اتمنى عودة اليهود الى مصر
فلقد كان لهم دور ايجابى قبل رحيلهم
واذا عادوا سنبنى لهم معابد
وسنقوم من اليوم بتطهير مقابرهم فى البساتين
اذا لم أحصل على دعم الولايات المتحدة، فقد يعود الاخوان الى حكم مصر
***
هذا بعض مما نقلته جريدة جيروزاليم بوست يوم 25/2/2019 عما دار بين الرئيس المصرى ووفد اليهود الامريكان الذى رشح السادات لنيل جائزة الكونجرس الذهبية، ولقد ترأس الوفد "عزرا فريدلاندر" امريكى صهيونى متطرف.
وفيما يلى بعض مما ورد فيها بالنص:
·((تكلم الرئيس السيسي باعتزاز ليس فقط عن المجتمع اليهودي السابق النابض بالحياة في مصر ، لكنه قال أيضاً إنه ينبغي أن يكون هناك عودة للجالية اليهودية في مصر. وإذا كان اليهود مهتمين بتأسيس جماعة يهودية في مصر، فإن الحكومة ستبني لهم معابد يهودية وغيرها من المؤسسات المجتمعية.
·وصرح عزرا فريدلاندر إن السيسي وعد بتنظيف مقبرة البساتين القديمة في القاهرة .. وأعلن أيضا عن مشروع بملايين الدولارات لاستعادة مواقع التراث اليهودي في مصر.
·وقال إن الاجتماع مع السيسي كان يعني "التأكيد على الأهمية الكبرى التي نضعها نحن أعضاء الجالية اليهودية الأمريكية على تعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة ومصر ... الرئيس السيسي هو زعيم في العالم العربي يفهم أهمية الاعتدال والشمول، وربما هو الذي يحافظ على استقرار الشرق الأوسط.
·وهو يعتقد بحماس أن دور اليهود الأمريكيين هو أن يتحالفوا علانية مع الرئيس السيسي"
·وأنه ينبغي احتضان السيسي في الغرب، من قبل الإدارة وكل عضو في الكونغرس كحليف استراتيجي للولايات المتحدة.
·ونقل عن السيسي قوله "إنه إذا لم يحصل على دعم أمريكي، فإن جماعة الإخوان المسلمين يمكن أن تستعيد السلطة في البلاد."
·ويعلق فريدلاندر على ذلك بقوله: من الواضح أنه يبحث عن الدعم في الولايات المتحدة، وأعتقد أنه من واجبنا الأخلاقي دعمه إلى أقصى حد ممكن.)) ـ للاطلاع على التحقيق كاملا اضغط هنا
***
هذا بعض مما ورد فى تغطية الجيروزاليم بوست للقاء المذكور، ولذا اتمنى ان يصدر تكذيب رسمى لما نشر، او على أضعف الايمان، توضيح يقدم سياقا مختلفا لما طرحته الجريدة، لعله يكون اكثر قبولا، اما اذا صدقت هذه الرواية بنصها وسياقها فاننا نكون امام تصريحات خطيرة يتوجب ان تثير قلقا عميقا لدى كل المعنيين بشئون الامن القومى فى مصر سواء من داخل مؤسسات الدولة او من خارجها للاسباب التالية:
لنتفق اولا على أن من يلتقى بهم السيسى من وفود امريكية يهودية هم جزء من اللوبى الصهيونى فى الولايات المتحدة، ولاءهم الرئيسى للصهيونية ولاسرائيل ولمشروعها فى المنطقة، وبالتالى لا يمكن ولا يجب باى حال من الاحوال ان نتعامل معهم بصفتهم يهودا فحسب، بل هم يهود صهاينة، انهم العدو، فلا تنطبق عليهم أبدا مبادئ التسامح والتعايش والاخاء الواجبة بين انصار كل الديانات فى العالم، فهم يستهدفون فى النهاية القضاء على الوجود العربى فى فلسطين وخارجها، وهو الوجود الذى يعتبرونه بمثابة استعمارا عربيا، يحتفلون فى مايو من كل عام بذكرى تحرير ارضهم منه فى يوم يسمونه عيد الاستقلال.
***
ثانيا ـ اما عن احتفاء السيسى بدور الجالية اليهودية القديمة فى مصر، فهو يتجاهل ويتناسى ما اصاب هذه الجالية من انحرافات خطيرة عشية حرب 1948 وبعدها، نتيجة اختراق الحركة الصهيونية الشديد لها وتمكنها من استقطاب وتجنيد العديد من عناصرها، وتوظيفهم لخدمة المخططات والمشروعات الصهيونية فى مصر وفلسطين، بما فيها تنفيذ التفجيرات والاغتيالات والعمليات الارهابية فى العمق المصرى كعملية "نافون" الفاشلة.
***
ثالثا ـ واما عن الدعوة الخطيرة التى يقال أن السيسى قد وجهها للمهاجرين اليهود للعودة الى مصر:
فعن اى يهود يتحدث؟
·لقد كان فى مصر عام 1948-1950 ما يقرب من 75 الف يهودى، هاجر نصفهم الى (اسرائيل) فى الفترة من (1948-1960)، لم يفعلوا ذلك الا بعد ان اعتنقوا العقيدة الصهيونية وحملوا افكارها، وتبنوا مشروعاتها وشاركوا فى مخططاتها. وحين استقروا فى الارض المحتلة فانهم انخرطوا فى الجيش (الاسرائيلى) وحملوا السلاح ضد مصر واعتدوا عليها واحتلوا ارضها مرتين وقتلوا جنودها واطفالها وعمالها، وتجسسوا عليها واستقووا بالامريكان ولا يزالوا على ردعها واضعافها والتآمر عليها.
·اما الذين غادروا مصر وهاجروا منها الى دول أخرى غير (اسرائيل)، فكم منهم اعتنق الفكر الصهيونى وانضم الى احدى منظماته ودعم (اسرائيل) بالاموال والمواقف والسياسات.
·فاذا عاد هؤلاء او بعضهم الى مصر اليوم، فانها ستكون اكبر عملية اختراق وتجسس وتخريب يمكن ان تتعرض لها مصر عبر العصور.
·اما اليهود المصريون الوطنيون فهم اولئك الذين رفضوا مغادرة مصر، وعاشوا فيها مواطنين مصريين طبيعيين جنبا الى جنب مع اخوتهم من المصريين المسلمين والمسيحيين.
***
رابعاـ واما عن تصريحه بانه على استعداد لبناء معابد لمن يعود منهم، ووعوده والتزامه امام لجنة اليهود الامريكان بانه سيعمل فورا على تطهير مقابرهم فى البساتين، فهو يعطيهم مكانة وحقوقا ونفوذا وصلاحيات لا يستحقونها!
انه تسليم بالادعاءات الصهيونية والاسرائيلية الباطلة، بان لهم حق الولاية على كل يهود العالم فى كل ما يتعلق بأحوالهم وحقوقهم وممتلكاتهم ومقدساتهم، حق الولاية والحماية والرعاية والتدخل والتفتيش والمساءلة والمحاسبة على كل بلدان العالم.
انها ادعاءات باطلة لم يدعِ بمثلها قبل الصهيونية و(اسرائيل)، سوى الغرب الاستعمارى منذ الحروب الصليبية حتى يومنا حين يتذرع بحماية المقدسات والاقليات المسيحية فى العالم العربى، لتبرير حملاته واطماعه الاستعمارية.
***
خامسا ـ اما عما اسند اليه من قيامه بالاستنجاد صراحة بالامريكان طالبا دعمهم لقطع الطريق امام الاخوان للعودة الى الحكم مرة اخرى، فهو يحمل عديد من المعانى والدلالات الخطيرة:
·فهو اولا يمثل انتهاكا خطيرا لكل القيم والثوابت الوطنية، ويجرده فيما لو صح ما هو منسوب اليه، من اى شرعية وطنية او دستورية.
·وهو ثانيا يهدم الرواية الرسمية المتداولة حتى تاريخه، بان ثورة يناير هى مؤامرة أمريكية، وان كل من قام بها او شارك فيها هم عملاء للامريكان.
·وهو ثالثا يفتح بوابات الجحيم على مصراعيها، لكل من يريد من الفرقاء المصريين، الاستقواء بالخارج فى مواجهة الآخر، وهى لعبة خطيرة نهايتها الهلاك للجميع.
·كما انه قد يثير عديد من الشكوك حول طبيعة الدعم الاضافى الذى يريده السيسى من الامريكان اليوم، وهل المقصود به هو ضوء اخضر امريكى بمباركة ما ينتويه من تمديد حكمه الى ما شاء الله.
·او قد يثير شكوكا اخرى عن رغبته فى احتلال ذات المكانة التى احتلها السادات لدى امريكا و(اسرائيل) فمنحوه جائزتى نوبل والكونجرس الذهبية.
***
لكل هذه الاسباب وغيرها، فاننى ارى ان الحكمة تقتضى ان تسارع الجهات الرسمية المصرية الى تكذيب ما تم نشره من تصريحات منسوبة للسيد رئيس الدولة المصرية، فى لقاءه مع اليهود الامريكان.
*****
القاهرة فى 27 فبراير 2019
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق