تداولت الأنباء ضلوع الجيش الأمريكي في نشر فايروس كورونا في منطقة ووهان الصينية، ولكن هذه الاتهامات لم تدعم بأدلة واضحة وقوية ولذلك تظل مجرد شائعات لا أساس لها من الصحة. ومما لا شك فيه أن هذا الفيروس مصنّع في أحد المختبرات السرية في
مكان ما من العالم، فالطبيعة لا تستطيع تخليق فايروس مثل الكورونا فهي أرحم بكثير من ذلك.
مكان ما من العالم، فالطبيعة لا تستطيع تخليق فايروس مثل الكورونا فهي أرحم بكثير من ذلك.
ما نشاهده الآن يشبه كثيراً أفلام هوليوود والمسلسلات التي تعرضها التلفزيونات الامريكية منذ زمن طويل، وإذا سلمنا بأن هذا الفايروس مصنّع في أحد المختبرات فإن انتشاره بداية في الصين لم يكن صدفة أو مجرد خطأ بشري فإن بدايته في الصين كانت متعمدة وبفعل فاعل، والفاعل هنا لا يمكن أن يكون جيشاً أو مخابرات دولة فمن السهل كشف مسؤولية الحكومة التي تقف وراء هذا الهجوم عاجلاً أو آجلاً. ولكن يبدو أن من قام بنشره هو إحدى المنظمات المدنية (العسكرية) التي تقوم بمهام الحراسة وغير ذلك من المهام العلنية والسرية لمن يرغب في استئجارها، ولعل أشهرها شركة بلاك ووتر الأمريكية والتي اشتهرت أثناء ذروة النشاط الأمريكي في العراق في بداية هذا القرن، فمن السهل على أي ثري استئجار منظمة كهذه وتنفيذ عملية ما ويضمن بقاءها محاطاً بالسرية والكتمان.
بداية لابد من تخمين السبب الرئيس في نشر الفايروس ومن هو المستفيد من نشره، فالناس في العادة ينسون هذه الأمور في خضم احتدام الحدث كما هو الوضع اليوم.
وفيما يلي أحد السيناريوهات الخيالية والمحتملة:
فبعد ثلاث سنوات من رئاسة ترامب للولايات المتحدة اكتشف الشعب الأمريكي أن هذا الرجل غير مؤهل لهذا المنصب الهام، حيث لم تشهد أمريكا تخبطاً وفوضى مثل هذه الفترة، وكان أحد مظاهرها تغيير المناصب العليا بشكل كبير، وتخبط في السياسة الخارجية، وفضائح أخلاقية وغير ذلك، وكانت الطامة الكبرى هي محاكمته في مجلس الشيوخ بتهمتين، استغلال النفوذ وتعطيل أعمال الكونجرس وذلك بعد أن عزله مجلس النواب.
وقد تأكد للشعب الأمريكي أن هذا الرجل فاسد وأن الأعضاء الجمهوريين في مجلس الشيوخ الذين حموه فاسدون مثله، ولهذا فمن المتوقع انتخاب رئيس ديمقراطي في انتخابات نهاية العام الجاري وكذلك خسارة الجمهوريين لمجلس الشيوخ، وقد تمتد هذه الخسارة لفترة طويلة قد تتجاوز فترتين رئاسيتين إذا أحسن الحزب الديمقراطي الأداء، فما الذي يمكن أن يعمله بعض غلاة الجمهوريين ومن بينهم ترامب المتعطش للسلطة؟
لابد من التذكير هنا ببعض خطبه التي صرح فيها بأن فترتين رئاسيتين مدة غير كافية وأنه يحلم بتمديد مدة رئاسته. وبالنسبة لهؤلاء فإن حياة البشر لا تهمهم كثيراً وتعتبر خسارة جانبية مقابل تحقيق أهدافهم في السيطرة والنفوذ، وأن عليهم الاستفادة من تأثير انهيار أحجار الدومينو كما نلاحظ الآن.
كانت البداية في ووهان حيث يبلغ عدد سكان المدينة 12 مليون نسمة، وهي مركز صناعي وتجاري هام في الصين وسيؤدي نشر الفايروس فيها الى وقف عجلة الاقتصاد الصيني والتي بدأت تتقدم بخطى حثيثة لتصبح في المركز الأول في العالم، وهذا هدف جيد للمخطط ولكنه ليس الهدف الرئيس لنشر الفايروس، فالعين على الولايات المتحدة.
من المعروف الآن أن هذا الفايروس يزداد انتشاره بنسب مضاعفة كل يوم، ووصل الأمر ببعض وسائل الإعلام الى التنبؤ بأن عدد المصابين في الولايات المتحدة قد يصل الى 120 الى 180 مليون نسمة.
كان رد الرئيس ترامب في البداية هو السخرية من الفايروس، ولم تتخذ إدارته أي فعل، ثم تدرج الأمر الى إعلان حالة الطوارئ ووقف الرحلات الى أوروبا.
الى هنا والأمر يبدو طبيعياً، ولكن إذا استمرت الأوضاع في التطور على نحو دراماتيكي واستمرت الى شهر يوليو أو أغسطس فإنه من المتوقع أن يطلب ترامب من مجلس الشيوخ تأخير الانتخابات الى حين انتهاء الوباء، وربما يستطيع إيجاد بعض مواد الدستور التي تخوله تصعيد حالة الطوارئ لتشمل وقف النشاطات السياسية والانتخابات من بينها، وكما يحدث في هذه الأيام فقد تم حظر التجمعات لعدد أكبر من خمسين فرداً، كما أن بعض الولايات ألغت الانتخابات التمهيدية فيها لانتخاب مرشح ديمقراطي.
ربما على لجنة الانتخابات العليا في أمريكا وضع الأسس من الآن لإجراء الانتخابات كلية بشكل الكتروني بحيث يتم الاقتراع من البيت ولا حاجة للتجمعات الانتخابية، وربما يتيح هذا الإجراء إشراك أكبر عدد ممكن من الناس في العملية الانتخابية وبخاصة الشباب بدلاً من النسب المتدنية حالياً والتي يغلب على الناخبين فيها كبار السن والمتقاعدون.
أرجو أن أكون مخطئاً في هذا التحليل القاتم فهو بمثابة كابوس رهيب، ولكن مما لا شك فيه أن العالم بعد فايروس كورونا لن يكون العالم الذي تعودنا عليه ونعرفه، وكل شيء جائز في عالم السياسة والمال والأطماع الإنسانية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق