رأي اليوم ـ 21/4/2014
قالت موقع صحيفة “يديعوت أحرونوت” على الإنترنت إنّ توقعات شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) تُشير إلى أنّ العام 2015 سيشهد حسم مصير ما أسمته بالانقلاب الذي قاده وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي.
وفي مقابلة نادرة وغير مسبوقة أجراها المحلل للشؤون العسكريّة في موقع صحيفة “يديعوت أحرونوت” على الإنترنت (YNET)، رون بن يشاي، قالت الضابطة رفيطال قائدة (جبهة مصر والأردن) في قسم الأبحاث التابع لـ(أمان) إنّه في حال لم يتم تقديم دعم مالي هائل لإدارة السيسي بعد توليه الرئاسة فإنّ نظامه سينهار بشكل محتم.
جدير بالذكر في هذا السياق أنّ قسم الأبحاث في (أمان) هو المسؤول بحكم القانون عن بلورة التقديرات الإستراتيجية وتقديمها لصناع القرار في الدولة العبريّة. ويحافظ قادة الجبهات داخله على اتصال مباشر مع كل المستويات السياسية والتنفيذية ابتداءً من رئيس الوزراء ومروراً بوزير الأمن ورئيس هيئة الأركان وانتهاءً بقادة الوحدات السرية المقاتلة.
وأعادت رفيطال للأذهان حقيقة أن مصر تضم 87 مليون نسمة، بحيث أن جنيناً يولد كل 16 ثانية، منوهة إلى حقيقة أن ثورة 25 يناير تفجرت لدواعي اقتصادية اجتماعية وليس لدواع أيديولوجية ودينية، مؤكدةً على أنّ المصريين سيمنحون السيسي فترة محدودة جدًا من الوقت، وفي حال لم يحدث تحولاً في مستوى الحياة المتدهور فأنّهم لن يسمحوا له بالبقاء في الحكم. كما لفتت إلى أّن الأنظار تتجه إلى السعودية ودول الخليج، على اعتبار أنها الطرف الذي بإمكانه ضمان بقاء السيسي، لكنها رفضت تأكيد أو نفي إنْ كانت الدول الخليجيّة ستُوافق على تغطية أيّ عجز ماليّ في مصر بغض النظر عن حجمه.
وشددت على أن مصلحة تل أبيب تقتضي الحفاظ على حكم العسكر بقيادة السيسي على اعتبار أنّ بقاء هذا الحكم يضمن مواصلة احترام اتفاقية (كامب ديفيد)، التي تمثل أحد ركائز الأمن القوميّ الإسرائيليّ، على حدّ وصفها، وفي المقابل، فإنّ المصلحة الإستراتيجيّة لكلٍ من مصر والأردن المحافظة على اتفاقيتي السلام مع دولة الاحتلال.
وأشارت المسؤولة الإسرائيليّة إلى أنّ أن إنهاء حكم مرسي مثّل أهم تطورًا إيجابيًا خلال العام 2013، مشيرة إلى أنه منح الأمل في مواجهة تبعات الهزّة التي شهدها العالم العربي في أعقاب تفجر ما يُسّمى بالثورات العربية. ورأت أنّ عزل مرسي بقوة البيروقراطية المصرية، لافتةً إلى أنّ مؤسسات الدولة تحافظ على نسق عميق من التعاون للحفاظ على ذاتها، مما يقلص فرص المس بها.
ولفتت في هذا السياق إلى أنّ هذا يفسر قدرة نظام مبارك على الصمود. وفي معرض ردّها على سؤال الموقع قالت: يتوجّب مواصلة رصد ومتابعة ما يحدث هناك بكل دقة، فلا شيء ثابت، علينا متابعة أوضاع الأمن الداخلي في مصر والتحولات الاقتصادية، لأنها ستنعكس علينا بهذا الشكل أو ذاك. علاوة على ذلك، توقّعت أنْ تُفضي خيبة الأمل في أعقاب الرهانات الكبيرة على السيسي وتعاظم حجم المعارضة إلى تحول كبير في الأوضاع في مصر العام القادم.
ونوهت رفيطال إلى أنّ الأنظار تتجه إلى ما قد يقدم عليه الإخوان المسلون، مشيرة إلى أنّه سيكون لسلوكهم وقدرتهم التنظيمية أهمية قصوى في تحديد وجهة الأمور. وتابعت قائلةً إنّ هناك ما يؤشر على أنّ التنظيمات الجهادية تتجه للتوحد في إطار أوسع هو (القاعدة في المنطقة الجنوبية)، التي يمكن أن تضم القاعدة في غزة، على حدّ قولها.
وفي ردّها على سؤال حول الاستقرار في الأردن قالت إنّ ما يّشكّل خطرًا على استقرار المملكة الهاشميّة هو ما يجري على الجبهة الشماليّة، الحرب الأهليّة في سوريّة، التي تمتد إلى لبنان، وتؤدّي إلى نزوح مئات الآلاف من اللاجئين السوريين، الفوضى العنيفة في العراق، ومن هنا، فإنّه وفق تقديراتنا، أضافت، لا نستبعد ترسيخ تنظيم (القاعدة) في الأردن، لافتةً إلى أنّه منذ زمن طويل يوجد اندفاع من تنظيم القاعدة في سيناء إلى الأردن، وقد نوقش هذا الأمر من قبل الأجهزة الأمنيّة، ونحن ننتظر استكمال بناء الجدار على الحدود مع سيناء، وعلى كلّ الأحوال، أكدّت، أنّ الجيش الإسرائيليّ والمخابرات الإسرائيليّة باتت جاهزة لصدّ هذا المد إلى الأردن.