اليوم فتحت القناة الأولي المصرية بالخطأ فقد قررت من مدة ليست بالقصيرة مخاصمة كافة قنوات التليفزيون المصرية لأني لا أريد أن يحاول معي معتوه "خطفي ذهنياً"، فأنا عصي علي الإختطاف، .. وقد هالني ماشاهدت!!! .. منصة نصبت في ميدان التحرير يعلوها فرقة موسيقية مبتذلة شديدة الرخص من بلطجية مخنثين برؤوس حملت علامات قسوة الزمن وقد نمي شعر رؤوسهم دون تهذيب فبدوا كنساء ترتدي ملابس سوداء رشت عليهن بطريقة الدوكو ويقف أمامهم جمع من المستأجرين يسهل علي تلميذ بليد تعلم العد حديثاً أن يعدهم دون مجهود حتي أن مخرج المشهد البائس قد جمد كاميرته قصداً وقرب عدستها عليهم حتي لاينكشف أمر أنهم قليلوا العدد قليلوا القيمة!!! ولقد صدمت عندما عرفت من العبارات التي ظهرت علي الشاشة أن المناسبة هي الإحتفال بنصر 6 أكتوبر!!! غير أن الكلمات التي إنطلقت من حناجر الفرقة البائسة ومن ردود الجمهور الضامر ورائها وماحملوه من صور للسيسي بدي المشهد سمك لبن تمر هندي مع قليل من الباكستاني!!! فلم يعد واضحاً إن كان المتخلفين المشاركين يحتفلون بنصر 6 أكتوبر أم بـ 30 يونيو أم بـ 3 يوليو أم بالبطولات الوهمية للسيسي في محاولة للربط بينه وبين المناسبة برفع صورته في يد بعض المشاركين الذين بدوا أنهم من فئة من يحلم بصدور قانون الحد الأدني للأجور لكي ينصلح حاله رغم أن السيسي ربما كان في سنة ستة إبتدائي أيام إنتصار الجيش المصري العظيم في حرب أكتوبر عام 73. لقد حزنت علي أن يتدهور مستوي آدائنا عند الإحتفال بمناسبة بهذا الحجم وننحدر إلي هذا النحو المبتذل وبفرقة مدهولة يردد ورائها جمهور ضامر العدد ضامر البنية ضامر المستوي الإجتماعي والآدائي حيث بدي المشهد وكأنه فرح شعبي لبائع مخدرات بحي كرموز أرادت زوجته الجديدة أن تكيد زوجته الآولي بجوازها منه فجمعت بعض الشراشيح من أقاربها في الطريق يهللون ويضحكون ويخرجون ألسنتهم للطرف الآخر .. لقد بدي الإنقلابيون في حالة هستيرية يائسة بائسة وكأن مسهم طائف من الشيطان ولكنهم لايبصرون!!!
الأستاذ الدكتور/ السيد السيد وجيه
أستاذ الفيرولوجي والبيوتكنولوجي بكلية الزراعة، جامعة الإسكندرية