18 فبراير 2022
الاثرية علياء نصر تكتب : عقدة الخواجة من لغتنا الاصيلة
15 فبراير 2022
سيد أمين يكتب: فضفضة حول الفشل “الجمهوري” العربي
المتأمل في طبيعة نظم الحكم في عالمنا العربي والإسلامي، لا يحتاج إلى أن يبذل جهدًا كبيرًا ليكتشف جليًّا أن سيادة ثنائية “الاستبداد والفساد”، هي القاسم المشترك بينها، وأنه إذا كانت هناك خصال أخرى واصفة لها، فستكون بلا شك “التخلف”، ولو أوهمت شعوبها، والعالم بخلاف ذلك، عبر اتباع نظام “البهرجة” بمشروعات الأكبر والأطول والأضخم.
الفشل الجمهوري
ولن يمكث هذا المراقب طويلا ليكتشف بسهولة أيضا، أن هناك صفة رابعة تخص تحديدا البلدان ذات النظام الجمهوري منها، وهي “الاضطراب السياسي”.
ثم سرعان ما يخرج بيقين أن نظام رأي الأغلبية -وهو جوهر فكرة الاحتكام إلى الجمهور- مهدر تماما في تلك البلدان، وأنه لا يعدو عن أن يكون ديكورا زائفا، ظاهره تمثيل الأغلبية، وحقيقته تحمل أقسى وأقصى درجات الإقصاء لهم، وأنه تعبير صادق عن حكم الأقلية.
ومكمن الخطورة هنا، أن هذا النظام الجمهوري، في حال فساد آليات اختياره، يحمل في طياته خداعا كبيرا وظلما بينا لشعوبه، فيحرم الناس من حقهم في الجهر بالمظلومية، تحت زعم أن هذا الحكم هو في الأصل من اختيارهم.
وفي ظل هذا الوضع الملتبس، يتنامى الشعور بالغبن الوطني، وعدم الانتماء، وتزداد الفجوات بين طبقات المجتمع، وتتفكك اللحمة الوطنية، وتكون النتيجة الصراع والاضطراب وغيرها من الصفات، التي تتسم بها جمهورياتنا العربية على وجه الخصوص.
ومن عيوب النظم الجمهورية العربية، أو التي من المفترض تعبيرها عن اختيارات الأغلبية، أنها إذا أصابت وأنجزت؛ فذلك بفضل حكمة رأس الحكم، وإذا عجزت وفشلت؛ فذلك بسبب قلة وعي الشعب، وعدم قدرته على مواكبة وطنية الزعيم ودأبه وحكمته.
وفي أحيان أخرى، حينما تتصارع أجنحة أجهزة الحكم في الدولة فينتصر الفرع الأضعف، على الأصل المتحكم، يتم عزو الخراب إلى فشل الحكام السابقين المتحكمين.
وبذلك تتوزع المكافآت لتصب في يد شخص واحد ودائرته الضيقة، وتتبدد العقوبات على المجهول غالبا، أو يتم استخدامها لتصفية حسابات سياسية.
أرسخ الديمقراطيات
الديمقراطية لا تفرق بين الممالك والجمهوريات أبدا، فرغم أن “المملكة المتحدة” مملكة فإن دعاة الديمقراطية والجمهورية ومنظريها حول العالم، ظلوا لقرون -وما زالوا- ينظرون إليها بوصفها النموذج الأمثل لحكم الأغلبية، والتعبير الصادق عن إرادة الجماهير.
والمدهش أن تجد أن الكثير من النظم الوراثية الأوربية كإسبانيا والسويد والنرويج والدنمارك وبلجيكا ولوكسمبورج وغيرها، صاروا هم أيضا مضربا للأمثال في حكم الأغلبية واحترام حقوق الإنسان.
هذا في حين أن كثيرا من النظم الجمهورية في الغرب والشرق، لا سيما في وطننا العربي، صارت هي الأخرى مضربا للأمثال في العالم أجمع، ولكن للقمع والاستبداد وحكم الأقلية.
وقد يستنكف البعض أن أضرب مثلا بديمقراطية بريطانيا ويقول إنها كانت قوة استعمارية عالمية، وهذا صحيح جدا، بل ونزيد أنها ارتكبت من الجرائم في مستعمراتها ما يندى له الجبين، وهي المتسببة في مأساة الشعب الفلسطيني، وهي التي أسست النظم الجمهورية الخادعة في مستعمراتها السابقة.
لكنها مع ذلك كانت أكثر رحمة من الاستعمار الفرنسي، الذي من المفترض فيه أن يكون تعبيرا عن خيارات الجماهير، وثورته الشهيرة التي حولت الحكم من دكتاتورية وراثية، إلى دكتاتورية عسكرية متوحشة.
ومع ذلك فالحديث هنا لا يدور أساسا حول سلوك هذه النظم خارجيا، ولكن حول سلوكها الداخلي مع شعوبها.
العدالة هي الحل
كان من الممكن أن نستخلص أن النظام الجمهوري نظام فاشل لا يحقق العدالة، ولا حكم الأغلبية، لولا أن مد الخط باستقامته يجعلنا نراه ناجحا جدا في تركيا والولايات المتحدة وروسيا وألمانيا وإيطاليا وكندا، وغيرها.
كما أن التطبيق الصحيح لفكرة الجمهورية في هذه البلدان، خلق حالة مثالية من العدالة، نراها نحن في بلادنا نوادر تستدعي الاندهاش، مع أننا نحن الأمة التي جعلها الله تعالى تأمر بالعدل والإحسان.
فقدان تلك العدالة في عالمنا العربي هو المشكلة الحقيقية، سواء في الممالك أو الجمهوريات، وبسبب غيابها تحول السجال السياسي الطبيعي الناجم عن اختلاف الآراء بين البشر، إلى صراع دامٍ، يأكل فيه القوي الضعيف، وتدفع البلاد بسببه الثمن فادحا.
نخلص من تلك الفضفضة إلى أن النظام الجمهوري العربي، هو في الواقع استبداد مقنّع، يعادي الجماهير، ويسومها سوء العذاب، ويحتال على الديمقراطية.
والواقع يشهد.
01 فبراير 2022
زهير كمال يكتب: اليمن والإمارات أو الأصل والفرع
تاريخياً، معظم سكان الإمارات هي قبائل عربية هاجرت من اليمن واستوطنت سواحل الخليج العربي ، ولهذا يكنّ شعب الإمارات الإحترام والتبجيل لكل ما هو يمني ، وهذا إحساس طبيعي يشعر به الفرع نحو الأصل. ترجم هذا الشعور الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان عندما قام بإعادة بناء سد مأرب القديم على نفقته عام 1984 وتم استكماله عام 2003 بتمويل من صندوق أبو ظبي للتنمية.
تلك الأيام كان حكام الإمارات يهتمون بشؤونهم الخاصة وكانوا بمثابة حمامة سلام بين الدول العربية التي تتشاجر فيما بينها لأتفه الأسباب.
هذه الأيام دخل خلف الشيخ زايد في صراعات إقليمية كبرى قد تطيح بهم وبحكمهم ومن الممكن أن تنهار الدولة بأكملها بسبب تورطهم في أمور أكبر من حجمهم ، وقد يعتبر البعض أن موضوع الإنهيار مبالغ فيه ولكن إذا درسنا التركيبة الديمغرافية سنجد أن عدد سكان الإمارات الأصليين لا يتجاوز مليون نسمة بينما يبلغ العدد الإجمالي للدولة عشرة ملايين، أي أن تسعة ملايين مقيم هم أجانب من كل أقطار العالم يديرون عجلة الدولة وليس لهم مصلحة في الدفاع عنها إذا ما هوجمت بشدة، ومن الغبن والإجحاف وصف مقيمين منذ فترة طويلة وربما ولد أبناءهم هناك بأنهم أجانب ولكن هذا ما يعتبره النظام الإماراتي الذي يريد الاستئثار بالثروة وعدم توزيع جزء منها على مواطنين جدد.
الدول مهما صغر حجمها لا تنهار إذا كانت تتمتع بحكم ديمقراطي ، فالشعب بأكمله يحمي الدولة. وما يؤسف له أن معظم الدول العربية آيلة للإنهيار لهذا السبب، فنظام حكم الفرد الأوحد المستمر منذ مدة طويلة لم يعد صالحاً للحياة في هذا العصر.
رغم تبجح الدول الغربية بأنها تدافع الديمقراطية وتطلب من حكامها تحقيق ذلك ولكننا نجد على أرض الواقع أن معظم المستعمرات السابقة لهذه الدول وخاصة دولنا العربية لم تخط أية خطوة ولو صغيرة نحو الديمقراطية منذ نيلها استقلالها وحتى هذا التاريخ.
تتبع الدول الغربية في سياساتها نحو كافة مستعمراتها السابقة سياسة ( من يسيطر على الرأس يسيطر على الجسد) وهكذا تضمن استمرار تدفق ثروات هذه المستعمرات الى خزائنها.
يتحقق السيطرة على الرأس في الدول ذات الحكم الجمهوري عبر الانقلابات العسكرية وتولي رئاسة الدولة عسكري متواضع الذكاء ، وليس بعيداً أن يكون قد تم شراءه وتجنيده عندما كان ضابطاً صغيراً وفقيراً، ثم الدفع به الى الأمام حتى يتولى مناصب عسكرية هامة. وربما كان هذا تفسير لانقلاب السودان الأخير الذي يرفضه شعب السودان بعناد لافت للانتباه رغم التضحيات الجليلة التي قدمها وسيقدمها.
في الدول ذات الحكم الوراثي يتم تربية الورثة عبر مربيات فاضلات من الدول المستعمرة ( بكسر الميم) حيث يتم تعليمهم وتثقيفهم لضمان تبعيتهم المطلقة للغرب.
قديماً كان شيوخ القبائل العرب يرسلون صغارهم الى الصحراء حتى يقوى عودهم ولكن في العصر الحديث يقوم الملوك والشيوخ بتوظيف مربيات أجنبيات وشتان بين تربية على شظف العيش والتعامل مع فرس حرون لابد من ترويضه وبين تربية مرفهة يرطن بها الأطفال بلغة غير لغتهم ويطلبون رضا مربيتهم ويتجنبون عدم إغضابها.
وربما هذا تفسير لاندفاع أمراء الخليج ، بما في ذلك ملك البحرين، الى درجة غير معقولة في الارتماء في أحضان الصهيونية، مخالفين بذلك التوجه العالمي نحو رفض السياسات الإسرائيلية العنصرية حيث لم تعد تنطلي على شعوب العالم سياسات المسكنة والمظلومية التي استعملها الصهاينة لمدة طويلة .
منذ أن بدأت حرب تحالف الرجعيات العربية ضد شعب اليمن ذكرت في مقال لي أن أحد أهم أسباب هذه الحرب هي السيطرة على باب المندب ، المضيق الاستراتيجي الهام ، وكلنا يذكر أن السبب المباشر لحرب 1967 كانت اغلاق عبدالناصر لخليج العقبة في تيران وصنافير.
واستمرار حكم موال للنظام السعودي في صنعاء هي الضمانة لاستمرار بقاء الملاحة الإسرائيلية حرة وطليقة. وهكذا تستمر هذه الحرب طيلة هذه المدة وكانت النتيجة انهاك الشعب اليمني وتدمير مقدراته في نفس الوقت الذي تستنزف فيه أموال شعوب الجزيرة العربية التي يتحكم بمقدراتها أغبياء جهلة لا يعرفون قيمة المال في التنمية والازدهار ونقل شعوبهم خطوات على طريق التقدم ، وليس هناك مبالغة في القول نقل شعوب أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية كذلك.
معظم الحروب العربية العربية لا تأتي لتحقيق مصالح الدول المتحاربة بل لتحقيق مصلحة الحاكم الشخصية ، وحرب اليمن أكبر مثل على ذلك.
كان هدف محمد بن سلمان تحقيق نصر سريع يتباهى به مستهلاً فترة حكمه بعد توليه السلطة.
كان هدف محمد بن زايد إضافة الى مساعدة صديقه بن سلمان التباهي بأنه صانع النصر الذي يدعم به مركزه ، وقد ظن الاثنان أن هذا نصر سهل يصنع في عدة أشهر على أقصى تقدير ضد جماعة مارقة خاصة أن رئيس اليمن وعدد كبير من رموز الحكم السابقين الذين ثار عليهم شعب اليمن بعد أن عاثوا فيه فساداً، هم مثل خاتم في اصبع بن سلمان.
وبالطبع فإن جهل الإثنين بالتاريخ والجغرافية أدى الى اطالة أمد الحرب الى 8 سنوات ، وما تزال، وإلى استنزاف ضخم للدولتين.
وفي نفس الوقت تثبت هذه الحرب أنها حرب الأغنياء ضد الفقراء ولا يعدو الكيان الصهيوني سوى سمسار ذكي للأغنياء يشجعهم على صب أموالهم في جيوبه، بينما يحققون مصالحه ويحافظون عليها.
أخيراً ينبغي الاشارة الى أن التصعيد الأخير في الغارات الأخيرة على اليمن مختلف عما سبقه من الغارات ووارد جداً أن الطيارين في دولتي التحالف هم من المرتزقة الذين يقومون بتنفيذ الغارات بدون اعتبار للضحايا البشرية من المدنيين، قديماً في الحروب التي خاضها النظام السعودي ضد الحوثيين كان طيارو النظام يرمون قنابلهم في الصحراء ، كما حدث في معارك جبل الدخان، فلم تسمح لهم قيمهم في قتل عرب مسلمين.
لا شك أن مواطني الإمارات يشعرون بالأسى والحزن لما يفعله محمد بن زايد بشعب الأصل في اليمن ولكنهم لا يستطيعون التعبير عن عدم رضاهم وسخطهم على تهور الرجل، ولن ينقلب هذا الشعور الى فعل على الأرض لسببين أولهما عدم وجود حرية تعبير بالمعنى الحقيقي وثانيهما وهو الأهم فتات الثروة التي يوزعها النظام الإماراتي على مواطنيه مما يجعلهم يستكينون لما يفعله شيخ القبيلة، ولهذا فإن اي تغيير في الواقع الحالي سيتم بفعل التاثير الخارجي، وهنا يبرز السؤال الأساسي الذي لا يعيه الجهلة محدثي النعمة:
إذا كان بيتك من زجاج فلماذا تضرب الناس بالحجارة ؟
محمد سيف الدولة يكتب: لفشل الثورات عواقب محتومة .. ولكن
(تقدير موقف)