03 ديسمبر 2012

لغز اسرائيل والمحكمة الدستورية !- بقلم: محمد جمال عرفة


اول امس الخميس 12 يوليه ذكر مراسل التلفزيون الإسرائيلي في واشنطن أن : (أمريكا تعمل سراً وبشكل وثيق مع أوساط قضائية مصرية والمجلس العسكري من أجل تقليص المناورة أمام مرسي).
بعده بساعات نقلت الإذاعة العبرية عن وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق بن إليعازر (صديق مبارك الأنتيم) قوله أن : (المحكمة الدستورية في مصر باتت أكبر ضمان لتقليص الأضرار الناجمة عن ثورة 25 يناير ) !!.

بعد ذلك بدقائق قال أمنون أبراموفيتش، المعلق في التلفزيون الإسرائيلي: (لم يتصور أحد في إسرائيل أن ينبري القضاء المصري تحديداً لمواجهة صعود الإسلاميين برئاسة مرسي) ، ثم قال موشيه يعلون نائب نتنياهو للإذاعة العبرية أن : المحكمة الدستورية في مصر تقوم بدور عظيم لمنع تثبيت حكم القوى الظلامية (يقصد الاسلامية) بقيادة مرسي !.
قبل هذا في 11 يوليه الجاري ذكرت القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلية أن: (إدارة أوباما طمأنت إسرائيل مسبقاً بما ستقدم عليه الجهات القضائية المصرية ضد مرسي) !!.
ويوم 10 يوليه الجاري أعلنت الإذاعة العبرية – بحسب نشرة المشهد الاسرائيلي (israeliscene) أن : (واشنطن وتل ابيب احتضنتا جلسات عصف ذهني طويلة لمسئولين أمريكيين وإسرائيليين حول سبل محاصرة مرسي) .
حد فاهم حاجة ؟! ماذا يعني قولهم أن أمريكا تعمل سراً وبشكل وثيق مع أوساط قضائية مصرية والمجلس العسكري من أجل تقليص المناورة أمام مرسي ؟! ومن أين جاءت هذه الثقة لصديق مبارك الأنتيم (اليعازر) من أن المحكمة الدستورية باتت – وفق رؤيته – هي حائط الصد ضد الثورة المصرية ؟!.
ومن أين حصلت قناة التلفزيون الإسرائيلية الثانية علي معلوماتها بأن: (إدارة أوباما طمأنت إسرائيل مسبقاً بما ستقدم عليه الجهات القضائية المصرية ضد مرسي) ؟! .. هل عرفوا النتيجة من (الكنترول) مثلا قبل أن يعرف المصريون أحكام المحكمة ؟ أم أنهم أطلعوا قبل كل المصريين علي ما في أدراج المحكمة ، كما سبق أن أطلع عليها الدكتور الجنزوري - من الكنترول أيضا - وهدد رئيس البرلمان د. الكتاتني بقرار حل البرلمان الذي قال أنه سيتم فقط إخراجه من أدراج المحكمة الدستورية .. وقد كان !.
وهل لتضاعف الصادرات الإسرائيلية لمصر أربع مرات (من 12 مليون دولار الي 46 مليون) "في ظل حكم العسكر" - كما قالت صحيفة (كالكيلست) العبرية أبريل الماضي - له علاقة بهذا الحصار للرئيس مرسي الذي تتحدث عنه اسرائيل وتشجع العسكر والمحكمة الدستورية عليه ؟!
وهل لهذا علاقة بما قاله نتنياهو لقادة العالم يوم 2 يوليه الجاري - أن :( رفض مرسي الرد على مكالمتي يبرز أهمية حفاظ العسكر على معظم الصلاحيات في مصر) ، بحسب التلفزيون الإسرائيلي ؟!.
أذكركم فقط بما قاله (يحزكيل درور) أبو الفكر الاستراتيجي الإسرائيلي من أن (مرسي كرئيس منتخب يمكن أن يقود مصر نحو نهضة تغير موازين القوى القائمة، ويجب منع ذلك بكل قوة ) !!.
هذا ليس تشكيكا في المحكمة الدستورية المصرية ولا تشكيكا في المجلس العسكري ولكنها تساؤلات أظن أنها تحتاج لإجابات لا أعرف من يجيبني عليها ؟!

بلاغ يحمل الزند مسئولية الصراع بين "القضاة" والسلطة التنفيذية


اليوم السابع- محمود المملوك
تقدم صالح حسب الله المحامى ببلاغ إلى النائب العام المستشار طلعت عبد الله ضد المستشار أحمد الزند، رئيس نادى القضاة، يتهمه فيه بتحمل مسئولية الصراع بين السلطتين التنفيذية والقضائية الناتج عن توصيات عمومية نادى القضاة.
وذكر البلاغ الذى حمل رقم 4423 لسنة 2012 بلاغات النائب العام أنه تم عقد جمعية عمومية طارئة بدار القضاء العالى، برئاسة الزند، وحضر الجمعية بعض قضاة مصر وبعض المحامين وبعض الإعلاميين، الأمر الذى يخالف طبيعة اجتماع عمومية نادى القضاة.
وأضاف البلاغ أن الجمعية العمومية لنادى القضاة طلبت من أعضاء المحاكم الامتناع عن أداء عملهم، وهو الأمر الذى يخالف القانون، لأنه لا يجوز للقاضى أن يمتنع عن أداء عمله، لأنه يتقاضى أجراً مقابل أداء عمله، وليس مقابل امتناعه عن أداء واجبه.
وأشار البلاغ إلى أن الجمعية العمومية، وما نتج عنها من قرارات أدت إلى انشغال القضاة، بالدخول فى صراعات مع السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية.
وطالب مقدم البلاغ بالتحقيق الفورى فى مخالفة نادى القضاة، برئاسة المستشار الزند، للقانون واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.

بين الدستور والمستور- عبد الرازق الشاعر


"في عام 1892، تخلصت تايلند وللأبد من الحكم الملكي الإقطاعي، وبدأ الناس هناك يتنفسون الصعداء، ويتحدثون - بالضبط كما نفعل اليوم - عن بلاد يحكمها القانون ويقوم اعوجاج حكامها دستور حيادي عصي على التعطيل ولا يعرف التأويل. واتفقت الحكومة الجديدة هناك على مسودة الدستور النهائية، وبدأ المروجون لبنوده ينتشرون في طول البلاد وعرضها ليعرضوا خلاصة ما توصل إليه الفقهاء الدستوريون على عامة الشعب. وفي واحدة من تلك الهجمات الدعائية، التقي أحد مستشاري الرئيس بفلاح بسيط، فاستوقفه، وسأله في تواضع جم: "هل تعتقد أن حكم الدستور أفضل من الحكم الملكي يا سيدي؟" قال الرجل، وقد بدت ملامح الجد ترتسم على سحنته المحروقة بلفح الشمس: "أعرف الملك جيدا، لكنني لا أخفي عليك أنني لا أعرف شيئا عن الدستور هذا. ابن من يكون يا ترى؟"
لم يكن فلاح تايلند يساريا ولا ليبراليا، ولم يكن يعرف شيئا عن الاشتراكية ولا الماركسية، لكنه كان مجرد هيكل بائس من مخلفات عصر داست فيه الأقدام الملكية فوق ملامحه حتى سوتها بطين الأرض وروث الماشية. وفجأة وجد الرجل نفسه وجها لوجه مع نبيل من نبلاء عصر الحداثة يسأله عن رأيه المعتبر في عصارة أفهام نوابغ القانون وفقهاء الدستور. لم يرد الرجل البسيط التندر من قامة مستشار الرئيس، ولا من حراسه الشخصيين مفرودي العضلات الذين أحاطوا بفهمه الصغير من كافة الجهات إذن. لكنه لم يستطع أن يفرق يومها بين حاكم ودستور لشدة التشابه بينهما. 
وفي الهند، رأت أنديرا غاندي عام 1975، بعد فوزها الكاسح في الانتخابات الهندية بثلاث سنوات، أن دستور البلاد الذي أوصلها إلى سدة الحكم به عوار، وأن الحكمة تقتضي إلغاءه .. هكذا فجأة!! ومن نافلة القول هنا أن أذكر القارئ الطيب بأن التغيير كان من أجل القضاء على الفساد ومحاربة الفقر والمرض. وهكذا تغيرت البنود المطعون في دستوريتها، لتحل محلها بنود أخرى أكثر دستورية حتى حين. ويومها، قامت مكتبات دلهي وأقاليمها بالترويج للمستبد الوليد الذي سيكون فلاح الهند البسيط شاهد عدل على مواده الكثيرة ليقوّم ما فسد من أفهام واضعيه ويقارعهم الحجة بالبصمة. وفي تلك الآونة الاستغبائية من تاريخ الهند، ذهب زبون ليشتري نسخة من الدستور، 
فأجابه صاحب المكتبة بأنه لا يبيع المجلات الدورية. فما يصلح ربيعٓ يفسد طلحة، ولله في فصوله شؤون. 
وفي مصر عام 1952، قام الضباط الأحرار بانقلاب محمود على الملكية وخلصوا البلاد من مستبد وحاشية فاسدة ، فصفق لهم البسطاء وحولوا شوارعهم إلى حناجر مفغورة تصدح باسم المخلص النبيل. لكن الضباط الأحرار جدا قوبلوا بمعارضة شرسة من قبل أساتذة القانون حين أرادوا أن يعطلوا الدستور، إذ لم يكن القانون حينذاك يسمح للانقلابيين بتعديل الدستور أو تبديله. ويومها قرر الضباط الأحرار تغيير مصطلح "حركة" إلى مصطلح "ثورة" ليعبثوا بالدستور والقانون باسم الثورة وبما لا يخالف شرعة القوانين. ويومها أقسم الثائرون على الاستبداد أنهم سيعودون إلى ثكناتهم فور تسليم الشعب مستحقاته المنهوبة، وهو ما استغرق نحو ستة عقود عجاف. وحين أراد الشعب الطيب أن يمتلك ناصيته بعد تحرر آخر من ديكتاتورية أخرى، وجد نفسه وجها لوجه مع دستور جديد سيسعى حتما لإعادة الحقوق إليه باعتباره صاحب الأرض والتاريخ، لكن أصحاب المشروع الجديد أو سدنة الدستور الجديد لم يحددوا موعدا للعودة إلى ثكناتهم بعد.
يتوزع المشهد إذن فوق القارات وتتناثر ملامحه فوق الأزمنة، لكن أحدا لا يتعلم لأن أحدا لا يقرأ، ولأن الواقفين على حدود التاريخ الفاصلة يجدون دوما من يشرعن رغبتهم السادية في القفز على أكتاف الفقراء المطحونين إلى جهات لا يعلم مآلاتها إلا الله والراسخون في العلم. يقف الناس اليوم أمام الصناديق هنا كما وقف الفلاح التايلندي أمام مستشار الرئيس هناك بنفس الملامح المحروقة والوجوه المعروقة ليستفسر في غباء غير مصطنع عن نسب الدستور قبل أن يضع بصمته فوق نسخة ستعيد إليه كرامته المسلوبة وحقوقه المشروعة من أيدي لصوص التاريخ. 
فليهنأ البسطاء في بلادنا بهذه المليونيات المتتابعة، لأن حشودها المختلفة جدا لم تخرج من بيوتها إلا طلبا لراحته وعملا على إسعاده. أبشروا أيها البسطاء بثورة جديدة على المفسدين ودستور جديد سيضع بصمات أصابعكم شئتم أم أبيتم على خرائط أسلابكم ليعيدكم في قفزة نوعية إلى رأس بلاد أن عشتم تحت حذائها الملكي دهرا بقرار دستوري هللتم له أيما تهليل. فقط عليكم أن تراجعوا بنود الفقهاء الدستوريين جيدا، فقد وهبكم الله عقولا تحكم بالعدل في بلاد يحكمها القانون، وأدعوا الله مخلصا أن يهبكم الحكمة لتميزوا بين الدستور والمستور.
أديب مصري مقيم بالإمارات
Shaer129@me.com

رسالة من معمر القذافي للشعب المصري


الحزبية إجهاض للديمقراطية

من تحزب خان

بقلم: معمر القذافي

الحزب هو الدكتاتورية العصرية .. هو أداة الحكم الدكتاتورية الحديثة ... إذ إن الحزب هو حكم جزء للكل ... وهو آخر الأدوات الدكتاتورية حتى الآن .وبما أن الحزب ليس فرداً، فهو يضفي ديمقراطية مظهرية بما يقيمه من مجالس ولجان ودعاية بواسطة أعضائه . فالحزب ليس أداة ديمقراطية على الإطلاق ، لأنه يتكون إما من ذوي المصالح الواحدة... أو الرؤية الواحدة .. أو الثقافة الواحدة ...أو المكان الواحد .. أو العقيدة الواحدة .. هؤلاء يكونون الحزب لتحقيق مصالحهم أو فرض رؤيتهم أو بسط سلطان عقيدتهم على المجتمع ككل، وهدفهم السلطة باسم تنفيذ برنامجهم. ولا يجوز ديمقراطياً أن يحكم أي من هؤلاء كل الشعب الذي يتكون من العديد من المصالح والآراء و الأمزجة والأماكن والعقائد .. فالحزب أداة حكم دكتاتورية تمكن أصحاب الرؤية الواحدة أو المصلحة الواحدة من حكم الشعب بأكمله... أيّ شعب... والحزب هو الأقلية بالنسبة للشعب. إن الغرض من تكوين الحزب هو خلق أداة لحكم الشعب ... أي حكم الذين خارج الحزب بواسطة الحزب... فالحزب يقوم أساساً على نظرية سلطوية تحكمية.. أي تحكّم أصحاب الحزب في غيرهم من أفراد الشعب .. يفترض أن وصوله للسلـطة هو الوسـيلة لتحقيق أهدافه ، ويفترض أن أهدافه هي أهداف الشعب ، وتلك نظرية تبرير دكتاتورية الحزب ، وهي نفس النظرية التي تقوم عليها أي دكتاتورية.

ومهما تعددت الأحزاب فالنظرية واحدة بل يزيد تعددها من حدة الصراع على السلطة … ويؤدي الصراع الحزبي على السلطة إلى تحطيم أسس أيّ إنجاز للشعب... ويخرب أي مخطط لخدمة المجتمع … لأن تحطيم الإنجازات وتخريب الخطط هو المبرر لمحاولة سحب البساط من تحت أرجل الحزب الحاكم ليحل محله المنافس له. والأحزاب في صراعها ضد بعضها ، إن لم يكن بالسلاح _ وهو النادر_ فبشجب وتسفيه أعمال بعضها بعضاً . وتلك معركة لابد أن تدور فوق مصالح المجتمع الحيوية والعليا ،ولابد أن تذهب بعض تلك المصالح العليا ضحية لتطاحن أدوات الحكم على السلطة إن لم تذهب كلها ، لأن انهيار تلك المصالح تأكيد لحجة الحزب المعارض ضد الحزب الحاكم ، أو الأحزاب المعارضة ضد الأحزاب الحاكمة. إن حزب المعارضة لكونه أداة حكم ولكي يصل إلى السلطة ، لابد لـه من إسقـاط أداة الحكـــم التي في السلطة ،ولكي يسقطها لابد أن يهدم أعمالها ويشكك في خططها، حتى ولو كانت صالحة للمجتمع ليبرر عدم صلاحها كأداة حكم… وهكذا تكون مصالح المجتمع وبرامجه ضحية صراع الأحزاب على السلطة . وهكذا برغم ما يثيـره صـراع تعـدد الأحزاب من نشاط سياسي إلا أنه مدمر سياسياً واجتماعياً واقتصادياً لحيـاة المجتمع من ناحية ،ومن ناحية أخرى فنتيجة الصراع هي انتصار أداة حكم أخرى كسابقتها، أي سقوط حزب وفوز حزب ولكن هزيمة الشعب … أي هزيمة الديمقراطية. كما أن الأحزاب يمكن شراؤها أو ارتشاؤها من الداخل أو من الخارج .

الحزب يقوم أصلاً ممثلاً للشعب ، ثم تصبح قيادة الحزب ممثلة لأعضاء الحزب، ثم يصبح رئيس الحزب ممثلا لقيادة الحزب. ويتضح أن اللعبة الحزبية لعبة هزلية خادعة تقوم على شكل صوري للديمقراطية ،ومحتوى أناني سلطوي أساسه المناورات والمغالطات واللعب السياسي ، ذلك ما يؤكد أن الحزبية أداة دكتاتورية ولكن عصرية. إن الحزبية دكتاتورية صريحة وليست مقنّعة، إلا أن العالم لم يتجاوزها بعد ، فهي حقاً دكتاتورية العصر الحديث. إن المجلس النيابي للحزب الفائز هو مجلس الحزب… والسلطة التنفيذية التي يكونها ذلك المجلس هي سلطة الحزب على الشعب ، وإن السلطة الحزبية التي يفترض أنها لمصلحة كل الشعب، هي في واقع الأمر عدو لدود لجزء من الشعب، وهو حزب أو أحزاب المعارضة وأنصارها من الشعب. والمعارضة ليست رقيباً شعبياً على سلطة الحزب الحاكم بل هي متربصة لمصلحة نفسها لكي تحل محله في السلطة، أما الرقيب الشرعي وفق هذه الديمقراطية الحديثة فهو المجلس النيابي الذي غالبيته هم أعضاء الحزب الحاكم، أي الرقابة من حزب السلطة، والسلطة من حزب الرقابة .هكذا يتضح التدجيل والتزييف وبطلان النظريات السياسية السائدة في العالم اليوم والتي تنبثق منها الديمقراطية التقليدية الحالية.

(( الحزب يمثل جزءاً من الشعب،وسيادة الشعب لا تتجزأ )).

((الحزب يحكم نيابة عن الشعب ، والصحيح لا نيابة عن الشعب )).

الحزب هو قبيلة العصر الحديث ... هو الطائفة، إن المجتمع الذي يحكمه حزب واحد هو تماماً مثل المجتمع الذي تحكمه قبيلة واحدة أو طائفة واحدة ، ذلك أن الحزب يمثل ، كما سبق ، رؤية مجموعة واحدة من الناس ، أو مصالح مجموعة واحدة من المجتمع ، أو عقيدة واحدة ، أو مكاناً واحداً ، وهو بالتالي أقلية إذا ما قورن بعدد الشعب ، وهكذا القبيلة والطائفة فهي أقلية إذا ما قورنت بعدد الشعب ، وهي ذات مصالح واحدة أو عقيدة طائفية واحدة ، ومن تلك المصالح أو العقيدة تتكون الرؤية الواحدة ولا فرق بين الحزب أو القبيلة إلا رابطة الدم والتي ربما وجدت عند منشأ الحزب.

إن الصراع الحزبي على السلطة لا فرق بينه إطلاقا وبين الصراع القبلي والطائفي ذاته، وإذا كان النظام القبلي والطائفي مرفوضاً ومستهجناً سياسياً فيجب أن يرفض ويستهجن النظام الحزبي أيضاً ، فكلاهما يسلك مسلكاً واحداً ، ويؤدي إلى نتيجة واحدة.

إن التأثير السلبي والمدمر للصراع القبلي أو الطائفي في المجتمع هو نفس التأثير السلبي والمدمر للصراع الحزبي في المجتمع.

الفصل الأول من الكتاب الأخضر

02 ديسمبر 2012

رويترز :تفاصيل تأجيل حكم الدستورية بشأن التأسيسية والشورى


مفكرة الاسلام: كشفت مصادر قضائية مطلعة أن السبب الحقيقي وراء القرار الصادر عن المحكمة الدستورية العليا في مصر بشأن نظر دعوى بطلان الجمعية التأسيسية ومجلس الشورى - هو ظهور خلافات قوية داخل المحكمة الدستورية بشأن طبيعة القرارات التي كان من المفترض صدورها.

وذكرت المصادر أن الخلاف كان بين رئيس المحكمة المستشار ماهر سامي و عدد من قضاة المحكمة بينهم المستشارة تهاني الجبالي نائب رئيس المحكمة والمستشار حاتم بجاتو نائب رئيس المحكمة حول أحقية المحكمة في إصدار حكمها في ظل الإعلان الدستوري الجديد الذي اصدره الرئيس مرسي و حصن به مجلس الشوري و الجمعية التأسيسية.
ورأى القضاة السبعة ضرورة عقد الجلسة و الحكم ببطلان قانون التأسيسية وحل مجلس الشوري مثل مجلس الشعب.
وقرر رئيس المحكمة تأجيل دعاوى بطلان تشكيل الجمعية التأسيسية وحل مجلس الشورى، إداريًا دون تحديد موعد للجلسة الجديدة. ونفت المصادر بشدة صحة الأنباء التي ترددها بعض وسائل الإعلام عن وجود تهديدات صدرت لقضاة المحكمة الدستورية، مشيرة إلى عدم صحة هذه الإشاعات.
وقد أكدت مصادر أمنية في هذا السياق أن التظاهرات أمام مقر المحكمة الدستورية العليا اتسمت بالسلمية الكاملة ولم تشهد أية خروج على قواعد القانون، وإنما هي تعبير عن الرأي بشكل واضح.
وكان مصدر طلب عدم نشر اسمه قد أخبر وكالة رويترز أن المحكمة أجلت إداريًّا نظر دعوى حول مدى دستورية قانون انتخاب مجلس الشورى ودعوى حول قانون معايير تشكيل الجمعية التأسيسية التي انتهت يوم الجمعة من كتابة مشروع دستور حدد الرئيس محمد مرسي يوم 15 ديسمبر موعدًا لاستفتاء الناخبين عليه.
ويأتي تأجيل جلسة المحكمة الدستورية العليا - التي يتهمها غالبية المصريين بتعطيل مؤسسات الدولة المنتخبة - في ظل تصعيد جديد للأزمة السياسية من قبل قوى تنتمي للنظام السابق، تحالفت معها قوى تعلن رغبتها في تقويض شرعية الرئيس محمد مرسي.
وقال عصام سلطان، نائب رئيس حزب الوسط، إن هناك خلافات كبيرة بين قضاة المحكمة الدستورية، مؤكدا أن هذه الخلافات بسبب ممارسة بعضهم السياسة وانحيازهم الواضح لاتجاهات معينة وإصرارهم على حل المؤسسات المنتخبة مثل مجلس الشورى والتأسيسية وأنها السبب في تأجيل أحكام الدستورية لأجل غير مسمى وليس مظاهرات معارضي الدسستورية السلمية - حسب وصفه -.
وقال سلطان على صفحته الرسمية: "ما علمته أن خلافاً محتدماً ثار بين مجموعتين من قضاة المحكمة الدستورية التسعة عشر الأجلاء، المجموعة الأولى وهى مكونةُ من الأحد عشر قاضياً الأقدم، الذين سيستمرون فى عملهم بعد إقرار الدستور ( مادة 233 ) والمجموعة الثانية وهى مكونةٌ من الثمانية الباقين.
واضاف سلطان :" أن ثلاثةً من القضاة يقودون الصراع السياسى داخل وخارج المحكمة، بدءاً بالتنسيق وحضور جلسات المجلس العسكرى الذى كان، ونهايةً بالظهور الدائم فى وسائل الإعلام والتصريحات بشأن قضايا منظورة ومتداولة أمامهم، بالمخالفة لقانونى المرافعات والسلطة القضائية، دون أن يحاسبهم أحد".
واشار إلى أن الخلاف سببه: "إصرار القضاة الثلاثة الأجلاء على انتهاج سياسة الأرض المحروقة، بمعنى أنه بما أنهم سيغادرون المحكمة إلى غير رجعة، فإنه لابد من حرق الجميع معهم، حتى ولو كانوا زملاءهم أو شيوخهم وأساتذتهم ولا بأس من التضحية بما تبقى من سمعة للمحكمة الدستورية العليا ".
وأكد عصام سلطان أن هذا هو السبب الرئيسي لتأجيل كافة الجلسات اليوم وأن رأى العقلاء قد تغلّب، وأنهم لم يستجيبوا هذه المرة لتلك الأفكار والمقترحات المهلكة، على نحو ما أهلكتهم مقترحاتٍ سابقة، واستطاع الشيوخ بحنكتهم وأصدروا بيانهم اليوم، الذى أجَّل كل الأمور لوقتٍ آخر، حتى تهدأ النفوس.
وأوضح أن هذا ما يفسر للجميع أنه على الرغم من اتصال وزير الداخلية برئيس المحكمة صباح اليوم وطمأنته بأن الطريق إلى منصته العالية آمنٌ تماماً، إلا أن رئيس المحكمة وباقى الشيوخ الأجلاء آثروا عدم الحضور وأصدروا بيانهم، الذى كان ظاهره اشتداد اللهجة، وباطنه الرحمة والحكمة.
شاهد تصريحات سلطان:

نجوم العالم لكرة القدم ينددون بإسرائيل بسبب العدوان على غزة


لندن، بريطانيا (CNN) -- دعت مجموعة من نجوم كرة القدم إلى تجريد إسرائيل من حقوق استضافة بطولة أوروبية كبرى العام المقبل، بعد هجماتها على قطاع غزة الشهر الماضي.
ووقع أكثر من 60 لاعبا بمن فيهم ديدييه دروغبا، وإيدين هازرد، وسيسي بابيس، وديمبا با، عريضة نشرت على الموقع الإلكتروني لمهاجم الدوري الانجليزي فريدي كانوتيه.
وقالت العريضة: "نحن كلاعبي كرة قدم أوروبية، نعرب عن تضامننا مع شعب غزة الذي يعيش تحت الحصار والحرمان من الكرامة الإنسانية الأساسية والحرية."
وأضاف اللاعبون في عريضتهم أن "آخر قصف إسرائيلي على قطاع غزة، أدى إلى وفاة أكثر من مائة من المدنيين، وأصبح صمة عار أخرى على ضمير العالم."
وتحدثت العريضة عن هجوم نفذته القوات الإسرائيلية على ملعب لكرة قدم في غزة في 10 نوفمبر/تشرين ثاني الماضي، وقتل أربعة لاعبين في سن المراهقة، وقالت إنه تم اعتقال اثنين من اللاعبين من نادي العماري في إسرائيل "دون تهمة أو محاكمة" منذ فبراير/شباط.
وتابعت العريضة تقول: "من غير المقبول أن يقتل الأطفال وهم يلعبون كرة القدم.. إن استضافة إسرائيل لبطولة كأس أوروبا تحت سن 21 عاما، في هذه الظروف، سوف ينظر إليه على أنه مكافأة للإجراءات التي تتعارض مع القيم الرياضية."
وتستضيف مدينة تل أبيب البطولة الأوروبية تحت سن 21 عاما في يونيو/حزيران المقبل، بمشاركة ثماني دول أوروبية.
ورفض الاتحاد الأوروبي لكرة القدم دعوات نقل البطولة من الجماعات المؤيدة لفلسطين، وقال ميشيل بلاتيني إن الاتحاد "منظمة غير سياسية.. و(إسرائيل) حصلت على حق استضافة هذه البطولة من خلال تصويت نزيه وديمقراطي."

تصريح خطير سيد البدوي يعترف بمعرفة حل البرلمان قبل حكم المحكمة الدستورية


01 ديسمبر 2012

رداً على مزاعم عمرو موسى حول الحكم الوطني في العراق

ما وعدناكم، أعزائي القراء، هنا، بأننا سنكشف حقائق مهمة نردُّ بها على إدعاءات الخادم الوفي لنظام حسني مبارك، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، ننشر اليوم تفاصيل ذلك، في جزئه الأول.
هذه حقيقة مقابلة عمرو موسى للرئيس الشهيد صدام حسين في بغداد عام 2002.
كيف تمَّت الزيارة؟
وماهي أولياتها؟
وماذا حصل فيها؟
ولماذا يُشكِّك السيد موسى بنوايا العراق في علاقته مع مصر قبل عام 1990؟

عمرو موسى:صارحت صدام حسين بأخطاء سياسته وغزو الكويت لم يكن ابن ساعته مصر ودول عربية أخرى عارضت مناقشة مبادرة الشيخ زايد لتنحية الرئيس العراقي (3)

حاوره غسان شربل
الثلاثاء ٢٧ نوفمبر ٢٠١٢

عايش عمرو موسى تقلبات الملف العراقي من موقعه وزيراً لخارجية مصر ثم أميناً عاماً للجامعة العربية. قبل ذلك، قام موسى بمهمة ديبلوماسية حساسة لم تكن أقل من إعلان انهيار «مجلس التعاون العربي»، الذي كان يضم مصر والعراق والأردن واليمن.

بعد طرح العراق قيام شكل من التعاون العسكري والاستخباراتي في 1989، ساورت القيادة المصرية شكوك حول النوايا الفعلية للعراق. استدعي مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة عمرو موسى إلى القاهرة وطُلب منه نقل رسالة إلى صدام حسين لا تخفي عباراتها الديبلوماسية قرار مصر الخروج من المجلس. ذهب موسى إلى بغداد وقيل له إن الرئيس كان خارجها، فأوجز مضمون الرسالة لنائب الرئيس طه ياسين رمضان الذي فوجئ. وهكذا انهار المجلس، ولهذا يعتقد موسى «أن قرار غزو الكويت لم يكن ابن ساعته»، وأن لهجة المسؤولين العراقيين في القمة العربية التي عقدت في بغداد قبل شهور من الغزو كانت مثيرة للتساؤلات. ولاحقاً سيسخر الرئيس حسني مبارك من وصف صدام له بـ «الخفيف»، وسيقول: «هو ده يا تقيل هببت الدنيا على راسك»، وكان يشير إلى النتائج الكارثية للنهج المغامر لصدام.

وفي أيلول (سبتمبر) 2002، نجح موسى في جهود على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في إعادة التعاون بين المنظمة الدولية ومراقبيها والعراق ما أدى إلى تأجيل قرار الحرب بضعة اشهر.


> متى التقيت صدّام حسين؟


- رأيت صدام في القمة العربية في بغداد (أيار/ مايو 1990) وقبلها في قمة أخرى في الإسكندرية (قمة مجلس التعاون العربى فى الصيف السابق) ثم عندما عُيِّنتُ أميناً عاماً لجامعة الدول العربية. لم ألتقه بصفتي وزيراً للخارجية، بسبب قطع العلاقات الديبلوماسية (إثر غزو الكويت). ولكن عند تعييني أميناً عاماً لجامعة الدول العربية زرت بغداد، لأنني قررت أن أزور كل العواصم العربية، وأن ألتقي كل الرؤساء وكبار المسؤولين في جميع الدول العربية، ولم أستثن منها العراق.

عُينت أميناً عاماً للجامعة العربية، وتوليت منصبي في الأسبوع نفسه الذي عُينت فيه وزيراً للخارجية قبل ذلك بعشر سنوات، أي في منتصف أيار (مايو) 2001، حيث بقيت عشر سنوات، ثم انتقلت إلى الجامعة.


ذهبت إلى بغداد فى كانون الثاني (يناير) 2002، وأنا مؤمن بأن السياسات التي يتبعها صدام كلها خطأ، من غزو الكويت إلى مواقفه في القمم العربية وعدم تعاونه مع الدول العربية وعدم تسهيله الأمور لحل المشاكل العربية القائمة، وكنت أندهش من موقفه في مواجهة الأمم المتحدة. كنت على علم بهذه المواقف، عربياً أو دولياً، حيث كانت معرفتي بكوفي أنان الأمين العام للأمم المتحدة قديمة منذ كان موظفاً في الأمم المتحدة، وكبرنا سوياً، وأصبح هو أميناً عاماً للأمم المتحدة، وأصبحت أنا مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة ثم وزيراً للخارجية. بعد تعييني أميناً عاماً للجامعة، عدت ألح عليه بألاّ تُترك قضية مثل قضية العراق من دون دور نشط للأمم المتحدة، هذه مسألة فيها اتهامات نووية للعراق ودور لمراقبين دوليين، فهناك دور سياسي للأمم المتحدة يفوق دور الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهناك حرب سابقة (مع ايران)، وقد تحدث حرب لاحقة، وأصررت عليه جداً أن يحيي دور الأمم المتحدة، وقلت نحن مستعدون لأي مساعدة. اقترحت عليه إيجاد طريقة لإعادة المراقبين الدوليين، وكنت أرى أنه من الضروري لنا أن ننهي حالة سيئة جداً، وكان الشعب العراقي بدأ يعاني. بدأتْ اتصالات دولية رفضها صدّام، وقال لي كوفي إن صدّام يرفض كل شيء. المهم أن الزيارة إلى العراق تحددت، وتوجهت إلى بغداد في 19 كانون الثاني (يناير) 2002.

> كيف وجدت العراق؟


- وجدت بغداد بلداً مهجوراً متعباً، بعدما كانت بغداد لا تزال في ذاكرتي منذ اجتماع القمة العربية في 1990، حين كان يُعاد بناؤها، أحياء تبنيها شركات كورية وأحياء تبنيها شركات أوروبية، وبدأت بغداد تضم أحياء أنيقة، وكان يُترك في كل حي بيت أو أكثر على الطراز القديم، لإظهار الفرق بين القديم والحديث، وكان يتم شق طرقات وبناء جسور جديدة. وجدت بغداد 2002 وقد علاها التراب والصدأ وبدَت في حالة سيئة مؤسفة، وكان في ذهني أمران: الأول مهمتي الأساسية كأمين عام والثاني أن أساعد أحد أصدقائي هناك.


أبلغت أنان بتوجهي إلى بغداد، وطلبت منه أن يحمّلني رسالة إلى صدام، فقال لي أبلِغه أن كوفي أنان مستعد لاستئناف المباحثات مع العراق بشأن المراقبين الدوليين، وطلب مني معرفة ما إذا كان صدّام مستعداً لإنجاح هذه المباحثات. وافقت على نقل الرسالة، وفور وصولي دعاني طه ياسين رمضان وطارق عزيز وناجي صبري (وزير الخارجية) إلى العشاء في فندق يطل على القصر الملكي القديم وبغداد التقليدية. قلت لهم خلال العشاء بكل صراحة، إن الأخطاء بدأت من الحرب على إيران وتبلورت بغزو الكويت، وإنني أجد طريقة التعامل العراقية مع مسألة الكويت، سواء عربياً أو دولياً، طريقة غير منتجة وسلبية، والأفضل أن تنظروا إلى طريقة أخرى للتعامل مع الأمم المتحدة. أجابوا: قُلْ له (أي لصدام). ومنهم مَنْ سأل: ما الوضع بعد انتهاء الغزو؟ قلت له إن هذا وضع لم ينته، لأن المرارة التي تركها كبيرة، ليس عند الكويتيين فقط، بل عند الجميع في العالم العربي، ومواطن مصري مثلي لا يتقبل فكرة أن تقوم دولة عربية بغزو دولة عربية أخرى، فقالوا لي أيضاً: «قُلْ له». وسألتُ ما لزوم ما حصل؟ كان من الصعب على المسؤولين العراقيين أن يعبروا عن حقيقة مواقفهم. كان لديهم شعور بالخطورة عليهم، لا سيما بعد أحداث 11 سبتمبر (أيلول)، وكان من الممكن التكهن بأنهم غير موافقين على ما قام به صدّام وهم يعايشون النتيجة، ولكن معظمهم خائف من صدام.


في صباح اليوم التالي جاءني إلى دار الضيافة أحد الضباط ودعاني إلى مرافقته إلى مبنى حكومي من البنايات القديمة التي تشعرك بالعراقة، ثم جاء ضابط أدى التحية العسكرية وقدم نفسه: الفريق عبد حمود (سكرتير الرئيس صدام). بدا رجلاً عسكرياً بشوشاً (أُعدم أخيراً)، وتوجهنا في سيارة تويوتا لونها بيج قادها هو في اتجاه طريق المطار ثم أخذنا منعطفاً نحو فيلا كبيرة ووراءنا سيارة عسكرية ثم أخرى فيها أعضاء وفد الجامعة العربية احمد بن حلي، مساعد الأمين العام، الذي أصبح بعد ذلك نائب الأمين العام للجامعة العربية ومدير مكتبَيْ السفير هشام بدر، الذي أصبح سفير مصر في جنيف، والسفير الدكتور حسين حسونة، الذي أصبح لاحقاً سفير الجامعة العربية في واشنطن.


تم حجز بقية الوفد ليدخلوا بعد دخولي منفرداً، ثم فُتح باب على قاعة ضخمة يقف صدّام في الربع البعيد منها، نزلت درجتين إلى داخل القاعة وتوجهت للسلام على صدّام، الذي تقدم إلى منتصف القاعة، وكان سلاماً عسكرياً جافاً، وليس كالسلام العربي بالأحضان والقبلات. تصافحنا، ورحَّب بي قائلاً: أهلاً وسهلأً بسيادة الأمين العام، أهلاً وسهلاً بالأخ عمرو، قلت: شكراً يا سيادة الرئيس. وتوجهنا الى ركن جلوسنا، ثم دخل بقية أعضاء الوفد وصافحهم صدام، وجلسنا صفاً واحداً وأمامنا صدام، وإلى جانبه عبد حمود وناجي صبري الحديثي، وهو شخص ودود وعلى كفاءة عالية ويوحى بالصدقية، لكنه في الوقت نفسه مغلوب على أمره.


بدأت حديثي مع صدام بطريقة عملية محددة، وربما صارمة (فشعر بن حلي -كما قال لي لاحقاً- أننا لن نغادر بغداد). عدَّدتُ لصدام الأخطاء، مركزاً على عدم التعاون مع الدول العربية ولا التجاوب مع المساعى العربية لتحسين الوضع وتخفيف التوتر، وقلت يا سيادة الرئيس، وبصفة محددة، كان غزو الكويت بداية لمأساة، وقلت له أريد أن أوجه سؤالاً: ما لزوم ما حصل وأنتم ترون نتائج ما حصل؟ والآن على الأقل للخروج من الأزمة عليك التعامل مع الأمم المتحدة، وأنا معي رسالة من كوفي أنان أنه سيكون مستعداً لاستئناف المباحثات إذا كنتم مستعدين لعودة المراقبين والمفتشين الدوليين، وقرارات الأمم المتحدة هي التي تحدد سلطة الأمين العام. قال: أنا مستعد، سألته: يا سيادة الرئيس، هل لديكم أي أسلحة نووية؟ فاجاب: إطلاقاً. وقلت له: اسمح لي أن أسالك السؤال مجدداً: هل لديكم أسلحة نووية؟ (لمحت في عينيه الدهشة والتوجس من تكراري السؤال) فرد صدام: ليس لدينا على الإطلاق، قلت له: إذاً لماذا أنت متخوف يا سيادة الرئيس ومتردد من حضور المراقبين الدوليين؟ فقال: لأنهم جواسيس وعملاء للـ «سي آي إي». قلت له: ماذا لو عالجنا موضوع الجاسوسية واشترطنا هذا على كوفي أنان، وهو مستعد لمعالجة أي شكوى منطقية للقبول بعودتهم وبما يريحك. فوافق صدّام بعد تردد، قلتُ: أنا سأحمل رسالة الرد أنك يا سيادة الرئيس أولاً مستعد للتفاوض، وأنك ثانياً لا تملك أسلحة نووية، وأنك ثالثاً تخشى من أن يكون عدد كبير من المراقبين، إن لم يكن معظمهم، من الجواسيس، ولكنك مستعد لاستقبالهم إذا قدمت الضمانات الكافية بالنسبة لموضوع التجسس. سألته: هل لديك أي رسالة أخرى؟ قال: نعم، فقد أثرنا الموضوع في شكوى إلى الأمم المتحدة، ولم تهتم الأمم المتحدة بالرد، قلت له: إذا عالجنا كل ذلك هل ستكون مستعداً؟ قال: نعم أنا مستعد.


بعدها تطرقت إلى السياسة العراقية وسلوكهم في القمة العربية، وكيف أن الشيخ صباح الأحمد كان يستمع إلى آرائنا كوفود عربية، وإلى وساطتي المقترحة كأمين عام للجامعة العربية بالنسبة للقرارات والصياغات، ولم يعترض، بل كان يُسهل علينا الأمور، وإنما أتى الاعتراض من الجانب العراقي، وهذا ما لا أفهمه، فأنتم في موقف ضعيف جداً. الجامعة العربية ووفود عربية تستطيع أن تفعل الكثير لعلاج الوضع القائم. لم يرفض طرحي. وهكذا سارت الأمور بعد لقاء استمر ساعتين وثلث الساعة.


لم يتحدث صدّام في القضايا العربية المختلفة، ولا حاولت أنا أن أثير أي موضوع آخر، بعدما كان العراق البلدَ الكبير الذي يتحدث عالياً في العلاقات العربية وفي مختلف القضايا، كان صدام يتحدث الآن كرئيس عادي، وبصوت خفيض، ويريد أن يفهم الأمم المتحدة وآلياتها وإمكاناتها. وخرج الوفد ليستقل سياراته من باب وخرج صدام معي لوداعي ومعه وزير خارجيته من باب آخر، ورافقنا عبد حمود. عند خروجنا أشار الرئيس إلى بحيرة إلى اليمين، ودعاني لأرى ما فيها من بَجَع، الأمر الذي أخذ حوالى دقيقة من التأمل والنظر، ولما التفت للسلام على صدّام لشكره وتوديعه، وجدته كما هو، لكن ساورني شعور لا يزال يساورني حتى الآن، بأن الشخص الذي يقف أمامي الآن ليس الشخص الذي كنت معه في القاعة، وخرج معي إلى هذه البقعة ووجهني لأتفرج على البحيرة وطيورها، رغم أنه يرتدي البدلة نفسها وربطة العنق نفسها وله الشارب نفسه. نعم، ساورني شعور غريب بأن الشخص الذي أمامي الآن ليس صدّام حسين الذي كنت مجتمعاً به قبل دقائق، والله أعلم، حيث لا دليل لدي على ما أقول، ولكنه مجرد شعور. أوصلني الى باب السيارة وبقي واقفاً إلى أن تحركت السيارة. في طريق العودة، ركب معي وزير الخارجية العراقي، وذلك كان اللقاء الوحيد الذي جمعني مع صدام في اجتماع خاص، والذي أوضحت له فيه كيف أننا كعرب لم نقبل غزو الكويت والآثار التي ترتبت عن هذا الغزو، ونحن نحاول أن نتعامل مع الوضع. استمع صدّام إلى النقد صامتاً، وعندما ركبنا السيارة قال لي ناجي صبري إن سيادة الرئيس أمر بهدايا لكل أعضاء الوفد سيارات مرسيدس، فقلت له: أرجوك يا ناجي، هل ترى العراق في وضع طيب لتُهدونا سيارات مرسيدس؟ هذا ليس وقت سيارات، ولن آخذ لا أنا ولا أي من أعضاء الوفد أياً منها، فحضنني ناجي وقبّلني شاكراً وانتهت الزيارة، ولكنى وأعضاء الوفد قبلنا عباءات عربية.


الصديق الذي كنت أريد إنقاذه هو الديبلوماسي العراقي العريق رياض القيسي، الذي كان معنا في الأمم المتحدة. كنت أعرف أنه كان شبهَ محدد الإقامة، ومهدداً ربما في حياته، وطلبت لقاءه لإعطاء رسالة أن لديه اتصالات، وأن الأمين العام للجامعة تربطه به صلة لعلها تخدمه. وأصررت أن يكون لقاؤه ضمن برنامج الزيارة الرسمي. فأتاني القيسي والتُقطِت لنا صور معاً وأمام الصحافيين لأحاول مساعدته، ووصلت الرسالة إلى المعنيين والحمد لله لم يحدث له شيء طوال عشر سنوات وخرج عقب الغزو الأميركي مباشرة، وهو يعيش الآن في قطر.


> كنت أميناً عاماً للجامعة العربية عند الغزو الأميركي للعراق.


- نعم، وكان موقفي واضحاً ضد هذا الغزو، وقلت إن هذا الغزو سيفتح أبواب جهنم على المنطقة وأميركا والجميع، وهو ما نشرته وكالات الأنباء وعلقت عليه وسائل إعلام عالمية، منها «تايم» و «نيوزويك» و «الإيكونوميست» وغيرها، والغريب أنه في 24 أيلول (سبتمبر) 2012، نشرت صحيفة الـ «هافنغتون بوست» الأميركية مقالاً تضمن الفقرة التالية:


«في العام 2003، قام الديبلوماسي المصري عمرو موسى بتحذير إدارة الرئيس جورج بوش من أن غزوها العراق قد يفتح أبواب الجحيم. بالطبع لم تلقِ واشنطن أي بال لهذا التحذير، لأنه لم يكن ديكتاتوراً أو عسكرياً، وإنما أميناً عاماً لجامعة الدول العربية، ولا يريدونه أن يفسر لهم الواقع. الحقيقة أنه لم يكن من الممكن أن تكون رؤيته أدق مما كانت. للأسف، ضاع الكثير من الوقت، اختراقات كثيرة، فوضى عارمة، الملايين من اللاجئين وحرب أهلية مريرة (تتكرر الآن في سورية). وامتلأت القبور بالجثث قبل أن يبدأ الربيع العربي، سميت هذه الحركة تيمناً بفصل مجدد واعد، كانت هناك حقيقة مغايرة تماماً: نظام كامل طالما حكم منطقة غاية في الحيوية أصبح في طريقه إلى الزوال التام».

(Huff post: Obama Against the World

Tom Dispatch: 24 - 09 - 2012)


لقد أدى هذا الغزو إلى قلب الأمور في المنطقة كلها تماماً، وكان الإعداد له إعداداً ملتبساً انتهى إلى أن العراق تفكك، وأن الجنيَّ الخطير الذي كنا سعداء لحبسه في القمقم -وأقصد الصِدام السني الشيعي- خرج، وفوجئنا بمشكلة في العالم العربي وفي العالم الإسلامي وفي الشرق الأوسط تزيد في خطورتها على الاحتلال الأجنبي. ربما يكون صحيحاً ما قيل إن تلك مسألة كانت تُرتب من قبل، وأن صدّام لم يكن يصح أن يبقى في الحكم، إلا أن الحقيقة أن صدّام كان منتهياً، وقد كان لغزو العراق رد فعل قاسٍ جداً في العالم العربي كله، وعلى العراق، ومن نتائج الغزو ما نراه حتى الآن من تداعيات... ولكن الحقيقة أيضاً أن غزو الكويت كان قاسياً جداً علينا، وكان خطأ فادحاً من جانب صدام حسين.

> هل رأيت صورة الدبابة الأميركية وهي تُسقط تمثال صدّام حسين مثلاً؟

- طبعاً، كانت رمزاً لانتهاء عهد وبداية عهد. ولو كان هذا العهد العراقى البائد بقي، لشهد العراق أول ثورات الربيع العربي. يُقال الآن إن الناس في سورية يهدمون التماثيل، تماثيل الرئيس (حافظ الاسد)، وفي مصر كذلك، حيث قام الشعب بإنزال صور الرئيس، ولم تقم بذلك أي دبابة أجنبية أو تحت حراسة جيوش أجنبية. أعتقد أن الشعب العراقي كان سيصل إلى تلك المرحلة لوحده، لأنني كنت أرى أن النظام العراقي كان منتهياً، وسياسات صدّام كانت عنيفة، من نوع معالجة المسألة الكردية بغزو كردستان العراق، وهو أمر غير مقبول ولا عاقل، وكان يعالج المسألة الشيعية بطريقة عنيفة أيضاً. للحقيقة، كان هناك العديد من الأخطاء الكبيرة، لكن مهما كان الأمر، فإن إقصاء الرؤساء يجب أن يكون بيد الشعب وليس بيد دولة أجنبية.

> هل لديك معلومات عمّا إذا كان الرئيس مبارك أو غيره حاولوا إقناع الأميركيين بعدم غزو العراق؟


- لا أظن أن العرب، ومنهم مصر، قاموا بمثل هذا الدور. كانت لدى صدام حسين عداوات مع عدد من القادة العرب، وإدارته علاقات العراق مع الدول العربية لم تترك قاعدة تأييد له أو تعاطفاً معه. طبعاً كان هناك من يخشى على البلد وليس على النظام، لكن لا أعتقد أن جهداً عربياً عملياً أو ملموساً بذل، وإن كان هناك من حاول تفادي الغزو بصرف النظر عن عدم اقتناعه بصدّام وسياساته، وقد حاولت ذلك بصفتي الأمين العام للجامعة العربية بالتعاون مع كوفي أنان، مما أغضب الأميركيين كثيراً، وتلك قصة أخرى.

> تعرضت لانتقادات لرفضك مناقشة اقتراح الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان تنحي الرئيس صدّام حسين؟

- كان ذلك في القمة العربية التي عُقدت في شرم الشيخ، والتي سبقت الغزو الأميركي مباشرة في آذار (مارس) 2003. كان الملك حمد بن عيسى ملك البحرين يتولى رئاسة تلك القمة. وصل مغلف مغلق من وفد الإمارات الى ملك البحرين. تم فتح المغلف وتصفحه الملك وأعطاني إياه. قلت للسفير هشام بدر (مدير مكتبي) إن تلك الرسالة خطيرة جداً، وطلبت منه أن يُشرف شخصياً على نسخ 22 صورة فقط من تلك الرسالة وأن يحضر إليّ النُّسخ الـ 22 مع الأصل. وزعت 22 نسخة من تلك الرسالة على القادة العرب في الجلسة نفسها، بعدما أعلنت أن هناك رسالة مهمة ستوزع عليهم، وهي موجهة من سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان إلى جلالة الملك حمد بن عيسى رئيس القمة وملك البحرين. وكان الشيخ راشد عبدالله النعيمي وزير خارجية الإمارات، وكان في غاية النشاط، يعمل على تعبئة التأييد لرسالة الشيخ زايد، حينها ذكرت للملك أن هناك ضرورة للتشاور لاتخاذ القرار المناسب في صدد هذا التطور المهم. كان علي، باعتباري أميناً عاماً للجامعة، أن ألفت الانتباه إلى أي تطور يحدث خلال الاجتماع، وأن أشير إلى أي رسالة مهمة توجه إلى القمة، وقد سُلِّمَت الرسالة إلى ملك البحرين، وهو سلمني إياها فطلبت توزيعها مباشرة فور تصويرها، وهو ما تم. وطُلبت مهلة تُرفع فيها الجلسة للتشاور، أعتقد أن مصر واليمن طلباها، كان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح في منتهى التشوق لمعرفة ما ستنتهى إليه الأمور، وكان الرئيس مبارك محتاراً ماذا يفعل، ولكنه لم يكن رئيس الاجتماع، وبدا مرتاحاً لذلك. رُفعت الجلسة للتشاور فور التوزيع بناءً على هذا الطلب المزدوج. فوجئ العراقيون، وأصيبوا بحالة هياج لأنني قمت بتوزيع الرسالة. مصر لم تكن مستعدة لطرحها للنقاش، لأنها توقعت حدوث مشادات وانقسامات، وربما ملاكمات، والمصريون يريدون تهدئة الأوضاع في القمة التي تعقد على أرضهم، وكذلك دول أخرى كان لديها التوجه نفسه. قلت: نحن في حاجة إلى آراء بالنسبة إلى هذا الموضوع، لأن هناك اقتراحاً قُدِّم، فقال المصريون، وعلى ما أذكر أيضاً الليبيون، وبالتأكيد الأردنيون، إنه لن تتم مناقشة الرسالة الآن، بل سنتشاور بأمرها ثنائياً وخارج الإجتماع الرسمي، وانتهى الموضوع عند هذا الحد ولم تتم مناقشته. لكن هناك مَنْ اتهمني بأنني السبب (في عدم مناقشة مضمون الرسالة)، وهذا غير صحيح. كان عدد من الملوك والرؤساء غير مستعدين لمناقشة علنية لها. والحقيقة أنني شعرت بأن الموضوع خطر وحساس جداً، ولا بد أن تتكلم الدول وتعلن إن كانت مستعدة لأن تطالب صدّام بأن يتنازل ويذهب إلى الإمارات كضيف، كما كان الاقتراح الإماراتي. الحقيقة أن الحملة ضدي لم تكن مبررة، لأن الرسالة لم تكن موجهة إليّ، والبند لم يكن قد اقتُرِح، وأنا قمت بتوزيع 22 نسخة على رؤساء الوفود الـ 22 المشاركين، وأن الذي طلب عدم مناقشتها هم ملوك ورؤساء طلبوا رسمياً عدم الإصرار على المناقشة العلنية (عتب علي السفير أسامة الباز المستشار السياسي للرئيس مبارك آنذاك، لأنني وزعت الرسالة، قائلاً على طريقته: «ما كنت تخفيها»، فقلت له على مسمع من الآخرين فى الأمانة العامة للجامعة: ده مش لعب يا أسامة، ودي رسالة من رئيس دولة إلى القمة، وهي لا توضع في الأدراج. وتركته ومشيت).


> هل كان العتب عليك من الدول التي كانت ميّالة لمناقشة الموضوع في المواقف؟

- لو كان أحد تشاور معي قبل ذلك لكنت أشرت عليه بطريقة مختلفة، وكان الحريّ بهم أن يعرفوا أنهم لو تشاوروا معي مسبقاً لما كان ذلك سيعني أنني سأنقل ذلك التشاور إلى أيّ كان. كنت سأشير على مَنْ اقترَحَ أنه بما أن هذا موضوع حساس جداً ونحن في قمة علنية، فيجب أولاً أن نضع المسألة العراقية على الأجندة، وهذا ليس صعباً، فالوضع في العراق وتطوراته كان يجب وضعه على الأجندة في كل الأحوال، ثم يُثار هذا الوضع في إطاره، بما في ذلك الرسالة الإماراتية، ولكن لا تكون هي نقطة البداية، بل مناقشة الوضع في العراق، بغرض أن ينتهى باقتراحات وحلول، منها استضافة صدام في الإمارات. وكنت مستعداً لأن أحاجج الوفد العراقي من هذا المنطلق. لكن لم يتشاور معي أحد وفوجئت بالرسالة التي سلمني إياها ملك البحرين فكيف لا يتم التشاور مع الأمين العام؟ وأنا -كأمين عام- أمينٌ فعلياً على كل ما يُقال لي، لأن هذا أمر يتعلق بشأن عربي مهم وحساس. هم اعتقدوا ربما أن كون الأمين العام مصرياً سينقل الأمر إلى دولته، والواقع أن هذا لم يكن أسلوبي في العمل، وقد وزعت الرسالة، كما ذكرت، وتسلم الوفد العراقي نسخته، فكان ما كان من ثورتهم وتهديداتهم، وربما أدى هذا إلى تراجع الوفود العربية عن المناقشة الرسمية، خشية حدوث ما لا تحمد عقباه.

أمريكا خططت لقصف موسكو بالنووي من القمر


أرض كنعان / أمريكا / كشفت وثائق قديمة من أرشيف سلاح الجو الأمريكي خلال فترة الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي السابق عن وجود خطة سرية كانت تقضي بإحداث تفجيرات نووية على سطح القمر لإخافة موسكو من قدرات واشنطن العسكرية، أو تحويل القمر إلى قاعدة لإطلاق أسلحة دمار شامل ضد موسكو في حال حصول مواجهة.
وحملت الخطة اسم "المشروع A-119" وقد وضعت عام 1958 خلال ذروة التوتر السياسي بين موسكو وواشنطن، وبعد قيام الاتحاد السوفيتي بإطلاق برنامجه الفضائي عبر القمر الصناعي "سبوتنيك 1."
وقال ليونارد ريفيل، عالم الفيزياء الذي أشرف على ذلك المشروع: "كان هناك الكثير من القلق بعد تحول يوري غاغارين السوفيتي إلى أول رائد فضاء، كما أن تجربة سبوتينك كانت رائدة في ذلك الأيام، في حين بدت الولايات المتحدة خائفة، لذلك وضع هذا المبدأ لأجل ضمان امتلاك أمريكا قدرة ردع متبادلة."
وأضاف ريفيل، الذي يبلغ من العمر اليوم 85 سنة، متحدثا إلى CNN من منزله في شيكاغو: "الهدف من التفجير (على القمر) كان اختبار التداعيات السياسة والعسكرية والعلمية."
ولفت ريفيل إلى أن الجيش الأمريكي نظر إلى القمر على أنه يوفر فرصة امتلاك تفوق استراتيجي في الصراع مع الاتحاد السوفيتي، وبالتالي يمكن بناء منصات عليه لإطلاق صواريخ نووية باتجاه الاتحاد السوفيتي في حال بدء الأخير هجوماً نوويا ضد الولايات المتحدة أفقدها فيه القدرة على الرد من أراضيها.
وبحسب ريفيل، فإن الخطة المبدئية كانت إرسال صاروخ عابر للقارات من مكان سري باتجاه القمر الذي يبعد عن الأرض مسافة 240 ألف ميل، بهدف إحداث تفجير نووي على سطحه، ولم يؤكد العالم الأمريكي صحة التقارير التي أشارت إلى أن الصاروخ سيحمل رأساً نوويا، ولكنه قال إنه لم يكن من المقرر اللجوء إلى تفجير كبير.

العمدة لحمدين صباحي انا ندمت انى انتخبتك وعملت لك مؤتمر