06 أغسطس 2012

نيران آل سعود تشعل غضبا وحال طوارئ في المنطقة الشرقية



تنديدا بمقتل أحد أبناء العوامية برصاص قوات أمن آل سعود، تواصلت ‏المظاهرات الاحتجاجية في القطيف والعوامية والمناطق المجاورة لهما ‏والعديد من مدن وقرى المنطقة الشرقية في السعودية.‏‏
وحسب مصادر سعودية فقد شارك عشرات الآلاف من أبناء المنطقة الشرقية ‏رجالا ونساء وأطفالا في التظاهرات تنديدا باستشهاد الشاب حسين يوسف ‏القلاف والذي رفضت السلطات السعودية تسليم جثمانه لأسرته إلا بعد أن ‏يقدم والده اعترافا خطيا بأن ولده هو من أطلق النار على أحد جنود آل سعود ‏في العوامية، وقالت المصادر إن المظاهرات الشعبية جاءت أمس تحديا ‏للسلطات القمعية ولكل الإجراءات الغير مسبوقة التي اعتمدتها سلطات آل ‏سعود لدرجة أن سكان المنطقة الشرقية باتوا يعيشون حالة طوارئ ‏استثنائية وغير معلنة

لم يحدث إجماع علي تعريف الإجماع



الدكتور عادل عامر
الإجماع بتعريف بعض الأصوليين هو: ( اتفاقُ المجتهدينَ من أمَّةِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم بعدَ وفاتِهِ، في عصرٍ من العصورِ، على حُكْمٍ شرعيٍّ ). وعرَّفه آخرون بأنه : (اتفاقُ المُكَلَّفينَ من أمَّةِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم ، في عصرٍ من العصورِ ، على حُكْمِ واقِعَةٍ من الوقائِعِ) . وقال آخرون هو : ( اتفاقُ أمَّةِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم خاصَّةً على أمْرٍ من الأمورِ الدِّينيَّةِ )  . وذهب الإمام الطبري  إلى أن ( قول الجمهور هو إجماع صحيح ) .
ويلاحظ أن هذه التعريفات غير متفقة على تحديد من هم أهل الإجماع: هل هم المجتهدون من أمة محمد ؟ المكلفون من أمة محمد ؟ أمة محمد ؟ جمهور العلماء من أمة محمد ؟ كما أن هذه التعريفات لا تربط الإجماع بعصر معين ، ولا تربطه صراحة بأي من المصدرين الأساسيين للتشريع ( الكتاب والسنة ) وإن كان هذا معلوماً ضمناً ، ولهذا ذهب فقهاء آخرون إلى تعريف مختلف للإجماع ، منهم الفقيه ابن حزم في كتابه ( الإحكام في أصول الأحكام ) الذي قال : ( وأمَّا شَيْءٌ نَقَلَهُ الثِّقَةُ عَنْ ثِقَةٍ كذلكَ ، مُبَلَّغاً إلى رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ ، فَمِنْهُ ما أُجْمِعَ على القَوْلِ بِهِ ، وَمِنْهُ ما اخْتُلِفَ فيهِ ، فهذا معنى الإجماعِ الذي لا إجماعَ في الدِّيانَةِ غيرُهُ البَتَّةَ ، وَمَنِ ادَّعَى غيرَ هذا فإنَّما يَخْبِطُ فيما لا يَدْري ، ويقولُ ما لا عِلْمَ لَهُ ، ويقولُ بما لا يفهمُ ، ويدينُ بما لا يعرفُ حقيقَتَهُ ، وقد علَّق أحمد شاكر في حاشية الكتاب مؤيداً ما ذهب إليه ابن حزم ، فقال : هذا هو الحق في معنى الإجماع والاحتجاج به ، وهو بعينه المعلوم من الدين بالضرورة ، وأما الإجماع الذي يدَّعيه الأصوليون فلا يُتَصَوَّر وقوعُه ، ولا يكون أبداً ، وما هو إلا خيال )  .
إلا أن هذا الخلاف بين الأصوليين والفقهاء على تعريف الإجماع لا ينفي أنهم أجمعوا على كثير من الأحكام ، وبخاصة منها الأحكام المتعلقة بالعقيدة والعبادات والأخلاق ، وهذا ما أشار إليه الإمام الشافعي رحمه الله تعالى الذي قال رداً على من سأله : ( هل مِنْ إجماعٍ ؟ فأجابَ : نَعَمْ بحمدِ اللهِ كثيرٌ في جملةِ الفرائضِ التي لا يَسَعُ أحداً جَهْلُها ، فذلكَ الإجماعُ الذي لو قلتَ أجْمَعَ النَّاسُ لم تَجِدْ حَوْلَكَ أحداً يعرفُ شيئاً يقولُ ليسَ هذا بإجماعٍ ، فهذا الطريقُ يَصْدُقُ فيها من ادَّعَى الإجماعَ) .
وقد مرَّ مفهوم ( الإجماع ) بمراحل عديدة قبل أن يتبلور ويصبح مصدراً من مصادر التشريع المعتمدة عند الأصوليين والفقهاء ، فبعد انتقال النبي صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى كان الخلفاء الراشدون رضوان الله تعالى عليهم إذا عرضت لأحدهم قضية جمع حوله كبار الصحابة ممن عُرفوا بالفقه ، فيعرضها عليهم ويستشيرهم فيها ، فإذا أجمعوا على رأي أمضاه ، فكان هذا إجماعاً من الصحابة رضوان الله تعالى عليهم ، وقد ظل إجماعهم على مرِّ العصور محلَّ اعتبار وتقدير من عامة الفقهاء الذين ظلوا حريصين على معرفة مواضع إجماع الصحابة ليتبعوه ، وحتى في حال اختلاف الصحابة حول مسألة ما من المسائل ظل الفقهاء حريصين أن يدور اجتهادهم في دائرة اجتهاد الصحابة ، كما ظل كلُّ فقيه حريصاً أن لا يَشُذَّ بأقوال يخالف بها ما عليه فقهاء عصره ، وعلى هذا المنوال من الإتباع جرى العُرف في تاريخ الفقه الإسلامي ، وأصبح الإجماع حجة ومصدراً من مصادر التشريع يأتي مباشرة بعد الكتاب والسنة .
وقد أحصى الإمام ابن المنذر  عدد المسائل المجمع عليها في نحو ( 700 مسألة ) ، وأوصلها الإمام أبو إسحاق الأسفراييني  إلى أكثر من عشرين ألف مسألة ، ( والحقيقة أنه لا تُعتمد هذه الإجماعات الفقهية إلا بعد التثبُّت والتحرِّي ، فلربَّما يراد بها اتفاق الأكثر لا الجميع ، ولربَّما قصد بها اتفاق أئمة المذاهب الأربعة دون غيرهم ، أو مجرد اتفاق علماء المذاهب دون غيرهم ، أو لعدم العلم بالمخالف ، والغالب أنه يراد به الاتفاق المذهبي )  .
وبسبب هذه الاختلافات حول ( الإجماع ) والمسائل التي أجمعوا عليها فقد شكك بعض العلماء بانعقاد الإجماع أصلاً وقالوا باستحالة وقوعه ، وبخاصة منه الإجماع الذي ينسب إلى عصر ما بعد الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما ( لأن المجتهدين من الصحابة قد انتشروا في الآفاق وتفرَّقوا في الأمصار ، وغاية ما يستطيع الفقيه أن يقول : لا أعلم في هذه المسألة خلافاً )  . ومما يلفت النظر في هذا المقام أن الفقهاء إذا كانوا قد أجمعوا على عدد من الأحكام المتعلقة بالعقيدة والفرائض والأخلاق فإنهم قلما أجمعوا على حكم من الأحكام العملية ، وهذا ما نلمسه بوضوح في مختلف الأحكام التي تفيض بها كتب الفقه ، فهذه الكتب في جملتها كتب خلاف لا كتب إجماع .
ومع تسليمنا بأن الإجماع في ( المسائل العملية ) التي تتعلق بأفعال العباد قد وقع فعلاً في عصر الصحابة الأول ، لأنهم كانوا في مبدأ الأمر مجتمعين في مصر واحد ، فإننا نرى أن إجماعهم في هذه المسائل العملية ليس ملزماً بالضرورة لغير عصرهم ، ومن ثم يمكن لفقهاء كل عصر أن يكون لهم إجماعهم الذي قد يوافق إجماع من سبقوهم أو يخالفه ، لأن الأحكام العملية قابلة للتغير بتغير الأحوال والأزمان والبيئات كما تقضي القاعدة الأصولية المعروفة ، وهذا ما ذهب إليه بعض الأصوليين فقالوا : ( يجوز حصول إجماع آخر ، إذ قد يظهر للمتأخرين دليل يوجب حُكماً بخلاف الحكم السابق ، ويكون الإجماع الأول حُجَّة لا يقتضي امتناع حصول إجماع آخر مخالف له ، إذ يمكن أن يتصور كون الإجماع حجة إلى غاية معينة هي حصول إجماع آخر ، فلا يلزم تصادم الإجماعين . وقد رجَّح هذا الرأي بعض أساتذتي الأجلاء ، لأن غاية ما هنالك أنه نَسَخَ إجماعاً سابقاً ، والنسخ بعد انقطاع الوحي جائز فيما يثبت بالاجتهاد ، أي فيما لم يُعلم حكمُه من الدِّين بالضرورة )  . وقد أكد فقيه آخر هذا الرأي فقال : ( إن من الإجماع ما يقبل الإبطال بإجماع جديد . وذلك فيما بني الإجماع فيه على عرف تبدل، أو مصلحة زمنية تغيرت، لأن المصلحة المذكورة هي علة الحكم، والمعلول يدور مع علته وجوداً وعدماً. صحيح أن الجمهور منعوا ذلك، لأن كون الإجماع حجة يقتضي امتناع حصول إجماع آخر مخالف له، وجوَّزه أبو عبد الله البصري، وقال: إنه لا يقتضي ذلك
خبير في الحقوق و القانون العام

05 أغسطس 2012

فيسك:الحرب فى سوريا مؤامرة والسعودية من أكثر الدكتاتوريات الملكية خبثاً






أكد الكاتب البريطاني روبرت فيسك أنه لم تمر حرب اتسمت المواقف حولها بهذا الكم من الأكاذيب والنفاق والأخلاقيات الوضيعة كما يحدث في الأزمة في سورية ففي الوقت الذي تزود قطر والسعودية الإرهابيين بالمال والسلاح فإن واشنطن لا تكلف نفسها عناء إصدار ولو كلمة واحدة توجه فيها انتقادا إلى حكومتي هاتين البلدين.

ولفت فيسك في مقال حمل عنوان ” حرب الاكاذيب والنفاق بشأن الأزمة في سورية” نشرته مؤخرا صحيفة /الاندبندنت/ إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون يزعمان بأنهما يريدان نشر الديمقراطية غير ان حليفتهما الاولى في المنطقة قطر تمثل حكما سلطويا فاضحا فيما حليفة واشنطن الاخرى السعودية تعتبر من بين اكثر الدكتاتوريات الملكية خبثا في العالم العربي وحكام البلدين يرثان بشكل متواصل الحكم من عائلتيهما.

وأشار فيسك إلى أن السعودية هي أيضا حليف للمسلحين الوهابيين والسلفيين في سورية تماما كما كانت داعما كبيرا لحركة طالبان في افغانستان خلال السنوات السابقة.

وأضاف الكاتب البريطاني أن ما هو مؤكد أن 15 من بين الإرهابيين الـ 19 الذين قاموا باختطاف الطائرات وتنفيذ هجمات 11 أيلول عام 2001 في الولايات المتحدة جاؤوا من السعودية وعمدت بعدها الولايات المتحدة ومن خلفها الدول الغربية بضرب افغانستان كما ان حكام السعودية يقمعون المظاهرات التي يقوم بها عدد كبير من المواطنين السعوديين وتحاول في الوقت نفسه العمل على تقويض الحكم في سورية فيما نحن نصدقها عندما تقول بانها تريد الديمقراطية في سورية.

ولفت فيسك - في المقال الذي حمل عنوان (حرب الأكاذيب والنفاق بشأن الأزمة في سوريا) - إلى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون يزعمان بأنهما يريدان نشر الديمقراطية، غير أن حليفتهما الأولى في المنطقة قطر تمثل حكما سلطويا فاضحا، فيما كانت حليفة واشنطن الأخرى السعودية تعتبر من بين أكثر الدكتاتوريات الملكية "خبثا" في العالم العربي وحكام البلدين يرثان بشكل متواصل الحكم من عائلتيهما.

واشار فيسك الى انه وفيما يسارع الليبراليون في بريطانيا لملء شوارع لندن احتجاجا على الجرائم الاسرائيلية بحق الفلسطينيين فان القادة السياسيين يتخذون موقفا خجلا ويمتنعون عن التلفظ بكلمة واحدة تشكل انتقادا ولو باخف العبارات عندما تقوم القوات الاسرائيلية بارتكاب جرائم ضد الانسانية في فلسطين او لبنان.

وختم الكاتب بالقول.. إننا ننسى الحقيقة الكبرى دائما.. لافتا إلى أن الدول الغربية تسعى لتقويض الحكم في سورية ليس حبا بالسوريين او كرها لحكومتها او بسبب غضبها من روسيا ولكن بسبب رغبتها في التخلص من ايران ومن برنامجها النووي هذا إن وجدت مثل هذه الخطط ولا علاقة لمواقفها بالدفاع عن حقوق الانسان او حق الحياة.

"قرآن باربي" بصفحات ملونة.. والعريفي: حرام



انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة ما يسمى بـ (قرآن باربي)، وهو مصحف توزعه جهات مجهولة ويتم الاتجار به من قبل نساء في المنتديات، حيث يراه البعض انتهاكاً لحرمة الشهر الفضيل وتدنيساً لتعاليم الحنيف.
وكان الداعية الشيخ محمد العريفي أول من ندد بهذا الأمر على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) و(تويتر) حيث قال "ظهرت مصاحف ملونة بأشكال غريبة: هذا يُلون أسماء الله وهذا أسماء الأنبياء وأسماء المدن وهذا لكل جزء لون والقادم أدهى أرجوكم كفوا العبث بقرآننا".
ويضيف العريفي في تغريدة أخرى قوله "مصاحف باللون الأحمر! وأخرى وردي! وأصفر! وشيء ملوّن حسب المواضيع! ومدري إيش!! وكل واحد يختار حسب ذوقه! أرجوكم لا تشتروها احفظوا هيبة القرآن".
الجدير بالذكر أن قرآن باربي هو نسخة من كتاب الله تعالى مزخرفة وصفحاتها ملونة بألوان الدمية الشهيرة (باربي)، وتم رصد إقبال كبير عليه وبخاصة من قبل النساء، وذكرت إحدى المغردات مشاهدتها لنساء يقمن بشرائه لتوزيعه صدقة جارية في الشهر الفضيل.

الشعراوي يشرح سبب ابتسامة صدام حسين اثناء الاعدام

صورة للمسيخ الدجال في لوحة أثرية عجيبة

بالفيديو.. الاعتداء على امام ركع 40 ركعة في الدقيقة خلال الصلاة التراويح

(الجحيم العربي) ولعبة الامم وثمن مطلوب لتأسيس نظام عالمي جديد - محمد عبد الحكم دياب



محمد عبد الحكم دياب

أغرقتنا التفاصيل الداخلية الكثيرة وملاحقة التدخلات الخارجية العديدة، التي تعبث بنا؛ أغرقتنا في دوامة، أفقدتنا القدرة على التعرف على حقيقة ما يجري حولنا، وما يحدث بشأننا من طرف قوى إقليمية وعالمية؛ متناقضة المصالح متصادمة الأهداف. وإذا تأملنا المشهد الإقليمي والعالمي سوف نجد أن الوطن العربي وإقليم الشرق الأوسط قد تحول إلى مسرح لـ"لعبة الأمم" المعنية بإعادة تشكيله ورسم خرائطه وتغيير موازينه من جديد؛ والمتوقع لها أن تحدث انقلابا كاملا يؤثر على مستقبل العالم لعقود طويلة قادمة.

سوف يخرج العرب صفر اليدين. ولم يكن الأمر على هذه الدرجة من الوضوح في غزو العراق وسقوط بغداد، فذلك قد جرى في ذروة وحدة الموقف العربي والدولي وارتمائه بالكامل في الأحضان الصهيو أمريكية، أما الآن فإن الأمر اختلف؛ لتنازع القوى وتعدد الأطراف المتصارعة في سورية وحول سورية، وعجز واشنطن وتل أبيب عن حسمه وحدهما، كما تصور أصحاب القرار العربي!! ولم يعط المفكرون والباحثون العرب اهتماما كبيرا للتحول في علاقات القوى الكبرى داخل مجلس الأمن، وأهمه هو استخدام روسيا والصين حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي لثلاث مرات في شهور قليلة؛ لإحباط مشروع قرار غربي لفرض عقوبات على سورية في حالة عدم سحب قواتها وأسلحتها الثقيلة من المدن. وتجيز لمجلس الأمن فرض عقوبات عليها في حال عدم سحب القوات العسكرية والأسلحة خلال عشرة أيام من صدور القرار. ونال القرار تأييد إحدى عشرة دولة من بين الدول الخمس عشرة أعضاء المجلس، وإن امتنعت دولتان عن التصويت.

هذا التطور يعكس قوة روسيا وعودتها طرفا في معادلات القوة الإقليمية والدولية، وكانت قد غابت لسنوات عقب انتهاء الحرب الباردة وسقوط الاتحاد السوفييتي في تسعينات القرن الماضي، وغيابها لم يستمر طويلا، وواكب حضورها صعود القوة الصينية على الساحة الدولية، وتصدرها المشهد الاقتصادي والسياسي، وهي في طريقها للتأثير في المشهد العسكري. وكما لدغت روسيا والصين من الجحر الليبي فلم يسمحا أن يلدغا مرة أخرى من الجحر السوري.

وجاء الصعود الصيني اللافت للأنظار في العقود الأخيرة خصما من رصيد الغرب وفي مواجهته. وكان الغرب قد استقر على أن القرن الواحد والعشرين "قرن أمريكي" بامتياز، أي قرن خضوع العالم للولايات المتحدة ووقوعه تحت هيمنتها!.

وبدأ سيل الكتابات والدراسات في الغرب؛ يحاول استشراف مصيره في ظروف اتجأه بورصة القوة نحو آسيا والشرق. ويأتي مفكر من طراز نيل فيرغسون، أستاذ التاريخ بجامعة هارفارد، فيذكر في كتابه الجديد بعنوان "الحضارة: الغرب والآخرون" عن العلاقة بين الغرب والصين، فيرى أن ميزان القوى العالمي يتغير ولسبب هو دخول الغرب مرحلة الأفول، واستفادة حضارات ودول أخرى من عوامل صعود الحضارة الغربية، فتقلص الفارق بينها وبين الغرب. واختصر هذه العوامل في: المنافسة، والعلوم الحديثة، وحكم القانون، وحق الملكية الفردية، والطب الحديث، والمجتمع الاستهلاكي، وأخلاقيات العمل. ورأى أن تلك العوامل الستة لها فضل تمكين الحضارة الغربية من الهيمنة على العالم كله منذ خَمسمئة سنة. ويبدو أن الحروب الاستعمارية وعمليات الإبادة والتطهير العرقي، التي مارسها الغرب منذ صعوده مع الاكتشافات الجغرافية، وظهور العالم الجديد (الأمريكتين) عوامل ليست ذات بال في صعود الغرب في رأيه.

والغرب أضحى لاعبا حقيقيا في صياغة النظام الدولي منذ سقوط غرناطة 1492؛ عام اكتشاف العالم الجديد، وما تبعها من قيام المستوطنين البيض بإبادة الهنود الحمر، على غرار ما حدث من تطهير عرقي لعرب ومسلمي الأندلس، وبعدها نمت الظاهرة الاستعمارية، وزحفت أساطيل وجحافل الغرب؛ تنهب وتستولي على ثروات الشعوب وأراضيها، وإغتيال حضارات الشرق، وما هي إلا قرون قليلة حتى اندلعت الثورة الفرنسية في القرن الثامن عشر لتبني نظاما عالميا عزز "المركزية الغربية"، وإن حملت مضمونا مختلفا نتيجة سقوط الإقطاع، وسيطرة الطبقة الوسطى بقيمها وتطلعاتها على الأوضاع الجديدة.

لم تسِر تطورات النظام العالمي على وتيرة واحدة. وكم من تغير جوهري قد طرأ على النظام العالمي بالتوسع في الاستيطان وانتشار القواعد والأساطيل العسكرية، وانتقال الحروب الاستعمارية من مكان إلى آخر، إلا أن الحرب الأولى، وما حدث أثناءها من نجاح الثورة الروسية 1917 في كشف تفاصيل المخطط السري لتقسيم الوطن العربي؛ وذلك بإخراج اتفاقية سايكس - بيكو إلى العلن، فإن هذه الحرب أكدت للعيان أن المنطقة العربية هي مركز التحدي الأخطر على مستقبل الغرب ومشروعاته إذا ما توحدت، لذا أصبحت مستهدفة من "المركزية الغربية" كي لا تتمكن من ذلك، وكانت اتفاقية التقسيم قد وُقعت بعد سنوات قليلة من وضع بذرة المشروع الصهيوني الجنيني في فلسطين، ومع ذلك تهتز "المركزية الغربية" بظهور نظام سياسي واقتصادي جديد في روسيا مناوئ للنظام السياسي والاقتصادي الغربي ويسعى للقضاء عليه.

ومع سقوط الامبراطورية العثمانية بعد الحرب الأولى، وظهور الاتحاد السوفييتي كقوة مؤثرة، واكتشافات النفط في المنطقة. وتلك العوامل مع غيرها مثلت مقدمات لتطور مغاير تجسد بعد الحرب العالمية الثانية، وتم إغراق القوى القديمة في مياه قناة السويس بعدوان 1956؛ حلت أمريكا محل الامبراطوريتين البريطانية والفرنسية، وحسم الموقف بعد حرب السويس في نظام ثنائي القطبية، محكوم بتوازن رعب نووي بين أمريكا والاتحاد السوفييتي؛ القوتين العظميين في عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية.

وهل كما كانت مصر مسرح المعركة التي أخرجت الثنائية القطبية؛ هل تصبح سورية مسرحا لظهور لقطبية من نوع مختلف؟ هنا تظهر إشكالية الزمان والمكان. ففي 1956 كانت مصر قوة صاعدة فيها من العنفوان والعزة ما يكفي للتحدي، وعملت على تأكيد جدارتها بعد نجاحها في توقيع اتفاقية الجلاء مع بريطانيا، وفي باندونغ، ونمو دورها في دعم ثورات التحرير العربية، والوقوف مع الثورة في المغرب العربي، خاصة في الجزائر، وملأت بذلك فراغا كان حكرا على "المركزية الغربية"، وكانت دولها قد بدأت في احتلال المنطقة العربية على مراحل؛ بدءا من الجزائر1830.

تحولت مصر آنذاك إلى مرجعية للشعوب المتطلعة للتحرر والتنمية المستقلة. خاصة الشعب العربي، ونافست القاهرة عواصم الغرب على دورها وقلصت كثيرا من نفوذها، وشدت شخصة عبد الناصر ذات الحضور الطاغي أنظار العالم، بما فيه الغرب ذاته، وتقدمت الولايات المتحدة لتجد مصر لست وحدها، وزعيمها كان واحدا من قادة العالم العظام، مع نهرو وشو إن لاي وسوكارنو، وكانت علاقته قد توطدت بالزعيم اليوغوسلافي جوزيب بروز تيتو، فضلا عن إعجاب سياسة ومفكرين غربيين به؛ ناصروه ورفضوا العدوان على بلده وأيدوا موقفه، وكان من بين هؤلاء أنتوني ناتنغ وزير الدولة للشؤون الخارجية البريطاني، وهو الذي استقال احتجاجا على العدوان، وعلى موقف إيدن الشخصي وتحريضه على قتل عبد الناصر.

وعلى مستوى الشعوب كانت تقف مع مصر، ومعها اشتعلت المنطقة العربية بالمظاهرات والإضرابات، وقطع السوريون أنابيب النفط المارة بأراضيهم، وحين أغارت الطائرات البريطانية والفرنسية على إذاعة القاهرة انطلقت إذاعة دمشق، وجلجل صوتها "هنا القاهرة من دمشق".

والخلاصة أن سورية 2012 ليست مصر 1956، وهي بنت ظروف ما يعرف بـ"الربيع العربي" وهي تسمية لا أحبذها، كما لا أحبذ مسميات الثورات الملونة، ولا الدولة العميقة. وبداية من ليبيا وصولا إلى سورية صار "الربيع العربي" جحيما، وأعادت الثورات الملونة ترسيخ فساد القائمين عليها، أما الدولة العميقة ليست سوى تنظيم عصابي يتحكم في مصير البلاد وأرزاق العباد. والوضع يزداد تعقيدا نتيجة استقالة النظام الرسمي العربي وتنازله عن دوره، واكتفائه بوظيفة الخادم الذليل في البلاط الصهيو غربي، يحيل إليه قضاياه ومشاكله ينشد لديه الحل فلا يجد إلا الرضى بدور عراب.

والحضور الدولي وهو يفرض نفسه على المسرح السوري، حدث بسبب الفراغ العربي، غير المشغول بأي درجة من درجات الجهد المشترك، ولا يعنيه الأمر السوري، ولا مساعدة السوريين على التخلص من الاستبداد والفساد، ولا تقديم حل عربي ينهي أزمته بعيدا عن التدخل الأجنبي.

هنا برز دور الصين وروسيا وإيران في صياغة معادلات قوة جديدة في المنطقة والعالم، وبعد أن كان العرب طرفا فاعلا في فترة الصراع الأمريكي السوفييتي، فقد غابوا تماما، وتحولوا إلى معاول للانتحار الذاتي بتفتيت المنطقة وتقسيمها؛ مكتفين بأن وطنهم تحول إلى مسرح لـ"لعبة الأمم"، وتدور الحرب الأهلية على امتداد المدن السورية، دون شعور بالخطر أو الخجل، وتُقدم سورية قربانا على مذبح العبودية الجديدة.

رغم ما يبدو من دمار وخراب ناتج عن عسكرة الصراع في سورية واستخدام الحل الأمني في مواجهتها، ومع ذلك قد تكون الظروف غير مواتية للطرفين، وتبدو هناك إمكانية لفشل المشروع الصهيو اميركي، بعد تعثره في العراق، وتغير الظروف الدولية والإقليمية ورجحان الكفة لصالح روسيا والصين دوليا وايران اقليميا.

ومنذ اشتداد المعارك في سورية وتحولها إلى حرب مفتوحة على كل الاحتمالات، بشكل قد يوحي بان الامور تسير في اتجاه معاكس لرياح القوى المتصارعة على المنطقة، وكانت القناة العاشرة الصهيونية قد ذكرت "أنّ أصدقاءنا في المعارضة لم يحققوا شيئا في دمشق وخسروا المعركة خلال يومين" وقد يؤسس هذا لواقع جديد يقلب الأوضاع ويُغير معادلات القوة.

ومن المتوقع أن يستمر الصراع في سورية وعلى سورية لأطول مدى ممكن؛ يتيح الفرصة لصياغة معادلات جديدة على النيران السورية الساحنة، وقد لا تكون "المركزية الغربية" صاحبة القول الفصل فيها. وإن كانت نتائجها ستكون كارثية على المنطقة بأسرها، وعلى حساب الوجود السوري ذاته، الذي من المتوقع أن يكون قسمة بين روسيا والصين وإيران من جهة، وأمريكا والدولة الصهيونية وتركيا من جهة أخرى. وهذا يزيد الأمر تعقيدا ويوسع من رقعة الحرب الأهلية الإقليمية، التي تجدد المدد من تركيا وقطر والسعودية؛ بالمال والسلاح والمقاتلين، وقد اختار الحكم الجديد في مصر أن يكون في صف هذه الحرب، فاللهم لطفك.

04 أغسطس 2012

المخابرات العامة: مبارك "تاجر" سلاح.. وثروته بلغت 70 مليار دولار



أكدت هيئة «الأمن القومي» بالمخابرات العامة أنها وبعد أجراء التحريات عن الرئيس السابق محمد حسني مبارك وأسرته، توصلت بما ليس له مجال للشك أن الرئيس المخلوع، والذي حُكم بالسجن المؤبد بتهمة الاشتراك في قتل المتظاهرين، أسس مع رجل الأعمال الهارب حسين سالم ومنير ثابت شقيق زوجته، شركة "وايت وينجز" بالعاصمة الفرنسية باريس للاتجار بالأسلحة.
 وكشفت المخابرات العامة في تقرير لها، بأنها قامت بفحص البلاغات التي قدمت إليها والبالغ عددها نحو 19 بلاغا في القضية رقم 1 لسنة 2011، والذي يباشر التحقيق فيها المستشاران عاشور فرج واحمد حسن المحاميان العامان بالمكتب الفني للنائب العام، حيث تواصل النيابة العامة تحقيقاتها في وقائع الفساد المثيرة للرئيس السابق وعائلته.
 حيث رصدت من خلال تلك البلاغات مجموعة من التهم في حق الرئيس السابق محمد حسني مبارك، والتي تضمنت..
 ١ ـ بلغ إجمالي ثروته 70 مليار دولار بالبنوك السويسرية والبريطانية والأمريكية وان هناك تقارير عن أن تلك الثروة قد تراكمت من استفادته من المشروعات العسكرية والخدمات الحكومية خلال مدة 30 عاما فترة حكمه، وكذا من خلال مشاريع مشتركة بين مستثمرين أجانب وشركاته.
 ٢ ـ قام بتهريب معظم أمواله عن طريق مجموعة ايكوتريد المصرفية بسويسرا.
 ٣ ـ فتح حساب مصرفي ببنك باركليز الدولي لصالح المدعو بيتر اسكويرتيد  قائد القوات الجوية السابق بسلاح الجو الملكي البريطاني ومدير مصرف المركز الخليجي، حيث قام بتفويض الأخير بإيداع جميع ودائعه البنكية بمجموعة ايكوتريد المصرفية.
 ٤ ـ قام بتاريخ 25/1/2011 بتحويل مبلغ مالي يقدر بحوالي 50 مليار جنيه مصري بأسماء مستعارة.
 ٥ ـ امتلاكه ثروة عقارية بمصر تقدر بمبلغ 35 مليار جنيه تم جمعها نظير استغلال نفوذه وهو أسرته.
 ٦ ـ قيامه بتوفير الحماية لأصحاب شركات الأعمال والسمسرة هو ونجله جمال خاصة شركة هيرمس.
جدير بالذكر أن المستشار عبد المجيد محمود النائب العام، كان قد طلب ضم تحريات المخابرات العامة عن الرئيس السابق وأسرته، وذلك في تحقيقات النيابة في القضية رقم (1) لسنة 2011 بعد حصر تحقيق المكتب الفني في البلاغات المقدمة ضد مبارك وآخرين.

الشجرة المعجزة .. تعالج 300 مرض وتزرع فى الشارع

للاتصال بالدكتور ابو الفتوح او دكتور صلاح عبد السيع للاستفسار
 01282877296 و01005541644 و01000427235