17 يونيو 2012

تقرير منسوب الى الأمن القومي: شفيق هرب أموال الفلول للخارج



أدان تقرير لهيئة الأمن القومي، الفريق أحمد شفيق المرشح لرئاسة الجمهورية ـ وآخر رئيس وزراء فى عهد الرئيس المخلوع حسنى مبارك، فى تهريب أموال، فى الفترة التى تولاها بدءا من 29 يناير عام 2011، وحتى 4 مارس من ذات العام.

وتم إرسال التقرير إلى النيابة العامة فى القضية رقم 1 حصر تحقيقات المكتب الفنى للنائب العام، والمقيدة برقم 10427 لسنة 2012 جزئى، والمقيدة برقم 889 لسنة 2012 كلى، والمتهم فيها علاء وجمال نجلي الرئيس المخلوع حسنى مبارك، فى قضية التلاعب بالبورصة وبيع البنك الوطنى المصرى والتربح بمبلغ أكثر من 2 مليار جنيه.

 وجاء فى التقرير نصيا،حسبما ذكرت صحيفة المصريون،  أن "جمال مبارك ارتبط بمجموعة من رجال البنوك والمال والأعمال، والذين حققوا ثروات مالية طائلة تم تهريب جزء كبير منها للخارج من بداية اندلاع الثورة فى 25 يناير، واستمر حتى 28 فبراير عام 2011، ولم يتبق برصيد حساباته وحساباتهم بالبنوك سوى مبالغ ضئيلة، مقارنة بالمبالغ الطائلة التى تقدر بمئات المليارات التى تم تهريبها".

كما جاء بالتقرير أن علاء وجمال مبارك شاركًا فى تأسيس شركة بوليون القبرصية مع  وليد كابا الذى يتولى حاليا منصب مدير بشركة "  E. F. G."، هيرمس برايفيت أكوبتى، بخلاف تملك جمال حصة قدرها 18% أو أكثر من أسهم هذه الشركة.

ورصدت جهات الأمن القومى، أن جمال مبارك يرتبط بعلاقات قوية مع المتهم الثالث بالقضية ياسر سليمان هشام الملواني عضو إدارة البنك الوطنى المصرى سابقا، والعضو المنتدب بشركة هيرمس القابضة لتداول الأوراق المالية، وكذلك مع المتهم الخامس حسن محمد حسنين هيكل الرئيس التنفيذى بشركة "  E. F. G.".

ووفقا لما جاء بالتقرير فإن جمال استغل نفوذه، وتفرد فى تعيين رؤساء البنوك المصرية، وقام بتعيين البعض منهم فى لجنة السياسات بالحزب الوطنى المنحل، وكذلك فى البورصة المصرية، وسوق الأوراق المالية ليدين له الجميع بالولاء والطاعة.

وقد أسست شركة " E. F. G. " عدد 21 صندوقا بعضها بجزر العذراء البريطانية المعروف عنها اشتغالها بغسل الأموال، ومنها صندوق حورس2 الذى أسس عام 2005 بغرض شراء حصة حاكمة فى البنك الوطنى المصرى.

كما قام المتهمون باستثمار مبلغ 534 مليون دولار أى نحو 3.5 مليار جنيه مصرى فى 35 شركة من شركات غسيل الأموال، تم التخارج من 25 شركة منها، وحقق مكاسب أكثر من 146 مليون دولار، أى نحو مليار جنيه.

تم الكشف أيضا عن وجود دراسة خارجية برغبة البنوك الإقليمية والأجنبية فى شراء البنوك المصرية، بنفس أسلوب البنك الوطني، بعد بيع بنك أخر قبله، ولكن ليس بالطريقة المماثلة التى تمت مع البنك الوطني.
المصدر\
http://www.alamatonline.net/l3.php?id=33596

عائشة..عالمة مصرية تفوقت على علماء ناسا



تداولت عدة مواقع أجنبية خبر الطالبة المصرية عائشة مصطفى (19 عاماً) التي اخترعت نظاماً خاصاً بقوة الدفع للمركبات الفضائية المستقبلية، دون الحاجة لاستخدام قطرة واحدة من الوقود. اختراع أذهل العالم كله وأصبح محور حديث علماء الفضاء في كل مكان.
ووفقاً لموقع "إنهابيتات" الأميركي، يساعد الاختراع الجديد على التخلص من صواريخ الدفع التقليدية، والاعتماد على توليد الطاقة باستخدام جهاز من الأسطح والأشياء في الفراغ عن طريق قوة دفع "كازميير – بولد " التي لها تأثيرات في حجب كمية من الطاقة والاحتفاظ بها.

وتفوق اختراع عائشة، وهي طالبة في كلية العلوم بجامعة سوهاج في مصر، على الأبحاث التي تجريها وكالة "ناسا" لعلوم الفضاء، إذ يستخدم أعلى التقنيات التكنولوجية بتأثير الكم على قوة دفع الأقمار الصناعية عبر الفضاء بدلا من محركات الصواريخ العادية.

ومن مميزات هذه الطاقة الجديدة أنها تقلل كمية النفايات الكونية، وستزيد من سرعة السفينة، بالإضافة إلى أنها قليلة التكلفة وآمنة وسهلة، كما أنها تشكل مصدراً مجانيا للوقود وطاقة نظيفة لا تنتج أي نوع من التلوث البيئي.

وتوصف هذه القوة على أنها "طوق مطاطي غير مرئي" بين الذرات والكائنات الضخمة التي تنبع من التذبذب العشوائي للمجالات الكهربية المجهرية في المساحات الفارغة، التي تتقلب من وقت إلى آخر، للحصول على تقلبات سعرية تزداد بالقرب من السطح، بينما تنشطر الذرة المنعزلة بسبب قوة الجذب.

وعوضا عن استخدام المفاعلات النووية والطائرات في توليد الطاقة فقد تمكنت عائشة من إنشاء محرك للأقراص المستخدمة في الأقمار الصناعية الوحدات، وكانت "ناسا" قد شرعت في بحث فكرة مماثلة حول توليد الطاقة باستخدام قوة "بولد – كازميير" وأطلقت عليها "الشراع العائم في الفضاء".

وذكر موقع "المشهد" المصري، أن عائشة قد حصلت على براءة اختراع من الأكاديمية المصرية للبحث العلمي والتكنولوجيا، وقالت إنها تتمني أن يتم اختبار هذا الاختراع في بعثات الفضاء في المستقبل.

ائتلاف مراقبون لحماية الثورة .. احتجاز المراقبين وتحرير محاضر ضدهم مخالفة صريحة للقانون والدستور



يعرب ائتلاف مراقبون لحماية الثورة عن اندهاشه واستغرابه الشديد لقيام رجال الجيش والشرطة بالقبض على المراقبين وتحرير محاضر ضدهم بالرغم من التزامهم وحرصهم على نزاهة وشفافية العملية الانتخابية وعدم قيامهم باي أعمال تخل بسير العملية الانتخابية. إذ فوجئ الائتلاف بقيام افراد الشرطة في مركز الدلنجات في قرية زاوية ابوشوشة في اللجنة 40  بتحرير محضر للمراقب عماد على طه -عضو الائتلاف عن جمعية الفجر -أثناء تصويره لأحد الأفراد الذين ضبطوا بتصوير ورقة إبداء الرأي خلال عملية التصويت.
وكذلك تم القبض على 6 من مراسلي شبكة رصد الإخبارية منهم المراسلة آلاء بخيت من أمام مقر اللجنة الانتخابية بالجامعة العمالية أثناء رفعها للصور من خارج اللجنة.
والإئتلاف إذ يشير لرفضه لتلك الممارسات المرفوضة التى تعكس جهل كبير بالقانون والدستور، يؤكد أن عمل المراقبين والاعلاميين الهدف الاساسي منه خدمة الجمهور وتيسير العملية الانتخابية عليه، وفضح الانتهاكات وكشف المخالفات التى يمارسها البعض لإفساد العملية الانتخابية، وإخراجها بشكل لا يليق بسمعة ولا مكانة الوطن المصري العزيز.
ويرى الائتلاف أن حماية العملية الانتخابية مسئولية الجميع الشعب والشرطة والجيش ومؤسسات المجتمع المدني، باعتبار أن ذلك هو الضمانة الحقيقية لنجاح العملية الانتخابية.
ويطالب الائتلاف اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية والمجلس الأعلى للقوات المسلحة بضرورة التصدي بحسم لتلك المخالفات الجسيمة التى تعرقل المسيرة الانتخابية وتخرجها عن سياقها الطبيعي المشروع.
مازال مراقبو المركز يتابعون مجريات العملية الانتخابية لليوم النهائي من العميلة الانتخابية ويرصدون كافة ما يشوبها من تجاوزت، وفيما يلى عرض بأهم تلك التجاوزات:

محافظة القاهرة  
·    في الزاوية الحمراء بمدرسة السادات في اللجنة رقم 14 رصد مراقبونا قيام أحد الموظفين بتوجيه احدي الناخبات للتصويت لصالح المرشح أحمد شفيق , إلا أنها طلبت من القاضي تحرير محضر ضده ولكنه رفض فحدثت مشادة بينهما.
·   وفي ذات الدائرة , وبذات المدرسة في اللجنة 14 , رصد مراقبونا قيام رئيس اللجنة بالتحفظ علي أحد الناخبين ويدعى تامر عنتر أحمد , يحمل بطاقة رقم 28104100105158 أثناء تصويره بطاقة الاقتراع بعد ادلاءه بصوته , واعترف أنه يفعل ذلك لأنه تقاضى 200 جنيه من أحد أنصار المرشح أحمد شفيق.
·      في المرج رصد مراقبونا قيام قوات الأمن بالقبض على اثنين من انصار الدكتور محمد مرسي دون أن يكون معهم أي دعاية إنتخابية و لا حواسيب آلية وذلك بمجرد شكوى أنصار أحمد شفيق بزعم قيامهم بالدعاية الإنتخابية،  و أسماء المقبوض عليهمأحمد دسوقي أحمد، هاني أحمد جماعة
محافظة الجيزة
·    في دائرة بولاق الدكرور بمدرسة الرشيدي , رصد مراقبونا قيام قوات الشرطة العسكرية بالقاء القبض علي ثلاثة مندوبين للمرشح محمد مرسي , وذلك أثناء مساعدتهم الناخبين في الوصول الي مقارهم الانتخابية .
محافظة الشرقية
·        في الزقازيق في مجمع الجهاد التعليمي بشمبارة الميمونة  في اللجنة رقم  92 رصد مراقبونا قيام القاضي  بتحرير محضر بإلغاء دفتر تصويت؛ حيث فوجئ بوجود أكثر من مائة بطاقة تصويت مسودة لصالح المرشح "أحمد شفيق".

محافظة السويس
·   في دائرة قسم شرطة الأربعين بمدرسة أحمد رمضان , رصد مراقبونا قيام الشرطة العسكرية بإلقاء القبض علي أحد أنصار المرشح أحمد شفيق بعد قيامه بالاعتداء علي أحد أنصار المرشح محمد مرسي باستخدام مطواة قرن غزال وقام بتقطيع كاوتشات سيارته أمام اللجنة , وقيد المحضر تحت رقم 32 أحوال قسم شرطة الأربعين .
·   وفي ذات الدائرة بمدرسة الزهراء في اللجنة رقم 12 , رصد مراقبونا ادراج اسم أحد المتوفين ويدعى  مختار عبد المبديء عمران عبد الله في الكشوف الانتخابية , ورقم قيده 3862 , ورفض القاضي تحرير محضر بالواقعة.
·   وفي ذات الدائرة بمركز شباب المدينة , رصد مراقبونا قيام قوات الشرطة العسكرية بطرد وكلاء العموم للمرشح محمد مرسي , وجاري تحرير محضر بذلك.
·   وفي دائرة قسم شرطة الجناين , رصد مراقبونا قيام قوات الجيش والشرطة بعمل كمائن علي جميع الطرق المؤدية للمدارس واللجان لمنع الناخبين من الوصول للجان الاقتراع.

محافظة دمياط  
·   في مركز كفر سعد بمدرسة كفر شحاته الابتدائية في اللجنة رقم 10 , رصد مراقبونا قيام أحد أنصار المرشح أحمد شفيق ويدعى ابراهيم أيوب عبد المؤمن عطا بالاعتداء علي أحد أنصار المرشح محمد مرسي ويدعى صابر أبو النصر أبو الوفا, وتم تحرير محضر بذلك بقسم شرطة كفر سعد يحمل رقم 8890 سنة 2012 .
·        
محافظة الدقهلية
·   في منية النصر بمدينة الكردي بمدرسة التجارة في اللجنة رقم 4 , رصد مراقبونا قيام رئيس اللجنة باحتجاز ناخبة تدعى عطيات من محافظة الشرقية من مدينة صان الحجر , وذلك لقيامها بالتصويت بدلاً من ناخبة اخري وتم احتجازها بمركز شرطة الكردي.
·   وفي ذات الدائرة رصد مراقبونا وجود دعاية انتخابية لصالح المرشح أحمد شفيق من قبل محمود نبيل عضو مجلس الشعب السابق عن الحزب الوطني المنحل, علي مرآى ومسمع من الشرطة العسكرية.
·   في المنصورة شارع النخلة بمدرسة الجلاء الاعدادية في اللجنة رقم 7 , رصد مراقبونا أثناء قيام الناخب عماد المحمدي بالتصويت أنه تفاجئ بأن أحد الناخبين قام بالتصويت مكانه في كشوف الناخبين, ورفض القاضي السماح له بالتصويت , فتوجه للجنة العامة وحرر محضر بالواقعة وأرسله إلي اللجنة العليا للانتخابات, وقام بتحرير محضر آخر بقسم أول المنصورة يحمل رقم 5542 لسنة 2012.
·   في ذات الدائرة بمدرسة السيدة نفيسة في اللجنة رقم 13 , رصد مراقبونا ادراج أسماء لمتوفين في الكشوف الانتخابية, ومنها السيدة عواطف ابراهيم محمد البكري متوفاة ورقمها في الكشف 1726 , وكذلك  السيدة نفيسة ابراهيم محمد يوسف مدرجة في الكشف تحت رقم2901 .

محافظة شمال سيناء
·    دائرة قسم رمانة بمدرسة سالم اليماني الابتدائية اللجنة رقم 11 , رصد مراقبونا حدوث مشادات بين أنصار المرشح أحمد شفيق , والمرشح محمد مرسي , مما أدى إلي قيام رئيس اللجنة بطرد جميع المناديب خارج اللجنة , ثم بعد ذلك قام أنصار المرشح أحمد شفيق باطلاق اعيرة نارية في الهواء دون اصابات .
 مازال مراقبو الائتلاف يتابعون مجريات العملية الانتخابية في اليوم الأخير للعملية الانتخابية ويرصدون كافة ما يشوبها من تجاوزت، وفيما يلى عرض بأهم تلك التجاوزات:
محافظة القاهرة:
·        في المقطم في مدرسة الشيماء في اللجنة 3 ، رصد مراقبونا إلقاء القوة المكلفة بحماية اللجنة القبض على السيدة مروة محمد أحمد عبد الرحمن، وتحمل بطاقة رقم قومى27810190104468 ، بعد أن قامت بالتسلل إلى اللجنة مستغلة الزحام شديد وحصلت على بطاقة اقتراع ثم حاولت الخروج بها من مقر اللجنة دون إتمام عملية التصويت، إلا أن قائد القوة المكلفة بتأمين المدرسة لاحظها وألقى القبض عليها، وسلمها إلى القاضية رئيسة اللجنة والتى على الفور حررت لها محضر بالواقعة وأحالتها على قسم شرطة المقطم لاتخاذ الإجراءات القانونية ضدها قبل عرضها على النيابة العامة.
محافظة الجيزة
·        في أطفيح رصد مراقبونا سيارة تجوب الشوارع للدعاية للدكتور محمد مرسي، وقد تم رصد السيارة وعمل محضر بالقسم.
·        وفي العياط في طهما في اللحنة رقم  37  رصد مراقبونا  – فقد دفتر من دفاتر التصويت – وقد تم عمل محضر  بذلك ووقع عليه مندوبى المرشحين وتم ارسال تلغرافين :الأول : للجنة العليا برقم 4822 / 135 والثانى: اللجنة العامة برقم 4828/135 ، كما فقد دفترين آخرين باللجنة رقم 60 بمدرسة جواد حسنى بإمبابة، وتم عمل محضر بذلك.

محافظة القليوبية
·        في مركز الخانكة في مدينة الخصوص رصد مراقبونا عدم فتح اللجان حتى الساعة العاشرة لتأخر وصول القضاة بالرغم من وجود إقبال كثيف من الناخبين.
 محافظة الدقهلية
·        في مركز تمى الأمديد  في قرية ظفر في اللجان أرقام 6 و10و29و30  رصد مراقبونا تأخر القضاة في فتح اللجان الانتخابية.
·        وفي مركز السنبلاوين في قرية شمس في اللجنة رقم 1 واللجنة رقم 27 بالمدرسة المهنية واللجنة رقم 18 بمدرسة الجماملة تأخر القضاة في فتح اللجان الانتخابية.
·        في ميت غمر في قرية جصفا في اللجنة رقم 36 رصد مراقبونا أول حالة شراء أصوات لصالح المرشح أحمد شفيق، حيث ضبط المندوب أحد الناخبين ويدعى عبده محمد عطيه عبده باشا وهو يصور الورقة بعد إدلاءه بصوته، فقام بإخبار القاضي , وبعد سؤال القاضي لهذا المواطن قال لكي يتم التأكد من أنني علمت على السلم.
محافظة سوهاج
·        في طما في مدرسة القرية بالدوير في اللجنة رقم 11 و 32 بقرية الأغنة واللجنة رقم 50 مدرسة مصطفي عبيد رصد مراقبونا وجود أسماء لمجندين بلجان مشطا منهم مصطفى محمد عبد الفضيل محمد رقم القيد 2613.
·        في المرغة في قرية باصونة رصد مراقبونا قيام عمدة القرية بحمل بندقية لإرهاب الناخبين حتى لا يصوتوا لصالح المرشح محمد مرسي، وهو ما تصد له رجال الجيش الذين صرحوا بأن اللجان لن تغلق لاي سبب من الأسباب.
·        في سمسطا في قرية دشاشة في اللجنة رقم 35 رصد مراقبونا تعمد القاضى عدم  مساعدة ناخب كفيف عندما أخبره برغبته في التصويت للمرشح محمد مرسي وأصر على أن يصوت بنفسه ، كما رفض ان يساعده ابنه أو أحد الموظفين. ويحاول رئيس اللجنة إبطاء اللجنة عمدا ، في حين استثنى قس من الوقوف في دوره وسمح له بالتصويت مباشرة قبل الجميع .

سواسية  .. انتشار البلطجة واستمرار عمليات التوجيه أمام وداخل ا للجان الانتخابية
مازال مراقبو المركز يتابعون مجريات العملية الانتخابية لليوم النهائي من العميلة الانتخابية ويرصدون كافة ما يشوبها من تجاوزت، وفيما يلى عرض بأهم تلك التجاوزات:
محافظة الشرقية
·   في مركز أبو حماد في معهد عمريت الأزهري في اللجنة 30 رصد مراقبونا امتناع  القاضي عن ادخال المناديب وممثلين منظمات المجتمع المدني واكتفي بدخول العمد والمشايخ للحزب الوطني بالمخالفة للقانون.
·   في الحسينية مدرسة أولاد صقر الاعدادية بنين، في اللجنة رقم 23 رصد مراقبونا قيام القاضي بالتصويت نيابة عن البسطاء لصالح المرشح أحمد شفيق.
·   وفي ذات الدائرة في اللجنة رقم 5 رصد مراقبونا قيام أفراد الجيش بكل العمل باللجنة وتوجيه الناخبين  للتصويت لصالح المرشح أحمد شفيق بينما القاضي لا يقوم بعمل أي شيء ، مما دفع ثلاثة محاميين للاعتصام داخل اللجنة اعتراضا على ذلك .
محافظة الغربية
·   في زفتى في مدرسة أحمد عرابي ومدرسة السلام رصد مراقبونا حدوث مطاردة من الشرطة العسكرية والقوات الخاصة لوكلاء العموم لحملة د مرسي ، وقد تم احتجاز محمد عبد الحميد الشرقاوي – مهندس زراعي ، وغير معروف سبب احتجازه.
·   في كفر الزيات رصد مراقبونا وجود سيارات شرطة مدعمة بقوات خاصة تتحرك أمام اللجان لتفريق مؤيدي د مرسي من الشوارع القريبة من اللجان ، وذلك بعد انتشار خبر يفيد بان شفيق حصل على 40% فقط من اجمالي محافظات مصر ، وحدثت حالة من الارتباك وعمل محاولات للتأثير على الناخبين.
·   وفي ذات الدائرة في مدرسة الشوربجي في اللجنة رقم 55 رصد مراقبونا قيام القاضي محمد خليل بتوجيه الناخبين لاختيار احمد شفيق  , كما يقوم بالتصويت للمرشح احمد شفيق لبعض البسطاء الذين يريدون انتخاب محمد مرسى وقد افاد مراقبونا ان هناك صلة قرابة بين هذا القاضي والمستشار حسين خليل عضو مجل الشعب السابق المحسوب علي الحزب الوطني المنحل عن ذات الدائرة والذي زاره في اللجنة وقضى معه وقت طويل امس.
·   في مركز كفر الزيات بقرية اسديما في اللجنة رقم 18 رصد مراقبونا قيام القاضي احمد بكر رئيس اللجنة بتوقيف سيارة تقوم بعمل دعاية انتخابية لصالح المرشح أحمد شفيق , كما قام بسحب الرخص من السيارة والتحفظ عليها.
محافظة بني سويف
·   في مدينة بني سويف بمدرسة بني هارون الابتدائية اللجنة رقم 24 , رصد مراقبونا تعنت الشرطة العسكرية مع الناخبين المتواجدين خارج المدرسة حيث رفضت السماح لهم بدخول فناء المدرسة عندما طلبوا ذلك نظراً لشدة الحرارة , ثم قاموا بعمل مظلة خشبية تحيطهم فقام ضباط الجيش بتكسيرها , مما ادي لاستياء الناخبين.
·   وفي ذات الدائرة بمدرسة السيدة خديجة في اللجنة رقم 2 رصد مراقبونا وجود بطاقات إبداء رأي مصوت فيها لصالح المرشح محمد مرسي.
محافظة الجيزة
·   في مدينة أوسيم , بمدرسة الاعدادية بقرية برطس والتي تضم اللجان من 8 حتي 10, رصد مراقبونا قيام مندوب المرشح محمد مرسي ويدعى أحمد غراب بتحرير محضر ضد أحد أنصار المرشح أحمد شفيق ويدعى عبد المجيد محمد عبد الرحمن , لقيامه بعمل دعاية انتخابية للمرشح محمد مرسي داخل المدرسة من أجل تشويه صورته, وقيد المحضر برقم 3965 لسنة 2012 اداري مركز شرطة أوسيم , وذلك بعد إلقاء القبض عليه من قبل الشرطة العسكرية.
·   وبذات الدائرة بمدرسة عمرو بن العاص في اللجنة رقم 35 , رصد مراقبونا تزاحم الناخبين أمام مقر اللجنة وبطء في سير العملية الانتخابية , بالاضافة إلي عدم وجود ستائر.
محافظة الاسكندرية
في مدرسة طارق بن زياد في اللجنة رقم 33 ,و مدرسة البعوث , رصد مراقبونا قيام مندوبو المرشح أحمد شفيق بتوجيه الناخبين للتصويت لصالحه .
محافظة الاسماعيلية
حي ثاني مدرسة عاطف بركات , في اللجنة رقم 31 , رصد مراقبونا تواجد أمين شرطة بمباحث مرور الاسماعيلية , ويدعى ممدوح , داخل اللجنة كموظف بجوار رئيس اللجنة ويقوم بتوزيع بطاقات الاقتراع بنفسه.
محافظة الدقهلية
·   في مدرسة العصافرة الابتدائية في اللجنة رقم 16 رصد مراقبونا عدم تمكن أربعة مواطنين من التصويت لقيام آخرون بالتصويت بدلا منهم والتوقيع نيابة عنهم في كشوف الانتخابات ومنهم الناخب احمد حسن محمد حسن عرفات رقم قومي 27211151203178. , والناخب ابراهيم علي علي سلامة ورقم مسلسله 1367 .
محافظة قنا
·   في مركز فرشوط، في قرية الشعانية، رصد مراقبونا قيام عبد النبي محمد عبد النبي السمان وشهرته هشام الشعيني الضابط السابق وعضو مجلس الشعب السابق المنحل بعد الثورة المحسوب علي الفلول المناصر للفريق احمد شفيق بنشر كل رجاله بالسلاح داخل قريته للحيلولة دون نزول الجمهور للانتخاب وهو ما انعكس علي عدد المنتخبين كما انه ينذر بالخشية من الاتجاه نحو  تزوير الانتخابات لصالح المرشح احمد شفيق.
·   في نجع حمادي في قرية الرئيسة رصد مراقبونا اندلاع مشاجرات بين عائلتين مما تسببت في احجام الاهالي عن النزول للانتخاب خشية التعرض للقتل او الإصابة.


وعلي صعيد متصل رصد المركز الوطني للدفاع عن الحريات بعض الانتهاكات والتجاوزات في العديد من اللجان على مستوى الجمهورية ومنها :
- اكتشاف تصويت المواطن عبد اللاه عثمان عبدالغني حافظ  والتوقيع بكشوف الناخبين وهومتوفي يوم 28/3/2006 ورقمه في الكشف  1715 في لجنة رقم 12   مدرسة ابو الحسن الشاذلي السد العالي شرق بأسوان وصاحب الرقم القومي 24307102500732
- كما اكتشف المركز تجاوزات من خلال استمارات غير مختومة في لجنتي رقم 17 و 18 مدرسة محمد صالح حرب الثانوية الصناعية اسوان بجوار كلية التربية مع رفض رئيسي اللجنتين من ختم الاستمارات
- اكتشاف تجاوزات في لجنة 9 مدرسة رجب حسين الابتدائية  االسيل الريفي بأسوان  حيث أن الاستمارات لا تختم  ورئيس اللجنة لا يقوم بمراجعة بطاقات الرقم القومي للناخبين مما أثار استياء مندوبي المرشحين وتعلل رئيس اللجنة بالزحام وشدة حرارة الجو

الفتنة تتسع في ليبيا ودولة القبائل تفرض سيطرتها



وكالات / اتسع نطاق القتال القبلي في غربي ليبيا، وأسفرت معارك تجري في مناطق مغلقة عن حصيلة كبيرة من الضحايا لم تحدد، ما دفع بالسلطات الرسمية إلى أمر الجيش باستخدام القوة وكل ما يلزم لوقف نزيف الدم .        
 وفي أعقاب نداء استغاثة أطلقته قبيلة “الشقيقة” لحلفائها من الثوار في المنطقة الشرقية لنجدتها في وجه ثوار الزنتان، أمر المجلس الانتقالي والحكومة الانتقالية ودار الإفتاء جميع الأطراف في منطقة مزدة والشقيقة والزنتان بالجبل الغربي بالوقف الفوري لإطلاق النار .
 وأهاب المجلس والحكومة ودار الافتاء بمنظمات المجتمع المدني والشعب الليبي بأكمله بأن يقفوا جميعاً صفاً واحداً لحماية الثورة وأهدافها . ووصف سكان فارون من المناطق المذكورة الأوضاع بالمأساوية، مشيرين الى صعوبة الوضع الإنساني هناك خاصة على مستوى العائلات، لافتين إلى أن الأهالي اضطروا لنقل الجرحى والمصابين في السيارات المدنية الى المستشفيات القريبة .
القدس/ المنـار/ الاوضاع غير المستقرة في ليبيا بدأت تزعج الدول المجاورة والبعيدة، وتمتلىء المدن والقرى الليبية بشتى أنواع الاسلحة والذخيرة، فهناك صواريخ متطورة مضادة للدبابات واخرى مضادة للطائرات، وهي الاسلحة التي ضختها دول النيتو والخليج لاسقاط النظام الليبي بزعامة القذافي.
وتحاول الجماعات المسلحة اليوم السيطرة على مناطق داخل ليبيا من أجل تقوية مكانتها في عملية التفاوض مع المجلس الانتقالي المعين من قبل حلف النيتو .
هذه الجماعات المسلحة تواصل ابتزاز المجلس الانتقالي الذي يسيطر على الاموال التي يقدمها الغرب ودول الخليج، وتنشط الجماعات الاسلامية المتطرفة في المدن الليبية في ظل عدم الاستقرار وانعدام الامن وغياب الحكومة المركزية، وافرادها من جنسيات عربية مختلفة كان قد تم تجنيدهم ضمن حملة خليجية وبفتاوى شيوخ السلاطين الذين تلاعبوا في عقول الشبان في العديد من الدول. أفراد هذه الجماعات يجري ارسالهم الى الاراضي السورية لشن عمليات ارهابية ضد أبناء سوريا تدعمهم الدوحة والرياض، وتحولت ليبيا الى معسكرات لتدريب الارهابيين وتهريب السلاح الى ساحات اخرى، وفق برامج مخطط لها سلفا من جانب قطر والسعودية بدعم أمريكي اسرائيلي لاشعال الفوضى واثارة الفتن الدموية في الساحات العربية، وهناك مجموعات مسلحة باقية في ليبيا، للابقاء على حالة عدم الاستقرار في القطر الليبي.
شبكة النبأ: تحديات امنية واقتصادية كبيرة تواجه لبيبا الجديدة التي تخلصت من حكم الاستبداد والدكتاتورية الذي حكم مقدراتها لعقود من الزمن ، وسط تلك التحديات المتفاقمة لايزال الكثير من الليبيين متخوفين من المصير المجهول لبلادهم التي تشهد بابت اليوم تشهد صراعاً داخلياً يتسم بطابع العنف الذي يهدد الامن والاستقرار. ويرى بعض المراقبين ان تلك الصراعات التي يغلب عليها الطابع القبلي يمكن ان تجر البلاد الى حرب اهلية مع وجود هذا الكم الهائل من الاسلحة والمعدات التي خلفتها الثورة الليبية والتي اصبحت في متناول الجميع الامر الذي اسهم بشكل واضح بأضعاف سيطرة الحكومة والاجهزة الامنية التي لاتزال في بداية التكوين، وفي هذا الشأن فقد اندلعت اشتباكات بين ميليشيات ليبية متنافسة في مطار طرابلس الدولي بعد ان اقتحم مسلحون غاضبون المدرج بشاحنات صغيرة مزودة بأسلحة وطوقوا الطائرات مما أرغم سلطات المطار على إلغاء الرحلات الجوية. وفي تحد جديد لسلطة الحكومة المؤقتة الضعيفة قال مسؤولون إن أعضاء من ميليشيا كتيبة الأوفياء احتلوا المطار للمطالبة بالأفراج عن زعيمهم الذين قالوا انه محتجز لدى قوات أمن طرابلس.
وقالت كتائب من مقاتلين سابقين انهم استعادوا الهدوء في المطار. وأضافت الجماعات التي انضمت إلى وزارة الداخلية منذ حرب العام الماضي لكنها لا تزال موالية لقادتها انهم تصرفوا من تلقاء أنفسهم. وقال قائد احدى الكتائب ان عشرة أشخاص أُصيبوا في الاشتباكات لكنه لم يذكر أي تفاصيل.
وقبل أسابيع من انتخابات مقررة يجد حكام ليبيا الجدد صعوبة بالغة في بسط سيطرتهم على مقاتلين سابقين ما زالوا يرفضون إلقاء أسلحتهم بعد حرب العام الماضي التي أطاحت بمعمر القذافي. وألغيت عدة رحلات دولية واضطر الركاب في بعض الحالات إلى النزول من الطائرات بعد صعودهم بالفعل على متنها وغادروا المطار. وقال عمال بالمطار انه جرى تحويل مسار بعض الرحلات إلى مطار معيتيقة العسكري بالمدينة.
ووصف مسافر إيطالي كان من المقرر ان يغادر طرابلس ووصل في وقت لاحق إلى فندق بالمدينة الوضع بأنه فوضوي. وقال "كان هناك نحو 200 منهم دخلوا المطار ..كانوا مسلحين. كنا ننتظر الصعود على متن رحلتنا وسمعنا ضوضاء واشخاص يصيحون." وذكرت بعض المصادر ان قتالا اندلع في وقت لاحق عندما وصلت ميليشيات من طرابلس وبلدة الزنتان الجبلية إلى المطار لمحاولة ارغام كتيبة الاوفياء على الرحيل. وسمع صوت إطلاق نار في المطار وشاهد رجالا يدخلونه مسلحين بقذائف صاروخية. وهدأ القتال في وقت لاحق وشوهدت عربات تحمل شعار وزارة الداخلية وهي تدخل المطار.
وقال هشام بوحجر الذي يقود كتيبة في طرابلس تخضع لوزارة الداخلية ان ما بين 50 و60 عربة تحمل رجالا من كتيبة الاوفياء وصلوا في وقت سابق إلى المطار. وأضاف انه جرى احتجازهم لفترة قصيرة واطلق سراحهم في وقت لاحق بعد ان سلموا أسلحتهم. وقال انهم تفاوضوا معهم ووعدوهم بالعثور على زعيمهم. وأضاف انه تمت مصادرة اسلحتهم واعداد قائمة بأسمائهم. وقال بوحجر ان الكتائب المتعددة لم تتلق أوامر من الحكومة. وتابع انه لم يكن هناك اي امر مباشر من الحكومة للتدخل بل كان هناك مجرد شعور يمليه الضمير بأن طرابلس تواجه مشكلات.
وقال عضو بكتيبة الأوفياء إنهم يعتقدون ان زعيمهم العقيد ابو عجيلة الحبشي محتجز في المطار بعدما اعتقلته اللجنة الأمنية في طرابلس لأسباب لا يعلمها. وقال انس عمارة وهو من الميليشيا التي تنتمي إلى بلدة ترهونة على بعد 80 كيلومترا جنوب شرقي طرابلس "أتينا إلى هذا المطار للاحتجاج على خطفه. لدينا دبابة واحدة خارج المطار وعرباتنا تحيط بالطائرات حتى لا تقلع."
وقال محمد الحريزي المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي الحاكم إن مسلحين مجهولين خطفوا الحبشي خلال توجهه من ترهونة إلى طرابلس. ويعد حادث المطار وهو الأحدث في سلسلة الحوادث العنيفة التي تشهدها ليبيا في الوقت الذي تستعد فيه لاجراء أول انتخابات حرة لاختيار مجلس وطني (برلمان) منذ حرب العام الماضي. ونظم مقاتلون سابقون ساخطون احتجاجات متكررة اتسمت أحيانا بالعنف. وفي الشهر الماضي قتل شخص وأُصيب عدة آخرون عندما أطلق رجال ميليشيا النار اثناء تظاهرهم امام مكتب رئيس الوزراء.
وفي نوفمبر تشرين الثاني حاصر نحو 100 ليبي طائرة ركاب تونسية في مطار معيتيقة بطرابلس مما تسبب في تأخيرها عن الاقلاع في احتجاج مناهض للحكومة. وسيطرت الحكومة الليبية على مطار طرابلس الدولي في ابريل نيسان من ميليشيا الزنتان التي كانت تتولى ادارته منذ الاطاحة بالقذافي. واستأنفت عدة شركات طيران دولية رحلاتها الجوية رغم بواعث القلق الامنية التي لا تزال قائمة منذ نهاية الصراع العام الماضي.
الى جانب ذلك قال موظف في فندق فاخر في العاصمة الليبية طرابلس ان أفراد ميليشيا مسلحين اقتحموا الفندق المملوك لاتراك وأطلقوا أعيرة نارية في الهواء واحتجزوا مديره التركي في نزاع على فاتورة لم تدفع قيمتها مما يبرز استمرار الاضطرابات في البلاد. وقال الموظف الذي طلب عدم نشر اسمه انه لم تقع اصابات في هذه الواقعة التي حدثت في فندق ريكسوس الفاخر حيث كانت حكومة الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي تجبر الصحفيين الاجانب الذين يزورون طرابلس على الاقامة فيه خلال انتفاضة العام الماضي. بحسب رويترز.
وبدأت المشكلة عندما فقد عضو في كتيبة من بلدة الزنتان بغرب ليبيا أعصابه بعد أن طلب منه مغادرة الفندق بسبب عدم دفعه قيمة فاتورة تعود الى سبتمبر أيلول. وقال الموظف بينما كان يشير الى فجوة أحدثتها رصاصة في سقف منطقة الاستقبال بالفندق "أطلق النار مرتين في الهواء وحطم أواني زهور في البهو. بعد ذلك اقتحم رجاله المكان." بعد ذلك انطلق أفراد الميليشيا داخل سياراتهم وأخذوا مدير الفندق معهم. وأفرج عنه بعد عدة ساعات.
تواصل القتال
في السياق ذاته اعلن زعيم قبيلة التبو الليبية عيسى عبد المجيد منصور ان المعارك تجددت في جنوب مدينة سبها (جنوب)، ودعا الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي الى التدخل من اجل وقف ما سماه "تطهيرا عرقيا يتعرض له التبو". وقال المعارض السابق لنظام معمر القذافي والذي هدد مؤخرا بالانفصال "اننا نطالب الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي بالتدخل لوقف التطهير العرقي الذي يتعرض له التبو".
وافادت حصيلة اعلنتها الحكومة عن سقوط 70 قتيلا و150 جريحا في معارك دائرة بين قبيلة التبو وقبائل عربية في سبها. واتهم عيسى عبد المجيد منصور قبائل سبها العربية بقصف محطة توليد كهربائية تزود عدة مناطق من الجنوب مثل القطرون ومرزوق التي تعتبر من معاقل التبو، متحدثا عن انقطاع الاتصالات ومقتل "العديد" من الاشخاص من عناصر قبيلته. واكد قائد الامن الوطني في المدينة محمد الاحول قصف المحطة الكهربائية في تصريح لقناة الاحرار التلفزيونية الليبية. بحسب فرنس برس.
واضاف ان هدنة مدتها 24 ساعة تقررت لكنها خرقت بعد رفض مقاتلي الطرفين الاتفاق مؤكدا ان "المعارك استؤنفت بضراوة". واعلن رضا عيسى عضو لجنة المصالحة ان قبائل سبها انتهكت الهدنة بقصف حي تايوري الذي يسكنه التبو بالمدفعية الثقيلة. واضاف ان مقاتلين من سبها رفضوا الانسحاب من منطقة غدوة (20 كلم جنوب سبها) التي تفصل مواقع التبو والقبائل العربية وافساح المجال امام "قوات حيادية" قدمت من الشمال للوساطة بين طرفي النزاع. وقال المسؤول المحلي سليمان خليفة ان "المعارك قد توقفت تقريبا" في المدينة مؤكدا ان قوات القبائل العربية اتجهت الى الجنوب بين سبها ومرزوق.
على صعيد متصل غادر وسام الكيلاني المقاتل البالغ من العمر 22 عاما خط المواجهة بعد ليعيد التسلح بقذيفتين صاروخيتين ثم يعود مباشرة الى القتال في احدث حلقات الصراع العرقي والقبلي في ليبيا الجديدة. وقالت الحكومة في طرابلس انها ستتدخل لوقف القتال لكنها تبدو ضعيفة امام خليط معقد من المجتمعات المنقسمة والصراعات القديمة والكثير من السلاح الذي يذكي هذا الصراع.
وقال الكيلاني وهو واحد من المقاتلين في بلدة زوارة في غرب ليبيا يقاتل ضد جيرانه في منطقتي الجميل ورقدالين "سأواصل القتال." واضاف الكيلاني الذي ربط ساقه بضمادة بعد اصابتها قبل يومين "لا نريد عقد سلام معهم... هذه ارضنا وسوف ندافع عنها." وبعد اربعة ايام من القتال بين الميلشيات المتصارعة حول زوارة قتل 16 شخصا على الاقل من الجانبين وجرح المئات.
وكشف القتال عن مدى الاضطراب الذي تعانيه ليبيا.
وفي طرابلس قال رئيس اركان القوات المسلحة الليبية يوسف المنقوش ان قوات التدخل الحكومية وصلت الى زوارة. وقال في مؤتمر صحفي ان هذه القوات مستعدة لإعادة الاستقرار للمنطقة وقال ان الحكومة فوضت قائد الجيش باستخدام القوة اذا لزم الامر لإقرار الامن. لكن العلامات الوحيدة الظاهرة على الوجود الامني الحكومي كانت طائرة تابعة لسلاح الجو الليبي تحلق فوق البلدة وعدد قليل من القوات الحكومية التي تمركزت بعيدا جدا عن خط المواجهة. وقال المنقوش ان القوات الحكومية تراجعت قليلا بسبب القتال. وفي الوقت نفسه تواصل القتال دون مؤشر على قرب التوصل الى وقف لإطلاق النار كما يسعى المجلس الوطني الانتقالي الليبي.
وقالت بعثة الامم المتحدة في ليبيا انها قلقة للغاية بشأن العنف ودعت كل الاطراف الى وقف اعمال العنف فورا. ويغلب على سكان زوارة الامازيغ الذين عارضوا حكم القذافي خلال الانتفاضة التي جرت خلال العام الماضي أما جيرانهم في الجنوب فأغلبهم من العرب الذين كانوا موالين للقذافي. وادى ذلك الى غياب الثقة ومشاعر الغضب التي اشتعلت عندما قتلت مجموعة من رجال زوارة يقومون بالصيد على سبيل الخطأ شخصا من بلدة الجميل. وجرى احتجاز هؤلاء الرجال لفترة وجيزة لكنهم قالوا انهم تعرضوا لسوء المعاملة مما أثار غضب سكان زوارة.
وفي مستشفى زوارة قالت ممرضة ان شخصين من البلدة قتلوا في الاشتباكات. وخارج المستشفى كانت عربات الاسعاف والشاحنات الصغيرة - وبعضها محمل بالمدافع المضادة للطائرات - تنقل المصابين من خط المواجهة. ورفع مقاتل مصاب يده المخضبة بالدماء وسط تكبيرات مجموعة من الناس خارج المستشفى. وبكى عدد من المقاتلين الشبان بينما كانت نساء ينظفن الدماء من محفات على الارض حتى يمكن استخدامها مرة ثانية.
وذهبت رحيل ناصر (27 عاما) الى المستشفى لان قريبا لها قتل في الاشتباكات. وحثت المجلس الوطني الانتقالي على التدخل لحماية البلدة. وقالت باكية "علينا ان نفعل الجيش لحماية الشعب اطفالنا وثوارنا يموتون سنضطر للقتال دفاعا عن انفسنا." لكن قدرة المجلس الوطني على التدخل محدودة لان الميلشيات تتفوق عسكريا على قواته بينما تدين هذه الميلشيات بالولاء لقادتها فقط.
ووصلت القوات التي ارسلها المجلس الوطني وهي خليط من القوات الحكومية التي ترتدي الزي الرسمي ورجال من ميلشيات مصراتة الى البلدة لكنها وقفت على مشارف غرب زوارة على مسافة بعيدة من خط المواجهة. ويقول مقاتلون من زوارة ان خصومهم متعاطفون مع القذافي الذي قتل في اكتوبر تشرين الاول بعد وقت قصير من القبض عليه قرب مسقط رأسه في سرت. بحسب رويترز.
وقرب خط المواجهة نشر مقاتلان علما اخضر اللون ولافتة كتب عليها "عاش الفاتح" قالا انهما عثرا عليهما في رقدالين. والفاتح هو الاسم الذي اطلقه القذافي على الانقلاب العسكري الذي جاء به الى الحكم عام 1969 بينما كان العلم الاخضر هو علم البلاد خلال حكمه. لكن ليس هناك دليل على ان القتال يدور بسبب التأييد للقذافي. وكثيرا ما وصف المتقاتلون بعد الانتفاضة خصومهم بأنهم من الموالين للقذافي. وفي مواجهة أخرى أبرزت مدى هشاشة الوضع في ليبيا قتل نحو 150 شخصا في اشتباكات بين قبائل متناحرة في مدينة سبها بالجنوب.
مخزونات غاز الخردل
على صعيد متصل قالت منظمة حظر الاسلحة الكيماوية ان ليبيا ستبدأ تدمير مخزوناتها القديمة من غاز الخردل خلال شهور بعد ان تبرعت كندا بمبلغ 4.5 مليون يورو للمنظمة. وما زالت مخزونات الذخائر لا تلقى حراسة بصورة كبيرة في ليبيا منذ الاطاحة بالزعيم الراحل معمر القذافي لكن يعتقد أن الاسلحة الكيماوية حتى الان أكثر أمنا. ويمثل تأمين مخزونات السلاح تحديا كبيرا للمجلس الوطني الانتقالي الليبي بينما يسعى جاهدا لتحقيق الامن والنظام بعد الانتفاضة.
وقال أحمد أوزومجو مدير منظمة حظر الاسلحة الكيماوية ان تبرعات كندا للمنظمة ستستخدم في اعادة فتح المنشاة في مستودع الرواغة على بعد نحو 700 كيلومتر من العاصمة طرابلس.
والتبرع الكندي هو الاكبر في تاريخ المنظمة التي تأسست قبل 15 عاما والتي تطبق معاهدة الاسلحة الكيماوية التي انضمت اليها 188 دولة. بحسب رويترز.
وتم تعليق تدمير مخزونات غاز الخردل عام 2011 بسبب مشكلات فنية وتأخر أكثر نتيجة الانتفاضة. وزار مفتشو المنظمة الموقع ووجدوا المخزون مؤمنا من أي اساءة للاستغلال. ومضى أوزومجو يقول "حتى اليوم لم يستأنف التدمير." وأضاف "منشأة التدمير تم تصليحها الان وهي مستعدة للعمل.. نتمنى أن تستمر الاجراءات الامنية وأن يمنع الليبيون أي دخول للموقع." وتابع أوزومجو أن المنظمة ستساعد في عملية التدمير وأن مفتشين سيكونون في ليبيا "في أسرع وقت ممكن" وربما يكون ذلك خلال أشهر. وقالت منظمة حظر الاسلحة الكيماوية ان تدمير المخزونات المتبقية من غاز الخردل سيستغرق ستة أشهر بمجرد استئناف العمليات. ومن المقرر أن تقدم ليبيا خطة لتدمير نحو 13 طنا من غاز خردل الكبريت في الموقع وعدد غير محدد من قذائف المدفعية والقنابل التي تحتوي على غاز الخردل.
طريق الديمقراطية
من جانب اخر تهدف أول انتخابات وطنية في ليبيا منذ عقود الى رأب الانقسامات التي كشفتها الانتفاضة التي أطاحت بمعمر القذافي لكن العقبات البيروقراطية يمكن ان تخرج الانتخابات عن مسارها وتدفع البلاد إلى مزيد من الفوضى. وتوفر الانتخابات - المقررة في السابع من يوليو تموز لاختيار الجمعية الوطنية التي تضم 200 عضو لصياغة دستور جديد - لليبيا فرصة لاختيار زعماء قادرين على توحيد البلاد للمرة الاولى منذ سقوط القذافي ومقتله في العام الماضي.
لكن بينما انحسرت اراقة الدماء التي صاحبت نهاية سنوات حكمه الذي دام 42 عاما فان الاخطاء الفادحة في تنظيم الانتخابات يمكن ان تشعل الخصومات التي تكمن تحت السطح مباشرة. وما زالت القبائل في الصحراء تتقاتل فيما بينها وتحتدم الخصومات بين المناطق والمدن في حين ينظر كل من الاسلاميين والعلمانيين الى بعضهم بعين الريبة وتعمل الميليشيات المسلحة من اجل مصالحها الضيقة تحت تهديد السلاح.
وعلى هذه الخلفية أعلنت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات انها ستؤجل الانتخابات 18 يوما بسبب مسائل فنية واخرى تتعلق بالنقل والامداد. وبزيارة مقر المفوضية من السهل معرفة السبب في استحالة الالتزام بالموعد الاصلي. وفي كل مرة يريد أحد العاملين المئة والثلاثين الذين يعكفون على التحضير للانتخابات اجراء مكالمة هاتفية يواجه مشكلة وهي انه لا يوجد بمقر مفوضية الانتخابات سوى خطي تليفون يعملان.
وقال المحامي السابق نوري العبار البالغ من العمر 52 عاما والذي يبدو عليه الارهاق والذي يرأس مجلس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات انه في ضوء العقبات وغياب الدعم الرسمي فان مجرد إنجاز ما تحقق أمر غير عادي. وقال العبار قبل بضعة ايام من اعلانه تأجيل الانتخابات ان العاملين معه يواجهون الكثير من سوء التنظيم والبيروقراطية والرسائل المتبادلة مع الحكومة.
وتعمل المفوضية التي كلفت بتنظيم الانتخابات في طابقين تم استعارتهما بمبنى وزارة الداخلية في العاصمة طرابلس. وفي الداخل يقوم العاملون ومستشارون يتحدثون العربية من الامم المتحدة بعضهم ممن عملوا في انتخابات العراق بعد الحرب بمقارنة المواصفات وتصميمات الشعارات في غرفة مزدحمة مكتظة بالأوراق والوثائق المتناثرة.
ويجلس نائب رئيس المفوضية العليا للانتخابات عماد السايح في مكتب واسع. وعين السائح في منصبه خلفا للصغير المجيري الذي استقال بعد فترة قصيرة من تشكيل المفوضية في يناير كانون الثاني. وقال السايح ان الضغط والتوتر بسبب العمل دفع الكثيرين للاستقالة من مجلس المفوضية لأن العبء ثقيل. وقال ان المهمة الرئيسية لحكومة انتقالية هي توفير الامن وتمهيد الطريق لانتخابات الجمعية الوطنية لكنها لم تتمكن من عمل اي من الأمرين.
وقال ان أكبر مشكلة هي ان المفوضية لا تملك الموارد التي تحتاجها. وأضاف انه عندما تطلب المفوضية المساعدة من المجلس الوطني الانتقالي فلا يوجد أحد فيما يبدو مستعد لتحمل المسؤولية. وقال إنه عندما خاطبت المفوضية وزارة الاتصالات المسؤولة عن شبكة الهواتف لطلب مزيد من الخطوط في مكتبها سألت الحكومة عمن سيدفع التكاليف وبقيت القضية دون حل. كما يوضح النزاع بشأن وقت البث التلفزيوني المخصص للتوعية بشأن الانتخابات حجم المشكلة حيث ان هذه التوعية ضرورية في بلد معظم سكانه ليست لديهم خبرة في الانتخابات.
وقال نائب رئيس المفوضية ان التلفزيون الليبي يطلب منهم 7000 دينار ليبي (نحو 5500 دولار) مقابل ساعة واحدة من البث مضيفا ان هذه الخدمة يجب ان تكون مجانية. ويمثل الامن مصدر قلق آخر. وفي بداية مايو ايار اضطر مركز لتسجيل الناخبين في مدرسة بطرابلس الى اغلاق ابوابه بعد ان جاء افراد ميليشيا في شاحنات صغيرة نصبت فوقها مدافع مضادة للطائرات للمطالبة بمزيد من التمثيل لرجالها.
ويقول مسؤولو المفوضية الوطنية العليا للانتخابات انهم طلبوا من الحكومة الحماية في منتصف مايو ايار اثناء تسجيل المرشحين. وقال العبار رئيس المفوضية انهم لم يجدوا حولهم شخصا واحدا من قوات الامن الحكومية. وأضاف انهم لم يأتوا حتى ليتحققوا مما اذا كانت أفعالهم قانونية أم لا أو ليروا ان كانوا يحتاجون مساعدة اضافية.
وقالت الحكومة انها تفعل كل ما في وسعها مع الابقاء على مسافة بينها وبين المفوضية. وقال نائب رئيس الوزراء مصطفى أبو شاقور ان الحكومة لديها لجنة تجتمع مع المفوضية مرتين اسبوعيا لتتعرف على احتياجاتها وانهم يحاولون عدم التدخل في عملهم حتى تبقى مستقلة. وقال المتحدث باسم الحكومة الليبية ناصر المانع ان وزارتي الدفاع والداخلية لديهما "خطة استراتيجية" ليوم الانتخابات.
واذا تجولت بالسيارة في شوارع طرابلس فمن الصعب ان تصدق ان اول انتخابات مباشرة في ليبيا متعددة الاحزاب منذ عام 1952 ستجري بعد أيام حيث لا توجد ملصقات أو منشورات انتخابية أو صور لمرشحين محتملين على لوحات اعلانات أو أعمدة انارة أو واجهات متاجر.
ولوحات الاعلانات التي اقامتها مفوضية الانتخابات قبل بضعة اسابيع لحث الناس على التسجيل والتصويت هي العلامة الوحيدة التي تشير الى قرب الانتخابات. والاحزاب السياسية نفسها لا يمكنها اطلاق حملاتها لأنها ما زالت تنتظر الموافقة على طلباتها لخوض الانتخابات.
وقال سراج سراج وهو سائق سيارة اجرة في طرابلس "لا نعرف حتى ان كانت ستجري انتخابات أم لا ناهيك عن من هم المرشحون أو من سنصوت له."
ورغم كل هذه المشاكل يتحقق تقدم. وكانت جهود تسجيل الناخبين ناجحة حيث تم تسجيل نحو 2.7 مليون شخص أو نحو 80 في المئة من الناخبين الذين يحق لهم التصويت. ووصلت الصناديق التي تحتوي على أوراق اقتراع غير مطبوعة والحبر الذي يستخدم بعد التصويت حتى لا يدلي الناخب بصوته مرتين من الموردين في الخارج. وقال سالم بن ناهية مدير ادارة العمليات بالمفوضية وهو يتفقد الشحنة بمطار طرابلس الدولي ان هذه الشحنة هي الاخيرة من مواد الانتخابات التي تصل الى ليبيا.
وتعرف إيان مارتن رئيس بعثة الامم المتحدة في ليبيا بطريقة مباشرة على غياب الامن في ليبيا. ففي ابريل نيسان القى مجهول قنبلة على موكبه في مدينة بنغازي بشرق البلاد لكن لم يصب أحد بأذى. وكان مارتن متفائلا بشأن الانتخابات. وقال ان قرار التأجيل معقول لأنه سيتيح المزيد من الوقت لأعداد قوائم المرشحين وطبع اوراق التصويت وتثقيف الناخبين. وقال "سيكون من السذاجة عدم توقع أي مشاكل. أعتقد ان هذه الانتخابات بصفة عامة ستجرى بنجاح رغم انه لا يمكن توقع ان تمضي بدون مشاكل."
على صعيد متصل وافقت المحكمة العليا في ليبيا على نظر طعن في دستورية قانون جديد يجرم تمجيد الزعيم المخلوع معمر القذافي أو أي من أنصاره. وأبلغ المحامي الذي قدم الطعن المحكمة بأن القانون 37 الذي أقره المجلس الوطني الانتقالي الحاكم ينتهك حرية التعبير المكفولة دستوريا. وقال المحامي صالح الميرغني إن القانون ينتهك الحريات الأساسية التي تعد من حقوق الانسان وسيضر بالحريات في ليبيا وأضاف أن القانون لا يحد من تمجيد القذافي بقدر ما يزيده داعيا المحكمة إلى قبول الطعن. بحسب رويترز.
وأصدر المجلس الوطني الانتقالي القانون رقم 37 في الثاني من مايو ايار وأثار استياء عاما بين منظمات المجتمع المدني وخبراء القانون الليبيين الذين قالوا إن القانون ينتهك حرية التعبير.
ويعاقب القانون بالسجن على تمجيد القذافي أو نشر أنباء من شأنها "الاضرار بثورة 17 فبراير".
وقالت إلهام سعودي رئيسة مجموعة "محامون من أجل العدالة في ليبيا" إن هذا يمثل فرصة فريدة للقضاء الليبي كي يؤكد استقلاله وينهض بدوره في الرقابة على صلاحيات المشرعين في البلاد.
توفير وظائف للمسلحين
من جهة اخرى حث مسؤول ليبي كبير الشركات الأمريكية على المساعدة في توفير فرص عمل لمقاتلي المعارضة السابقين الذين لم يلقوا أسلحتهم من خلال القيام باستثمارات قد تحول البلاد إلى وجهة سياحية تنعم بالسلام. وقال مصطفى أبو شاقور نائب رئيس الوزراء الليبي لغرفة التجارة الأمريكية العربية الوطنية في واشنطن "هؤلاء الشبان يحتاجون إلى تحديات. يحتاجون إلى وظائف. ما داموا بلا وظائف سيحملون الكلاشينكوف وسينتشرون في الشوارع وربما يقيمون نقاط تفتيش." بحسب رويترز.
وقال أبو شاقور إن ليبيا لديها احتياجات استثمارية ضخمة في قطاعات مثل البنية التحتية والاتصالات والصحة بعد أربعة عقود من الإهمال فضلا عن الحرب الأخيرة. وقال "اقتصادنا يعتمد على شيء واحد.. ضخ النفط من باطن الأرض. نريد تغيير هذا الوضع." وأضاف أن الهدف هو أن يشكل النفط في غضون عشرة أعوام ما بين 30 و40 بالمئة فقط من الاقتصاد بدلا من 70 بالمئة في الوقت الراهن. وقال أبو شاقور إنه يرى العديد من الفرص لليبيا في مجالات مثل السياحة والتعدين والصناعات القائمة على المعرفة.


فورن بوليسي :صدام حسين لم يكن عميلا لأميركا



العالم يعيد اكتشاف صدام حسين. كان ذكيا، كان صادقا مع العالم ومع نفسه، كان مخلصا في عدائه للكيان الصهيوني، لم يكن عميلا للأمريكان. كان مخططا استراتيجيا رهيبا، توقع في 1993 انهيار امريكا الاقتصادي وشخص السبب بالضبط. العالم مخبوص هذه الأيام بصدام حسين الى حد الجنون. لقد أعاد اعداؤه اليه اعتباره قبل ذكرى اغتياله في نهاية هذا الشهر. هل تذكرون كل ارشيفنا الذي سرقوه؟ حسنا بدأوا يطبعون منه كتبا. آخرها هذا الكتاب الوثيقة، الذي احتوى على تفريغ تسجيلات صدام حسين في مراحل مهمة من تاريخ العراق (1978-2001)، آلاف التسجيلات الصوتية وتسجيلات الفيديو التي حصلت عليها القوات الأميركية ، وهذه التسجيلات تغطي اجتماعات صدام حسين مع وزرائه والقادة العسكريين وشيوخ القبائل وكبار الشخصيات الزائرة.

 وهكذا اكتشفوا حقيقة فكر الرجل. الكتاب اعده ثلاثة: كيفن وودز (معهد التحليلات العسكرية) و ديفد بلكي (جامعة الدفاع الوطني) و مارك ستاوت (جامعة الدفاع الوطني) أي انهم شخصيات معنية بالدفاع والشؤون العسكرية وبالتأكيد ليسوا من احبائه او حلفائه. ولكن (إذا أراد الله نشر فضيلة طويت أتاح لها لسان حسود) وفي هذه الحالة لسان (لدود). وقد علق ديفد بلكي أحد محرري الكتاب أن  التسجيلات كشفت ثلاث فضائل لصدام حسين:
 الأولى :  صدام حسين لم يكن في "جعبة" أميركا خلال الثمانينيات كما يظن كثيرون، فهو كان أكثر عدائية وتشكيكا تجاه الولايات المتحدة مما كان يبدو عليه، حتى في ذروة دعمها للعراق في الثمانينيات.
 الثانية : موقف صدام حسين من المسائل الاستراتيجية والعلاقات الخارجية في العلن كما هو نفسه في المجالس الداخلية. وعلى الرغم من أن الأميركيين يستخفون بما يقوله الديكتاتوريون في تصريحاتهم العلنيّة، إلا أن صدام كان مخالفا للقاعدة فهو كان على درجة كبيرة من الصدق في خطابه.
 الثالثة : صدام حسين كان يعتقد أن حيازته للسلاح النووي ستمكنه من تحرير فلسطين من المغتصب. كيف؟ العراق لم يكن يسعى من خلال امتلاكه للسلاح النووي أن يشنّ ضربة على إسرائيل، بل كان يسعى، وفقاً للتسجيلات، لردع إسرائيل عن استخدام سلاحها النووي وجرّها بالمقابل إلى حرب استنزاف دامية. 
 بيروت 9 كانون الاول/ديسمبر 2011 (اكانيوز) -سجل الكاتب في مجلة "فورين بوليسي" الأميركية  ديفيد بالكي ثلاث ملاحظات مطوّلة عن الرئيس السابق صدام حسين وذلك بعد قراءته كتاب "تسجيلات صدام: داخل أروقة نظام الطاغية 1978 – 2001"، الذي أصدرته جامعة "كامبريدج" مؤخراً.

ويستند هذا الكتاب، كما يشرح بالكي الذي شارك في الإعداد، إلى آلاف التسجيلات الصوتية وتسجيلات الفيديو التي حصلت عليها القوات الأميركية من النظام السابق، وهذه التسجيلات تغطي اجتماعات صدام حسين مع وزرائه وجنرالاته وشيوخ القبائل وكبار الشخصيات الزائرة.

في الملاحظة الأولى، يخلص الكاتب إلى أن صدام حسين لم يكن في "جعبة" أميركا خلال الثمانينيات كما يظن كثيرون، فهو كان أكثر عدائية وتشكيكا تجاه الولايات المتحدة مما كان يبدو عليه، حتى في ذروة دعمها للعراق في الثمانينيات.

كان صدام يعتقد أن أميركا وراء قيام الثورة الإيرانية من أجل "تخويف دول الخليج والتمهيد لوجود عسكري هناك يعيد ترتيب المنطقة"، وبعد أن تبيّن أن أميركا دعمت إيران وأمدتها بعناصر استخبارات على الأراضي العراقية، أسرّ صدام للمقربين منه بموقفه من الأميركيين: "إنهم أوغاد متآمرون".

وفي العام 1988، نصح صدام مستشاريه بضرورة "توخي الحذر من الأميركيين أكثر من الإيرانيين".

في الملاحظة الثانية، يؤكد بالكي أن موقف صدام حسين من المسائل الاستراتيجية والعلاقات الخارجية في العلن كما هو نفسه في المجالس الداخلية. وعلى الرغم من أن الأميركيين يستخفون بما يقوله الديكتاتوريون في تصريحاتهم العلنيّة، إلا أن صدام كان مخالفا للقاعدة فهو كان على درجة كبيرة من الصدق في خطابه.

وفي وقت كان المحللون يقدّرون أن ما يطلقه الرئيس العراقي من مواقف معادية للسامية إنما يهدف فقط إلى تعزيز قاعدته الداخلية أو استجداء الدعم العربي، تظهر تصريحاته الداخلية وفي مجالسه الحميمة وفاءه لخطابه.

ففي العديد من التسجيلات، يتحدث صدام عن حاجة المسؤولين العراقيين إلى قراءة "بروتوكولات حكماء صهيون"، ليؤكد أن هذه البروتوكولات "معادية للسامية" و"قد دبّجتها الشرطة السريّة للقيصر".

وفي  لقاء له في مطلع العام 1990، أوضح صدام قائلاً "لا أعتقد ان هناك تزويرا في جانب وحيد فقط وهو ما يتعلّق بأهداف الصهيونية، وتحديداً برغبة الصهيوني باغتصاب اقتصادات الناس"، مؤكداً في مناسبة أخرى على موقفه: "إن اليهود جشعون".

ويشرح الكاتب بأن خطاب صدام تجاه إسرائيل يحتاج إلى مزيد من التعمق والدراسة من أجل تكوين صورة واضحة عن المنظومة الفكرية التي كانت تحكم عمل الرئيس العراقي السابق. 

أما في الملاحظة الثالثة، فيقول الكاتب إن صدام حسين كان يعتقد أن حيازته للسلاح النووي ستمكنه من تحرير فلسطين من المغتصب. كيف؟ العراق لم يكن يسعى من خلال امتلاكه للسلاح النووي أن يشنّ ضربة على إسرائيل، بل كان يسعى، وفقاً للتسجيلات، لردع إسرائيل عن استخدام سلاحها النووي وجرّها بالمقابل إلى حرب استنزاف دامية. 

ويقول صدام حسين ان "الأهم هو ان نكون في العراق وسوريا في آن، وسنخطّط لأن نجرّ العدو كي يستهدفنا..لا بدّ ان نصمد بينما نمارس الضغط على أصدقائنا الروس لمدّنا بسلاح وحيد، سلاح وحيد، يساعدنا عندما يضرب الاسرائيليون منشآتنا المدنية أن نردّ لهم الضربة بالمثل.

لن نبادر إلى ضرب المدنيين الاسرائيليين، فقط سنردّ على الضربات التي نتلقاها. ونضمن من هنا أن تكون هذه الحرب حرب استنزاف مع العدو، نستطيع من خلالها إغراقه ببحور من الدم واسترجاع كل شبر من أرضنا..ولن تكون أقل من ذلك".  

من:خليل الخليل،تح:سلام بغدادي

رابط المقال باللغة العربية :
http://www.aknews.com/ar/aknews/8/277143

مقالة ديفد بلكي باللغة الانجليزية وهي بعنوان ( صدام الذي بدأت أعرفه )
http://ricks.foreignpolicy.com/posts/2011/12/07/the_saddam_i_have_come_to_know

16 يونيو 2012

فقه المعايير في اختيار رؤساء التحرير



بقلم: يحيى قلاش
نطل على أوضاع الصحافة والإعلام بعد عام ونصف العام من الثورة، التي بدأت شعارها بالحرية، ودفعت من أجل إيمانها به آلافا من الشهداء والضحايا ولا تزال.
نطل وذاكرتنا تسترجع هذه الأيام يوما مجيدا من أيام الصحافة المصرية، ونضال أبنائها دفاعا عنها، يوما نفخت فيه مصر من روح شعبها الذي هبّ معنا دفاعا عن الحرية، وإدراكًا منه أن العدوان على الصحافة اعتداء على الحريات، وعلى حرية كل مواطن في المعرفة والتعبير والمشاركة.
ففي العاشر من شهر يونيو الجاري يكون قد مر 17 عاما على انتفاضة الصحفيين في جمعيتهم العمومية غير العادية ضد القانون 93 لسنة 1995، الذي أطلقت عليه الأمة كلها قانون حماية الفساد، في معركة امتدت لأكثر من عام. هذا اليوم الذي اختاره الصحفيون ليكون عيدهم من كل عام، والذي وجه فيه الأستاذ هيكل رسالته الشهيرة لاجتماع الجمعية العمومية الحاشد قائلا:" إن هذا القانون استفزني كما استفزكم واستفز الرأي العام وحملة الأقلام، وكل القوى السياسية والنقابية والثقافية في هذا البلد، وأشهد أسفا أن وقائع إعداد هذا القانون كانت أقرب إلى أجواء ارتكاب جريمة منها إلى أجواء تشريع عقاب، وأنه يعكس أزمة سلطة شاخت في مواقعها، وأنه سلسلة من التصرفات والسياسات لا تساعد على تماسك البناء الاجتماعي، وانتظام الحركة السياسية وملاقاة عصور متغيرة".
منذ 17 عاما استطاع الصحفيون ـ ومعهم كل القوى الوطنية ـ التصدي للعدوان على الهامش المحدود من الحرية، ونجحوا في إسقاط هذا القانون المشبوه. والآن نجد أنفسنا ـ رغم كل ما حدث ويحدث ـ نقف عند المربع ذاته في حالة دفاع عن النفس.. نتحدث عن فوضى إعلامية وعن انفلات إعلامي لكن لا يستطيع أحد أن يدعي أن شعار الحرية قد تم ترجمته كي تتحرر وسائل الإعلام، وأن تحقق استقلالها. الحقائق على الأرض تقول: إن ترسانة القوانين المقيدة للحريات في عهد نظام مبارك المستبد مازالت هي القائمة، تحكم وتتحكم، ولها الكلمة الأخيرة في لحظة الجد والغضب. والمفارقة أن كل الذين ساهموا في إدارة البلاد تنفيذيا وتشريعيا، خلال المرحلة الانتقالية، توافقوا كل بأسلوبه وطريقته على إهمال هذا الملف، بل والتربص به أيضا، وربما يكون لهذا الأمر علاقة بطبيعة هذه القوى التي توافقت وفق رؤيتهما ودون اتفاق على الاكتفاء بأن ينتهي ما جرى بعد غياب مبارك ليكون مجرد إصلاح وتحسين للواقع وليس تغييره على نحو جذري، كما أن الثورة التي جرت في الميادين لم تذهب إلى الدواوين، وأن أهدافها الرئيسية المؤجلة والمعطلة تعود إلى أنها لم تحكم ولم تصبح شريكة فعلية في اتخاذ القرار، إلا بآليات التضاغط التي تستنزف كثيرا من الطاقة الحية في الغضب، أو في محاولات احتوائه وتصريفه.
وإذا استعرضنا المشهد السياسي الحالي سنجد أن الدولة الديمقراطية الحديثة، التي نطالب بها باستحقاقات الدم التي دفعت من أجلها تواجه أزمة وتحديا، لأنه لا قيام لهذه الدولة إلا على أساس دعامتين أساسيتين، استقلال القضاء وحرية التعبير والصحافة والإعلام، أي متطلبات العدل والعدالة والحرية. الآن تستفحل الأزمة بين برلمان ما بعد الثورة ـ وليس برلمان الثورة ـ وبين السلطة القضائية إلى درجة خطرة، ومشروع استقلال القضاء ظل خارج أولويات المجلس الذي شغل نفسه بالمعارك القطاعي والقوانين غير المدروسة والصراع بين "مغالبة" الأغلبية" و"مكايدة" المعارضة أو الأقلية، كما غابت بالطبع قضية تحرير وسائل الإعلام، لكن حضرت بشكل غير مسبوق حملات الهجوم على الصحافة وغيرها من أول اتهامها بالخيانة والمؤامرة، وانتهاء بالدعاء عليها وما بينهما من مطالبات وصلت إلى حد الرقابة السابقة واللاحقة على وسائل الإعلام!! ناهيك عما ينشر ويذاع لقيادات سياسية معتبرة، وفيه من الهول ما يقع كالصاعقة على كل الذين أرهقهم الشوق لوطن حر يليق بالثورة وتضحيات الثوار!
وعلينا أن نعترف بأن هناك تيارات فكرية وسياسية ومؤسسات عديدة تساهم في سوء الفهم بين حرية الصحافة والديمقراطية، وتنفخ في الحديث الهائل عن الفوضى الإعلامية، واعتبارها وراء كل نقيصة، رغم أن هذا عرض لمرض اسمه عدم الاستقلالية، والإعلام الذي لم يتحرر بعد من قوانين الاستبداد، من الطبيعي أن تتعثر محاولاته بعد الثورة في أن يتقدم خطوة نحو استعادة ثقة المواطن فيه، وأن تعاوده أعراض الانتكاس والتوجيه والارتباك بل والتضليل.. بل وفي هذا المناخ السلبي الذي يُترك فيه الإعلام في العراء بلا صاحب من الطبيعي أن يتسلل إليه بعض المال الحرام، الذي يتدفق من الخارج والداخل لحصاد الثورة وخنقها وتغيير مسارها.
وظني أن إهمال التعامل مع ملف حرية التعبير والصحافة ـ بعد كل هذه الشهور على الثورة ـ ليس وليد مصادفة، بل وليد استمرار فلسفة الاستبداد، سواء استبداد نظام مبارك، الذي مازال يقاوم، أم الذين يحاولون وراثته.
فإذا كنا جادين في التعامل مع هذا الملف، وأمناء في تحقيق أهداف هذه الثورة، كان على المجلس العسكري الذي تولى خلال المرحلة الانتقالية وقبل وجود البرلمان المنتخب بغرفتيه "شعب وشورى" أن يشكل لجنة يحظى أفرادها بالاستقلالية والثقة والاحترام، لبحث ما جرى في المؤسسات الصحفية القومية خلال العقود الماضية، وأن يشرع في تقديم أية مخالفات للقضاء لمحاسبة مرتكبيها، علما بأن الفساد داخل بعض هذه المؤسسات، كان على رؤوس الأشهاد والنهب للمال العام كان علنيا، والبلاغات التي قدمت للنيابة قبل الثورة وبعدها حفظت في الأدراج أو ماتت بالإجراءات الشكلية! كذلك كان مهما تفعيل توصيات لجنة تقصي الحقائق التي شكلت بعد أسابيع قليلة من اندلاع الثورة لبحث وقائع ما جرى من انتهاكات وجرائم، والتي انتهت ضمن ما انتهت إليه من توصيات بالمحاسبة عن جرائم التضليل الإعلامي، التي جرت في عهد مبارك، وكانت أحد أسباب الثورة، لكن ظل رموز وقادة هذا التضليل بمنأى عن المساءلة، وهو ما أساء إلى سمعة هذه الصحف والفضائيات، وشكل عبئا ثقيلا على أي راغب ممن يتحملون المسئولية في استعادة ثقة المواطن.
ثم جاء مجلس الشورى ـ وكان يمكن أن يقوم على الفور بأداء هذه المهمة ـ لكنه جعل في مقدمة أولوياته ممارسة حقه كمالك للمؤسسات القومية بتغيير رؤساء التحرير ومجالس الإدارة، وجعل من حديثه عن التطهير والفساد مجرد رسائل للحاضرين وترك الفاعلين الأصليين، كما لم يتدخل بشكل حقيقي وواعٍ لفهم ما جرى ويجرى داخل هذه المؤسسات. وبدلا من فتح ملف استقلال الصحافة وهدم ترسانة القوانين المقيدة لحريتها، وتحريرها من أن تكون تابعة لرئيس أو حزب حاكم أو أجهزة الأمن، بدأنا نستمع إلى "فقه المعايير في اختيار رؤساء التحرير"، وهو مجرد مدخل جديد لمرحلة أخرى من التبعية يتغير فيها اسم السيد الجديد وهيئته، لكن يظل المضمون كما هو، وكأننا وأجيال سبقتنا ما أضعنا أعمارنا في المطالبة باستقلالية الصحافة عن مجلس الشورى، هذا المالك البدعة، الذي تم اختراعه لهذه المهمة التي ليست من بين مهام أي مؤسسة تشريعية في العالم. لكن هل نترك مهمتنا الأساسية التي كنا نتمنى أن يكون شعب وشورى ما بعد الثورة معنا فيها، لنقدم لهذا الوطن حقه في صحافة حرة تتخلص من ترسانة القوانين المقيدة للحريات، وفي مقدمتها قوانين الحبس في قضايا النشر، وقانون تنظيم الصحافة وقانون المطبوعات، وباب النشر في قانون العقوبات، وتنقية كل القوانين من المواد المكبلة للحرية والتعبير، وأن نصدر قانونا يعطي الحق لكل مواطن في الحصول على المعلومات.
إننا لا يمكن أن نستبدل بالحق الباطل ونستدرج لحديث المعايير التي تحمل المهانة ولا تؤدي إلى تحرير المهنة، معايير كثير منها فضفاض ومطاط وفيها كثير من طعم العسل، لكنها طبخة مسمومة وقاتلة، تكرس الأوضاع الموروثة والمتخلفة، وتسهم في إبعاد الصحفيين عن أن يكونوا شركاء في تقرير مصيرهم أو أن يخضعوا لتقييم حقيقي من جهات مستقلة، وذات صلة بتمثيل الرأي العام وبالمهنة، وليس على طريقة اللجان المعينة من الجهة المعنية لاتخاذ قرارات معينة!! (أحيل من يرغب من زملائي والمعنيين بالأمر الاطلاع على التقرير التفصيلي الصادر عن بعض لجان مجلس الشورى حول معايير وضوابط اختيار رؤساء التحرير).
إنني على يقين من أننا مازلنا، رغم كل ما يحدث، أمام فرصة تاريخية لن تتكرر كثيرا كي ننتزع حقنا في إعلام حر يليق بتضحيات المصريين وتطلعهم إلى وطن ديمقراطي يغيب عنه الاستبداد ولا تحكمه الفاشية. ويليق كذلك بمكانة وتاريخ الصحافة المصرية. وعلى كل القوى السياسية والاجتماعية صاحبة المصلحة في التعبير بكل الوسائل السلمية والصحافة الحرة أن يدركوا أن إعلام ما بعد الثورة لا بد أن يتحرر حتى يكون شريكا في عملية التحول الديمقراطي، وأن تحرير وسائل الإعلام هو الضمانة الوحيدة، لكي نملك إعلاما نسعى إلى تنظيمه بإرادتنا الحرة وبالقوانين الديمقراطية، ولا يبحث عن الولاء لغير الشعب ومصالحه ولا يخشي السلطة وقمع أجهزتها، ولا يلهث وراء إغراء رجال المال والأعمال، ولا أن يولي وجهه كل يوم تجاه قبلة جديدة.