثل هذه الشبكة من الانفاق الاستراتيجية، بهذا التنوع، بهذا العمق، تبسط تحت القرى الزراعية والكيبوتسات في الجنوب. 
تعرف حماس كيف تلاحظ الضعف. حماس خبيرة في تشخيص التردد. في جانبنا يوجد غير قليل من الضعف، والكثير جدا من التردد. هذه مصيبتنا. اما حماس فلن توافق على وقف النار الا في حالة واحدة: اما أن تلبى مطالبها أو أن تفهم بانه اذا لم يكن وقف للنار، فانها ستباد. محمد ضيف، اسماعيل هنية وكل باقي الابطال الذين يختبئون في ذاك النفق تحت المستشفى، يقتلون. وحماس لن تعرف هذا الى أن تبثه اسرائيل. 
وعليه، فاني اعتقد بانه من كل المشاركين في المشادات في المجالس الوزارية المختلفة في الاسابيع الاخيرة، فان نهج أفيغدور ليبرمان هو الصحيح. نفتالي بينيت، واضع فكرة "عمل الانفاق" (قبل أن تبدأ الحملة)، يخرج هنا بشكل لا بأس به على الاطلاق. فقد فهم التهديد واقترح العمل. ولكن عملية الانفاق هي كالاسبرين الذي يعطى لمريض السرطان. اذا كنا نريد هدنة اخرى من بضعة اشهر حتى الجولة الصاروخية التالية – فممتاز. اذا كنا نريد معادلة قوى جديدة، حماس مردوعة حقا (مثل حزب الله)، وهدوء في الجنوب لاكثر من سنة ونصف، فان السبيل الوحيد هو المراهنة على كل الصندوق. اما ليبرمان فيسمي هذا "عمل كل شيء حتى النهاية". صنع السلام، حتى النهاية. صنع الحرب؟ بالتأكيد. هنا ايضا حتى النهاية. 
الانطباعات التي أخذت امس بعد المؤتمر الصحفي هو أنه لا توجد هنا نية للسير حتى النهاية. فنتنياهو ويعلون قدما، بالاجمال، عرضا جيدا، مقنعا، زعاميا. فقط اولمرت واحد كان ينقص فيه: في نهاية هذا المؤتمر الصحفي كان يفترض بقادة حماس في غزة أن يبدأوا بسماع ضجيج محركات الدبابات الاسرائيلية، او على الاقل أن يتخيلوا بانهم يسمعوها. ولكن هذا لم يحصل. مرة اخرى يتحدثون عن وقف النار، عن آلية تؤدي الى وقف الحملة وما شابه. برأيي، خطأ. 
في وقت ما، عندما ينتهي كل هذا، سيتعين علينا أن نفحص أنفسنا. فقد سبق أن كتب هنا بانه سيتعين علينا أن نفحص كيف وصلنا الى هذا الحائط المائل والمفخخ. ولكن سيتعين علينا ان نفحص ايضا شؤونا عسكرية واستخبارية. كيف لم يلقَ موضوع الانفاق التعبير السليم والمناسب في الاستعراضات الاستخبارية. كيف لم تكن استخبارات محددة عن الانفاق التي اكتشفت في الايام الاخيرة. لماذا لا يتمتع الجنود في الميدان بمستوى استخبارات تمتع بها الجنود في "الرصاص المصبوب". 
ولكن هذا ليس الوقت. الان يجب مواصلة الشد على الاسنان، اغلاق الاذان، تجاهل ضجيج الخلفية والقيام بالعمل. هذا بسيط: من يريد أن تكون له حياة هنا، لا يوجد بديل آخر.
*****

معاريف الاسبوع - مقال - 21/7/2014 

خط المواجهة 

بقلم: عاموس يدلين، شلومو بروم واودي ديكل

(المضمون: كيف يمكن تحويل العملية البرية الى وسيلة لمنح تسهيلات لمواطني غزة وتشديد الضغط على الذراع العسكري. خريطة المصالح الاستراتيجية لـ "الجرف الصامد"- المصدر). 
قررت حكومة اسرائيل توسيع حملة "الجرف الصامد في غزة الانتقال الى المرحلة الثانية والشروع في الليلة بين 17 و 18 تموز بخطوة برية محدودة. الهدف الفوري هو معالجة الانفاق الهجومية التي حفرتها حماس في حدود القطاع مع اسرائيل، ولكن المعركة ستستمر حتى تحقيق اهدافها مثلما صيغت: "اعادة الهدوء لفترة طويلة، في ظل توجيه ضربة ذات مغزى لحماس ومنظمات الارهاب". 
في هذه المرحلة تضمنت الخطوة العمل في قاطع ضيق بعرض كيلومتر تقريبا، على طول الجدار الفاصل بين القطاع واسرائيل. وتشارك في العملية طواقم قتالية متداخلة من المشاة، المدرعات والهندسة، تتقدم في العثور على الانفاق الهجومية وتعطيلها. هدف فرعي هو خلق احتكاك مع نشطاء حماس لالحاق خسائر بالمنظمة. ويخيل أن معظم الاهداف المحدودة لهذه الخطوة قد تحققت. فقد عثر على عدد كبير من الانفاق، وهي في مراحل الهدم. اما الاحتكاك مع قوات حماس في هذه المرحلة فهو محصور لان حماس تعمل مثل قوة عصابات، تمتنع عن المواجهة المباشرة مع قوات الجيش الاسرائيلي وتفضل اشغال القوات الهجومية من بعيد. ومع ذلك، فقد اصيب عشرات من نشطائها وامسك بالعشرات، بينما يوجد للجيش الاسرائيلي عدد صغير جدا من المصابين. 
كدرس من مواجهات مشابهة سابقة، حددت حكومة اسرائيل منذ بداية الاشتعال الحالي اهداف محدودة للمعركة. وكان الهدف الاول الوصول الى وقف نار مستقر يصمد على مدى الزمن ويتحقق من خلال تعزيز الردع حيال حماس. وكان الافتراض بان الردع سيتحقق من خلال الفعل المتداخل لاعتراض الصواريخ التي تطلق نحو المراكز السكانية في اسرائيل، الى جانب الاحباط الناجح لعمليات حماس، وذلك لمنع خسائر واضرار كبيرة في الطرف الاسرائيلي. وبالتوازي، تجري اعمال لجباية ثمن باهظ من حماس ومن المنظمات الاخرى من خلال ايقاع الخسائر وهدم بناهم التحتية. وكان الهدف الثاني توجيه ضربة شديدة لقدرات حماس العسكرية، انطلاقا من الافتراض بان الان، بعد التغيير في السياسة المصرية تجاه حماس وهدم الانفاق في حدود القطاع مع سيناء، سيكون من الصعب عليهم ترميم قدراتهم العسكرية على مدى الزمن. 
لقد حاولت اسرائيل الامتناع عن خطوات برية خوفا من ان تجتذب عائدة الى داخل قطاع غزة مع احتمال عال بالتورط، فهم بان الاحتكاك القريب يؤدي الى اصابات في أوساط الجيش الاسرائيلي والتخوف من الاصابة الواسعة لسكان غزة غير المشاركين في القتال. ومن أجل استقرار وقف النار كانت اسرائيل مستعدة ايضا لتوافق على تسويات تضمن حياة اكثر طبيعية في قطاع غزة، مثل الفتح الاكثر انتظاما للمعابر الى غزة وغيرها من التسهيلات في مجال الصيد وادخال البضائع. 

القاهرة في قلب المواجهة 

اصطدم تحقيق هذا الهدف المحدود بالمصاعب بسبب مصالح مصر – عنصر الوساطة الاساس – في منع انجازات لحماس. وبينما لا تكون حماس راضية عن حقيقة أن مصر هي الوسيط الاساس بسبب أن ليس لها ثقة بصدق الرئيس السيسي فانها تبحث عن ضمانات خارجية لتطبيق التفاهمات وتفضل قطر وتركيا كوسطاء. وبالمقابل، فان اسرائيل ليست مستعدة الا للوساطة المصرية، ونجحت في أن تقنع الولايات المتحدة ايضا بتبني هذا النهج. وبالتالي، ردت حماس المبادرة المصرية لوقف النار لانها رأت فيها محاولة لاضعافها واهانتها. وواصلت اطلاق الصواريخ نحو اسرائيل ومحاولات تنفيذ العمليات الاستراتيجية، بما في ذلك التسلل لاسرائيل عبر انفاق هجومية، بالتوازي مع تفضيلها ادارة المفاوضات تحت النار، لتحقيق الحد الاقصى من انجازاتها من المواجهة. 
لقد بادرت حماس الى التصعيد انطلاقا من الاحساس بان وضع الازمة الذي علقت فيه، من حيث العزلة السياسية والافلاس المالي فليس لها ما تخسره. وفقط من خلال تجسيد قدرتها على الحاق الضرر يمكنها أن تحسن وضعها ومكانتها داخل المعسكر الفلسطيني، حيال مصر، حيال اسرائيل وفي العالم العربي. منذ بداية المواجهة، أقامت حماس استراتيجيتها ايضا على الفهم بان انهيار حكمها في القطاع ليس هدفا اسرائيليا، بسبب الخوف من أن البديل لحماس هو الفوضى التي تعمل فيها محافل راديكالية وجهادية متطرفة بشكل حر. 
تقدر قيادة حماس بان احتمال توسيع انجازاتها السياسية والعسكرية ستزداد طالما استمر اطلاق الصواريخ قبل الوصول الى اتفاق على وقف النار. في كل الاحوال ، في نظرهم، الفصل الوحيد الذي لهم على اسرائيل هو الصبر وقدرة الصمود. وفي اطار ذلك، اختارت حماس بدء المفاوضات على وقف النار والتسوية بعرض مطالب جارفة: تحرير المعتقلين في حملة "عودوا ايها الاخوة" في المناطق، توسيع العمل في المعابر بين قطاع غزة واسرائيل، فتح معبر رفح بين القطاع ومصر، توسيع مجال الصيد الى 12 ميل بحري عن الشاطيء، اقامة ميناء بحري ومطار في قطاع غزة، تحويل اموال الرواتب الى الموظفين العموميين من حماس وغيرها. 

حملة مضبوطة 

عندما تبين لاسرائيل بانه لا يمكن الوصول الى توافق على وقف النار، لان حماس تكيفت مع الشكل الذي يهاجم فيه الجيش الاسرائيلي أهدافه وانه نشأت صورة "تعادل في القتال" دون قدرة على الحاق الهزيمة بحماس – بات ضروريا الانتقال الى مرحلة المناورة البرية داخل اراضي القطاع. وفضلا عن تحديد هدف ضرب انفاق الارهاب والاستعداد للدرجة التالية من التوسيع الكبير للاعمال البرية، تسعى اسرائيل الى اخراج حماس عن توازنها والايضاح لها بانها قابلة للاصابة وان لها ما تخسره، ومن الافضل لها الدخول الى الاقتراح المصري لمبادىء وقف النار والتسوية التي بعد ذلك. 
الدخول البري في هذه المرحلة لا يستهدف احتلال كل القطاع. والنية هي لادارة حملة مضبوطة، ومحاولة جباية ثمن من حماس دون التورط في انتشار وبقاء طويل في القطاع. وبالتالي، يبدو أن الخطوة جاءت لتنظيف المستوى الامني – القاطع المجاور للخط الفاصل – من الانفاق الهجومية وغيرها من التهديدات، بل واعداد البنية التحتية لمنطقة امنية خاصة، نقية من البنى التحتية ومن النشاطات الارهابية في التسوية التي بعد المواجهة. 
للخطوة البرية في صيغتها الحالية عدة فضائل: 
1. فهي تعطل بقدر كبير تهديد الانفاق. 
2. السيطرة في المنطقة، وان كانت محدودة، بعمق حتى 3 كم عن الخط الفاصل، تشكل ورقة مساومة لاسرائيل لمواصلة المفاوضات على وقف النار ومبادىء التسوية. 
3. تسمح لاسرائيل في تنظيف واعداد المنطقة المجاورة للخط الفاصل في القطاع لفترة ما بعد وقف النار بحيث تشكل منطقة امنية خاصة، نظيفة من النشاط الارهابي ومع رقابة على النشاط المدني. وسيسهل الامر على اسرائيل منع بناء الانفاق، ويمنع محافل الارهاب من استغلال الاحتكاك القريب لهجمات على القوات العاملة الى مقربة من الجدار. 
4.استعداد تنفيذي يسمح بتقصير مدى العمل للتسلل الى اعماق المناطق المبنية، ولا سيما مناطق الاطلاق الاساسية للصواريخ للمدى المتوسط والبعيد، على الجبهة الداخلية الاسرائيلية. 
ومع ذلك، يجب أن نكون مستعدين ايضا لسيناريو لا يجلب حماس، ولا سيما ذراعها العسكري الاكثر تطرفا، في المدى الزمني القصير للركوع على ركبتيها والموافقة على الاقتراح المصري لوقف النار، حتى لو كانت ذلك بعض التعديلات التجميلية. ينبغي الاستعداد لوضع تواظب فيه حماس على اطلاق الصواريخ، ونشاطها يواصل الاستناد الى فكرة ان ليس لها ما تخسره، وانه من ناحية اسرائيل لا بديل لحكمها، لان اسرائيل تفضل عنوانا مستقرا يمكنه أن يفرض إرادته خيرا كان أم شرا – على ارض القطاع. وينشأ على ذلك استنتاجان: الاول، هو أنه كي تفهم حماس بان من الافضل لها وقف النار على استمرار القتال، على قادتها وزعمائها الكبار ان يشعروا بان الدائرة حولهم تأخذ بالانغلاق، وان قوات الجيش الاسرائيلي في ميل التقدم للوصول اليهم. والمعنى هو تعميق التوغل البري الى داخل الاراضي المبنية في القطاع. ثانيا، لا يمكن لاسرائيل أن تمتنع عن اقتراح رزمة امتيازات، قريبة من المجال المدني، مع التشديد على توسيع النشاط في المعابر وفتح معبر رفح، لامر المنوط بموافقة المصريين)، بحيث يكون بوسع حماس أن تعرض انهاء المعركة كانجازات لها. 
******

يديعوت – مقال - 21/7/2014 

الوحل الغزي 

بقلم: سيما كدمون 

(المضمون: اذا حاكمنا الامور حسب التفكير والحذر اللذين سارت عليهما الامور حتى الان – يبدو أن نتنياهو ويعلون لا يعتزمان التواجد حتى ولا لحظة زائدة واحدة في الوحل الغزي - المصدر). 

هذه بالضبط هي الامور التي سعى نتنياهو ويعلون الى الامتناع عنها: صور جواز السفر الصغيرة، الواحدة الى جانب الاخرى، سطر وبعده سطر. وجوه شابه، مبتسمة، تفطر القلب بالايمان وبالثقة التي تبثها. والاسماء، مثلما في الشريط المتحرك تمر امام عيوننا. قبل ان نعرف اسما واحدا، يأتي اسم آخر وبعده آخر وهلمجرا. ومن تحت – بضعة اسطر تلخص حياة قصيرة قطعت في بدايتها. وآهالي وعائلات خربت عليهم عوالمهم. وحياتهم لن تعود لتكون أبدا مثلما كانت من قبل. والضنك. الضنك الذي حل مساء امس على دولة اسرائيل كاللحاف الثقيل. ذاك الاحساس المعروف جدا من حروب سابقة. "ها هي مسجات جثثنا في صف طويل طويل. وجوهنا تغيرت. والموت يطل من عيوننا. نحن لا نتنفس". 
هذه الصور اراد نتنياهو أن يمنعها. هذه والصور التي تأتي من غزة وتبث في كل العالم. عشرات القتلى، مئات الجرحى، الاف الاشخاص الذين يهجرون بيوتهم ويبحثون عن ملجأ من القصف ومن نار المدفعية الاسرائيلية. صور يأس الرجال، النساء والاطفال، اناس أبرياء علقوا بين نار اسرائيل وبين نار حماس. 
لقد عرف رئيس الوزراء جيدا ماذا ينتظره في الطرف الاخر من حدود القطاع. بالتأكيد أكثر بكثير من كل اولئك الذين جلسوا في الاسبوعين الاخيرين في الاستديوهات ودعوا بحماسة الى الاحتلال، الانهيار، التصفية، السيطرة. ويبدو أنه عرف بضعة امور اخرى. بعضها سنعرف به، وبعضها قد لا نعرف به أبدا، عن القوة المتعاظمة لحماس، عن الترسانة الهائلة التي لديها، عن قدراتها، عن يأس وقدرة مقاتليها على الصمود. وهو يعرف بضعة امور عنا ايضا: عن جاهزية الجيش الاسرائيلي لمثل هذا النوع من الحملة. عن قدرة احتمال الجمهور الاسرائيلي عندما نبدأ باحصاء الموتى. ومن كل ما عرفه، كانت لنتنياهو على ما يبدو اسباب وجيهة لتأخير الدخول، لمحاولة الوصول الى تهدئة، لاقتراح الهدوء مقابل الهدوء، للموافقة على وقف النار، ليكون منصتا للمبادرات السياسية. 
لولا المثل الذي ضربته لنا حماس عن اجرام هذه الانفاق، لما كنا بالتأكيد انطلقنا الى العملية البرية. يمكن القول ان حماس وفرت لنا الاجماع اللازم للخروج الى الحرب. يخيل لي ان معظم الجمهور فهم بان لا مفر. بانه بعد الذي انكشف، لا يعقل ترك سكان غلاف غزة لمصيرهم. محق نتنياهو حين قال أمس ان هذه حرب محقة. كم أن من يبحث عن حلول سياسية ومقتنع بان الهدوء لن يتحقق في نهاية المطاف الا من خلال التسوية – يفهم بان هذه المرة لا يمكن الوقوف جانبا. 
لقد كرر نتنياهو امس الاهداف التي حددها عشية الخروج الى الحملة. في هذه الاثناء تحولت الحملة الى حرب، ولكن الاهداف بقيت ذات الاهداف: الهدوء لفترة طويلة وضرب البنى التحتية. لا الانهيار، لا الاحتلال، لا التصفية. حادو السمع يمكنهم ان يشخصوا بانه حتى بالنسبة لمدة الحرب الاهداف واقعية. تصفية الانفاق، حسب يعلون، ستستغرق يومين آخرين، ربما ثلاثة، وقد كان هذا منذ البداية هدف الدخول البري. بتعبير آخر: اذا كانت مبادرة لوقف النار توافق حماس على دراستها، فلن ترفضها اسرائيل. 
واذا حاكمنا الامور حسب التفكير والحذر اللذين سارت عليهما الامور حتى الان – يبدو أن نتنياهو ويعلون لا يعتزمان التواجد حتى ولا لحظة زائدة واحدة في الوحل الغزي. 
لقد طرحت الحرب حيال غزة مرة اخرى مسألة الشريك في الجانب الفلسطيني. لم ينفِ نتنياهو امس بانه بين الاتصالات التي يديرها في موضوع وقف النار توجد اتصالات مع ابو مازن ايضا. يتبين أكثر فأكثر ليس فقط بان ابو مازن ليس المشكلة – بل هو كفيل بان يكون هو الحل. 
واذا ما ولدت هذه الحرب في نهاية المطاف الفهم بانه يوجد لنا شريك – فان هذا الثمن الدموي لن يذهب هدرا. 
*****

هآرتس – مقال - 21/7/2014 

الجرف الصامد من عملية الى معركة في الطريق الى حرب 


بقلم: عاموس هرئيل 

(المضمون: تحدث رئيس الاركان الاسرائيلي غانتس أمس عن معركة وسيتضح في الايام القريبة سؤال هل يمكن وقف الانزلاق الى حرب في نطاق واسع في القطاع أم لا؟ - المصدر). 

بدأت الجرف الصامد عمليةً عسكرية في قطاع غزة حرص الجيش الاسرائيلي على أن يُعرفها بأنها عملية محدودة. وقد تحدث أمس رئيس الاركان بني غانتس عن "معركة". وبحسب قوة جريان القتال في قطاع غزة، وبسبب عدد الخسائر المرتفع، قد يصفها الاعلام بعد قليل بقدر ما من المبالغة بأنها حرب. إن الجمهور الاسرائيلي، وعلى إثره الساسة ايضا، يُعرفون حادثة بأنها حرب بحسب جانب واحد فقط هو عدد المصابين فيها. وأمس ارتفع عدد القتلى الاسرائيليين في العملية الى 20. والسؤال الذي سيتضح في الايام القريبة هل يمكن أن نقف الآن وأن نصد الانزلاق الى حرب في نطاق كامل في القطاع؟. 
في المعارك في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة قتل أمس 13 مقاتلا من لواء جولاني وأكثر من 70 فلسطينيا يبدو أن نحوا من نصفهم كانوا مدنيين. فهذه معركة بحجم لبناني تقريبا. وتدأب حماس الآن في جعل المعركة رمزا وأسطورة. وهي تحاول أن تغلف أمر المعركة في الشجاعية برسالة كاملة من وجهة نظرها، فمن جهة صد مقاتلو المقاومة أقوى جيش في الشرق الاوسط وقد كبدوه خسائر، وهي تزعم من جهة اخرى أن الاسرائيليين ذبحوا أبرياء. ولهذا وبالضبط بحسب توجيهات وزارة الداخلية الحماسية التي نشرت قبل بضعة ايام بُذل كل جهد لتُنشر في وسائل الاعلام الصور الفظيعة لجثث نساء واولاد أطلق الجيش الاسرائيلي النار عليهم خطأ. 
في أول يومي القتال البري انحصر عمل الجيش الاسرائيلي في العثور على أنفاق وآبار انفاق في شريط ضيق من الارض الفلسطينية قرب الحدود مع اسرائيل، وانحصر في اراض عدد السكان فيها قليل نسبيا. وتقرر في ليلة السبت توسيع ذلك فضُمت قوة كبيرة من لواء جولاني الى ألوية كانت تعمل هناك وهي - لواء المظليين وجفعاتي والشباب الطلائعيين مع كتائب مدرعة – وأُرسلت الى أكثر المناطق المدنية المكتظة جدا التي مكث بها الجيش الاسرائيلي في العملية الى الآن، أكثرها ازدحاما، الشجاعية. وتقع المشارف الشرقية من الحي على بعد كيلومترين عن الحدود لكن جانبه الغربي قريب من مركز مدينة غزة. وعلى حسب المعلومات الاستخبارية حفرت حماس نفقا يفضي من الحي الى داخل اسرائيل. 
بيد أن العملية كان لها كما يبدو هدفا آخر. فحماس، كحزب الله في لبنان، توزع منظوماتها الدفاعية على هيئة سلسلة أقواس تتجه نحو الحدود مع اسرائيل. وقد وضعت في الشجاعية كتيبة ميدانية قوية نسبيا من حماس تنتمي الى واحدة من الدوائر الداخلية. وقد افترض المخططون للعملية أنه سينشأ مع الحاجة الى العثور على النفق، احتكاك بين مقاتلي جولاني ورجال حماس، يجبي من المنظمة ثمنا باهظا من المصابين. وقد استقر رأي حماس التي هربت من مواجهة مشابهة في عملية الرصاص المصبوب في 2009، هذه المرة على البقاء والقتال، فأطلق عشرات كثيرون من المسلحين النار على القوات المتقدمة، وأطلقوا صواريخ مضادة للدبابات واستعملوا عبوات ناسفة. فمني جولاني بمصابين في سلسلة حوادث: 7 قتلى باطلاق قذيفة آر.بي.جي على ناقلة جنود مدرعة؛ و3 ضباط قتلوا باطلاق قذائف صاروخية على بيت و3 جنود آخرين قتلوا في مواجهات مختلفة. وجرح ايضا قائد اللواء العقيد رسان عليان ايضا. 
عمل المقاتلون في شجاعة وتصميم يميزان هذا اللواء في كل الحروب. وناضلوا في ظروف صعبة لتخليص رفاقهم الجرحى والقتلى. تتحدث حماس عن مذبحة لكن يبدو أن الأمر ليس كذلك، كما حدث في المعركة في مخيم اللاجئين جنين في 2002. فعلى حسب المعلومات الاولى التي جاءت من المعركة زادت قوة اطلاق النار فقط بعد أن منيت القوة بخسائر كثيرة. وقد يكون استقرار الرأي خاصة على استعمال أقل لنار المدافع والهجمات الجوية في الايام التي سبقت العملية قد مكّن حماس من الاستمرار على التمسك بمواقع في الحي، هذا الى أن بعض العمليات تم تأجيلها يوما قبل ذلك لأن الكثير جدا من السكان لم يستجيبوا لطلب الجيش الاسرائيلي اليهم أن يغادروا بيوتهم. يوجد القليل من الجيوش التي تسلك هذا السلوك في قتالها لقوة عصابة مسلحة تعمل في محيط مدني مكتظ. ونشك في أن يعمل الجيش الاسرائيلي هذا بالضبط فيما يلي من القتال. وقد خفت تبادل اطلاق النار في الحي في ساعات بعد الظهر لكن العملية استمرت، بل قد تتسع على نحو أعنف. وقد قال قادة ميدانيون أمس إنه بسبب قوة مقاومة حماس قد يبلغ التدمير البيئي الذي سيحدث في ما يلي من القتال الى مقادير الدمار التي كانت في الضاحية في بيروت في 2006. 
لن تكون هذه هي المقارنة الوحيدة بحرب لبنان الثانية. ففي اليوم الذي حدثت فيه قبل ثماني سنوات بالضبط أولى المعارك البرية في تلك الحرب في معركة قرية مارون الراس، يثور الخوف في غزة من انزلاق غير منهجي وغير متعمد الى عملية أكبر من تلك التي تنبأ بها المخططون لها. ويُكشف في غزة ايضا بحسب التحقيقات الاولى عن عدد من الاخطاء والعيوب التي يقف لها شعر الرأس أولها يتعلق بنوع الوسائل التي تملكها القوات، فالقتلى الـ 7 الذين قتلوا باصابة قذيفة آر.بي.جي كانوا يركبون ناقلة جنود مدرعة من طراز إم 113 من الطراز الذي استعمله الامريكيون في فيتنام وبدأ الجيش الاسرائيلي يستعمله منذ سبعينيات القرن الماضي. وفي 2004 بعد تفجير ناقلتي جنود مدرعتين جبى حياة 11 قتيلا في القطاع، استقر رأي الجيش الاسرائيلي على ألا يستعملها بعد ذلك في غزة. وخاف قادة قدماء يصفون هذه الناقلة بأنها "علبة سردين مشتعلة" يخترقها السلاح الخفيف احيانا، خافوا حينما سمعوا أنها أُدخلت الى القطاع مرة اخرى. وتثار اسئلة تتعلق ايضا باجتماع عشرات المقاتلين من كتيبة دورية جولاني في بيت أصيب بقذائف صاروخية. ويرتبط ذلك بالاخطاء القاسية في عملية النفق التي قتل فيها ضابط وجندي من اللواء المدرع 188 في يوم السبت. 
هذه قضايا سيضطر الجيش الاسرائيلي الى أن يستوضحها لنفسه استيضاحا عميقا بعد أن تضع الحرب أوزارها. ويجب أن ننبه مع الحذر الذي تقتضيه الظروف على أن الجيش الاسرائيلي لم يكد يجرب في السنوات الاخيرة قتالا بريا بعامة وفي قطاع غزة بخاصة. وأن بعض التجربة العملياتية ضاع مع جيل القادة الذين سُرحوا من الخدمة العسكرية. وحدث ضعف ايضا في مستوى التدريب في السنة الاخيرة بذريعة الميزانية العامة. إن كل عملية واسعة النطاق مصحوبة بأخطاء تنبع من عدم اليقين في القتال. ويجب أن نأمل أن تتحسن الامور بعد ذلك. 
وعلى هذه الحال ايضا يمكن أن نستمد التشجيع من الروح المعنوية في جميع الوحدات، ومن الأداء الناجع في كثير من الميادين ومن حقيقة أنه في مقابل كل قائد جرح في القطاع تطوع فورا ثلاثة ضباط ليحلوا محله. وسجلت نجاحات كثيرة في الانجاز الرئيس الذي طلب من القوات وهو تدمير الانفاق الهجومية، ودمر 6 انفاق كبيرة على الاقل تفضي الى داخل اسرائيل. فهذه سحابة تهديد ثقيل تقشع الآن عن حياة الكيبوتسات على طول السياج الامني في غلاف غزة. ومنذ كان الدخول البري الى القطاع انخفض كثيرا اطلاق القذائف الصاروخية على الجبهة الداخلية، لكن يجب أن ننبه في هذا الشأن الى أن حماس عالمة بقدرة المنظومة الاعتراضية القبة الحديدية، واذا كانت تنجح في أن توقع خسائر بالجيش الاسرائيلي في القتال داخل القطاع فربما تكون فضلت أن تحصر عنايتها الآن في ذلك وألا تهدر ما بقي لها من مخزون القذائف الصاروخية. 
مثل رئيس هيئة الاركان غانتس الذي زار القوات أمس في القطاع، مثل بعد ذلك أمام عدسات التصوير واجاب عن الاسئلة. وكان ذلك اكثر مما فعله أحد أسلافه وهو شاؤول موفاز الذي ترك قائد المنطقة يواجه الصحفيين في اليوم الذي قتل فيه الـ 13 من رجال الاحتياط في كمين في مخيم جنين. وقال غانتس كلاما حسنا عن التمسك بالمهمة وعن الواجب الاخلاقي وهو حماية مواطني اسرائيل وعدم المس دون حاجة بمواطني العدو. والآن يزيد الضغط عليه وعلى الحكومة، فشعور الجمهور في اسرائيل بخسارة حياة الجنود في الحرب عظيم. ومن المفارقة أنه أكبر حتى من الشعور بموت المدنيين. وينبغي ألا يُحسد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزراء المجلس الوزاري المصغر الذين يجب عليهم الآن أن يقرروا هل يزيدون في عمق العملية البرية زيادة واسعة أم يتمسكون بالاهداف الاصلية وهي تدمير الانفاق وضرب بنى تحتية ارهابية اخرى لحماس مع قصد الى التوصل الى وقف اطلاق نار سريع. 
إن مشاهد القتل في الشجاعية ستسرع الآن العمل الدولي في وقف اطلاق النار. وقد اصبحت القاعدة مهيأة لذلك مبدئيا كما سمع أمس وزير الخارجية الامريكي جون كيري وهو يقول على نحو فظ يميزه: "يجب أن نطير الى هناك"، أي الى اسرائيل لوقف الحرب. وتوجد قطعة البازل الناقصة كما هي الحال في العادة عند حماس. فبرغم تفاؤل متخذي القرارات الاسرائيليين يبدو أنهم لم يخبروا المنظمة الى الآن بأنها خسرت في الحرب. فحماس تتحصن في قصة البطولة التي تقصها على نفسها وعلى سكان غزة. ويبدو الى الآن أن الذراع العسكرية مستعدة لأن تقود القطاع الى الجحيم قبل أن تستجيب لاقتراح الوساطة المصرية. 
سيضطر الجمهور الاسرائيلي الذي تقبل اكثره ببرود اعصاب مدهش الرشقات الصاروخية على الجبهة الداخلية، سيضطر الى أن يواجه الآن عبء الخسائر في المعركة ايضا. ولا يساعد السلوك المجنون في الشبكات الاجتماعية على تسكين النفوس. وقد شاعت موجة اشاعات مبالغ فيها أمس في الدولة ايضا، فقد نشرت في الواتس آب لا اسماء بعض القتلى فقط قبل أن تُبلغ العائلات، بل صور توابيت أُعدت لضحايا الجيش الاسرائيلي في الشجاعية في قاعدة في مركز البلاد قبل أن يُسمح لوسائل الاعلام أن تتحدث عن الخسائر بوقت كثير. فاذا كان رجال احتياط نشروها فان ذلك لا يقل عن فضيحة. 
*********


هآرتس – مقال - 21/7/2014 

الجمهور مصدوم من الثمن 

لكن اكثر الاسرائيليين ما زالوا يؤيدون العملية 


بقلم: يوسي فيرتر 

(المضمون: يريد الجمهور الاسرائيلي من القيادة والجيش نصرا حاسما لا لبس فيه مع أقل قدر من الخسائر في الأرواح وهذا أمر يكاد يكون مستحيلا - المصدر). 

كان المؤتمر الصحفي الذي عقده في يوم الاحد رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الدفاع يعلون في الكرياه في تل ابيب في محله. فمن المؤكد أن الجمهور الذي علم رسميا قبل ذلك بساعة وعلى نحو ادهشه، بالعدد الكبير من الجنود الذين قتلوا في اليوم الماضي في غزة، من المؤكد أنه شعر بالحاجة الى أن يسمع كلام القادة الكبار. وبدا نتنياهو ويعلون متفقين وباردي الاعصاب وهادئين ومصممين على احراز الهدف الذي أعلناه والذي بدا عاما غامضا من جهة، وواقعيا مُقدرا من جهة اخرى وهو اعادة الهدوء "فترة طويلة" و"ضربة قاسية لحماس". وكان جواب نتنياهو على سؤال لماذا وافق على وقف اطلاق النار الذي بادرت اليه مصر يوم الثلاثاء الماضي اذا كان قد علم بالتهديد الاستراتيجي للانفاق المفخخة، كان مثيرا للاهتمام. "ساعدتنا موافقتنا على احراز شرعية ودعم دوليين للعملية"، أجاب. فاما أن يكون ذلك تفسيرا متأخرا لقراره وإما أن يكون نسي أن يبلغ وزير خارجيته ليبرمان في الوقت المناسب وهو الذي عقد كما تذكرون مؤتمرا صحفيا غاضبا بعد اتخاذ القرار بساعات معدودة وثار عليه. 
كان الشعور برغم الثمن الباهظ الذي جباه يوم أمس بأن اكثر الاسرائيليين ما زالوا يؤيدون العملية. بيد أن الرأي العام الاسرائيلي مخلوق مدلل متقلب فهو يريد نصرا مدويا لا لبس فيه، لكن بأدنى ثمن ممكن من حياة الجنود. ولا تعتبر "نجاحا" كل نتيجة ليست تأليفا بين هذين المركبين. إن هزيمة حماس في ميدان القتال مع الضرب القوي لبنيتها التحتية والقضاء على قيادتها العسكرية من المؤكد أنه سيجبي حياة جنود كثيرين جدا. وفي مقابل ذلك ستأتي محاولة الخروج من هذه المعركة بأدنى عدد من القتلى من قواتنا دون مناص على حساب الاهداف العسكرية، أي دون حسم واضح حاد. 
يصعب أن نرى الملخص النهائي لعملية الجرف الصامد التي تحرز هذين الهدفين وهما حسم عسكري مرضٍ وعدد محتمل – يحتمله الجمهور – من القتلى. ويصعب أن نعثر الآن على سيناريو لخروج متفائل من الورطة. 
إن الرأي العام الشاعر بالمرارة والغاضب والشاكي نذير سوء لرئيس الوزراء ومسألة بقائه السياسي. وقد تكون له آثار بعد ذلك. ويمكن أن نفهم اليوم لماذا لم يسارع نتنياهو ويعلون ورئيس الاركان غانتس الى ارسال القوات البرية الى غزة. فقد انتظروا وانتظروا واستنفدوا كل الامكانات الاخرى الى أن لم يبق لهم خيار. 
وقد علموا افضل من كل المتحمسين والهائجين والمستحثين في منتديات التلفاز ودهاليز السياسة ما هو معنى ذلك وما هو الخطر الذي يترصد الجنود في الأزقة والانفاق والكهوف والسواتر الترابية. ولا يستطيع احد على الاقل أن يتهمهم بالعجلة أو بالتسرع الى المعركة. 
أوضح نتنياهو أمس أن العملية ستستمر ما تطلب الامر، بل تحدث عن توسيع المداورة البرية وزيادة عمقها. وتابعه في ذلك يعلون. وقد كان يجب عليهما أن يقولا ذلك بسبب ما حدث أمس. وقد كانت كل اشارة الى تردد أو ضعف أو خوف تهيج حماس وتزيد في اندفاعها. 
يمكن أن نفرض أن قلب نتنياهو يتصارع فيه اليوم شعوران متناقضان: الاستمرار قدما بكامل القوة والعنف وضرب المنظمة الارهابية وجعلها تأسف لأنها بدأت كل هذه الفوضى، من جهة، وهو من جهة اخرى من المؤكد أنه يفرحه أن يقلل الخسائر وأن يوقف في المدة القريبة وأن يتوصل الى تسوية سياسية معقولة يستطيع أن يعرضها على انها انجاز بموازاة الضربة التي اصابت حماس. وهذه معضلة غير سهلة وهي ما اعتيد أن يسمى عندنا: الويل لي من خالقي والويل لي من غريزتي. 
****

اسرائيل اليوم – مقال - 21/7/2014 

ينبغي الانتصار وليكن ما كان 


بقلم: عاموس ريغف 

(المضمون: الطريق الوحيد لمواجهة حماس هو الانتصار عليها لا مجرد اضعافها - المصدر). 

لا توجد كلمات تعزي عائلات ضحايا الجيش الاسرائيلي الذين سقطوا في المعركة في غزة. والشعب كله يشاركها أساها. والشعب كله يقف الى جانبها. والشعب كله يتألم ألمها. وستضاف اسماؤهم الى القائمة الطويلة المؤلمة جدا لضحايا معارك اسرائيل وهي القائمة التي تعبر اكثر من كل شيء عن الطريق الصعب الطويل لعودة اسرائيل الى ارضه، الى البعث والأمل. 
قتل 13 من الأخوة في البطولة من مقاتلي لواء جولاني الفخم الشأن يوم أمس. وبذل خمسة آخرون من وحدات اخرى مهجاتهم في الدفاع عن الوطن في حرب لا مناص منها عن بيوت مواطني اسرائيل. فليكن ذكرهم مباركا. 
لم يبدأ الصراع الاسرائيلي العربي أمس ولن ينتهي غدا. وليس هو صراعا على الارض فقط بل على الوجود ايضا. فهم لا يريدوننا هنا. وليست تلك قضية قومية فقط بل قضية دينية ايضا وجهاد قديم جدا. فـ "اليهود هم الأعداء التاريخيون للمسلمين"، قال الاخوان المسلمون في 1948؛ وورثت حماس عنهم نظريتهم. 
ليست الجرف الصامد عملية فقط وليست عملية مجازاة أو اجتياحا ايضا، بل هي حرب، حرب أعلنتها علينا منظمة قاتلة بغيضة كل تسويغ وجودها في الطموح الى القضاء علينا. وليس لها أي تسويغ وجود آخر. وقد مكنت حكومات اسرائيل وفيها الرحماء أبناء الرحماء على مر السنين من نقل الاسمنت ومواد البناء الى غزة، وقالوا إن ذلك لأجل رياض الاطفال. وقد بطن المخربون الانفاق بذلك الاسمنت وصبوا آبار اطلاق الصواريخ. وقد أمدوهم بالكهرباء التي تحرك المخارط التي يصنعون بها القذائف الصاروخية التي تطلق على مدننا. 
منذ أن بدأت حماس حربها الحالية لنا حاول القادة الكبار، وهم رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الدفاع يعلون ورئيس الاركان غانتس، أن يعيدوا الهدوء ويستنفدوا كل امكان لمنع حرب عامة. كان ذلك في البداية بعملية جوية "جراحية"؛ وبعد ذلك بالموافقة على وقف اطلاق النار؛ ثم بدخول في عملية برية محدودة على انفاق الموت. وحدد الهدف بأنه ضرب حماس واضعافها وهذه مهمة محدودة حظيت بالشرعية من زعماء العالم. وهذه سياسة مقدرة واعية لادارة الازمة بين ميدان القتال والصواريخ المطلقة على مدن اسرائيل، وبين المحادثات الدبلوماسية، فهي اذا سياسة توازنات وكوابح وهي حرب من نوع مختلف. 
لكن الحرب هي الحرب فلها قوانينها ولها منطقها ولها قواعدها. فأنت تستطيع أن تشير اشارة خفية الى عدوك اذا كان مستعدا أو قادرا على فهم "الاشارات الخفية". وأنت تستطيع أن تردع عدوك اذا كان يملك ما يخسره واذا كان يريد أن يحفظ ما يملكه. وأنت تستطيع أن تضرب عدوك اذا كانت الضربات تؤلمه. وتستطيع أن تهزم عدوك اذا جربت كل خيار آخر فتأكد لديك أنه لا بديل عن النصر. 
لا بديل عن النصر في مواجهة حماس. فقد استقر رأيها لاسبابها الخاصة على المضي الى النهاية. وقد أعلن متحدث حماس أمس في صلف قائلا: "لا للاستسلام ولا للانسحاب ولا للتفاوض ولا للهدوء فنحن متجهون الى الجهاد". وقد اثبت عمل الجيش الاسرائيلي الى الآن أن حماس حولت قطاع غزة الى وكر ارهاب فوق الارض وتحتها. فهم لم يبنوا هناك رياض اطفال وفنادق وصناعة هاي تيك بل جهاز قتل، أعني قتلنا. 
في الشرق الاوسط الجديد الذي يغلي اصبحت تفور الآن فوق الارض قوى الشر وكلها تتطلع الى هنا: من داعش العراق الى القاعدة والسلفيين وحزب الله والشيعة والسنيين المتطرفين. والايرانيين بالطبع مع اجهزة الطرد المركزي والقنابل الذرية الآتية. ويجب علينا أن نردعهم جميعا لأنهم يريدون جميعا الوصول الى هنا وقد أصبحوا على الجدار. 
لهذا يجب أن تنتهي هذه الحرب الى انتصارنا. يتحدثون عن امكانية مسار وقف اطلاق نار وعن قوة دولية بعد ذلك تأتي لنزع السلاح من القطاع. وقد يكون لذلك احتمال وقد لا يكون. وقد جاء في الانباء أمس أن الرئيس اوباما يضغط لوقف اطلاق النار فورا، لكنه يوجد المسار الآخر وهو الانتصار وليكن ما كان، فهذا هو تراث ضحايا الجيش الاسرائيلي على اختلاف اجيالهم ومنهم ابطال المعركة على غزة. 
الى الآن صرف القادة الكبار المعركة تصريفا جيدا، والهدف الذي حدد هو أن تخرج حماس منها ضعيفة. لكنني أقدر أن شعب اسرائيل يفضل ألا تخرج حماس منها ألبتة. 
*****



اسرائيل اليوم – مقال - 21/7/2014 

قطر وحماس: علاقة خطيرة 


بقلم: د. رؤوبين باركو 

(المضمون: الامريكيون سذج مغفلون لم يتعلموا من تجربتهم الماضية في الشرق الاوسط ولذلك يؤيدون زعيمي قطر وتركيا ليتوسطا في حل الصراع بين اسرائيل وحماس لكنهما هما اللذان يدعمان حماس ويقويانها - المصدر). 
في فيلم "العراب" المشهور يرشد دون كورليونا ابنه الى أن أحد أفراد عائلة المافيا الذي يحاول التوسط للخصم هو الخائن دائما. وقد حظي الوسيط خلال حبكة الفيلم بالعلاج المناسب وأنهى دوره في الفيلم. إن الامريكيين ايضا جيدون في صناعة الافلام لكنهم أقل جودة في الواقع. إن محاولة وزير الخارجية الامريكي جون كيري أن يحث برغم ارادة مصر، أمير قطر الشيخ تميم (غير البريء) (تميم في اللغة العبرية تعني البريء أو الساذج – المترجم)، ورئيس الوزراء التركي اردوغان "السلطان" ليكونا وسيطين في المواجهة التي بادرت اليها حماس مع اسرائيل – كانت محاولة هاذية. 
لم يستوعب قادة امريكا دروس المافيا الى الآن، فقد شجع كيري على الخصوص اولئك الذين حاولوا أن يخلصوا "إمارة حماس الاسلامية" من الانهيار وسبب تشدد حماس في مواقفها واضعاف مصر. 
ويبدو في سلوك الولايات المتحدة اخفاق عام في رسم المصالح الامريكية في المنطقة والخطوات الى احرازها، وتبدأ قائمة الاخفاقات الامريكية في ايران ثم تنتقل الى مصر والعراق وسوريا ولبنان وافريقيا وافغانستان وشبه الجزيرة العربية، ونهايتها مجهولة. حتى إنه ليبدو أن سائق سيارة أجرة من اوساط الناس في واشنطن يستطيع أن يُصرف شؤون امريكا بصورة أفضل. 
إن الامريكيين الذين شاركوا في تنفيذ مؤامرات وانقلابات عسكرية كثيرة أخفقوا فيما يتعلق بالحاجة الملحة الى دعم السيسي المصري. وقد تخلوا بصعوبة عن الخطاب الديمقراطي الكاذب لمرسي والاخوان المسلمين "الباحثين عن الخير". يعلم أقل الناس شأنا أن قطر وتركيا تسلحان وتمولان المنظمات الارهابية الاسلامية الاكثر فتكا في المنطقة مثل داعش وجبهة النصرة والقاعدة، التي تعمل الآن بوحي من الاخوان المسلمين على مصر وعلى نظم الحكم العربية الاخرى في حين تساعد الامارة الاسلامية لحماس. ومن الواضح للجميع أن اسرائيل قد تكون الوحيدة التي تنجح في صد هذا الجهد الارهابي الاسلامي العالمي. 
يدرك كل بدوي يملك صحن قمر صناعي ومولد كهرباء أن الغاية الاستراتيجية لهذه المنظمات الاسلامية هي اسقاط نظم حكم الدول العربية المعتدلة حليفة امريكا في طريقها الى حكم اسلامي عالمي. والسر الظاهر هو أن هذه الجهود المستعينة بايران تتم بمساعدة آلة دعاية "الجزيرة" التي توجهها وتنفق عليها عائلة آل ثاني من قطر بتوجيه الشيخ القرضاوي من اليمين وعزمي بشارة من اليسار. 
ويعلم كل ضابط صغير الشأن في وكالة الاستخبارات المركزية أن زعيمي تركيا وقطر يعملان بمشاركة "مؤقتة" مع ايران بصفتهما عميلين مزدوجين. وبرغم ذلك يوجد جنرالات في جهاز الامن القومي الامريكي وفي دوائر حلف شمال الاطلسي تضع فوق طاولة الرمل اعلاما تجسد اماكن رسو الاسطول الامريكي في موانيء قطر وانظمة الرادار والصواريخ العابرة للقارات والمطارات الموضوعة في خدمتهم في شرق تركيا. ولم يتعلم الامريكيون المتمسكون بقطر وتركيا تمسكهم بكنز، شيئا من تجربتهم. فقد استعان بهم رجال القاعدة (طالبان) على التدريب والتسليح لمواجهة الروس، لكنهم فجروا "مقابل ذلك" المحسنين الامريكيين إليهم. وحينما يكون الحديث عن عملاء مزدوجين تكون كلفة اللقاء بين السذاجة والخيانة باهظة. 
يمكن أن نتنبأ بأن يندثر الاستثمار الغربي في قطر. وقد ضاق الزعماء العرب ذرعا بعائلة آل ثاني. ويرى كثيرون أن عصر بنك الارهاب الاسلامي العالمي ومنبر الاخوان المسلمين الدولي للتحريض (بواسطة "الجزيرة") في قطر يوشك أن ينقضي. 
إن "الجزيرة" تحرض بلا خجل، فاسرائيل توصف بأنها جلاد، أما حماس التي تطلق الصواريخ على مواطني اسرائيل وتلوذ بمواطنيها على أنهم درع بشرية فتسمى الضحية. وتشهد الخطبة التاريخية لمتحدثي حماس والجهاد الاسلامي أبو زهري وفوزي برهوم بأن هاتين المنظمتين الارهابيتين لا تحجمان عن تكرار دعوة المؤسسات العربية والدولية الى مساعدتهما بعد محاولتهما الفاشلة قتل يهود. 
يقول المثل العربي: "إنقلب السحر على الساحر". ويستغل جلادو حماس استغلالا باكيا الضحايا الفلسطينيين الذين قتلوا بسببهم عند "الصليبيين الاوروبيين". ويحطم الجيش الاسرائيلي مرة اخرى المبدأ الاسلامي وهو ان "اليهود جبناء يقاتلون من وراء جدران". وقد اعلن المدير العام للمبادرةالوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي عن "نهاية المشروع الصهيوني، وهو يطالب بمحاكمة اسرائيل على أنها مجرمة حرب ويدعو الى انتفاضة ثالثة"، إننا نعود الى 1948.
*****************************


الخبر الرئيس – الجرف الصامد – يديعوت – من ايتمار آيخنر: 
"نضرب حماس" – رئيس الوزراء ووزير الدفاع أمس: "لا توجد ضربة وانتهينا" 

يبدو أن اسرائيل قريبة من تصفية مشكلة الانفاق في القطاع. ففي مؤتمر صحفي عقده أمس رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الدفاع يعلون سُئل يعلون ماذا ستفعل اسرائيل في مسألة الانفاق اذا ما أُعلن في غضون يومين – ثلاثة ايام عن وقف النار، فأجاب: "عندما نصل الى الجسر نجتازه، ولكن بتقديري القسم الاكبر من الانفاق من ناحيتنا سيدمر". 
وشدد يعلون على أنه اذا واصلت حماس طريقها فان اسرائيل لن تتراجع وستواصل ضربها: "نحن نعمل وفق خطة مرتبة وضعها الجيش الاسرائيلي واقرها المجلس الوزاري. حماس مسؤولة عما يجري في غزة، عن كل شخص أصيب وعن كل مبنى انهار. هي التي جلبت على نفسها وعلى شعبها ما يجري – واذا لم تصحو فستواصل تلقي الضربات. بانتظارنا ايام طويلة اخرى من القتال، وعلينا أن نعض على الشفاة في اللحظات الصعبة ونبدي طول نفس وصبر. سنواصل عمل بيد من حديد حتى ازالة تهديد الصواريخ والانفاق". 
بعد 13 يوما من بدء حملة "الجرف الصامد" ألمح أمس نتنياهو ويعلون لاول مرة بالهدف النهائي لاسرائيل: السعي الى اسقاط حماس في خطوة متداخلة – سياسية وعسكرية. وعندما سُئل يعلون عن مسألة انهيار حماس قال: "توجد أهداف لا تتحقق بضربة واحدة وانتهينا، بل في سياقات". 
بعد ذلك سُئل نتنياهو لماذا لا يدعو الى دفع حماس الى الانهيار، مثلما فعل عندما كان رئيسا للمعارضة. وفي جوابه قال: "نحن نضربها بشدة وهي مضروبة. صحيح انها لا تزال هناك، ولكن تحت الارض. توجد مراحل في المعركة. مثلما فاجأناهم في الدفاع، يمكن ان نفاجئهم في كثير من الاماكن الاخرى". 
وردا على سؤال هل تحدث مع ابو مازن قال نتنياهو: "نحن في اتصال كل الوقت مع جهات عديدة في المنطقة، بما في ذلك السلطة الفلسطينية... ابو مازن يمكنه أن يكون جزء من الحل اذا واصلنا الفهم بان هذه الحماس مثلما تبدو، مثلما تهاجم وتتسلح، تدعو الى ابادتنا وتضحي بالفلسطينيين في غزة – لا يمكن أن تكون جزء من مسيرة السلام. العالم كله بدأ يفهم هذا". 
* * * 

يديعوت – من يوسي يهوشع: 
بثمن باهظ – ليلة مضرجة بالدماء: قائد لواء جولاني أصيب و13 ضابطا وجنديا قتلوا في المعركة الضروس على الشجاعية 

حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، 2 كيلو متر فقط عن منازل كيبوتس ناحل عوز، الساعة الواحدة بعد منتصف الليل. في المحيط منطقة مدينية غزية نموذجية: شوارع ضيقة، بناء مكتظ، منازل تشرف على محاور السير. منذ البداية كان واضحا عن هذه ستكون المهامة الاكثر تركيبا وتعقيدا، ولهذا فقد اختير اللواء اكثر خبرة في القتال في السنوات الاخيرة. قوة جولاني، التي انتظرت على مدى زمن طويل على الجدار، توشك على الدخول الى الحي – وعندها يصعد الى شبكة الاتصال قائد اللواء العقيد غسان عليان ويتوجه الى جنوده بأمر بسيط: "انطلقوا الى الهجوم". 
تنطلق القوة، بعضها بمركبات عسكرية، بعضها على الاقدام. وهي تتحرك في تشكيلة قتالية، تطلق النار الى الامام في مدى 180 درجة وتستعين بالمروحيات والطائرات الحربية ونار المدفعية الثقيلة. بعد بضع دقائق من ذلك، في الساعة 1:05 تبدأ المعركة بكل قوتها، عندما يهز انفجار شديد سماء الشجاعية وقطاع غزة باسرها. احدى المجنزرات تصاب بصاروخ مضاد للدبابات، ويحتمل ان تكون صعدت على عبوة. ويدور الحديث عن مجنزرة عادية وليست مجنزة النمر المتطورة – المزودة بمنظومات دفاعية تشبه تلك التي لدى دبابة المركفاه وبالتالي أكثر تحصينا من النار – وفي الجيش الاسرائيلي شرحوا بعد ذلك بانه لا توجد مجنزرات نمر كافية وقد وزعت بين الوحدات المختلفة. 
بعد الضربة تضاء الظلمة في غضون ثوان بقنابل الانارة، ومن كل الاتجاهات تفتح النار نحو الجنود. يقتل سبعة جنود في المجنزرة ولكن القوة تواصل اطلاق النار، التقدم والسيطرة على المنازل. 

اصابة للقيادة – قائد اللواء يصاب 
الضربة الفتاكة الثانية تأتي في الساعة 1:30 عندما يطلق صاروخ مضاد للدبابات نحو المنزل الذي شكل غرفة قيادة لكتيبة الدورية في جولاني. النتائج قاسية: قائد الكتيبة المقدم روعي ليفي يصاب بجراح خطيرة، اما نائبه الرائد تسفرير بار أون (32 سنة) ضابط شعبة العمليات النقيب تسفي كابلان (28 سنة) وجندي آخر يقتلون. القوة التي ارسلت لانقاذ المصابين يقودها قائد اللواء نفسه، العقيد عليان – ولكنه هو ايضا يصطدم بالمخربين، يصاب بجراح متوسطة ويضطر الى اخلاء المنطقة. 
بالتوازي، قريبا منهم، تتقدم سرية المتفجرات في الكتيبة فيما تصطدم فجأة بنار صواريخ مضادات الدبابات نحوها – وكنتيجة للضربة يقتل مقاتلان آخران. المقاتل الـ 13 لجولاني الذي قتل في الليلة القاسية اصيب فجرا، كنتيجة لنار قذيفة طائشة من قوات الجيش الاسرائيلي. 
وكان انقاذ المصابين مهامة مركبة. فتحت نار كثيفة نجح المقاتلون في اخراج رفاقهم الى الجدار الفاصل، تحت تغطية نارية ثقيلة من المروحيات القتالية والقصف المدفعي. وهبطت مروحيات بلاك هوك وعليها مقاتلو وحدة الانقاذ 669 في اقرب مسافة ممكنة من منطقة القتال، في ظل مخاطرة عالية وأخلت المصابين الى المستشفى. والنتيجة، في الصباح التالي، كانت قاسية: 13 قتيلا، بينهم ضباط كبار وكذا جرحى كثيرون. 
أحداث الشجاعية ذكرت الكثيرين بمعركة الكتيبة 51 من جولاني في بنت جبيل في حرب لبنان الثانية – ولكن هذه المرة سجل الى جانب الثمن الباهظ انجاز كبير في الميدان ايضا، وصفي عشرات من مخربي حماس. 
مثل حزب الله في حرب لبنان الثانية، نجحت حماس هي الاخرى في مفاجئة القوات بأساليب قتالية في منطقة مبنية وبصواريخ مضادة للدبابات متطورة من نوع كورنيت. وكان الثمن باهظا، باهظا جدا – الاعلى الذي عرفه اللواء منذ حرب لبنان الثانية. ولكن روح جولاني بقيت: عندما اضطر قائد اللواء عليان الى اخلاء الميدان، تسلم زمام القيادة العقيد دافيد زيني، وبعد اصابة قائد كتيبة الدورية ليفي حل محله قائد قاعدة التدريب اللوائية المقدم افينوعام ستولوفيتش. وفي نهاية المساعي، رغم الاصابة لسلسلة القيادة – حقق الواء اهدافه. فقد تقدمت القوات، استولت على المواقع، عالجت المواقع التي نفذ منها اطلاق الصواريخ نحو اسدود وتقدمت في الطريق لكشف ثلاثة انفاق على الاقل.

تل أبيب تورط أبو ظبي وتنشر تفاصيل لقاء بن زايد وليبرمان عشية الهجوم في غزة

كشفت القناة الثانية في التليفزيون الإسرائيلي النقاب عن تفاصيل اللقاء الذي ضمّ وزير الخارجية الإماراتي بنظيره الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان.
وقالت إن اللقاء بحثَ خطّة القضاء على حركة المقاومة الإسلامية “حماس” بتمويل من الإمارات، مؤكدة أن أبو ظبي كانت تعلم بتفاصيل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة قبل وقوعه، وأنه جزء من خطة إضعاف حماس للقضاء عليها .
وأضافت القناة الثانية الإسرائيلية إن اتصالات سرية جرت في الآونة الأخيرة بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل، وإن اللقاء الذي جرى بين وزيري خارجية الطرفين، في العاصمة الفرنسية باريس، كان عشية الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث أطلع ليبرلمان وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد على تفاصيل عملية «الجرف الصامد».
وأكدت أن اجتماعًا سريًّا جرى نهاية الشهر الماضي في باريس، وجمع عبد الله بن زايد وليبرمان، تم خلاله بحث خطط خاصة تهدف للقضاء على حركة حماس في قطاع غزة، بتمويل من الإمارات، التي كانت على علمٍ مسبق بالهجوم الإسرائيلي على القطاع.
وبحسب القناة الإسرائيلية، فإن بن زايد اجتمع على انفراد بـ «ليبرمان» على هامش الاجتماع الذي عقد بين عدد من وزراء خارجية دول الخليج والأردن ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري، حيث تمّ بحث التطورات التي يشهدها الشرق الأوسط، وخاصة على الصعيد الفلسطيني.
وأوضحت أنّ دولة الإمارات العربية كانت على علم مسبق بالعملية العسكرية الإسرائيلية ضد قطاع غزة، وأبدت استعدادها لتمويلها، شرط القضاء على حركة حماس نهائيًّا، لارتباطها بجماعة الإخوان المسلمين.
كما كشفت القناة عن لقاء آخر جرى قبل أيام في العاصمة الإماراتية، أبو ظبي، ضمّ وزيرًا إسرائيليًّا ووزير الخارجية الإماراتي، ومستشاره للشؤون الأمنية محمد دحلان القيادي السابق في حركة فتح، والمعروف بعلاقته الجيدة مع دول الخليج، والذي يقيم في الإمارات منذ طرده من قطاع غزة وفصله من حركة فتح، وتمّ التعرض لتفاصيل خطة إضعاف حماس والقضاء عليها.
وكانت مجلة «فانيتي فير» الأمريكية، كشفت عن تفاصيل العملية الانقلابية التي كان يقوم بها محمد دحلان بتمويل من الإمارات وتنسيق مع إدارة الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش.
وأوردت المجلة «وثائق أمريكية رسمية» عن مضمون الخطة، مشيرة إلى أنّ الإدارة الأمريكية سعت لتمويل حرب أهلية في غزة بواسطة محمد دحلان، تنتهي بتقويض سلطات “حماس” بتمويل إماراتي، وتتيح لعباس إجراء انتخابات مبكرة وتشكيل حكومة طوارئ توافق على مبادئ الرباعية.
وقالت المجلة إنّ المخطط كان يهدف إلى تقويض سلطة حماس.
ونقلت المجلة عن المستشار السابق لنائب الرئيس الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد وارمسر الذي استقال من منصبه، بعد شهر من سيطرة حماس على غزة، وصفه الإدارة الأمريكية بأنّها «كانت تنخرط في حرب قذرة في إطار جهودها لتأمين النصر لديكتاتورية يقودها عباس».
وقال وارمسر: «يبدو لي أن ما حصل لم يكن انقلابًا من قبل حماس، وإنما انقلاب من قبل فتح جرى إحباطه قبل حصوله”. ونقلت عن “دحلان” قوله: “الجميع في الإدارة الأمريكية كانوا يعارضون الانتخابات في غزة».
كما نقلت «فانيتي فير» عن مسؤول في البنتاغون قوله: «كل واحد ألقى باللوم على غيره بعد فوز حماس في الانتخابات»، مضيفًا: «جلسنا في “البنتاغون” نتساءل: من الغبيّ الذي أوصى بذلك؟».
وذكرت المجلة أنّ الرئيس عباس رفض أن يكون طرفًا في حرب أهلية فلسطينية، لافتة إلى أن واشنطن تصرفت بقلق ورعب، حين بدأ عباس المحادثات مع حماس على أمل إنشاء حكومة وحدة وطنية.
وبدا للإدارة الأمريكية التي راحت تعد من وقتها خطة بديلة لإزاحة حماس من السلطة بالتعاون مع دحلان، أن القوات التابعة لفتح أكثر قوة من عناصر حماس، من الناحية النظرية. لكن الحقيقة تجلت في أن عناصر فتح لم يكونوا يحصلون على رواتبهم بسبب الحصار الذي فرض على حكومة حماس.
وكشفت المجلة بأنه مع عدم وجود أي إشارة بأن عباس جاهز لحل حكومة حماس، فإن الولايات المتحدة بدأت محادثات مباشرة مع دحلان.
ونقلت عن مسؤولين في البيت الأبيض أن بوش كان يصفه بأنه “رَجُلنا” ، وبدأ القائد الأمريكي كيث دايتون الذي عينه بوش في العام 2005 للتنسيق الأمني في الأراضي الفلسطينية لقاءاته مع دحلان في القدس ورام الله. وكان ردّ دحلان أن حماس تهزم فقط بالوسائل السياسية، أما إذا كنت سأواجهها (عسكريًّا) فأحتاج إلى موارد أساسية.
وتوافق الرجلان على العمل على خطة أمنية تبدأ بتوحيد الأجهزة تحت قيادة دحلان، الذي عينه عباس -بالتزامن مع ذلك- مستشاره للأمن القومي. ورفض الكونغرس بداية تمويل هذه العملية خوفًا على أمن إسرائيل، فطلبت الولايات المتحدة من الأردن والإمارات دعم الأجهزة تدريبًا وعتادًا.
وحسب مذكرة من وزارة الخارجية الأمريكية، فإن تكاليف الخطة (رواتب المسلحين والتدريبات والأسلحة) قدرت بـ 1.27 مليار دولار على مدى خمس سنوات. وحسب المجلة، فإن المخطط لم تجمع له سوى دفعات مالية بلغت 30 مليون دولار، أغلبها أتى من الإمارات العربية المتحدة، حتى أن دحلان نفسه قال إن المبلغ الذي جمع كان 20 مليون دولار فقط، وأكد أن العرب قدموا من التعهدات أكثر من تقديمهم للمال.
وكانت مصادر إماراتية مطلعة كشفت عن آخر الاتصالات السرية بين أبو ظبي وتل أبيب، والتي بلغت ذروتها قبيل وأثناء العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ أيام على قطاع غزة.
وبحسب تلك المصادر فإن وزير خارجية الإمارات عبدالله بن زايد أبدة استعداده لليبرمان تمويل أي عملية تضمن القضاء على حماس، وقال لنظيره الاسرائيلي: «اقتحموا غزة بريا أضمن ومستعدون للمعاونة»، كما طلب منه البدء بحملة عسكرية واسعة ضد غزة لتحطيم حركة حماس.

شمطاء يحيي الفخرانى تواصل وقاحتها : اطردوا الفلسطينيين وملعون أبو أم القومية العربية

 
شنت الكاتبة الشمطاء لميس جابر زوجة المشخصاتى يحيي الفخرانى هجوماً ضارياً على حركة المقاومة الفلسطينية حماس مطالبة بطرد الفلسطينيين من الأراضى المصرية.

وقالت عبر حساب منسوب لها على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك":" إحنا بنأخذ التموين المدعوم ونبعته لغزة وهما بيقتلوا أولادنا ... والخونة بيعملوا مؤتمرات لدعم غزة ،،، الخونة من الفلسطينيين بيشتموا في مصر ورئيسها ومتخلفين قطر عاوزين المعابر مفتوحة وحماس عاوزاها تحت الرقابة الدولية " وذلك بحسب كلامها.
وتابعت:"الحل هو إعلان العداء السياسي الصريح لحماس غلق المعابر إلي أجل غير مسمي إلغاء كلمة حالات إنسانية وجرحي يروحوا في داهية ونحتسبهم شهداء ولا الشهادة مكتوبة علي شباب المصريين بس ؟  طرد كل الفلسطينيين من مصر ومصادرة أملاكهم ومتاجرهم و القبض علي كل متعاطف وإتهامه بالخيانة العظمي و إلغاء موضوع القضية الفلسطينية من المناهج والإعلام والصحف ..  مش هانحافظ عليها بدم أولادنا ،،، كفاية تخلف وضعف وخضوع لكلام وهمي مالوش معني.. تعبنا وزهقنا ومافيش حاجة هاتتغير ومش هايحرر فلسطين غير الفلسطينيين لو أرادوا" وذلك بحسب تصريحاتها.
واختتمت كلامها قائلة :"الجرحي الفلسطينيين يعالجوا في المستشفيات المصرية علي حسابنا وهنية ومشعل يتمتعوا بقضاء شهر رمضان المعظم في أوتيلات سبع نجوم في قطر وتركيا والأوامر بالقتل بتصدر من عندهم وهما قاعدين علي حمام السباحة ... طيب ماتبدلوا .. خدوا الجرحي بثوابهم وهاتوا مشعل وهنية لتنشيط السياحة عندنا"

خاله من اشهر جواسيس اسرائيل في مصر ..وعكاشة يقسم بالله ان الاعلام المصري يديره اليهود



تداول نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي ما قالوا انها حقائق صادم حول عائلة الاعلامى المثير للجدل توفيق عكاشة صاحب قناة الفراعين.
وقال النشطاء ان ضابط الجيش الجاسوس الذى جندته الجاسوسة المصرية هبة سليم اثناء حرب الاستنزاف هو خطيبها المقدم فاروق الفقى مدير مكتب قائد قوات الصاعقة فى الجيش المصرى والاخ الشقيق لوالدة توفيق عكاشة صاحب قناة الفراعين التى تم انشائها بأموال والده عكاشة شقيقة الجاسوس.
وقال النشطاء ان هبة سليم الجاسوسة المصرية حينما زارت اسرائيل استقبلتها رئيسة وزارءها جولدا مائير استقبالا حافلا محطمة البورتوكولات المعتادة فى مثل هذه المقابلات بان يجلس على جانبيها مساعديها ومستشاريها او وفد المستقبلين .. لكن جولدا مائير قربت هبة سليم لتجلس بجانبها مباشرة وقالت لكل الحاضرين ان هبة سليم قد خدمت اسرائيل اكثر منكم جميعا.
وكان الفقي بطبيعة عمله يحضر كل الاجتماعات السرية مع قائد قوات الصاعقة الخاصة بتحديد اماكن منصات الدفاع الجوى غرب القناة التى ستتولى حماية سماء مصر من الطيران الاسرائيلى
و كان يخرج من كل اجتماع ليقوم بارسال خرائط هذه المواقع فورا لهبة سليم ومنها لاسرائيل التى تقوم بضرب هذه المواقع اثناء الاعمال الانشائية وقتل كل من فيها من عمال وبذلك تم تامين دخول و خروج طائراتها لضرب اى هدف فى مصر مثلما ضربوا مدرسة بحر البقر الابتدائية فى الشرقية
ولم تاخذ مصر القرار النهائى بدخول حرب اكتوبر الا بعد التعرف على على هذا الضابط واعتقاله وبناء حائط الصد من وحدات الدفاع الجوى غرب القناة.
الضابط الجاسوس الخائن بعد اكتشاف امره تم الحكم عليه بالاعدام و قدم قائد سلاح الصاعقة استقالته ندما على وجود هذا الخائن بمكتبه كل هذه المدة دون اكتشافه.
لكن السادات رفض الاستقاله .. فاصر قائد سلاح الصاعقة على تنفيذ حكم الاعدام بنفسه فى الضابط الخائن حتى يتراجع عن استقالته وقد كان .. لكن الحكم صدر بالاعدام ولم يصدر معه قرار بمصادرة امواله الحرام التى كان ياخذها نظير خيانته والتى كان من آثارها صناعة قناه الفراعين لخدمة اليهود لتكملة مشوار كفاح خال عكاشة وخطيبته هبة.
اسرة العكش لم تخسر باعدام الخائن مصدر من مصادر دخلها فقط بل مصدر من مصادر نفوذها.. فوجود ضابط فى هذا المنصب كان يتيح لهم تقديم خدمات لكل عائلات بلدتهم عن طريق توسطه فى توزيع المجندين من ابناء القرية على وحدات الجيش او على الاقل نزولهم فى الاجازات.