الدكتورة عايدة سيف الدولة
https://soundcloud.com/masralarabia/30a
عندما يخرج مؤيدو النظام الحالي لن يوجه إلا بالرصاص وحينها سوف نري المذبحة العظمي
من انتهاكات السجون إجبار الجنائيين علي فرك برازهم أمام الضباط
لا يوجد إحصاء دقيق للتعذيب بمصر لانغلاق جميع القنوات المنوط بها رصد تلك الجرائم
لن يقف التعذيب في مصر إلا بحل وزارة الداخلية وإعادة هيكلتها من جديد
مقولة مفيش معتقلين في مصر أكذوبة .. وهناك مئات السجون السرية
هناك معتقلين غير مسجلين بالسجون ومسجلين هاربين في قضاياهم
الطب الشرعي مسيس ولا يعتمد عليه لإثبات جرائم التعذيب
أمريكا ليس لديها مشكلة من التعذيب في مصر ولكنها تطلب عدم الفجاجة فقط لرفع الحرج !!
حالات التعذيب المعلن عنها تمثل أقل من 1% الواقع في مصر
النديم فقط يسجل أكثر من 250 حالة تعذيب سنويا
لا أستطيع تحليل السيسي نفسيا إلا علي الشازلونج .. لكن سياسيا هو دكتاتور
يا من كتبتم الدستور أعطونا أمارة أن لديكم شوية دم وكرامة في مواجهة انتهاك النظام لما كتبتم
ارتفاع حوادث العنف نتيجة ممارسات النظام الآن فوحش العنف عندما ينطلق يستشري بالمجتمع
قالت الدكتورة عايدة سيف الدولة أستاذة علم النفس بطب عين شمس، والناشطة الحقوقية البارزة بمركز النديم لتأهيل ضحايا التعذيب، إنه حتى الآن تم حصر أكثر من 50 مذبحة بشرية تمت منذ 30 يونيو، وجارٍ حصر دقيق لذلك سوف يعلن عنه في ذكري اليوم العالمي لمناهضة التعذيب في 26 يوليو القادم.
وذكرت سيف الدولة في حوار خاص معها، أنه في خلال العشرة أشهر عمر هذا النظام ظهر مئات السجون السرية التي يتم احتجاز الموطنين بها ولا نعلم عنها شيئا وجرائم التعذيب التي يتم إعلانها للرأي العام لا تمثل أكثر من 1% من جرائم التعذيب التي تحدث الآن في مصر.
وأشارت إلى أنه لا يوجد إحصاء دقيق للتعذيب بمصر؛ لأن جميع القنوات التي من الممكن أن نرصد بها حالات التعذيب مغلقة، ولا مجال لوقف التعذيب في مصر إلا بحل وزارة الداخلية وإعادة هيكلتها من جديد.
وفيما يلي نص الحوار....
في البداية نريد أن نعرف كم عدد السجون في مصر، وهل هناك سجون غير معلن عنها؟
رسميا على الورق نحن لدينا 42 سجنا، ولكن الواقع مختلف تمام، وهذا الرقم غير حقيقي، وهناك مئات من السجون السرية في مصر، ووفقا للقانون المصري، فإنه يحق للدولة إعلان أي مكان أنه سجن مركزي، سواء كان قسم شرطة، أو نقطة شرطة في مترو، أو أي شقة في أي مكان.
وهناك عشرات من حالات التعذيب التي جاءت إلينا كانت في أماكن غير معروفة، وهناك من تم تعذيبه داخل غرفة الشرطة بمحطات المترو، وغرف الأمن بالجامعات، والدولة الآن تمارس التعذيب على أي مواطن في أي مكان تواجد فيه الأمن.
ما أشهر مثال لتلك السجون التي تتحدثين عنها؟
مثلا هناك سجن العزولي الحربي بالإسماعيلية، فهذا المكان لم يكن معروفا نهائيا للرأي العام، ولا يعرف أحد ماذا يحدث بداخله نهائيا، ولم يعرف إلا عن طريق اتصالات من مجهولين لذوي المعتقلين به لإعلامهم أن أبناءهم بهذا السجن.
ولكن هناك تصريحات رسمية صدرت بأنه لا يوجد معتقلين في مصر وأن من السجون محبوسين احتياطيا ...
هذا كلام كذب، فيكفي أن نذكر أنه خلال شهر إبريل فقط هناك لدينا حوالي من 40 إلي 50 حالة لمفقودين قال أهالي هؤلاء المعتقلين، أنهم تم خطف ذويهم من الشارع أو اعتقالهم من المنازل من قبل قوات الأمن، وحين البحث عنهم في السجون أو في أقسام الشرطة لا يجدونهم نهائيا.
وهؤلاء لم يتم عرضهم علي نيابة أو مسجلين لدي أي سجن أو قسم شرطة في مصر، وهو ما يعني تجاوز فاق تجاوز الاعتقال الذي كان يحدث في السابق.
كيف تقارنين بين أوضاع المساجين وتعرضهم للتعذيب في عهد مبارك والإخوان وسلطات 30 يونيو ؟
التعذيب لم ينقطع منذ عهد مبارك حتي الآن، ولكن الفظاعة والوحشية والانتقام في التعذيب لم يصل في تاريخه لما نحن عليه الآن، ولا يقارن إلا بفترة المجلس العسكري، ولكن لم يتوقف التعذيب أيضا في نظام مرسي.
وما هو تفسيرك لذلك؟
العنصر المشترك في العهود الثلاثة هي وزارة الداخلية، والتي حاول مرسي احتواءها، وفضل ذلك عن الاحتماء بسلطة الشعب وقوة الشعب، وحال الإخوان في ذلك حال كل القوي السياسية في مصر، ولا يتم الثقة في قوة الناس إلا عندما تكون تلك القوي مطاردة.
ما أشهر أماكن التعذيب في مصر؟
من أكثر الأماكن سيئة السمعة في التعذيب قسم أول مدينة نصر وقسم ثاني مدينة نصر الدور الثاني، وقسم أول أسيوط، الدور الرابع في مدرية أمن الإسكندرية، ومقر المخابرات، والسجون الحربية.
هل هناك حصر بأعداد الأحداث الدموية خلال الفترة الماضية؟
حتي الآن قمنا بحصر أكثر من 50 مذبحة بشرية تمت في مصر منذ 30 يونيو وقمنا بتعريف المذبحة بالأحداث التي راح ضحيتها أكثر من 10 من الضحايا، وذلك غير أحداث رابعة التي ركز الإعلام الأضواء عليها فقط، وسوف يتم إعلان الرقم النهائي بالبيانات في ذكري اليوم العالمي لمناهضة التعذيب في 26 يوليو.
وفي 14 أغسطس لم يكن هناك مدينة لم يحدث بها مذبحة، فقد كان هناك مذابح في رابعة والنهضة والعمرانية ومصطفي محمود والعديد من المحافظات، وكذلك في 16 أغسطس و18 أغسطس و6 أكتوبر، وذكري الثوري.
وهذا غير ما يتم تداوله من قتلي سيناء، وما يتم إعلانه في وسائل الإعلام كل فترة من قتل 10 تكفيريين في سيناء، واعترف المشير عبد الفتاح السيسي بتلك المجازر في حواره الأخير مع إبراهيم عيسي، حين قال "هناك أبرياء بالفعل يُقتلون في سيناء ويتم دفع ديتهم قبل دفنهم".
وأنا مستغربة من عدم وجود رد فعل تجاه ما قاله السيسي، ففي الوقت التي كانت القوي المدنية تنص المشانق لمرسي في حالة وجود أي تجاوز، في حين التزمت تلك القوى بالصمت من تلك الجرائم التي تحدث.
لماذا يوجد في مصر من لا يعترض على مشاهد الدماء والقتل التي تحدث في المجازر التي تحدثت عنها؟
أصبح هناك حالة لدي الرأي العام أصبحت متقبلة للدماء ومشاهد المذابح التي تحدث في الشوارع، والإعلام المصري المتحول هو أحد أهم أسباب تبلد المشاعر لي المصريين، وتحولنا من شعب كانت تنزل دموعه علي أفلام عبد الحليم حافظ، لشعب يشاهد الدماء وحرق البشر برابعة دون أن يتألم.
ومتي تتغير تلك النظرة ؟
عدد الناس المدافعين عن نظام 30 يونيو سوف يقل، حين لا يستطيع النظام الاستجابة لمطالبهم، والسيسي يبشر بحالة من الفقر المدقع بمقولة "أجبلك منين" ويطالب الناس بشد الحزام أكثر من مما هو عليه الواقع المؤلم للشعب المصري.
وحين يقرر هؤلاء النزول ضد هذا الدكتاتور، لن يكون في وجوههم إلا الرصاص الحي.
هل ننتظر مذبحة أكبر؟؟
أعتقد أننا لم نشاهد أسوأ الأيام
ولكن الدولة تعلن أن هناك إرهابا وعليها أن تواجهه؟
ليس لدي علم بحجم الإرهاب الموجود في مصر، ولكن الإرهاب المعروف حجمه وفظاعته هو إرهاب الدولة، ومن يقوم بمخالفة القانون وعدم احترام الدستور هي الدولة.
وحين أجلس مع ذاتي وأفكر في حال من يتم قتل وحرق ذويهم، ومن يتم اعتقالهم من البيوت، ومن يتم الحكم عليهم من القضاء في ساعات قليله بالإعدام، ومن يتم قتل أصدقاءهم بالرصاص في المظاهرات، ومن يقول لهم السيسي لن تكونوا موجودين في عهدي ... كيف يكون شعور وتفكير هؤلاء لا أستطيع تخيل رد فعلي لو كنت مكانهم.
الصانع الحقيق للإرهاب في مصر هي الدولة، والإرهاب ليس نتيجة التطرف الفكري، ولكنه نتيجة القمع والتعذيب والاستبداد والإرهاب الذي تمارسه الدولة تجاه جزء من الشعب.
وما هي مصلحة الدولة في إحداث هذا الشرخ المجتمعي؟
هذه مدرسة سياسية معروفة كان جورج بوش أفضل من طبقها، وهي إذا أردت أن تجمع مناصريك وتعبئة الشعب في صفك، عليك صناعة عدو تحاربه.
والجيش والإعلام والداخلية وكارهي الإخوان يقومون بصناعة هذا العدو ويساعدون علي إشعال الكره تجاههم، ليكونوا هم العدو الذي يجب أن يتم حشد الدولة تجاههم.
وهل التعذيب الآن قاصر علي الإخوان المسلمين فقط؟
لا طبعا، ولكن الإخوان هم الفزاعة لجميع التجاوزات، ولكن الواقع أن هناك معتقلين من جميع التوجهات، وجميعهم يعذبون داخل السجون.
ولكن هناك حديث عن وجود تعذيب للمساجين الجنائيين، هل هذا موجود؟
الآن كل شخص يتقاطع طريقه مع السلطات الأمنية في مصر يتعرض للتعذيب، بما في ذلك التعذيب النفسي، الذي يترك الآثار الأكبر علي الإنسان طوال عمره"، وفي بداية إنشاء المركز كنا نظن أن التعذيب خاص بالسجناء السياسيين، ولكن الواقع كشف أن هذا السرطان طال الجميع بما في ذلك الجنائيين.
ومن الانتهاكات التي تحدث مع الجنائيين، إجبارهم بعد كل زيارة تأتي إليهم بالخضوع لفحص شرجي، أو يتم وضعهم في صفوف حتي يتبرزوا ويتم إجبارهم علي فرك برازهم بأيديهم أمام الضباط.
أليس هناك قانون ودستور بالبلاد الآن؟
القانون والدستور والشعب يضعهم هذا النظام تحت جزمتهم، وأنا أستغرب من موقف من كان في الصفوف الأولي للمدافعين عن حقوق الإنسان وحقوق المرأة في مصر قبل 30 يونيو، والآن بالرغم من أنهم هم من وضعوا هذا الدستور إلا أنهم لا يتحدثون عن انتهاك النظام لهذا الدستور.
وأقول لهم يا أعضاء لجان لجنة الخمسين لماذا لا تفعلون شيئا تعطينا إمارة أن لديكم "شوية دم وكرامة"، وتواجهون الدولة في انتهاكها للدستور.
وكيف نوقف التعذيب في مصر؟
أولا لا يوجد مجال للحديث عن إيقاف التعذيب في مصر في ظل هذا النظام، ونجاح حمدين شيء مستبعد.
ثانيا لن يقف التعذيب في مصر إلا بحل وزارة الداخلية وإعادة هيكلتها من جديد، مع محاسبة المتورطين في تلك الجرائم.
أليس هناك بلاغات وقانون لمحاسبة مرتكبي تلك الجرائم؟
أصبح من الخطر علي المواطنين كشف جرائم التعذيب التي تحدث معهم، فمن يقوم بذلك يتعرض لغض الداخلية، وحين تقوم إحدى الحالات بسؤالنا عن خطورة الإبلاغ عما تعرض له، لا نستطيع أن نقول له إلا "سوف نقف بجانبك في أي قرار تتخذه، ولكن لا نستطيع توقع عقبات ذلك".
هل هناك إحصائيات للتعذيب داخل السجون الآن؟
ما يتم الإعلان عنه من حالات تعذيب للرأي العام يعد نقطة في بحر، وتلك الحالات لا يمثل أكثر من 1% من جرائم التعذيب التي تحدث في مصر.
وما يحدث الآن من تعذيب في مصر هو قمة جبل الثلج، وما تم رصده من حالات في النديم والحركات الأخرى، جزء بسيط مما يحدث ولا نعلم عنه شيئا، سواء الأقاليم أو في سيناء، والصعيد والمناطق التي لا يصل إليها الإعلام.
وجميع المعتقلين الذي يقدر عددهم بحوالي عشرين ألف، تعرضوا للتعذيب داخل، ولا يوجد أحد منهم لم يمروا علي ما يطلق عليه "التشريفة" في القسم، وما يحدث بها من ضرب بالعصيان والهراوات والشلاليت ونزع الملابس بأكملها.
والآن قضية التعذيب تفرض نفسها علي كل المجموعات التي تتعامل مع المعتقلين، وذلك لاستمرار التعذيب، الذي كان دائما بمرتبط بنظام لم يتغير بالرغم من ثورة 25 يناير، وتغير عدد من الرؤساء.
أليس لدى مركز النديم حصر؟
لم يكن هناك أرقام لإحصاء التعذيب في مصر بشكل دقيق، والنديم مركز صغير في هذا المجال، ونحن نرصد سنويا أكثر من 250 حالة تعذيب، تعرضوا لتعذيب منهجي.
والرصد الدقيق لحالات التعذيب يتطلب، إما إبلاغ الحالات التي تتعرض له عن ذلك، أو أن يكون هناك قدرة للعاملين بحقوق الإنسان علي دخول أماكن الاحتجاز، أو أن يقوم المجلس القومي بحقوق الإنسان بالتفتيش علي السجون، أو أن تقوم النيابة بالتفتيش علي أماكن الاحتجاز، وجميع تلك السبل غير موجودة.
ولا يوجد حق لنا في دخول أماكن الاحتجاز، وهنا أتحدث عن زيارات غير معلن عنها كما يحدث في تونس ولبنان، وجميع القنوات التي من الممكن أن نعرف بها حالات التعذيب مغلقة، وجميع المساجين يتم تهديدهم بعدم التحدث، ومن يتكلم فإنه يتحدى الداخلية، ومنهم من يتكلم دون الكشف عن أسماءهم.
وحتي من يتقدم للمركز ويكشف عن حالة تعذيب لا يمكن ائتمان هذا النظام عن أسماءهم، ولذلك المركز ينشر وقائع التعذيب دون الكشف عن أسماءهم، حتي لا يتعرضون هم وأسرهم لخطر الداخلية.
ولماذا لا يتم الاستعانة بمصلحة الطب الشرعي للكشف عن حالات التعذيب وحصرها؟
مصلحة الطب الشرعي مسيسة مثل باقي مؤسسة دولة، ولا يمكن الاعتماد عليها في إثبات جرائم التعذيب، لأنها تتأثر بالسياسة العامة وتأخذ توجيهات لتغيير مسار القضية.
والحالات التي يتم التأكد أنها وفاة نتيجة التعذيب يتم تشكيل لجان ثلاثية وخماسية من خبراء طب شرعي من خارج المصلحة لاعتماد تقريرهم، فالطب الشرعي والنيابة ووزارة العدل منظومة تخدم علي جهة واحدة، وهي النظام، ولا يستطيع أحد أن يخرج خارج تلك المنظومة دون وقوع تلك المنظومة.
و تقارير الطب الشرعي لا تكون دائما بمعايير واحدة، فالتقرير يكون حسب الظروف ومن يكون مشرف علي كتابة هذا التقرير، وهناك مثال حالة خالد سعيد وغيره من الضحايا التي كان للطب الشرعي دور لطمس حقيقة قتلهم.
وبالرغم من وجود شخصيات محترمة داخل المصلحة تسعي لإخراج تقاريرها بشكل علمي ومحايد، إلا أننا نجد أن هناك أشخاص يتم نقلهم وتعيين غيرهم دون معايير أو معرفة أسباب ذلك، ويثير ذلك علامات استفهام كثيرة حول هذا الأمر.
هل العنف المستشري بالمجتمع مرتبط بالعنف في السجون؟
للأسف .. وحش العنف عندما ينطلق يستشري بالمجتمع
كيف ترين جهود المجتمع الدولي من جرائم التعذيب التي تحدث في مصر؟
العالم ليس لديه مشكلة مع الانتهاكات التي تحدث في مصر، وليس هناك تناقض بين الدول وبعضها في مناهضة التعذيب في مصر، ولكن الشكلة التي لديه في الفجاجة.
وحكومة الولايات المتحدة الأمريكية ليس لديها مشكلة مع التعذيب في مصر، ولكنها لدهما مشكلة مع الفجاجة، وتقول لهم "لا تحرجونا بتلك الفجاجة"، فالولايات المتحدة ودول المجتمع الدولي كانت ترسل المعتقلين لتعذيبهم بالإنابة في مصر.
كيف تحليلين السيسي نفسيا ؟
لا أستطيع تحليل السيسي نفسيا إلا على الشازلونج .. لكن سياسيا هو دكتاتور